لخّصلي

علم الجمال:
ويبحث علم الجمال في اإلبداع، وفي المبادئ التي يقوم عليها الفن والجمال، كما أنه يدرس أفكارنا
ئا جميالً قد
ً
ومشاعرنا ومواقفنا حينما نرى ونسمع ونطالع شي يتمثل في شيء جميل، كاألثر الفني، مثل
أو السيمفونية أو القصيدة، أو غروب الشمس أو غيره من الظواهر الطبيعية. فضالً عن ذلك، فإن علم
الجمال يستقصي الخبرة التي اكتسبها من يمارس بعض األنشطة المختلفة مثل الرسم بأنواعه المختلفة والتمثيل
السينمائي والمسرحي .
ًة في العمل الفني. ويفكر الناس في
ويدرس علم الجمال طبيعة الشعور بالجمال والعناصر المكونة له الكامن
ما
ِّ
علم الجمال عندما يتساءلون لماذا تبدو بعض األشياء جميلة، وبعضها اآلخر غير جميل، أو ع إذا كانت
هناك قواعد أساسية البتكار أو تفسير اللوحات الفنية والقصائد، والموسيقى الجيدة.
َب
ويدرس علماء علم الجمال، الفنون بوجه عام، كما يقارنون فنون الثقافات المختلفة، وثقافات الحق المختلفة
عد المشكلة المحورية
في التاريخ، وذلك لتنظيم المعرفة المنهجية لها. ولسنوات عديدة، كانت در ا سة الجمال تُّ
َ لعلم الجمال. وقد اتسع الموضوع اآلن ليشمل ج وانب أخرى عديدة من الفنون. ويحاول علماء علم هم
الجمال ف
عالقة الفن بأحاسيس الناس، وبما يتعلمونه، وبالثقافات التي يعيشون فيها. وللوصول إلى ذلك الفهم، فإنهم
نفون، ويفسرون المعلومات المتعلقة بالفنون، وبالخبرة الجمالية. كما يحاول علماء
صِّ
يجمعون، وي
علم الجمال اكتشاف ما إذا كانت هناك معايير لنقد الفنون، مما يساعد الناس على تقدير مختلف أنواع الفنون
حق قدرها.
ظهر علم الجمال مع عصر النهضة باعتباره نظام معرفي ي هت م بعلم األخالق والمنطق، أما علم الجمال
الحدي ث فقد ظهر منذ القرن الثامن عشر على ي د الفي لسوف جوتلي ب بومجارتن
_ومن ح يث فقه اللغة، فإن الجمالي ات كانت تعني دراسة اإلدراك الحسي، لكن ولع بومجارتن بالشعر
خاصة، والفنون عامة، جعله ي ع ي د تعر ي ف حدود هذا الموضوع على أنه نظر ي ة الفنون العلمي ة، أو علم المعرفة
الحسي ة" وقد سار على هذا الدرب ألنه كان ي عتقد أن اكتمال الوعي الحسي يمكن أن يوجد في أنقى حاالته
خالل اإلدراك الفائق للجمال.
لقد اهتم الفي لسوف بومجارتن بالشعر خاصة والفنون عامة وكان ي رى بأن اإلدراك الفائق للجمال ال ي كون
إال باكتمال الوعي الحسي,
_نظر الكالسي ك ي ون إلى الجمال باعتباره جوهر الواقع، و أنه التحقق الكامل للشكل، أو هو اكتمال الشكل
في ذاته.
_كذلك نظر الرومانت يكيون إلى الجمال باعتباره تجلي ا لإلرادة أو الشعور، الذي ن يتجددان ذاتي ا من خالل
كل مشاهدة الجمال، أما الطب ي ع ي ون فاكتشفوه في التوافق أو االتفاق البارع مع الطبي عة . ونظر الواقعي ون إلى
الجمال فاعتبروه موجودا في الموضوع الجمالي وكذلك الوعي الذي ي درك هذا الموضوع أي ضا.
اختلفت الرؤ ي ة الجمالي ة من مذهب إلى آخر فاعتبره الكالسي كيون تحق ي ق الشكل في ذاته، أما
الرومانت يكي ون اعتبروا مشاهدة الجمال تجدد اإلرادة والشعور، أما الطب يعي ون اعتبروا الجمال هو كل ما ي وافق
و ي توافق مع الطب يعة والبع ي د عن الطب يعة ليس بجم ي ل .
أما الواقعي ون اعتبروا الجمال موجود في الموضوع الجمالي ذاته وكذلك في الوعي المدرك لهذا
الموضوع، وهذا هو التعر ي ف األقرب إلى العقل,
سبق وأن ذكرنا أن موضوع الجمال ح ي ر المفكر ي ن والفالسفة منذ القدي م وهذا ما جعلنا نتطرق إلى قضي ة
التفكي ر الجمالي في الفلسفة القدي مة وانعكاسه على الفلسفة الحدي ثة.