لخّصلي

بعد أن تجاوزت الدعوة اإلسالمية حدود الجزيرة العربية، ظهرت
الحاجة الماسة إلى االستعانة بالوالة لحكم البالد المفتوحة، التي قسمت إلى
مجموعة من الواليات أو اإلمارات، صار يعين عليها الخليفة والة أو عمال
يستمدون سلطانه منه ويتبعونه، يطلق على الواحد منهم اسم أمير بمعنى
قائد الجيش أو عامل الخليفة أو العامل فقط. كان يتم اختيارهم من الصحابة
سواء من قواد الجيش الفاتحين أو من أماثل القوم.
إذ يروى أن عمرا كان كثير التروي عند اختيار والته وأنه كان
يختارهم من أماثل الناس وكانوا في الغالي من الصحابة فيشترط عليهم أن
ال يركب الواحد منهم برذونا حمارا وال يأكل نقيا وال يلبس رقيقا وال يتخذ
بابا من دون حاجات الناس وذالك مع حرصه على أن يبقى للوالي هيبة
توقره في الصدور ومهابة يلجم بها العامة أو الخاصة وكان يكتب إلى الوالة
وكان يقول من ظلمه أميره فال إمرة عليه كذالك كان الحال مع الخليفة
عثمان بن عفان رضي هللا تعالى عنه الذي لم يتردد في عزل من يشتكيه
أهل عمله وفي عهد بني أمية قسمت الدولة أداريا إلى خمس أمارات كبرى
يحكم كل واحد منها أمير مرتبط بالخليفة رأسا)الحجاز واليمن وأواسط بالد
العرب مصر بقسميها العليا والسفلى العراقان العربي ويشتمل بالد بابل
وأشور القديمة والعجمي وهو بالد فراس نفسها بالد الجزيرة ويتبعها
أرمينية وأذربيجان وبعض أراضي أسيا الصغرى افريقية الشمالية وتشمل غرب مصر وبالد األندلس وجزيرة صقلية وسردينيا والبليار ومركزها
القيروان( وقد اتبع األمويون طريقة الخلفاء الراشدين فكانوا هم الذين
ّواد الجند وكانوا يعينونهم من العرب، وكان كثير
يعينون الوالة والقضاة وقُ
من الذين يلون هؤالء في المرتبة من أهل البلد األصليين، وكانت أعمال
الدولة ال تستند إال من عرف بالمرونة السياسية والخبرة اإلدارية وحسن
التدبير ولكن المحاباة لم تلبث أن تغلغلت في أيام يزيد بن عبد الملك، حتى
غدت عامال أساسيا في الترشيح لتولي أعمال الدولة، كما ظهرت فيما بعد
ظاهرة الوالية باإلنابة، فقد كان بعض الوالة يرسلون شخصا ينوب عنهم
في حكم البالد التي يعينون عليها، ويقيمون في حاضرة الخالفة، حتى
يضمنوا رضاء الخليفة الدائم بما يوالونه به هو وحاشيته من الهدايا، وكان
أولئك النواب ينتهزون الفرصة البتزاز أموال الدولة، ويجنحون إلى
الرشوة.
وصاحب هذه اإلمارة يشبه وزير التنفيذ ألن يدين بالطاعة المطلقة للخليفة،
ومن أشهر عمال االستكفاء في العهد األموي عمرو بن العاص ويزيد بن
ملهب والحجاج بن يوسف أما في العصر العباسي ابن طاهر في خراسان
وابن طولون في مصر
2ــ إمارة استيالء: تنعقد عن اضطرار نتيجة الستيالء األمير أو الوالي
على الوالية بالقوة فيضطر الخليفة إلى منحه تقليدا صوريا للحفاظ على
هيبة الخالفة ويطلق عليه لقب األمير المستولي وتكون إمارته شاملة لكل
البالد التي استولى عليها ونظره نافذ في جميع أمورها فهو يشبه وزير
التفويض ألنه كان يقوم أيضا بسك اسمه على لعملة والطراز ويدعى له
على المنابر بعد الخليفة مباشرة
اإلمارة الخاصة: يقول الماوردي: يقتصر الوالي فيها على تدبير الجيش
وسياسة الرعية وحماية المجتمع وموضع السلطان والذب عن الحريم وليس
له فيها أن يتعرض للقضاء األحكام وكذا جباية الخراج والصدقات بل
وإمامة الصالة فربما كان القاضي أحق بها منه والخليفة يعين لهذه اإلمارة
قضاة وجباة من عنده فالجباة يجمعون الخراج لحساب بيت المال المركزي
وهم يؤدون أعطيات الجند وغيرها مما يجمعون