لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

يحيى بن موسى الزهراني
الحمد لله الواحد القهار ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو القوي الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار ، أكرم الأمة بنعمة الإسلام ، فجعلها خير أمة أخرجت للناس ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، اللهم صل وسلم عليه عدد زخات الأمطار ، وعدد قطر البحار ، وعدد ورق الأشجار ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار ، والتابعين الأطهار ، . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " . أمة الإسلام : كم غيرت الأمم في أديانها وبدلت ، حتى التبس عليهم الحق والباطل ، وامتزج الخير بالشر ، . " ، وبعد ذلك التحريف في اليهودية والنصرانية ، وحلاً ومخرجاً ، الإسلام هو الحل هو المخرج من كل المآزق والمنحدرات ، والحزبيات والبعثيات ، فاهتدت بهداه ؛ فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس ، وتجاهد في سبيله , وعباد الوثنية ، وشيوخ الحضارة الزائفة في كل مكان وزمان : جئناكم لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة العيش ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، بل وحتى الحيوان ، بُعث هذا النبي العظيم ، ليزرع في البشرية كلمة التوحيد ، أعظم كلمة قالها بشر ، وأنه لا يجوز لغير الله الانحناء ، ولا يعبد سواه ، مخلصاً له الدين ولو كره الكافرون ؛ " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ، وسر الشجاعة والإنسانية ، حتى علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإنسان الأعزل الفقير علمه ألا يذل ولا يخضع لشيء من متاع الدنيا ، وكيف يذل لغير الله عز وجل : " بل الله أعبد مخلصاً له ديني " ، تأبى عقيدتنـا تأبـى أصالتنا *** أن يصبح العُـرب أشتاتاً وقطعاناً
فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها *** بل تـرفض الجبهة الشماء إذعاناً
الإسلام هو العروة الوثقى ، فمن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم ، ومن زاغ عنه قذف به في الحميم والجحيم . قتال وانتحار ، وانتهاكات ودمار ، زلازل وبراكين ، وإزهاق لأنفس البريئين ، وتدمير للبناء ، واغتيالات خائنة ، والتمسك بتعاليم الإسلام ، الإسلام اخوة الإيمان دين الوحدة ، والاجتماع ونبذ الفرقة ، قال تعالى : " إنما المؤمنون اخوة " ، . . بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ " [ أخرجه مسلم ] ، بل أين المسلمون عن جمع كلتهم ، والبراء من عدوهم ، كيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " ، ويُستعبدون ، وصدق الله إذ يقول : " وكان وعد ربي حقاً " ، إن الناظر في واقع المسلمين المرير اليوم يجد تصديق ذلك واضحاً جلياً ، كوضوح الشمس في رابعة النهار ، فها هي الأخبار يتناقلها الثقات عن بيع المسلمات العفيفات في أسواق الرقيق العالمية ، بيعت نساء المسلمين كما يباع العبيد قديماً ، وقد حذر الشرع المطهر عن بيع المسلم الحر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تعالى : " ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، فأين الغيرة والحمية عن سبي النساء المسلمات ، فصاحت واستغاثت ، فقام رجل من المسلمين فقتل اليهودي ، فتحامل عليه يهود فقتلوه ، فدحرهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم ، وامرأة في زبطره صرخت وامعتصماه ، فجهز جيشاً عرمرماً واكتسح الروم ، والأيدي مكتوفة ، والعقول مشلولة ، أم أنه سبحانه سيمهلنا ، وإما الانتقام منا معاشر المسلمين . دم المصلين في المحـراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجع ولا أثر
تساءل الليل والأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية *** هل في العراق ونجد جلجل الغير ؟
هل قام مليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هل أجهشت في بيوت الله عـاكفة *** كل القبائل والأحياء والأسر؟
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر؟
مـاذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تغير هذه الحال والصور
عباد الله : هذه دعوة لكل مسلم يخشى شدة السؤال أمام الله عن واجبه الكبير لإنقاذ أمته بتحقيقه العودة الصادقة إلى الله ، والعمل بجد لها في نفسه ومجتمعه ، ودعوة لكل مسؤول في أمتنا قصر في تحقيق هذا الواجب العظيم، دعوة لكل من يؤذي الدعاة ويلمزهم ، مع علمه أنهم يسعون لإنقاذه وإنقاذ أمتهم ، واستعادة عزها المجيد ، وسؤددها التليد ، ودعوة لعلمائنا الأجلاء ، فهم أول المسؤولين يوم العرض والحساب ، وقفوهم إنهم مسؤولون ، قال الله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " ، إن واقع المسلمين الحالي يمثّل حجاباً كثيفاً يطمس نور الإسلام ، ويفرح لفرحه ، هكذا دعا الإسلام أهله ، وتأملوا رحمكم الله كيف أن الغرب اليوم أصبح يطالب بحقوق رعاياه بينما تخلى عن ذلك المسلمون ، فلقد طالبت دول الكفر بتعويضات لمن تضرروا إثر سقوط طائرة أو احتراق ملهى أو مرقص ، فأين المطالبون بحقوق ملاين المسلمين المهدرة ، ومثلها من المباني التي هدمت ، والطائرات التي أسقطت ، أين العالم عن حادثة الاعتداء وقصف مصنع الأدوية بالسودان ، وراح ضحيته آلاف الأبرياء من المؤمنين والمسلمين ، أين الأعراف الدولية ، والقوانين البشرية ، وأين العالم بأممه وهيئاته ، هيلمنة إعلامية ، ولو كانوا صادقين فيما يزعمون من دفاع عن حقوق الإنسان ، لسمعنا لكلامهم هدير ، ولصوتهم صفير ، وصُمت آذانهم ، ولا معروف يعرفون ، وإن اختلفت أجناسها ، فأي مسلم عاقل يلقي باللوم على كافر لم ينصر قضيته ، وإنما العتب على المسلمين أنفسهم :
بأيديهمُ نُوران ِ: ذكرٌ وسُنةٌ *** فما بالهمْ في أحلك الظلماتِ
ما هو موقف الأمة تجاه الأحداث الراهنة على الساحة العربية والإسلامية ، أين شعارات الاستنكار والشجب وعدم القبول ، أين هم عما يحدث لإخوانهم في شتى البقاع ، وبين القلاع ، وقبلوا أن يصبحوا أذناباً وأتباعاً ، بل أين أسلحتهم وعدتهم وعتادهم ، أين اعتمادهم على ربهم ، وتوكلهم على خالقهم ، ويمنعون استيراد سلعه وبضاعاته ، ألا لا تغفلوا معاشر المسلمين عما حصل من الانتصارات في بدر ومؤته ، والقادسية وحطين ، ولا تنسوا النصر في اليرموك وفتح صلاح الدين لفلسطين ، " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ، عبراً في العزة بدين الله ، أم أن العقول تاهت في زخم الحياة الدنيا ، وأكلة البشرية ، والقمعيات الوحشية ، أولئك هم عباد الوثنية ، وشيوعية ومجوسية وهندوسية ، وزاد الأمر سوءاً ، والموضوع خطورة ، ظهور النزعة الشيعية والعلمانية ، وتفشي الحركات الباطنية ، لقد أتوا باسم الإسلام والإسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، فلا يجوز بحال أن نشابه النعام ، بل لا بد أن ترفع الرؤوس شامخة أبية ، فهبوا اخوة الإيمان لنصرة دينكم ، وانصروا قضاياكم العادلة ، وإياكم والتخاذل أو تثبيط الهمم " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور " ، ذات رؤية سياسية سديدة ، لا ترضى الضيم ، ولا تقبل الظلم ، فلا يستغرب ذلك من دولة إسلامية تحتل مكانة مرموقة في قلوب ملايين المسلمين ، فهي معقل الإسلام ، وانبثاق نوره ، وحامية البلدين الشريفين ، فاللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى ، ووفقهم للعدل والهدى. عباد الله : إن نصرة أهل الإسلام من الواجبات الشرعية؛ فكيف إذا كانوا مجاهدين أو مظلومين ، لنصرهم أعظم وأكبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخـو المسلم لا يظلمه ولا يخذله " لقد تضافرت النصوص في الحث على فكاك الأسير المسلم ، فأخرج مسلم من حديث سلمة بن الأكوع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بمملوكة إلى أهل مكة ففدى بها ناساً من المسلمين المأسورين " ، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الصحيفة وفيها : " وفكاك الأسير " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فكوا العاني : يعني الأسير " ، وحكى ابن حزم الإجماع على وجوب فكاك الأسير المسلم من قبضة الأعداء ، وإخراجه من سجونهم ، فيجب على الأمة جمعاء أن تخرج لاستنقاذ الأسرى ، حتى لا تبقى منا عين تطرف ، ولا طرف يتحرك ، وفضول الأحوال ، والقوة والجلد . يُعاملون كفئران التجارب ، والجرذان والعناكب ، وحتى لا نكون مجحفين ، وعن طريق الحق ناكبين ، فلقد استنكرت كثير من وسائل الإعلام الكافرة تلك الاختراقات اللانسانية التي تقوم بها الصليبية ضد إخواننا العزل الأبرياء في تلك السجون الظلماء ، فأين الأمة الإسلامية التي تخلت عن أعظم قضاياها الثابتة ، وويل لأمة هانت على خالقها ، وظلم نفسها ، وفكوا أسيركم ، وانصروا مجاهدكم ، ولموا شعثكم ، وإلا كما فعل بغيركم سيفعل بكم ، ولا يفهم الكلام بغير ما عبرت ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، والله من وراء القصد ،


النص الأصلي

واقع المسلمين اليوم
يحيى بن موسى الزهراني


الحمد لله الواحد القهار ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو القوي الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار ، أشكره على رزقه المدرار ، وخيراته الغزار ، أكرم الأمة بنعمة الإسلام ، فجعلها خير أمة أخرجت للناس ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، اللهم صل وسلم عليه عدد زخات الأمطار ، وعدد قطر البحار ، وعدد ورق الأشجار ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار ، والتابعين الأطهار ، ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم واستن بسنتهم إلى يوم الحساب والقرار . . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " .


أمة الإسلام : كم غيرت الأمم في أديانها وبدلت ، وكم حرفت في معتقداتها فقدمت وأخرت ، حتى التبس عليهم الحق والباطل ، وامتزج الخير بالشر ، قال تعالى : " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه . . " ، وبعد ذلك التحريف في اليهودية والنصرانية ، لم يبق إلا الإسلام ديناً قيماً ، ديناً ثابتاً ، وحلاً ومخرجاً ، الإسلام هو الحل هو المخرج من كل المآزق والمنحدرات ، والمنقذ من الخلافات والتشعبات ، والحزبيات والبعثيات ، فصدع النبي صلى الله عليه وسلم بنداء لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فرفعت الأمة إليه رؤوسها ، وفتحت له أعينها ، وأصغت له آذانها ، فاهتدت بهداه ؛ فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله ، وتجاهد في سبيله , فخرجت من هذه الصحراء القاحلة لتقول لأساتذة المدنية ، وعباد الوثنية ، وشيوخ الحضارة الزائفة في كل مكان وزمان : جئناكم لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة العيش ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فبعث الله نبي الرحمة والهدى للإنسانية ليغرس فيها معنى العطف والرحمة ، والألفة والمحبة ، واحترام حقوق الإنسان ، بل وحتى الحيوان ، بُعث هذا النبي العظيم ، ليزرع في البشرية كلمة التوحيد ، أعظم كلمة قالها بشر ، إنها الكلمة المنقذة من عذاب القبر ، ومن فتنة النار ، كلمة لا إله إلا الله ، الإسلام علم الناس العلو والسمو والرفعة ، والعزة والإباء ، وأنه لا يجوز لغير الله الانحناء ، ولا يطأطأ الرأس إلا لله عز وجل ، ولا يسجد لغيره ، ولا يعبد سواه ، مخلصاً له الدين ولو كره الكافرون ؛ " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ، لقد بث الإسلام في الإنسان روح العزة الإسلامية ، ومعنى الحمية الدينية ، وسر الشجاعة والإنسانية ، حتى علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإنسان الأعزل الفقير علمه ألا يذل ولا يخضع لشيء من متاع الدنيا ، وكيف يذل لغير الله عز وجل : " بل الله أعبد مخلصاً له ديني " ،
تأبى عقيدتنـا تأبـى أصالتنا *** أن يصبح العُـرب أشتاتاً وقطعاناً
فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها *** بل تـرفض الجبهة الشماء إذعاناً
قال تعالى : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ، الإسلام هو العروة الوثقى ، فمن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم ، ومن زاغ عنه قذف به في الحميم والجحيم .


أمة الإسلام : كم تعاني البشرية اليوم من الاضطهاد والاستعباد ، وإذلال العباد ، قتال وانتحار ، وانتهاكات ودمار ، زلازل وبراكين ، وإزهاق لأنفس البريئين ، شلالات من الدماء ، وتدمير للبناء ، عواصف مهلكة ، فيضانات مغرقة ، أمراض فتاكة ، واغتيالات خائنة ، خطف وسرقة وتحطيم وتدمير ، أهوال عظام ، وأخطار جسام ، ولا منجي منها إلا الله الواحد العلام ، والتمسك بتعاليم الإسلام ، الإسلام اخوة الإيمان دين الوحدة ، والاجتماع ونبذ الفرقة ، قال تعالى : " إنما المؤمنون اخوة " ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " . . . بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ " [ أخرجه مسلم ] ، وهكذا نرى أن الإسلام وحدة لا تتجزأ ، وجسد واحد لا يتبعض ، فأين الأمة اليوم من تلك الآيات البينات ، والأحاديث المرشدات ، بل أين المسلمون عن جمع كلتهم ، وتوحيد صفوفهم ، ولم شعثهم ، والولاء لربهم ، والبراء من عدوهم ، كيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " ، فإن لم يفعلوا ذلك فلن يرحمهم الله ، وسيُذلون ، ويُحتقرون ، ويُستعبدون ، وصدق الله إذ يقول : " وكان وعد ربي حقاً " ، إن الناظر في واقع المسلمين المرير اليوم يجد تصديق ذلك واضحاً جلياً ، كوضوح الشمس في رابعة النهار ، فها هي الأخبار يتناقلها الثقات عن بيع المسلمات العفيفات في أسواق الرقيق العالمية ، بيعت نساء المسلمين كما يباع العبيد قديماً ، وقد حذر الشرع المطهر عن بيع المسلم الحر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تعالى : " ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ " [ أخرجه البخاري ] ، فأين الغيرة والحمية عن سبي النساء المسلمات ، لقد كشف يهودي عورة امرأة مسلمة ، فصاحت واستغاثت ، فقام رجل من المسلمين فقتل اليهودي ، فتحامل عليه يهود فقتلوه ، فدحرهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم ، وامرأة في زبطره صرخت وامعتصماه ، فجهز جيشاً عرمرماً واكتسح الروم ، واليوم كم هي المآسي التي يتعرض لها النساء المسلمات إثر دخول القوات الكافرة إلى بلاد المسلمين الآمنة المطمئنة ، والأيدي مكتوفة ، والأرجل مصلوبة ، والقلوب منذهلة ، والعقول مشلولة ، أترون أن الله سيعذرنا عما يفعل الكفار بإخواننا ، أم أنه سبحانه سيمهلنا ، فإما الدفاع عن أعراض المسلمات ، وإما الانتقام منا معاشر المسلمين .
دم المصلين في المحـراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجع ولا أثر
تساءل الليل والأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية *** هل في العراق ونجد جلجل الغير ؟
هل قام مليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هل أجهشت في بيوت الله عـاكفة *** كل القبائل والأحياء والأسر؟
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر؟
مـاذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تغير هذه الحال والصور


عباد الله : هذه دعوة لكل مسلم يخشى شدة السؤال أمام الله عن واجبه الكبير لإنقاذ أمته بتحقيقه العودة الصادقة إلى الله ، والعمل بجد لها في نفسه ومجتمعه ، ودعوة لكل مسؤول في أمتنا قصر في تحقيق هذا الواجب العظيم، دعوة لكل من يؤذي الدعاة ويلمزهم ، مع علمه أنهم يسعون لإنقاذه وإنقاذ أمتهم ، من أخطار تحيط به وبهم ، ودعوة إلى من ضيعوا الأمة بالمعاصي في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى التمسك بشريعتها والخروج من دوامتها ، واستعادة عزها المجيد ، وسؤددها التليد ، ودعوة لعلمائنا الأجلاء ، تذكيراً لهم بمسؤوليتهم العظيمة في إيقاظ الأمة حتى لا تضيع وسط ركام وسائل الإفساد التي خدرت أمتنا ، فهم أول المسؤولين يوم العرض والحساب ، وقفوهم إنهم مسؤولون ، قال الله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " ، إن واقع المسلمين الحالي يمثّل حجاباً كثيفاً يطمس نور الإسلام ، ومن ثَمّ يجعل هناك صدّاً عن سبيل الله .


أيها المسلمون : عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى منه عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " [ متفق عليه ] ، الأمة كالجسد الواحد ، يتألم الواحد لألم الآخر ، ويتوجع لوجعه ، ويفرح لفرحه ، هكذا دعا الإسلام أهله ، وتأملوا رحمكم الله كيف أن الغرب اليوم أصبح يطالب بحقوق رعاياه بينما تخلى عن ذلك المسلمون ، فلقد طالبت دول الكفر بتعويضات لمن تضرروا إثر سقوط طائرة أو احتراق ملهى أو مرقص ، فأين المطالبون بحقوق ملاين المسلمين المهدرة ، الذين قتلوا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم وأبنائهم ، وتخريب مئات المقدرات التي أهدرت ، ومثلها من المباني التي هدمت ، والطائرات التي أسقطت ، أين العالم عن حادثة الاعتداء وقصف مصنع الأدوية بالسودان ، وأين العدل ومطالبة الحقوق عندما تم الحصار الاقتصادي الظالم الغاشم الذي تعرضت له بعض الدول الإسلامية ، وراح ضحيته آلاف الأبرياء من المؤمنين والمسلمين ، وحدث عن مثل ذلك ولا حرج ، فهذه الأحداث هي البحر الهائج ، والطوفان الهادر ، وحق لمتسائل أن يسأل ، أين الأعراف الدولية ، والقوانين البشرية ، وأين العالم بأممه وهيئاته ، ومنظمات حقوق الإنسان المزعومة ، إنها حبر على قرطاس ، وتخدير لجميع الناس ، هيلمنة إعلامية ، وافتراءات دعائية ، ولو كانوا صادقين فيما يزعمون من دفاع عن حقوق الإنسان ، لسمعنا لكلامهم هدير ، ولصوتهم صفير ، وللمسنا منهم رائحة الاستنكار والوعيد ، والتحذير والتهديد ، لكن لما أخرست ألسنتهم ، وألجمت أفواههم ، وصُمت آذانهم ، وعميت أبصارهم ، فلا حق يريدون ، ولا معروف يعرفون ، ولا إسلام يدينون ، ففي فاسد معتقدهم صادقين ، فملة الكفر واحدة ، وإن اختلفت أجناسها ، وتباينت أقطارها ، فأي مسلم عاقل يلقي باللوم على كافر لم ينصر قضيته ، وإنما العتب على المسلمين أنفسهم :
بأيديهمُ نُوران ِ: ذكرٌ وسُنةٌ *** فما بالهمْ في أحلك الظلماتِ


ما هو موقف الأمة تجاه الأحداث الراهنة على الساحة العربية والإسلامية ، أين شعارات الاستنكار والشجب وعدم القبول ، أين هم عما يحدث لإخوانهم في شتى البقاع ، وبين القلاع ، أم رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، وقبلوا أن يصبحوا أذناباً وأتباعاً ، أين تحركاتهم وأموالهم ودماؤهم ، بل أين أسلحتهم وعدتهم وعتادهم ، أين اعتمادهم على ربهم ، وتوكلهم على خالقهم ، لماذا لا يقاطعون الغرب الكافر في منتجاته ، ويمنعون استيراد سلعه وبضاعاته ، ألا لا تغفلوا معاشر المسلمين عما حصل من الانتصارات في بدر ومؤته ، والقادسية وحطين ، ولا تنسوا النصر في اليرموك وفتح صلاح الدين لفلسطين ، " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ، لقد حملت كتب التأريخ والمغازي عبراً للمسلمين اليوم ، عبراً في العزة بدين الله ، وصدق اللجوء إلى الله سبحانه ، أم أن العقول تاهت في زخم الحياة الدنيا ، فإياكم إياكم أن تغفلوا اليوم عن سُراق الإنسانية ، وأكلة البشرية ، ومتزعموا التصفيات الجماعية ، والقمعيات الوحشية ، أولئك هم عباد الوثنية ، من يهودية ونصرانية ، وشيوعية ومجوسية وهندوسية ، وزاد الأمر سوءاً ، والموضوع خطورة ، ظهور النزعة الشيعية والعلمانية ، وتفشي الحركات الباطنية ، لقد أتوا باسم الإسلام والإسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، فلا يجوز بحال أن نشابه النعام ، بل لا بد أن ترفع الرؤوس شامخة أبية ، فهي تدين بدين أعز الله أهله ومعتنقيه ، " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر المنافقين لا يعلمون " ، فهبوا اخوة الإيمان لنصرة دينكم ، والدفاع عن حوزتكم ، وانصروا قضاياكم العادلة ، وإياكم والتخاذل أو تثبيط الهمم " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور " ، ومما يجلي مصيبتنا ، ويذهب شيئاً من غيض قلوبنا ، أننا ولله الحمد والمنة ننعم بحكومة رشيدة ، ذات رؤية سياسية سديدة ، لا ترضى الضيم ، ولا تقبل الظلم ، ولا أدل على ذلك من شجبها واستنكارها ، لكل ما يحدث للمسلمين من أحداث دموية خطيرة ، فلا يستغرب ذلك من دولة إسلامية تحتل مكانة مرموقة في قلوب ملايين المسلمين ، فهي معقل الإسلام ، وانبثاق نوره ، فهي راعية الحرمين ، وحامية البلدين الشريفين ، فاللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى ، ووفقهم للعدل والهدى.
عباد الله : إن نصرة أهل الإسلام من الواجبات الشرعية؛ فكيف إذا كانوا مجاهدين أو مظلومين ، لنصرهم أعظم وأكبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخـو المسلم لا يظلمه ولا يخذله " لقد تضافرت النصوص في الحث على فكاك الأسير المسلم ، فأخرج مسلم من حديث سلمة بن الأكوع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بمملوكة إلى أهل مكة ففدى بها ناساً من المسلمين المأسورين " ، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الصحيفة وفيها : " وفكاك الأسير " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فكوا العاني : يعني الأسير " ، ألا فليعلم المسلمون أن إنقاذ الأسرى المسلمين فرض على الجميع يجب أن يقوموا به وإلا عمهم الإثم كل حسب قدرته ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لأن أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب " [ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ] ، وحكى ابن حزم الإجماع على وجوب فكاك الأسير المسلم من قبضة الأعداء ، وإخراجه من سجونهم ، وتخليصه من قبضتهم ، فيجب على الأمة جمعاء أن تخرج لاستنقاذ الأسرى ، حتى لا تبقى منا عين تطرف ، ولا طرف يتحرك ، بل ولو كنا جراحاً تنزف ، وأن نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحدنا دينار ولا درهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالأمة اليوم من الوهن والخور ، حتى تركوا إخوانهم في أسر العدو ، وبأيدهم خزائن الأموال ، وفضول الأحوال ، والقدرة والعدد ، والقوة والجلد . فأين العالم أجمع عن المعاملات الحيوانية والتصرفات البهيمية التي تتخذ بحق الأسرى المسلمين في كوبا ، وفي غيرها من سجون الكفار ، يُعاملون كفئران التجارب ، والجرذان والعناكب ، وحتى لا نكون مجحفين ، وعن طريق الحق ناكبين ، فلقد استنكرت كثير من وسائل الإعلام الكافرة تلك الاختراقات اللانسانية التي تقوم بها الصليبية ضد إخواننا العزل الأبرياء في تلك السجون الظلماء ، بل تعدى أمر الاستنكار باللسان إلى تجوال عبر الشوارع والطرقات وحمل اللافتات التي تندد بتلك الأعمال الوحشية ، فأين الأمة الإسلامية التي تخلت عن أعظم قضاياها الثابتة ، وأهم مبادئها الحقة " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " ، إنها وصمة عار ، وذل وصغار منيت به الأمة يوم أن انقادت لذباحها ، وأسلمت رقابها لجزارها ، فهانت على ربها ، وويل لأمة هانت على خالقها ، وظلم نفسها ، وابتعدت عن دينها ، " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " ، فاستمسكوا رحمكم الله بدينكم ، وفكوا أسيركم ، وانصروا مجاهدكم ، ولموا شعثكم ، وإلا كما فعل بغيركم سيفعل بكم ، ولا يفسر القول بغير ما أردت ، ولا يفهم الكلام بغير ما عبرت ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، والله من وراء القصد ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ألنصار المذهب ا...

ألنصار المذهب المادي أو الموضوعي، نكون بصدد البدء في تنفيذ الجريمة، بالشروع في ارتكاب الركن المادي ...

تعد اضطرابات ال...

تعد اضطرابات التغذيه خطر كبير من الناحيه الطبية والنفسية وتسبب كثير من حالات انقطاع الطمث عند الرياض...

تعتبر المملكة ا...

تعتبر المملكة العربية السعودية من كبرى الدول المساهمة على مستوى العالم في برامج مكافحة الجوع. حيث تع...

عند تزاحم المرض...

عند تزاحم المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد و قبل البدء بالمفاضلة بينهم في أولوية العلاج يجب الت...

فوق الأصدقاء -...

فوق الأصدقاء - كل هذا خطأك! لن أسامحك أبدًا، أبدًا! صاحت بيس مارفن لابن عمها جورج. كان لدى بيس دمو...

Bareminerals Ge...

Bareminerals Gen Nude Pa lipstick, an indispensable addition to your makeup collection. This lip lac...

اولاً : المغرب ...

اولاً : المغرب المراد بلفظ المغرب هو كل ما يقابل المشرق من بلاد . وقد اختلف. الجغرافيون والمؤرخون ال...

یأتي یوم یستفید...

یأتي یوم یستفید منھا الآخرون إن لم یكن في جیلنا فقد تستفید منھا الأجیال القادمة. التفكیر الناقد و...

Body image appr...

Body image appreciation was high among our sample of females attending gyms in Tulkarm and Jenin. ...

أساسیات التعلم ...

أساسیات التعلم یمتد التعلم على امتداد حیاة الإنسان من المھد إلى اللحد، وھو في كل مرحلة من مراحلھ الن...

إن السيدة (زهرا...

إن السيدة (زهراء حسن عبود) مدرسة اللغة الإنكليزية في ث. الرباب للبنات هي من طلاب الدراسات العليا (ال...

this most impor...

this most important thing to achieve this goal is to manage your time effectvely i have divid my day...