لخّصلي

أنواع القصة
قسمت القصة من حيث الشكل إلى أنواع متعددة، وهي الرواية، والقصة والقصة القصيرة، والأقصوصة.
أولا : الرواية
وهي مجموعة حوادث مختلفة التأثير وتمثلها شخصيات عديدة على مسرح الحياة، وتأخذ وقتا طويلاً من الزمن، ويرى بعض النقاد أن الرواية هي الصورة
الأدبية النثرية التي تطورت عن الملحمة القديمة (1).
وفي الرواية يتسع المجال أمام الكاتب ليتحرك بالأحداث كيفما يشاء في سلسلة متشابكة متنقلاً من موقف إلى آخر يكشف من خلالها الجوانب المختلفة الأشخاص الرواية في فترات مختلفة من أعمارهم بعد أن تناولهم بالتحليل المتعمق
لكل سلوك يسلكونه ولكل نوع من المؤثرات يتعرضون له. وظهرت الرواية إلى الوجود في الغرب جلساً أدبياً له خصائصه المميزة في القرن الثامن عشر. وأصبح أدب الرواية في هذا العصر أدباً له شكله الفني
الخاص به وكتابه المبدعون.
أما في الأدب العربي فيرجع نشوء الرواية الفنية إلى بداية عصر النهضة الحديثة، ولقد كان للصحافة والترجمة دور أساسي في نشوء الرواية، وللرواية خصائص مميزة، ومن أهم خصائصها عنصر الطول، فهي طويلة وأطول من القصة بكثير. كما أن الشخصيات فيها عديدة والأحداث فيها نامية، وهي تهتم بالقاء أضواء مختلفة على أحداث مختلفة، أو بصورة أخرى تهتم بالإبانة عن
زوايا متعددة للأحداث أو الشخصيات.
أما من حيث الموضوع فهي تنقسم إلى أقسام عدة أشهرها:
ا رواية المغامرات : وهي الرواية التي يصف مؤلفها حوادث فيها كثير من المغامرات والأعمال التي تحتوي على المفاجآت، ومن ضمن هذا النوع الروايات البوليسية. وهي ليست لها قيمة أدبية كبيرة
الرواية الاجتماعية وهي الرواية التي نصف المجتمع وتصور عاداته وتقاليده وتتحدث عن الناس فيه وأخلاقهم وظروفهم الاجتماعية وبيئتهم.
وهي تعالج قضايا المجتمع بأسلوب هادف.
الرواية التاريخية : وهي تتحدث عن جانب تاريخي، وتحاول إحياء بعض الشخصيات التاريخية. وتصور الحضارات السابقة من خلال تناولها بأسلوب قصصي كما فعل تشارلز ديكتر في رواية قصة مدينتين، وكما فعل
تولستوي في رواية حرب وسلام.
ثانيا : القصة
القصة من أنبي يتناول حادثة أو مجموعة من الحوادث التي تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة في بيئة زمنية ومكانية ما، وتنتهي إلى غاية مرسومة وتصاع بأسلوب أدبي معين فالقصة ليست تاريخاً للأحداث والشخصيات، بل هي
إعادة صياغة للحياة كما يراها القاص.
والقصلة متوسطة الحجم، وتتوسط بين القصة القصيرة والرواية، وفيها يطول الزمن إلى حد ما عندما يعنى الكاتب بالتحليل للأحداث والشخصيات بشيء من التوسع، وتحتوي القصة على قدر كاف من تعدد الأحداث في تطور وتسلسل ويتغير فيها عنصر المكان، وتتعرض أكثر من شخصية وفي أكثر من جانب
و موضوع
ثالثا: القصة القصيرة
القصة القصيرة وهي تعتمد على موقف واحد، أو حادثة واحدة، أو يضع حوادث قليلة تكون موضوعا قائماً بذاته في زمن واحد. والقصة القصيرة الحدث فيها متكامل له بداية ووسط ونهاية بحيث تتحد هذه الأجزاء جميعاً في وحدة عضوية واحدة. ولا شك أن مثل هذا التحديد في القصة القصيرة يؤثر إلى حد ما في اختيار الموضوع وطريقة السرد وبناء الحادثة والصياغة اللفظية، ولذلك لا بد
للقاص من التركيز في قصته.
ولقد ظهرت في أوربا بتأثير النزعة الواقعية التي بات تهتم بالأمور العادية في الحياة كي تستنبط منها الحقائق والدلالات التي تخص المجتمع، وبتأثير الصحافة التي تتطلب نشر وحدة فنية قصيرة في العدد الواحد الاجتذاب القراء.
ولقد برزت القصة القصيرة على أيدي أربعة كتاب اثنان منهما دفعا بها إلى الوجود وهما أنجار آلن بو) الأمريكي، و(جوجل) الروسي، واثنان أعطياها شكلها الفني الدقيق وتركا تأثيراً واضحاً في القصة العربية. وهما (موباسان)
الفرنسي، و(تشيخوف) الروسي.
ويرى (بو) أن القصة ينبغي أن تكون قصيرة حقاً، أي ألا تستغرق أكثر من ساعتين في قراءتها ... ولكن هذا التحديد الزمني قديم، والتحديد الحديث الذي يذهب إليه معظم النقاد، هو أن يتراوح طولها بين خمس صفحات وثلاثين صفحة فإذا قصرت عن خمس صفحات صارت أقصوصة".
وللقصة القصيرة عناصر مميزة لها من أهمها صغر الحجم نسبيا وارتكازها على حدث محدد واضح يرتبط بشخصية محورية، أو عدد قليل من الشخصيات ويشترك في القصة القصيرة أن يكون الخبر المروي مترابطا بصورة عضوية تشكل في مجموعها معنى كلياً، كما يجب أن يصور الخبر حدثا متكاملة والكاتب في القصة يعالج جوانب أوسع مما يعالجه في الأقصوصة.
رابعا: الأقصوصة
الأقصوصة، قصة قصيرة تصور جانباً من الحياة الواقعية في ترتيب يصنعه الأديب الفنان ليبرز ظاهرة أو ظواهر خاصة، أو ليحلل حادثة أو شخصية بأسلوب يفهمه القارئ العادي. وفي حجم يمكن من قراءتها في جلسة واحدة.
والأقصوصة يركز فيها القاص على فكرة واحدة. ويسلط عليها أضواء قوية ويبرزها بشكل واضح، كي يوصلها إلى القارئ بطريقة قوية فعالة تترك أثراً في
نفسه.
والأقصوصة أقل من القصة القصيرة حجماً. وهذا يتطلب من الكاتب أن يكون على درجة عالية من البراعة في التصوير والإقناع؛ لأن المجال الذي
يتحرك فيه من حيث الزمان والمكان والأحداث والشخصيات مجال محدود. والأقصوصة / مجال فيها للتفاصيل، ولا تخضع للعقدة كالرواية، ولا يلزمها
بداية ونهاية، بل قد تكون صورة أو مشهداً أو حتى جواً نفسياً خاصاً. وهي تعالج لمحة من حياة البطل في لحظة من لحظات وجوده أو أزمة من أزمات نفسه /
حياته بأكملها).
ويحتم على القاص في الأقصوصة التركيز، ولذلك فهي تتركز في الحركة السريعة والعبارة القوية المشعة