لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (51%)

خالدة على مرّ الزمان , حين هب الإسبانيون يحرقون الكتب العربية , ويهدمون المكتبات والجامعات ويذبحون العلماء والمفكرين والأدباء , ويقضون على آثار العرب في الأندلس القضاء الأخير , ولسوء الحظ أتلفت مكتبة العرب في أسبانيا , التي أضافت إلى بلاغتهم في التعبير مقدرة فائقة في الخيال والتصور مما جعل الأدب العربي في الأندلس - كما يستدل من البقية التي تخلفت لنا – من أجود آداب اللغة العربية منذ القدم . ولهذه المكانة الجليلة للأدب العربي في الأندلس فستكون هذه المادة بوابة تفتح على هذا الجمال الذي زخر به . الموقع الجغرافي وسبب التسمية :
ومن الجنوب مضيق جبل طارق وجزء من البحر المتوسط الذي يكتنفها ممتدا إلى شرقها , أما في الشمال فتحدها فرنسا التي كان يطلق عليها العرب بلاد الفرنجة . وإنما سميت جزيرة بالتغليب كما سميت جزيرة العرب بذلك . سألت القوم عن أنَس فقالوا : بأندلسٍ , وأندلسٌ بعيدُ
أما سبب تسمية الأندلس بهذا الاسم فلكي نعرفه علينا أن نقف أولا أمام هذه الكلمة لنسأل : هل عرف العرب هذا الاسم الأعجمي قبل الإسلام ؟ والواقع أن العرب لم يعرفوه إلا في الإسلام , حيث سمى العرب جميع البلدان الإسبانية التي فتحوها باسم ( الأندلس ) وليس من السهل شرح هذه التسمية ولكن يمكن تقريبها من اسم جماعات الفنداليين الذين هاجموا أسبانيا ومروا بها مهاجرين إلى أفريقيا الشمالية في بدأ القرن الخامس الميلادي . إذ يقال إن هؤلاء الفنداليين عند قطعهم مضيق جبل طارق سمي المرفأ الذي أبحروا منه باسمهم وقيل له ( فَنْدَلس ) , وقد بقي هذا المرفأ على اسمه حتى جاء المسلمون فجعلوه شاملا لجميع البلدان التي احتلوها بعد أن حرفوه وجعلوه ( أندلس ) . ثم لا يجدون ما يقتاتون به غير الكفاف والحرمان . والعبودية للفلاحين . وأسسوا ملكًا كبيرًا كانت عاصمته طليطلة واستمر هذا الحكم حتى الفتح الإسلامي , وقد أساء القوط في إدارة شؤون البلاد ؛ لأنهم أخلدوا إلى الملذات , ولم يهتموا بأمور الشعب بل جعلوا منه عبيدًا أشقياء , ودولة حالتها هذه لا بد أن يمقتها الشعب ويتمنى زوالها . وكان يحكم إسبانيا قبل الفتح مباشرة ملك القوط (رذريق ) الذي إعتلى العرش بعد وفاة ( غيطشة ) بينما ظلت (سبته) تحت حكم ملك يدعى ( يوليان ) الذي كانت بينه وبين (رذريق ) عداوة مستعرة , وبغضاء مستمرة , لهذا كان الأول يتحين الفرص للإيقاع بالثاني , وبدأ خطته بأن كتب إلى ( موسى بن نصير ) عامل ( عبد الملك بن مروان ) على المغرب , وسهولة فتحها ؛ لما تعانيه البلاد من تفكك وانقسام , فأرسل موسى بدوره إلى الوليد يستأذنه في هذا الفتح , ولا يقتحم بحرًا شديد الأهوال غير خبير بدروبه ومسالكه , عادوا بعدها إلى المغرب , وسبايا وفيرة , ثم عاود يوليان الكرة في تحريض موسى على الفتح , فنجح في التأثير عليه واختار موسى بربريا من مواليه يدعى ( طارق بن زياد ) على رأس جيش قوامه سبعة آلاف من البربر ليس بينهم إلا ثلاثمائة من العرب للقيام بمهمة الفتح , وحملتهم السفن التي أعدها لهم يوليان في الخامس من رجب عام 92 ه , فعبرت بهم بحر الزقاق من سبتة إلى جزيرة الفندال , ولكن روذريق لم ييأس , ونجح في ضم أولاد غيطشة إلى معسكره بالرغم مما يضمرون له في نفوسهم من ضغينة وكراهية ؛ كما يقول المقري في ( نفح الطيب ) . والتحم الجيشان في حرب مستعرة , استمرت ثمانية أيام كان النصر في نهايتها حليف المسلمين , وتم ذلك في رمضان سنة 92 ه ثم فوجئ طارق برسالة تأتيه من موسى بن نصير يأمره فيها بالتوقف عن مواصلة الفتح والتوسع والانتظار حتى يصل إليه بنفسه ( وينسب بعض المؤرخين هذا التصرف من موسى إلى الحسد , ثم وصل إلى ( طليطلة ) فقابل فيها طارق الذي تم له افتتاح معظم أجزاء الأندلس , وعاد الاتفاق بينهما , ثم تابعا الفتح متوغلين في الأندلس , غير أن الوليد بن عبدالملك أمر موسى بالعودة , فولى موسى ابنه ( عبدالعزيز ) على الأندلس وعاد هو وطارق إلى عاصمة الخلافة بالمشرق عام 95 ه , مرحلة عهد الولاة ( 95- 138) :
وتطلق هذه المرحلة على الفترة الواقعة ما بين الفتح وتولي بني أمية مقاليد الأمور , وكانت الأندلس في هذه الفترة تابعة للخلافة في دمشق , وقد ولي الأندلس خلالها ثمانية عشر واليًا , ولم تكن فترة الولاية تطول لكل منهم , وقد تسبب كثرة الولاة وقصر مدة كل منهم وتنافسهم على مقاليد الأمور في اضطراب الأحوال في عهدهم وذر قرن العصبيات القبلية , فلم يقتصر الصراع على العرب فيما بينهم بل شجر بين العرب والبربر الذين كانوا يعتدون بطارق بن زياد البربري فاتح الأندلس ويعتقدون بأحقيتهم في حكم البلاد , وكان من الأسباب التي أدت إلى بروز ظاهرة الصراع هذه موجات الهجر المتتابعة التي وفدت إلى الأندلس , فنشأ الصراع أولا بين العرب والبربر , وفد إلى الأندلس فوج جديد من المشرق مع ( بلج بن بشر ) وكانوا حوالي عشرة آلاف جُلُّهم من العرب , جاء إلى الأندلس من يسمون بـ ( الطالعة الثانية ) وكانوا بصحبة أبي الخطّار الكلبي , ومعظمهم من أهل الشام فأضافوا عنصرا جديدا , المرحلة الثانية :
مرحلة السيادة الأموية (138-422) :
- إمارة قرطبة . - خلافة قرطبة . أولا : إمارة قرطبة :
بدأت هذه المرحلة بدخول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس , وقد تداول الحكم بعده ستة من أبنائه وأحفاده هم : هشام بن عبدالرحمن الداخل , وعبدالرحمن بن الحكم وولده محمد , وقد طالت مدد حكمهم ( أو حكم أكثرهم ) حتى نيّفت على الثلاثين , وكان لذلك أثره في استقامتهم فمنهم من اتخذ من سيرة السلف الصالح قدوة يقتدى بها في الحكم , وكان بعضهم يحاول أن يتشبه بالخلفاء العباسيين الأقوياء كالحكم بن هشام الذي سار سيرة أبي جعفر المنصور , يقرّب العلماء والفقهاء , وكان هؤلاء الأمراء الأمويون يتصفون بالتسامح الديني ولم يتورعوا عن تعيين النصارى في المناصب السياسية والحربية , وشجع هذا التسامح على اعتناق العديد منهم الإسلام , وقد أدى ذلك إلى ازدهار الحركة الأدبية بفضل رعايتهم لها
ثانيا : خلافة قرطبة :
تبدأ هذه الفترة بتولي عبدالرحمن الناصر الخلافة فهو أول من تسمى بأمير المؤمنين في الأندلس , وذلك بعد أن فقدت الخلافة العباسية في المشرق هيبتها وحضورها الفعلي , فاغتنم الناصر هذه الفرصة وأعلن نفسه خليفة , تبدأ هذه الفترة بالحاجب المنصور وهو محمد بن عبدالله بن أبي عامر الذي أمسك فيقبضته بأزمة القيادة في عهد هشام المؤيد الذي تولى الحكم وهو حدث صغير فأقام عهدا جديدا يطلق عليه المؤرخين ( عهد الدولة العامرية ), وعاد الأمر إلى البيت الأموي , ولكن الخلفاء الذين جاءوا بعده كانوا ضعافا فأفلت الزمام وانتهى هذا العصر بخلع آخر خليفة أموي في قرطبة وهو هشام الثالث فاقسم البلاد أمراء وزعماء من العرب والبربر و الموالي وبدأ عصر ملوك الطوائف . عهد ملوك الطوائف ( 400-536 ) :
وهذه المرحلة تبدأ قبل سقوط الدولة الأموية في الأندلس بعشرين عاما تقريبا , عهد المرابطين ( 495- 555) :
كان المرابطون حكاما للمغرب العربي في شمال أفريقيا , واستنجد بهم ملوك الطوائف وخصوصا المعتمد بن عباد , وكان أساس دعوتهم الاهتمام بعلوم الدين والقضاء على الفساد , وقد اتصف المرابطون بالزهد والتقشف , وابن طفيل , وابن رشد , وكلهم من الفلاسفة ,


النص الأصلي

الحضارة العربية في الأندلس , حضارة شامخة , خالدة على مرّ الزمان , حضارة هزت الدنيا , وخُلدت على صفحات التاريخ , ولا تزال حديثا عذبا في الأفواه , مع أن قصة الحضارة العربية في الأندلس لا يمكن أن يستوعبها باحث , فقد ضاع الكثير من وثائقها في مأساة مصرع الأندلس وطرد العرب عنها , حين هب الإسبانيون يحرقون الكتب العربية , ويهدمون المكتبات والجامعات ويذبحون العلماء والمفكرين والأدباء , ويقضون على آثار العرب في الأندلس القضاء الأخير , ولسوء الحظ أتلفت مكتبة العرب في أسبانيا , وكانت تحوي كثيرا من آثار مفكري وشعراء الأندلس وأدبائها الذين صقلوا أدبهم بالبيئة الأندلسية الجديدة ؛ التي أضافت إلى بلاغتهم في التعبير مقدرة فائقة في الخيال والتصور مما جعل الأدب العربي في الأندلس - كما يستدل من البقية التي تخلفت لنا – من أجود آداب اللغة العربية منذ القدم .
ولهذه المكانة الجليلة للأدب العربي في الأندلس فستكون هذه المادة بوابة تفتح على هذا الجمال الذي زخر به . ولكن قبل ذلك لابد من عرض جغرافي وتاريخي للبيئة الأندلسية التي عاش في أحضانها هذا الأدب العربي .
الموقع الجغرافي وسبب التسمية :
تقع بلاد الأندلس في الجنوب الغربي من أوربا , ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي , ومن الجنوب مضيق جبل طارق وجزء من البحر المتوسط الذي يكتنفها ممتدا إلى شرقها , أما في الشمال فتحدها فرنسا التي كان يطلق عليها العرب بلاد الفرنجة .
وكثيرا ما يطلق على الأندلس اسم :( جزيرة الأندلس ) , والواقع أنها شبه جزيرة لا جزيرة , وإنما سميت جزيرة بالتغليب كما سميت جزيرة العرب بذلك .
وقد جرى على الألسن استعمال كلمة ( الأندلس ) معرفة بالألف واللام غير أن البعض يستعملونها مجردة من أداة التعريف , وبخاصة في الشعر , ومن ذلك قديما :
سألت القوم عن أنَس فقالوا : بأندلسٍ , وأندلسٌ بعيدُ
أما سبب تسمية الأندلس بهذا الاسم فلكي نعرفه علينا أن نقف أولا أمام هذه الكلمة لنسأل : هل عرف العرب هذا الاسم الأعجمي قبل الإسلام ؟ والواقع أن العرب لم يعرفوه إلا في الإسلام , حين أطلقوه على شبه جزيرة إيبيريا بعد فتحها . حيث سمى العرب جميع البلدان الإسبانية التي فتحوها باسم ( الأندلس ) وليس من السهل شرح هذه التسمية ولكن يمكن تقريبها من اسم جماعات الفنداليين الذين هاجموا أسبانيا ومروا بها مهاجرين إلى أفريقيا الشمالية في بدأ القرن الخامس الميلادي . إذ يقال إن هؤلاء الفنداليين عند قطعهم مضيق جبل طارق سمي المرفأ الذي أبحروا منه باسمهم وقيل له ( فَنْدَلس ) , وقد بقي هذا المرفأ على اسمه حتى جاء المسلمون فجعلوه شاملا لجميع البلدان التي احتلوها بعد أن حرفوه وجعلوه ( أندلس ) .


                  الحياة السياسية للمسلمين في بلاد الأندلس 

أ‌- الفتح الإسلامي للأندلس :
كانت إسبانيا قبل الفتح الإسلامي في حالة سيئة يرثى لها , لضعفها السياسي والاجتماعي ؛ فالضرائب الباهظة أثقلت كاهل الطبقات الشعبية واستنزفت ثرواتها بينما سيطرت الطبقة الاستقراطية على قلتها على معظم الأراضي الخصبة وسخرت لخدمتها وخدمة ثرواتها وترفها عامة الشعب الذين يكدون في الأرض كعبيد مستذلين ليوفروا لهم المال اللازم , ثم لا يجدون ما يقتاتون به غير الكفاف والحرمان .
ولم تبدل النصرانية بمبادئها وتعاليمها ( التي كانت منتشرة في إسبانيا ) من الشرائع الرومانية القديمة التي جعلت السيادة المطلقة لأصحاب الإقطاعات , والعبودية للفلاحين .
هذه حالة إسبانيا في ظل الحكم الروماني الذي ظل يحكمها من القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى القرن الخامس الميلادي , ثم جاء حكم القوط الذين نجحوا في القضاء على القبائل الجرمانية الهمجية التي كانت تغير على ممتلكات الرومان في ذلك الزمن , وسيطر القوط على سائر الجزيرة الإسبانية , وأسسوا ملكًا كبيرًا كانت عاصمته طليطلة واستمر هذا الحكم حتى الفتح الإسلامي , واعتنق القوط الدين المسيحي , وظلوا يحتقرون الرومان لغلبتهم عليهم , وقد أساء القوط في إدارة شؤون البلاد ؛ لأنهم أخلدوا إلى الملذات , ولم يهتموا بأمور الشعب بل جعلوا منه عبيدًا أشقياء , وكثرت المنازعات بين زعماء القوط حول الوصول إلى الحكم , ودولة حالتها هذه لا بد أن يمقتها الشعب ويتمنى زوالها .
وكان يحكم إسبانيا قبل الفتح مباشرة ملك القوط (رذريق ) الذي إعتلى العرش بعد وفاة ( غيطشة ) بينما ظلت (سبته) تحت حكم ملك يدعى ( يوليان ) الذي كانت بينه وبين (رذريق ) عداوة مستعرة , وبغضاء مستمرة , لهذا كان الأول يتحين الفرص للإيقاع بالثاني , ووجد يوليان الفرصة السانحة حين وجد العرب قد استقروا بالمغرب على مقربة منه فأخذ يزين لهم فتح هذه البلاد , فيضمن بهذا الفتح القضاء على مناوئه , وبدأ خطته بأن كتب إلى ( موسى بن نصير ) عامل ( عبد الملك بن مروان ) على المغرب , رسالة يزين له فيها فتح الأندلس لعظيم خيراتها ووفرة غلاتها , وسهولة فتحها ؛ لما تعانيه البلاد من تفكك وانقسام , مؤكدا له أنه سيقف في صفه أثناء الفتح .
فأرسل موسى بدوره إلى الوليد يستأذنه في هذا الفتح , فأذن له على شريطة أن يخوضها بالسرايا أولًا , ولا يقتحم بحرًا شديد الأهوال غير خبير بدروبه ومسالكه , فبعث موسى حينئذ مولى له يسمى ( طريف بن مالك المعافري ) في خمسمائة رجل منهم مائة فارس فعبروا البحر على أربع سفن أعدها لهم يوليان إلى جزيرة الفندال , وأقاموا بها أياما , عادوا بعدها إلى المغرب , ومعهم أموال هائلة , وسبايا وفيرة , لم ير المسلمون مثلها حسنا وبهاء .
ثم عاود يوليان الكرة في تحريض موسى على الفتح , فنجح في التأثير عليه واختار موسى بربريا من مواليه يدعى ( طارق بن زياد ) على رأس جيش قوامه سبعة آلاف من البربر ليس بينهم إلا ثلاثمائة من العرب للقيام بمهمة الفتح , وحملتهم السفن التي أعدها لهم يوليان في الخامس من رجب عام 92 ه , فعبرت بهم بحر الزقاق من سبتة إلى جزيرة الفندال , فكان نزولهم على جبل أطلق عليه بعد ذلك جبل طارق .
وتم الفتح بعد حروب طاحنة أبلى فيها المسلمون بقيادة طارق بلاء منقطع النظير , وكان العنصر البربري هو الغالب في هذه الحملة كما سبق .
ولكن روذريق لم ييأس , وعاد يعبئ جيوشه ويستعد لمحاربة طارق , ونجح في ضم أولاد غيطشة إلى معسكره بالرغم مما يضمرون له في نفوسهم من ضغينة وكراهية ؛ لأنه اغتصب عرش أبيهم , وخلال ذلك جاء المدد لطارق من المغرب حتى أضحى تعداد جيشه اثنى عشر ألفا من المقاتلين البواسل , بينما بلغ تعداد جيش رذريق أربعين ألفا أو مائة ألف , كما يقول المقري في ( نفح الطيب ) .
والتحم الجيشان في حرب مستعرة , استمرت ثمانية أيام كان النصر في نهايتها حليف المسلمين , وتم ذلك في رمضان سنة 92 ه ثم فوجئ طارق برسالة تأتيه من موسى بن نصير يأمره فيها بالتوقف عن مواصلة الفتح والتوسع والانتظار حتى يصل إليه بنفسه ( وينسب بعض المؤرخين هذا التصرف من موسى إلى الحسد , ولكن طارقا لم يتوقف عن مواصلة الفتح على حين جهز موسى جيشا قوامه عشرة آلاف معظمهم من العرب ( وقليلهم من البربر ) وعبر بهم بحر الزقاق في شهر رمضان سنة 93 ه , وما أن وصل الأندلس حتى أخذ يعمل لحسابه بدلا من توحيد الجيشين , فافتتح (إشبيلية ) و( ماردة ) وضرب باسمه نقودًا ذهبية , ثم وصل إلى ( طليطلة ) فقابل فيها طارق الذي تم له افتتاح معظم أجزاء الأندلس , وعاد الاتفاق بينهما , ثم تابعا الفتح متوغلين في الأندلس , غير أن الوليد بن عبدالملك أمر موسى بالعودة , فولى موسى ابنه ( عبدالعزيز ) على الأندلس وعاد هو وطارق إلى عاصمة الخلافة بالمشرق عام 95 ه , وبمغادرة موسى الأندلس بدأ فيها عهد الولاة .


ب‌- مراحل الحياة السياسية للمسلمين في بلاد الأندلس :


المرحلة الأولى :
مرحلة عهد الولاة ( 95- 138) :
وتطلق هذه المرحلة على الفترة الواقعة ما بين الفتح وتولي بني أمية مقاليد الأمور , وكانت الأندلس في هذه الفترة تابعة للخلافة في دمشق , وقد ولي الأندلس خلالها ثمانية عشر واليًا , ولم تكن فترة الولاية تطول لكل منهم , وكان من أوّل هؤلاء عبدالعزيز بن موسى بن نصير , وقد تسبب كثرة الولاة وقصر مدة كل منهم وتنافسهم على مقاليد الأمور في اضطراب الأحوال في عهدهم وذر قرن العصبيات القبلية , فلم يقتصر الصراع على العرب فيما بينهم بل شجر بين العرب والبربر الذين كانوا يعتدون بطارق بن زياد البربري فاتح الأندلس ويعتقدون بأحقيتهم في حكم البلاد , واستمر هذا الوضع حتى تطور إلى فتنة كبرى عرفت فيما بعد بالفتنة البربرية .
وكان من الأسباب التي أدت إلى بروز ظاهرة الصراع هذه موجات الهجر المتتابعة التي وفدت إلى الأندلس , وقد كانت على النحو التالي :
دخل المسلمون إلى الأندلس مع الجيش الإسلامي الفاتح وكانوا من العرب والبربر , فنشأ الصراع أولا بين العرب والبربر , ومن ثم بين القبائل العدنانية واليمنية لاختلاف المصالح والرغبة في اقتسام النفوذ .
وفد إلى الأندلس فوج جديد من المشرق مع ( بلج بن بشر ) وكانوا حوالي عشرة آلاف جُلُّهم من العرب , ومعهم ما يقرب من ألفين من الموالي , ويسمون بـ ( الطالعة الأولى ) .
جاء إلى الأندلس من يسمون بـ ( الطالعة الثانية ) وكانوا بصحبة أبي الخطّار الكلبي , ومعظمهم من أهل الشام فأضافوا عنصرا جديدا , ونشأت عصبية جديدة بينهم وبين العرب والبربر المقيمين في الأندلس , ويبدو أن السبب في ذلك استئثارهم بأموال أهل الذمة , وقد اتحد هؤلاء الشاميون مع الأمويين وكانوا يسمون ( السادة ) لمنزلتهم الخاصة في الجيش .
المرحلة الثانية :
مرحلة السيادة الأموية (138-422) :
وهذه المرحلة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :



  • إمارة قرطبة .

  • خلافة قرطبة .

  • الدولة العامرية .


أولا : إمارة قرطبة :
بدأت هذه المرحلة بدخول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس , وقد تداول الحكم بعده ستة من أبنائه وأحفاده هم : هشام بن عبدالرحمن الداخل , وابنه الحكم , وعبدالرحمن بن الحكم وولده محمد , ثم المنذر وعبدالله ولدا محمد بن عبدالرحمن بن الحكم , وقد طالت مدد حكمهم ( أو حكم أكثرهم ) حتى نيّفت على الثلاثين , وكان لذلك أثره في استقامتهم فمنهم من اتخذ من سيرة السلف الصالح قدوة يقتدى بها في الحكم , إذ حاول هشام بن عبدالرحمن الداخل أن يتمثل سيرة عمر بن عبدالعزيز , وكان بعضهم يحاول أن يتشبه بالخلفاء العباسيين الأقوياء كالحكم بن هشام الذي سار سيرة أبي جعفر المنصور , يقرّب العلماء والفقهاء , وأبرز هؤلاء جميعا عبدالرحمن بن الحكم ( الأوسط ) الذي عرف باهتمامه العلمي والثقافي حيث شجع العلماء والأدباء والفلاسفة وكان شاعرا وعالما , وقد بالغ في إكرامهم .
وكان هؤلاء الأمراء الأمويون يتصفون بالتسامح الديني ولم يتورعوا عن تعيين النصارى في المناصب السياسية والحربية , وشجع هذا التسامح على اعتناق العديد منهم الإسلام , وكان معظمهم شعراء وعلماء وفصحاء , وقد أدى ذلك إلى ازدهار الحركة الأدبية بفضل رعايتهم لها
ثانيا : خلافة قرطبة :
تبدأ هذه الفترة بتولي عبدالرحمن الناصر الخلافة فهو أول من تسمى بأمير المؤمنين في الأندلس , وذلك بعد أن فقدت الخلافة العباسية في المشرق هيبتها وحضورها الفعلي , فقد سيطر الأعاجم منذ أوائل القرن الرابع الهجري , فاغتنم الناصر هذه الفرصة وأعلن نفسه خليفة , وقد استولى على مقاليد الأمور في الأندلس وهي تعاني من اضطراب داخلي خطير فأعاد الأمور إلى نصابها , ويصف بعض الدارسين عهده بأنه يمثل عودة الشباب إلى الأندلس حيث كان أكثر المثقفين في الأندلس شعراء في عهده أو رواة للشعر , وكان من الشعراء الذين قربهم ابن عبدربه الأندلسي صاحب كتاب ( العقد الفريد ) .
ثالثا : الدولة العامرية :
تبدأ هذه الفترة بالحاجب المنصور وهو محمد بن عبدالله بن أبي عامر الذي أمسك فيقبضته بأزمة القيادة في عهد هشام المؤيد الذي تولى الحكم وهو حدث صغير فأقام عهدا جديدا يطلق عليه المؤرخين ( عهد الدولة العامرية ), وكان أديبا شاعرا فشجع الأدباء والعلماء وبموته وموت ولده عبدالرحمن انتهت هذه المرحلة العارضة في عصر الخلافة الأموية , وعاد الأمر إلى البيت الأموي , ولكن الخلفاء الذين جاءوا بعده كانوا ضعافا فأفلت الزمام وانتهى هذا العصر بخلع آخر خليفة أموي في قرطبة وهو هشام الثالث فاقسم البلاد أمراء وزعماء من العرب والبربر و الموالي وبدأ عصر ملوك الطوائف .


المرحلة الثالثة : 

عهد ملوك الطوائف ( 400-536 ) :
وهذه المرحلة تبدأ قبل سقوط الدولة الأموية في الأندلس بعشرين عاما تقريبا , ومن الدول التي قامت في الأندلس في هذه الفترة : دولة بني هود , وبني رزين , وبني حمود , وبني الأفطس , وبني عباد , وبني جهور , وبني ذي النون , وهم ينتمون إلى عناصر مختلفة أما أثرهم في الأدب الأندلسي فكان يتمثل في التنافس فيما بينهم على استقدام الشعراء والعلماء مما أوجد حركة أدبية واسعة , وكان الأدب في هذه البلاد قبل ذلك قد نضج وبلغ أوجه .
المرحلة الرابعة :
عهد المرابطين ( 495- 555) :
كان المرابطون حكاما للمغرب العربي في شمال أفريقيا , واستنجد بهم ملوك الطوائف وخصوصا المعتمد بن عباد , وكان أساس دعوتهم الاهتمام بعلوم الدين والقضاء على الفساد , وقد اتصف المرابطون بالزهد والتقشف , وقد نشطت الحركة العلمية في عصر المرابطين , وظهر فيها كبار العلماء أمثال ابن باجة , وابن طفيل , وابن رشد , وكلهم من الفلاسفة , وقد حظي العلماء والأدباء في عهدهم بالرعاية والعناية .
المرحلة الخامسة :
عهد الموحدين ( 524-667):
والأساس الذي قامت عليه دولة الموحدين ديني كذلك , وكانوا أكثر ميلا إلى العلوم والآداب , وأكثر خلفاء الموحدين عناية بالشعراء والعلماء يوسف بن عبد المؤمن الذي آزر الفلاسفة , من أمثال ابن عربي وابن سبعين والششتري .
المرحلة السادسة :
عهد بني الأحمر ( 635-898 ) :
جاء بنو الأحمر في أعقاب الموحدين , وكانت الفتنة والاضطرابات قد بلغت ذروتها فقد كان محمد بن يوسف أحد ملوكها الأقوياء المنقذ الذي يعقد عليه الآمال في إقالة عثرة الأندلس من كبوتها , واستولى على غرناطة والمرّية وأقام دولة استمرت قرنين ونصف , ولكن النفوذ النصراني كان قد استفحل وقوي , وعانت دولتهم من الحروب الداخلية في غرناطة حيث كثرت الفتن والانقلابات , وكان آخرها هذه الفتن تلك التي شجرت بين أبي الحسن علي بن سعد وابنه أبي عبدالله محمد الذي نافس أباه على الحكم وخذله في وقت كان يخوض فيه غمار حرب ضروس مع ملك قشتالة , وقد انقسم الناس حول الابن وأبيه , وكانت نهاية ملك العرب في الأندلس على يد الابن محمد الذي سلم ملك قشتالة مفاتيح غرناطة عام 898 ه , وكان يبكي فقالت له أمه كلمة خلدها التاريخ :" أجل عليك أن تبكي بكاء النساء على ما عجزت أن تدافع عنه دفاع الرجال ", وغلب على شعر هذه المرحلة سمة الاستغاثة واستنهاض الهمم .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الهيبرتكست هو ا...

الهيبرتكست هو التعبير الوصفي لأحدث أشكال الكتابة الإلكترونية وهو يشكل نصًا إلكترونيًا يرتبط بنصوص أخ...

##ÆÎh1⁄4D...

##ÆÎh1⁄4DÍ1⁄4D#lL ، ،א،  א א  א Ùא     ...

شرعت إلى جانب و...

شرعت إلى جانب والدي، ممسكا بيده اليمنى، وركضت لمواكبة الخطوات الطويلة التي كان يخطوها. كانت جميع ملا...

يعتبر الاستعداد...

يعتبر الاستعداد الوظيفي هو أحد العوامل التي ترفع قدرة الأفراد على اتخاذ الخيارات المهنية، وصنع القر...

الضوابط القانون...

الضوابط القانونية لتنفيذ حكم التحكيم الرياضي وفقاً للقانون الإماراتي. مقترح خطة بحث لاستكمال متطلب...

حيث أسندت النيا...

حيث أسندت النيابة العامة إلي المتهم وآخر لأنهما بتاريخ 7 / 6/ 2024 بدائرة إختصاص مركز شرطة الرفاعة أ...

Dr Alexander Fo...

Dr Alexander Forse says capturing carbon dioxide is a "last resort" for tackling global warming ...

كتاب: «صبح الأع...

كتاب: «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» للقلقشندي (756- 821)، هو أهمّ كتاب في الصناعة الإنشائية، وأجمع ال...

تابلوه خاص بالط...

تابلوه خاص بالطاقة الشمسية يحتوي على كامل الحمايات AC DC مع الخيار الموسع بمصدرين كهرباء عمومي و ...

Christie Sides ...

Christie Sides Hinted At Significant Indiana Fever Roster Change.On Tuesday, July 2, at 9:30 p.m. ET...

تعاني الصحافة ا...

تعاني الصحافة الرياضيّة العربيّة، التي تنشط في سوق عملٍ تنافسي كبير، من ضعف مهنيّة واحترافية مَن يما...

الريف في المجام...

الريف في المجامع العربية هو الخصب والسعة والمأكل وهو أرض فيها زرع وماء وقد وردت كلمة "الريف" في القر...