Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

يختلف تعريف الجنوح الأحداث إلى نظرة واضع التعريف، فمنهم من ينظر إلى الجنوح نظرة قانونية ومنهم من ينظر إليه نظرة إجماعية وآخر نظرة نفسية. ويعرف الدكتور منير العصرة جنوح الأحداث بأنه: "موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوة السبية، مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه. تعريف کرین بارت (Bart)) حالة تتوافر في الحدث كلما أظهر ميولا مضادة للمجتمع لدرجة خطيرة تجعله أو يمكن أن تجعله موضوعا لإجراء رسمي. يعرف "ستالدون وبلنور (Stallone) جنوح الأحداث بأنه: "سوء تكيف الأحداث مع النظام الاجتماعي الذي يعيشون فيه. فالحدث الجانح هو أي شخص صغير دون سن معينة والتي لا تقل عن سبعة سنوات ولا تتجاوز الثامنة عشر سنة ويصدر عنه سلوك إجرامي وفقا لقانون العقوبات أو سلوكا لا إجتماعيا أو مضاد للمجتمع تبدو مظاهره في أفعاله وتصرفاته لدرجة يحتمل معها أن يصير منحرفا إذ لم يتخذ معـه الإجراء الوقائي المناسب. المفهوم جنوح الأحداث من الناحية النفسية
فجنوح هو ذلك الذي يأتي أفعالا تكون نتيجة إضطراب نفسي أو عقلي، وتخالف أنماط السلوك المتفق عليه للأسوياء في مثل سنه وفي بيئته، وهي أفعال نتيجة لصراعات نفسية لا شعورية تدفعه لا إراديا لارتكاب هذا الفعل الشاذ كالسرقة أو العدوان أو الكذب 2 الأحداث من المنظور النفسي هو نتيجة لعدم أو سوء تكيف الحدث مع البيئة الذي يعيش فيها، فعلماء النفس يركزون بإختلاف نظريتهم على شخصية الحدث الجانح ومراحل نموه وتطوره، 1.3. مفهوم جنوح الأحداث من الناحية القانونية
فهو الشخص الذي سنه تحت 18 سنة ويرتكب فعلا لو إرتكبه شخص كبير لا أعتبر جريمة، ص54)
2تعريف الجنوح " delinquency":
التعريف اللغوي للجنوح:
هو الميل إلى الإثم أو الميل عن الحق ومن ثم سمي كل إثم جنوحًا، وقال تعالى {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} (سورة البقرة الآية 335) أي لا إثم عليكم. والجنوح مصدر كلمة جَنَحَ فيُقال جنح يجنح جنوحا واجتنح: مال، والجنوح بالضم الميل إلى الإثم، وقيل هو الإثم عامة وجنحت السفينة تجنح جنوحًا: انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض، وجنح الرجل اي انقاد. ص107). والجنوح هو ترجمة لكلمة (délinquance) في اللغة الفرنسية، 2.3. التعريف الاصطلاحي للجنوح:
فكل حدث جانح يتميز بلون خاص من السلوك وهو يختلف الحدث الجانح الأخر في العوامل التي دفعت كليهما للجنوح، ولو تشابه سلوك كل منهما، 2.4. هو ما ظهر من السلوك نتيجة أحد الاضطرابات في النمو والتي كانت بدورها نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل هذا ما أذى بعد ذلك إلى نقص في بعض نواحي الشخصية. 2.5. ص . 3.1تعريف اللغوي للحدث:
الطفل لغة هو الصغير من كل شيء أو المولود، أصله الابتداء، والطفل أيضا هو الشاب فإن ذكرا السن قيل حديث السن أو صغير السن. بل يقال: رجل حدث، لأن الحدث صفة الرجل نفسه، وكان في الأصل مصدرا، فالصغير في اللغة: يسمى حدثا، وشابا، مليلي مريم، 2017، ص 16)
(اسماعيلي يامنة ، 2015، ص122)
3.3مفهوم الحدث من الناحية النفسية:
ويرجع السبب في ذلك إلى تعدد الاتجاهات التي يتبناها كل فريق، إلا أن هذه التعريفات النفسية تركز جميعاً على سوء التوافق والصراع النفسي الذي يعاني منه الحدث، أو بينه وبين من حوله، فـ أوجست أيكهورن " يؤكد على أن الجناح عبارة عن " انحراف عن العمليات النفسية السوية". فيما يؤكد بيرت" على أن الجناح عبارة عن حالة تتوفر في الحدث كلما أظهر ميولاً مضادة للمجتمع يمكن أن تجعله موضوعاً لإجراء رسمي وأنصار مدرسة التحليل النفسي Psychoanalysis ينظرون إلى الجناح على " أنه نتاج لاضطراب في قوى الشخصية الثلاث الهو، الأنا، 2010، ص22)
3.4. مفهوم الحدث من الناحية القانونية:
تعريف الحدث قانوناً ستكون المرحلة الأولى لبداية معرفتنا للقواعد القانونية التي تحمي الأحداث الجانحين في التشريعات الفلسطينية، ففي القانون الدولي اهتمت الدول بشريحة الجانحين الصغار فعقدت الكثير من المؤتمرات لضمان وضع قواعد قانونية تحمي وتحـافظ علـى تلـك الشريحة من الجانحين، فقد تنبهت الأمم المتحدة لهذه المشكلة وعقدت المؤتمر الأول لهـا عـام 1955م في جيف بعنوان (جرائم الأحداث) الذي اهتم بمكافحة الجريمة ومعالجة الجانحين، وفي عام 1985م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة (قواعد بكين) وهي عبارة عن قواعد نموذجية دنيا لإدارة شؤون قضاء الأحداث، 2007، 4.1. أسباب اجتماعية:
يشير هذا الاتجاه في تفسير السلوك الإجرامي إلى أن السلوك يرجع إلى الظروف الاجتماعية المحيطة بالجانح ترجع الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى البيئة الاجتماعية التي تهيئ الجو المناسب للجريمة تشمل الأسباب الاجتماعية لجنوح الأحداث بشكل رئيسي الجوانب التالية:(أحمدالزعبي، 2021، وكذلك إلى عدم اكتراث كل عضو من أعضاء الأسرة بالآخر، كما تؤدي إلى البلادة العاطفية، أو الإهمال، والميل إلى السخرية من أبنائه وتحقيرهم ولا يتسم بالدفء العاطفي كما يكثر غيابه عن المنزل، ولهذا تصبح علاقة المراهق بأبيه ضعيفة، كما أن أمهات الجانحين يتسمن بأنهن مهملات ويتصفن بالعدائية لأبنائهن، (أحمدالزعبي، 2021، 2) طريقة معاملة الوالدين للأبناء: تتغذى شخصية الأبناء من مرجعية سلطة الآباء ومن السلطة العاطفة للأمهات. وسوء التغذية العاطفية يؤديان إلى وهن في شخصية الطفل، ويكون بالتالي معرضاً ومهيأ للانحراف فلقد أوضحت الدراسات في علم النفس وعلم الاجتماع، أهمية الطريقة التي يتعامل بها الوالدان مع أبنائهم، ودور هذه الطريقة في بناء شخصية الأبناء، ورسم ملامح صحتهم النفسية والعقلية والاجتماعية، فقد تبين أن الإسقاف العاطفي في التعامل مع الأبناء سلباً أو إيجاباً يؤدي إلى إخفاق عملية تكيفهم مع الواقع المعاشي إذ أن الحرمان العاطفي والانفعالي يؤدي إلى تعطيل عملية التوافق عند الأبناء، ويتركهم في مجتمع يحقدون عليه ويرون فيه سبا لتعاستهم. مما يجعلهم يشعرون بالحرمان، ويفقدون إحساسهم بقيمتهم الشخصية، ويضعف ثقتهم بأنفسهم، مما يؤدي إلى العدوان الشديد والسلوك الإجرامي، أو قد تتطور لديهم شخصية انطوائية وتتغلب عليهم مشاعر الظلم والتعاسة والخوف، كما يكون لها تأثير سلبي على الطفل يبدو أيضًا أن العلاج مفرط التسامح. 2021، ومع مرور الوقت تنتج أفراداً يتمتعون بالصفات التالية: (شخصيتهم أنانية للغاية ويتوقون إلى إرضاء أهوائهم) وهذا يعني أنه، في ظل البيئة المناسبة، يمكن للوالدين أن يجعلوا سلوك أبنائهم يفضي إلى سلوك منحرف لاحقا السلوك المنحرف لدى المراهقين يرجع جزئبا إلى البالغين. (أحمدالزعبي، 2021، ص140-141)
3) التقليد: ان بعض الجانحين ينشؤون في أوساط تحترم السلوك الإجرامي وتروج له كوسيلة صالحة للحياة، خاصة خلال المراهقة حيث تتشكل القيم والمعايير الاجتماعية التي تؤثر على الشخصية. (نفس المرجع السابق، ثانيا: الأسباب المدرسية. تلعب المدرسة دورًا حيويًا في حياة الطفل، حيث أظهرت دراسة أن 62% من الجانحين رسبوا أكثر من مرة ، كما أظهر السجناء أيضًا معدلات عالية من عدم الانتظام والرسوب المدرسي، كما يمكن أن ينعكس الفشل المدرسي سلبًا على الحالة النفسية للطفل، حيث وجدت دراسة أن 40% من الأحداث الجانحين يكرهون المدرسة. (نفس المرجع السابق، 4. 3. ثالثا: جماعات الرفاق Peer Groups
56%)، مما يشير إلى جاذبية تأثير الرفاق من الجانحين الكبار وشدته، مما يجعلهم وسيلة للأنشطة الإجرامية والتأثير على سلوك الشباب. (أحمدالزعبي، 2021، 4.4. رابعا: الأسباب الاقتصادية. يميل الأفراد من خلفيات فقيرة إلى أن يصبحوا جانحين بسبب عيشهم في مناطق لا تتوافر فيها فرص السيطرة على السلوكيات المعادية للمجتمع، وقد وجدت دراسة أجريت على 731 جانحًا أمريكيًا أن 63% منهم يعانون من ظروف مادية سيئة، في حين أن 70% من 1600 حدث جانح ينتمون إلى أسر فقيرة جدًا، خاصة في الأحياء الفقيرة، حيث تزيد الأسر الكبيرة من احتمالية الجنوح بسبب ضعف الارتباط ونقص الإشراف الأبوي. مما يؤثر سلبًا على تربية الأطفال. وليس الفقر هو السبب الوحيد لجنوح الأحداث، وإنما عدم إشباع الحاجات الملحة وعدم كفاية الدخل. (نفس المرجع السابق، ص146-147-148)
يمكن أن تؤدي الإحباطات والصراعات إلى تكوين صورة سلبية عن الذات، مما يؤدي إلى سلوك متمرد وعدائي. يُظهر الجانحون المحترفون سمات مثل عدم الاكتراث بالخوف والإحراج، و"الخشونة" في المهارات البدنية واللفظية. ص148-149-150)
4.6. وكان انخفاض الذكاء عاملًا في جنوحهم. ولم تجد دراسة أخرى أي علاقة مهمة بين نوع الجريمة وذكاء الجاني. (أحمد زغبي، ص150)
4.7. سابعا: الأسباب الجسمية. تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين يعانون من إعاقات جسدية يعانون من صعوبة في التركيز، مما يؤدي إلى مشاكل في التكيف وزيادة في الجنوح خلال فترة المراهقة المبكرة. يُظهر الأحداث الصم ميولاً عصابية، مما قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى الإجرام. يمكن للأمراض والعاهات أن تولد الشعور بالنقص، 4.8. ثامنا: وسائل الاعلام. تلعب وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل المجتمع، كما تزود الصحف المجرمين بمعلومات قيمة عن مداهمات الشرطة. كما يمكن للأفلام والبرامج التلفزيونية أن تزيد من تأثيرها على الأحداث، فتشكل سلوكهم وتزيد من قابليتهم للجريمة. (نفس المرجع السابق، النظرية البيولوجية:
يرى أصحابها أن التكوين البيولوجي للفرد بمثابة المحدد الرئيسي للانحراف، حيث يرون أن هناك خصائص جسمية وسمات شخصية و جينات وراثية معينة تميز المنحرفين وتجعلهم يختلفون في أشكالهم وطريقة تفكيرهم عن الأفراد الطبيعيين، فهم في رأي هذه النظرية يتميزون بقامة قصيرة و جباه ضيقة وآذان كبيرة و أيدي طويلة و شعر كثيف في أجسامهم، 1992, Gustare). وتعتبر مدرسة لومبروزو من أهم الإطارات الفكرية التي زكت هذا الاتجاه، و قد نادت هذه المدرسة إلى الربط بين بعض المميزات الجسمية أو الخلقية و خاصة في الوجه و الجمجمة و بين أنواع من النقص العقلي أو الاضطرابات الخلقية و أشكال الانحراف، و ترتكز نظرية لومبروزو على محور الحتمية البيولوجية بشكل واضح و لأجل ذلك تعارضت تفسيراته تلك مع التفسير الكلاسيكي القائم على حرية الإرادة، انطلاقا من أن المجرم – أو الحدث المنحرف – بالتكوين هو إنسان يعاني من انحطاطية وراثية تجعله غالبا مصابا بعيوب مورفولوجية جسمية ظاهرة، و باضطرابات وظيفية في أجهزته الداخلية، وبخلل في بعض إفرازات الغدد الصماء و الدرقية على وجه الخصوص. لكن قدمت أدلة لهدم النظرية البيولوجية حيث وجد أن تلك الصفات التي وسم بها المجرمون توجد بين طلاب الجامعة ورجال الجيش، حيث جندها لتفسير الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف الطبقات معتبرا إياها مجرد فروق في إمكانياتهم الفطرية واستعداداتهم. كما أن مجرد الحكم على الأفراد انطلاقا من اعتبارات وراثية وجسمية هو في حد ذاته خاطئ لأنه ينفي تواجد حرية الاختيار لدى من له تلك السمات الموصوفة فكأنه سجين تلك الإعتبارات أو بعضها على الأقل، مما يفتح المجال لظهور تفسيرات أخرى للسلوك الانحرافي تعارض النهج البيولوجي، و من بينها التفسير السيكولوجي. P19, 1992, Gustare)
5.2. نظرية التحليل النفسي:
ميز فرويد الجانح عن باقي مكونات الشخصية بالعنف، إذ إفترض أنه ذو أنا أعلى عنيف يمارس على صاحبه نوع من القمع ويدفعه إلى تبني سلوكات في وضعيات مختلفة تنتهي به إلى العقاب، فبعدما يحقق ذلك ينمو لديه التوجه للسلطة والولاء لها، وبعد ذلك " أدلر" بوجهة أخرى حيث يرى أنه من اجل فهم السلوك
الجانح لا بد من دراسة الأنا والكشف عن نقائص الأنا الأعلى لغاية فهم طريقة عمل الجهاز النفسي عند الجائح المكون من نظام النزوات المخزن للميول والرغبات، ونظام الضوابط المكون من( الأنا والأنا الأعلى). ج2، 5.3. أيضا عندما يعاني المجتمع من التفكك الاجتماعي أو سوء التنظيم الاجتماعي فأن الأفراد يجدون أمامهم فرصا للتهرب من ضغوط المعايير الاجتماعية وجهة نظر أخرى تشير إلى أن السلوك الجانح هي نتاج ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي مثل الأسرة و المدرسة و المؤسسة الدينية، فأنه يترك هذه الأهداف و ينسحب من حياة المجتمع على سبيل المثال :( التسرب من المدرسة الهروب من العمل الإدمان على المسكرات أو المخدرات، أو الانتحار، الحجازي، 1995ص30)
النظرية السلوكية :
يذهب هذا التناول إلى رفض كل ما هو وراثي أو غريزي و لا يعترف في تفسيره للسلوك المنحرف إلا بالعوامل البيئية المكتسبة أو المتعلمة فالأمر حسبه يعود كله إلى المؤثرات البيئية. نفس المرجع السابق ، ص29)
والسلوك ليس سوى ردود فعل معقدة لمثيرات معقدة يتلقها الشخص من بيئته وقد اقتبس "Sutherland" من هذه المدرسة مبدأ السلوك المتعلم أو المكتسب، فهو يقول أن السلوك المنحرف متعلم وهو وليد ميزات خارجية تلقاها الشخص من الجماعة المنحرفة التي ينتمي إليها. ودائما من خلال هذا التناول أدخل Dallard" فرضية تتمثل :
في كون الإحباط هو العنصر الأساسي والوحيد في الانحراف ومن المعروف أن العقاب يمكن أن يثبت التظاهرات العدوانية. وعليه أدخلت أهمية المحيط الذي يتبادل السلوك مع الفرد لكن ينتج استجابات عدوانية، وقد شرح باحثون آخرون - الجناح – الانحراف – انطلاق من العوامل الاجتماعية المحيطة، خاصة العوامل الاقتصادية المدنية والحرمان الاجتماعي الثقافي والتمييز العنصري، وصعوبة تحقيق الأهداف الاجتماعية، وصعوبة تحقيق الأهداف الاجتماعية، (الحجازي، يعتمد هذا التصنيف على السلوك الإجرامي المعادي للمجتمع
التصنيفات:
6.1. أولا: الجانح النمطي (حدث العصابة)
والكحول، والمخدرات، كمظاهر للسلوك المنحرف، وكل ما ومن شأن ذلك أن يخالف العادات والتقاليد السائدة لدى تلك الفئة الجانحة. (اسيا الجري، ص119)
6.2. ومن خصائص تلك الشخصية أنها عدوانية، تعاني من النشاط الطفولي الفج، نرجسية، ويتحكم في سلوكها مبدأ اللذة). ليس لديهم القدرة على تكوين صداقات شخصية وثيقة، وتتراوح نسبة هذه الفئة من الجانحين بين (10%) إلى (15) من الحالات التي يتم تشخيصها، حيث أن السلوك الإجرامي المعادي للمجتمع يرتبط في كثير من الحالات بالعصاب النفسي. رابعا: جانح الذهاني. وتبلغ نسبة المنحرفين في هذه الفئة 3% من الحالات التي يتم تشخيصها، ويرتبط الأمر برد الفعل الذهاني وهو اضطراب خطير يؤدي إلى تفكك الشخصية. حيث تتغلب الدوافع الغريزية والصراعات المكبوتة وتصبح عاطفية، وتبدو للمريض أكثر واقعية من أي شيء في العالم الخارجي. خامسا: الجانح المتأخرعقليا. -2- يعتبر الضعف العقلي من أهم مؤشرات الخلل في الانسجام الاجتماعي، وذلك لعدم قدرة الجانح على تكييف سلوكه حسب تجاربه السابقة ووفقاً لمتطلبات الواقع، أي أنه لا يستفيد من ذلك. التجارب التي مر بها بسبب ضعف قدرته. سادسا: الجانح العضوي. الجانحون العضويون، الذين يشكلون أقل من 1% من الحالات، يمكن أن تسبب تشوهات الدماغ أو الالتهابات أو الأورام اضطرابات عقلية، مما يؤدي إلى سلوكهم المنحرف. يتشكل الجانحون حسب معايير بيئتهم، مما يؤدي إلى سلوكيات تعتبر إجرامية في المجتمع. وهو ما يعكس قيما متضاربة. 2. يوصف الأحداث المنحرفون في الغالب بالحركة الدائمة والنشاط الزائد. 3. لاندفاعية والعدوانية دون إبداء أي اهتمام بالآخرين. 5. الميل إلى التعبير المباشر والفعلي في حل مشاكلهم. 6. الحساسية الشديدة وغير العادية تجاه الآخرين المتسمة بالتوتر النفسي والخوف
8. وجود الحالة القهرية للطموح والتفوق، وعدم القبول بأي من المعايير المتدنية خوفا من العقاب نتيجة التنشئة الغير سوية. فقد يتجه الحدث إلى العزلة والانطواء أو الرغبة في الظهور واثبات الذات. (أسيا الجري، 2024، كما يفتقر إلى التبصر بعواقب أفعاله ويعاني من ضعف الضمير الأخلاقي وشعور بتضخم الذات. يشعر الجانح بالصدمة من لامبالاة المجتمع وصعوبات في التكيف مع الذات والآخرين نتيجة لتشوهات جسمية. شامو مريم، 2022، 9 الوقاية من الجنوح:
9.1. بينما تشمل الاحتياجات الاجتماعية قنوات التفاعل ، وحرية التنظيم الاجتماعي ، وحل المشكلات ، معاوي لبنى، 2018)
تلعب الأسرة دورا حاسما ، وإذا فشلت ، تتدخل مؤسسات أخرى مثل المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام. ص ، 63-64)
- الرعاية الاجتماعية المكثفة التى تهتم بالفرد و تلازمه و تمنحه الاهتمام المستمر. - الموازنة بين أساليب اللين والشدة في تربية الفرد والعمل على تقويم سلوكياته و علاقته مع الآخرين. إبعاد العوامل التي تشجع على الانحراف و يتضمن هذا المبدأ إبعاد الأطفال عن البيوت السيئة و المجموعات الضارة و إزالة الأحياء الشعبية الفقيرة و إعادة تخطيها وتوفير مسكن صحي للأسرة وحماية أفرادها من التشرد والضياع و الحرمان و تحقيق التنمية التعليمية و الصحية وتوسع لهم في المرافق الترويجية. (معاوي لبنى، 2018، ص64)
تعميق الوعي الإجتماعي و القيمي:
ومن شأن تعميق الوعي الاجتماعي والقيمي وتثقيف الأحداث بشأن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية أن يحول دون الجنوح والجريمة من خلال تعزيز التضامن والوحدة. - فهم الصلة بين الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع، بما فيها الأخطار و التحديات التي تواجه الوطن و ظهور الجرائم و سيطرتها على الحياة الاجتماعية. و في حال غياب الوعي الاجتماعي يحظر وقوع الجنوح و الجريمة في عقول الأحداث أو الشباب فإنه بطبيعة الحال سيكونون عرضة للجنوح و مشروعا للقيام بالعمليات الإجرامية، لذلك فيجب تعميق الوعي
الاجتماعي عند الشباب لمدى خطورة الوضع من أجل تفادي الوقوع فيها.


Original text


  • 1.تعريف جنوح الأحداث

  • 2.تعري



  1. جنوح الأحداث:
    يختلف تعريف الجنوح الأحداث إلى نظرة واضع التعريف، فمنهم من ينظر إلى الجنوح نظرة قانونية ومنهم من ينظر إليه نظرة إجماعية وآخر نظرة نفسية.
    1.1.تعريف جنوح الأحداث:
    ويعرف الدكتور منير العصرة جنوح الأحداث بأنه: "موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوة السبية، مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه.
    تعريف کرین بارت (Bart)) حالة تتوافر في الحدث كلما أظهر ميولا مضادة للمجتمع لدرجة خطيرة تجعله أو يمكن أن تجعله موضوعا لإجراء رسمي.
    يعرف "ستالدون وبلنور (Stallone) جنوح الأحداث بأنه: "سوء تكيف الأحداث مع النظام الاجتماعي الذي يعيشون فيه. (أفطوش صابر،2018، ص112)
    1.1.مفهوم جنوح الأحداث:
    فالحدث الجانح هو أي شخص صغير دون سن معينة والتي لا تقل عن سبعة سنوات ولا تتجاوز الثامنة عشر سنة ويصدر عنه سلوك إجرامي وفقا لقانون العقوبات أو سلوكا لا إجتماعيا أو مضاد للمجتمع تبدو مظاهره في أفعاله وتصرفاته لدرجة يحتمل معها أن يصير منحرفا إذ لم يتخذ معـه الإجراء الوقائي المناسب. (فاطمة الزهراء حميمد،2011، ص53)
    1.2.المفهوم جنوح الأحداث من الناحية النفسية
    فجنوح هو ذلك الذي يأتي أفعالا تكون نتيجة إضطراب نفسي أو عقلي، وتخالف أنماط السلوك المتفق عليه للأسوياء في مثل سنه وفي بيئته، وهي أفعال نتيجة لصراعات نفسية لا شعورية تدفعه لا إراديا لارتكاب هذا الفعل الشاذ كالسرقة أو العدوان أو الكذب 2 الأحداث من المنظور النفسي هو نتيجة لعدم أو سوء تكيف الحدث مع البيئة الذي يعيش فيها، فعلماء النفس يركزون بإختلاف نظريتهم على شخصية الحدث الجانح ومراحل نموه وتطوره، ويؤكدون على أن أي إضطراب جسمي أو إنفعالي لابد أن يحدث خلل في عملية النمو الطبيعي للشخصية وبالتالي يؤدي إلى ظهور إضطرابات نفسية مختلفة قد تدفع الحدث إلى إرتكاب سلوك جانح وغير متوافق. (فاطمة الزهراء حميمد،2011، ص53)
    1.3.مفهوم جنوح الأحداث من الناحية القانونية
    إن علماء القانون أشاروا إلى أن مفهوم الأحداث يحمل نفس معنى السلوك الإجرامي لدى البالغ والفرق بين السلوك الجانح والسلوك الإجرامي يتحدد حسب السن القانوني للمجتمع الذي يعيش ففي الجزائر يعرف مصطلح الحدث الجانح طبقا لقانون الإجراءات الجنائية الجزائرية 1966، فهو الشخص الذي سنه تحت 18 سنة ويرتكب فعلا لو إرتكبه شخص كبير لا أعتبر جريمة، وقد إقترح هذا التعريف سنة 1959 في الملتقى الثاني للدول العربية حول الوقاية من الجريمة وتبنته الجزائر بعد الإستقلال. (نفس المرجع السابق، ص54)
    .2تعريف الجنوح " delinquency":
    ينطوي الاستخدام الشائع لمفهوم الجنوح على تسمية غامضة وغير محددة تشير إلى معانٍ مختلفة.
    1.2. التعريف اللغوي للجنوح:
    الجنحة: هي سلوك شاذ يتطلب العقوبة الشرعية القانونية لحماية المجتمع. (أحمد يوسف، 2008 ،ص6)
    هو الميل إلى الإثم أو الميل عن الحق ومن ثم سمي كل إثم جنوحًا، ولقد ورد بهذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وإن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها}، (سورة الانفال الآية 61) أي مالوا للسلم، وقال تعالى {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} (سورة البقرة الآية 335) أي لا إثم عليكم. والجنوح مصدر كلمة جَنَحَ فيُقال جنح يجنح جنوحا واجتنح: مال، والجنوح بالضم الميل إلى الإثم، وقيل هو الإثم عامة وجنحت السفينة تجنح جنوحًا: انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض، وجنح الإنسان على أحد شقيه، وجنح الرجل اي انقاد.
    وهو كذلك الإثم والجرم وفي محكم التتريل {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} (سورة الاحزاب الآية 05) يعنى لا إثم أو ذنب عليك وجنح أي أذنب. (افطوش صابر، 2018، ص107).
    والجنوح هو ترجمة لكلمة (délinquance) في اللغة الفرنسية، وهو الميل والخروج البين عن الطريق السوي. (اسماعيلي يامنة، 2015، ص119).
    2.3. التعريف الاصطلاحي للجنوح:


إن مصطلح الجنوح يكتنفه نوع من الغموض فمن الصعب وضع تعريف عام و دقيق للجنوح نظرا لتشعب جذوره وتعدد أسبابه وتنوع مظاهره، فكل حدث جانح يتميز بلون خاص من السلوك وهو يختلف الحدث الجانح الأخر في العوامل التي دفعت كليهما للجنوح، ولو تشابه سلوك كل منهما، و يُستعمل هذا المصطلح في توضيح السلوك الذي لا يتماشى مع القيم والمعايير والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يعتمدها المجتمع في تحديد سلوكيات أفراده فهو الفعل الذي يرتكبه الحدث والذي يعدّه القانون جريمة، و يتمثل انحراف الحدث في مظاهر السلوك غير المتوافق مع السلوك الاجتماعي السوي التي تمهد الانزلاق نحو الإجرام. (نفس المرجع السابق، ص120)
2.4. مفهوم الجنوح من الناحية النفسية:
هو ما ظهر من السلوك نتيجة أحد الاضطرابات في النمو والتي كانت بدورها نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل هذا ما أذى بعد ذلك إلى نقص في بعض نواحي الشخصية.
2.5. مفهوم الجنوح من الناحية القانونية:
هو التعدي على العرف الاجتماعي المنصوص عليه بالعقوبة قانونيا، ويعرفه بول تابان Paul » Tappan "بأنه رد فعل أو نوع من السلوك يعرض على المحكمة يصدر فيه حكم قضائي. (معاوي لبنى، 2018، ص .20)
.3تعريف الحدث:
يشير هذا المصطلح بصفة عامة إلى الجرائم والمخالفات التي يرتكبها الطفال والمراهقين الذين لم يبلغوا سن الرشد تكون أعمارهم عموما تتراوح مآبين 13الى 18سنة.
.3.1تعريف اللغوي للحدث:
الطفل لغة هو الصغير من كل شيء أو المولود، أصله الابتداء، جمعه أطفال، وقد يكون الطفل واحدا وقد يكون جمعا لأنه جنس أو لأن أصله المصدر، وفي المغرب الطفل الصبي حين يسقط من البطن إلى أن يحتلم، والطفل أيضا هو الشاب فإن ذكرا السن قيل حديث السن أو صغير السن. (مليلي مريم، 2017، ص 15)
والحدث من الحداثة والحداثة من الأمر أوله وابتداؤه وحداثة السن: كناية عن الشباب وأول العمر، يقال رجل حدث أي طري السن، أو فتي السن، ولا يصلح القول: رجل حدث السن، بل يقال: رجل حدث، لأن الحدث صفة الرجل نفسه، وكان في الأصل مصدرا، فوصف به، ولا يحتاج إلى ذكر السن، وإنما يقال للغلام نفسه: هو حدث لا غير، فالصغير في اللغة: يسمى حدثا، وشابا، وفتى، وغلاما... وهكذا دون تحديد للعمر الذي يصح فيه أن يدعى الصغير بمثل هذه الأسماء، ذلك أنها جميعها تدور حول معنى واحد يختص بالصغير.(مليلي مريم، 2017، ص 16)
.3.2التعريف الاصطلاحي للحدث:
يعرف الحدث على أنَّه صغير السن الذي أتم السن التي حددها القانون للتمييز ولم يتجاوز السن التي حددها لبلوغ الرشد.
ومصطلح الحدث في اللغة العربية يقابله في اللغة الفرنسية (mineur) وفي اللغة الإنجليزية (minor) والحدث في القانون ليس هو الصغير على الإطلاق، وإنما يعتبر المرء حدثا أمام القانون في فترة محددة تبدأ في سن التمييز التي تنعدم قبلها المسؤولية الجنائية وتنتهي ببلوغ السن التي حددها القانون بالرشد والتي يفترض بعدها أن الحدث قد أصبح أهلا للمسؤولية الكاملة. (اسماعيلي يامنة ،2015، ص122)
.3.3مفهوم الحدث من الناحية النفسية:
تعددت تعريفات علماء النفس بهذا الخصوص، ويرجع السبب في ذلك إلى تعدد الاتجاهات التي يتبناها كل فريق، إلا أن هذه التعريفات النفسية تركز جميعاً على سوء التوافق والصراع النفسي الذي يعاني منه الحدث، سواء بينه وبين نفسه، أو بينه وبين من حوله، فـ أوجست أيكهورن " يؤكد على أن الجناح عبارة عن " انحراف عن العمليات النفسية السوية". فيما يؤكد بيرت" على أن الجناح عبارة عن حالة تتوفر في الحدث كلما أظهر ميولاً مضادة للمجتمع يمكن أن تجعله موضوعاً لإجراء رسمي وأنصار مدرسة التحليل النفسي Psychoanalysis ينظرون إلى الجناح على " أنه نتاج لاضطراب في قوى الشخصية الثلاث الهو، الأنا، الأنا الأعلى (الضمير) في تكيفها مع القانون الأخلاقي السائد في المجتمع بالإضافة إلى عاداته وتقاليده وقواعده.
أما الكسندر فيرى أن الجانح تسيطر عليه رغبات الهوى( الدوافع الغريزية والعدوانية) على ممنوعات الأنا الأعلى (الضمير والأخلاق) ، كما يرى أن اضطراب البيئة قد يكون بمثابة عوامل لخلق الشخصية غير الاجتماعية ، ومن ثم فإن البيئات الإجرامية تكون بمثابة معامل لتفريخ المجرمين والمنحرفين وبناء على ذلك يمكن القول أن علماء النفس يرون أن جنوح الأحداث من الوجهة النفسية عبارة عن خلل في شخصية الحدث نفسه ينشأ عن عملية سوء التوافق التي قد يعانيها الحدث بسبب الصراع النفسي الذي قد ينشأ بينه وبين نفسه أو بينه وبين المحيطين به أو نتيجة لإفراطه في التعبير عن غرائزه وآماله وطموحاته وتطلعاته المستقبلية.(عائشة إبراهيم البريمي ،2010،ص22)
3.4.مفهوم الحدث من الناحية القانونية:
تعريف الحدث قانوناً ستكون المرحلة الأولى لبداية معرفتنا للقواعد القانونية التي تحمي الأحداث الجانحين في التشريعات الفلسطينية، ففي القانون الدولي اهتمت الدول بشريحة الجانحين الصغار فعقدت الكثير من المؤتمرات لضمان وضع قواعد قانونية تحمي وتحـافظ علـى تلـك الشريحة من الجانحين، فقد تنبهت الأمم المتحدة لهذه المشكلة وعقدت المؤتمر الأول لهـا عـام 1955م في جيف بعنوان (جرائم الأحداث) الذي اهتم بمكافحة الجريمة ومعالجة الجانحين، وفي عام 1985م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة (قواعد بكين) وهي عبارة عن قواعد نموذجية دنيا لإدارة شؤون قضاء الأحداث، وهناك العديد من المؤتمرات التـي تحـدثت عـن القواعـد ، ومن بين هذه المؤتمرات والمعاهدات هي اتفاقيـة حقـوق 2 القانونية لحماية الأحداث الجانحين الطفل. وقد عرفت المادة الأولى من هذه الاتفاقية الحدث مع الاحتفاظ بكلمة الطفل بأنـه " كـل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق على الطفل "، وقد نصت القاعدة الثانية من قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لإدارة شؤون قضاء الأحداث على أن " الحدث" هو الطفل أو شخص صغير السن يجوز بموجب النظم القانونية ذات العلاقة مساءلته عن جرم بطريقة تختلف عن طريقة مساءلة البالغ. (محمد زياد محمد عبدرحمن،2007، ص15و16)
4.أسباب وعوامل جنوح الأحداث
4.1.أسباب اجتماعية:
يشير هذا الاتجاه في تفسير السلوك الإجرامي إلى أن السلوك يرجع إلى الظروف الاجتماعية المحيطة بالجانح ترجع الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى البيئة الاجتماعية التي تهيئ الجو المناسب للجريمة تشمل الأسباب الاجتماعية لجنوح الأحداث بشكل رئيسي الجوانب التالية:(أحمدالزعبي،2021، ص137)



  1. التصدع الأمري: إن العلاقات المتداعية بين الوالدين أو بين الوالدين والأبنـاء من شأنها أن تؤدي إلى الكراهية بين أعضاء الأسرة، وكذلك إلى عدم اكتراث كل عضو من أعضاء الأسرة بالآخر، كما تؤدي إلى البلادة العاطفية، كما تتميز علاقة الوالد بأبنائه بالقسوة، أو الإهمال، أو التذبذب في المعاملة، والميل إلى السخرية من أبنائه وتحقيرهم ولا يتسم بالدفء العاطفي كما يكثر غيابه عن المنزل، ولهذا تصبح علاقة المراهق بأبيه ضعيفة، ويعتبره المراهق نموذجاً غير صالح للاقتداء به. كما أن أمهات الجانحين يتسمن بأنهن مهملات ويتصفن بالعدائية لأبنائهن، وعدم اكتراثهن ولا يتحملن المسؤولية، كما أن حالات الطلاق والهجران بين الوالدين من شأنها أن تؤدي إلى تداعي العلاقات داخل الأسرة، ويعجزون عن تزويد أبنائهم بقواعد اجتماعية مناسبة، مما يدفعهم تدريجياً نحو الجنوح، لأن الرقابة الأسرية على الأبناء تكون ضعيفة. (أحمدالزعبي،2021، ص137الى140)

  2. طريقة معاملة الوالدين للأبناء: تتغذى شخصية الأبناء من مرجعية سلطة الآباء ومن السلطة العاطفة للأمهات. ولذلك فإن سوء المرجعية، وسوء التغذية العاطفية يؤديان إلى وهن في شخصية الطفل، ويكون بالتالي معرضاً ومهيأ للانحراف فلقد أوضحت الدراسات في علم النفس وعلم الاجتماع، وعلم الجريمة، أهمية الطريقة التي يتعامل بها الوالدان مع أبنائهم، ودور هذه الطريقة في بناء شخصية الأبناء، ورسم ملامح صحتهم النفسية والعقلية والاجتماعية، فقد تبين أن الإسقاف العاطفي في التعامل مع الأبناء سلباً أو إيجاباً يؤدي إلى إخفاق عملية تكيفهم مع الواقع المعاشي إذ أن الحرمان العاطفي والانفعالي يؤدي إلى تعطيل عملية التوافق عند الأبناء، لأنه يحبطهم ويتركهم عرضة لمشاعر الغين والخوف والتظلم، ويتركهم في مجتمع يحقدون عليه ويرون فيه سبا لتعاستهم. كما أن العطف الرائد والتدليل المفرط يؤدي أيضاً إلى تعطيل التوافق عد الأبناء، إد بریکهم ويمنعهم من الفطام ،علاوة على ذلك فإن استخدام القسوة والعنف ضد الأبناء يجعلهم يشعرون بأنهم منبوذون وغيرهم إنهم مرغوبون، مما يجعلهم يشعرون بالحرمان، ويفقدون إحساسهم بقيمتهم الشخصية، ويضعف ثقتهم بأنفسهم، وهو ما يدفعهم نحو التطرف والعصيان والفتور والكذب والسرقة والإضرار بمكانة الآخرين. وقد تتفاقم هذه الأخطاء مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى العدوان الشديد والسلوك الإجرامي، أو قد تتطور لديهم شخصية انطوائية وتتغلب عليهم مشاعر الظلم والتعاسة والخوف، كما يكون لها تأثير سلبي على الطفل يبدو أيضًا أن العلاج مفرط التسامح.(أحمدالزعبي،2021، ص140-141)
    إن سلوكهم لا يقل خطورة عن الإهمال والمعاملة القاسية، لأن مثل هذه المعاملة يمكن أن تؤدي بالأبناء إلى تطوير اتجاهات اجتماعية خاطئة، ومع مرور الوقت تنتج أفراداً يتمتعون بالصفات التالية: (شخصيتهم أنانية للغاية ويتوقون إلى إرضاء أهوائهم) وهذا يعني أنه، في ظل البيئة المناسبة، يمكن للوالدين أن يجعلوا سلوك أبنائهم يفضي إلى سلوك منحرف لاحقا السلوك المنحرف لدى المراهقين يرجع جزئبا إلى البالغين. (أحمدالزعبي،2021، ص140-141)

  3. التقليد: ان بعض الجانحين ينشؤون في أوساط تحترم السلوك الإجرامي وتروج له كوسيلة صالحة للحياة، حيث يتأثرون الأحداث بسلوك الأشخاص الذين يعيشون معهم ويشجعون جميع أشكال السلوك المنحرف. يرتبط تعلم الحدث بجو الأسرة وتقاليدها وعاداتها وسلوكها، حيث تكون الأسرة المنحرفة بيئة مناسبة لنمو نزوع الجانحين لأن أفرادها يشجعون السلوك الإجرامي. يؤثر الآباء والأشقاء على سلوك الطفل في المراحل المبكرة من الحياة، وقد يكون الحدث سهل الاستثارة وحساسًا وسريع الانفعال وضعيف الإرادة بسبب تأثره بالأسرة هناك صلة بين سلوك الآباء وفرص تطوير سلوك جانح للأبناء، خاصة خلال المراهقة حيث تتشكل القيم والمعايير الاجتماعية التي تؤثر على الشخصية. (نفس المرجع السابق، ص142-143)
    4.2. ثانيا: الأسباب المدرسية.
    تلعب المدرسة دورًا حيويًا في حياة الطفل، حيث يتعدى دورها التعليم إلى الانضباط وتنمية الشخصية يمكن أن تؤدي التجربة المدرسية الفاشلة أو غير السعيدة إلى سلوك جانح، بما في ذلك الهروب أو الخداع أو السرقة أو حتى الانتحار، تكشف الأبحاث أن أغلبية كبيرة من الشباب الجانحين قد رسبوا في المدرسة، حيث أظهرت دراسة أن 62% من الجانحين رسبوا أكثر من مرة ،كما أظهر السجناء أيضًا معدلات عالية من عدم الانتظام والرسوب المدرسي، كما يمكن أن ينعكس الفشل المدرسي سلبًا على الحالة النفسية للطفل، حيث وجدت دراسة أن 40% من الأحداث الجانحين يكرهون المدرسة. (نفس المرجع السابق، ص143-144-145)
    4.3. ثالثا: جماعات الرفاق Peer Groups
    إن مجموعات الأقران هي الأكثر تأثيرًا على سلوك الفرد لأنها تختلف في تكوينها وخصائصها ووظائفها. ويؤدي التعرض الطويل للرفاق إلى قصر فترات التفاعل الأسري، ويلعب رفاق الجانحين القدامى دورًا حاسمًا في انتقال الفتيان إلى التنظيمات الإجرامية المحترفة، متجاوزين بذلك تأثير الأسرة وتظهر الأبحاث أن الأحداث الجانحين يرتكبون الأفعال بشكل رئيسي تحت تأثير الرفاق من الجانحين القدامى (86.56%)، مما يشير إلى جاذبية تأثير الرفاق من الجانحين الكبار وشدته، مما يجعلهم وسيلة للأنشطة الإجرامية والتأثير على سلوك الشباب. (أحمدالزعبي،2021، ص145)
    4.4. رابعا: الأسباب الاقتصادية.
    يميل الأفراد من خلفيات فقيرة إلى أن يصبحوا جانحين بسبب عيشهم في مناطق لا تتوافر فيها فرص السيطرة على السلوكيات المعادية للمجتمع، وقد وجدت دراسة أجريت على 731 جانحًا أمريكيًا أن 63% منهم يعانون من ظروف مادية سيئة، في حين أن 70% من 1600 حدث جانح ينتمون إلى أسر فقيرة جدًا، تشير الأبحاث أيضًا إلى وجود صلة بين جنوح الأحداث وحجم الأسرة وكثافتها، خاصة في الأحياء الفقيرة، حيث تزيد الأسر الكبيرة من احتمالية الجنوح بسبب ضعف الارتباط ونقص الإشراف الأبوي.
    وكذا قد تؤدي الصعوبات المالية إلى الانفصال أو الطلاق أو الهجرة، مما يؤثر سلبًا على تربية الأطفال. قد يترك الأطفال المدرسة من أجل العمل، مما يؤثر على نفسيتهم بسبب عدم وجود عمل أو عمل غير مناسب. وفي الولايات المتحدة، وجدت دراسة أجريت على 800 حدث أن 262 حدثًا تركوا المدرسة لأسباب مالية، و151 حدثًا لتفضيلهم العمل على الدراسة، و296 حدثًا بسبب عدم الرضا عن الحياة المدرسية. وليس الفقر هو السبب الوحيد لجنوح الأحداث، وإنما عدم إشباع الحاجات الملحة وعدم كفاية الدخل. (نفس المرجع السابق، ص146-147-148)
    4.5. خامسا: الأسباب النفسية.
    وفقًا لنظرية التحليل النفسي، فإن تجارب الطفولة المبكرة تشكل الشخصية والسلوك المستقبلي. قد يتصرف الأحداث الجانحون بسبب مشاعر العداء أو الهذيان أو الحاجة إلى الاهتمام. يمكن أن تؤدي الإحباطات والصراعات إلى تكوين صورة سلبية عن الذات، مما يؤدي إلى سلوك متمرد وعدائي. يُظهر الجانحون المحترفون سمات مثل عدم الاكتراث بالخوف والإحراج، و"الخشونة" في المهارات البدنية واللفظية. (نفس المرجع السابق، ص148-149-150)
    4.6. سادسا: انخفاض مستوى الذكاء.
    غالبًا ما يعاني الأحداث الجانحون من مشاكل عقلية وعاطفية وتعليمية. فقد وجدت دراسة أن 62% من 173 مراهقًا جانحًا صنفوا على أنهم عاديون أو أقل من المتوسط قليلًا في الذكاء، و11% منهم كانوا أقل من المتوسط قليلًا، و21% منهم كانوا متخلفين عقليًا، وكان انخفاض الذكاء عاملًا في جنوحهم. ولم تجد دراسة أخرى أي علاقة مهمة بين نوع الجريمة وذكاء الجاني. (أحمد زغبي،2021، ص150)
    4.7. سابعا: الأسباب الجسمية.
    يمكن أن تؤدي الإعاقات الجسدية إلى جنوح الأحداث بسبب زيادة القلق والتوتر. تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين يعانون من إعاقات جسدية يعانون من صعوبة في التركيز، مما يؤدي إلى مشاكل في التكيف وزيادة في الجنوح خلال فترة المراهقة المبكرة. يُظهر الأحداث الصم ميولاً عصابية، مما قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى الإجرام. يمكن للأمراض والعاهات أن تولد الشعور بالنقص، مما يسبب مظاهر العنف والجريمة.
    4.8. ثامنا: وسائل الاعلام.
    تلعب وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل المجتمع، لكن سوء استخدامها يمكن أن يؤدي إلى نتائج مدمرة. فالصحافة يمكن أن تعزز الجريمة من خلال إثارتها، وتصويرها على أنها أمر طبيعي، وتمجيد المجرمين. كما تزود الصحف المجرمين بمعلومات قيمة عن مداهمات الشرطة. كما يمكن للأفلام والبرامج التلفزيونية أن تزيد من تأثيرها على الأحداث، فتشكل سلوكهم وتزيد من قابليتهم للجريمة. (نفس المرجع السابق، ص150-151-152)
    5.النظريات المفسرة .
    5.1.النظرية البيولوجية:
    يرى أصحابها أن التكوين البيولوجي للفرد بمثابة المحدد الرئيسي للانحراف، حيث يرون أن هناك خصائص جسمية وسمات شخصية و جينات وراثية معينة تميز المنحرفين وتجعلهم يختلفون في أشكالهم وطريقة تفكيرهم عن الأفراد الطبيعيين، فهم في رأي هذه النظرية يتميزون بقامة قصيرة و جباه ضيقة وآذان كبيرة و أيدي طويلة و شعر كثيف في أجسامهم، كما يعتقد هؤلاء أن أجسام المنحرفين بذلك الشكل تعود إلى مرحلة تاريخية قديمة تشبه الإنسان الحفري القديم (P19,1992,Gustare).
    وتعتبر مدرسة لومبروزو من أهم الإطارات الفكرية التي زكت هذا الاتجاه، و قد نادت هذه المدرسة إلى الربط بين بعض المميزات الجسمية أو الخلقية و خاصة في الوجه و الجمجمة و بين أنواع من النقص العقلي أو الاضطرابات الخلقية و أشكال الانحراف، و ترتكز نظرية لومبروزو على محور الحتمية البيولوجية بشكل واضح و لأجل ذلك تعارضت تفسيراته تلك مع التفسير الكلاسيكي القائم على حرية الإرادة، و مذهب المنفعة و هو بهذا يجبر على الانحراف و لكن بدرجات متفاوتة، انطلاقا من أن المجرم – أو الحدث المنحرف – بالتكوين هو إنسان يعاني من انحطاطية وراثية تجعله غالبا مصابا بعيوب مورفولوجية جسمية ظاهرة، و باضطرابات وظيفية في أجهزته الداخلية، وبخلل في بعض إفرازات الغدد الصماء و الدرقية على وجه الخصوص.
    لكن قدمت أدلة لهدم النظرية البيولوجية حيث وجد أن تلك الصفات التي وسم بها المجرمون توجد بين طلاب الجامعة ورجال الجيش، فهي صفات لا تعني المجرمين أو المنحرفين فحسب، كما يلاحظ فشل المحاولات التي استهدفت إيجاد علاقة سببية بين اختلال توازن الغدد الصماء والنزعة الانحرافية، إذ توجد مظاهر متشابهة في الدماغ و في الغدد الصماء بين المجرمين و بين الأسوياء وبذلك فقدت هذه النظرية قيمتها كنظرية علمية قادرة على تفسير أسباب الانحراف، رغم أنها خدمت و لفترة طويلة النظام الرأسمالي، حيث جندها لتفسير الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف الطبقات معتبرا إياها مجرد فروق في إمكانياتهم الفطرية واستعداداتهم..
    كما أن مجرد الحكم على الأفراد انطلاقا من اعتبارات وراثية وجسمية هو في حد ذاته خاطئ لأنه ينفي تواجد حرية الاختيار لدى من له تلك السمات الموصوفة فكأنه سجين تلك الإعتبارات أو بعضها على الأقل، مما يفتح المجال لظهور تفسيرات أخرى للسلوك الانحرافي تعارض النهج البيولوجي، و من بينها التفسير السيكولوجي.(P19,1992,Gustare)
    5.2.نظرية التحليل النفسي:
    ميز فرويد الجانح عن باقي مكونات الشخصية بالعنف، إذ إفترض أنه ذو أنا أعلى عنيف يمارس على صاحبه نوع من القمع ويدفعه إلى تبني سلوكات في وضعيات مختلفة تنتهي به إلى العقاب، حيث يؤكد أن الجانح يرتكب أفعال مضادة للمجتمع بحثا عن العقاب المتولد عن أنا أعلى شديد القسوة ويعتبر أن(الحجازي،1995ص26)
    السبب في ذلك هو فشل حل عقدة أوديب الناتجة عن تعلق الطفل بأمه ونشأة مشاعر العدوانية اللاواعية الموجة نحو الأب ، هذا ما يتدخل في بناء الأنا الأعلى على أساس صورة الأب الهوامي.
    يعلم بأن سلوك الفرد مرتبط بعوامل نفسية محددة، وهذا السلوك تمليه أهداف مقصودة منه، إذ يؤكد أن للإنسان الرغبة الدائمة والملحة في الانتماء إلى جماعة والحصول على مكانة ضمنها، فبعدما يحقق ذلك ينمو لديه التوجه للسلطة والولاء لها، وبعد ذلك " أدلر" بوجهة أخرى حيث يرى أنه من اجل فهم السلوك
    الجانح لا بد من دراسة الأنا والكشف عن نقائص الأنا الأعلى لغاية فهم طريقة عمل الجهاز النفسي عند الجائح المكون من نظام النزوات المخزن للميول والرغبات، ونظام الضوابط المكون من( الأنا والأنا الأعلى). (الحجازي،1995،ج2،ص26)
    5.3.النظرية الاجتماعية:
    يركز علماء هذه النظرية على أهمية تأثيرا لوسط الاجتماعي أو البيئة الاجتماعية على الفرد، فعلى سبيل المثال وجد أن الأعضاء المنتمين إلى الجماعات المظلومة أو المهضومة حقوقها أو التي لا تحصل على الميزات مثل بقية الجماعات الأخرى في المجتمع، نجدهم أحيانا يسلكون السلوك الجانح كاستجابة للحرمان الاجتماعي و الاقتصادي الذي يعانون منه، أيضا عندما يعاني المجتمع من التفكك الاجتماعي أو سوء التنظيم الاجتماعي فأن الأفراد يجدون أمامهم فرصا للتهرب من ضغوط المعايير الاجتماعية وجهة نظر أخرى تشير إلى أن السلوك الجانح هي نتاج ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي مثل الأسرة و المدرسة و المؤسسة الدينية، الشرطة والمحاكم..
    ويرى "روبت ميرتون" بأن الفرد عندما لا يستطيع تحقيق الأهداف و لا يجد الوسائل المشروعة لتحقيقها، فأنه يترك هذه الأهداف و ينسحب من حياة المجتمع على سبيل المثال :( التسرب من المدرسة الهروب من العمل الإدمان على المسكرات أو المخدرات، أو الانتحار، )أو يرفض الأهداف والوسائل ويضع بدلا منها أهدافا و وسائل خاصة به وبزملائه في مثل موقفه ويحاولوا أن يفرضوها على المجتمع .(الحجازي،1995ص30)
    5.4.النظرية السلوكية :
    يذهب هذا التناول إلى رفض كل ما هو وراثي أو غريزي و لا يعترف في تفسيره للسلوك المنحرف إلا بالعوامل البيئية المكتسبة أو المتعلمة فالأمر حسبه يعود كله إلى المؤثرات البيئية.(نفس المرجع السابق ،ص29)
    والسلوك ليس سوى ردود فعل معقدة لمثيرات معقدة يتلقها الشخص من بيئته وقد اقتبس "Sutherland" من هذه المدرسة مبدأ السلوك المتعلم أو المكتسب، فهو يقول أن السلوك المنحرف متعلم وهو وليد ميزات خارجية تلقاها الشخص من الجماعة المنحرفة التي ينتمي إليها.
    ودائما من خلال هذا التناول أدخل Dallard" فرضية تتمثل :
    في كون الإحباط هو العنصر الأساسي والوحيد في الانحراف ومن المعروف أن العقاب يمكن أن يثبت التظاهرات العدوانية.
    ولكن كما أشار "Dallard" أن إدخال العقاب يمكن أن يؤدي إلى العدوانية حول الذات، حتى إذا كانت العدوانية معاقبة تبقى دائما الاستشارة لها حول موضوع آخر محبط .
    وعليه أدخلت أهمية المحيط الذي يتبادل السلوك مع الفرد لكن ينتج استجابات عدوانية، وقد شرح باحثون آخرون - الجناح – الانحراف – انطلاق من العوامل الاجتماعية المحيطة، خاصة العوامل الاقتصادية المدنية والحرمان الاجتماعي الثقافي والتمييز العنصري، وصعوبة تحقيق الأهداف الاجتماعية، وصعوبة تحقيق الأهداف الاجتماعية، فحسب جلوك أن العديد من العائلات تساهم في تطور السلوك الجانح . 3 إن تركيز التناول السلوكي على فكرة الانحراف متعلم، رغم صحة ذلك إلا أنه يبقى تفسير نسبي لأن التركيز على البيئة والمحيط الاجتماعي لا يعني إهمال الجانب الشخصي في السلوك المنحرف. (الحجازي،1995ص29)



  1. تصنيف أنماط الأحداث الجانحين
    يتجه بعض علماء النفس الاجتماعي إلى تقسيم الأحداث الجانحين إلى أنواع متميزة، يتميز كل نوع بخصائص تميزه عن النوع الآخر، ويكاد يكون هناك اتفاق بين أغلب التصنيفات التي تم عرضها، وهي تشير إلى أن هناك أنماطًا ثابتة. يعتمد هذا التصنيف على السلوك الإجرامي المعادي للمجتمع
    التصنيفات:
    6.1. أولا: الجانح النمطي (حدث العصابة)
    ينتمي الجانح لعصابات خاصة وتتميز خصائص سلوك أفراد المجموعة الجانحة: قلة الأدب، والقذارة، وعدم التدين، وإدمان الخمر، والكحول، والمخدرات، كمظاهر للسلوك المنحرف، ثم يتعلم الحدث في إطار أشكال من الأساليب جرائم مختلفة وذلك لأن المجتمع الأكبر يعتبرها قيما منحرفة خارج نطاق المعايير والتقاليد السائدة، إذ أنها في الأصل تقوم على مخالفة القانون، وكل ما ومن شأن ذلك أن يخالف العادات والتقاليد السائدة لدى تلك الفئة الجانحة. - يكتسب الأحداث الجانحون من تلك الثقافة المكانة الاجتماعية والقبول وعدم المعارضة لأفعالهم المنحرفة التي يعارضها المجتمع. (اسيا الجري،2024، ص119)
    6.2. ثانيا: الجانح السيكوباتي
    يتصف سلوك الأحداث في المقام الأول بأنه سلوك غير اجتماعي، ويتميز أصحاب هذه الشخصية بالاندفاع وعدم القدرة على الاستفادة من تجاربهم بشكل ما. (معيبة، ومن خصائص تلك الشخصية أنها عدوانية، تعاني من النشاط الطفولي الفج، نرجسية، ويتحكم في سلوكها مبدأ اللذة). البناءة، ليس لديهم القدرة على تكوين صداقات شخصية وثيقة، كثرة الصدامات مع القانون والقواعد العرفية، وكثرة الاستياء والتظلمات والتورط في المشاكل أو الاضطرابات.
    6.3. ثالثا: الجانح العصابي
    في هذه الحالات، يعزى السلوك المعادي للمجتمع إلى عوامل اللاوعي. وتتراوح نسبة هذه الفئة من الجانحين بين (10%) إلى (15) من الحالات التي يتم تشخيصها، حيث أن السلوك الإجرامي المعادي للمجتمع يرتبط في كثير من الحالات بالعصاب النفسي. وأوضح ما يميز هذه الجرائم أنها لا تنتج عن إجراء مسبق، بل بطريقة تلقائية وقسرية، ولا تكون تعبيراً مباشراً عن الرغبة في تحقيق مكاسب مادية أو الاعتداء على الآخرين(.اسيا الجري،2024، ص119)
    6.4. رابعا: جانح الذهاني.
    وتبلغ نسبة المنحرفين في هذه الفئة 3% من الحالات التي يتم تشخيصها، ويرتبط الأمر برد الفعل الذهاني وهو اضطراب خطير يؤدي إلى تفكك الشخصية. ويعني الاضطراب أن المريض الذهاني يفقد ارتباطه بالواقع تماما، حيث تتغلب الدوافع الغريزية والصراعات المكبوتة وتصبح عاطفية، وتبدو للمريض أكثر واقعية من أي شيء في العالم الخارجي. العقل الباطن (نفس المرجع السابق،2024، ص120)
    6.5. خامسا: الجانح المتأخرعقليا.
    ولا تتجاوز نسبة هذه الفئة من الجانحين 5% من إجمالي الحالات التي تحدث. -2- يعتبر الضعف العقلي من أهم مؤشرات الخلل في الانسجام الاجتماعي، وذلك لعدم قدرة الجانح على تكييف سلوكه حسب تجاربه السابقة ووفقاً لمتطلبات الواقع، أي أنه لا يستفيد من ذلك. التجارب التي مر بها بسبب ضعف قدرته. العقلية هي فهم هذه التجارب وتوظيفها في مواقف مماثلة.
    6.6. سادسا: الجانح العضوي.
    الجانحون العضويون، الذين يشكلون أقل من 1% من الحالات، هم أفراد يعانون من اضطرابات مرتبطة بالدماغ تؤدي إلى سلوك عدواني أو عنيف. يُظهر هؤلاء الأحداث حساسية واندفاعًا وعدم توازن عاطفي، ويفتقرون إلى القدرة على التحكم في تصرفاتهم. يمكن أن تسبب تشوهات الدماغ أو الالتهابات أو الأورام اضطرابات عقلية، مما يؤدي إلى سلوكهم المنحرف. وتسلط هذه الحالات الضوء على تأثير الأمراض النفسية العضوية على السلوك والتحديات التي يوجهها الأفراد المصابون.
    6.7. سابعا: الجانح العرضي.
    يتشكل الجانحون حسب معايير بيئتهم، مما يؤدي إلى سلوكيات تعتبر إجرامية في المجتمع. ويعتقد البعض أن السرقة من الأغنياء أمر مشرف، وهو ما يعكس قيما متضاربة. (نفس المرجع السابق ،ص121)

  2. مظاهر السلوك الجانح لدى الأحداث:

  3. تشمل مؤشرات السلوك الجانح الخصائص التي تميز المنحرفين/ الجانحين الأحداث عن غير الجانحين في مثل سنهم وتتفق البحوث على مجموعة من السمات

  4. يوصف الأحداث المنحرفون في الغالب بالحركة الدائمة والنشاط الزائد.

  5. لاندفاعية والعدوانية دون إبداء أي اهتمام بالآخرين.

  6. التحدي والحقد والعداء والتهور والتمرد على السلطة

  7. الميل إلى التعبير المباشر والفعلي في حل مشاكلهم.

  8. الحساسية الشديدة وغير العادية تجاه الآخرين المتسمة بالتوتر النفسي والخوف

  9. الحالات الانفعالية بما يصحبها من تغير في الشعور نحو فرد معين نتيجة التعارض بين الرغبات مثل التغير الذي يطرأ على الحالة المزاجية من انقباض نفسي، وشعور بالحزن، والأسى، واليأس.

  10. وجود الحالة القهرية للطموح والتفوق، وعدم القبول بأي من المعايير المتدنية خوفا من العقاب نتيجة التنشئة الغير سوية.

  11. ظهور ميول واتجاهات شاردة كعرض مبكر الاضطراب نفسي، فقد يتجه الحدث إلى العزلة والانطواء أو الرغبة في الظهور واثبات الذات. (أسيا الجري،2024، ص113-114)
    8.شخصية الجانح :
    يتميز الجانح بعدة خصائص وسلوكيات تجعله يتصرف بشكل مختلف عن الآخرين. يعاني الجانح من مفهوم سالب عن الذات، حيث يشعر بالذنب والقلق ويسعى لإشباع رغباته بشكل لاواعي.
    كما يفتقر إلى التبصر بعواقب أفعاله ويعاني من ضعف الضمير الأخلاقي وشعور بتضخم الذات. يشعر الجانح بالصدمة من لامبالاة المجتمع وصعوبات في التكيف مع الذات والآخرين نتيجة لتشوهات جسمية. يتسم الجانح بالاندفاع والتهور وعدم القدرة على تأجيل رغباته بسبب عدم استقراره العاطفي وقابليته للإيحاء.(شامو مريم،2022،ص17)
    .9 الوقاية من الجنوح:
    9.1. إشباع الحاجات الأساسية و الإجتماعية للأحداث:
    تلبية الاحتياجات الأساسية والاجتماعية أمر بالغ الأهمية لتلبية احتياجات الإنسان. تشمل الاحتياجات الأساسية ضرورات البقاء ، بينما تشمل الاحتياجات الاجتماعية قنوات التفاعل ، وحرية التنظيم الاجتماعي ، وحل المشكلات ، والتعرف على مهارات بعضنا البعض. تساعد تلبية هذه الاحتياجات على منع الجنوح والجريمة من خلال ضمان السلوك السليم وتنمية القدرات الفكرية والجسدية وتقليل انعدام الأمن .(معاوي لبنى، 2018)
    9.2.تنمية أساليب التنشئة الإجتماعية:
    التنشئة الاجتماعية هي عملية متعددة المؤسسات لتعليم الأفراد المهارات والأدوار. تلعب الأسرة دورا حاسما ، وإذا فشلت ، تتدخل مؤسسات أخرى مثل المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام.
    يمكن أن تمنع التربية الأسرية والاجتماعية الإيجابية الجنوح والجريمة ، في حين أن التنشئة السيئة يمكن أن تؤدي إلى الجنوح من بين أفضل أساليب التنشئة التي تعتمدها الأسرة و باقي المؤسسات في تربية أفرادها هي:(معاوي لبنى، 2018، ص ،63-64)



  • الرعاية الاجتماعية المكثفة التى تهتم بالفرد و تلازمه و تمنحه الاهتمام المستمر.

  • الموازنة بين أساليب اللين والشدة في تربية الفرد والعمل على تقويم سلوكياته و علاقته مع الآخرين.
    إبعاد العوامل التي تشجع على الانحراف و يتضمن هذا المبدأ إبعاد الأطفال عن البيوت السيئة و المجموعات الضارة و إزالة الأحياء الشعبية الفقيرة و إعادة تخطيها وتوفير مسكن صحي للأسرة وحماية أفرادها من التشرد والضياع و الحرمان و تحقيق التنمية التعليمية و الصحية وتوسع لهم في المرافق الترويجية. (معاوي لبنى، 2018، ص64)
    تعميق الوعي الإجتماعي و القيمي:
    ومن شأن تعميق الوعي الاجتماعي والقيمي وتثقيف الأحداث بشأن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية أن يحول دون الجنوح والجريمة من خلال تعزيز التضامن والوحدة.
    من بين مظاهر التوعية الاجتماعية ما يلي:

  • إدراك الضرر الذي تلحقه الجريمة بالمجتمع و الحياة الاجتماعية.

  • فهم الصلة بين الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع، بما فيها الأخطار و التحديات التي تواجه الوطن و ظهور الجرائم و سيطرتها على الحياة الاجتماعية.

  • إدراك الصلة المتفاعلة بين وجود الأحياء القصديرية المختلفة في المدينة و بين الجنوح و الجريمة، و في حال غياب الوعي الاجتماعي يحظر وقوع الجنوح و الجريمة في عقول الأحداث أو الشباب فإنه بطبيعة الحال سيكونون عرضة للجنوح و مشروعا للقيام بالعمليات الإجرامية، لذلك فيجب تعميق الوعي
    الاجتماعي عند الشباب لمدى خطورة الوضع من أجل تفادي الوقوع فيها. (نفس المرجع السابق ،ص64)
    أساليب وقائية من خلال مكتسبتنا و نظرتنا :
    الإهتمام بكل المرافق التي تحمي الحدث و عمل على تقويتها و تطويرها مثل مصلحة الملاحظة والتربية في الوسط المفتوح فهي تملك دور فعال في حماية الفئة المعرضة للخطر
    العمل على مراقبة كل مرافق التي يحتك بها الحدث كمدرس عن طريق توفير أخصائيين و مراقبين للكشف عن الإنحراف و الجنوح قبل تفاقم الأمر .
    إجبار الأهل والمسؤولين عن الطفل أو المراهق من متابعته بشكل شهري عند مختص نفسي للتأكد من حالته النفسية و سلامته في محيطه .
    إجبارالمقبلين على الزواج للخضوع لفحوصات و اختبارات تؤكد أهليتهم لتكوين أسرة .
    إطلاق حمالات تحسيسية على مستوى الوطني لتوعية الأهالي .
    أما بنسبة للأطفال المتبنين بما أن هناك حالة من حالتنا أصبحت جانحة يجب على السلطات التي تمنح هؤلاء أطفال للأهلي لتبنهم أن تراقب تلك الأسرة و أفعالها و أن تقوم بإستدعائهم أو زيارتهم بشكل مفاجئ لتأكد من سلامة الطفل .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

من الأمور التي ...

من الأمور التي تفيد الفنان دراسة ألوان الطيف من حيث تكوينها أو عالقتها الداخلية، والألوان الأساسية ه...

تكمن الأهمية في...

تكمن الأهمية في الاقتصاد بما يظهره من أثر إيجابي على المجتمع؛ حيث إنّه من الممكن أن نرى مشاكل التضخم...

إن طريقة استعما...

إن طريقة استعمال الظالل والأضواء من أهم الوسائل التي تحدد مثالية العمل الفني وشخصيته. والضوء ظاهرة ك...

جابر العثرات .....

جابر العثرات ..... جابر العثرات هو الشخص الذي يسارع في تقديم الاعتذار ، عند ارتكابه خطأ أو جرح شخص ...

تمثل المقابلة ا...

تمثل المقابلة الإرشادية العنصر الرئيس في العملية الإرشادية، وهي عمل منظم له استراتيجيات وفنيات ولا ي...

فكانت للدراسات ...

فكانت للدراسات السابقة فضلا في المساعدة في الدراسة الحالية المتمثلة في مستوى الفعالية الذاتية وعلاقت...

وتم كذلك عقد ال...

وتم كذلك عقد الاجتماع الثامن عشر لرؤساء مجموعة التنسيق العربية بتاريخ 2023/06/19 بمقر صندوق الأوبك ل...

رهدفت الدراسة ا...

رهدفت الدراسة الحالية الى الكشف عن العلاقة بين مستوى الفعالية الذاتية واضطراب التكتم لدى النساء المص...

النموذج المتسبب...

النموذج المتسبب غير المسؤول: ١. كله فرد من افراد الاسره على راحته وهو كما يحلو له دون نظام وصلت لان ...

تحاول هذه الدرا...

تحاول هذه الدراسة تقديم قراءة تحليلية بأبعادها السوسيوقانونية لمسألة الحق في حرية المعتقد وممارسة ال...

يتحدث النص عن ا...

يتحدث النص عن اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية وأهميته في رفع الوعي بتأثير خطاب الكراهية على المج...

تطبيق أحكام الق...

تطبيق أحكام القوانين واللوائح والقرارات والتعاميم والنظم المتعلقة بشئون التوظف. شغل الوظائف بالتعيين...