Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

المبحث الأول: الأصول التاريخية والموضوعية لمشكلة المخدرات
التي تنمو حوله، فوجد أن لبعضها خصائص علاجية، والتبغ. ثم جاءت المخدرات المصنعة بعد ذلك، لتضيف بعداً جديداً للمشكلة. ولإلقاء الضوء على تاريخ معرفة الإنسانية بأنواع المخدرات المختلفة، يعرض هذا الفصل للمفاهيم والمصطلحات الأساسية المتعلقة بالمخدرات، ثم أنواع المخدرات. المطلب الأول: مفاهيم أساسية
يتناول هذا المبحث عدداً محدداً من المفاهيم والمصطلحات، 1. لغوياً
وتعني السِتر، ويقال جارية "مخدرة" إذا لزمت الخدر، أي استترت ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه. وفي اللغة الإنجليزية توجد كلمة Drug، بمفردها أو بخلطها، أو التبلد في الأحاسيس، وفي حالات استخدام جرعات كبيرة تحدث التبلد الكامل". 2. علمياً
هناك تعريفات علمية متعددة للمخدرات، من شأنها، إذا استخدمت، أن تؤدي إلى حالة من التعود، يضر بالصحة النفسية للفرد والمجتمع. وأن تحدث في نفسيته، ويعتاد عليها، بصورة قهرية وإجبارية، لو استخدمت بحذر، المطلب الثاني: تاريخ المخدرات وفقاً لأنواعها
وردت أقاصيص كثيرة عن منشأ المخدرات، في الحضارات الإنسانية القديمة. ثم تستخرج منه باقي الإلهة الرحيق الإلهي (الحشيش). والإغريق نقشوا صور نبات الخشخاش على جدران المقابر، واختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإلهة التي تمسك بها، ففي يد الإلهة (هيرا) تعني الأمومة، والإلهة (أفروديتا) تعني الجمال والخصوبة الجنسية، والإله (بلوتو) تعني الموت أو النوم الأبدي. قبل الميلاد، حين استخدمه لعلاج بعض الآلام كالمغص، وضيق التنفس، في مذكراته المعروفة باسم "تذكرة داود"، محللاً للأورام، قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة، والإسهال المزمن. بشهادة الأنطاكي، لأنه يعود ويذكر، في موضع آخر، بمعنى أنه يميت شهوتي البطن والفرج، وأن من تناوله أربعة أيام متوالية يصير متعلقاً به لا يستطيع الاعتكاف عنه، ولا يصبر عن تناوله، بعد ذلك، وأول من عرف الخشخاش)الأفيون( هم سكان وسط أسيا، ومنهم انتشر إلى جميع بقاع الأرض، فاستخدمه السومريون، ثم انتقل إلى المصريين القدماء والإغريق، بعد ذلك، من مستخلصات الأفيون، تستخدم جميعاً كأدوية علاجية، لما تسببه من إدمان، هو نبات عُشبي حولي متساقط الأوراق، في كتل، ثم تُترك لتجف في الظل. يصنع الحشيش، في اللغة العربية، أو النبات البرى، بينما يري بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية (شيش)، ومعناها فرح، وفرح. عُرف القنب، التي ترجمت وألفت كتباً كثيرة عن الشرق، وفارس، وفي غمار هذه الحركة، عُرف الحشيش كمخدر. وقد انعكس ذلك على كتابات الفلاسفة، والأدباء، الأوروبيين، فانتقل معهم، 3. الكوكايين:
يُستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، وفي سنة 1860 تمكن نيمان من عزل العنصر الفعال، في النبات، ونظراً لتأثير الكوكايين على الجهاز العصبي المركزي؛ فقد حاول البعض، إلاّ أنه استبعد من تركيبتها عام (1903)، أحد أطباء الأعصاب، في أمريكا، روّج كثيراً لهذا المخدر، وأعلن أن ضرره لا يزيد على ضرر الشاي، الذي أنتجه الصيدلي الفرنسي (أنجلو ماريان)، وإضافة إلى ذلك تبارت شركات الأدوية، في استخدام الكوكايين، في أكثر من 15 منتج، ومع هذا الانتشار الواسع، وتوزيع الكوكايين، تتجاوز ميزانية بعض دول العالم الثالث، فأصبحت لهم إمبراطورية، في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تنته بعد. هي مجموعة من المواد، واختلال الحواس والانفعالات. وتسمى بالمهلوسات لأن متعاطيها يصاب بهلوسة عقلية، والمسكالين، والأتروبين، والسكوبولامين. وهو عقار الـ L. في معامل شركة ساندوز للأدوية، عن غير قصد، بادر بتسجيلها في مذكراته، أن هذا العقار يمكن أن يفيد في العلاج النفساني، عندما عرفوا أخطاره. رغم ضآلة مقاديره، إلى عالم الهلوسة، أو داخل ورقة كتاب، أو في السكر والحلوى. أو بالحقن، مما يؤدي إلى حدوث آثار ضارة بمتعاطيه، حيث يؤدي به إلى الشعور بالقلق، والاضطراب، بعيداً عن الأرض. من هذا السرد الموجز لتاريخ أهم المواد المخدرة وأشهرها في عالم المخدرات، يمكن رصد بعض الملاحظات، كالتالي:
تمتد جذورها في أعماق تاريخ المجتمعات البشرية، 2. إن معظم المخدرات التخليقية المصنعة حديثاً، وانتشاراً تجارياً، في بداية التعرف عليها، أو من الحكومات، 3. إن المخدرات الطبيعية (النباتية) انتقلت، من بلاد الشرق، وضعف الوازع الديني، أحياناً أخرى، ولا سيما التخليقية منها، فور اكتشافها، كانت توجَّه، في مجالات العقاقير العلاجية، من دون اكتراث بآثارها التدميرية، ويبلغ طوله من 30 سم إلى 6 أمتار، ويستخرج (الحشيش) من نبات القنب، والسطح العلوي لأوراقه، عن طريق قشطه، ويُستعمل الحشيش، ويؤثر الحشيش على الجهاز العصبي بالتنشيط، أو التهبيط، وتتلخص أهم أغراضه فيما يلي:
والبرودة، يشعر المتعاطي بالخمول، وهو نبات يبلغ طوله من 70سم إلى 110سم، وأفغانستان). إلى البني المائل، لزج شديد المرارة. على الجهاز العصبي، وهو يسبب تنبيها مؤقتاً للذهن، يعقبه نوم عميق، فاقداً للشهية، والتهيج العصبي، وبيضاوية الشكل. وتزرع الكوكا في الهند، وجاوا، وجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، ويتم تعاطيها بالمضغ، فلا يشعر متعاطيها بالجوع، ثم يعقب ذلك إحساس بالخمول، وارتفاع درجة الحرارة. هو مسحوق أبيض ناعم الملمس عديم الرائحة، يستخرج من أوراق نبات الكوكا. لدى أطباء الأسنان، لتسكين آلام العمليات الجراحية في الفم والأسنان، كما يستخدمه الأطباء البشريون، كمخدر موضعي، حيث يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فلا يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، ويقلل فقدان المريض للدم. بل يستطيع أن يؤدي كمية كبيرة من العمل المتواصل، مع الإحساس بالنشاط، وفقدان الإحساس بالأماكن، التي يلامسها المخدر، في مرحلة الإدمان بالشم، مما يؤثر على مراكز المخ العليا الخاصة بالسمع والإبصار، فيظل يهرش باستمرار، وسرعان ما يسلب الكوكايين إرادة مدمنه، ويستعبده، وهي المخدرات التي تحتاج إلى معاملة صناعية خاصة، أصبح من الممكن تحليل مادة الأفيون، المستخلصة من نبات الخشخاش، والمورفين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم، مر المذاق، وأحياناً يكون على شكل سائل أبيض شفاف، ويعبأ في أواني زجاجية، وقد يكون في صورة أقراص. ويتم تعاطي المورفين بالبلع، أو مخلوطاً بالقهوة، أو الشاي، أو بالتدخين، والشعور بالنشوة أحياناً، وإفراز العرق الغزير، وحكة مستمرة في الجلد. ب. الهيروين
يعتبر الهيروين من أخطر العقاقير المخدرة، المسببة للإدمان، عديم الرائحة، بلوري الشكل، يذوب في الماء، منها:
وهي مادة صلبة، أو الرمادي الغامق، 2) الهيروين الرقم (3)، ويوجد على شكل مسحوق دقيق أبيض، وفتور، ولكن، بعد ساعات قليلة، سرعان ما يشعر بالخمول، المخدرات التخليقية
وهي العقاقير التي يتم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية. وهي ما تسمى بالعقاقير )المنبهة( ومنها ما يسبب الهبوط والهدوء، وهي ما تعرف بالعقاقير)المهدئة(، والمجتمع، معاً. S.D. وأقراص، وكبسولات، وعدم الطمأنينة، وفقدان الشعور بالزمان والمكان، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الجسدي، ب. العقاقير المنشطة (المنبهة): الأمفيتامينات
ويشعر متعاطيها بالنشوة، والزيادة في التركيز، فإنها تنتشر بين الطلبة، والحرفيين. إذا تناولها الفرد بكميات كبيرة، وتشمل الضعف، وارتفاع درجات الحرارة، ونوبات مفاجئة مشابهة للصرع، واكتشف أن لبعضها الآخر تأثيراً ما على أحاسيسه. وقد ثبت أن كثيراً من المخدرات، التي يساء استخدامها اليوم، كان موجوداً من عدة قرون، كالحشيش، والتبغ. ثم جاءت المخدرات المصنعة بعد ذلك، لتضيف بعداً جديداً للمشكلة. ثم أنواع المخدرات. يتناول هذا المبحث عدداً محدداً من المفاهيم والمصطلحات، بغرض الإلمام بأبعاد المشكلة في الحاضر والمستقبل، ومن هذه المفاهيم ما يلي:
أولاً: تعريف المخدرات
أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية: خَدَرَ، وتعني "جوهر (مادة) تُستخدم في أغراض طبية، بمفردها أو بخلطها، أو الأعضاء أو كل الكائن الحي". أمّا كلمة (Narcotic)، هناك تعريفات علمية متعددة للمخدرات، اجتهد العلماء في تحديدها، أ‌. أو مستحضرة، يضر بالصحة النفسية للفرد والمجتمع. إذا استعملت بصورة متكررة، أن تأخذ لها في جسم الإنسان مكاناً، كمدمن للمخدرات. هي نوع من السموم، قد تؤدي، في بعض الحالات، لو استخدمت بحذر، وبقدر معين. وردت أقاصيص كثيرة عن منشأ المخدرات، في الحضارات الإنسانية القديمة. ثم تستخرج منه باقي الإلهة الرحيق الإلهي (الحشيش). والمعابد. والإلهة (ديميتر) تعني خصوبة الأرض، والإلهة (أفروديتا) تعني الجمال والخصوبة الجنسية، والإله (أبولو) تعني الشفاء، بدأ تعرف الإنسان على الأفيون منذ ما يقرب من سبعة آلاف سنة، وضيق التنفس، والإسهال. في مذكراته المعروفة باسم "تذكرة داود"، قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة، والإسهال المزمن. أمّا بذره فنافع لخشونة الصدر والقصبة وضعف الكبد والكلى، بشهادة الأنطاكي، عقار مفيد؛ لأنه يعود ويذكر، في موضع آخر، بمعنى أنه يميت شهوتي البطن والفرج، وأن من تناوله أربعة أيام متوالية يصير متعلقاً به لا يستطيع الاعتكاف عنه، ولا يصبر عن تناوله، بحيث يفضي تركه إلى موته، ثم انتقل إلى المصريين القدماء والإغريق، وفي عام 1898 تمكن عالم إنجليزي من استخلاص مادة الهيروين، من الأفيون، ثم توالى، من مستخلصات الأفيون، هو نبات عُشبي حولي متساقط الأوراق، تُجمع أزهاره، بنية اللون، وهي مادة لزجة ذات تأثير مخدر قوي. ومن المادة الفعالة، في نبات القنب، يصنع الحشيش، في اللغة العربية، ثم نقل إلى الشرق الأقصى في القرن الثامن والعشرين، وفي أوروبا الحديثة، وذلك عن طريقين:
التي ترجمت وألفت كتباً كثيرة عن الشرق، وكان معظم اهتمامها منصباً، وفي غمار هذه الحركة، عُرف الحشيش كمخدر. أمّا الطريق الثاني، الأوروبيين، وذلك من خلال هجرة العمال المكسيكيين، الذين كانوا يعرفونه ويدخنونه، 3. الكوكايين:
يُستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، وفي سنة 1860 تمكن نيمان من عزل العنصر الفعال، في النبات، ونظراً لتأثير الكوكايين على الجهاز العصبي المركزي؛ في البداية، استخدامه كمنشط، في عدد من الأدوية، والمشروبات الترويحية مثل الكوكاكولا، في أمريكا، روّج كثيراً لهذا المخدر، وأعلن أن ضرره لا يزيد على ضرر الشاي، والقهوة، في أكثر من 15 منتج، سواء من جانب شركات صناعة الدواء، أو من جانب كثيرين من الأطباء وغيرهم من الأشخاص. ومع هذا الانتشار الواسع، ممتدة من حقول الكوكا، في بيرو وبوليفيا واكوادور، المنتشرة في بيرو وكولومبيا والبرازيل. في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تنته بعد. أو الانتحار، وارتكاب الجريمة. وتضم فئة المهلوسات عدداً من المواد، ومن أهمها عقار الـ L. والسكوبولامين. فيرجع تاريخه إلى عام 1938، بسويسرا، عن غير قصد، فإذا به يتعرض لتأثيرات غريبة، ولكنهم سرعان ما استغنوا عنه طبياً، فراحوا يصنعونه ويبيعونه، والجنون، لساعات طويلة. وقد يُحفظ على قطعة ورق نشاف، أو داخل ورقة كتاب، أو في السكر والحلوى. عن طريق الفم، وعدم الطمأنينة، والاضطراب، في الإدراك البصري والسمعي، وهو ما يسمى بالهلوسة البصرية السمعية، بعيداً عن الأرض. كالتالي:
وهو ما يفسر رسوخ ممارسات تعاطي المخدرات، ومقاومتها الشديدة لجهود المكافحة. والأمفيتامينات، في بداية التعرف عليها، سواء من مشاهير الأطباء، من بلاد الشرق، من الغرب إلى الشرق. أغرقت الإنسان في عالم الملذات أحياناً، ودفعته، للهروب من ضغوط الحياة، ولا سيما التخليقية منها، من خلال أصحاب النوايا الحسنة، من دون اكتراث بآثارها التدميرية، ولامعة، وتركيا، ومصر. حيث يُجمع الراتنج، ويُستعمل الحشيش، عادة، كما يؤكل بخلطه ببعض الحلويات، حسب الكمية المتعاطاه، والميل إلى الضحك لأبسط الأسباب. يشعر المتعاطي بالخمول، أهم مناطق نموه:
والهند. يُستخلص عن طريق تشريط كبسولة (رأس) النبات، لزج شديد المرارة. على الجهاز العصبي، وخلايا الجسم، لا تتجاوز جرامين، والعنف. والتجشؤ، والعرق الغزير، د. نبات الكوكا
ذات أوراق ناعمة، وتزرع الكوكا في الهند، وسيلان، ثم تخدير المعدة، أو التعب. والميل إلى التوافق والانسجام، وسهولة التفكير. والاكتئاب، وارتفاع درجة الحرارة. ج. الكوكايين
هو مسحوق أبيض ناعم الملمس عديم الرائحة، ويستعمل الكوكايين في الأغراض الطبية، لدى أطباء الأسنان، لتسكين آلام العمليات الجراحية في الفم والأسنان، حيث يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فلا يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، والمدمن تحت تأثير الكوكايين لا يشعر بالإرهاق والتعب، بل يستطيع أن يؤدي كمية كبيرة من العمل المتواصل، والقوة، والذاكرة الحادة، وفقدان الإحساس بالأماكن، مثل الأنف، في مرحلة الإدمان بالشم، فيظل يهرش باستمرار، ويحدث تدهوراً مستمراً في شخصيته وعقله وفكره وقدراته الذهنية. 2. المخدرات الصناعية
في بداية القرن التاسع عشر، كيميائيا، وتجزئتها، والحصول على المركبات المشتقة منها كالمورفين. والمورفين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم، مر المذاق، وأحياناً يكون على شكل سائل أبيض شفاف، ويعبأ في أواني زجاجية، وقد يكون في صورة أقراص. ويتم تعاطي المورفين بالبلع، أو الشاي، أو بالتدخين، أو بالحقن تحت الجلد ويؤدي تعاطي المورفين إلى تسكين الألم، وضعف التنفس والسعال ويسبب الاسترخاء والهدوء، والشعور بالنشوة أحياناً، ذلك لأنه يحتوي على قوة تبلغ من ضعفين إلى عشرة أضعاف قوة المورفين، مما يجعله أكثر المخدرات طلباً عند المدمنين. ويستخرج الهيروين من المورفين، مر المذاق، ثم ما لبث أن ظهرت آثاره الضارة، 1) قاعدة الهيروين، وهي مادة صلبة، والبني الغامق، ويوجد على شكل مسحوق دقيق أبيض، 4) يتم تعاطي الهيروين عن طريق الاستنشاق، أو الحقن تحت الجلد، أو بالوريد. وفتور، ويحلق في عوالم أخرى، بعد ساعات قليلة، سرعان ما يشعر بالخمول، وهي ما تعرف بالعقاقير)المهدئة(، ومنها ما يؤدي إلى اختلال الإدراك، وفارماكولوجية متغايرة، عقار (ال. اس. ، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، وأقراص، وكبسولات، ويؤدي تعاطي هذا العقار إلى الشعور بالقلق، مما يجعل أمر الابتعاد عنه ممكناً. من خواصها تنشيط الجهاز العصبي، أو النوم، والحيوية، والحرفيين.


Original text

المبحث الأول: الأصول التاريخية والموضوعية لمشكلة المخدرات
منذ زمن سحيق أخذ الإنسان يتذوق النباتات، التي تنمو حوله، فوجد أن لبعضها خصائص علاجية، واكتشف أن لبعضها الآخر تأثيراً ما على أحاسيسه. وقد ثبت أن كثيراً من المخدرات، التي يساء استخدامها اليوم، كان موجوداً من عدة قرون، كالحشيش، والأفيون، والتبغ. ثم جاءت المخدرات المصنعة بعد ذلك، لتضيف بعداً جديداً للمشكلة.
ولإلقاء الضوء على تاريخ معرفة الإنسانية بأنواع المخدرات المختلفة، يعرض هذا الفصل للمفاهيم والمصطلحات الأساسية المتعلقة بالمخدرات، ثم لتاريخ كل نوع من الأنواع الشهيرة من المخدرات الطبيعية أو التخليقية، ثم أنواع المخدرات.


المطلب الأول: مفاهيم أساسية
يتناول هذا المبحث عدداً محدداً من المفاهيم والمصطلحات، بغرض الإلمام بأبعاد المشكلة في الحاضر والمستقبل، ومن هذه المفاهيم ما يلي:
أولاً: تعريف المخدرات



  1. لغوياً
    أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية: خَدَرَ، وتعني السِتر، ويقال جارية "مخدرة" إذا لزمت الخدر، أي استترت ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه.
    وفي اللغة الإنجليزية توجد كلمة Drug، وتعني "جوهر (مادة) تُستخدم في أغراض طبية، بمفردها أو بخلطها، وهي تعمل على تغيير حالة أو وظيفة الخلايا، أو الأعضاء أو كل الكائن الحي".
    أمّا كلمة (Narcotic)، فتعني "عقار يحدث النوم، أو التبلد في الأحاسيس، وفي حالات استخدام جرعات كبيرة تحدث التبلد الكامل". وهي تقابل كلمة مخدر في اللغة العربية.

  2. علمياً
    هناك تعريفات علمية متعددة للمخدرات، اجتهد العلماء في تحديدها، منها:
    أ‌. هي كل مادة طبيعية، أو مستحضرة، من شأنها، إذا استخدمت، في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة، أن تؤدي إلى حالة من التعود، أو الإدمان، يضر بالصحة النفسية للفرد والمجتمع.
    ب‌. هي مواد تحتوي مكوناتها على عناصر، من شأنها، إذا استعملت بصورة متكررة، أن تأخذ لها في جسم الإنسان مكاناً، وأن تحدث في نفسيته، وجسده، تغييرات عضوية وفسيولوجية ونفسية، بحيث يعتمد، ويعتاد عليها، بصورة قهرية وإجبارية، كما يؤدي إلى الإضرار بحالته الصحية والنفسية والاجتماعية، وهذا الضرر يلحق بالفرد نفسه، وبأسرته، وبالمجتمع، الذي يعيش فيه، كمدمن للمخدرات.
    ج‌. هي نوع من السموم، قد تؤدي، في بعض الحالات، خدمات جليلة، لو استخدمت بحذر، وبقدر معين.
    المطلب الثاني: تاريخ المخدرات وفقاً لأنواعها
    وردت أقاصيص كثيرة عن منشأ المخدرات، في الحضارات الإنسانية القديمة. فالهندوس يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الإلهة الرحيق الإلهي (الحشيش). والإغريق نقشوا صور نبات الخشخاش على جدران المقابر، والمعابد. واختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإلهة التي تمسك بها، ففي يد الإلهة (هيرا) تعني الأمومة، والإلهة (ديميتر) تعني خصوبة الأرض، والإلهة (أفروديتا) تعني الجمال والخصوبة الجنسية، والإله (أبولو) تعني الشفاء، والإله (بلوتو) تعني الموت أو النوم الأبدي.

  3. الأفيون:


بدأ تعرف الإنسان على الأفيون منذ ما يقرب من سبعة آلاف سنة، قبل الميلاد، حين استخدمه لعلاج بعض الآلام كالمغص، وضيق التنفس، والإسهال.
وقد ذكر داود بن عمر الأنطاكي، في مذكراته المعروفة باسم "تذكرة داود"، في وصف آثار الأفيون "أنه إذا دُقَّ بجملته رطباً وقُرصَّ كان مرتداً جالباً للنوم، مجففاً للرطوبة، محللاً للأورام، قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة، وحرقة البول، والإسهال المزمن. أمّا بذره فنافع لخشونة الصدر والقصبة وضعف الكبد والكلى، ويصب طبيخه على الرأس فيشفى صداعه وأنواع الجنون كالبرسام والماليخوليا" . ولا يعنى ذلك أن الأفيون، بشهادة الأنطاكي، عقار مفيد؛ لأنه يعود ويذكر، في موضع آخر، أن من خصائصه إسقاط الشهوتين، لمن تعود عليه، بمعنى أنه يميت شهوتي البطن والفرج، وأن من تناوله أربعة أيام متوالية يصير متعلقاً به لا يستطيع الاعتكاف عنه، ولا يصبر عن تناوله، بعد ذلك، بحيث يفضي تركه إلى موته، ويذكر سبب ذلك فيقول: "أنه يخترق الأغشية خروقاً لا يشدها غيره.
وأول من عرف الخشخاش)الأفيون( هم سكان وسط أسيا، ومنهم انتشر إلى جميع بقاع الأرض، فاستخدمه السومريون، ومن بعدهم البابليون والفرس، ثم انتقل إلى المصريين القدماء والإغريق، كما استخدمه الصينيون والهنود.
وفي عام 1898 تمكن عالم إنجليزي من استخلاص مادة الهيروين، من الأفيون، وأنتجته شركة باير للأدوية، ثم توالى، بعد ذلك، إنتاج مركبات أخرى، من مستخلصات الأفيون، تستخدم جميعاً كأدوية علاجية، وإن كان الأطباء لا ينصحون بها إلاّ عند الضرورة القصوى، لما تسببه من إدمان، واستيلاء على شخصية المتعاطي.
2. القنب:


هو نبات عُشبي حولي متساقط الأوراق، تُجمع أزهاره، وتُربط في حزم وتُترك لتذبل، ثم تُعصر، حتى يُستخرج منها الإفراز الراتنجي، الذي يساعد على التصاق أوراق الزهر، في كتل، ثم تُترك لتجف في الظل. والراتنج هو مادة، بنية اللون، يستخرج منها (الكابنينول)، وهي مادة لزجة ذات تأثير مخدر قوي.
وكلمة قُنب كلمة لاتينية معناها (ضوضاء) وذلك لما يحدثه متعاطوه من جلبة وضوضاء أثناء تعاطيه، ومن المادة الفعالة، في نبات القنب، يصنع الحشيش، الذي يعني، في اللغة العربية، العشب، أو النبات البرى، بينما يري بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية (شيش)، ومعناها فرح، إشارة إلى ما يشعر به المتعاطي للمخدر من نشوة، وفرح. ويُسمى الحشيش في اللغة الصينية (مايو) ومعناها الدواء.
وقد عُرف نبات القنب منذ فجر التاريخ في أواسط آسيا، ثم نقل إلى الشرق الأقصى في القرن الثامن والعشرين، قبل الميلاد، للاستفادة من أليافه في صناعة الملابس، والحبال، ثم عُرفت فوائده الطبية.
وفي أوروبا الحديثة، عُرف القنب، من خلال بعض الكتابات العلمية، منذ القرن السادس عشر، وذلك عن طريقين:
الأول طريق حركة الاستشراق، التي ترجمت وألفت كتباً كثيرة عن الشرق، وكان معظم اهتمامها منصباً، حينئذ، على ما يخص الهند، وفارس، والشرق الأوسط العربي، وفي غمار هذه الحركة، عُرف الحشيش كمخدر.
أمّا الطريق الثاني، فكان مما حمله معهم علماء نابليون بونابرت وجنوده بعد عودتهم، من مصر، على إثر فشل الحملة الفرنسية. وقد انعكس ذلك على كتابات الفلاسفة، والأدباء، الأوروبيين، خلال القرن التاسع عشر.
ومع بداية القرن العشرين، عرف الحشيش طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال هجرة العمال المكسيكيين، الذين كانوا يعرفونه ويدخنونه، فانتقل معهم، وانتشر، في أوساط فئات معينة، في الولايات المتحدة الأمريكية.



  1. الكوكايين:


يُستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، الذي عُرف في أمريكا اللاتينية، منذ أكثر من ألفي سنة. خصوصاً لدى هنود)الأنكا(، الذين مازالوا يستعملونه حتى الآن. وفي سنة 1860 تمكن نيمان من عزل العنصر الفعال، في النبات، وأسماه كوكايين. وتوالت الأبحاث، والتجارب، بعد ذلك لاستخدام الكوكايين في الأغراض الطبية.
ونظراً لتأثير الكوكايين على الجهاز العصبي المركزي؛ فقد حاول البعض، في البداية، استخدامه كمنشط، في عدد من الأدوية، والمشروبات الترويحية مثل الكوكاكولا، إلاّ أنه استبعد من تركيبتها عام (1903)، ومن الطريف أن (وليم هاموند)، أحد أطباء الأعصاب، في أمريكا، روّج كثيراً لهذا المخدر، وأعلن أن ضرره لا يزيد على ضرر الشاي، والقهوة، ثم أنتج ما أسماه (نبيذ الكوكايين)، لينافس به نبيذ الكوكا، الذي أنتجه الصيدلي الفرنسي (أنجلو ماريان)، وإضافة إلى ذلك تبارت شركات الأدوية، في استخدام الكوكايين، في أكثر من 15 منتج، بأشكال مختلفة. "ومن المؤسف أن تاريخ المواد المخدرة يزخر بمثل هذه الاندفاعات الحماسية، سواء من جانب شركات صناعة الدواء، بدافع الإسراع إلى جني الأرباح، أو من جانب كثيرين من الأطباء وغيرهم من الأشخاص.
ومع هذا الانتشار الواسع، لهذا المخدر، حقق ملوك إنتاج، وتوزيع الكوكايين، ثروات باهظة، تتجاوز ميزانية بعض دول العالم الثالث، فأصبحت لهم إمبراطورية، ممتدة من حقول الكوكا، في بيرو وبوليفيا واكوادور، إلى معامل التكرير، المنتشرة في بيرو وكولومبيا والبرازيل. وهناك حرب شرسة بين ميليشيات هؤلاء الأباطرة، ورجال مكافحة المخدرات، في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تنته بعد.
4. المهلوسات:


هي مجموعة من المواد، التي تسبب الهلوسات، والخدع البصرية والسمعية، واختلال الحواس والانفعالات.
وتسمى بالمهلوسات لأن متعاطيها يصاب بهلوسة عقلية، تحدث له تهيؤات وتخيلات غريبة، قد تدفعه إلى الجنون، أو الانتحار، وارتكاب الجريمة. وتضم فئة المهلوسات عدداً من المواد، ذات التراكيب الكيميائية المختلفة، ومن أهمها عقار الـ L.S.D.، والمسكالين، والأتروبين، والسكوبولامين.
أمّا عن تاريخ أشهر هذه المهلوسات، وهو عقار الـ L.S.D.، فيرجع تاريخه إلى عام 1938، الذي تمكن العالم البرت هوفمان من تركيبه، في معامل شركة ساندوز للأدوية، بسويسرا، ولكنه لم يعرف خصائصه النفسية إلاّ في عام 1943، عندما تناول، عن غير قصد، كمية ضئيلة منه، فإذا به يتعرض لتأثيرات غريبة، بادر بتسجيلها في مذكراته، واعتقد الأطباء، في البداية، أن هذا العقار يمكن أن يفيد في العلاج النفساني، ولكنهم سرعان ما استغنوا عنه طبياً، عندما عرفوا أخطاره.
ثم تسربت طريقة تحضيره إلى معدومي الضمائر، فراحوا يصنعونه ويبيعونه، إلى مروجي المخدرات.
ولم يعرف العلم عقاراً أغرب من هذا العقار في تأثيره وشدته، رغم ضآلة مقاديره، فتناول مليجرام واحد منه كفيل بإخراج أعقل العقلاء، من عالمه، إلى عالم الهلوسة، والجنون، لساعات طويلة.
ويُحضَّر العقار على شكل سائل عديم اللون والرائحة والطعم، أو في شكل مسحوق أبيض، أو أقراص مختلفة الأحجام والأشكال، وقد يُحفظ على قطعة ورق نشاف، أو داخل ورقة كتاب، أو في السكر والحلوى.
ويتم تناول هذا العقار، عن طريق الفم، أو بالاستنشاق، أو بالحقن، مما يؤدي إلى حدوث آثار ضارة بمتعاطيه، حيث يؤدي به إلى الشعور بالقلق، وعدم الطمأنينة، والاضطراب، في الإدراك البصري والسمعي، وهو ما يسمى بالهلوسة البصرية السمعية، ويفقد إدراكه الحسي بالزمان والمكان، كما يُخيل إليه أنه يسبح في الفضاء، بعيداً عن الأرض.


من هذا السرد الموجز لتاريخ أهم المواد المخدرة وأشهرها في عالم المخدرات، يمكن رصد بعض الملاحظات، كالتالي:



  1. إن معظم المواد المخدرة، ولا سيما النباتية منها، تمتد جذورها في أعماق تاريخ المجتمعات البشرية، وهو ما يفسر رسوخ ممارسات تعاطي المخدرات، ومقاومتها الشديدة لجهود المكافحة.

  2. إن معظم المخدرات التخليقية المصنعة حديثاً، مثل المهلوسات والباربيوترات، والأمفيتامينات، لقيت دعماً اجتماعياً، وانتشاراً تجارياً، في بداية التعرف عليها، سواء من مشاهير الأطباء، أو شركات الأدوية، أو من الحكومات، وخصوصاً أثناء الحروب، ولم يقف هذا الدعم إلاّ بعد أن صارت وباءاً داخل المجتمع.

  3. إن المخدرات الطبيعية (النباتية) انتقلت، من بلاد الشرق، إلى الغرب، بينما انتقلت المخدرات التخليقية، على العكس، من الغرب إلى الشرق.

  4. إن طغيان القيم المادية على القيم الروحية، وضعف الوازع الديني، وسلبيات المدنية الحديثة، أغرقت الإنسان في عالم الملذات أحياناً، ودفعته، أحياناً أخرى، للهروب من ضغوط الحياة، ومشكلاتها إلى المخدرات وأثارها المدمرة.

  5. إن معظم المخدرات، ولا سيما التخليقية منها، فور اكتشافها، والتعرف على تأثيرها، كانت توجَّه، من خلال أصحاب النوايا الحسنة، إلى خدمة الإنسانية، في مجالات العقاقير العلاجية، ولكنها سرعان ما كانت تصل إلى أصحاب الضمائر الميتة، والباحثين عن الثراء السريع، حيث يتم ترويجها بين أفراد المجتمع، من دون اكتراث بآثارها التدميرية، الناتجة عن إدمانها.
    المطلب الرابع: أنواع المخدرات
    أ. نبات القنب الهندي
    وهو نبات شجيري شديد الرائحة، يشبه الحشائش الطفيلية، ويبلغ طوله من 30 سم إلى 6 أمتار، وأوراقه طويلة، وضيقة، ومشرشرة، ولامعة، ولزجة، وسطحها العلوي مغطى بشعيرات قصيرة. وأهم مناطق نموه لبنان، وتركيا، ومصر.
    ويستخرج (الحشيش) من نبات القنب، حيث يُجمع الراتنج، أي مادة الحشيش، من القمم المزهرة للنبات، والسطح العلوي لأوراقه، عن طريق قشطه، أثناء فترة تزهير النبات.
    ويُستعمل الحشيش، عادة، عن طريق التدخين، ويُشرب أحياناً ممزوجاً ببعض المشروبات العطرية كالبرتقال أو الياسمين، كما يؤكل بخلطه ببعض الحلويات، أو المربات.
    ويؤثر الحشيش على الجهاز العصبي بالتنشيط، أو التهبيط، حسب الكمية المتعاطاه، أو طريقة التعاطي.
    وتتلخص أهم أغراضه فيما يلي:
    (1) الإحساس بالنشوة، والميل إلى الضحك لأبسط الأسباب.
    (2) تقل درجة الإحساس بالألم، والبرودة، أو الحرارة.
    (3) الشعور بالرضا والابتهاج، ومع انتهاء المفعول، يشعر المتعاطي بالخمول، والاكتئاب.
    (4) يحدث خللاً في تقدير حساب الزمن، والمسافات.
    ب. نبات الخشخاش (الأفيون)
    وهو المصدر الذي يستخرج منه الأفيون، وهو نبات يبلغ طوله من 70سم إلى 110سم، وأوراقه طويلة، وناعمة، خضراء، ذات عنق فضي.
    أهم مناطق نموه:
    (1) المثلث الذهبي (تايلاند، وبورما، ولاوس).
    (2) الهلال الذهبي (إيران، وباكستان، وأفغانستان).
    (3) تركيا، والمكسيك، والهند.
    الأفيون هو عصير مادة الخشخاش، التي لم تنضج بعد، يُستخلص عن طريق تشريط كبسولة (رأس) النبات، ولونه أبيض يتحول، عند ملامسة الهواء، إلى البني المائل، إلى السواد، وله رائحة نفاذة مميزة، لزج شديد المرارة. ويُتعاطى عن طريق الفم، أو الحقن في الجسم، بعد إذابته بالماء.
    ويؤثر الأفيون، بشكل عام، على الجهاز العصبي، وخلايا الجسم، وتسبب كمية قليلة منه، لا تتجاوز جرامين، هبوطاً حاداً في التنفس، وشلل مراكز التنفس في المخ، وهو يسبب تنبيها مؤقتاً للذهن، يعقبه نوم عميق، يستيقظ منه الإنسان محطم القوى، فاقداً للشهية، ميالاً للقسوة، والعنف.
    ويمر مدمن الأفيون بآلام قاسية، عند محاولته التوقف عن تعاطيه، (أعراض الانسحاب)، حيث يصاب بالاكتئاب، والقلق، والتهيج العصبي، والتجشؤ، والعرق الغزير، وارتعاش كل أجزاء الجسم.


د. نبات الكوكا
هي شجرة مورقة دائماً، ذات أوراق ناعمة، وبيضاوية الشكل. وتزرع الكوكا في الهند، وإندونيسيا، وجاوا، وسيلان، وجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، ويبلغ ارتفاعها بين مترين ومترين ونصف.
ويتم تعاطيها بالمضغ، وتؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي، ثم تخدير المعدة، فلا يشعر متعاطيها بالجوع، أو التعب. ويؤدي مضغ نبات الكوكا إلى شعور المتعاطي بالارتياح، والميل إلى التوافق والانسجام، وسهولة التفكير. ثم يعقب ذلك إحساس بالخمول، والاكتئاب، وارتفاع درجة الحرارة.


ج. الكوكايين
هو مسحوق أبيض ناعم الملمس عديم الرائحة، يستخرج من أوراق نبات الكوكا.
ويستعمل الكوكايين في الأغراض الطبية، لدى أطباء الأسنان، لتسكين آلام العمليات الجراحية في الفم والأسنان، كما يستخدمه الأطباء البشريون، كمخدر موضعي، أثناء العمليات البسيطة في الجلد، حيث يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فلا يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، ويقلل فقدان المريض للدم. غير أن آثاره الضارة اكتشفت، عندما استخدمه المدمنون عن طريق الشم.
والمدمن تحت تأثير الكوكايين لا يشعر بالإرهاق والتعب، بل يستطيع أن يؤدي كمية كبيرة من العمل المتواصل، مع الإحساس بالنشاط، والقوة، والذاكرة الحادة، ويشعر بتنميل في اليدين والقدمين، وفقدان الإحساس بالأماكن، التي يلامسها المخدر، مثل الأنف، في مرحلة الإدمان بالشم، مما يؤثر على مراكز المخ العليا الخاصة بالسمع والإبصار، ويُخيل إليه وجود حشرات تزحف تحت الجلد، فيظل يهرش باستمرار، كالمصابين بمرض جلدي، وسرعان ما يسلب الكوكايين إرادة مدمنه، ويستعبده، ويحدث تدهوراً مستمراً في شخصيته وعقله وفكره وقدراته الذهنية.
2. المخدرات الصناعية
وهي المخدرات التي تحتاج إلى معاملة صناعية خاصة، وأغلبها يُستخلص من النباتات الطبيعية المخدرة.
أ. المورفين
في بداية القرن التاسع عشر، أصبح من الممكن تحليل مادة الأفيون، المستخلصة من نبات الخشخاش، كيميائيا، وتجزئتها، والحصول على المركبات المشتقة منها كالمورفين.
والمورفين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم، غير بلوري، عديم الرائحة، مر المذاق، وأحياناً يكون على شكل سائل أبيض شفاف، ويعبأ في أواني زجاجية، وقد يكون في صورة أقراص. ويعتبر من أقوى المخدرات المانعة للألم، ولا تقاس قوة أي عقار صناعي آخر كمسكن للألم بقوة المورفين.
ويتم تعاطي المورفين بالبلع، أو مخلوطاً بالقهوة، أو الشاي، أو بالتدخين، أو بالحقن تحت الجلد ويؤدي تعاطي المورفين إلى تسكين الألم، وضعف التنفس والسعال ويسبب الاسترخاء والهدوء، والشعور بالنشوة أحياناً، وعند غيابه يصاب المدمن بالهياج العصبي الشديد، وإفراز العرق الغزير، وحكة مستمرة في الجلد.
ب. الهيروين
يعتبر الهيروين من أخطر العقاقير المخدرة، المسببة للإدمان، ذلك لأنه يحتوي على قوة تبلغ من ضعفين إلى عشرة أضعاف قوة المورفين، مما يجعله أكثر المخدرات طلباً عند المدمنين.
ويستخرج الهيروين من المورفين، بعد تسخين المورفين، مع كمية كبيرة من كلورو الاستيل. والهيروين مسحوق أبيض، عديم الرائحة، بلوري الشكل، يذوب في الماء، مر المذاق، ناعم الملمس.
وقد أثار اكتشاف الهيروين حماساً كبيراً في الأوساط الطبية لاستخدامه كترياق، ثم ما لبث أن ظهرت آثاره الضارة، فتوقف معظم الأطباء عن وصفه كدواء.
توجد عدة أنواع من الهيروين، منها:
(1) قاعدة الهيروين، الجافة، وهي مادة صلبة، يمكن سحقها، ويراوح لونها بين الرمادي الشاحب، والبني الغامق، أو الرمادي الغامق، وتسمى بالهيروين الرقم (2).
(2) الهيروين الرقم (3)، ويوجد على شكل حبيبات.
(3) الهيروين الرقم (4)، ويوجد على شكل مسحوق دقيق أبيض، منقى بدرجات كبيرة.
(4) يتم تعاطي الهيروين عن طريق الاستنشاق، أو الحقن تحت الجلد، أو بالوريد. ويشعر متعاطي الهيروين بسعادة زائفة، وفتور، ويحلق في عوالم أخرى، ولكن، بعد ساعات قليلة، سرعان ما يشعر بالخمول، ويبدأ إحساساً بالحاجة إلى النوم.
. المخدرات التخليقية
وهي العقاقير التي يتم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية. ومنها ما يسبب التنبيه الشديد للجهاز العصبي، وهي ما تسمى بالعقاقير )المنبهة( ومنها ما يسبب الهبوط والهدوء، وهي ما تعرف بالعقاقير)المهدئة(، ومنها ما يؤدي إلى اختلال الإدراك، أو الانفصال في التفكير والسلوك، والوظائف الحركية، وهي ما تسمى بعقاقير )الهلوسة(، وكلها ينجم عنها مشاكل تضر بحالة الفرد، والمجتمع، معاً.
أ. عقاقير الهلوسة
وتضم مواد متنوعة، تنتمي إلى مجموعات كيميائية، وفارماكولوجية متغايرة، ولكن تجمعها خاصية إحداث الهلوسة. وأهم هذه المواد، عقار (ال.اس.دي) (L.S.D.)، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، وتوجد في شكل مسحوق، وأقراص، وكبسولات، وحقن.
ويؤدي تعاطي هذا العقار إلى الشعور بالقلق، وعدم الطمأنينة، والاضطراب السمعي والبصري، وفقدان الشعور بالزمان والمكان، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الجسدي، مما يجعل أمر الابتعاد عنه ممكناً.


ب. العقاقير المنشطة (المنبهة): الأمفيتامينات
هي عقاقير مخدرة، من خواصها تنشيط الجهاز العصبي، وعدم إحساس الفرد بالإرهاق، أو النوم، ويشعر متعاطيها بالنشوة، والحيوية، والرغبة في العمل، والزيادة في التركيز، ولذلك، فإنها تنتشر بين الطلبة، والرياضيين، والحرفيين.
ج. العقاقير المهدئة (المنومة): الباربيوترات
هي عقاقير مخدرة، تستعمل طبياً لعلاج الأرق، وكمضادات للصرع والتشنجات، ويمكن أن تكون ذات تأثير سريع، إذا تناولها الفرد بكميات كبيرة، فيشعر بالكسل، والتلعثم في الكلام، وفقدان الاتزان، ويشبه تأثيرها تأثير الكحوليات.
وأعراض الامتناع عنها أكثر قسوة من الهيروين، وتشمل الضعف، ونوبات الهذيان، وارتفاع درجات الحرارة، ونوبات مفاجئة مشابهة للصرع، وقد تؤدي إلى الوفاة.


خلاصة المبحث الأول


المبحث الأول: الأصول التاريخية والموضوعية لمشكلة المخدرات
منذ زمن سحيق أخذ الإنسان يتذوق النباتات، التي تنمو حوله، فوجد أن لبعضها خصائص علاجية، واكتشف أن لبعضها الآخر تأثيراً ما على أحاسيسه. وقد ثبت أن كثيراً من المخدرات، التي يساء استخدامها اليوم، كان موجوداً من عدة قرون، كالحشيش، والأفيون، والتبغ. ثم جاءت المخدرات المصنعة بعد ذلك، لتضيف بعداً جديداً للمشكلة.
ولإلقاء الضوء على تاريخ معرفة الإنسانية بأنواع المخدرات المختلفة، يعرض هذا الفصل للمفاهيم والمصطلحات الأساسية المتعلقة بالمخدرات، ثم لتاريخ كل نوع من الأنواع الشهيرة من المخدرات الطبيعية أو التخليقية، ثم أنواع المخدرات.


المطلب الأول: مفاهيم أساسية
يتناول هذا المبحث عدداً محدداً من المفاهيم والمصطلحات، بغرض الإلمام بأبعاد المشكلة في الحاضر والمستقبل، ومن هذه المفاهيم ما يلي:
أولاً: تعريف المخدرات



  1. لغوياً
    أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية: خَدَرَ، وتعني السِتر، ويقال جارية "مخدرة" إذا لزمت الخدر، أي استترت ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه.
    وفي اللغة الإنجليزية توجد كلمة Drug، وتعني "جوهر (مادة) تُستخدم في أغراض طبية، بمفردها أو بخلطها، وهي تعمل على تغيير حالة أو وظيفة الخلايا، أو الأعضاء أو كل الكائن الحي".
    أمّا كلمة (Narcotic)، فتعني "عقار يحدث النوم، أو التبلد في الأحاسيس، وفي حالات استخدام جرعات كبيرة تحدث التبلد الكامل". وهي تقابل كلمة مخدر في اللغة العربية.

  2. علمياً
    هناك تعريفات علمية متعددة للمخدرات، اجتهد العلماء في تحديدها، منها:
    أ‌. هي كل مادة طبيعية، أو مستحضرة، من شأنها، إذا استخدمت، في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة، أن تؤدي إلى حالة من التعود، أو الإدمان، يضر بالصحة النفسية للفرد والمجتمع.
    ب‌. هي مواد تحتوي مكوناتها على عناصر، من شأنها، إذا استعملت بصورة متكررة، أن تأخذ لها في جسم الإنسان مكاناً، وأن تحدث في نفسيته، وجسده، تغييرات عضوية وفسيولوجية ونفسية، بحيث يعتمد، ويعتاد عليها، بصورة قهرية وإجبارية، كما يؤدي إلى الإضرار بحالته الصحية والنفسية والاجتماعية، وهذا الضرر يلحق بالفرد نفسه، وبأسرته، وبالمجتمع، الذي يعيش فيه، كمدمن للمخدرات.
    ج‌. هي نوع من السموم، قد تؤدي، في بعض الحالات، خدمات جليلة، لو استخدمت بحذر، وبقدر معين.
    المطلب الثاني: تاريخ المخدرات وفقاً لأنواعها
    وردت أقاصيص كثيرة عن منشأ المخدرات، في الحضارات الإنسانية القديمة. فالهندوس يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الإلهة الرحيق الإلهي (الحشيش). والإغريق نقشوا صور نبات الخشخاش على جدران المقابر، والمعابد. واختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإلهة التي تمسك بها، ففي يد الإلهة (هيرا) تعني الأمومة، والإلهة (ديميتر) تعني خصوبة الأرض، والإلهة (أفروديتا) تعني الجمال والخصوبة الجنسية، والإله (أبولو) تعني الشفاء، والإله (بلوتو) تعني الموت أو النوم الأبدي.

  3. الأفيون:


بدأ تعرف الإنسان على الأفيون منذ ما يقرب من سبعة آلاف سنة، قبل الميلاد، حين استخدمه لعلاج بعض الآلام كالمغص، وضيق التنفس، والإسهال.
وقد ذكر داود بن عمر الأنطاكي، في مذكراته المعروفة باسم "تذكرة داود"، في وصف آثار الأفيون "أنه إذا دُقَّ بجملته رطباً وقُرصَّ كان مرتداً جالباً للنوم، مجففاً للرطوبة، محللاً للأورام، قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة، وحرقة البول، والإسهال المزمن. أمّا بذره فنافع لخشونة الصدر والقصبة وضعف الكبد والكلى، ويصب طبيخه على الرأس فيشفى صداعه وأنواع الجنون كالبرسام والماليخوليا" . ولا يعنى ذلك أن الأفيون، بشهادة الأنطاكي، عقار مفيد؛ لأنه يعود ويذكر، في موضع آخر، أن من خصائصه إسقاط الشهوتين، لمن تعود عليه، بمعنى أنه يميت شهوتي البطن والفرج، وأن من تناوله أربعة أيام متوالية يصير متعلقاً به لا يستطيع الاعتكاف عنه، ولا يصبر عن تناوله، بعد ذلك، بحيث يفضي تركه إلى موته، ويذكر سبب ذلك فيقول: "أنه يخترق الأغشية خروقاً لا يشدها غيره.
وأول من عرف الخشخاش)الأفيون( هم سكان وسط أسيا، ومنهم انتشر إلى جميع بقاع الأرض، فاستخدمه السومريون، ومن بعدهم البابليون والفرس، ثم انتقل إلى المصريين القدماء والإغريق، كما استخدمه الصينيون والهنود.
وفي عام 1898 تمكن عالم إنجليزي من استخلاص مادة الهيروين، من الأفيون، وأنتجته شركة باير للأدوية، ثم توالى، بعد ذلك، إنتاج مركبات أخرى، من مستخلصات الأفيون، تستخدم جميعاً كأدوية علاجية، وإن كان الأطباء لا ينصحون بها إلاّ عند الضرورة القصوى، لما تسببه من إدمان، واستيلاء على شخصية المتعاطي.
2. القنب:


هو نبات عُشبي حولي متساقط الأوراق، تُجمع أزهاره، وتُربط في حزم وتُترك لتذبل، ثم تُعصر، حتى يُستخرج منها الإفراز الراتنجي، الذي يساعد على التصاق أوراق الزهر، في كتل، ثم تُترك لتجف في الظل. والراتنج هو مادة، بنية اللون، يستخرج منها (الكابنينول)، وهي مادة لزجة ذات تأثير مخدر قوي.
وكلمة قُنب كلمة لاتينية معناها (ضوضاء) وذلك لما يحدثه متعاطوه من جلبة وضوضاء أثناء تعاطيه، ومن المادة الفعالة، في نبات القنب، يصنع الحشيش، الذي يعني، في اللغة العربية، العشب، أو النبات البرى، بينما يري بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية (شيش)، ومعناها فرح، إشارة إلى ما يشعر به المتعاطي للمخدر من نشوة، وفرح. ويُسمى الحشيش في اللغة الصينية (مايو) ومعناها الدواء.
وقد عُرف نبات القنب منذ فجر التاريخ في أواسط آسيا، ثم نقل إلى الشرق الأقصى في القرن الثامن والعشرين، قبل الميلاد، للاستفادة من أليافه في صناعة الملابس، والحبال، ثم عُرفت فوائده الطبية.
وفي أوروبا الحديثة، عُرف القنب، من خلال بعض الكتابات العلمية، منذ القرن السادس عشر، وذلك عن طريقين:
الأول طريق حركة الاستشراق، التي ترجمت وألفت كتباً كثيرة عن الشرق، وكان معظم اهتمامها منصباً، حينئذ، على ما يخص الهند، وفارس، والشرق الأوسط العربي، وفي غمار هذه الحركة، عُرف الحشيش كمخدر.
أمّا الطريق الثاني، فكان مما حمله معهم علماء نابليون بونابرت وجنوده بعد عودتهم، من مصر، على إثر فشل الحملة الفرنسية. وقد انعكس ذلك على كتابات الفلاسفة، والأدباء، الأوروبيين، خلال القرن التاسع عشر.
ومع بداية القرن العشرين، عرف الحشيش طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال هجرة العمال المكسيكيين، الذين كانوا يعرفونه ويدخنونه، فانتقل معهم، وانتشر، في أوساط فئات معينة، في الولايات المتحدة الأمريكية.



  1. الكوكايين:


يُستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، الذي عُرف في أمريكا اللاتينية، منذ أكثر من ألفي سنة. خصوصاً لدى هنود)الأنكا(، الذين مازالوا يستعملونه حتى الآن. وفي سنة 1860 تمكن نيمان من عزل العنصر الفعال، في النبات، وأسماه كوكايين. وتوالت الأبحاث، والتجارب، بعد ذلك لاستخدام الكوكايين في الأغراض الطبية.
ونظراً لتأثير الكوكايين على الجهاز العصبي المركزي؛ فقد حاول البعض، في البداية، استخدامه كمنشط، في عدد من الأدوية، والمشروبات الترويحية مثل الكوكاكولا، إلاّ أنه استبعد من تركيبتها عام (1903)، ومن الطريف أن (وليم هاموند)، أحد أطباء الأعصاب، في أمريكا، روّج كثيراً لهذا المخدر، وأعلن أن ضرره لا يزيد على ضرر الشاي، والقهوة، ثم أنتج ما أسماه (نبيذ الكوكايين)، لينافس به نبيذ الكوكا، الذي أنتجه الصيدلي الفرنسي (أنجلو ماريان)، وإضافة إلى ذلك تبارت شركات الأدوية، في استخدام الكوكايين، في أكثر من 15 منتج، بأشكال مختلفة. "ومن المؤسف أن تاريخ المواد المخدرة يزخر بمثل هذه الاندفاعات الحماسية، سواء من جانب شركات صناعة الدواء، بدافع الإسراع إلى جني الأرباح، أو من جانب كثيرين من الأطباء وغيرهم من الأشخاص.
ومع هذا الانتشار الواسع، لهذا المخدر، حقق ملوك إنتاج، وتوزيع الكوكايين، ثروات باهظة، تتجاوز ميزانية بعض دول العالم الثالث، فأصبحت لهم إمبراطورية، ممتدة من حقول الكوكا، في بيرو وبوليفيا واكوادور، إلى معامل التكرير، المنتشرة في بيرو وكولومبيا والبرازيل. وهناك حرب شرسة بين ميليشيات هؤلاء الأباطرة، ورجال مكافحة المخدرات، في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تنته بعد.
4. المهلوسات:


هي مجموعة من المواد، التي تسبب الهلوسات، والخدع البصرية والسمعية، واختلال الحواس والانفعالات.
وتسمى بالمهلوسات لأن متعاطيها يصاب بهلوسة عقلية، تحدث له تهيؤات وتخيلات غريبة، قد تدفعه إلى الجنون، أو الانتحار، وارتكاب الجريمة. وتضم فئة المهلوسات عدداً من المواد، ذات التراكيب الكيميائية المختلفة، ومن أهمها عقار الـ L.S.D.، والمسكالين، والأتروبين، والسكوبولامين.
أمّا عن تاريخ أشهر هذه المهلوسات، وهو عقار الـ L.S.D.، فيرجع تاريخه إلى عام 1938، الذي تمكن العالم البرت هوفمان من تركيبه، في معامل شركة ساندوز للأدوية، بسويسرا، ولكنه لم يعرف خصائصه النفسية إلاّ في عام 1943، عندما تناول، عن غير قصد، كمية ضئيلة منه، فإذا به يتعرض لتأثيرات غريبة، بادر بتسجيلها في مذكراته، واعتقد الأطباء، في البداية، أن هذا العقار يمكن أن يفيد في العلاج النفساني، ولكنهم سرعان ما استغنوا عنه طبياً، عندما عرفوا أخطاره.
ثم تسربت طريقة تحضيره إلى معدومي الضمائر، فراحوا يصنعونه ويبيعونه، إلى مروجي المخدرات.
ولم يعرف العلم عقاراً أغرب من هذا العقار في تأثيره وشدته، رغم ضآلة مقاديره، فتناول مليجرام واحد منه كفيل بإخراج أعقل العقلاء، من عالمه، إلى عالم الهلوسة، والجنون، لساعات طويلة.
ويُحضَّر العقار على شكل سائل عديم اللون والرائحة والطعم، أو في شكل مسحوق أبيض، أو أقراص مختلفة الأحجام والأشكال، وقد يُحفظ على قطعة ورق نشاف، أو داخل ورقة كتاب، أو في السكر والحلوى.
ويتم تناول هذا العقار، عن طريق الفم، أو بالاستنشاق، أو بالحقن، مما يؤدي إلى حدوث آثار ضارة بمتعاطيه، حيث يؤدي به إلى الشعور بالقلق، وعدم الطمأنينة، والاضطراب، في الإدراك البصري والسمعي، وهو ما يسمى بالهلوسة البصرية السمعية، ويفقد إدراكه الحسي بالزمان والمكان، كما يُخيل إليه أنه يسبح في الفضاء، بعيداً عن الأرض.


من هذا السرد الموجز لتاريخ أهم المواد المخدرة وأشهرها في عالم المخدرات، يمكن رصد بعض الملاحظات، كالتالي:



  1. إن معظم المواد المخدرة، ولا سيما النباتية منها، تمتد جذورها في أعماق تاريخ المجتمعات البشرية، وهو ما يفسر رسوخ ممارسات تعاطي المخدرات، ومقاومتها الشديدة لجهود المكافحة.

  2. إن معظم المخدرات التخليقية المصنعة حديثاً، مثل المهلوسات والباربيوترات، والأمفيتامينات، لقيت دعماً اجتماعياً، وانتشاراً تجارياً، في بداية التعرف عليها، سواء من مشاهير الأطباء، أو شركات الأدوية، أو من الحكومات، وخصوصاً أثناء الحروب، ولم يقف هذا الدعم إلاّ بعد أن صارت وباءاً داخل المجتمع.

  3. إن المخدرات الطبيعية (النباتية) انتقلت، من بلاد الشرق، إلى الغرب، بينما انتقلت المخدرات التخليقية، على العكس، من الغرب إلى الشرق.

  4. إن طغيان القيم المادية على القيم الروحية، وضعف الوازع الديني، وسلبيات المدنية الحديثة، أغرقت الإنسان في عالم الملذات أحياناً، ودفعته، أحياناً أخرى، للهروب من ضغوط الحياة، ومشكلاتها إلى المخدرات وأثارها المدمرة.

  5. إن معظم المخدرات، ولا سيما التخليقية منها، فور اكتشافها، والتعرف على تأثيرها، كانت توجَّه، من خلال أصحاب النوايا الحسنة، إلى خدمة الإنسانية، في مجالات العقاقير العلاجية، ولكنها سرعان ما كانت تصل إلى أصحاب الضمائر الميتة، والباحثين عن الثراء السريع، حيث يتم ترويجها بين أفراد المجتمع، من دون اكتراث بآثارها التدميرية، الناتجة عن إدمانها.
    المطلب الرابع: أنواع المخدرات
    أ. نبات القنب الهندي
    وهو نبات شجيري شديد الرائحة، يشبه الحشائش الطفيلية، ويبلغ طوله من 30 سم إلى 6 أمتار، وأوراقه طويلة، وضيقة، ومشرشرة، ولامعة، ولزجة، وسطحها العلوي مغطى بشعيرات قصيرة. وأهم مناطق نموه لبنان، وتركيا، ومصر.
    ويستخرج (الحشيش) من نبات القنب، حيث يُجمع الراتنج، أي مادة الحشيش، من القمم المزهرة للنبات، والسطح العلوي لأوراقه، عن طريق قشطه، أثناء فترة تزهير النبات.
    ويُستعمل الحشيش، عادة، عن طريق التدخين، ويُشرب أحياناً ممزوجاً ببعض المشروبات العطرية كالبرتقال أو الياسمين، كما يؤكل بخلطه ببعض الحلويات، أو المربات.
    ويؤثر الحشيش على الجهاز العصبي بالتنشيط، أو التهبيط، حسب الكمية المتعاطاه، أو طريقة التعاطي.
    وتتلخص أهم أغراضه فيما يلي:
    (1) الإحساس بالنشوة، والميل إلى الضحك لأبسط الأسباب.
    (2) تقل درجة الإحساس بالألم، والبرودة، أو الحرارة.
    (3) الشعور بالرضا والابتهاج، ومع انتهاء المفعول، يشعر المتعاطي بالخمول، والاكتئاب.
    (4) يحدث خللاً في تقدير حساب الزمن، والمسافات.
    ب. نبات الخشخاش (الأفيون)
    وهو المصدر الذي يستخرج منه الأفيون، وهو نبات يبلغ طوله من 70سم إلى 110سم، وأوراقه طويلة، وناعمة، خضراء، ذات عنق فضي.
    أهم مناطق نموه:
    (1) المثلث الذهبي (تايلاند، وبورما، ولاوس).
    (2) الهلال الذهبي (إيران، وباكستان، وأفغانستان).
    (3) تركيا، والمكسيك، والهند.
    الأفيون هو عصير مادة الخشخاش، التي لم تنضج بعد، يُستخلص عن طريق تشريط كبسولة (رأس) النبات، ولونه أبيض يتحول، عند ملامسة الهواء، إلى البني المائل، إلى السواد، وله رائحة نفاذة مميزة، لزج شديد المرارة. ويُتعاطى عن طريق الفم، أو الحقن في الجسم، بعد إذابته بالماء.
    ويؤثر الأفيون، بشكل عام، على الجهاز العصبي، وخلايا الجسم، وتسبب كمية قليلة منه، لا تتجاوز جرامين، هبوطاً حاداً في التنفس، وشلل مراكز التنفس في المخ، وهو يسبب تنبيها مؤقتاً للذهن، يعقبه نوم عميق، يستيقظ منه الإنسان محطم القوى، فاقداً للشهية، ميالاً للقسوة، والعنف.
    ويمر مدمن الأفيون بآلام قاسية، عند محاولته التوقف عن تعاطيه، (أعراض الانسحاب)، حيث يصاب بالاكتئاب، والقلق، والتهيج العصبي، والتجشؤ، والعرق الغزير، وارتعاش كل أجزاء الجسم.


د. نبات الكوكا
هي شجرة مورقة دائماً، ذات أوراق ناعمة، وبيضاوية الشكل. وتزرع الكوكا في الهند، وإندونيسيا، وجاوا، وسيلان، وجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، ويبلغ ارتفاعها بين مترين ومترين ونصف.
ويتم تعاطيها بالمضغ، وتؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي، ثم تخدير المعدة، فلا يشعر متعاطيها بالجوع، أو التعب. ويؤدي مضغ نبات الكوكا إلى شعور المتعاطي بالارتياح، والميل إلى التوافق والانسجام، وسهولة التفكير. ثم يعقب ذلك إحساس بالخمول، والاكتئاب، وارتفاع درجة الحرارة.


ج. الكوكايين
هو مسحوق أبيض ناعم الملمس عديم الرائحة، يستخرج من أوراق نبات الكوكا.
ويستعمل الكوكايين في الأغراض الطبية، لدى أطباء الأسنان، لتسكين آلام العمليات الجراحية في الفم والأسنان، كما يستخدمه الأطباء البشريون، كمخدر موضعي، أثناء العمليات البسيطة في الجلد، حيث يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فلا يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، ويقلل فقدان المريض للدم. غير أن آثاره الضارة اكتشفت، عندما استخدمه المدمنون عن طريق الشم.
والمدمن تحت تأثير الكوكايين لا يشعر بالإرهاق والتعب، بل يستطيع أن يؤدي كمية كبيرة من العمل المتواصل، مع الإحساس بالنشاط، والقوة، والذاكرة الحادة، ويشعر بتنميل في اليدين والقدمين، وفقدان الإحساس بالأماكن، التي يلامسها المخدر، مثل الأنف، في مرحلة الإدمان بالشم، مما يؤثر على مراكز المخ العليا الخاصة بالسمع والإبصار، ويُخيل إليه وجود حشرات تزحف تحت الجلد، فيظل يهرش باستمرار، كالمصابين بمرض جلدي، وسرعان ما يسلب الكوكايين إرادة مدمنه، ويستعبده، ويحدث تدهوراً مستمراً في شخصيته وعقله وفكره وقدراته الذهنية.
2. المخدرات الصناعية
وهي المخدرات التي تحتاج إلى معاملة صناعية خاصة، وأغلبها يُستخلص من النباتات الطبيعية المخدرة.
أ. المورفين
في بداية القرن التاسع عشر، أصبح من الممكن تحليل مادة الأفيون، المستخلصة من نبات الخشخاش، كيميائيا، وتجزئتها، والحصول على المركبات المشتقة منها كالمورفين.
والمورفين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم، غير بلوري، عديم الرائحة، مر المذاق، وأحياناً يكون على شكل سائل أبيض شفاف، ويعبأ في أواني زجاجية، وقد يكون في صورة أقراص. ويعتبر من أقوى المخدرات المانعة للألم، ولا تقاس قوة أي عقار صناعي آخر كمسكن للألم بقوة المورفين.
ويتم تعاطي المورفين بالبلع، أو مخلوطاً بالقهوة، أو الشاي، أو بالتدخين، أو بالحقن تحت الجلد ويؤدي تعاطي المورفين إلى تسكين الألم، وضعف التنفس والسعال ويسبب الاسترخاء والهدوء، والشعور بالنشوة أحياناً، وعند غيابه يصاب المدمن بالهياج العصبي الشديد، وإفراز العرق الغزير، وحكة مستمرة في الجلد.
ب. الهيروين
يعتبر الهيروين من أخطر العقاقير المخدرة، المسببة للإدمان، ذلك لأنه يحتوي على قوة تبلغ من ضعفين إلى عشرة أضعاف قوة المورفين، مما يجعله أكثر المخدرات طلباً عند المدمنين.
ويستخرج الهيروين من المورفين، بعد تسخين المورفين، مع كمية كبيرة من كلورو الاستيل. والهيروين مسحوق أبيض، عديم الرائحة، بلوري الشكل، يذوب في الماء، مر المذاق، ناعم الملمس.
وقد أثار اكتشاف الهيروين حماساً كبيراً في الأوساط الطبية لاستخدامه كترياق، ثم ما لبث أن ظهرت آثاره الضارة، فتوقف معظم الأطباء عن وصفه كدواء.
توجد عدة أنواع من الهيروين، منها:
(1) قاعدة الهيروين، الجافة، وهي مادة صلبة، يمكن سحقها، ويراوح لونها بين الرمادي الشاحب، والبني الغامق، أو الرمادي الغامق، وتسمى بالهيروين الرقم (2).
(2) الهيروين الرقم (3)، ويوجد على شكل حبيبات.
(3) الهيروين الرقم (4)، ويوجد على شكل مسحوق دقيق أبيض، منقى بدرجات كبيرة.
(4) يتم تعاطي الهيروين عن طريق الاستنشاق، أو الحقن تحت الجلد، أو بالوريد. ويشعر متعاطي الهيروين بسعادة زائفة، وفتور، ويحلق في عوالم أخرى، ولكن، بعد ساعات قليلة، سرعان ما يشعر بالخمول، ويبدأ إحساساً بالحاجة إلى النوم.
. المخدرات التخليقية
وهي العقاقير التي يتم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية. ومنها ما يسبب التنبيه الشديد للجهاز العصبي، وهي ما تسمى بالعقاقير )المنبهة( ومنها ما يسبب الهبوط والهدوء، وهي ما تعرف بالعقاقير)المهدئة(، ومنها ما يؤدي إلى اختلال الإدراك، أو الانفصال في التفكير والسلوك، والوظائف الحركية، وهي ما تسمى بعقاقير )الهلوسة(، وكلها ينجم عنها مشاكل تضر بحالة الفرد، والمجتمع، معاً.
أ. عقاقير الهلوسة
وتضم مواد متنوعة، تنتمي إلى مجموعات كيميائية، وفارماكولوجية متغايرة، ولكن تجمعها خاصية إحداث الهلوسة. وأهم هذه المواد، عقار (ال.اس.دي) (L.S.D.)، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، وتوجد في شكل مسحوق، وأقراص، وكبسولات، وحقن.
ويؤدي تعاطي هذا العقار إلى الشعور بالقلق، وعدم الطمأنينة، والاضطراب السمعي والبصري، وفقدان الشعور بالزمان والمكان، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الجسدي، مما يجعل أمر الابتعاد عنه ممكناً.


ب. العقاقير المنشطة (المنبهة): الأمفيتامينات
هي عقاقير مخدرة، من خواصها تنشيط الجهاز العصبي، وعدم إحساس الفرد بالإرهاق، أو النوم، ويشعر متعاطيها بالنشوة، والحيوية، والرغبة في العمل، والزيادة في التركيز، ولذلك، فإنها تنتشر بين الطلبة، والرياضيين، والحرفيين.
ج. العقاقير المهدئة (المنومة): الباربيوترات
هي عقاقير مخدرة، تستعمل طبياً لعلاج الأرق، وكمضادات للصرع والتشنجات، ويمكن أن تكون ذات تأثير سريع، إذا تناولها الفرد بكميات كبيرة، فيشعر بالكسل، والتلعثم في الكلام، وفقدان الاتزان، ويشبه تأثيرها تأثير الكحوليات.
وأعراض الامتناع عنها أكثر قسوة من الهيروين، وتشمل الضعف، ونوبات الهذيان، وارتفاع درجات الحرارة، ونوبات مفاجئة مشابهة للصرع، وقد تؤدي إلى الوفاة.


خلاصة المبحث الأول


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

1.Develop advan...

1.Develop advanced drone hardware: - Design and build a drone with high-resolution cameras and sp...

يعتبر العمران م...

يعتبر العمران من المسائل المسلم بها في كافة المجتمعات المتحضرة، كما يبين مدى تطورها ومستوى الحضارة ...

ميرا، المتقدمة ...

ميرا، المتقدمة لوظيفة مدرس في مدرسة، قدمت مقابلة تستعرض فيها خلفيتها العملية والتعليمية. تحدثت عن خب...

إن لموضوع الدرا...

إن لموضوع الدراسة أهمية كبيرة ، فهو من المواضيع التي تهدف إلى تسيير المدينة وتنظيم الممارسات العمران...

تناولت الجلسة ا...

تناولت الجلسة الحوارية حول مجالات الذكاء الاصطناعي مناقشات قيمة تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام هذه التكن...

نشأته وحياته وث...

نشأته وحياته وثقافته رأينا الشعر العربى فى القرن الرابع وما بعده يصيبه تصنع شديد ، فقد أخذ الشعراء ي...

✔️ملخصات ومراجع...

✔️ملخصات ومراجعه شاملة لمواد الصف الثاني المتوسط الفصل الدراسي الثالث 1445 🔶 ملخص مادة لغتي ثاني م...

real-time opera...

real-time operating system (RTOS) • A real-time operating system (RTOS) is a program that schedules ...

في المدرسة نحن ...

في المدرسة نحن في اختصاص علمي ويوجد لدينا 5 وحدات تطبيقات بيوتكنولوجية يجب علينا ان نعمل بها تجربة ل...

الملخص: هدفت ا...

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤدیة إلى التفكك الأسري وانحراف الأحداث في المجتمع ً...

Pour expliquer ...

Pour expliquer l'œuvre de Victor Hugo, il faut tenir compte de sa vie. Pour comprendre sa vie et son...

يؤدي التلوث، بأ...

يؤدي التلوث، بأشكاله المختلفة، مثل تلوث الهواء والماء والأرض، إلى إحداث خلل في التوازن الدقيق بين ال...