Online English Summarizer tool, free and accurate!
ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من اثنى عشر ألف بيت وقسمت أيضا إلى أربع وعشرون نشيدا أو أنشودة, بدورها تنقسم إلى ثلاث أجزاء رئيسية : أولها اعمال تليماخوس وهي تتضمن وسميت باسمة لأنة يقوم فيها بالدور الأول ؛ مغامرات أو ديسيوس " ويصفها الشاعر في الأناشيد السبع التالية ؛ أوديسيوس " وهو يشمل الجزء الأخير من الملحمة ويخبرنا فية الشاعر عن رجوع أوديسيوس إلى وطنة وتخلصة من أعدائة الذين كانوا قد استولوا على قصرة وأرادوا أن يرغموا زوجتة على الزواج بواحد منهم . وبشرح مختصر للأوديسا نجد أنها تتناول بعض مالحق بأوديسيوس ) وهو أحد أبطال اليونان في حرب طروادة ) في أثناء عودتة إلى البلاد بعد انتهاء هذة وبعض ما تعرضت لة زوجتة الوفية بنيلوبي وما تعرض لة ولدة الصغير تليماخوس في أثناء غيابة عنهما . عودة اليونانيين إلى بلادهم بعد انتصارهم فى حرب طروادة, وكان أشدهم غضبا الإلة بوسيدون رب البحار, فهو الذي ارسل عليهم العواصف, وأغرق منهم مناغرق, وضلل ببعضهم في البحار فظلوا يخبطون فيها لمدة طويلة . وكان أوديسيوس من أشقى الأفراد و احقهم بعذاب بوسيدون : فقد اعتدى يوما على أحد أبناء هذا الإلة ولطمة على عينية لطمة أفقدتة البصر . فأخذ بوسيدون يذيقة من أصناف العذاب مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ثم قذف بة في جزيرة تملكها عذراء البحار وتدعى كالوبسو, حيث تعرض لمناظر مخيفة يفزع لها الشياطين . وإمعانا فى النكاية بة وتطويلا لمدة غربتة, ألقى بحبة في قلب هذة العذراء, فاعتقلتة لديها وحرصت على بقائة معها. افراد أسرتة, فظن معظمهم أنة قد لقى حتفة . أمينة على حرمتة . وشبابها . إلا وفاء لزوجها, ولكنها رأت أن مفاجأتهم بالرفض قد تدعوهم إلى الفتك بها ولما طال بها الأمر, وضاقت بهم ذرعا ورأت أيديهم تمتد إلى ثروة زوجها طلبت من ابنها تليماخوس أن يغادر المدينة ويذهب إلى بولوس و وظهرت لة الإلهة أثينا نفسها في صورة إذ كانوا يحرصون أن لا يعود أوديسيوس, فقد كان من بينهم من يعشق بنيلوبا . وعندئذا تمثلت لة أثينا فى صورة منتور Mentor ( أحد أصدقاء ابية ) وقدمت لة كل ما كان ينقصة لسفرة وطلبت من أبيها زيوس أن يخلص أوديسيوس من نستور, ولكنة لم يكن يعلم شيئا وينصحة بالتوجة إلى اسبرطة لعل ملكها يدلة علية, السفر حتى بلغ اسبرطة حيث التقى بمينيلاوس وزوجتة هيلينا فاحتفيا بة, ولكنهما لم يستطيعا أن ينبئاة بشئ عن مقر أبية لعدم علمهما بة. وقد لبى زيوس رجاء ابنتة أثينا, ليامرها باطلاق سراح أوديسيوس بعد أن اسرتة لمدة سبع سنوات . فلم يسعها إلا الإذعان لأمر كبير الآلهة, ولكنة لم يرق لحالها, فيعمل البطل لنفسة زورقا ويبدأ رحلتة, اضطرابا شديدا ويقذف بالزورق فى مهب الرياح ويلقى بة في كل اتجاة, البطل في كفاح مستمر ونضال مرير حتى يصل إلى جزيرة الفيكيان حيث يجد غابة ينام فيها . ابنة ملك الجزيرة إلى شاطئ فتجد اوديسيوس وتتحدث إلية وتعجب بدماثة خلقة فتطلب إلية أن يذهب إلى قصر أبيها. فيبحث عن القصر حتى يجدة ويدخلة فيرحب بة الملك والملكة. حتى سمع يوماً مغنيا يقص على الناس فى طرقات المدينة حرب طروادة ويشيد فأعاد ذلك إلى ذاكرتة مجدة الغائب وزادة حنينا إلى وطنة, وخانتة دموعة المتساقطة على مرأى من مضيفية, فلم يسعة حينئذا إلا التصريح لهما باسمة وما كان من أمرة فى أثناء حرب طروادة وبعدها وعندئذا رق الملك وزوجة لحالة, وقد واتاة الحظ في هذة الإلهة أثينا حاميتة, فبدلتة لصورة شحاذ بائس ليخفى أمرة على اعدانة, فتتاح لة سبل كثيرة للانتقام منهم . منزل ايميوس الذى كان راعيا لدوابة, واستطاع أن يتعرف منة على تفاصيل ما حدث لزوجتة وابنة في أثناء غيابة عنهما. وعندئذا. هبطت أثينا على تليماخوس وهو بإسبرطة عند مينيلاوس وقادتة إلى منزل هذا الراعي حيث التقى بأبية وتعارفا واتفقا على كتمان الأمر عن جميع الناس ودبرا حيث تقيم بينيلوبا زوجة أو ديسيوس . القصر وحاشيتهم ما عدا خادمتة العجوز يوريكلى التى قد عرفتة بعلامة في قدمية ولكنة طلب منها كتمان امرة فعاهدتة على ذلك . حينئذا أن عند قدوم فيلوتيوس أحد رعاة دوابة, منة إحضارها لنحرها في وليمة دينية عزم القصر على إقامتها, وحينئذا رأى أوديسيوس أن الفرصة سانحة للكشف عن أمرة لراعيية الأمينين فعرفهما هدف منصوب, وعندئذا حضر فطلب تليماخوس أن يدفع إلية بالقوس فقد ياتي بما عجز عنة هؤلاء, فحركة بكل سهولة, وحينئذا ظهر بصورتة الحقيقية, وفاجاً فتعانقا طويلا, حيوية ورصانة. وقد علل ذلك بأن الشاعر قد نظم الإلياذة في إبان عمرة, وقريحتة على نضارتها ؛ على حين أنة نظم الأوديسا في شيخوختة وهرمة . 1- موضوعة وأغراضة والفرق بينة وبين الشعر الحماس. بمختلف الحقائق المتعلقة بالفرد والمجتمع والطبيعة وما وراءها. فهو يتعرض للأخلاق والعقائد والعبادات والتاريخ والعلوم والفنون والصنائع, ويعالج هذة وتفصيل ما يجب على الفرد نحو ربة وعشيرتة ووطنة, والفروع وتسلسل الحوادث وترتيبها, المقدمات بالنتائج . وإذا تعرض للعلوم أو الفنون أو الصنائع على بتقرير الحقائق. ووضع القواعد, ومن ثم يظهر الفرق بين الشعر الحماسي والشعر التعليمي . فالأول, كما سبق وقد اشرنا, شعر وبلاغة أكثر منة شئ آخر, فهو وإن اشتمل على القصص و الأخلاق ومسائل العلوم وما إلى ذلك, العبارة وسمو الخيال الشعرى والتأثير فى الوجدان أكثر مما إلى سرد الحوادث أو تقرير الحقائق على حين أن الشعر التعليمى حقائق وتاريخ أكثر منة شيء آخر. حقا إنة يشتمل على جمال الأسلوب وحسن العبارة والخيال ؛ لانة لو تنازل عن هذة الأمور ما صح أن نعدة شعراً ؛ ولكن نجد أنة يرمى إلى التعليم أكثر ممايرمى إلى بلاغة القول وسحر البيان. العلوم, قصص الحروب والإشادة بأبطالها ؛ بالذات في الشعر التعليمى, بل لا يكاد يعرض هذا الفن لما عداها من البحوث . يختلفان كذلك في مناطق ظهور كلا منهما. كما سبق وأشرنا ظهر عند اليونانيين أي عند الشعوب اليونانية التي هاجرت إلى آسيا الصغرى و عند سكان الجزر. أما الشعر التعليمي فيغلب على الظن أنة ظهر فى شبة جزيرة البلوبونيز عن أهل بؤوتيا واللوكريين و غير أن معظم ما وصلنا منة مؤلف بلهجة أيونية. إلى أن شعراء هذا الفن قد اتبعوا في نظمة نفس الطريقة العروضية التى نظم بها ولا يظهر جمالها وأثرها الموسيقى إلا مع هذة اللغة, أثر الشعراء التعليميون, وقد ساروا عليها في نظمهم, وأن يؤلفوا شعرهم باللغة التي تلائمها وهي اللغة الايونية. هذا, وموضوعات في التاريخ السماوى والارضى . ولم يكن هيسيود هو أول من نظم الشعر التعليمى ، بل سبقة شعراء آخرون مهدوا لة الطريق, وكانوا أقل منة شأناً, واهتموا بسرد الأنساب ووضع التقاويم الدينية وكتابة الأمثال العلمية التي تنفع الناس وتعلمهم, ثم جاء هيسيود وخلق منة فنا بلغ حد شعراء أشهرها قصيدتان تنسبان إلى الشاعر هيسيود, والثانية هي ( ثيوجونيا) أى بمعنى أنساب الآلهة, وهو مسائل التاريخ السماوي و الأرضى ) . وفيما يلى سوف نتعرض لهاتين هيسيود وأعمالة ومع ان وسوف نجد إن حياة هيسيود يحوطها الغموض, مثل حياة هوميروس هيسيود يحدثنا في أشعارة عن نفسة وعن أبية ووطنة, فأننا ما زلنا نجهل حقائقعلى أن الوعي السياسي أخذ يقوى وأن الشعب اليوناني بدأ يستيقظ, وأن هيسيود ونجد أن قصيدة الأعمال والأيام تتألف من ثمانى مائة وثمانية وعشرون بيتاً . وتنقسم إلى ثلاث أقسام مختلفة في طبيعتها وأساليبها وأغراضها ومناسبات تأليفها ونجد أن القسم الأول ينظم فى ثلاث مائة وثمانون بيتا من صدر هذة القصيدة . وأن هيسيود قد نظمها بمناسبة النزاع الذي حدث بينة وبين أخية بسبب المزرعة وقسمتها بينهما. وفى هذا الجزء يوجة والقناعة وعناصر كل منها وأصولة ونتائجة, التاريخية السماوية والأرضية, وأن التنازع يؤدي إلى الفشل وذهاب وأن القناعة بالنصف خير من التنازع على الكل ؛ وأن الإلة زيوس وأنة يحب الاستقامة والعدل, ويقرب إلية المخلصين الأوفياء, ويبارك لهم فى ذرياتهم وأهلهم, ويضاعف لهم من غلات حقولهم, والطمأنينة فى بلادهم ومساكنهم, وينزل بهم وبعشائر هم نقمتة الشديدة فى الدنيا وأليم عقابة في الآخرة ؛ وأن أهم ما يجب على الحكام والأمراء هو احترام العدالة, مثقال ذرة من أعمالهم, فهو يدرك خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم, مراقبتهم وإحصاء أعمالهم غلى ثلاث آلاف من الملائكة المخلدين الذين يرون الناس من حيث لا يراهم أحد ؛ وأما الدهماء من الناس فينبغي أن ينكب كل منهم على عملة المشروع, فيكسب رزقة بعرق جبينة, واحترام مالة وملكيتة, وعلى هذا النسق ينسج الشاعر جميع هذا القسم. أعمال الحقل وما يتصل بها . وقد ألف بعد تأليف الجزء السابق وفي مناسبة فقد ألف القسم الأول على أثر ما أصاب هيسيود من ظلم في قسمة المزرعة بينة ثروتة . ويظهر هيسيود في هذا الجزء أكثر هدوءا وأقل انفعالا ومشورة ممن في بذلك غيظة وهدأت ثائرتة . ولعل السبب فى هذا أن القضاء الإلهي قد ثار من اخية, ذلك الخريف باعمال الحرث وتنتهى بعد عام فى الخريف التالي بأعمال الحصاد ؛ فية وما ينبغي أن تكون علية, ويشرح الأمور المتصلة بها. للكلام عن الآلات الزراعية المستخدمة في الحرث والسقى والحصاد, وما إلى وعن الأنعام وأوجة الانتفاع بها في الزراعة, وعن الخدم والرقيق وصلتهم بالحقول, أنواع الملابس وأصناف الأغذية أما الجزء الثالث فهو عبارة عن تقويم فلكى فى نحو سبعين بيتاً قسم فية الشاعر وفقا لعقائد دينية كانت منتشرة في عصرة إلى قسمين : أيام سعادة وأيام نحس يخفق فيها كل مايقوم بة وكانت هذة القصيدة إذن أول صرخة ضد الظلم, وأول تحذير ضد الحرب, وكان فوصفها على أنها مهنة شريفة تقوم على العمل والكفاح وهما مصدر كل سعادة وهناء . والقصيدة تظهر التطور في الدين اليونانى لأنها رفعتة إلى منزلة سامية وجردتة من صفتة المادية التي كان يتصف بها في أشعارة هوميروس . فالدين عند هيسيود وجد لخدمة العدالة التي يسهر كبير الألهة على تطبيقها ويعاقب الخارج على قوانينها, ذلك تمهيدا لظهور الفلسفة الخلقية . وبفضل إخلاصة في مناصرة الضعفاء, اجتماعي وأول مناد بالمساواة لذا رجع إلية المشرعون عندما فكروا في وضع تشريعاتهم لتنظيم المجتمع على أساس ديمقراطي سليم . وتدل بعض مقطوعات هذة القصيدة على أن هيسيود كان من محترفى الشعراء المغنين, وأنة تقدم لمباراة غنائية أقيمت في مدينة كلخيس بمناسبة وفاة عظيم يدعى أمفيداماس, وحصل فيها على الجائزة الأولى . الأقاصيص التى كانت منتشرة عند قدماء اليونان أن منافسة في هذة المباراة كان ولكن كثيرا من مؤرخى الأدب يشك فى نسبة هذة المقطوعات ويؤيد هذا الرأى أن شعر هيسيود ليس وأن قصائدة ليست من النوع الذي يمكن أن يقدم فيمباراة من هذا القبيل . فلا شك أنة محض اسطورة ونسج خيال ؛ الشاعرين كما سيظهر ذلك . عصر وقد ورد بصددها في بعض ثم رمى بجثتة في البحر, فتقاذفتها الأمواج حتى القت بها على الساحل, أو ينوى بقرب نوباكت بمقاطعة لوكريدا, كما وأقرب آرائهم إلى المعقول . وأنة نشأ في عصر لاحق للعصر الذى نشأ فية هوميروس, حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. فيما سبق قد ذكرنا أن فنون الشعر التعليمى ترجع إلى ثلاث أقسام : هم أصول وحقائق الفنون الزراعية والصناعية ؛ ومسائل التاريخ . وقد عرضنا منذ قليل قصيدة ( الأعمال و الأيام) وهي التي تمثل القسم الأخير, اليونان. كما يدل على ذلك اسمها أنساب الآلهة, فتبين نشأتهم وأنسابهم وأصولهم وشعبهم, الإجلال حتى أن هيرودوت اعتبر ناظمها خالق الدين اليوناني وواضع أسسة مع هوميروس. فيستهلها الشاعر وكيف بدأت بظهور مخلوقات ثلاثة : الفوضى, والأرض, ولدت بعدها السماء وجماعات من الشياطين والعمالقة ( تيتانيس و كوكلوبيس ) ثم تزاوجت هذة المخلوقات فيما بينها وأنجبت أجيالا متعاقبة منها جيل الآلهة : زيوس و هيرا وهاديس وبوسيدون . الآلة زيوس كة هائلة بين الآلهة بزعامة زيوس وبين التيتانيس تنتهى بانتصار الآلهة وتنصيب زيوس ملكا عليهم . الأولومبوس وينهى قصيدتة بالدعاء لربات الشعر (354) - 1200 ) . بعد أن شتاتها , ووفق بين المتنافر منها, يسودة الانسجام, وحرص على أن جمع وا وكما سبق وأن ذكرنا أنها تتألف من أكثر من ألف بيت . وقد دخلها و شأنها في والنقص . وبيد أنها على الرغم من هذا كلة لا تزال في مجموعها متماسكة منظمة القصص, محتفظة بوحدتها في الأسلوب العام فلا يظهر في فقرة من فقراتها إلة بغير الصورة التي رسمت لة في الفقرات الأخرى . فهى ترتب ونجد أن يسودها روح البحث العلمى, وتسير في علاجها للحقائق وفقا لمبدأ وتحرى الحقيقة وترتيب الحوادث في صورة مجسمة تتفق مع مناهج البحث وأما المبدأ الفلسفى الذى تتبناة فى علاجها للحقائق فيتلخص في ويتجة في تعاقب طبقاتة ولذلك تظهر فيها كل طبقة من طبقات الآلهة في صورة أدني إلى ونجد أن مؤلف هذة القصيدة لم يتكلم عن نفسة كما فعل مؤلف قصيدة ( الاعمال و الأيام ) ولذلك تضاربت فية الآراء : فمن قال إنة هيسيود نفسة ؛ شخص آخر غيرة . ووجد بذلك مذاهب مختلفة بصدد اسمة وأسرتة ومنشئة وتاريخة . وليس بين هذة الآراء ما يسمو إلى مرتبة اليقين : فبعضها يعتمد على مجرد الحدس و التخمين ؛ وبعضها يعتمد على حجج ضعيفة لا يطمئن إلى مثلها التحقيق العلمى . ولكن أدناها إلى الصحة وأكثرها اتفاقا مع ما تنبئ عنة لغتها و أسلوبها واتجاهاتها هو المذهب القائل بأن وقد ورد في مقدمتها بعض أبياتتؤيد هذا المذهب. ونحن لا نستطيع على وجة اليقين تحديد العصر الذي ألفت فية من القرن الثامن قبل الميلاد . وبعض سنين من النصف الثانى من هذا القرن . وينسب النقاد إلى هيسيود قصائد أخرى لتقارب أسلوبها مع أسلوبة ولوجود شبة ونحن لا نعرف عن هذة القصائد شيئا يذكر فلم لذلك تعزى شهرة هيسيود إلى قصيدتي الأعمال و الأيام و أنساب الآلهة, وقد احتلتا منزلة سامية عند اليونان فوضعوهما ضمن مناهج التعليم و اهتموا بتدريسها في المدارس . الباب الأول الفصل الأول من هم الشعب اليوناني وحضارتهم وادابهم نعلم مما وصلنا من معلومات ان قدامى اليونانيون كانو يتألفون من عدة قبائل تتفق ولكن مع ذلك تختلف بعضها شئون الحياة, أبرز فئات القبائل اليونانية وأعظمها أثرا, وكانت نظم كلتيهما مثالا يحتذى في معظم الشعب اليوناني احداهما مجموعة القبائل الدورية وهي التي كانت تسكن وقد اشتهرت بلادهم باسم عاصمتها كما اشتهروا هم أنفسهم باسم الاسبرطيين أو اللاسيديمونيين. وقد اشتهرت ونجد ان أثينا تعتبر في فترة من الفترات الأم الكبرى للقبائل اليونانية, أسبرطة كانت عاصمة للقبائل الدورية, وان أثينا تقع فى الشمال واسبرطة تقع في وان أثينا تهيمن على شرق اليونان وجزر البحر وشواطئ آسيا الصغرى, وان أسبرطة تهيمن على الجانب الجنوبي والغربي من بلاد اليونان. الانساني بمختلف مظاهرها. التالية لهم, وعلى قواعد مدنيتهم قامت المدنية الاتينية التي تفرع منها عدد كبير ونعلم ان لم تنهض أوروبا نهضتها الحديثة وتخرج من ظلمات الجهل التي شملتها للغتهم وآدابهم وعلومهم, فالعالم في جميع مراحلة قديمها ومتوسطها وحديثها وحاضرها, مواهب وكفائات لم تكد تجتمع لغيرة من الشعوب ؛ شعب باستعداد بارز فى الصناعة أو في ناحية منها, أو يمنح النبوغ في التجارة أو ترقى لدية الروح الزراعية وتتهذب ونواحيها, البحوث العلمية, أو يبرع في معالجات الألهيات وما وراء الطبيعة, أو يكون لة التفوق المميز في ميادين الرياضة و التربية البدنية و الفنون العسكرية, تفكيرة الفلسفي, أو يبرز في الآداب, ونجد انة ليس بعجيب أن يزود الشعب باستعداد بارز في واحد من هذة الأمور أو وأنما يكون العجيب أن تبلغ مرونتة ومرونة استعدادة الى درجة تتيح لة النبوغ فيها جميعها, -2- عمق التفكير ودقتة وعدم قناعتة بالفهم السطحي والالمام بظواهر الأمور بل كانت مشتركة بين جميع عناصرة ومختلف مراحلة وشتى أنواع تفكيرة. ونتبينها جلية واضحة في آداب القرن العاشر قبل الميلاد, كما نتبينها في أحدث آدابهم بالعصر الذهبي و وينطق بها كل مظهر من مظاهر نشاطهم الفكرى و ونجدها شرائع ونظم سياسية واجتماعية. وجلاء صورة العقلية, ونفورة من التعقيد في الخيال والابهام ونجد انة ينطق بذلك جميع آثارهم الأدبية التي وقد ظهرت هذة النزعة بصورة واضحة فى معظم فنون ادابهم ومختلف نواحي تفكيرهم. ولكن فالمعروف عن اليونان أنهم كانوا من أكثر الشعوب احتراما لتقاليدهم وتقديسا حتى لقد بلغ بهم الأمر الى عبادة أبطالهم الأولين. ولكنهم مع ذلك كانوا ينفرون من كل ما وقد وقد برزت نزعتهم هذة في كل ما وما الى ذلك والينا مثلا الموضوعات التى كانت تعالج في المسرح, ولكن يندر أن نجد شاعرا مسرحيا ينقاد انقياداً أعمى لاراء سلفة, أو يقف في علاجة لشئون وأهم الأمور الموجهة الدينية ؛ وثانيهما مادى يتصل بنظمهم الاقتصادية وخاصة ما يتعلق منها بشئون أولا : ونجد أنة جرت العادة على تقسيم المراحل التي اجتازها الأدب اليوناني الى خمسة أقسام يمتاز كل منهما عن الأخر باتجاهاتة الأدبية الخاصة وبما ظهر فية من فنون وبالمنحنى الذي اتخذتة هذة الفنون في أساليبها وألفاظها وقواعدها وطريقة وهذة الأقسام هي : العاشر قبل الميلاد. ب العصر الأيونى الدورى : ويمتد هذا العصر من القرن العاشر الى القرن
ثانيا : الأوديسا
ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من
اثنى عشر ألف بيت وقسمت أيضا إلى أربع وعشرون نشيدا أو أنشودة, وهى
بدورها تنقسم إلى ثلاث أجزاء رئيسية : أولها اعمال تليماخوس وهي تتضمن
الأناشيد الأربعة الأولى, وسميت باسمة لأنة يقوم فيها بالدور الأول ؛ وثانيها "
مغامرات أو ديسيوس " ويصفها الشاعر في الأناشيد السبع التالية ؛ وثالثها " انتقام
أوديسيوس " وهو يشمل الجزء الأخير من الملحمة ويخبرنا فية الشاعر عن
رجوع أوديسيوس إلى وطنة وتخلصة من أعدائة الذين كانوا قد استولوا على
قصرة وأرادوا أن يرغموا زوجتة على الزواج بواحد منهم .
وبشرح مختصر للأوديسا نجد أنها تتناول بعض مالحق بأوديسيوس ) وهو أحد
أبطال اليونان في حرب طروادة ) في أثناء عودتة إلى البلاد بعد انتهاء هذة
الحروب, وبعض ما تعرضت لة زوجتة الوفية بنيلوبي وما تعرض لة ولدة
الصغير تليماخوس في أثناء غيابة عنهما . وكل هذة الأحداث حدثت في أثناء
عودة اليونانيين إلى بلادهم بعد انتصارهم فى حرب طروادة, ونتيجة غضب آلهة
كثيرة عليهم, وكان أشدهم غضبا الإلة بوسيدون رب البحار, فهو الذي ارسل
عليهم العواصف, وأثار عليهم أمواجا كالجبال ، فحطم سفنهم, وأغرق منهم مناغرق, وقذف بكثير منهم على سواحل مصر وغيرها, وضلل ببعضهم في
البحار فظلوا يخبطون فيها لمدة طويلة . وكان أوديسيوس من أشقى الأفراد و
احقهم بعذاب بوسيدون : فقد اعتدى يوما على أحد أبناء هذا الإلة ولطمة على
عينية لطمة أفقدتة البصر . فأخذ بوسيدون يذيقة من أصناف العذاب مالا عين
رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ثم قذف بة في جزيرة تملكها
عذراء البحار وتدعى كالوبسو, حيث تعرض لمناظر مخيفة يفزع لها الشياطين .
وإمعانا فى النكاية بة وتطويلا لمدة غربتة, ألقى بحبة في قلب هذة العذراء,
فاعتقلتة لديها وحرصت على بقائة معها. وفى هذة الفترة انقطعت أخبارة عن
افراد أسرتة, فظن معظمهم أنة قد لقى حتفة . ولكن زوجتة بنيلوبي لم ينقطع أملها
في عودتة, وظلت وفية لعهدة, أمينة على حرمتة .
بيد أن جمالها الفاتن وطول غياب زوجها قد أغريا بها طائفة من نبلاء المملكة
وشبابها . فلازموها ملازمة الظل, وكل منهم يريدها لنفسة ؛ ولكن لم يزدها ذلك
إلا وفاء لزوجها, ولكنها رأت أن مفاجأتهم بالرفض قد تدعوهم إلى الفتك بها
وبابنها الصغير فآثرت خداعهم لتأمن شرهم حتى يعود زوجها أو يشتد ساعد
ابنها. ولما طال بها الأمر, وضاقت بهم ذرعا ورأت أيديهم تمتد إلى ثروة
زوجها طلبت من ابنها تليماخوس أن يغادر المدينة ويذهب إلى بولوس و
اسبرطة ليبحث عن أبية علة يعثر علية . وظهرت لة الإلهة أثينا نفسها في صورة
اجنبي وحببت لة ركوب البحار للبحث عن أبية . فطلب من أمراء المدينة أن
يجهزوا لة سفينة, ولكنهم لم ينفذوا لة رغبتة, إذ كانوا يحرصون أن لا يعود
أوديسيوس, فقد كان من بينهم من يعشق بنيلوبا .
وعندئذا تمثلت لة أثينا فى صورة منتور Mentor ( أحد أصدقاء ابية ) وقدمت لة
كل ما كان ينقصة لسفرة وطلبت من أبيها زيوس أن يخلص أوديسيوس من
معتقلة بجزيرة الإلهة كاليبسو Kalupso
وقد ظل تليماخوس يجوب البحار حتى بلغ شاطئ بيلوس Pylos جزيرة الملك
نستور, فأكرم وفادتة, وزودة بنصائح المجرب الحكيم, ولكنة لم يكن يعلم شيئا
عن مقر ابية. وينصحة بالتوجة إلى اسبرطة لعل ملكها يدلة علية, ولذلك يستأنف
السفر حتى بلغ اسبرطة حيث التقى بمينيلاوس وزوجتة هيلينا فاحتفيا بة, ولكنهما
,
لم يستطيعا أن ينبئاة بشئ عن مقر أبية لعدم علمهما بة.
وقد لبى زيوس رجاء ابنتة أثينا, فأرسل وحية الأمين هيرمس إلى كالوبسو
ليامرها باطلاق سراح أوديسيوس بعد أن اسرتة لمدة سبع سنوات . فلم يسعها إلا
الإذعان لأمر كبير الآلهة, ولكنها أخذت تستعطف أو ديسيوس وتظهر لة حبهاوتذرف الدمع مدرارا بين يدية, وتعرض علية أن يبقى معها حرا طليقا ؛ ولكنة لم
يرق لحالها, وصمم على مغادرة جزيرتها, فيعمل البطل لنفسة زورقا ويبدأ
رحلتة, لكن سرعان ما يغضب بوسيدون ويضرب البحر بشوكتة فيضطرب
اضطرابا شديدا ويقذف بالزورق فى مهب الرياح ويلقى بة في كل اتجاة, ويظل
البطل في كفاح مستمر ونضال مرير حتى يصل إلى جزيرة الفيكيان حيث يجد
غابة ينام فيها . وفي هذة الأثناء تذهب ناوسيكا, ابنة ملك الجزيرة إلى شاطئ
النهر, فتجد اوديسيوس وتتحدث إلية وتعجب بدماثة خلقة فتطلب إلية أن يذهب
إلى قصر أبيها. فيبحث عن القصر حتى يجدة ويدخلة فيرحب بة الملك والملكة.
وقد أخفى أوديسيوس عن مضيفية كل ما يتعلق بة ولم يحدثهما عن شئ من أمرة .
حتى سمع يوماً مغنيا يقص على الناس فى طرقات المدينة حرب طروادة ويشيد
ببعض اعمال أو ديسيوس نفسة, فأعاد ذلك إلى ذاكرتة مجدة الغائب وزادة حنينا
إلى وطنة, وخانتة دموعة المتساقطة على مرأى من مضيفية, فلم يسعة حينئذا إلا
التصريح لهما باسمة وما كان من أمرة فى أثناء حرب طروادة وبعدها
وعندئذا رق الملك وزوجة لحالة, وعملا على تذليل عودتة إلى اهلة ووطنة.
فاعدا لة سفينة وزادا وقدما الية كثير من الهدايا القيمة . وقد واتاة الحظ في هذة
المرة, وعصمتة المقادير من غضب بوسيدون فبلغ بلادة بسلام. ثم تظهر لة
الإلهة أثينا حاميتة, ولمستة بيدها, فبدلتة لصورة شحاذ بائس ليخفى أمرة على
اعدانة, فتتاح لة سبل كثيرة للانتقام منهم . وسار أوديسيوس متخفيا حتى بلغ
منزل ايميوس الذى كان راعيا لدوابة, فاستضافة و رحب بة, واستطاع أن
يتعرف منة على تفاصيل ما حدث لزوجتة وابنة في أثناء غيابة عنهما. وعندئذا.
هبطت أثينا على تليماخوس وهو بإسبرطة عند مينيلاوس وقادتة إلى منزل هذا
الراعي حيث التقى بأبية وتعارفا واتفقا على كتمان الأمر عن جميع الناس ودبرا
حيلة للقضاء على الأدعياء فاصطحبا معهما الراعى ايميوس إلى القصر الملكي
حيث تقيم بينيلوبا زوجة أو ديسيوس . وقد خفى أمر أوديسيوس عن جميع أهل
القصر وحاشيتهم ما عدا خادمتة العجوز يوريكلى التى قد عرفتة بعلامة في قدمية
تبيئتها وهي تغسلها لة ؛ ولكنة طلب منها كتمان امرة فعاهدتة على ذلك . واتفق
حينئذا أن عند قدوم فيلوتيوس أحد رعاة دوابة, وهو يقود بعض الأنعام التي طلب
منة إحضارها لنحرها في وليمة دينية عزم القصر على إقامتها, فكان لة مع
أوديسيوس حديث طويل بصدد الأدعياء وحالة المدينة طيلة غيبة مليكها . وحينئذا
رأى أوديسيوس أن الفرصة سانحة للكشف عن أمرة لراعيية الأمينين فعرفهما
بنفسة, وطلب إليهما الكتمان.وقد أو عزت الآلهة أثينا إلى بينيلوبا أن تعرض على الأدعياء قوس زوجها وتعد
بزواج من يستطيع الرمي بة وإرسال قذيفتة من خلال اثنتى عشرة حلقة, إلى
هدف منصوب, فعجزوا جميعا حتى عن مجرد تسديدة. وعندئذا حضر
أوديسيوس في صورتة المستعارة, فطلب تليماخوس أن يدفع إلية بالقوس فقد ياتي
بما عجز عنة هؤلاء, وعندئذا أمسك اوديسيوس بالقوس, فحركة بكل سهولة,
ورمى بة فاخترق سهمة الحلقات وأصاب الهدف . ثم وجة سهمة على الأدعياء .
فاعمل فيهم سهامة حتى أبادهم جميعا. وحينئذا ظهر بصورتة الحقيقية, وفاجاً
زوجتة بأمرة, فتعانقا طويلا, وبث كل منهما للآخر أشواقة وشكواة.
ونجد أن أسلوب الأوديسا فى معظم مواقفها أضعف من أسلوب الإلياذة وأقل منة
حيوية ورصانة. وقد علل ذلك بأن الشاعر قد نظم الإلياذة في إبان عمرة, وقريحتة
على نضارتها ؛ على حين أنة نظم الأوديسا في شيخوختة وهرمة .
النوع الثاني : الشعر التعليمي
1- موضوعة وأغراضة والفرق بينة وبين الشعر الحماس.
ونجد أن هذا الفن يهدف إلى تعليم الناس شئون دينهم ودنياهم وإلى تزويدهم
بمختلف الحقائق المتعلقة بالفرد والمجتمع والطبيعة وما وراءها. فهو يتعرض
للأخلاق والعقائد والعبادات والتاريخ والعلوم والفنون والصنائع, ويعالج هذة
البحوث لتقرير ما ينبغي أن يعرفة الناس بصددها . فإذا تعرض للأخلاق مثلا
عنى بتمييز الخير والشر, وتعريف الفضيلة والرذيلة, وتفصيل ما يجب على
الفرد نحو ربة وعشيرتة ووطنة, وبيان الحلال والحرام, وبث النصائح والعظات
. وإذا تعرض لتاريخ الآلهة أو البشر عنى بتقرير الأنساب وبيان الأصول
والفروع وتسلسل الحوادث وترتيبها, والبحث عن العلل والأسباب, وربط
المقدمات بالنتائج . وإذا تعرض للعلوم أو الفنون أو الصنائع على بتقرير الحقائق.
ووضع القواعد, واستنباط القوانين .... وما إلى ذلك من الأمور التي يرى أنة من
الواجب أن يلم بها الفرد وتعيها ذاكرتة.
'
ومن ثم يظهر الفرق بين الشعر الحماسي والشعر التعليمي . فالأول, كما سبق وقد
اشرنا, شعر وبلاغة أكثر منة شئ آخر, فهو وإن اشتمل على القصص و
الأخلاق ومسائل العلوم وما إلى ذلك, فانة يرمي إلى جمال الأسلوب وحسن
العبارة وسمو الخيال الشعرى والتأثير فى الوجدان أكثر مما إلى سرد الحوادث أو
تقرير الحقائق على حين أن الشعر التعليمى حقائق وتاريخ أكثر منة شيء آخر.
حقا إنة يشتمل على جمال الأسلوب وحسن العبارة والخيال ؛ لانة لو تنازل عن
هذة الأمور ما صح أن نعدة شعراً ؛ ولكن نجد أنة يرمى إلى التعليم أكثر ممايرمى إلى بلاغة القول وسحر البيان. هذا إلى أن الأخلاق ومسائل الاجتماع و
العلوم, كل ذلك وما إلية يرد عرضاً فى الشعر الحماسي من خلال الحديث عن
قصص الحروب والإشادة بأبطالها ؛ على حين أن هذة الأمور هي المقصودة
بالذات في الشعر التعليمى, بل لا يكاد يعرض هذا الفن لما عداها من البحوث .
وكما هما يختلفان في هذة النواحي, يختلفان كذلك في مناطق ظهور كلا منهما.
فالشعر الحماسي, كما سبق وأشرنا ظهر عند اليونانيين أي عند الشعوب
اليونانية التي هاجرت إلى آسيا الصغرى و عند سكان الجزر. أما الشعر التعليمي
فيغلب على الظن أنة ظهر فى شبة جزيرة البلوبونيز عن أهل بؤوتيا واللوكريين و
الدوريين.
غير أن معظم ما وصلنا منة مؤلف بلهجة أيونية. ويظهر أن السبب في ذلك راجع
إلى أن شعراء هذا الفن قد اتبعوا في نظمة نفس الطريقة العروضية التى نظم بها
شعراء الأيونيين قصائد شعرهم الحماسى كالإلياذة والأوديسا . ولما كانت هذة
الطريقة مرتبطة ارتباطاً وثيقا باللغة الايونية وعباراتها و أساليبها, ولا يظهر
جمالها وأثرها الموسيقى إلا مع هذة اللغة, أثر الشعراء التعليميون, وقد ساروا
عليها في نظمهم, وأن يؤلفوا شعرهم باللغة التي تلائمها وهي اللغة الايونية.
هذا, ونجد أن المسائل التي يتعرض لها الشعر التعليمي تنقسم إلى ثلاثة أقسام
رئيسية هي : مسائل في الأخلاق ؛ ومسائل في الفنون الزراعية و الصناعية ؛
وموضوعات في التاريخ السماوى والارضى .
ولم يكن هيسيود هو أول من نظم الشعر التعليمى ، بل سبقة شعراء آخرون مهدوا
لة الطريق, وكانوا أقل منة شأناً, ونظموا بعض الحكم والأمثال, واهتموا بسرد
الأنساب ووضع التقاويم الدينية وكتابة الأمثال العلمية التي تنفع الناس وتعلمهم,
وقد كانت هذة هي بداية الشعر التعليمى, ثم جاء هيسيود وخلق منة فنا بلغ حد
الكمال وقد حفظت لنا الآثار من هذا الفن بعض قصائد وأسماء قصائد لعدة
شعراء أشهرها قصيدتان تنسبان إلى الشاعر هيسيود, وهما ( الأعمال و الأيام )
وهي التي تمثل القسمين الأولين من هذا الفن ) مسائل الأخلاق ومسائل الفنون ) ؛
والثانية هي ( ثيوجونيا) أى بمعنى أنساب الآلهة, وهي التي تمثل القسم الثالث )
وهو مسائل التاريخ السماوي و الأرضى ) . وفيما يلى سوف نتعرض لهاتين
القصيدتين ومؤلفهما وما يتصل بهما
هيسيود وأعمالة
ومع ان
وسوف نجد إن حياة هيسيود يحوطها الغموض, مثل حياة هوميروس
هيسيود يحدثنا في أشعارة عن نفسة وعن أبية ووطنة, فأننا ما زلنا نجهل حقائقعلى أن الوعي السياسي أخذ يقوى وأن الشعب اليوناني بدأ يستيقظ, وأن هيسيود
كان أول زعمائة الوطنيين.
ونجد أن قصيدة الأعمال والأيام تتألف من ثمانى مائة وثمانية وعشرون بيتاً .
وتنقسم إلى ثلاث أقسام مختلفة في طبيعتها وأساليبها وأغراضها ومناسبات تأليفها
, ونجد أن القسم الأول ينظم فى ثلاث مائة وثمانون بيتا من صدر هذة القصيدة .
ويظهر أنة كان في الأصل قصيدة مستقلة, وأن هيسيود قد نظمها بمناسبة النزاع
الذي حدث بينة وبين أخية بسبب المزرعة وقسمتها بينهما. وفى هذا الجزء يوجة
الشاعر إلى أخية طائفة من النصائح والعظات بصدد العدالة والظلم والجشع
والقناعة وعناصر كل منها وأصولة ونتائجة, ويضرب لة الأمثال بالحقائق
التاريخية السماوية والأرضية, فيوجة نظرة إلى أن المنافسة المشروعة هي التي
تحفز الهمة فى ميدان العمل الشريف ؛ وأن التنازع يؤدي إلى الفشل وذهاب
الريح ؛ وأن القناعة بالنصف خير من التنازع على الكل ؛ وأن الإلة زيوس
يجيب نداء المضطر إذا دعاة ويسمع صرخة العدالة إذا انتهكت حرمتها ؛ وأنة
يحب الاستقامة والعدل, ويقرب إلية المخلصين الأوفياء, ويسبغ عليهم نعمة
ويبارك لهم فى ذرياتهم وأهلهم, ويضاعف لهم من غلات حقولهم, وينشر الأمن
والطمأنينة فى بلادهم ومساكنهم, على حين أنة يبغض الظلم ويمقت الظالمين
وينزل بهم وبعشائر هم نقمتة الشديدة فى الدنيا وأليم عقابة في الآخرة ؛ وأن أهم ما
يجب على الحكام والأمراء هو احترام العدالة, فإن زيوس لا يخفى عن علمة
مثقال ذرة من أعمالهم, فهو يدرك خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم, وقد عهد
مراقبتهم وإحصاء أعمالهم غلى ثلاث آلاف من الملائكة المخلدين الذين يرون
الناس من حيث لا يراهم أحد ؛ وأما الدهماء من الناس فينبغي أن ينكب كل منهم
على عملة المشروع, فيكسب رزقة بعرق جبينة, ويحرص على احترام اخية
واحترام مالة وملكيتة, فبذلك يسود معاملاتهم الشرف وينتشر بينهم الرخاء .
وعلى هذا النسق ينسج الشاعر جميع هذا القسم.
وأما الجزء الثانى من القصيدة فيبلغ نحو ثلاث مائة وثمانين بيتا ويدور كلة حول
أعمال الحقل وما يتصل بها . وقد ألف بعد تأليف الجزء السابق وفي مناسبة
تختلف عن مناسبتة السابقة.
فقد ألف القسم الأول على أثر ما أصاب هيسيود من ظلم في قسمة المزرعة بينة
وبين أخية . وألف الجزء الثانى على أثر ما أصيب بة أخوة من نكبة ذهبت بجميع
ثروتة . ويظهر هيسيود في هذا الجزء أكثر هدوءا وأقل انفعالا ومشورة ممن في
بذلك غيظة وهدأت ثائرتة .
الجزء الأول . ولعل السبب فى هذا أن القضاء الإلهي قد ثار من اخية, فسكن
ذلك
وقد قسم هيسيود في هذة المقطوعات أعمال الحقل إلى مراحل تبدأ في نهاية
الخريف باعمال الحرث وتنتهى بعد عام فى الخريف التالي بأعمال الحصاد ؛
وعنى بأن يتعقب كل فصل من فصول السنة ويذكر بالاعمال الزراعية التي تتم
فية وما ينبغي أن تكون علية, ويشرح الأمور المتصلة بها. وبذلك أوجد مجالاً
للكلام عن الآلات الزراعية المستخدمة في الحرث والسقى والحصاد, وما إلى
, فشرح أجزاءها وعناصرها وطريقة صنعها واستخدامها, وعن الأنعام
وأوجة الانتفاع بها في الزراعة, وعن الخدم والرقيق وصلتهم بالحقول, وعن
أنواع الملابس وأصناف الأغذية
أما الجزء الثالث فهو عبارة عن تقويم فلكى فى نحو سبعين بيتاً قسم فية الشاعر
أيام الشهر, وفقا لعقائد دينية كانت منتشرة في عصرة إلى قسمين : أيام سعادة
تنجح فيها المشروعات وتؤتى الاعمال أكلها ؛ وأيام نحس يخفق فيها كل مايقوم بة
الإنسان أو ما يقوم ببعضة
,
وكانت هذة القصيدة إذن أول صرخة ضد الظلم, وأول تحذير ضد الحرب, وكان
يهدف الشاعر من ورائها إلى الإعلاء من شأن الزراعة, فوصفها على أنها مهنة
شريفة تقوم على العمل والكفاح وهما مصدر كل سعادة وهناء . والقصيدة تظهر
التطور في الدين اليونانى لأنها رفعتة إلى منزلة سامية وجردتة من صفتة المادية
التي كان يتصف بها في أشعارة هوميروس . فالدين عند هيسيود وجد لخدمة
العدالة التي يسهر كبير الألهة على تطبيقها ويعاقب الخارج على قوانينها, وكان
ذلك تمهيدا لظهور الفلسفة الخلقية . ولقد اعتبر هيسيود بفضل مبادئة الخلقية
وبفضل إخلاصة في مناصرة الضعفاء, ومهاجمتة للأقوياء المستبدين أول مصلح
اجتماعي وأول مناد بالمساواة لذا رجع إلية المشرعون عندما فكروا في وضع
هذا
تشريعاتهم لتنظيم المجتمع على أساس ديمقراطي سليم .
, وتدل بعض مقطوعات هذة القصيدة على أن هيسيود كان من محترفى
الشعراء المغنين, وأنة تقدم لمباراة غنائية أقيمت في مدينة كلخيس بمناسبة وفاة
عظيم يدعى أمفيداماس, وحصل فيها على الجائزة الأولى . وتروى بعض
الأقاصيص التى كانت منتشرة عند قدماء اليونان أن منافسة في هذة المباراة كان
هوميروس نفسة. ولكن كثيرا من مؤرخى الأدب يشك فى نسبة هذة المقطوعات
لهيسيود ويرجح أنها دخيلة في القصيدة . ويؤيد هذا الرأى أن شعر هيسيود ليس
من الشعر الغنائى فى شئ, وأن قصائدة ليست من النوع الذي يمكن أن يقدم فيمباراة من هذا القبيل . أما ما انتشر عند قدماء اليونان بمناسبة هذة القصة من
منافسة هيسيود لهوميروس, فلا شك أنة محض اسطورة ونسج خيال ؛ لاختلاف
الشاعرين كما سيظهر ذلك .
عصر
أما وفاتة وما اتصل بها فليس لدينا بشأنها شئ يقيني . وقد ورد بصددها في بعض
الأقاصيص أن كمينا من أعدائة تربص لة فى الطريق وقتلة غيلة, ثم رمى
بجثتة في البحر, فتقاذفتها الأمواج حتى القت بها على الساحل, وأنة دفن ببلدة
أو ينوى بقرب نوباكت بمقاطعة لوكريدا, ثم نقلت رفاتة إلى بلدة أركومين . وقد
اختلف مؤرخو الأدب اختلافا كبيرا في العصر الذى عاش فية هيسيود, كما
اختلفوا في العصر الذي عاش فية هوميروس . وأقرب آرائهم إلى المعقول .
وأكثرها اتفاقا مع ما تنبئ عنة لغة هيسيود وأساليبة وما تدل علية شواهد اخرى
كثيرة, وأنة نشأ في عصر لاحق للعصر الذى نشأ فية هوميروس, وأنة عاش
حوالي القرن الثامن قبل الميلاد.
الثيوجونيا أو أنساب الآلهة
فيما سبق قد ذكرنا أن فنون الشعر التعليمى ترجع إلى ثلاث أقسام : هم أصول
الأخلاق ؛ وحقائق الفنون الزراعية والصناعية ؛ ومسائل
التاريخ . وقد عرضنا منذ قليل قصيدة ( الأعمال و الأيام) وهي التي تمثل القسم
الأخير, وهو الشعر التعليمي التاريخي الذي كان النواة الأولى لعلم التاريخ عند
اليونان.
9
تتعرض هذة القصيدة, كما يدل على ذلك اسمها أنساب الآلهة, لتاريخ الآلهة,
فتبين نشأتهم وأنسابهم وأصولهم وشعبهم, وتوضح وظائفة وأعمالة وتاريخ حياتة
, فهي أقدم مؤلف تاريخي في عقائد اليونان ؛ فكانت بمثابة كتاب مقدس يجلونة كل
الإجلال حتى أن هيرودوت اعتبر ناظمها خالق الدين اليوناني وواضع أسسة مع
هوميروس.
وتمتاز هذة القصيدة عن السابقة بوحدتها الفنية وتسلسل أفكارها ؛ فيستهلها الشاعر
بالتوسل إلى ربات الشعر أن تعينة وتلهمة (1-1), ثم يحدثنا عن نشأة الكون
وكيف بدأت بظهور مخلوقات ثلاثة : الفوضى, والأرض, والحب, ولدت بعدها
السماء وجماعات من الشياطين والعمالقة ( تيتانيس و كوكلوبيس ) ثم تزاوجت
هذة المخلوقات فيما بينها وأنجبت أجيالا متعاقبة منها جيل الآلهة : زيوس و هيرا
وهاديس وبوسيدون . وبعد ذلك يخدع برومثيوس, أحد التيتانيس, الآلة زيوس
ويسرق منة النار فيعاقبة عقابا صارما, ثم بعد ذلك تنشب معر.
كة هائلة بين الآلهة
بزعامة زيوس وبين التيتانيس تنتهى بانتصار الآلهة وتنصيب زيوس ملكا عليهم .وبعد ذلك يعدد لنا الشاعر زيجات سيد الأرباب وذريتة وذرية غيرة من سكان
الأولومبوس وينهى قصيدتة بالدعاء لربات الشعر (354) - 1200 ) .
وبذلك نجد أن المؤلف قد استمد مادتها من الأساطير المنتشرة في عصرة, بعد أن
شتاتها , وربط عناصرها بعضها ببعض ربطا محكما, ووفق بين المتنافر
منها, وهذب ما كان يعوزة التهذيب من مسائلها, ورتب حوادثها ترتيبا منطقيا
يسودة الانسجام, وهو يتفق مع مناهج البحث التاريخي السليم . وحرص على أن
لا يضمنها إلا العقائد العامة التي يعتنقها جميع اليونان ؛ فلم يكد يرد فيها ذكر
جمع
وا
للمعتقدات المحلية التى كانت مقصورة على بعض المناطق أو بعض العشائر
وكما سبق وأن ذكرنا أنها تتألف من أكثر من ألف بيت . وقد دخلها و شأنها في
ذلك شأن غيرها من مخلفات هذا العصر, شئ غير يسير من التحريف والزيادة
والنقص . وبيد أنها على الرغم من هذا كلة لا تزال في مجموعها متماسكة
الأجزاء مسلسلة الحوادث, منظمة القصص, محتفظة بوحدتها في الأسلوب العام
والمعانى والأفكار ووصف الآلهة وشرح وظائفهم وما إلى ذلك . فلا يظهر في
فقرة من فقراتها إلة بغير الصورة التي رسمت لة في الفقرات الأخرى . هذا إلى
أنها قد التزمت في علاجها لموضوعها خطة واحدة لم تنحرف عنها, فهى ترتب
الآلهة حسب أقدميتهم .
ونجد أن يسودها روح البحث العلمى, وتسير في علاجها للحقائق وفقا لمبدأ
فلسفى . أما روح البحث العلمى فتظهر في حرص المؤلف على دقة الرواية
وتحرى الحقيقة وترتيب الحوادث في صورة مجسمة تتفق مع مناهج البحث
التاريخي السليم . وأما المبدأ الفلسفى الذى تتبناة فى علاجها للحقائق فيتلخص في
أن عالم السماء يخضع في تطورة لقانون الارتقاء, ويتجة في تعاقب طبقاتة
نحو الكمال . ولذلك تظهر فيها كل طبقة من طبقات الآلهة في صورة أدني إلى
الكمال من الطبقة السابقة لها
ونجد أن مؤلف هذة القصيدة لم يتكلم عن نفسة كما فعل مؤلف قصيدة ( الاعمال و
الأيام ) ولذلك تضاربت فية الآراء : فمن قال إنة هيسيود نفسة ؛ ومن قال إنة
شخص آخر غيرة . وقد ذهب القائلون بأنة شخص أخر, ووجد بذلك مذاهب
مختلفة بصدد اسمة وأسرتة ومنشئة وتاريخة . وليس بين هذة الآراء ما يسمو إلى
مرتبة اليقين : فبعضها يعتمد على مجرد الحدس و التخمين ؛ وبعضها يعتمد على
حجج ضعيفة لا يطمئن إلى مثلها التحقيق العلمى . ولكن أدناها إلى الصحة
وأكثرها اتفاقا مع ما تنبئ عنة لغتها و أسلوبها واتجاهاتها هو المذهب القائل بأن
مؤلفها شخص آخر متاخر عن عصر هيسيود. وقد ورد في مقدمتها بعض أبياتتؤيد هذا المذهب. ونحن لا نستطيع على وجة اليقين تحديد العصر الذي ألفت فية
هذة القصيدة, ولكن يظهر من شواهد كثيرة أن مؤلفها قد عاش في النصف الأول
من القرن الثامن قبل الميلاد . وبعض سنين من النصف الثانى من هذا القرن .
وينسب النقاد إلى هيسيود قصائد أخرى لتقارب أسلوبها مع أسلوبة ولوجود شبة
بينها وبين القصيدتين السابقتين, ونحن لا نعرف عن هذة القصائد شيئا يذكر فلم
تصلنا منها إلا سطور متناثرة أو شذرات مبتورة, لذلك تعزى شهرة هيسيود إلى
قصيدتي الأعمال و الأيام و أنساب الآلهة, وقد احتلتا منزلة سامية عند اليونان
فوضعوهما ضمن مناهج التعليم و اهتموا بتدريسها في المدارس .الباب الأول
الفصل الأول
من هم الشعب اليوناني وحضارتهم وادابهم
نعلم مما وصلنا من معلومات ان قدامى اليونانيون كانو يتألفون من عدة قبائل تتفق
في أصولها ونشأتها وتجمعها صفات مشتركة كثيرة, ولكن مع ذلك تختلف بعضها
عن بعض اختلافا غير يسير فى العادات والتقاليد والنظم الاجتماعية وكثير من
شئون الحياة, وقد وضح هذا الاختلاف أوضح ما يكون بين فئتين منهم كانا من
أبرز فئات القبائل اليونانية وأعظمها أثرا, وكانت نظم كلتيهما مثالا يحتذى في
عدد كبير من القبائل والمدن اليونانية الأخرى, حتى لقد كانا يمثلان الى حد كبير
معظم الشعب اليوناني احداهما مجموعة القبائل الدورية وهي التي كانت تسكن
منطقة لاكونيا من شبة جزيرة البيلوبونيز, وقد اشتهرت بلادهم باسم عاصمتها
اسبرطة أو لاسيديمونيا, كما اشتهروا هم أنفسهم باسم الاسبرطيين أو
اللاسيديمونيين.
وثانيهما مجموعة قبائل الأكتيين التي كانت تسكن منطقة أتيكا, وقد اشتهرت
بلادهم باسم عاصمتها أثينا كما اشتهروا هم انفسهم باسم الأثينيين.
ونجد ان أثينا تعتبر في فترة من الفترات الأم الكبرى للقبائل اليونانية, وان
أسبرطة كانت عاصمة للقبائل الدورية, وان أثينا تقع فى الشمال واسبرطة تقع في
الجنوب, وان أثينا تهيمن على شرق اليونان وجزر البحر وشواطئ آسيا
,
الصغرى, وان أسبرطة تهيمن على الجانب الجنوبي والغربي من بلاد اليونان.
ونجد ان من المعروف جيدا لنا ان لليونانيين فضلا كبيرا في تاسيس مدنية العالم
الانساني بمختلف مظاهرها. فمن علومهم وآدابهم وفلسفتهم اغترف جميع الشعوب
التالية لهم, وعلى قواعد مدنيتهم قامت المدنية الاتينية التي تفرع منها عدد كبير
من الحضارات الانسانية.
ونعلم ان لم تنهض أوروبا نهضتها الحديثة وتخرج من ظلمات الجهل التي شملتها
طوال العصور الوسطى الا بفضل رجوعها الى التراث الاغريقي واحيائها
للغتهم وآدابهم وعلومهم, ولانزال الى الآن مدينين للحضارة اليونانية القديمة بقسم
كبير من علومنا وفلسفتنا ونظمنا الاجتماعية وطرق تفكيرنا ونظرنا الى الحياة
, فالعالم في جميع مراحلة قديمها ومتوسطها وحديثها وحاضرها, مدين لليونانيين
بكثير من مظاهر حضارتة وتفكيرة.مميزات الشعب اليوناني وعقليتهم
يستوقف نظر الدارس في آداب وفنون اليونان كثرة ما زود بة هذا الشعب من
مواهب وكفائات لم تكد تجتمع لغيرة من الشعوب ؛ فمثلا من ذلك :
1 - تنوع استعدادة و نبوغة في شتى فروع الحياة, فنجد انة ليس بعجيب أن يزود
شعب باستعداد بارز فى الصناعة أو في ناحية منها, أو يمنح النبوغ في التجارة
وأساليبها, أو ترقى لدية الروح الزراعية وتتهذب ونواحيها, أو يعلو شأنة في
البحوث العلمية, أو يبرع في معالجات الألهيات وما وراء الطبيعة, أو يكون لة
التفوق المميز في ميادين الرياضة و التربية البدنية و الفنون العسكرية, أو يسمو
تفكيرة الفلسفي, أو يبرز في الآداب, أو يؤثر عنة التفوق فى الفنون الجميلة .
ونجد انة ليس بعجيب أن يزود الشعب باستعداد بارز في واحد من هذة الأمور أو
في طائفة منها ؛ وأنما يكون العجيب أن تبلغ مرونتة ومرونة استعدادة الى درجة
تتيح لة النبوغ فيها جميعها, كما كان شأن قدماء اليونان.
-2- عمق التفكير ودقتة وعدم قناعتة بالفهم السطحي والالمام بظواهر الأمور
ونجد أن ما يدعو الى الدهشة أن هذة الخاصية لم تكن مقصورة على طائفة من
طوائف هذا الشعب أو على عصر من عصورة أو على ناحية من نواحي تفكيرة,
بل كانت مشتركة بين جميع
عناصرة ومختلف مراحلة وشتى أنواع تفكيرة. ونتبينها جلية واضحة في آداب
القرن العاشر قبل الميلاد, كما نتبينها في أحدث آدابهم بالعصر الذهبي و
العصور التالية لة ؛ وينطق بها كل مظهر من مظاهر نشاطهم الفكرى و
الاجتماعي : فنجدها في آدابهم شعرها و نثرها وفى فلسفتهم و علومهم ؛ ونجدها
كذلك في أساطيرهم الدينية وأمثالهم وحكمهم ومحاوراتهم وفي ما وضعوة من
شرائع ونظم سياسية واجتماعية.
3- وضوح تخيلة, وجلاء صورة العقلية, ونفورة من التعقيد في الخيال والابهام
في تصور الأمور وتصويرها. ونجد انة ينطق بذلك جميع آثارهم الأدبية التي
يدخل فيها الخيال وبالأخص أساطيرهم الدينية التى جسموا فيها قوى الطبيعة
ومظاهر الكون .
-4 ونجد ان يغلب عليهم النزوع الى التفاؤل والنظر الى الحياة بمنظار جميل. وقد
ظهرت هذة النزعة بصورة واضحة فى معظم فنون ادابهم ومختلف نواحي
تفكيرهم.
5- الميل الى التحرر من القيود و النفور من كل ما يحد الاستقلال الفردى . ولكن
ليس معنى هذا أن الشعب اليونانى كان من طبيعتة التمرد على التقاليد ؛
,فالمعروف عن اليونان أنهم كانوا من أكثر الشعوب احتراما لتقاليدهم وتقديسا
لآثار سلفهم ؛ حتى لقد بلغ بهم الأمر الى عبادة أبطالهم الأولين. ولكنهم مع
....
ذلك
كانوا ينفرون من كل ما
يعوق الاستقلال الفردى وحرية التفكير . وقد وقد برزت نزعتهم هذة في كل ما
اثر عنهم من أدب وفلسفة وسياسة وتشريع ونقد أدبى و اجتماعي . وما الى ذلك
. والينا مثلا الموضوعات التى كانت تعالج في المسرح, فنجد ان الموضوع
الواحد منها كان يتناولة عدد كبير من الشعراء فى عصور مختلفة ؛ ولكن يندر أن
نجد شاعرا مسرحيا ينقاد انقياداً أعمى لاراء سلفة, أو يقف في علاجة لشئون
المجتمع و الحوادث التاريخية عند الحدود القديمة .
وبذلك نجد ان ترجع أهم المؤثرات فى العقلية اليونانية, وأهم الأمور الموجهة
لتفكيرهم وآدابهم الى عاملين: أولهما روحي يتصل بعقائدهم
الدينية ؛ وثانيهما مادى يتصل بنظمهم الاقتصادية وخاصة ما يتعلق منها بشئون
الملكية وتوزيع الثروة وما ترتب على ذلك من نظام الطبقات .
أولا :
عصور الأدب اليوناني
ونجد أنة جرت العادة على تقسيم المراحل التي اجتازها الأدب اليوناني الى خمسة
أقسام يمتاز كل منهما عن الأخر باتجاهاتة الأدبية الخاصة وبما ظهر فية من فنون
وبالمنحنى الذي اتخذتة هذة الفنون في أساليبها وألفاظها وقواعدها وطريقة
علاجها للحقائق
.... وهذة الأقسام هي :
ا - العصر السابق لهوميروس : وهو يمتد من نشأة الأدب اليوناني الى القرن
العاشر قبل الميلاد.
ب العصر الأيونى الدورى : ويمتد هذا العصر من القرن العاشر الى القرن
السادس قبل الميلاد ويسمى القسم الأول منة بالعصر الهومرى نسبة الى
هوميروس
ج - العصر الأتيكى : ويشتمل على القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد وهو يعتبر
أزهى العصور الأدبية ؛ ولذلك يسمى بالعصر الذهبي .
د العصر السكندرى : ويشمل كلا من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد .
هــ العصر الرومانى اليوناني : وهو يمتد من القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن
السادس الميلادي .وسنقتصر كلامنا هنا على العصور الثلاثة الأولى . لأنها هي التي تمثل الأدب
اليوناني الخاص بمجال دراستنا هنا وسوف نخصص لكل عصر جزء خاص بة
لمناقشتة وتحليلة مع الاستشهاد بمميزات كل عصر وأهم شعراءة.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
Zimbabwe, derimot, arvet en relativt utviklet økonomi ved uavhengighet i 1980, men landreformer på 2...
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مهارات الضبط الإعرابي المناسبة لطلاب المرحلة المتوسطة في مقرر لغ...
القصة التركيز على الفجوة العميقة بين تفكير الأطفال وتفكير البالغين، بأسلوب فلسفي ساخر أحياناً، وبطري...
As Logistics Officer at World Link International's Al Hudaydah branch, I managed all aspects of logi...
يساعد التواصل الاجتماعي في البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة في أي وقت وأي مكان. كما يوفر وصولًا...
لا يوجد كتابة واحدة أصليَّة (بخطِّ الكاتب نفسه) لأيِّ من كتب العهد الجديد، فإنَّنا نعتمد على نسخٍ من...
نظرية الصور سل بعملية أو أجناس سمة في هذه تها ستكون هذه الحالة شتركة أو نائية ، أو النسبة إلى الثنائ...
ظل ابو عبد الرحمن يحدق في هذا الخندق ويرن في عقله هذا السؤال ولما لا لما لا أسرق؟، وبدأت تزداد الأفك...
لمكافحة الإسراف، يجب أن نبدأ بتغيير سلوكنا ووعيّنا حول قيمة النعم. أول خطوة هي التخطيط المالي، مما ي...
ا عوﺮﺸﳌا ﺪﻳﺪﲢ ﻢﺘﻳ نأ ﺪﻌﺑ ﺎﻬﺋاﺮﺟا ﺐﺟﻮﺘﺴﻳ ﱵﻟا تﺎﺳارﺪﻟا لوأ ﻲﻫ ﺔﻴﻨﻔﻟا ﺔﺳارﺪﻟا وأ . ﺪﻌﺗ ﺔﻴﻣﻮﻤﻌﻟا ﻊﻳرﺎﺸ...
ثانيا : الأوديسا ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من اثنى ع...
The poet looked at ascottis girl reaping and singing alone in the field either stop here to listen o...