Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (52%)

غزو الشُّعوب بالمِثلِية الجنسية والشُّذوذ
الحمدُ للهِ الملِكِ القهَّار، المُحيطِ علمُه وبصرُه وقُدرتُه بجميعِ الخلائقِ في الآفاق، ويُملِي للفاجرِ حتى اذا أخذَهُ لم يُفلِتْه، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ محمدٍ المبعوثِ للعالَمينَ رحمةً وإصلاحًا، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الحشْرِ والجزاء.فاتقوا الله ــ جلَّ وعلا ــ بحمايةِ أنفسِكم وأهليكم، وأدواتَ المُبطِلين، وأذنابَ الفاجِرين، ومُستخَرَجاتِ القَذِرِينَ، الذين يَسيرونَ خلْف خُططِ وبرامجِ وأهدافِ الماسونيةِ العالميةِ اللادِينيَّة، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال مُحذِّرًا لنَا: (( «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» ))، وقال اللهُ سبحانَه آمِرًا لنَا ومُرهِّبًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }، وقال تعالى: { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ،أيُّها المسلمون:
وأذَلِّ النَّزوات، وأحَطِّ الشهوات، ولا انتشَرتْ واستشْرتْ في موطِنٍ إلا وساءَ الصَّباحُ والمساء، وازدادَ الفساد، وفظيعُ العذاب، وسريعُ الانتقام، وانتشرتْ في أرضِهم، وتتابعَ أهلُها على فعلِها، كانت مع الشِّركِ إيذانًا بهلاكِهم، وجعلِهم عِظةً وعِبرةً لِمَن بعدَهم مِن الأُمَم، فالعقوبةُ والعذابُ لهم أدْهَى وأمَرُّ، أبكَى وآلَم،إنَّهم يُغزَونَ: بالمِثْلِيَّة الجِنسيَّة، والشُّذُوذِ الجِنسِي، وإتيانِ الرَّجلِ رجلًا مِثلَه، ورُكوبِ الشَّابِّ شابًّا مِثلَه، واستغناءِ الصغيرِ بصغيرٍ مِثلِه، بل أصبَحَ الذَّكَرُ يُجْرِي عمليَّاتٍ تجعلُهُ كالمرأةِ صورةً وأعضَاءً، ثمَّ وصَلوا إلى زواجِ الرَّجلِ بالرَّجل، ومُعاشرتِها لهَا كالرَّجل، بل حتى صغيرَ السِّنِ الذي لم يَعقِلِ الأمورَ جيِّدًا بعدُ، لم يَسلَم مِن غَزوِهِم، وجرُّوهُ إلى مُستنقَعِهم، وأهبَطوهُ إلى رذيلَتِهم، وأوقعوهُ في مُخطَّطَاتِهم، وصارتِ المِثليَّةُ وشِعارُها وكثيرونَ مِن الواقعينَ
فيها ذكورًا وإناثًا صغارًا وكِبارًا سِلعةً يتكسَّبونَ بها في الانتخابات، ومِهنةً يَعيشُ بها سُفهاءُ العقولِ، وتهديدِاتٍ بالعقوباتِ، وضغطٍ سياسِيٍ واقتصادي، والذَّكرِ والأُنثَى، ومعَهُم في عُمومِ الأوقاتِ، وإلى فراشِ النوم. حيثُ فرَضُوا عليهم فسادَهُم وتدميرَهُم للدِّينِ والأخلاقِ والأعرافِ السَّويةِ بقوَّةِ المالِ والإعلامِ والسُّلطَّة، وسَحقٌ للأخلاق، وهدمُ للرجولةِ والأُنوثة، إنَّها عَمَى القلبِ والبصيرة، وزوالُ الشَّرفِ والمُروءةِ والكرامة، ورذيلةٌ هابطة، ونزوةٌ فاجِرة، تَفتِكُ بالفاعِلِ والمفعولِ بِه، أهلُها مُستَحقَرونَ وإنْ تصنَّعوا، وُضَعَاءُ وإنْ ترفَّعوا ونُصِّبُوا، مُتلوِّثونَ وإنْ تزيَّنوا وتجمَّلوا، تُهِينُهم أنفسُهم قبل أنْ يُهينَهُم غيرُهم، ولضَرْبُ السُّيوفِ أهونُ على العفيفِ والعفيفةِ مِن بيعِ عِرضِه، وانتهاكِ شرَفِه، إنَّها ظُلمٌ للفاعلِ بما جرَّ إلى نفسِه مِن الإثمِ والخِزيِ والعارِ والسَّفالةِ والحَقارة، وقادَها إلى ما فيهِ الموتُ والدَّمارُ والعذابُ الشديد، وظُلمٌ للمفعولِ به حيثُ هتَكَ نفسَه وأهانَها ورضِيَ لهَا بالسُّفولِ والانحطاطِ ومَحْقِ رُجولتِها، وظُلمٌ للمجتمعِ كُلِّهِ بما يُفضِي إليهِ مِن حُلولِ المصائبِ والنَّكبات والعقوبات، سَيحِلُّ به انتكاسُ القلوب، وانطماسُ البصائر، وانقلابُ العقول، واستشْرَاءُ الفسادِ والظلمِ والجَور، وجمَع عليهم أنواعًا مِن العقوباتِ، وقلْبِ ديارِهم عليهم، فعَمِيَتْ أبصارهم، ورجمِهم بالحجارةِ مِن السماء، ثمَّ أقلَبَها عليهم، فلم يُفلِتْ مِنهم حاضِرٌ ولا مسافرٌ إلا أخَذَتْهُ الحِجارة، حتى هلَكوا عن آخِرِهم.ولمَّا كانت هذهِ الجريمةُ مِن أعظمِ الجرائمِ، كانت عقوبتُها في شريعةِ الإسلام مِن أعظمِ العقوبات، عقوبتُها القتلُ والإعدام، حيثُ جاءَ في حديثٍ نَبويٍّ نصَّ على ثبوتِه عديدٌ مِن العلماء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ )). سواءٌ كان فاعلًا أمْ مفعولًا به، ولكن اختلفوا كيف يُقتل، وقال بعضُهم: يُلقَى مِن أعلى مكانِ في البلدِ حتى يموت، وقال بعضُهم: يُحرَقُ بالنَّار”. كلاهُما عقوبتُه الإعدامَ بكُلِ حالِ، سواءٌ كانا مُحصَنَينِ أمْ غيرَ مُحصَنَين، فإنَّ بقاءَهُما قتلٌ معنويٌ لِمجتمعِهما،اهـ
بل قال العلماءُ ــ رحمهم الله ــ: «ليسَ في المعاصِي أعظمُ مفسدةً مِن مفسَدةِ هذهِ الفاحشة، وهيَ تَلِي مفسَدَةَ الكُفر،


Original text

غزو الشُّعوب بالمِثلِية الجنسية والشُّذوذ


الخطبة الأولى: ــــــــــــــــ


الحمدُ للهِ الملِكِ القهَّار، العظيمِ الجبَّار، المُحيطِ علمُه وبصرُه وقُدرتُه بجميعِ الخلائقِ في الآفاق، وفي كلِّ الأحوالِ والأحيان، عَظُمَ حِلمُه على مَن عصَاهُ فسَتر، وأمهلَ أهلَ الذُّنوبِ وصبَر، ويُملِي للفاجرِ حتى اذا أخذَهُ لم يُفلِتْه، إنَّ أخْذَهُ أليمٌ شديد، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ محمدٍ المبعوثِ للعالَمينَ رحمةً وإصلاحًا، وهدايةً وإحسانًا، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الحشْرِ والجزاء.


أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:


فاتقوا الله ــ جلَّ وعلا ــ بحمايةِ أنفسِكم وأهليكم، وجميعِ مَن تعولونَ، ومَن تحتَ تربيتِكم وتعلِيمِكم، مِن أنْ تكونوا أو يكونوا حُثالَةَ الخلْقِ، وسَقَطَ البشريةِ، وخِباثَ الناسِ، وحُقراءَ الأُمَم، وأفراخَ المُفسِدين، وأدواتَ المُبطِلين، وأذنابَ الفاجِرين، ومُستخَرَجاتِ القَذِرِينَ، الذين يَسيرونَ خلْف خُططِ وبرامجِ وأهدافِ الماسونيةِ العالميةِ اللادِينيَّة، وقادتِها مِن رجالاتِ اليهودِ والنصاري، وأذيالِهم وأبواقِهم في الشَّرقِ والغرب، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال مُحذِّرًا لنَا: (( «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» ))، وقال اللهُ سبحانَه آمِرًا لنَا ومُرهِّبًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }، وقال ــ عزَّ وجلَّ ــ: { وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }، وقال تعالى: { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ )).


أيُّها المسلمون:


إنَّ شُعوبَ العالمِ اليومَ ــ ولاسِيَّما أهلُ الإسلام ــ يُغزَون بجريمةٍ كبرى، وفاقِرةٍ عُظمَى، وطامَّةٍ سُجْرَى، ورَذيلةٍ في غايةِ القُبحِ والشَّناعَة، والخِسَّةِ والبَشاعَة، يَمُجُّها الذَّوقُ السليم، وتأباها الفِطرُ السَّوية، وتمقُتها الشرائعُ  السماوية، إذْ هَيَ مِن أخَسِّ الغرائِز، وأذَلِّ النَّزوات، وأحَطِّ الشهوات، وأظلَمِ المُوبِقات، وما حلَّتْ بقومٍ، ولا انتشَرتْ واستشْرتْ في موطِنٍ إلا وساءَ الصَّباحُ والمساء، وعظُمَ الكربُ والبلاء، وأسرعتِ الشُّرورُ، وازدادَ الفساد، إذ يَلحقُ الخلقَ بها شديدُ العقوبات، وفظيعُ العذاب، وسريعُ الانتقام، وحينَ لحِقَت بأُمَّةٍ قد مضَت مِن قبلِنا، وانتشرتْ في أرضِهم، وتتابعَ أهلُها على فعلِها، كانت مع الشِّركِ إيذانًا بهلاكِهم، وزوالِهم، وإنزالِ فظيعِ العقوبةِ بديارِهم، وجعلِهم عِظةً وعِبرةً لِمَن بعدَهم مِن الأُمَم، فقد أُهلِكَ مُرتكِبُوها ودُمِّروا، ولم يَنجو مِنهم إلا مَن آمَنَ وتطهرَّ عن هذهِ الجريمة، وأمَّا في الآخِرةِ، فالعقوبةُ والعذابُ لهم أدْهَى وأمَرُّ، أشدُّ وأنكَى، أبكَى وآلَم، أقسَى وأبئَس.


إنَّهم يُغزَونَ: بالمِثْلِيَّة الجِنسيَّة، والشُّذُوذِ الجِنسِي، يُغزونَ: بعملِ قومِ لوطٍ، وإتيانِ الرَّجلِ رجلًا مِثلَه، ورُكوبِ الشَّابِّ شابًّا مِثلَه، واستغناءِ الصغيرِ بصغيرٍ مِثلِه، وسِحَاقِ المرأةِ معَ المرأة، بل أصبَحَ الذَّكَرُ يُجْرِي عمليَّاتٍ تجعلُهُ كالمرأةِ صورةً وأعضَاءً، وأصبحَتِ الأُنْثَى تُجْرِي عمليَّاتٍ تجعلُها كالرَّجلِ صورةً وأعضاءً، ثمَّ وصَلوا إلى زواجِ الرَّجلِ بالرَّجل، ومُعاشرتِه له كالمرأةِ، وزواجِ المرأةِ بالمرأةِ، ومُعاشرتِها لهَا كالرَّجل، بل حتى صغيرَ السِّنِ الذي لم يَعقِلِ الأمورَ جيِّدًا بعدُ، ولا بلَغَ الحُلُمَ والرُّشْدَ، لم يَسلَم مِن غَزوِهِم، وجرُّوهُ إلى مُستنقَعِهم، وأهبَطوهُ إلى رذيلَتِهم، وأوقعوهُ في مُخطَّطَاتِهم، وجعلوهُ شَبكةً يَصطادُونَ بِها غيره، وصارتِ المِثليَّةُ وشِعارُها وكثيرونَ مِن الواقعينَ


فيها ذكورًا وإناثًا صغارًا وكِبارًا سِلعةً يتكسَّبونَ بها في الانتخابات، وتجارةً يَتضخَّمُ بها أربابُ الأموال، ومِهنةً يَعيشُ بها سُفهاءُ العقولِ، ودَهماءُ الأنام، وأوصلوهُم حتى إلى أفجَرِ الفُجورِ وهو زِنَى المحارِم.


وحاربَ أهلُ هذا الغَزوِ الماكِرِ الفاجرِ المُفسِدِ في سبيلِ نشرِهِ وفرضِهِ الدُّوَلَ والحكوماتِ والشُّعوبَ والمُصلِحينَ والعُقلاءَ والنُّبلاءَ بتُهْمَةِ تضييقِ الحُرِّيات، والتَّعدِّي على حقوقِ الإنسانِ، واستعانوا عليهم بمُنظَّماتٍ مُتعدِّدة، وتهديدِاتٍ بالعقوباتِ، وضغطٍ سياسِيٍ واقتصادي، وبقنواتِ إعلامٍ مُتعدِّدة، وأنكاها ضررًا، وأسرعُها انتشارًا، وأكثرُها وصولًا إلى الناسِ برامجُ التواصلِ الاجتماعي التي دخلَت بسببِ الإنترنِت إلى كلِّ بيت، ووصَلَتْ إلى الحاضرةِ والباديةِ والأدغالِ، وصارَتْ بيدِ الصغيرِ والكبير، والذَّكرِ والأُنثَى، والصالحِ والطالِح، والغنيِّ والفقير، ومعَهُم في عُمومِ الأوقاتِ، وإلى فراشِ النوم.


فصارَ هؤلاءِ الغُزاةُ أجْرَمَ بالبشريةِ مِن غيرِهم، وأشدَّهُم ظُلمًا للخلْق، وأضيَقَهُم للحُريِّات، وأعظمَهُم انتهاكًا لِحقوقِ الشُّعوب، حيثُ فرَضُوا عليهم فسادَهُم وتدميرَهُم للدِّينِ والأخلاقِ والأعرافِ السَّويةِ بقوَّةِ المالِ والإعلامِ والسُّلطَّة، وشديدِ المَكرِ، وخَفيِّ الكيدِ.


أيُّها المسلمون:


إنَّ هذهِ الفاحشةَ الكبرى، والمِثلِيَّةَ النَّكْرَاء، والشُّذوذَ المُنحَطّ: انتكاسةٌ للفِطرة، وإماتةٌ للفضيلة، وتدميرٌ للغَيرَة، وسَحقٌ للأخلاق، وهدمُ للرجولةِ والأُنوثة، وإهلاكٌ للمجتمعات، إنَّها عَمَى القلبِ والبصيرة، ووساخةُ النفسِ والطَّبع، إنَّها قتلُ الإنسان نفسَه، وتمريغُها في أوحالِ القذَارةِ والنَّتَن، وعَيشٌ في حضيضِ البَهيميَّةِ والحيوانيَّة، إنَّها العارُ الكُبّار، وزوالُ الشَّرفِ والمُروءةِ والكرامة، شُذُوذٌ مُنحرِف، وشَرٌّ مُستَطِر، ورذيلةٌ هابطة، ونزوةٌ فاجِرة، وحَقارةُ شنيعة، تَفتِكُ بالفاعِلِ والمفعولِ بِه، والمُجتمعات، أهلُها مُستَحقَرونَ وإنْ تصنَّعوا، وُضَعَاءُ وإنْ ترفَّعوا ونُصِّبُوا، مُتلوِّثونَ وإنْ تزيَّنوا وتجمَّلوا، تُهِينُهم أنفسُهم قبل أنْ يُهينَهُم غيرُهم، ولضَرْبُ السُّيوفِ أهونُ على العفيفِ والعفيفةِ مِن بيعِ عِرضِه، وانتهاكِ شرَفِه، إنَّها ظُلمٌ للفاعلِ بما جرَّ إلى نفسِه مِن الإثمِ والخِزيِ والعارِ والسَّفالةِ والحَقارة، وقادَها إلى ما فيهِ الموتُ والدَّمارُ والعذابُ الشديد، وظُلمٌ للمفعولِ به حيثُ هتَكَ نفسَه وأهانَها ورضِيَ لهَا بالسُّفولِ والانحطاطِ ومَحْقِ رُجولتِها، فكان بين الرجالِ بمنزلةِ النُّسوان، لا تَزولُ ظُلمةُ الذُّل مِن وجهِهِ حتى يموت، وظُلمٌ للمجتمعِ كُلِّهِ بما يُفضِي إليهِ مِن حُلولِ المصائبِ والنَّكبات والعقوبات، ومتى فشَتْ هذه الفاحشةُ في المجتمعِ ولم يُعاقِبْهُ اللهُ بدمارِ الدِّيار، فإنَّه سَيحِلُّ بِهِ ما هوَ أعظمُ مِن ذلك، سَيحِلُّ به انتكاسُ القلوب، وانطماسُ البصائر، وانقلابُ العقول، واستشْرَاءُ الفسادِ والظلمِ والجَور، وذهابُ الخيراتِ والبركاتِ، وتسلُّط الأعداء، ولهذا ذَمَّ اللهُ أهلَها قومَ لوطٍ في القرآن بأبشَع الأوصاف، وأهلكَهُم بأشنَعِ وأغلظِ وأوحَشِ العقوبات، وعاقبَهُم عقوبةً لم يُعاقِب بها أحدًا غيرهم، وجمَع عليهم أنواعًا مِن العقوباتِ، ما بينَ الإهلاكِ، وقلْبِ ديارِهم عليهم، والخسْفِ بهِم، وطَمْسِ أعيُنِهم، فعَمِيَتْ أبصارهم، ورجمِهم بالحجارةِ مِن السماء، ونَكَّلَ بهِم نكالًا لم يُنَكِّلْهُ أُمَّةً سِواهُم، حيثُ اقتلَعَ جبريلُ ــ عليه السلامُ ــ مَدائِنَهُم بجناحِه حتى عَلا بها نحوَ السماء، بجميعِ مَن فيها، ثمَّ أقلَبَها عليهم، ثمَّ قُذِفوا بحجارةٍ مِن سِجِّيل، فلم يُفلِتْ مِنهم حاضِرٌ ولا مسافرٌ إلا أخَذَتْهُ الحِجارة، حتى هلَكوا عن آخِرِهم.


ولمَّا كانت هذهِ الجريمةُ مِن أعظمِ الجرائمِ، وأكبرِ الفواحشِ، كانت عقوبتُها في شريعةِ الإسلام مِن أعظمِ العقوبات، عقوبتُها القتلُ والإعدام، حيثُ جاءَ في حديثٍ نَبويٍّ نصَّ على ثبوتِه عديدٌ مِن العلماء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ )).


وقال العلامةُ العُثيمين ــ رحمه الله ــ: «قال الإمامُ ابنُ تيميةَ ــ رحمه الله ــ: “لم يَختلِف أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قتلِه، سواءٌ كان فاعلًا أمْ مفعولًا به، ولكن اختلفوا كيف يُقتل، فقال بعضُهم: يُرجَم بالحِجارة، وقال بعضُهم: يُلقَى مِن أعلى مكانِ في البلدِ حتى يموت، وقال بعضُهم: يُحرَقُ بالنَّار”.فالفاعلُ والمفعولُ به إذا كان راضيًا، كلاهُما عقوبتُه الإعدامَ بكُلِ حالِ، سواءٌ كانا مُحصَنَينِ أمْ غيرَ مُحصَنَين، لِعظَمِ جريمتِهما، وضَررِ بقائِهما في المجتمع، فإنَّ بقاءَهُما قتلٌ معنويٌ لِمجتمعِهما، وإعدامٌ للخُلقِ والفضيلة، ولا شكَّ أنَّ إعدامَهُما خيرٌ مِن إعدامِ الخُلقِ والفضيلة».اهـ


بل قال العلماءُ ــ رحمهم الله ــ: «ليسَ في المعاصِي أعظمُ مفسدةً مِن مفسَدةِ هذهِ الفاحشة، وهيَ تَلِي مفسَدَةَ الكُفر، ورُبَّما كانت أعظمَ مِن مفسدةِ القتل، لأنَّ اللهَ سبحانَه جعلَ حدَّ القاتلِ إلى خِيَرةِ الوَليّ، إنْ شاءَ قتَل، وإنْ شاءَ عفا، وحتَّمَ قتلَ مَن عمِلَ عملَ قومِ لوطٍ حدًّا، كما أجمَع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلَّت عليه سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الثابتةُ الصريحةُ التي لا مُعارِضَ لهَا، بل عليها عملُ أصحابِه، وخلفائِه الراشدين».اهـ


وَ { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

To establish st...

To establish stable physician–patient relationships, improving patient trust in doctors is essential...

الغاء اٌماف الت...

الغاء اٌماف التنفٌذ :. - اذا لم ٌمم المحكوم علٌه بتنفٌذ الشروط المفروضة علٌه . -1 اذا ارتكب المحكوم ...

احتلت مشكلة الس...

احتلت مشكلة السكن مساحة مهمة في عصر ساده الضعف الاقتصادي فالحروب والازمات التي مرت بها الدول لا سيما...

كيف يمكنني التع...

كيف يمكنني التعامل مع التغيرات الحالية والمستقبلية في علاقة المريض مع محيطه؟ إن إصابة الشخص بداء ا...

المرحلة الأولى ...

المرحلة الأولى دافعية ورضا الموظف: ركزت الغالبية العظمى من الكتابات خلال المرحلة الأولى لتطوير مفهو...

References 1. I...

References 1. International Association for the Study of Pain (1994) Classification of chronic pain...

ثانياً: موهبة ا...

ثانياً: موهبة التفكير المنتج يعد التفكير من الصفات التي تتضح على الإنسان وليس للإنسان غنى عنه ويحتا...

In Shakespeare'...

In Shakespeare's play "Macbeth", Claudius is not a character; however, in "Hamlet," Claudius is the ...

في الوقت الحاضر...

في الوقت الحاضر ، تتزايد أهمية إنشاء المناطق المحمية في السياسات العامة ، مع ضمان حق السكان المحليين...

3.1.3 Types of ...

3.1.3 Types of false ceilings Pvc and Fiber glass( كل وحده اربع او 5 اسطر بالكتير 1- PVC (Pol...

التعاون الاقتصا...

التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية الهندية يعد محوراً هاماً في علاقاتهما الثنائية، حيث تشه...

عنوان الرسالة: ...

عنوان الرسالة: ظاهرة التضخم الوظيفي في ليبيا: دراسة متكاملة من سنة 1996 إلى سنة 2022 **المقدمة** ت...