Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

وخلال فترة الصباح والظهيرة شغلتها ماريلا بواجبات مختلفة وراقبتها بعين حصيفة أثناء أدائها لتلك الواجبات ومع انقضاء الظهيرة استنتجت أن الطفلة مطيعة وذكية، بحيث كانت تسهو بين فينة وأخرى عما بين يديها
إلى أن يعيدها لدنيا الواقع توبيخ ماريلا أو حلول كارثة
أنهت أن غسل أواني وجبة الغداء وقصدت ماريلا وقد ارتسمت علامات التحدي على محياها، مفصحة عن مكنونات شخص بلغ به التصميم حد الاستماتة لمعرفة أسوأ ما سيحدث له، وقفت وقد ارتجف جسمها الهزيل من الرأس حتى أخمص القدمين، واصطبغ وجهها بحمرة الانفعال، أرجوك يا أنسة كتبيرت ألن تخبريني إذا كنت ستتخلين عني؟ حاولت التذرع بالصبر طيلة الصباح، ولكني أشعر الآن أني ما عدت بقادرة على الاحتمال مدة أطول، إنه لإحساس رهيب هذا الذي يتملكني، «إنك لم تسفحي الماء الساخن على فوطة تجفيف الأواني كما طلبت منك، ذهبت أن واهتمت بأمر فوطة تجفيف الأواني، ثم عادت إلى ماريلا وسمرت عينين متوسلتين على وجه الأخيرة. بعد أن عجزت عن اختلاق عذر جديد لتؤجل جوابها مدة أطول. أظنني أستطيع إعلامك الآن. هذا إذا بذلت جهدك لتكوني بنتا مؤدبة وأظهرت لنا
«أنا أبكي» أجابت أن بارتباك. مسرورة لا تبدو كلمة مناسبة على الإطلاق، مسرورة عندما رأيت درب البهجة الأبيض وبراعم الكرز. أعدك أني سأبذل جهدي لأكون بنتا صالحة، وستكون محاولة شاقة كما أتوقع منذ الآن، لأن السيدة توماس كانت تقول لي باستمرار إني بنت ردينة جدا، ربما لأنك تشعرين بكثير من الحماس والإثارة، اجلسي على ذلك الكرسي وحاولي تهدئة نفسك
إنك أيتها الفتاة من النوع الذي يبكي ويضحك بسهولة. ستبقين
ولكن يمكننا أن نتخيل أنك خالتي
«أنا لا أقدر » قالت ماريلا متجهمة
إنك
تفوتين على نفسك الكثيرا
وهذا يذكرني بما أريده منك الساعة اقصدي غرفة الجلوس يا أن
واحرصي على ألا يدخل الذباب إلى تلك
الغرفة، إليك ما يتوجب عليك ملاحظته يا أن عندما أطلب إليك القيام بعمل ما، عنه، غادرت أن المكان حالا، لكنها تقاعمت عن العودة، أدوات الحياكة جانبًا، وفي
الحائط بين النافذتين، بينما أغار النور
الأبيض المتسلل من الخارج على جسمها الصغير المستكين إغارة
شبه خارقة للطبيعة وهو يتماوج بالخضرة التي عكستها أشجار التفاح
وعناقيد الكروم. آن، والتي تجسد صورة لجمع من الأطفال كنت أتخيل الآن أني واحدة من هذا الجمع إني تلك البنت ذات الثوب الأزرق التي تقف وحدها في الزاوية وكأنها لم تستطع الانتماء لأحد مثلي، كنت سأبقى هنا!
عندما أرسلك لتحضري شيئا، لا أن تقفي سابحة وحالمة أمام اللوحات. تذكري هذا. خذي البطاقة وتعالي إلى المطبخ، الزاوية واحفظي ماجاء فيها عن ظهر قلب. ركزت أن البطاقة على إبريق كانت قد وضعت فيه أزهار تفاح جلبتها
من الخارج لتزين بها طاولة الأكل. أسندت الطفلة ذقتها بيديها وانكبت على
وقد سمعته من قبل، هذا مثل سطر من الموسيقى، أوه أنا سعيدة جدا
أنسة. هيا إذن احفظي الكلام قالت ماريلا منهية الحديث. أمالت أن إبريق الأزهار قليلا لتطبع قبلة على برعم وردي اللون، ما وجهت الحديث إلى ماريلا من جديد. «بماذا ؟ رفيقة ماذا ؟
توأم روح حقيقية لي أستطيع البوح لها بأعمق أسرار دخيلتي حلمت بمقابلة هذه الرفيقة
الجميلة قد تحقق دفعة واحدة ألا تظنين أن هذا الحلم قد يتحقق
أيضا ؟»
«هناك فتاة تدعى ديانا باري تسكن في دارة منحدر البستان، وهي
تقاربك عمرًا، ومن المحتمل أن تصبح رفيقتك
عندما تعود إلى بيتها، فالسيدة باري امرأة حازمة
جدا، ولن تسمح لديانا باللعب مع بنت ليست دمئة ومؤدبة. فمن المزعج بما فيه الكفاية أن أكون أنا حمراء الشعر
ولكني بالتأكيد لا أستطيع احتماله لدى رفيقة حميمة. ديانا طفلة جميلة، وكانت جازمة الاقتناع بأنه ينبغي على المرء غرس الفضيلة في نفس الطفل الذي يشرف على تربيته كلما توجه إليه بالحديث، لكن أن مرت مرور الكرام على موعظة ماريلا، طبعا أعرف
أن هذا مستحيل في حالتي لأنني لست جميلة، عندما عشت مع السيدة
يكن في تلك الخزانة كتب، لكن الآخريقي سليما، واعتدت على التظاهر بأن انعكاس صورتي عليه إنما هو فتاة أخرى تعيش في تلك الخزانة سميتها كيتي موريس، وكنا حميمتين جدا. خصوصا يوم العطلة، وكنت أخبرها كل شيء عني، عالم مليء بالأزهار والشمس الساطعة، عندما ذهبت لأعيش مع السيدة هاموند انفطر قلبي لأني تركت كيتي موريس وهي أيضا انفطر قلبها لفراقي، لأنها كانت تبكي عندما قبلتني قبلة الوداع من خلال باب المكتبة الزجاجي، لم يكن هناك مكتبة في منزل السيدة هاموند، بعيدا شيئا ما عن المنزل، حتى لو لم تتكلمي بصوت عالي، أعني ليس مثلها تماما، وفي الليلة التي سبقت ذهابي إلى الملجأ ودعت فيوليتا، وجاءني صوت وداعها حزينا. حزينا جدا، كنت قد تعلقت بها كثيرا لدرجة أني لم أجرؤ على تخيل رفيقة حميمة أخرى
حتى لو وجدت فيه أية فسحة للخيال. ويبدو عليك وكأنك على وشك تصديق خيالاتك هذه، برفيقة حية حقيقية لتنزعي هذا البراء من رأسك، وإلا
ستعتقد أنك ممن يختلفون القصص. «لا، لن أفعل، لا يمكنني إخبار أي شخص عنهما، لو لم أكن فتاة من الإنس أظنني أحب أن أكون نحلة تعيش بين الأزهار
لكن يبدو أنه من المستحيل عليك
لذلك اصعدي إلى
غرفتك واحفظيه هناك. أوشكت على الانتهاء من حفظه كله. الأخير. دعك من هذا الآن وافعلي ما طلبته منك، أصعدي إلى غرفتك
وامكثي هناك إلى أن اناديك لتساعديني
في إعداد الشاي. أيمكنني أن أخذ أزهار التفاح معي لتؤنسني؟» توسلت أن. لا، وكان عليك في
المقام الأول أن تتركي هذه الأزهار على أغصانها. شعرت أني لا يجدر بي تقصير عمرها الوديع باقتطافها، فأنا لن أحب أن يقطفني أحد لو كنت زهرة تفاح؛ لكني لم أستطع مقاومة الإغراء ما الذي تفعلينه أنت عندما
تواجهين إغراء لا يقاوم ؟
تنهدت أن، وغادرت المطبخ إلى الغرفة الشرقية، وجلست على كرسي إلى جانب النافذة. لذلك سأنصرف الآن إلى تخيل وجود أشياء في هذه الغرفة بحيث تبقى فيها دائما، وسأجعل الأثاث من خشب الماهوغاني ، أنا لم أر من قبل هذا النوع من الخشب، وأنا أتكئ عليها برشاقة. أستطيع رؤية انعكاسي في تلك المرأة الرائعة الكبيرة على الحائط، أنا فارعة الطول وذات إطلالة ملكية، لا، إنه ليس
الدقيق المنمش. أنت أن فقط، أن المرتفعات الخضراء قالت بجدية، مساء الخير، ومساء الخير أيها المنزل الرمادي الحبيب على تلك
هذا ما أرجوه،


Original text

كانت لماريلا أسبابها الوجبهة التي جعلتها تحجم عن إعلام أن أنها ستبقى في المرتفعات الخضراء، ولم تعرف الطفلة بهذا القرار إلا مساء اليوم التالي، وخلال فترة الصباح والظهيرة شغلتها ماريلا بواجبات مختلفة وراقبتها بعين حصيفة أثناء أدائها لتلك الواجبات ومع انقضاء الظهيرة استنتجت أن الطفلة مطيعة وذكية، مستعدة للتجاوب في أداء المهمات وسريعة البديهة في التعلم، وكان أشد عيوبها خطورة هو الشرود والنزوع إلى الاستغراق في أحلام اليقظة أثناء أدائها لما هو مطلوب منها، بحيث كانت تسهو بين فينة وأخرى عما بين يديها
إلى أن يعيدها لدنيا الواقع توبيخ ماريلا أو حلول كارثة
أنهت أن غسل أواني وجبة الغداء وقصدت ماريلا وقد ارتسمت علامات التحدي على محياها، مفصحة عن مكنونات شخص بلغ به التصميم حد الاستماتة لمعرفة أسوأ ما سيحدث له، وقفت وقد ارتجف جسمها الهزيل من الرأس حتى أخمص القدمين، واصطبغ وجهها بحمرة الانفعال، واتسعت حدقتاها حتى غلب عليهما السواد
وتشابكت يداها بإحكام، وقالت متضرعة
«أوه.. أرجوك يا أنسة كتبيرت ألن تخبريني إذا كنت ستتخلين عني؟ حاولت التذرع بالصبر طيلة الصباح، ولكني أشعر الآن أني ما عدت بقادرة على الاحتمال مدة أطول، إنه لإحساس رهيب هذا الذي يتملكني، فأرجوك أخبريني.»
«إنك لم تسفحي الماء الساخن على فوطة تجفيف الأواني كما طلبت منك، قالت ماريلا بحزم. اذهبي الآن، وأنجزي هذه المهمة قبل أن تسألي مزيدًا من الأسئلة يا أن.
ذهبت أن واهتمت بأمر فوطة تجفيف الأواني، ثم عادت إلى ماريلا وسمرت عينين متوسلتين على وجه الأخيرة.
«حسنا» قالت ماريلا، بعد أن عجزت عن اختلاق عذر جديد لتؤجل جوابها مدة أطول. أظنني أستطيع إعلامك الآن. نعم، قررنا أنا وماثيو الاحتفاظ بك، هذا إذا بذلت جهدك لتكوني بنتا مؤدبة وأظهرت لنا
امتنائك، لكن ما بك أيتها الطفلة، ما القضية الآن؟»
«أنا أبكي» أجابت أن بارتباك. لا أستطيع معرفة السبب. أنا مسرورة
بكل معنى الكلمة أه، مسرورة لا تبدو كلمة مناسبة على الإطلاق، كنت
مسرورة عندما رأيت درب البهجة الأبيض وبراعم الكرز.. لكن هذا الحدث أه، إنه إحساس يفوق السرور. أنا.. أنا سعيدة، أعدك أني سأبذل جهدي لأكون بنتا صالحة، وستكون محاولة شاقة كما أتوقع منذ الآن، لأن السيدة توماس كانت تقول لي باستمرار إني بنت ردينة جدا، مع ذلك، سأبذل جهدي، لكن هل يمكنك أن توضحي لي سبب
بكاني الآن؟»
ربما لأنك تشعرين بكثير من الحماس والإثارة، أجابت ماريلا
بلهجة مستنكرة. اجلسي على ذلك الكرسي وحاولي تهدئة نفسك
إنك أيتها الفتاة من النوع الذي يبكي ويضحك بسهولة. نعم، ستبقين


ولكن يمكننا أن نتخيل أنك خالتي
«أنا لا أقدر » قالت ماريلا متجهمة
ألا تتخيلي الأشياء على غير ما هي عليه أبدًا ؟ سألتها أن وقد فتحت
عينها على وسعهما.
لا
«یا الله!» سحبت أن نفسا طويلا يا الله يا أنسة كتبيرت، إنك
تفوتين على نفسك الكثيرا
«أنا لا أؤمن بفائدة تخيل الحقائق على غير ما هي عليه ردت ماريلا
وهذا يذكرني بما أريده منك الساعة اقصدي غرفة الجلوس يا أن
وتأكدي أن قدميك نظيفتان، واحرصي على ألا يدخل الذباب إلى تلك
الغرفة، وأحضري لي من على الرف البطاقة المزخرفة.
إليك ما يتوجب عليك ملاحظته يا أن عندما أطلب إليك القيام بعمل ما، أريدك أن تطيعيني في الحال لا أن تتيبسي في مكانك وتحاضري
عنه، والآن اذهبي وقومي بما أمرتك به.
غادرت أن المكان حالا، وأسرعت إلى غرفة الجلوس عبر الردهة
لكنها تقاعمت عن العودة، وبعد انتظار دام عشر دقائق وضعت ماريلا
أدوات الحياكة جانبًا، وذهبت باحثة عنها وهي مقطبة الجبين، وفي
غرفة الجلوس وجدت أن تقف بلا حراك أمام لوحة ملونة معلقة على
الحائط بين النافذتين، وقد شبكت يديها خلف ظهرها ورفعت رأسها


وأطلقت العنان لعينيها فسافرنا إلى دنيا الأحلام، بينما أغار النور
الأبيض المتسلل من الخارج على جسمها الصغير المستكين إغارة
شبه خارقة للطبيعة وهو يتماوج بالخضرة التي عكستها أشجار التفاح
وعناقيد الكروم.
آن، بماذا تفكرين؟ سألتها ماريلا محتدة.
عادت أن إلى أرض الواقع مجفلة.
«تلك» قالت مشيرة نحو اللوحة التي كانت تشع بالألوان الحية
والتي تجسد صورة لجمع من الأطفال كنت أتخيل الآن أني واحدة من هذا الجمع إني تلك البنت ذات الثوب الأزرق التي تقف وحدها في الزاوية وكأنها لم تستطع الانتماء لأحد مثلي، ألا تظنينها تبدو وحيدة وحزينة ؟ أنا أعتقد أنها كانت بلا أب أو أم؛ لذلك تسللت خلف الحشد بحياء، أنا واثقة أني أعرف شعورها في تلك اللحظة، لا بد أن قلبها كان
يخفق وأن يديها كاننا باردتين مثلما كانت يداي عندما سألتك إذا
كنت سأبقى هنا!
«آن» قالت ماريلا، عندما أرسلك لتحضري شيئا، يجب عليك
إحضار ما أطلبه منك فورا، لا أن تقفي سابحة وحالمة أمام اللوحات.
تذكري هذا. خذي البطاقة وتعالي إلى المطبخ، والآن اجلسي عند
الزاوية واحفظي ماجاء فيها عن ظهر قلب.»
ركزت أن البطاقة على إبريق كانت قد وضعت فيه أزهار تفاح جلبتها
من الخارج لتزين بها طاولة الأكل. وكانت ماريلا قد راقبت عملية التزيين


بارتياب، لكنها لم تقل شيئا، أسندت الطفلة ذقتها بيديها وانكبت على
البطاقة تحفظ مافيها بدأب استغرق عدة دقائق من الصمت.
يعجبني هذا الكلام أعلنت بعد فترة من الوقت «إنه جميل، وقد سمعته من قبل، هذا مثل سطر من الموسيقى، أوه أنا سعيدة جدا
لأنك فكرت في إعطائي هذه البطاقة يا... أنسة.. ماريلا.
هيا إذن احفظي الكلام قالت ماريلا منهية الحديث.
أمالت أن إبريق الأزهار قليلا لتطبع قبلة على برعم وردي اللون، ثم عكفت لعدة لحظات تاليات على حفظ الكلام باجتهاد، لكنها سرعان
ما وجهت الحديث إلى ماريلا من جديد.
«ماريلا، أتظنين أني سأحظى يوما برفيقة حميمة في أفونليا ؟»
«بماذا ؟ رفيقة ماذا ؟
رفيقة حميمة، أي صديقة مقربة مني، توأم روح حقيقية لي أستطيع البوح لها بأعمق أسرار دخيلتي حلمت بمقابلة هذه الرفيقة
طيلة عمري. وما توقعت أبدا لقاءها، لكن بما أن الكثير من أحلامي
الجميلة قد تحقق دفعة واحدة ألا تظنين أن هذا الحلم قد يتحقق
أيضا ؟»
«هناك فتاة تدعى ديانا باري تسكن في دارة منحدر البستان، وهي
تقاربك عمرًا، هي فتاة لطيفة جدا، ومن المحتمل أن تصبح رفيقتك
عندما تعود إلى بيتها، لأنها الآن تزور عمتها في بلدة كارمودي، وإذا حدث وتعرفت عليها يجب أن تتصرفي بلياقة، فالسيدة باري امرأة حازمة
جدا، ولن تسمح لديانا باللعب مع بنت ليست دمئة ومؤدبة.
نظرت أن إلى ماريلا من خلال أزهار التفاح التي أمامها، ولمعت
عيناها ببريق الاهتمام.
كيف هو شكل ديانا ؟ شعرها ليس أحمر على ما أظن؟ أتمنى ألا يكون كذلك، فمن المزعج بما فيه الكفاية أن أكون أنا حمراء الشعر
ولكني بالتأكيد لا أستطيع احتماله لدى رفيقة حميمة.»
ديانا طفلة جميلة، سوداء الشعر والعينين، وهي مؤدبة وذكية
وهذا أفضل من الجمال.
كانت ماريلا مولعة بالفضائل مثل الدوقة في أرض العجائب، وكانت جازمة الاقتناع بأنه ينبغي على المرء غرس الفضيلة في نفس الطفل الذي يشرف على تربيته كلما توجه إليه بالحديث، لكن أن مرت مرور الكرام على موعظة ماريلا، كأن الأمر لا يعنيها، وركزت على متابعة
التحدث عن الأمل المفرح الذي سبق تلك العظة.
يسرني أنها جميلة، فبالإضافة إلى أن يكون الإنسان هو نفسه جميلا،
ليس هناك أفضل من الحصول على رفيقة حميمة جميلة. طبعا أعرف
أن هذا مستحيل في حالتي لأنني لست جميلة، عندما عشت مع السيدة
توماس كان لديها في غرفة الجلوس خزانة كتب ذات بابين زجاجيين، لم
يكن في تلك الخزانة كتب، لكن السيدة توماس اعتادت على أن تحفظ
فيها أفضل ما تملكه من أواني الخزف الصيني والمعلبات، وذلك عندما


يكون لديها معلبات لتحفظها. كان أحد البابين محطما، لكن الآخريقي سليما، واعتدت على التظاهر بأن انعكاس صورتي عليه إنما هو فتاة أخرى تعيش في تلك الخزانة سميتها كيتي موريس، وكنا حميمتين جدا. كنت أحكي معها الساعات، خصوصا يوم العطلة، وكنت أخبرها كل شيء عني، كانت كيتي عزاء حياتي وسلواها، وكنا أنا وإياها نتخيل بأن كيتي موريس يمكنها أخذ يدي لتقودني إلى عالمها الفاتن حيث نعيش هناك بسعادة إلى الأبد. عالم مليء بالأزهار والشمس الساطعة، عندما ذهبت لأعيش مع السيدة هاموند انفطر قلبي لأني تركت كيتي موريس وهي أيضا انفطر قلبها لفراقي، أعرف أن هذا ما حدث لها، لأنها كانت تبكي عندما قبلتني قبلة الوداع من خلال باب المكتبة الزجاجي، لم يكن هناك مكتبة في منزل السيدة هاموند، ولكن عند أقصى النهر، بعيدا شيئا ما عن المنزل، كان هناك واد صغير أخضر يتردد فيه أروع رجع للصدى، كان الصدى يرد على كل كلمة يمكن أن تقوليها، حتى لو لم تتكلمي بصوت عالي، وهكذا تخيلت أن ذلك الصدى هو بنت صغيرة تدعى فيوليتا وأصبحنا صديقتين عظيمتين. أحببتها كما أحببت كيتي موريس تقريبا، أعني ليس مثلها تماما، وفي الليلة التي سبقت ذهابي إلى الملجأ ودعت فيوليتا، وجاءني صوت وداعها حزينا.. حزينا جدا، كنت قد تعلقت بها كثيرا لدرجة أني لم أجرؤ على تخيل رفيقة حميمة أخرى
في الملجأ، حتى لو وجدت فيه أية فسحة للخيال.»
من حسن الحظ إذن أنه لم يكن فيه فسحة للخيال .. قالت ماريلا بنبرة جافة «أنا لا أوافق على مثل هذه الأمور، ويبدو عليك وكأنك على وشك تصديق خيالاتك هذه، سيكون من الأفضل لك أن تحظي


برفيقة حية حقيقية لتنزعي هذا البراء من رأسك، لكن لا تدعي السيدة باري تسمعك تتحدثين عن هذه الكيتي والفيوليتا اللتين ذكرتهما، وإلا
ستعتقد أنك ممن يختلفون القصص.
«لا، لن أفعل، لا يمكنني إخبار أي شخص عنهما، فذكراهما مهمة
جدا بالنسبة لي لكنني شعرت بالرغبة في إطلاعك على هذه الذكرى باللروعة انظري، لقد طارت هذه النحلة الكبيرة خارجة من قلب زهرة التفاح، أليس هذا مكانا جميلا للسكن ؟ قلب زهرة تفاح ! تخيلي نفسك نائمة فيه بينما يؤرجحه النسيم، لو لم أكن فتاة من الإنس أظنني أحب أن أكون نحلة تعيش بين الأزهار
أمس أردت أن تكوني نورسا نفخت ماريلا من منخريها. «يالك من بنت متقلبة المزاج. ألم أطلب منك العكوف على حفظ ما في البطاقة من غير الاسترسال في الثرثرة، لكن يبدو أنه من المستحيل عليك
التوقف عن الكلام إذا وجدت من يستمع إليك، لذلك اصعدي إلى
غرفتك واحفظيه هناك.
«أوه، أوشكت على الانتهاء من حفظه كله.. كله ما عدا السطر
الأخير.»
«هيا، دعك من هذا الآن وافعلي ما طلبته منك، أصعدي إلى غرفتك
واعكني على حفظه كما يجب، وامكثي هناك إلى أن اناديك لتساعديني
في إعداد الشاي.
أيمكنني أن أخذ أزهار التفاح معي لتؤنسني؟» توسلت أن. لا، لا أظن أنك ترغبين في إحلال الفوضى بغرفتك، وكان عليك في
المقام الأول أن تتركي هذه الأزهار على أغصانها.»
أنا أيضا شعرت بهذا أجابت آن ، شعرت أني لا يجدر بي تقصير عمرها الوديع باقتطافها، فأنا لن أحب أن يقطفني أحد لو كنت زهرة تفاح؛ لكني لم أستطع مقاومة الإغراء ما الذي تفعلينه أنت عندما
تواجهين إغراء لا يقاوم ؟
«أن أسمعتني أطلب إليك الصعود إلى غرفتك ؟»
تنهدت أن، وغادرت المطبخ إلى الغرفة الشرقية، وجلست على كرسي إلى جانب النافذة.
أنهيت الحفظ، حفظت السطر الأخير عندما كنت أصعد الدرج؛ لذلك سأنصرف الآن إلى تخيل وجود أشياء في هذه الغرفة بحيث تبقى فيها دائما، سأغطي هذه الأرض بسجادة مخملية بيضاء مزدانة بأزهار وردية اللون وسأجلل النوافذ بستائر حريرية وردية اللون أيضا، أما الجدران فسأعلق عليها بسطاً مزركشة، وسأجعل الأثاث من خشب الماهوغاني ، أنا لم أر من قبل هذا النوع من الخشب، لكن وقعه على الأذن يدل على أنه فاخر جدا، ها هي أريكة عليها أكوام من الوسائد الحريرية البديعة، وردية وزرقاء وذهبية وقرمزية، وأنا أتكئ عليها برشاقة. أستطيع رؤية انعكاسي في تلك المرأة الرائعة الكبيرة على الحائط، أنا فارعة الطول وذات إطلالة ملكية، أرتدي ثوبا له شرائط بيضاء طويلة، مع لألى تجمل شعري لون شعري فاحم كالليل وبشرتي صافية كالعاج النقي. اسمي السيدة كورديليا فيتزجيرالد. لا، إنه ليس
كذلك، لا أستطيع الاقتناع بأن هذه هي الحقيقة.
وقفت أن أمام المرأة الصغيرة وأمعنت النظر فيها، فردت عليها المرأة بالمثل عاكسة نظرات عينيها الرماديتين الحزينتين ووجهها
الدقيق المنمش.
أنت أن فقط، أن المرتفعات الخضراء قالت بجدية، وكلما حاولت أن أتخيل نفسي السيدة كورديليا أراك كما أنت عليه الآن، أفلا ترين أنه من الأفضل لي مليون مرة أن أكون أن المرتفعات الخضراء على أن أكون أن التي ليس لها أي مكان تنتمي إليه ؟»
انحنت إلى الأمام، واتجهت نحو النافذة.
غاليتي ملكة الثلج، مساء الخير، ومساء الخير أيتها البتولا العزيزة هناك عند الغور، ومساء الخير أيها المنزل الرمادي الحبيب على تلك
التلة، ترى هل ستصبح ديانا رفيقتي الحميمة، هذا ما أرجوه، لأني سأحبها من كل قلبي، لكن لا ينبغي لي نسيان كيتي موريس وفيوليتا لأن نسياني لهما سيجرح مشاعرهما، وأنا أكره جرح مشاعر أحد، حتى لو كانت مشاعر فتاة تعيش في خزانة كتب أو فتاة تعيش في الصدى. يجب أن أحرص على تذكرهما دوما، وأن أبعث القبل لهما كل يوم.»
طبعت أن على رؤوس أناملها عدة قبل، ثم نفختها في الهواء نحو
أزهار الكرز، ثم أسندت ذقتها على يديها وحلّقت بعيدا فوق بحر من
أحلام اليقظة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Persistent data...

Persistent data comes in several forms. For example, a database stores data to disk drives to retrie...

هذا من حسن حظ ا...

هذا من حسن حظ الجميع، لأننا سنتمكن من تصفية هذه المشكلة حالا، تفضلي وأجلس على الأريكة يا انسة كثبيرت...

Bacteria that n...

Bacteria that normally develop in raw milk produce more or less of lactic acid. In the acidity test ...

Waste container...

Waste containers are closed, hazardous wastes removed before accumulation limit, sharps waste is dis...

كما أنه لا اعتب...

كما أنه لا اعتبار فيه للعقيدة الدينية التي تصل العبد بخالقه، وتحدد علاقته بربه، وتبين أصل نشأته، ومص...

لاشك أن التحديا...

لاشك أن التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية هي تحديات كثيرة و من أخطرها هو الخطر اليهودي أو التحدي ...

تعد مواقع التوا...

تعد مواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر انتشارا على شبكة الأنترنت لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواق...

السلام عليكم ان...

السلام عليكم ان شاء الله يا جماعه انا اخوكم ف الله محمد عبد السلام عايز اعرفكم انى انا ان شاء الله ا...

ماريلا ، أيمكنن...

ماريلا ، أيمكنني الذهاب كي ارى ديانا لدقيقة ؟ سالت آن ماريلا ، و لا كن إجابتها ماريلا معارضة، لا ارى...

for some reason...

for some reasons for example to reach tothe globalmarket so they bring kraft's bigname products like...

في ليلة مقمرة ه...

في ليلة مقمرة هادئة، كانت هناك نجمة صغيرة تُدعى “لؤلؤة” تعيش في سماء واسعة مليئة بالنجوم المتلألئة. ...

ومن بين أعقد ال...

ومن بين أعقد المشاكل التي تواجهها الجماعتين على مستوى الموارد الطبيعية، نجد مشكل التعرية المائية الت...