Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

في اللَّيْلِ الموحِشِ العَتِمِ كانوا يَتمترسونَ خَلْفَ الأَكْياسِ الرَّمْلِيَّةِ على الشّاطِئِ، وَوَنيسُهُمُ الوَحيدُ موسيقا تَبْعَـثُـها الرِّياحُ الخَريفِيَّةُ عَبْرَ أَمْواجِ البَحْرِ. وَهُناكَ بَعيدًا بَعيدًا تَنْتَصِبُ عَلى الرِّمالِ البُيوتُ السَّعَفِيَّةُ وَالطّينِيَّةُ -وَآخِرُ أَطْلالِها هذا الجِدارُ- تَخْتَزِنُ صَدى البُكاءِ وَالعَويلِ عَلى القَتْلى وَالجَرْحى بِتِلْكَ النّيرانِ، يَرْميها ذلِكَ الشَّيْءُ المُخيفُ الرّابِضُ في كَبِدِ البَحْرِ. الحَرائِقُ في كُلِّ مَكانٍ وَمَعَ النّيرانِ كانَ الوَحْشُ يُرْسِلُ جَراثيمَهُ بَيْنَ الحينِ وَالآخَرِ، عَبْرَ قَوارِبَ تَجْديفٍ تَتَسَلَّلُ إِلى الشّاطِئِ، وَفي تِلْكَ اللَّحْظَةِ وَصَلْتُ لأهنَأَ بِالرّاحَةِ بَعْدَ سَهَرِ اللَّيالي في الحُفَرِ الرَّطْبَةِ. أبدتِ الكِلابُ اسْتِياءها لِلأَعْمالِ القَذِرَةِ، وَهِيَ تَجْري عَبْرَ الأَزِقَّـةِ بِاتِّجاهِ ذلِكَ الوَحْشِ. أَحْسَسْتُ بِالدَّمِ يَتَصاعَدُ في عُروقي. خَطَوْتُ بِسُرْعَةٍ في الزُّقاقِ الرَّطْبِ المُؤَدّي إِلى المَنْزِلِ السَّعفِيِّ ذي الحُضْنِ الدّافِئِ، أَسْرَعْتُ إذْ مَرَّ أَحَدُ القَوْمِ وَهُوَ يُرَدِّدُ (لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّهِ). وَعِنْدَما وَصَلْتُ إِلى نِهايَةِ الزُّقاقِ. وَقَفْتُ عِنْدَئِذٍ وَلَمْ أَجْرُؤْ عَلى السُّؤالِ فَقَدْ كانَ الجَوابُ ماثِلًا أَمامي. تَسابَقَتْ أَيْدي القَوْمِ تُرَبِّتُ عَلى كَتِفَيَّ وَتُواسيني (أَحْسَنَ اللّهُ عَزاكَ يابو عَبْدَ اللّه)، أَمْسَكْتُ أَحَدَ الرِّجالِ بِكِلْتا يَدَيَّ وَهَزَزْتُهُ بِعُنْفٍ:
لَزِمَ الرَّجُلُ الصَّمْتَ مُرْتَمِيًا عَلى صَدْري. اِنْفَجَرَ باكِيًا وَهُوَ يُرَدِّدُ (أَحْسَنَ اللّهُ عَزاكَ فيهِم). اِغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ وَاحْتَضَنْتُهُ بِكُلِّ قُوَّتِي وَضَغَطْتُ بِجِسْمِهِ عَلى صَدْري. وَإذا بِنا نُشاهِدُ تَصاعُدَ اللَّهَبِ قَريبًا مِنْ دارِكَ. وَإِذا بِالنّارِ قَدْ أَتَتْ عَلى الخَيْمَةِ الَّتي كانَ فيها الأَوْلادُ، اِقْتَرَبْتُ مِنَ الجُثَثِ المُلْقاةِ عَلى بَقايا السَّعفِ الَّذي تَمَّ إِنْقاذُهُ، نَهَضْتُ واقِفًا عَلى قَدَميَّ المُرْتَجِفَتَيْنِ خَطَوْتُ نَحْوَ الرُّكامِ. تَناوَلْتُ بِيَدَيَّ حَفْنَةً مِنَ الرَّمادِ السّاخِنِ. إِنَّهُ. وَالذِّكْرَياتُ الَّتي أُحْرِقَتْ، وَأَغاني المَراجيحِ وَضَحَكاتُ العاشِقينَ وَالسّمارِ في اللَّيالي الجَميلَةِ، بِصَمْتٍ بكَوا، اِنْشَغَلْنا في إِعْدادِ الجُثَثِ لِدَفْنِها في الصَّباحِ الباكِرِ بَعْدَ صَلاةِ الغائِبِ، اِنْفَرَدْتُ بَعْدَها عَلى كَوْمَةٍ مِنَ الرِّمالِ عَلى بُعْدِ خُطُواتٍ مِنَ الشّاطِئِ. تَداعَتْ في مُخَيِّلَتي صورَةُ الأُمِّ وَالأَوْلادِ وَالحِكاياتُ الحُلْوَةُ عَلى (المَنامَةِ) المَزْروعَةِ وَسَطَ ذلِكَ المَنْزِلِ. جَرَفَني بُكاءٌ حادٌّ. زَرَعْتُ وَجْهي في حُضْنِ الرِّمالِ. ثُمَّ اِسْتَلْقَيْتُ وَعَيْنايَ مَشْدودَتانِ تجاهَ ذلِكَ الوَحْشِ، أَجَلْ الشّاحوفُ. اِنْدَفَعْتُ بقُوَّةٍ نَحْوَ الخورِ، حَيْثُ يَرْسو شاحوفُ مُبارَكٍ الَّذي اِتَّخَذَ مِنْهُ مَسْكَنًا وَوَسيلَــةً لِرِزْقِهِ. وَالظُّلْمَـةُ تَشْتَدُّوَصَلْتُ الشّاطِئَ. لَفَحَتْني نَسَماتُ الخَريفِ الآتِيَةُ مِنَ البَراري وَأَنا أَنْزَلِقُ إِلى الماءِ لأجْذِبَ الشّاحوفَ، مَنْ هُناكَ؟
وَثَبْتُ عَلى (الفَنَّـة) وَنَزَلْتُ في (الخنْ)، السِّكينُ هُناكَ في السَّلَّـةِ، تَراجَعَ إِلى الخَلْفِ خائِفًا. - أَبو عَبْدُ اللّهِ ماذا جَرَى؟ تَناوَلْتُ طَرَفَ القُماشِ الَّذي كانَ يَلْتَحِفُ بِهِ مُبارَك، سَيَرْحَلُ اللَّيْلَـةَ. سَكَتَ مُبارَكٌ وَلَمْ يَرُدَّ بِكَلِمَـةٍ واحِدَةٍ، وكأنَّهُ شَعَرَ أَنَّ الأَمْرَ لا يَعْدو أَنْ يَكونَ دُعابَةً عابِرَةً. - وَكَيْفَ يا بو عَبْد اللّهِ وَهُوَ يُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ، سَحَبْتُ المِرْساةَ، ثَبَّتُ المَجاديفَ. وَدَفَعْتُ بِالشّاحوفِ إِلى أَعْماقِ الْبَحْرِ. - وَلكِنْ يا بو عَبْد اللّهِ. - أَرْجوكَ يا مُبارَك. اِسْتَمِرَّ في التَّجْديفِ وَالزَمِ الصَّمْتَ حَتى نَصِلَ. بَدَأْنا نَضْرِبُ تِلْكَ المَجاديفَ بِخِفَّـةٍ وَتَناسُقٍ وَالشّاحوفُ يَمْخُرُ عُبابَ المِياهِ بِانْسِيابٍ خَرَجْنا إِلى عرْضِ البَحْرِ، حَيْثُ الأَمْواجُ سَريعِةُ الاِنْكِسارِ، وَاسْتَمَرَّ الشّاحوفُ بِالانْزِلاقِ وَسَطَ الصَّمْتِ حَتّى اقْتربْنا. حَدِّثْني عَنْ أَيِّ شَيْءٍ. لَمْ تُخْبِرْني يا بو عَبْد اللّهِ عَمّا أَنْتَ مُقْدِمٌ عَلَيْهِ؟
- اِسْمَعْ يا مُبارَكُ بَعْدَ أَنْ يَناموا سَأَسْبَحُ حَتّى ذلِكَ الوَحْشِ. وَمُكْتَمِلو البِنْيَةِ، لا تَنْتَظِر يا مُبارَكُ. - تَدينُ لي بِهِ. وَهَلْ تَسْتَكْثِرُ عَلَيَّ هذا العَمَلَ وَالرِّجالُ يقَدِّمونَ أَرْواحَهُمْ؟
وَلا تُخْبِرْ أَحَدًا، الانْتِظارُ لا يُطاقُ. خَلَعْتُ الفانيلَةَ وَ(الوَزارَ). لَبِسْتُ سُرْوالَ مُبارَكٍ الّذي يَسْتَخْدِمُهُ في الغَوْصِ، تَعَلَّقْتُ بِهِ. لكِن سُرْعانَ ما اسْتَدْرَكْتُ إِحْساسي أَنَّ (مُبارَك) يُراقِبُني. بَعْدَ أَنِ اِقْتَنَصْتُ فُرْصَةَ نَوْمِهِمْ جَميعًا. تَسَلَّقْتُ بِواسِطَـةِ حَبْلِ المِرْساةِ، وَضَرَباتُ قَلْبي تَزْدادُ قُوَّةً، فَحَصْتُ كُلَّ شَيْءٍ. تَسَلَّلْتُ إِلَيْهِ بِحَذَرٍ، وَسَقَطَ مُتَّكِئًا عَلى ذِراعي. تَدَفَّقَ الدَّمُ في رَأْسي. صُوَرُ المَآسي وَالحَرائِقِ وَالأَطْفالِ اليَتامى والمَراجيحِ الَّتي شُنِقَتْ عَلَيْها الأَغاني. وَحَبَسْتُ أَنْفاسَهُ بِمَخَدَّةٍ قُطْنِيَّـةٍ مَنْعًا لِلضَّوْضاءِ وَالصُّراخِ. شَعَرَ الحارِسُ بِالأَمْرِ وَشاهَدْتُهُ يَقْتَرِبُ مِنْ خِلالِ الأُفُقِ البَعيدِ. أَسْرَعْتُ بِاتِّجاهِ البابِ مُتَعَثِّـرًا بِأَكْوامِ الحِبالِ. قَفَزْتُ إِلى البَحْرِ غائِصًا في الأَعْماقِ، وَهَواجِسُ الخَوْفِ وَالارْتِباكِ تَمْلُكُ مِنّي النّواصي. أُصِبْتُ في ذِراعي اليُسْرى. وَأَلَمَ الجُرْحِ حَتّى اِرْتَطَمْتُ بِالشّاطِئِ. اِخْتَلَطَ فيها البُكاءُ بِالضَّحِكِ. حَمْلَقْتُ بِالوُجوهِ المُحيطَةِ. وَإِذا بِمُبارَكٍ واقِفٌ وَالابْتِسامَةُ تَمْلأُ ثغْرَهُ، وَدُموعُـهُ السّاخِنَةُ تَنْثالُ عَلى وَجْهِهِ. اِمْتَدَّتْ أَيْدي القَوْمِ وَعِباراتُ الأَسى تَعْلو الأَفْواهَ المَكْلومَةَ، حَمَلوني إِلى الحَيِّ الحَزينِ وَالجُرْحُ يَنْزِفُ بِغَزارَةٍوكَأَنَّي بِالكَلِماتِ المَحْفورَةِ عَلى الجِدارِ القَديمِ تَتَحَرَّكُ، وَتَنْطِقُ لِكُلِّ الأَجْيالِ أَنَّ هذا الجِدارَ يَعْرِفُ حِكايَةَ أَبي عَبْد اللّهِ. وَتَحْتَهُ تَمَّ غَسْلُ جُثَّـةِ أَبي عبدِ اللّهِ. وَتَحْتَهُ أَيْضًا قالَ أَبو عَبْد اللّهِ لِلرِّجالِ (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ الوَحْشَ لا بُدَّ أَنْ يَرْحَلَ). وَتَحْتَ هذا الجِدارِ اِحْتَضَنْتُ أَبا عَبْدِ اللّهِ، وَبَكَيْتُ عَلى صَدْرِهِ كَثيرًا عِنْدَما شاهَدْتُ الوَحْشَ يَرْحَلُ. تَحْتَ هذا الجِدارِ. وَالقَوْمُ اليَوْمَ يَسْخَرونَ مِنّي وَيُطْلِقونَ عَلَيَّ مُبارَكاً عاشِقَ الجِدارِ لا يُدْرِكونَ أنَّهُ عَلى هذا الجِدارِ.


Original text

في اللَّيْلِ الموحِشِ العَتِمِ كانوا يَتمترسونَ خَلْفَ الأَكْياسِ الرَّمْلِيَّةِ على الشّاطِئِ، أَيْديهمُ مُمْسِكَةٌ بِالبَنادِقِ العَتيقَةِ (أَبو فَتيل) وَبِالسُّيوفِ الحادَّةِ، وَوَنيسُهُمُ الوَحيدُ موسيقا تَبْعَـثُـها الرِّياحُ الخَريفِيَّةُ عَبْرَ أَمْواجِ البَحْرِ. وَهُناكَ بَعيدًا بَعيدًا تَنْتَصِبُ عَلى الرِّمالِ البُيوتُ السَّعَفِيَّةُ وَالطّينِيَّةُ -وَآخِرُ أَطْلالِها هذا الجِدارُ- تَخْتَزِنُ صَدى البُكاءِ وَالعَويلِ عَلى القَتْلى وَالجَرْحى بِتِلْكَ النّيرانِ، يَرْميها ذلِكَ الشَّيْءُ المُخيفُ الرّابِضُ في كَبِدِ البَحْرِ. الحَرائِقُ في كُلِّ مَكانٍ وَمَعَ النّيرانِ كانَ الوَحْشُ يُرْسِلُ جَراثيمَهُ بَيْنَ الحينِ وَالآخَرِ، عَبْرَ قَوارِبَ تَجْديفٍ تَتَسَلَّلُ إِلى الشّاطِئِ، وَتَنْشُرُ الذُّعْرَ وَالخَوْفَ. الرِّجالُ صامِدونَ يُحَرِّكُهُمْ مَصيرٌ واحِدٌ، فَالشَّهادَةُ مَطْلَبٌ في مُواجَهَـةِ الغَريبِ الّذي جاءَ يَنْهَبُ وَيَسْرِقُ اِبْتِسامَـةً تَأْبى أَنْ تُفارِقَ الأَرْضَ، رائِحَتُها عَطاءٌ دائِمٌ، وَمِياهُها خُبْزٌ وَحِكاياتٌ خالِدَةٌ، وَدُروبُها خُطُواتُ العاشِقينَ في اللَّيالي القَمرِيَّةِ. وَفي تِلْكَ اللَّحْظَةِ وَصَلْتُ لأهنَأَ بِالرّاحَةِ بَعْدَ سَهَرِ اللَّيالي في الحُفَرِ الرَّطْبَةِ.. عَبَرْتُ الزُّقاقَ الضَّيِّقَ.. اِقْتَرَبْتُ، العَويلُ يَزْدادُ وُضوحًا، وَالصُّراخُ يَتَعالى.
امْتَلأَتِ السِّكَكُ السَّعفِيَّةُ بِالرَّوائِحِ العَفِنَةِ.. تَكاثَرَتِ الأَدْخِنَةُ.. وَغَطَّتْ سُحبُها الحيَّ كلَّه. أبدتِ الكِلابُ اسْتِياءها لِلأَعْمالِ القَذِرَةِ، وَهِيَ تَجْري عَبْرَ الأَزِقَّـةِ بِاتِّجاهِ ذلِكَ الوَحْشِ. أَحْسَسْتُ بِالدَّمِ يَتَصاعَدُ في عُروقي.


خَطَوْتُ بِسُرْعَةٍ في الزُّقاقِ الرَّطْبِ المُؤَدّي إِلى المَنْزِلِ السَّعفِيِّ ذي الحُضْنِ الدّافِئِ، وَالابْتِسامَةِ البَريئَةِ. أَسْرَعْتُ إذْ مَرَّ أَحَدُ القَوْمِ وَهُوَ يُرَدِّدُ (لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّهِ). كَبُرَتِ الدَّهْشةُ وَتَفَجَّرَتْ، وَعِنْدَما وَصَلْتُ إِلى نِهايَةِ الزُّقاقِ...إِذا بي أَمامَ تَجَمُّعِ الحَيِّ..أَكْوامُ الرَّمادِ..أَضْواءُ المَصابيحِ...وَرائِحَةُ السَّعَفِ المَحْروقِ. وَقَفْتُ عِنْدَئِذٍ وَلَمْ أَجْرُؤْ عَلى السُّؤالِ فَقَدْ كانَ الجَوابُ ماثِلًا أَمامي.
تَسابَقَتْ أَيْدي القَوْمِ تُرَبِّتُ عَلى كَتِفَيَّ وَتُواسيني (أَحْسَنَ اللّهُ عَزاكَ يابو عَبْدَ اللّه)، تَجَمَّدَ الدَّمُ في عُروقي، وَفَجْأَةً..أَمْسَكْتُ أَحَدَ الرِّجالِ بِكِلْتا يَدَيَّ وَهَزَزْتُهُ بِعُنْفٍ:



  • الأَوْلادُ !!..أَيْنَ الأَوْلادُ وَأُمُّهُمْ؟
    لَزِمَ الرَّجُلُ الصَّمْتَ مُرْتَمِيًا عَلى صَدْري.. اِنْفَجَرَ باكِيًا وَهُوَ يُرَدِّدُ (أَحْسَنَ اللّهُ عَزاكَ فيهِم). اِغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ وَاحْتَضَنْتُهُ بِكُلِّ قُوَّتِي وَضَغَطْتُ بِجِسْمِهِ عَلى صَدْري. خَنَقْتُ بِداخِلي الصَّرْخَةَ الحادَّةَ، تَقَدَّمَ أَحَدُهُمْ: كُنّا نُطْفِئُ حَريقًا..وَإذا بِنا نُشاهِدُ تَصاعُدَ اللَّهَبِ قَريبًا مِنْ دارِكَ.. هَرعَتْ مَجْموعَـةٌ مِنَ الرِّجالِ، وَإِذا بِالنّارِ قَدْ أَتَتْ عَلى الخَيْمَةِ الَّتي كانَ فيها الأَوْلادُ، وَبَذَلْنا كُلَّ ما اسْتَطَعْناهُ وَلَكِنْ....إِنَّهُمْ هُناكَ..لَقَدْ غَطَّيْناهُمْ..مادَتِ الأَرْضُ مِنْ تَحْتي..اِتَّكَأْتُ عَلى أَكْتافِ مَنْ كانَ بِجانِبي.. حَرارَةُ المَكانِ تَلْفَحُني، وَتَزيدُ دَمي غَلَيانًا، اِقْتَرَبْتُ مِنَ الجُثَثِ المُلْقاةِ عَلى بَقايا السَّعفِ الَّذي تَمَّ إِنْقاذُهُ، جَثَوْتُ عَلى رُكْبَتَـيَّ وَالعَرَقُ يَنْضَحُ مِنْ جَسَدي بِغَزارَةٍ، نَزَعْتُ الغِطاءَ بِبُطْءٍ وَإِذا بِرائِحَةِ اللَّحْمِ المُحْتَرِقِ تَخْنُقُني..تَتَسَرَّبُ فيَّ..شَعَرْتُ بِالتَّقَيُّؤِ..أَعَدْتُ الغِطاءَ..نَهَضْتُ واقِفًا عَلى قَدَميَّ المُرْتَجِفَتَيْنِ خَطَوْتُ نَحْوَ الرُّكامِ..تَناوَلْتُ بِيَدَيَّ حَفْنَةً مِنَ الرَّمادِ السّاخِنِ..ضَغَطْتُ عَلَيْهِ بِشِدَّةٍ..أَحْسَسْتُ بِحَرارَتِهِ وَأَنا أُقَدِّمُهُ لِلْرِجالِ وَالأَلَمُ يَتَفَجَّرُ فِيَّ وَيَفْتِكُ بِأَوْصالي، وَتَتَدَفَّقُ مِنْ عَيْنَـيَّ دُموعٌ ما لَها مِنْ قَرارٍ:

  • شُمّوا رائِحَتَهُ..إِنَّهُ..
    وَاخْتَنَقْتُ بِالنَّشيجِ وَالغَضَبِ كَيْفَ أَقولُ لَهُمْ إِنَّ هذِهِ القَبْضَةَ مِنَ الرَّمادِ هِيَ الحَياةُ الَّتي خُنِقَتْ، وَالذِّكْرَياتُ الَّتي أُحْرِقَتْ، وَأَغاني المَراجيحِ وَضَحَكاتُ العاشِقينَ وَالسّمارِ في اللَّيالي الجَميلَةِ، وَقَدْ تَحَوَّلَتْ رَمادًا أَسْوَدَ؟وَجَمَ الرِّجالُ...


بِصَمْتٍ بكَوا، اِنْشَغَلْنا في إِعْدادِ الجُثَثِ لِدَفْنِها في الصَّباحِ الباكِرِ بَعْدَ صَلاةِ الغائِبِ، اِنْفَرَدْتُ بَعْدَها عَلى كَوْمَةٍ مِنَ الرِّمالِ عَلى بُعْدِ خُطُواتٍ مِنَ الشّاطِئِ..تَداعَتْ في مُخَيِّلَتي صورَةُ الأُمِّ وَالأَوْلادِ وَالحِكاياتُ الحُلْوَةُ عَلى (المَنامَةِ) المَزْروعَةِ وَسَطَ ذلِكَ المَنْزِلِ. اِفْتَرَشْتُ قِطْعَةَ قُماشٍ هِنْدِيَّةٍ كُنْتُ أَضَعُها عَلى رَأْسي(غُتْرَةً)..جَرَفَني بُكاءٌ حادٌّ..زَرَعْتُ وَجْهي في حُضْنِ الرِّمالِ..ثُمَّ اِسْتَلْقَيْتُ وَعَيْنايَ مَشْدودَتانِ تجاهَ ذلِكَ الوَحْشِ، اِنْهالَتْ مِطْرَقَةُ الأَفْكارِ عَلى رَأْسي.. مُبارَك...(الشّاحوفُ)...أَجَلْ الشّاحوفُ..لا بُدَّ أَنْ يَرْحَلَ قَبْلَ أَنْ أَواريهمُ التُّرابَ.
اِنْدَفَعْتُ بقُوَّةٍ نَحْوَ الخورِ، حَيْثُ يَرْسو شاحوفُ مُبارَكٍ الَّذي اِتَّخَذَ مِنْهُ مَسْكَنًا وَوَسيلَــةً لِرِزْقِهِ.
رَكَضْتُ عَبْرَ الظُّلْمَــةِ فَوْقَ الأَحْجارِ وَبَقايا عِظامِ الأَسْماكِ.. الأَشْباحُ في داخِلي وَمِنْ حَوْلي، وَالظُّلْمَـةُ تَشْتَدُّوَصَلْتُ الشّاطِئَ..تَراءى لي الشّاحوفُ يتَراقَصُ مَعَ الأَمْواجِ الصَّغيرَةِ، لَفَحَتْني نَسَماتُ الخَريفِ الآتِيَةُ مِنَ البَراري وَأَنا أَنْزَلِقُ إِلى الماءِ لأجْذِبَ الشّاحوفَ، قَفَزَ مُبارَكٌ مِنْ نَوْمِهِ مَرْعوبًا عَلى أَثَرِ ارْتِطامِ الشّاحوفِ بِرِمالِ الشّاطِئِ.



  • مَنْ...مَنْ هُناكَ؟
    وَثَبْتُ عَلى (الفَنَّـة) وَنَزَلْتُ في (الخنْ)، وَأَخَذْتُ أَبْحَثُ عَنْ سِكّينٍ بَيْنَ أَكْوامِ (الشّباك).

  • مُبارَك أَيْنَ السّكينُ؟

  • مَنْ...؟ أَبو عَبْدُ اللّهِ..يا هَلا..السِّكينُ هُناكَ في السَّلَّـةِ، وَجَدْتُها وَأَمْسَكْتُ بِها شَهَرْتُها في وَجْهِـهِ..تَراجَعَ إِلى الخَلْفِ خائِفًا.

  • أَبو عَبْدُ اللّهِ ماذا جَرَى؟ تَناوَلْتُ طَرَفَ القُماشِ الَّذي كانَ يَلْتَحِفُ بِهِ مُبارَك، وَمَسَحْتُ السِّكّينَ مِنْ بَقايا الأَسْماكِ وَالأَعْشابِ البَحْرِيَّةِ. لا تَخَفْ يا مُبارَك..أَتَرى ذلِكَ الوَحْشَ الَّذي اِنْهالَ عَلَيْنا بِنيرانِهِ المُحْرِقَةِ..سَيَرْحَلُ اللَّيْلَـةَ.
    سَكَتَ مُبارَكٌ وَلَمْ يَرُدَّ بِكَلِمَـةٍ واحِدَةٍ، وكأنَّهُ شَعَرَ أَنَّ الأَمْرَ لا يَعْدو أَنْ يَكونَ دُعابَةً عابِرَةً.

  • وَكَيْفَ يا بو عَبْد اللّهِ وَهُوَ يُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ، وَها قَدْ مَرَّتْ عَشْرَةُ أَيّامٍ وَلَمْ يَبْـقَ مِنَ البَلَدِ إِلّا أَطلالُها..البَحْرُ…
    لَمْ أَتْرُكْهُ يُكْمِلُ..سَحَبْتُ المِرْساةَ، وَضَعْتُها عَلى السَّطْحِ الأَمامِيِّ..ثَبَّتُ المَجاديفَ..وَدَفَعْتُ بِالشّاحوفِ إِلى أَعْماقِ الْبَحْرِ.

  • ما عَلَيْكَ يا مُبارَك الآنَ إِلّا أَنْ توصِلَني إِلى ذلِكَ الوَحْشِ.

  • وَلكِنْ يا بو عَبْد اللّهِ...!
    أَعْرِفُ أَنَّ الشّاحوفَ صَغيرٌ وَالأَمْواجَ بَدَأَتْ تَرْتَفِعُ لكِنَّها الفُرْصَـةُ الوَحيدَةُ الّتي سَتُساعِدُنا لِلوُصولِ بِقُرْبِهِ دونَ أَنْ يَشْعُروا.

  • أَبو عَبْدِ اللّهِ.... ما الَّذي يَدورُ في عَقْلِكَ؟

  • أَرْجوكَ يا مُبارَك... اِسْتَمِرَّ في التَّجْديفِ وَالزَمِ الصَّمْتَ حَتى نَصِلَ.


بَدَأْنا نَضْرِبُ تِلْكَ المَجاديفَ بِخِفَّـةٍ وَتَناسُقٍ وَالشّاحوفُ يَمْخُرُ عُبابَ المِياهِ بِانْسِيابٍ خَرَجْنا إِلى عرْضِ البَحْرِ، حَيْثُ الأَمْواجُ سَريعِةُ الاِنْكِسارِ، وَاسْتَمَرَّ الشّاحوفُ بِالانْزِلاقِ وَسَطَ الصَّمْتِ حَتّى اقْتربْنا..
يَتَراءى لَنا عَبْرَ الأُفُقِ كأنَّهُ الجَبَلُ المارِدُ..ابْتَعَدْنا قَليلًا حَتّى يَهْجَعوا لِلنّوْمِ.



  • مُبارَك.. تَكَلَّمْ لِماذا تَلْزَمُ الصَّمْتَ؟

  • لَقَدْ أَمَرْتَني بِأَنْ أَصْمتَ.

  • يا رَجُلُ أَكادُ أَخْتَنِقُ...حَدِّثْني عَنْ أَيِّ شَيْءٍ.
    لَمْ تُخْبِرْني يا بو عَبْد اللّهِ عَمّا أَنْتَ مُقْدِمٌ عَلَيْهِ؟

  • اِسْمَعْ يا مُبارَكُ بَعْدَ أَنْ يَناموا سَأَسْبَحُ حَتّى ذلِكَ الوَحْشِ.

  • أَبو عَبْدِ اللّه إِنَّ هذا لَجُنونٌ...سَيَقْتُلونَكَ.

  • يَقولونَ إِنَّهُمْ أَقْوِياءُ، وَأَبْدانَهُمْ حَمْراءُ، وَمُكْتَمِلو البِنْيَةِ، وَإِنَّهُمْ يَمْلِكونَ المَعْرِفَةَ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلكِنْ...!

  • وَماذا أَفْعَلُ بَعْدَ ذلِكَ...أَأَنْتَظِرُكَ؟

  • لا ...لا تَنْتَظِر يا مُبارَكُ..لَقَدْ قُمْتَ بِعَمَلٍ جَبّارٍ مَدينٌ لَكَ بِهِ.

  • تَدينُ لي بِهِ.....وَهَلْ تَسْتَكْثِرُ عَلَيَّ هذا العَمَلَ وَالرِّجالُ يقَدِّمونَ أَرْواحَهُمْ؟

  • حالمَا أَنْزِلُ اِبْتَعِدْ بِالشّاحوفِ وَعُدْ إِلى الشّاطِئِ، وَلا تُخْبِرْ أَحَدًا، وَأَنا سَأَتَدَبَّرُ أَمْري وَأَعودُ سابِحًا.
    الانْتِظارُ لا يُطاقُ..رائِحَةُ الحَريقِ وَالرَّمادُ السَّعفِيُّ تَتَفاعَلُ بِدَمي، وَتُثيرُ فيَّ عَطَشَ اللَّحْظَـةِ الّتي سَأُطْفِئُ فيها نارَ الخَرابِبَعْدَ أَنْ اِسْتَدَرْنا..تَوَقَّفْنا..خَلَعْتُ الفانيلَةَ وَ(الوَزارَ)...لَبِسْتُ سُرْوالَ مُبارَكٍ الّذي يَسْتَخْدِمُهُ في الغَوْصِ، نَزَلْتُ إِلى الماءِ بعْدَ أَنْ ثَبَّتُّ السّكّينَ بِالحِزامِ الَّذي هُوَ عِبارَةٌ عَنْ خُيوطٍ صوفِيَّةٍ مُحاكَةٍ بِإِتْقانٍ، تَقَدَّمْتُ سِباحَةً عَبْرَ تَلاطُمِ الأَمْواجِ... اقْتَرَبْتُ مِنْ حَبْلِ الِمرْساةِ..تَعَلَّقْتُ بِهِ..سَرَتْ فيَّ رَعْشَةٌ عِنْدَما لامَستْ رِجْلايَ هَيْكَلَـهُ الحَديدِيَّ البارِدَ.. سَيْطَرَ الخَوْفُ، ظَللْتُ أَرْتَجِفُ، لكِن سُرْعانَ ما اسْتَدْرَكْتُ إِحْساسي أَنَّ (مُبارَك) يُراقِبُني.. بَعْدَ أَنِ اِقْتَنَصْتُ فُرْصَةَ نَوْمِهِمْ جَميعًا...تَسَلَّقْتُ بِواسِطَـةِ حَبْلِ المِرْساةِ، وَضَرَباتُ قَلْبي تَزْدادُ قُوَّةً، وَبَعْدَ جُهْدٍ مَشوبٍ بِالحَذَرِ، وَضَعْتُ قَدَمي عَلى السَّطْحِ.
    وَقَفْتُ مُنْحَنِيًا أُراقِبُ الحارِسَ، وَهُوَ يَتَحَرَّكُ في الظَّلامِ جيئَــةً وَذَهابًا في خُطُواتٍ مُنَسَّقَـةٍ وَوَقْعُ أَقْدامِهِ يُثيرُ فيَّ الرُّعْبَ... فَحَصْتُ كُلَّ شَيْءٍ..تَقَدَّمْتُ إِلى (الغَمارَةِ) وَإذا بي أُشاهِدُ حارِسًا عَلى بابِها وَهُوَ أَمْرٌ لَمْ أَكُنْ أَتَوَقَّعُهُ اِفْتَرَسْني الخَوْفُ، بَيْدَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لي خَيارٌ. تَسَلَّلْتُ إِلَيْهِ بِحَذَرٍ، وَبادَرْتُـهُ بِضَرْبَـةٍ قَوِيَّـةٍ بِالسّكينِ في صَدْرِهِ.....كَتَمْتُ أَنْفاسَهُ بِيَدي الأُخْرى، وَسَقَطَ مُتَّكِئًا عَلى ذِراعي. دَخَلْتُ بَعْدَها الغُرْفَةَ وَإِذا بِجَسَدِ رَجُلٍ ضَخْمِ البِنْيَـةِ طَويلِ القامَـةِ غارِقٍ في نَوْمٍ عَميقٍ.. سَيْطَرَ عَلَيَّ الخَوْفُ، وَتوجّسْتُ في حَقيقَتِهِ..رُبّما لا يَكونُ القائِدَ بعَيْنِهِ...تَدَفَّقَ الدَّمُ في رَأْسي..صُوَرُ المَآسي وَالحَرائِقِ وَالأَطْفالِ اليَتامى والمَراجيحِ الَّتي شُنِقَتْ عَلَيْها الأَغاني. هَوَيْتُ بِيَدي المُرْتَجِفَةِ بِالسِّكينِ عَلى صَدْرِهِ، وَحَبَسْتُ أَنْفاسَهُ بِمَخَدَّةٍ قُطْنِيَّـةٍ مَنْعًا لِلضَّوْضاءِ وَالصُّراخِ.


شَعَرَ الحارِسُ بِالأَمْرِ وَشاهَدْتُهُ يَقْتَرِبُ مِنْ خِلالِ الأُفُقِ البَعيدِ.
أَسْرَعْتُ بِاتِّجاهِ البابِ مُتَعَثِّـرًا بِأَكْوامِ الحِبالِ.. قَفَزْتُ إِلى البَحْرِ غائِصًا في الأَعْماقِ، وَهَواجِسُ الخَوْفِ وَالارْتِباكِ تَمْلُكُ مِنّي النّواصي..وَحالمَا طَفَوْتُ إِلى السَّطْحِ أَمْطَرَني الجُنودُ بِرَصاصِ بَنادِقِهِمْ..أُصِبْتُ في ذِراعي اليُسْرى..فَقَدْتُ عَلى إِثْرِها قُوايَ، غَيْرَ أَنَّني ظَلَلْتُ أُصارِعُ الأَمْواجَ، وَأَلَمَ الجُرْحِ حَتّى اِرْتَطَمْتُ بِالشّاطِئِ..زَحَفْتُ عَلى الرِّمالِ مُتَلَبِّسًا بِهِسْتيريا لَمْ أَحْتَمِلْها..اِخْتَلَطَ فيها البُكاءُ بِالضَّحِكِ.
حَمْلَقْتُ بِالوُجوهِ المُحيطَةِ..وَإِذا بِمُبارَكٍ واقِفٌ وَالابْتِسامَةُ تَمْلأُ ثغْرَهُ، وَدُموعُـهُ السّاخِنَةُ تَنْثالُ عَلى وَجْهِهِ..اِمْتَدَّتْ أَيْدي القَوْمِ وَعِباراتُ الأَسى تَعْلو الأَفْواهَ المَكْلومَةَ، حَمَلوني إِلى الحَيِّ الحَزينِ وَالجُرْحُ يَنْزِفُ بِغَزارَةٍوكَأَنَّي بِالكَلِماتِ المَحْفورَةِ عَلى الجِدارِ القَديمِ تَتَحَرَّكُ، وَتَنْطِقُ لِكُلِّ الأَجْيالِ أَنَّ هذا الجِدارَ يَعْرِفُ حِكايَةَ أَبي عَبْد اللّهِ..وَتَحْتَهُ تَمَّ غَسْلُ جُثَّـةِ أَبي عبدِ اللّهِ..وَتَحْتَهُ أَيْضًا قالَ أَبو عَبْد اللّهِ لِلرِّجالِ (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ الوَحْشَ لا بُدَّ أَنْ يَرْحَلَ)... وَتَحْتَ هذا الجِدارِ اِحْتَضَنْتُ أَبا عَبْدِ اللّهِ، وَبَكَيْتُ عَلى صَدْرِهِ كَثيرًا عِنْدَما شاهَدْتُ الوَحْشَ يَرْحَلُ. وَأَنا الآنَ أُناهِزُ التِّسْعينَ عامًا وَلا يَحْلو لي ظِلٌّ لِلرّاحَةِ إِلّا..تَحْتَ هذا الجِدارِ..وَالقَوْمُ اليَوْمَ يَسْخَرونَ مِنّي وَيُطْلِقونَ عَلَيَّ مُبارَكاً عاشِقَ الجِدارِ لا يُدْرِكونَ أنَّهُ عَلى هذا الجِدارِ..رَأَيْتُ المُطَوَّعَ إِبْراهيمَ يَكْتُبُ آخرَ عِبارَةٍ نَطَقَ بِها أَبو عَبدِ اللّهِ…(راحَ الوَحْشُ...راحَ المنور).
م 1979 / 6/ 12


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

عن طريق إتباع م...

عن طريق إتباع مجموعة من اإلجراءات و المراحل و التي تكمن في إعداد تنفيذ التصريح و إرفاق ملف مع التصر...

Communicative L...

Communicative Language Testing Communicative language testing is intended to provide the teacher wit...

الروضة هي مؤسسة...

الروضة هي مؤسسة تعليمية تهتم برعاية وتنمية الأطفال في سن ما قبل المدرسة وتوفير بيئة تعليمية مناسبة ت...

Traffic Enginee...

Traffic Engineering Vehicular characteristics: The design of geometric elements of a highway is affe...

اولا : فرديناد ...

اولا : فرديناد دي سوسير: ولد سوسير عام (1857) في جنيف والتحق بجامعتها عام (1875) ليختص في دراسة الفز...

OCR: استخراج ال...

OCR: استخراج النصوص: أولاً : المتغيرات السياسية فى الحقبة التاريخية (1952-1922م) وأثرها على التعليم ...

8.2 Evaluation ...

8.2 Evaluation of the cleaning process reveal the mechanism For research purposes, the measurements ...

شهدت نهاية القر...

شهدت نهاية القرن20 وبداية القرن21 ظهور نزعة دينية اتسع انتشارها وازداد تشددها يوما بعد يـوم، حيـث 1...

المسؤولية بوجه ...

المسؤولية بوجه عام هي مسؤولية الشخص الذي ارتكب أمرا يستوجب المؤاخذة وهي إما أدبية وأخلاقية أو قانوني...

ولاء احنا قفلنا...

ولاء احنا قفلنا الموضوع ده قبل كدا وقولتلك خلاص نبقى صحاب ولو مفيش علاقة يكون احسن عشان تقدرى تتخطى ...

إنترنت الأشياء ...

إنترنت الأشياء (IoT) موضوعًا مهمًا في صناعة التكنولوجيا والسياسة والدوائر الهندسية والمجالات الطبية ...

يرجع أصل تسمية ...

يرجع أصل تسمية أم الدويس، إلى أداة القتل التي تستخدمها والتي تشبه المنجل وتسمى في اللهجة العامية في ...