Online English Summarizer tool, free and accurate!
شبه جون ويلسون الدولة والمجتمع المصرى القديم بالهرم ، ثم وضع في أعلى الهرم ، هرم صغير مستقل ، رأى أنه يمثل الملك الذي يحكم فوق وزرائه ، الذين كانوا بدورهم فوق حكام الاقاليم ، الذين كانوا فوق عمد البلاد والقرى ، ومن الناحية الاجتماعيه كان فرعون فوق النبلاء الذين كانوا بدورهم فوق الفنانين وصغار التجار والعمال والفلاحين ، أما عن التنظيم المدينى فكان فرعون هو حلقة الاتصال الوحيدة مع الآلهع ، وكان فوق الكهنة الذين كانوا بدورهم فوق الشعب. وهذه التشبيهات الهرمية ليست في الحقيقة الا شيئا واحدا ، لأن كبار الموظفين والنبلاء وكبار الملاك والكهنة أنما كانوا في درجة واحدة ، فقد كانوا جميعا يكونون الطبقة التى تلى فرعون مباشرة ، وكان ينيبهم عنه في تأدية المهام الخاصة به ، وهكذا كان المجتمع المصرى القديم يتكون في أول أمره من طبقتين بينهما فرق واضح ، على رأسها فرعون وأسرته وحاشيته ، ومن حولهم كبار موظفي الدولة وأمراء الاقاليم وكبار الكهنة ، ثم طبقة دنيا وهي العاملة الكادحة تتكون من عمال الزراعة والصناعة والصيادين والملاحين والرعاة والخدم وجميع أصحاب الحرف الذين يعملون فى الخدمات العامة والخاصة وتشير آثار الادباء والحكماء وأصحاب التأملات الى هذا النظام الطبقي ، ومنهم حكيم الثورة الاجتماعية الأولى ايبو – ور» الذي حدثنا كيف ساد الوضيع على الرفيع ، وكيف أن الذين لم تكن لهم أسر معروفة قد أصبحوا من أصحاب اليسار ، وكيف أخذت محن الجوع والفقر بأبناء البيوتات من جميع أقطارهم ، يقول الحكيم المصرى (( انظر : لقد حدث هذا بين الناس ، فمن لم يكن في قدرته أن يقيم حجرة أصبحالان يملك غناء مسورا ، والامراء ينامون فى المخزن ، ومن لم يكن ميسرا له أن ينام على الجدران ، أصبح الان صاحب فراش وثير ، انظر : ان المرجل الغنى أمى يمضى ليله ظمآن ، انظر ، ان الذين كانوا يلبسون الملابس الفخمة أصبحوا الان في خرق بالية )) ، ولعل هذا انما يشير الى أن حكيمنا المصرى ربما كان من طبقة ارستقراطية ، ومن ثم فلم يكن من الهين عليه أن تزول المنعمة عنها الى غيرها أقل منها منزلة ومكانة في المجتمع المصرى القديم . وتقدمت الحياة بالناس الى زمان الدولة الوسطى ، هي الطبقة الوسطى ، طبقة حرة قوامها صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف الممتازة ، واذا كانبعض الباحثين يحاول انكار هذه الطبقة ، فان منطلق الحياة قد يحتم وجودها ، ذلك لاننا اذا سلمنا بوجود طبقة الاشراف الحاكمين من أعيان البلاد ووجهائها وأصحاب الرأى فيها ، وسلمنا بوجود طبقة عاملة من الزراع والمعمال الكادحين وأصحاب الحرف المختلفة ، فان منطق الاشياء يقتضينا أن نفترض وجود طبقة وسطى بين أولئك وهؤلاء ، 1) الطبقة العليا : كان على رأس هذه الطبقة فرعون الذي آمن المصريون القدامي . راغين أكثر منهم مكرهين ، بأنه الله تكرم وأقام فوق أرض مصر ليحكم الناس بمقتضى الحق الالهي الموروث ، وليدبر أمورهم وفقا لمشيئة الله. والاله العظيم بعد مماته ، يتساوى مع غيره من الآلية فيما لهم من حقوق . فله حق الاتصال بهم ، كما له على شعبه ما لغيره من الآلهة من التقديس والمهابة ، وفي المواقع أن هذا أمرا ثم تنفرد به مصر بين بلاد العالم . أو یکاد . ولم يعزل نفسه عن شعبة ، بل كان شديد الاتصال به . كان عليه عدة واجبات . ويعنى بشئونهم ، ويجزل هذه الصفات ، وقد لا يكون ، ولكنها مع ذلك تشير ولو بطريق الأساطير الشعبية : أن هناك من الشراعين من يعملون رعاياهم بالرد والحنان ، ولعل هذا يفسر لنا أسباب تلك المكانة التي كان يحتلها السنفرون في نفوس رعاياه ، حتى استمرت عبادته في أكثر من مدينة مصرية حتى عصر البطالمة ، وقد احتفظوا له بذكرى طيبة ، ومن ثم فقد صورته آدابهم الشعبية متواضعا ، ويكتب بنفسه ، كما وصفوه بأنه ( ملك . ) حامل وهناك ما يروى عن « نفر اير كارع » ثابت ملوك الأسرة الخامسة من أنه لم يترفع عن أن يترضى أحد رجاله (رع ور) عندما لظمت عما المفرعون سالته عن غير قصد ، بل انه يأمر بأن ينفس ذلك على حجر يوضع في قبر «رع ور ) وهناك قمة أخرى تبين مدى حزن الفرعون نفسه على مدى ما أصاب وزيره واش بتاح ، الذي وافته منيت فجاة عندما كان فرعون يتفقد وربما يفتتح أحد المنشآت الملكية ، وأن الملك حول اسعانه ولكنه فشل ، ثم عاد الى حجرته يدعو وبه رع أن يشمل وزيره برحمته ، ثم سمح لمواده أن يسجل ذلك كله على قبره الذى منحه اياه، وهناك كذلك فراعين كانوا يراسلون وزراءهم ويردون على رسائلهم بخط أيديهم، ومن ذلك ما كتبه الملك « جد كارخ » ( اسيسي ) الى وزيره ( شيسرع ، حيث يقول : " الحق أن رع أكرمني بأن وهبني ایان ، وإن رأى «فيكتليف » في حدوث واقعتى و رع ورالطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال . هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في من مبكرة إلى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم المتى كان يوجهها الآباء الى الأبناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبحالجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، لان مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات و واش بتاح » في عهد ملك واحد ) نفر اين كارخ ) ما يدل على أن الفرعون مصلحة فيهما ، وأنه كان يود أن يتخلص من الرجلين ، ثم أظهر حزنه عليه ، وإن كنت أميل الى أن الحادثين لا يستحقان كل هذه التخمينات التي ذهب اليها ( فيكتنيف ) ، وأيا ما كان الأمر ، فلقد كانت الطبقة الحاكمة ترتبط بالملك بروابط كثيرة ، ففى النصف الأول من الدولة القديم مكان الأمراء يعينون في مناصب الوزارة ، وأكثرهم من أبناء الملك أو من ذوى قرباه ، كما حدثت مصاهرات بين أفراد البيت المالك وبين أفراد من الشعب ، كما حدث في زواج و بتاح شبس ) من ( مع ماعة ) ابنة و شبكات ) ، وزواج ( ببي الأول ( من ابنة أمير أبيدوس، ولكن من ناحية أخرى ، وهيئة كبيرة ، وكانوا يمرعون كثيرا في اخضاع سلطان الدين الكثير من التأويل والتعقيد . ويحتفظون بأسرار تعاليمهم الدينية ، ويزعمون القدرة على استخدام السحر ، كما كانوا متبحرين في العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، وزاد في هيبتهم وسلطانهم ، كما بنعوا جانيه كبيرا من الثراء ، وبخاصة كهانة آمون التي تضخمت ثرواتها ، ويمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، مفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت إلى التوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفة على الاله آمون . بمثابة همزة الوصل بين الملك ورعيته ، وأنها تمكنت من احتلال المناصب الكبيرة . ثم الحصول على امتيازات كانت من قبل وقفا على الملوك دون سواهم وكان هؤلاء الحكم ومن حولهم حاشيتهم من كبار الموظفين يعيشون عيشة ترف ورفاهية ، فيسكنون المدور التخمة ، ويقتنون الضياع الواسعة ويقيمون الولائم المترفة ، حتى اذا ما كانت أيام الدولة الحديثة . وعرفت مصر المحيل و العجلات استبدلوا بها المصفات وباتوا ينتقلون عليها ، ويمارسون فوقها ألوان الفروسية والصيد والرياضة ، وهيئة كبيرة ، وكانوا يمرعون كثيرا في اخضاع سلطان الدين الكثير من التأويل والتعقيد . ويحتفظون بأسرار تعاليمهم الدينية ، ويزعمون القدرة على استخدام السحر ، كما كانوا متبحرين في العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، وزاد في هيبتهم وسلطانهم ، كما بنعوا جانيه كبيرا من الثراء ، وبخاصة كهانة آمون التي تضخمت ثرواتها ، ويمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، مفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت إلى التوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفة على الاله آمون . الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال . هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في من مبكرة إلى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم المتى كان يوجهها الآباء الى الأبناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبحالجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، لان مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات و استعل كهان آمون ذلك كله في توطيد سلطانهم ومضاعفة ثرواتهم. حتى بلغوا من ذلك ما لم يبلغه امثالهم في العالم المعروف وقت ذاك : فنالوا نصيبا من الكنوز التى سايت من العدو ، هذا فضلا عن فرق من الأسرى الاعمال السخرة ، وهيان ملكية حول المعبد ، وطعت شهره آمون نعمت البلاد ، بحيث لم يعد لأرباب الأقليم شيء من قوة ، الا في بلاطه وتحت راينه ، حتى انتهى الأمر يكهاته أمون الى القبض على زمام الحكم في البلاد بقيام دولة المكهنة في أعقاب الأسرة العشرين ، وأن كانت هناك آراء تذهب الى غير ذلك ۲) الطبقة الوسطى : لم يكن هناك نظام طبقات صريح يقل فيه النبلاء الصناع و الفلاحون مرتبطين بطبقة معينة جيلا بعد جيل ، فكان المجتمع ينظم على تاس استمرار الاشياء الموروثة ، فيستمر ابن الفلاح ليكون فلاحا ، وتتوقع منه أن ينجب أبناء يعملون فلاحين ، والأمر كذلك في طبقة النبلاء، ولكن المصريين كانوا عمليين متسامحين ، ففى العصور التي تمت فيها الدولة وتقدمت كانت البلاد في حاجة تي خدمات الرجال ذوى المقدرة الذين يعتمد عليهم ، مهرة ، ثم يكافاون بالممتلكات والوظائف والمميزات ، ومن ثم يصبحون وهناك أمثلة انتقل فيها بعض المواطنين من أشخاص عاديين إلى طبقة حبار الموظفين في الدولة ، فهناك مثلا ( وني » الذي يفهم من نحه مشهور الذي تركه لنا على لوحة بقبره في أبيدوس أنه نشأ نشأة مواضعة ، ثم استطاع أن يرتفع إلى أحد المراكز المرموقة في البلاد ، ذلك أنه بعد أن خدم كموظف صغير في عهد « تنى » مؤسس الاسرة السادسة ، ارتفع في عهد « ببى الأول » الى أن يصبح سميرا ، أو رجل بلاط مقرب ، وقد صحب هذا التشريف تعيينه في مركز كهنوتي في مدينة هرمه ، وسرعان ما كسب ثقة الملك الذي عينه عقب ذلك قاضيا ، ليستمع إلى قضايا مؤامرة امرخت في الحريم الملكي والمستة بيوت الكبرى (قضية الملكة ايمتس)، وحين أنهى هذا الواجب الهام أصبح القائد العام الخمس حملات جريئة أرسلها الملك الى آسيا ، واحدة منها كانت برية وبحرية معا ، حصر فيها عدود بين فكي الكماشة ، وقد كتب له فيها جميعا نجحا بعيد المدى في تاديب العصاة من سكان الرمال ، ثم أصبح في عهد ( مرى أن رع ) حاكم الصعيد ، وأنهى حياته مؤديا لابناء الملك ، ورفيقا في مخدعه . وهناك مثل آخر من حياة المهندس المعماري و تخير » الذي يرون أن فرعون وجد فيه بناء جادا ، ثم رقاه إلى وظيفة مفتنى بنائين ثم مشرفا على طائفته ، ثم رفعه جلالته إلى مصمم وبناء المملك ، كما يذكر نخبو ، أو بجدارة كل منهما ، أو حتى بالميراث ، وهذا ما لا ينطبق على « وني » على الاقل فان ذلك يدل على أن الوظائف أنها كانت متاحة لكل من تتوفر فيه الصفات اللازمة لشغل هذه الوظائف، مما أدى آخر الأمر إلى أن يرتفع بعض أبناء الطبقة الدنيا الى طبقة أعلى ، وفي عهد الدولة الحديثة نرى الكثير من نصوص الأسرة الثامنة عشرة يفاخر أصحابها بعصاميتهم، وبأن الواحد منهم أنها قد بدأ وظيفته () دونما تأثير من أقاربه » أو أنه من أسرة غير ميسر عليها في الرزق كما أنه لم يكن من أصحاب الجاه في مدينته » . وهكذا ظهرت طبقة وسطى قوامها الطبقة الوسطى من المواطنين ، فضلا عن صغار ملاك الأراضى الزراعية وأصحاب الحرف الممتازة وهؤلاء انما كانوا من الفنانين والصناع ، وفنونها وصناعاتها هي أجل ما امتازت به ، حتى لا يعادلها ، فيما يرى البعض ، شيء من عقائدها و آدابها وعلومها ، ولو لم يكن الفنان والمصانع موضع تقدير المجتمع وتشجيعه لكان من المستحيل أن يبلغا ذروة الابداع مع كثرة الانتاج ، كثرة لا يدانيها انتاج أية أمة أخرى ، وليس أدل على قيمة الفن والفنان من أن رئيس كهنة منف كان بعد في عهد الدولة القديمة رئيسا أعلى للفنانين ، ويحمل لقب المشرف العام على الفنانين ، ويبدو أنه كان فعلا يزاول هذه المهنة والسبب الذي جعل هذا الكاهن المعظيم يشرف على رجال الفن أن الاله ( بتاح » الله منف انما كان يعتبر بمثابة الفنان بين الالهة المصرية ، ومن ثم فقد تحتم على كبير كهنة هذا الاله أن يكون أكبر فنان في مصر ، كما تحتم على كهنة آلهة الحق والعدالة أن يكونوا المشرفين على أعمال القضاء ، وقد استمر أشراف كبير كهنة بتاح على أهل الفن في مصر طوال العصور التي بقى فيها بتاح رب عنف . كان المرجو أن تكون حياة الصناع والفنانين ميسرة ، جزاء لما أنتجوا من فن رائع ، ولكن ليس هناك من دليل على أنهم كانوا من أهل اليسار، كبقية الطبقة العاملة ، وقد وضعهم جیمی هنری برستد » الذي قسم المجتمع إلى أمراء وعبيد ، بين هاتين الطبقتين ، ودعاهم بالطبقة الوسطى التي احتكرت الصناعات والفنون الجميلة وبرعت فيها كثيرا ، وقد كانت هذه الطبقة بمثابة حلقة اتصال بين الحاكمين والمحكومين ، فهي أصلا من المحكومين ، فهي تحس بآلام المحكومين وما يلاقونه من شظف العيش وعنت الحياة ، وانني لاميل كثيرا الى أنها غالبا ، كغيرها من أبناء الطبقة الوسطى ، لم تقد عن انغماس في الشهوات ، وهي في نفس الوقت لم تذل عن فقر واطلاق ، ومن ثم فان الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال . وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حلا ، فهم أهل المعرفة والخبرة ، وأصحاب العلم والثقافة ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ومنها وصية خيتي بن دو اوف » الى ولده «ببي بنها اياه حسين صاحبه ليلحقه بالمدرسة ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، ويوصيه بأن ( يضع قلبه وراء المكتب )) وأن ( يحبها كما يحب أمه ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، شارحا له أن المتعلم لن تستطيع الدولة أن تسخرة في عمل شاق ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات وفي تراث المصريين كثير من أمثال تلك الوصية ، وبخاصة في عيد الدولة الحديثة التي ازدادت فيها الحاجة إلى الموظفين ، نظرا الاتساع الدولة في الداخل والخارج وتضخم أعبائها ، وحسين البيت قصص البطولة تفرس السياسيين أيدى الجنود العائدين من آسيا ، ودفعتهم إلى الانخراط في صفوف الجيش ، انزعج أدباء العصر وأصحاب المعرفة والثقافة من أقبال الشباب على الجندية، وانحرافهم عن صناعة الكتابة ، وأخذوا يسطرون القصار والطوال من المقطوعات الأدبية . يصورون فييها الحياة الخشنة التي يحياها الجندي ، ويرغبونهم في الوظائف الكتابية ، ومن ذلك ما جاء في بردية ( أسطاني » حين أخذ الكاتب يقبح كافة المهن ويعدد مساوئها ، ثم يختم حديثه بقوله ( بيد أن الكاتب هو الذي يرأس أعمال جميع الناس ، وهو معنى من الضريبة ، لانه يؤديها عملا عن طريق معرفته ولن يكون مستحقا عليه شيء ، وعليك أيها الكاتب أن تفطن الى ذلك وتنزع من فكرك أن الجندي أحسن حالا من الكاتب». ، وأخيرا ينصح شيخ ولده قائلا كن كاتبا لتعفى من السخرة ، وتحمى نفسك من كل عمل شاق ، فالكاتب يتخلص من العرق بالناس ، ويكون في غنى عن حمل السلال ، ولا يكون لك فيها رؤساء كثيرون ، فالمتعلم يصبح عن طريق عمله ، بل أن زينة صاحبها من أدوات وقراطيس انما تخلق البهجة والسرور . ۳) الطبقة الدنيا : وتشمل التجار والعمال والفلاحين وأصحاب المعرف الصغيرة كالنجار والخلاق والبستاني وصانع السهام وطواف البريد والدباغ والاسكافي وغيرهم ، أما طبقة التجار ، فالمقصود بهم هنا أولئك الذين كانوا يعملون في التجارة الداخلية ، و التي كانت محدودة إلى حد كبير، اذ أنها لا تعدو المعاملات المحدودة والتي تجرى فى الاسواق المحية : وقد رأينا حكيما ينصح ولده بالا يكون تاجرا يجوب الوادي متنقلا بين أقاليمه ومدائنه وقراء ، معرضا نفسه لاخطار الطريق وما يلقى في ذلك من أذى الدوام والمحشرات ، في سبيل الحصول على ربح تافه يكاد لا يسمن ولا يعني من جوع . فهم الذين كانوا يعملون في المناجم والمحاجر وغيرها . وفي بناء الاهرامات والمقابر والمعابد ، وكانت الدولة هي التي تحتكر استغلال ، المناجم والمحاجر ، فكانت تجند طوائف من العمال المختصين تحت اشراف رؤساء للعمال ومنتشين ، وتعمل على نقلهم تحت حماية جندها الى مقر أعمالهم في الصحراوات المصرية ، وقد كان العمال يقسمون إلى فرق ثم الى زمر ، وكانت كل فرقة تحمل اسما معينا ، وكان هناك كاتب يسجل أسماء كل فرقة ، هذا الى جانب مفتشين يمرون يوميا أو أسبوعيا ، وقد عثر في منطقة الأهرام على مساكن للعمال الذين بنوا هذه الشوامخ. وهي تقاعات ضيقة طويلة يبلغ عددها قرابة المائة ، يتسع كل منها لنحو خمسين عامة ، وقد أسهمت طبلة العمال بنصيب وافر في بناء هذه الشوامخ من الأهرامات الخالدة والمعابد والمقابر البديعة ، مما يثبت تلك الانترات المادية التي لم يسبق لها مثيل ، ذلك لانه لم يوجد شعب آخر في بقاع العالم القديم قال من السيطرة على عالم المادة بحالة واضحة للعيان تنطق بها آثاره ، مثل ما قاله المصريون القدامي في وادى النيل ، غير أنه رغم هذا الجهد العظيم ، فإن طبقة العمال لم تعش حياة تتلق والمجد الذي حققته للمدنية المصرية ، ربما كان النظام الدقيق الذي اتع مع العمال قد أعطاهم بعضى حقهم ، وضمن لهم ماكلا ومليا ، وربما كانوا أحسن حالا من الفلاحين ، حتى أن حكيم الثورة الاجتماعية ( ايبو - ور (( عندما أراد أن يبين أن الصناعة قد تعطلت ، وأن الفنون قد أفسدها أعداء البلاد ، انما يقول « حقا قد أصبح بناة الاهرام فلاحين ) ، وربما كان هذا دليلا على أن المشتغلين في بناء الاهرام من العمال أفضل حالا من المشتغلين بالفلاحة ، كما أنهم كانوا يأخذون أجرا في مقابل عملهم ، فهناك نصوص كثيرة نقشت على مقابر القوم تدل عباراتها على أن المعامل أنما كان يعمل دائما بأجر ، من ذلك ما نقرؤه على قاعدة تمثل جنزي القد طلبت إلى المثال أن ينحت لى هذه التماثيل ، وكان راضيا عن الاجر الذي دفعته له » . ويقول مدير ضيعة يدعى ((منى من الأسرة الرابعة وأن كل رجل عمل في تشييد قبرى هذا ، سواء أكان صانه، أو حجارا فلقد أرضيته عن عمله )) ، وأن كل من عمل في اعدادها قد أخذ أجره : كاملا غير منقوص ، ومنها ما نقرؤه جميع من عملوا في هذه المقبرة قد نالوا أجرهم كاملا ، وبكميات وافرة ، كما أنى لم أكره أحدا على المعمل ، ، هذا فضلا عن أن الملك المتكاورع كان قد أمر بناء مقبرة الأحد رجال بلاطة ، وقد عمل فيها خمسون عاملا ، وقد جاء في النص الذي يروى هذا الحادث أن فرعون أمر ألا يسخر أحد في هذا العمل فضلا عن عدم اكراه العمال في أي عمل . وهناك ما يشير إلى أن أحوال طبقة العمال انما قد تحسنت كثيرا في الدولة الحديثة ، فقد كان عمال الجبانة الملكية في طبيبة الغربية يتكونون من مجموعات خاصة من الرجال الذين عاشوا ، وكذا أسلافهم من قبل ، لعدة أجيال مضت في نفس القرية بجبانة طيبة يعملون في نحت وزخرفة مقابر الفراعين ، الذين كانوا يعتبرون عملهم هذا في منتهى الأهمية ، فقد كان من أهم الأهداف التي كان القوم يعيشون من أجلها، بصفته (( الآله الطيب ) بين الآلهة العظام ، ومن هنا فقد كان هؤلاء الرجال الذين يؤدون هذه المهمة العظيمة أبعد ما يكونوا أقل رعايا الفرعون حظا ، بل أن من المشرفين على بناء المقابر الملكية من وصل الى مركز هام في الدولة . وعلى أي حال ، كل فرقة تنقسم إلى قسمين، على رأس كل منهما مقدم عمال ، كان يلقب كبير الفرقة أو الجانب ) ، كما كان هناك كاتب يحتفظ بسجل يسجل فيه ما أنجز من العمل ، فضلا عن أسماء العمال الذين تخلفوا وأسباب تخلفهم ، وكان الكثير منهم مثال الجد والاجتهاد، يكاد الواحد منهم لا يتخلف يوما طوال أيام السنة ، على حين جانب البعض التوفيق ، فانقطعوا أكثر من نصف شهر ، وكانت أعذار التخلف كثيرة كالمرض ولدغة العقرب ، ومن ثم فقد تغيبوا بسبب تقديم القرابين للالهة ، كما كان انحراف مزاج الزوجة أو الابنة سبيا كافيا ، وأن يكن غريبا ، يسوغ أحيانا التخلف عن العمل . ويصلحالعمال في كل شهر ثلاثة أيام كعطلة ، كما كان العمال يمنحون أجازات في المناسبات الخاصة بالاعياد الكبرى للالهة الرئيسية ، كانت كثيرا ما تصل إلى أيام متتالية ، من قمح أو شعير ، فقد كانو يمنحون من وقت لاخر ، وفى مناسبات خاصة مكانات من فرعون ، وتشمل النبيذ والملح والنترون (وكان يستخدم بدلا من المصابون ) ، فضلا عن بعض الكماليات الاخرى المتشابهة . وهكذا يمكن القول أن هؤلاء العمال لم يكونوا مسخرين في العمل في المقابر الملكية ، وانما كانوا يعملون لقاء أجر ، كما كان البعض منهم يتخلف لأسباب مختلفة ، من أن كلا مهم انما كان يتقاضى أربعة أرطال خير ، وحزمتين من الخضروات ، وقطعة من اللحم المشوى كل يوم ، وتوبا من الكتان النظيف مرتين كل شهر، لكان عماله يعيشون في مستوى قد لا يقل كثيرا عن مستوى العمال في العصر الحديث . ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الوثائق لم تحدثنا عن ستيات من التعيينات أو تأخر الرواتب قبل أخريات عهد رعمي الثالث ، وربما كان ذلك بسبب الازمة الاقتصاديية التي كانت تعانيها الميلاد ، وربما بسبب عدم أمانة الموظفين ، وربما بسبب تلك المنازعات السياسية التي بدأت تظهر في أخريات أيام رعمسيس الثالث ، وان ذهب البعض إلى أن السبب انما كان وباء علما اجتاح البلاد ، مما جعل الحكومة تفشل في أن تمد عمال دير المدينة بطبيبة العربية بمخصصاته الأمر الذي جعلهم يقومون بأول الخراب وصلتا أخباره في التاريخ ، ذلك أنه في اليوم العاشر من الفصل الثاني من الشهر المثاني من العام التاسع والعشرين من عهد رعمسيس الثالث اخترق فريق من العمال في الجبانة الأسوار الخمسة صالحين نحن جياع ، وتجمهروا خف معبد تحتمس الثالث الجنازي ، ولم يعودوا إلى منازلهم الا عندما حل الليل ، رغم الموعود بأن أمرا من الفرعون قد صدر باجابة مطالبهم ، وفى اليوم التالى تقدموا حتى بوابة الحدود الشمالية لمعبد الرمسيوم ، ولكنهم فى اليوم الثالث وصلوا إلى المعيد نفسه وقضوا الليل فى فوضى عند بوابته ثم دخلوا المعبد نفسه وعندئذ تطور الموقف فأخذ مظهرا خطيرا مهددا ، فقد كان العمال المضربون مصممين على موقفهم ، لكنهم لم يخرجوا على النظام ، وكان هجومهم على المكان المقدس ذا أثر فعال ، واضطرت السلطات المسئولة الى تهدئتهم ، فأرسلت اليهم ضابطين من الشرطة ، كما عمل كهنة الرميوم على تهدئة الأمور ، واجابهم المضربون القد أتينا إلى هنا بسبب الجوع والعطش ، حيث لا يوجد لدينا ملابس أو دهان أو سمك أو خضروات ، ألا فلترسلوا الى فرعون سيدنا الطيب بذلك ، واكتبوا إلى الوزير الذي يشرف علينا ، افعلوا ذلك لنعيش » ، ثم صرفت لهم مخصصات الشهر السابق في ذلك اليوم . وهكذا نجح العمال في تحقيق أهدافهم ، وعلمتهم التجربة ألا تثنيهم الترضية الجزئية عن وصولهم الى حقهم كاملا ، وطالبوا بأن تدفع لهم مخصصاتهم عن الشهر الحالي ، وتهدأ الاحوال الى حين ، حتى اذا ما أتى الشهر التالي : ورأى المعمال أن أجورهم لم تصرف لهم ، أخربوا عن العمل واخترقوا الجدران وجلسوا في الجبانة ، وحاول الموظفون اعادتهم ، ولكن الصانع موسى بن عاعنخت ( أقسم بآمون وبالفرعون ألا يعود ، فاضطر الموظفون الى ضربه ، ذلك أنه تجرأ فحلف باسم المفرعون هنا ، ودفع بهم غضبهم الى تهديدهم لرؤسائهم واتهامهم بعش الملك ، وتهدأ الاحوال قرابة الشهرين ، وعاد العمال الى الثورة من جديد ، واخترقوا الأسوار ، وبينما كانوا متجمهرين خلف معبد با آن رع مری آمون معبد مرنبتاح الجنزي) من عمدة طيبة العربية فشكوا اليه حالهم ، فأمر بأن تصرف لهم خصين غرارة من المحبوب ، حتى يصرف لهم فرعون مخصصاتهم ، ثم وصف عمله هذا بأنه الجريمة كبرى )) . وأما طبقة الفلاحين التي أريد لها أن توضع في القاع من هرم المجتمع المصرى القديم ، هذه المطبقة كان المرجولها في بلد يعتمد ، أول ما يعتمد ، في موارده الاقتصادية فى الزراعة ، أن تحتل مكانة لا يتطاول اليها صاحب حرفة أخرى ، غير أن الفلاح هو الذي لم يتطاول إلى مكانة غيره من أصحاب الحرف الأخرى ، كان حظه في الحياة أقل من حظ غيره ، وكانت الفرص المتاحة له أقل بكثير من القرص المتاحة للصانع أو حتى خادم المنزل أو العبد الخاص بالنبيل ، ومع ذلك فقد كان هو العنصر الأساسي في اقتصاد البلاد وكانت نظرة المجتمع اليه على أنه انسان بائس لا يستحق سوى الرئاء ، فهناك خطاب سجله أحد الكتاب الى تلميذ له متحدثا فيه عن نصيب الفلاح من الحياة ، ثم أكل فرس النهر النصف الآخر ، هناك عدد لا يحصى من الفيران تسعى فوق المحقول ، كما هبطت جدائل الجراد ، أما الماشية فهي نأكل ، ولكن واحسرتاه على الفلاح فمما بقى له من حبوب على أرض الجرن قد سرقها اللصوص ، كما نفقت ثيرانه من الدرس والحرث ، ثم وصل الكاتب بسفينته الى الشاطيء وهدفه أن يتسلم المحصول ، وقد حمل موظفوه عصيهم ، وكلهم يقولون له : اعطنا الحبوب ، أما أولاده فيربطون ويتركهم جيرانهم ويولون الادبار، كما هم الآن ، وقد كانوا فريقين ، الواحد يمتلك أرضه وحقله ، والآخر أجير عند فرعون ، ثم عند النبيل أو حاكم الاقليم ، حين شارك هؤلاء سيدهم في الغنيمة ، وهو الأكثر عددا فقد كانوا مرتبطين بالارض لا ينفكون عنها، بحيث اذا انتقلت ملكيتها انتقلت معها تبعيتهم من المالك القديم إلى الملك الجديد ، ولكنه انتقال للذمة ، وليس للملكية ، ذلك لان المقوم أنها كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وأنها كان ذلك من نصيب الأسرى دون سواهم . وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، وفى مرسوم آخر ، فالمزارع اذن انما يعمل باجر ، وفي ساعات معينة من المهار ، فهو ليس مملوك لصاحب الأرض ، وانما هو يعمل بعقد معه. ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا . وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الأرض جزءا من المحصول ، فهو اذن كان يستأجر الأرض من المالك ، وكان بينهما عقد مزارعة ، وهو الأكثر عددا فقد كانوا مرتبطين بالارض لا ينفكون عنها، بحيث اذا انتقلت ملكيتها انتقلت معها تبعيتهم من المالك القديم إلى الملك الجديد ، ولكنه انتقال للذمة ، وليس للملكية ، ذلك لان المقوم أنها كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وأنها كان ذلك من نصيب الأسرى دون سواهم . وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، وفى مرسوم آخر ، فالمزارع اذن انما يعمل باجر ، وفي ساعات معينة من المهار ، فهو ليس مملوك لصاحب الأرض ، وانما هو يعمل بعقد معه. ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا . وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الأرض جزءا من المحصول ، فهو اذن كان يستأجر الأرض من المالك ، وكان بينهما عقد مزارعة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتم الا اذا كان الفلاح حرا . وبدهى أن هذا كله انما يشير إلى أن المعامل الزراعي لم يكن أبدا مملوكا لصاحب الأرض التي كان يعمل بها ، الى جانب الزراعة ، في حفر المشرع والقنوات واقامة السدود ، وليس هناك على أي حال ، مجان لاتول ، بان هؤلاء الاتباع كانوا يستغلون استغلالا سينا خاليا من الرحمة ، كما أنه لا أساس لما يذهب اليه البعض من أن ذلك العهد الما كان يتسم بالظلم والاستبداد لمصلحة الملك أو الأمراء ، فليس هناك دلين يمكن الاطمئنان اليه التقرير ذلك ، هذا ويروى هيرودوت أن المنيل كان اذا ما أكل جزءا من أرض أحد الفلاحين ( نحر النهر ) فانه يتقدم الى فرعون بامره هذا ، حتى يرسال لجنة تقرر مقدار ذلك الجزء الضائع حتى يدفع الضرائب على ما تبقى عنده من الأراضي ، بعد أن يدفع الضرائب عنها ، على أنه في الوقت نفسه أنها كان يخضع لرقابة الدولة فيما يقوم به من عمل ، وأنه لا يترك ونائه فيما يتولاه من شئون الزراء ، وقد تعوضه الدولة عن الخسارة ، إذا ما جاءت نتيجة الكوارث طبيعية ، وقد تزيد الدولة من نصيبه (ربما عن طريق تقليل الضرائب ) عند ازدياد حاجاته المعيشية ، ولعل ذلك كله انما يشير إلى أن الدولة انما كانت تنظر إلى المزارع على أنه يقوم بوظيفة اجتماعية ، ومن ثم فهى توجهه الوجهة التي تحقق المصلحة العامة . وأما بقية أفراد الطبقة الدنيا الذين ورد ذكرهم في كتب المؤرخين الاغريق ، فهم رعاة الاغنام ورعاة الخنازير والصيادون والملاحون فلم يكن أحد منهم يمتلك أرضا زراعية ، وكانت أعمال الطوائف الثلاث الأولى مقصورة على التنقل في الأراضي القاحلة الخالية من السكان طلبا للكلا وبحثا عن صيد . وهكذا كان أفراد الطبقة الدنيا يمثلون الكثرة الساحقة من سكان هذا الموطن ، يمارسون حرفهم التقليدية من زراعة وصناعة ورعى وصيد وملاحة ، وكانوا من أرق الطبقات حالا . يسكنون مساكن بسيطة لا تعدو الحجرة أو الحجرتين ، وليس بها. من الاثاث والرياض ما يجاوز الحصير وبعض المقاعد الخشبية والصناديق وآنية الفخار، عاما لباسهم فكان نقية من نسيج الكتان يستتر بها الرجل فيغطى بها وسطه إلى أعلى الركبتين ، كما كان لباس المرأة بسيطا أيضا ، فهو عبارة عن ثوب ضيق وبخاصة أسفله ، غير مكنم ، يصل من الكتب إلى المعقبين ، ولم يكن للفلاحين من الحرية ما لغيرهم من الطبقات الأخرى . والمما كانوا يعملون في مواسم الزرع، حتى اذا ما جاء الفيضان وهلات المياه الاحواض وتوقفت أعمال الزراعة : حشدت الحكومة جيوشا من هؤلاء الفلاحين للعمل في المحاجر والمناجم وأعمال البناء وجميع المشروعات الحيوية العمرانية العامة ، أو أعمال الري ، وبرغم ما يسود هذا النظام من عيوب ، فقد كان من مزاياه أنه جعل الشعب عاملا قويا دريا ، لا يعرف الملل ولا يركن إلى الراحة التي تدفع للناس عللا اجتماعية وبدنية ، كما أكسبه مهارة فنية كبيرة ونافعة . تلك كانت طبقات المجتمع المصرى القديم ، وهي على الرغم مما نرى فيها من تباين وتفاوت ، لا تكاد تحملنا على أن تجعل ذلك المجتمع طبقيا ، كما تعنى هذه الكلمة تماما ، ففى مثل ذلك النظام يحدد المولد الطبقة الاجتماعية التي ينتسب اليها الفرد ، أما في مصر فبالرغم من أن الابن كان يزاول مهنة أبيه في أغلب الأحايين ، فقد كان من الممكن لاى شاب يمتلك مواهب مناسبة أن يحتل مكانا أرفع مما وصل اليه أبوه ، وقد يصعد الى أعلى الوظائف ، أو بمعنى آخر لم تكن هناك حدود فاصلة تماما بين الطبقات ، اذ كان من الممكن الانتقال من طبقة إلى أخرى ، اعتمادا على المواهب والمؤهلات ، كما أشرنا من قبل هذا فضلا عن أن الحياة في مصر الفرعونية أنها قد جمعت سائر أفراد الشعب ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الحيوية في وحدة متماسكة قوية ، لأن طبيعة الحياة الزراعية وظروف العيش قد أدت الى ذلك ودعت اليه في الحاج ملح وفى عنف شديد ، والا بعض اضرابات للعمال في الأسرة العشرين نتيجة المسعبة ، ولكن ذلك لم يستممر طويلا ( الثورات أو الاضرابات ) ، ومن ثم فقد تميز المجتمع المصرى بذيوع ذلك الروح الصفو العذب ،
شبه جون ويلسون الدولة والمجتمع المصرى القديم بالهرم ، ثم وضع في أعلى الهرم ، هرم صغير مستقل ، رأى أنه يمثل الملك الذي يحكم فوق وزرائه ، الذين كانوا بدورهم فوق حكام الاقاليم ، الذين كانوا فوق عمد البلاد والقرى ، ومن الناحية الاجتماعيه كان فرعون فوق النبلاء الذين كانوا بدورهم فوق الفنانين وصغار التجار والعمال والفلاحين ، أما عن التنظيم المدينى فكان فرعون هو حلقة الاتصال الوحيدة مع الآلهع ، وكان فوق الكهنة الذين كانوا بدورهم فوق الشعب.
وهذه التشبيهات الهرمية ليست في الحقيقة الا شيئا واحدا ، لأن كبار الموظفين والنبلاء وكبار الملاك والكهنة أنما كانوا في درجة واحدة ، فقد كانوا جميعا يكونون الطبقة التى تلى فرعون مباشرة ، وكان ينيبهم عنه في تأدية المهام الخاصة به ، وهكذا كان المجتمع المصرى القديم يتكون في أول أمره من طبقتين بينهما فرق واضح ، طبقة عليا وهي الحاكمة ،على رأسها فرعون وأسرته وحاشيته ، ومن حولهم كبار موظفي الدولة وأمراء الاقاليم وكبار الكهنة ، ثم طبقة دنيا وهي العاملة الكادحة تتكون من عمال الزراعة والصناعة والصيادين والملاحين والرعاة والخدم وجميع أصحاب الحرف الذين يعملون فى الخدمات العامة والخاصة
وتشير آثار الادباء والحكماء وأصحاب التأملات الى هذا النظام الطبقي ، ومنهم حكيم الثورة الاجتماعية الأولى ايبو – ور» الذي حدثنا كيف ساد الوضيع على الرفيع ، وكيف أن الذين لم تكن لهم أسر معروفة قد أصبحوا من أصحاب اليسار ، وكيف أخذت محن الجوع والفقر بأبناء البيوتات من جميع أقطارهم ، يقول الحكيم المصرى (( انظر : لقد حدث هذا بين الناس ، فمن لم يكن في قدرته أن يقيم حجرة أصبحالان يملك غناء مسورا ، انظر : ان النبيلات يرقدن الان على الفراش الخشن ، والامراء ينامون فى المخزن ، ومن لم يكن ميسرا له أن ينام على الجدران ، أصبح الان صاحب فراش وثير ، انظر : ان المرجل الغنى أمى يمضى ليله ظمآن ، ومن كان يستجدى بقية سؤره أصبح يمتلك جعة قوية ، انظر ، ان الذين كانوا يلبسون الملابس الفخمة أصبحوا الان في خرق بالية )) ، ولعل هذا انما يشير الى أن حكيمنا المصرى ربما كان من طبقة ارستقراطية ، ومن ثم فلم يكن من الهين عليه أن تزول المنعمة عنها الى غيرها أقل منها منزلة ومكانة في المجتمع المصرى القديم .
وتقدمت الحياة بالناس الى زمان الدولة الوسطى ، ونشأت بين الطبقتين المذكورتين طبقة ثالثة ، هي الطبقة الوسطى ، طبقة حرة قوامها صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف الممتازة ، واذا كانبعض الباحثين يحاول انكار هذه الطبقة ، فان منطلق الحياة قد يحتم وجودها ، ذلك لاننا اذا سلمنا بوجود طبقة الاشراف الحاكمين من أعيان البلاد ووجهائها وأصحاب الرأى فيها ، وسلمنا بوجود طبقة عاملة من الزراع والمعمال الكادحين وأصحاب الحرف المختلفة ، فان منطق الاشياء يقتضينا أن نفترض وجود طبقة وسطى بين أولئك وهؤلاء ، والا فاين مصنع صغار الموظفين وصغار رجال الجيش ومن يماثل أولئك وهؤلاء من الناس ولنتحدث الآن عن طبقات المجتمع المصرى الثلاث :
(1) الطبقة العليا :
كان على رأس هذه الطبقة فرعون الذي آمن المصريون القدامي . راغين أكثر منهم مكرهين ، بأنه الله تكرم وأقام فوق أرض مصر ليحكم الناس بمقتضى الحق الالهي الموروث ، وليدبر أمورهم وفقا لمشيئة الله. خداموا السلطانه في الدنيا وآمنوا باستثنافه في الآخرة ، وكانوا يدعوه الاله الطيب في حياته، والاله العظيم بعد مماته ، فهو الاله الصدر الحور) الذي تجسم في هيئة بشريه ، ومن ثم فهو ، في نظر رعاياه ، اله حي في شكل انسان ، يتساوى مع غيره من الآلية فيما لهم من حقوق . فله حق الاتصال بهم ، كما له على شعبه ما لغيره من الآلهة من التقديس والمهابة ، وفي المواقع أن هذا أمرا ثم تنفرد به مصر بين بلاد العالم . وانما هو شيء كان يسود أهم المدنيا المعروفة في العصور القديمة ، أو یکاد .
على أن فرعون رغم هذه المكانة المقدسة التي كان يحتلها - لم يعش في برج من عاج ، ولم يعزل نفسه عن شعبة ، بل كان شديد الاتصال به . ذلك أنه على الرغم من الحقوق التي كان يتمتع بها فرعون ، كان عليه عدة واجبات . فهو المسئول عن الدفاع عن مصر وحماية حدودها من غارات الشعوب المجاورة والطامعة في خيراتها ، ثم يستمع لشكوى الناس ، ويعنى بشئونهم ، ويهتم بمراقبة موظفيه ورعايتهم ، ويجزل هذه الصفات ، وأن نفرتي قد ذكرها لتكون هديا للملك القادم في معاملة رعاياه ، قد يكون ذلك ، وقد لا يكون ، ولكنها مع ذلك تشير ولو بطريق الأساطير الشعبية : أن هناك من الشراعين من يعملون رعاياهم بالرد والحنان ، ولعل هذا يفسر لنا أسباب تلك المكانة التي كان يحتلها السنفرون في نفوس رعاياه ، حتى استمرت عبادته في أكثر من مدينة مصرية حتى عصر البطالمة ، وقد احتفظوا له بذكرى طيبة ، ومن ثم فقد صورته آدابهم الشعبية متواضعا ، يميل إلى المعرفة ويكرم العلماء ويحن الاستماع اليهم ، ويكتب بنفسه ، كما وصفوه بأنه ( ملك . ) حامل وهناك ما يروى عن « نفر اير كارع » ثابت ملوك الأسرة الخامسة من أنه لم يترفع عن أن يترضى أحد رجاله (رع ور) عندما لظمت عما المفرعون سالته عن غير قصد ، بل انه يأمر بأن ينفس ذلك على حجر يوضع في قبر «رع ور ) وهناك قمة أخرى تبين مدى حزن الفرعون نفسه على مدى ما أصاب وزيره واش بتاح ، الذي وافته منيت فجاة عندما كان فرعون يتفقد وربما يفتتح أحد المنشآت الملكية ، وأن الملك حول اسعانه ولكنه فشل ، ثم عاد الى حجرته يدعو وبه رع أن يشمل وزيره برحمته ، ثم سمح لمواده أن يسجل ذلك كله على قبره الذى منحه اياه، وهناك كذلك فراعين كانوا يراسلون وزراءهم ويردون على رسائلهم بخط أيديهم، ومن ذلك ما كتبه الملك « جد كارخ » ( اسيسي ) الى وزيره ( شيسرع ، حيث يقول : " الحق أن رع أكرمني بأن وهبني ایان ، وإن رأى «فيكتليف » في حدوث واقعتى و رع ورالطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال .
هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في من مبكرة إلى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حلا ، فهم أهل المعرفة والخبرة ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم المتى كان يوجهها الآباء الى الأبناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ومنها وصية خيتي بن دو اوف » الى ولده «ببي بنها اياه حسين صاحبه ليلحقه بالمدرسة ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبحالجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، ويوصيه بأن ( يضع قلبه وراء المكتب )) وأن ( يحبها كما يحب أمه ، لان مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، شارحا له أن المتعلم لن تستطيع الدولة أن تسخرة في عمل شاق ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات و واش بتاح » في عهد ملك واحد ) نفر اين كارخ ) ما يدل على أن الفرعون مصلحة فيهما ، وأنه كان يود أن يتخلص من الرجلين ، فنخ أحدهما بعضاء التي ربما كانت صمومة ، وسم الآخر بطريقة ما ، ثم أظهر حزنه عليه ، وإن كنت أميل الى أن الحادثين لا يستحقان كل هذه التخمينات التي ذهب اليها ( فيكتنيف ) ، وليس بدعا أن يكرم الفرعون موظفيه العاملين والمقربين اليه بعد وفاتهم .
وأيا ما كان الأمر ، فلقد كانت الطبقة الحاكمة ترتبط بالملك بروابط كثيرة ، ففى النصف الأول من الدولة القديم مكان الأمراء يعينون في مناصب الوزارة ، وأكثرهم من أبناء الملك أو من ذوى قرباه ، كما حدثت مصاهرات بين أفراد البيت المالك وبين أفراد من الشعب ، كما حدث في زواج و بتاح شبس ) من ( مع ماعة ) ابنة و شبكات ) ، وزواج ( ببي الأول ( من ابنة أمير أبيدوس، وهكذا فان وجود أبناء الملك وأقاربه يجعل الخط الفاصل بين الملك والطبقات الأخرى غير واضحالمعالم ، ولكن من ناحية أخرى ، فقد كانت الطبقة اوكان لكبار الكهنة مركزا ممتازا لدى الشعب ، وهيئة كبيرة ، وكانوا يمرعون كثيرا في اخضاع سلطان الدين الكثير من التأويل والتعقيد . ويحتفظون بأسرار تعاليمهم الدينية ، ويزعمون القدرة على استخدام السحر ، كما كانوا متبحرين في العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، وزاد في هيبتهم وسلطانهم ، كما بنعوا جانيه كبيرا من الثراء ، وبخاصة كهانة آمون التي تضخمت ثرواتها ، ويمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، مفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت إلى التوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفة على الاله آمون .
بمثابة همزة الوصل بين الملك ورعيته ، وأنها تمكنت من احتلال المناصب الكبيرة . ثم الحصول على امتيازات كانت من قبل وقفا على الملوك دون سواهم وكان هؤلاء الحكم ومن حولهم حاشيتهم من كبار الموظفين يعيشون عيشة ترف ورفاهية ، فيسكنون المدور التخمة ، ويقتنون الضياع الواسعة ويقيمون الولائم المترفة ، ويتنقلون في محفات تحمل على أكتاف الرجال ، حتى اذا ما كانت أيام الدولة الحديثة . وعرفت مصر المحيل و العجلات استبدلوا بها المصفات وباتوا ينتقلون عليها ، ويمارسون فوقها ألوان الفروسية والصيد والرياضة ، ويتروحون عليها بين المزارع والحلول وعلى شواطئ النهر وكان لكبار الكهنة مركزا ممتازا لدى الشعب ، وهيئة كبيرة ، وكانوا يمرعون كثيرا في اخضاع سلطان الدين الكثير من التأويل والتعقيد . ويحتفظون بأسرار تعاليمهم الدينية ، ويزعمون القدرة على استخدام السحر ، كما كانوا متبحرين في العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، وزاد في هيبتهم وسلطانهم ، كما بنعوا جانيه كبيرا من الثراء ، وبخاصة كهانة آمون التي تضخمت ثرواتها ، ويمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، مفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت إلى التوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفة على الاله آمون .
الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال .
هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في من مبكرة إلى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حلا ، فهم أهل المعرفة والخبرة ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم المتى كان يوجهها الآباء الى الأبناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ومنها وصية خيتي بن دو اوف » الى ولده «ببي بنها اياه حسين صاحبه ليلحقه بالمدرسة ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبحالجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، ويوصيه بأن ( يضع قلبه وراء المكتب )) وأن ( يحبها كما يحب أمه ، لان مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، شارحا له أن المتعلم لن تستطيع الدولة أن تسخرة في عمل شاق ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات
و استعل كهان آمون ذلك كله في توطيد سلطانهم ومضاعفة ثرواتهم. حتى بلغوا من ذلك ما لم يبلغه امثالهم في العالم المعروف وقت ذاك : فنالوا نصيبا من الكنوز التى سايت من العدو ، ومعابد بأوقاتها من الأراضي في الاقاليم المستولى عليها ، هذا فضلا عن فرق من الأسرى الاعمال السخرة ، وهيان ملكية حول المعبد ، وطعت شهره آمون نعمت البلاد ، بحيث لم يعد لأرباب الأقليم شيء من قوة ، الا في بلاطه وتحت راينه ، حتى انتهى الأمر يكهاته أمون الى القبض على زمام الحكم في البلاد بقيام دولة المكهنة في أعقاب الأسرة العشرين ، وأن كانت هناك آراء تذهب الى غير ذلك
(۲) الطبقة الوسطى :
لم يكن هناك نظام طبقات صريح يقل فيه النبلاء الصناع و الفلاحون مرتبطين بطبقة معينة جيلا بعد جيل ، فكان المجتمع ينظم على تاس استمرار الاشياء الموروثة ، فيستمر ابن الفلاح ليكون فلاحا ، وتتوقع منه أن ينجب أبناء يعملون فلاحين ، والأمر كذلك في طبقة النبلاء، ولكن المصريين كانوا عمليين متسامحين ، ومن ثم فلم يجبروا شخصا على أن يظل أبد الدهر في طبقته التي توارثها اذا واتته المفرصة أو الضرورة التغيير ، ففى العصور التي تمت فيها الدولة وتقدمت كانت البلاد في حاجة تي خدمات الرجال ذوى المقدرة الذين يعتمد عليهم ، ففي مثل تلك لمصور يمكن أن يوجد الصناع بين الفلاحين ويصبح خدم المنازل عمالا ضمن زمرة الارستقراطيين . مهرة ، ثم يكافاون بالممتلكات والوظائف والمميزات ، ومن ثم يصبحون
وهناك أمثلة انتقل فيها بعض المواطنين من أشخاص عاديين إلى طبقة حبار الموظفين في الدولة ، فهناك مثلا ( وني » الذي يفهم من نحه مشهور الذي تركه لنا على لوحة بقبره في أبيدوس أنه نشأ نشأة مواضعة ، ثم استطاع أن يرتفع إلى أحد المراكز المرموقة في البلاد ، ذلك أنه بعد أن خدم كموظف صغير في عهد « تنى » مؤسس الاسرة السادسة ، ارتفع في عهد « ببى الأول » الى أن يصبح سميرا ، أو رجل بلاط مقرب ، وقد صحب هذا التشريف تعيينه في مركز كهنوتي في مدينة هرمه ، وسرعان ما كسب ثقة الملك الذي عينه عقب ذلك قاضيا ، وقد برز في هذا العمل فظهرت قدرته كمساعد للوزير ، ليستمع إلى قضايا مؤامرة امرخت في الحريم الملكي والمستة بيوت الكبرى (قضية الملكة ايمتس)، وحين أنهى هذا الواجب الهام أصبح القائد العام الخمس حملات جريئة أرسلها الملك الى آسيا ، واحدة منها كانت برية وبحرية معا ، حصر فيها عدود بين فكي الكماشة ، وقد كتب له فيها جميعا نجحا بعيد المدى في تاديب العصاة من سكان الرمال ، ثم أصبح في عهد ( مرى أن رع ) حاكم الصعيد ، وأنهى حياته مؤديا لابناء الملك ، ورفيقا في مخدعه .
وهناك مثل آخر من حياة المهندس المعماري و تخير » الذي يرون أن فرعون وجد فيه بناء جادا ، ثم رقاه إلى وظيفة مفتنى بنائين ثم مشرفا على طائفته ، ثم رفعه جلالته إلى مصمم وبناء المملك ، ثم مصمم وبناء ملكي تحت اشراف الملك ثم رقاه جلالته إلى وظائف الرفيق الوحيد ومصمم وبناء الملك في البيتين . لان جلالته كان يعطف عليه كثيرا وسواء تمت هذه الترقيات بعطف من الملك ، كما يذكر نخبو ، أو بجدارة كل منهما ، أو حتى بالميراث ، وهذا ما لا ينطبق على « وني » على الاقل فان ذلك يدل على أن الوظائف أنها كانت متاحة لكل من تتوفر فيه الصفات اللازمة لشغل هذه الوظائف، مما أدى آخر الأمر إلى أن يرتفع بعض أبناء الطبقة الدنيا الى طبقة أعلى ، وفي عهد الدولة الحديثة نرى الكثير من نصوص الأسرة الثامنة عشرة يفاخر أصحابها بعصاميتهم، وبأن الواحد منهم أنها قد بدأ وظيفته () دونما تأثير من أقاربه » أو أنه من أسرة غير ميسر عليها في الرزق كما أنه لم يكن من أصحاب الجاه في مدينته » .
وهكذا ظهرت طبقة وسطى قوامها الطبقة الوسطى من المواطنين ، فضلا عن صغار ملاك الأراضى الزراعية وأصحاب الحرف الممتازة وهؤلاء انما كانوا من الفنانين والصناع ، ولعل السبب انما يرجع الى حرفتهم نفسها وأهميتها بالنسبة للحضارة المصرية ، تلك الحضارة التي كانت في أخص صفاتها حضارة فنية راقية ، وفنونها وصناعاتها هي أجل ما امتازت به ، حتى لا يعادلها ، فيما يرى البعض ، شيء من عقائدها و آدابها وعلومها ، ولو لم يكن الفنان والمصانع موضع تقدير المجتمع وتشجيعه لكان من المستحيل أن يبلغا ذروة الابداع مع كثرة الانتاج ، كثرة لا يدانيها انتاج أية أمة أخرى ، وليس أدل على قيمة الفن والفنان من أن رئيس كهنة منف كان بعد في عهد الدولة القديمة رئيسا أعلى للفنانين ، ويحمل لقب المشرف العام على الفنانين ، ويبدو أنه كان فعلا يزاول هذه المهنة والسبب الذي جعل هذا الكاهن المعظيم يشرف على رجال الفن أن الاله ( بتاح » الله منف انما كان يعتبر بمثابة الفنان بين الالهة المصرية ، ومن ثم فقد تحتم على كبير كهنة هذا الاله أن يكون أكبر فنان في مصر ، كما تحتم على كهنة آلهة الحق والعدالة أن يكونوا المشرفين على أعمال القضاء ، وقد استمر أشراف كبير كهنة بتاح على أهل الفن في مصر طوال العصور التي بقى فيها بتاح رب عنف .
كان المرجو أن تكون حياة الصناع والفنانين ميسرة ، جزاء لما أنتجوا من فن رائع ، ولكن ليس هناك من دليل على أنهم كانوا من أهل اليسار، وان لم يكونوا في معيشة ضنكا ، كبقية الطبقة العاملة ، وقد وضعهم جیمی هنری برستد » الذي قسم المجتمع إلى أمراء وعبيد ، بين هاتين الطبقتين ، ودعاهم بالطبقة الوسطى التي احتكرت الصناعات والفنون الجميلة وبرعت فيها كثيرا ، وقد كانت هذه الطبقة بمثابة حلقة اتصال بين الحاكمين والمحكومين ، فهي أصلا من المحكومين ، ولكنها تحتك كثيرا بالحاكمين بسبب طبيعة عملها ، فهي تحس بآلام المحكومين وما يلاقونه من شظف العيش وعنت الحياة ، وترى بأعينها ما ينعم به الثراة من القوم من متع الحياة وزخرفها ، وانني لاميل كثيرا الى أنها غالبا ، كغيرها من أبناء الطبقة الوسطى ، لم تقد عن انغماس في الشهوات ، وهي في نفس الوقت لم تذل عن فقر واطلاق ، ومن ثم فان الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال .
هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في من مبكرة إلى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حلا ، فهم أهل المعرفة والخبرة ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم المتى كان يوجهها الآباء الى الأبناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ومنها وصية خيتي بن دو اوف » الى ولده «ببي بنها اياه حسين صاحبه ليلحقه بالمدرسة ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم . وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبح الجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، ويوصيه بأن ( يضع قلبه وراء المكتب )) وأن ( يحبها كما يحب أمه ، لان مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، شارحا له أن المتعلم لن تستطيع الدولة أن تسخرة في عمل شاق ، وانما يعنى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والتجارة والتجارة والبستنة والثلاثة والدباغة وضرب المطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات
وفي تراث المصريين كثير من أمثال تلك الوصية ، وبخاصة في عيد الدولة الحديثة التي ازدادت فيها الحاجة إلى الموظفين ، نظرا الاتساع الدولة في الداخل والخارج وتضخم أعبائها ، وحسين البيت قصص البطولة تفرس السياسيين أيدى الجنود العائدين من آسيا ، ودفعتهم إلى الانخراط في صفوف الجيش ، انزعج أدباء العصر وأصحاب المعرفة والثقافة من أقبال الشباب على الجندية، وانحرافهم عن صناعة الكتابة ، وأخذوا يسطرون القصار والطوال من المقطوعات الأدبية . يصورون فييها الحياة الخشنة التي يحياها الجندي ، ويحذرون الشباب من الاندفاع في هذا السبيل ، ويرغبونهم في الوظائف الكتابية ، ومن ذلك ما جاء في بردية ( أسطاني » حين أخذ الكاتب يقبح كافة المهن ويعدد مساوئها ، ثم يختم حديثه بقوله ( بيد أن الكاتب هو الذي يرأس أعمال جميع الناس ، وهو معنى من الضريبة ، لانه يؤديها عملا عن طريق معرفته ولن يكون مستحقا عليه شيء ، وعليك أيها الكاتب أن تفطن الى ذلك وتنزع من فكرك أن الجندي أحسن حالا من الكاتب».
ويقول آخر لولده وهو يعظه ( أنظر ليست هناك طبقة غير محكومة أما الكاتب فقط فهو الذي يحكم نفسه ويقول آخر لولده كذلك وطن نفسك على أن تكون كاتبا حتى تستطيع أن تدبر أمور العالم كله ، ، وأخيرا ينصح شيخ ولده قائلا كن كاتبا لتعفى من السخرة ، وتحمى نفسك من كل عمل شاق ، فالكاتب يتخلص من العرق بالناس ، ويكون في غنى عن حمل السلال ، أن مهنة الكاتب تخلصك من تحريك المجداف ولا تسبب لك هما ولا نكدا ، ولا يكون لك فيها رؤساء كثيرون ، واعلم أن مهنة الكاتب تكسب صاحبها غنى ومالا ، فالمتعلم يصبح عن طريق عمله ، ومهنته عظيما ، بل أن زينة صاحبها من أدوات وقراطيس انما تخلق البهجة والسرور .
(۳) الطبقة الدنيا :
وتشمل التجار والعمال والفلاحين وأصحاب المعرف الصغيرة كالنجار والخلاق والبستاني وصانع السهام وطواف البريد والدباغ والاسكافي وغيرهم ، أما طبقة التجار ، فالمقصود بهم هنا أولئك الذين كانوا يعملون في التجارة الداخلية ، و التي كانت محدودة إلى حد كبير، ولذا فان النصوص لا تتحدث عن التجار مما يدل على أن التجارة الداخلية في مصر القديمة ابان تلك الفترة لم تكن ذات أهمية ، اذ أنها لا تعدو المعاملات المحدودة والتي تجرى فى الاسواق المحية : وقد رأينا حكيما ينصح ولده بالا يكون تاجرا يجوب الوادي متنقلا بين أقاليمه ومدائنه وقراء ، معرضا نفسه لاخطار الطريق وما يلقى في ذلك من أذى الدوام والمحشرات ، في سبيل الحصول على ربح تافه يكاد لا يسمن ولا يعني من جوع .
وأما طبقة العمال ، فهم الذين كانوا يعملون في المناجم والمحاجر وغيرها . وفي بناء الاهرامات والمقابر والمعابد ، وكانت الدولة هي التي تحتكر استغلال ، المناجم والمحاجر ، وهي التي تشرف على العمال بطريقة تضمن العناية بهم والسهر على مصلحتهم ، فكانت تجند طوائف من العمال المختصين تحت اشراف رؤساء للعمال ومنتشين ، وتعمل على نقلهم تحت حماية جندها الى مقر أعمالهم في الصحراوات المصرية ، وقد كان العمال يقسمون إلى فرق ثم الى زمر ، وكانت كل فرقة تحمل اسما معينا ، وكان هناك كاتب يسجل أسماء كل فرقة ، كما يسجل عملها وتاريخ انجازه ، هذا الى جانب مفتشين يمرون يوميا أو أسبوعيا ، وقد عثر في منطقة الأهرام على مساكن للعمال الذين بنوا هذه الشوامخ. وهي تقاعات ضيقة طويلة يبلغ عددها قرابة المائة ، يتسع كل منها لنحو خمسين عامة ، وقد أسهمت طبلة العمال بنصيب وافر في بناء هذه الشوامخ من الأهرامات الخالدة والمعابد والمقابر البديعة ، مما يثبت تلك الانترات المادية التي لم يسبق لها مثيل ، ذلك لانه لم يوجد شعب آخر في بقاع العالم القديم قال من السيطرة على عالم المادة بحالة واضحة للعيان تنطق بها آثاره ، مثل ما قاله المصريون القدامي في وادى النيل ، فقد بنى القوم بنشاطهم الجم صرحا من المدنية المادية ظهر أن الزمن يعجز عن محره تماما .
غير أنه رغم هذا الجهد العظيم ، فإن طبقة العمال لم تعش حياة تتلق والمجد الذي حققته للمدنية المصرية ، ربما كان النظام الدقيق الذي اتع مع العمال قد أعطاهم بعضى حقهم ، وضمن لهم ماكلا ومليا ، وربما كانوا أحسن حالا من الفلاحين ، حتى أن حكيم الثورة الاجتماعية ( ايبو - ور (( عندما أراد أن يبين أن الصناعة قد تعطلت ، وأن الفنون قد أفسدها أعداء البلاد ، انما يقول « حقا قد أصبح بناة الاهرام فلاحين ) ، وربما كان هذا دليلا على أن المشتغلين في بناء الاهرام من العمال أفضل حالا من المشتغلين بالفلاحة ، كما أنهم كانوا يأخذون أجرا في مقابل عملهم ، فهناك نصوص كثيرة نقشت على مقابر القوم تدل عباراتها على أن المعامل أنما كان يعمل دائما بأجر ، ولا يجبره أحد على عمل يكرهه ، من ذلك ما نقرؤه على قاعدة تمثل جنزي القد طلبت إلى المثال أن ينحت لى هذه التماثيل ، وكان راضيا عن الاجر الذي دفعته له » .
ويقول مدير ضيعة يدعى ((منى من الأسرة الرابعة وأن كل رجل عمل في تشييد قبرى هذا ، سواء أكان صانه، أو حجارا فلقد أرضيته عن عمله )) ، مما يشير إلى أن كلا من هذين الرجلين أنما أراد أن يعلن أنه قد حصل على معداته الجنزية من طريق شريف ، وأن كل من عمل في اعدادها قد أخذ أجره : كاملا غير منقوص ، ومنها ما نقرؤه جميع من عملوا في هذه المقبرة قد نالوا أجرهم كاملا ، من خبز وجعة وثياب وزيت وقمح ، وبكميات وافرة ، كما أنى لم أكره أحدا على المعمل ، ، هذا فضلا عن أن الملك المتكاورع كان قد أمر بناء مقبرة الأحد رجال بلاطة ، وقد عمل فيها خمسون عاملا ، وقد جاء في النص الذي يروى هذا الحادث أن فرعون أمر ألا يسخر أحد في هذا العمل فضلا عن عدم اكراه العمال في أي عمل .
وهناك ما يشير إلى أن أحوال طبقة العمال انما قد تحسنت كثيرا في الدولة الحديثة ، فقد كان عمال الجبانة الملكية في طبيبة الغربية يتكونون من مجموعات خاصة من الرجال الذين عاشوا ، وكذا أسلافهم من قبل ، لعدة أجيال مضت في نفس القرية بجبانة طيبة يعملون في نحت وزخرفة مقابر الفراعين ، الذين كانوا يعتبرون عملهم هذا في منتهى الأهمية ، فقد كان من أهم الأهداف التي كان القوم يعيشون من أجلها، اعداد حياة الفرعون الخاصة بعد الموت ، بصفته (( الآله الطيب ) بين الآلهة العظام ، ومن هنا فقد كان هؤلاء الرجال الذين يؤدون هذه المهمة العظيمة أبعد ما يكونوا أقل رعايا الفرعون حظا ، بل أن من المشرفين على بناء المقابر الملكية من وصل الى مركز هام في الدولة .
وعلى أي حال ، فلقد كان هؤلاء العمال يقسمون إلى فرق ، كل فرقة تنقسم إلى قسمين، على رأس كل منهما مقدم عمال ، كان يلقب كبير الفرقة أو الجانب ) ، وكان لكل مقدم وكيل يعاونه في مهمته .
كما كان هناك كاتب يحتفظ بسجل يسجل فيه ما أنجز من العمل ، فضلا عن أسماء العمال الذين تخلفوا وأسباب تخلفهم ، وكان الكثير منهم مثال الجد والاجتهاد، يكاد الواحد منهم لا يتخلف يوما طوال أيام السنة ، على حين جانب البعض التوفيق ، فانقطعوا أكثر من نصف شهر ، وكانت أعذار التخلف كثيرة كالمرض ولدغة العقرب ، وان كنا نجد في القليل النادر الكسل قد ذكر أمام بعض الاسماء ، وهناك عدد من العمال كانوا أتقياء ورعين ، ومن ثم فقد تغيبوا بسبب تقديم القرابين للالهة ، كما كان انحراف مزاج الزوجة أو الابنة سبيا كافيا ، وأن يكن غريبا ، يسوغ أحيانا التخلف عن العمل .
هذا وقد كان من المتبع أن يستمر العمل طوال أيام السنة ، ويصلحالعمال في كل شهر ثلاثة أيام كعطلة ، كانت تقع في اليوم العالم والمعشرين والثلاثين من كل شهر ، كما كان العمال يمنحون أجازات في المناسبات الخاصة بالاعياد الكبرى للالهة الرئيسية ، كانت كثيرا ما تصل إلى أيام متتالية ، وكان العمال يأخذون أجرهم على عملهم حبوبا ، من قمح أو شعير ، فضلا عما كانوا يتقاضونه من تعينات منتظمة ، فقد كانو يمنحون من وقت لاخر ، وفى مناسبات خاصة مكانات من فرعون ، وتشمل النبيذ والملح والنترون (وكان يستخدم بدلا من المصابون ) ، وجعة آسيوية مستوردة ولحوم ، فضلا عن بعض الكماليات الاخرى المتشابهة .
وهكذا يمكن القول أن هؤلاء العمال لم يكونوا مسخرين في العمل في المقابر الملكية ، وانما كانوا يعملون لقاء أجر ، ويمنحون المكافآت في المناسبات الرسمية ، كما كان البعض منهم يتخلف لأسباب مختلفة ، بل اننا نرى الفراعين يفخرون بمعاملتهم برفق وسخاء ، فها هو (( سيتي الأول ( من الاسرة التاسعة عشرة يحدثنا عن بعض عماله ، من أن كلا
مهم انما كان يتقاضى أربعة أرطال خير ، وحزمتين من الخضروات ، وقطعة من اللحم المشوى كل يوم ، وتوبا من الكتان النظيف مرتين كل شهر، وفي المواقع ان كان ما يقوله ( سيتى الأول » صحيها ، لكان عماله يعيشون في مستوى قد لا يقل كثيرا عن مستوى العمال في العصر الحديث .
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الوثائق لم تحدثنا عن ستيات من التعيينات أو تأخر الرواتب قبل أخريات عهد رعمي الثالث ، وربما كان ذلك بسبب الازمة الاقتصاديية التي كانت تعانيها الميلاد ، وربما بسبب عدم أمانة الموظفين ، وربما بسبب تلك المنازعات السياسية التي بدأت تظهر في أخريات أيام رعمسيس الثالث ، وان ذهب البعض إلى أن السبب انما كان وباء علما اجتاح البلاد ، مما جعل الحكومة تفشل في أن تمد عمال دير المدينة بطبيبة العربية بمخصصاته الأمر الذي جعلهم يقومون بأول الخراب وصلتا أخباره في التاريخ ، ذلك أنه في اليوم العاشر من الفصل الثاني من الشهر المثاني من العام التاسع والعشرين من عهد رعمسيس الثالث اخترق فريق من العمال في الجبانة الأسوار الخمسة صالحين نحن جياع ، وتجمهروا خف معبد تحتمس الثالث الجنازي ، ولم يعودوا إلى منازلهم الا عندما حل الليل ، رغم الموعود بأن أمرا من الفرعون قد صدر باجابة مطالبهم ، وفى اليوم التالى تقدموا حتى بوابة الحدود الشمالية لمعبد الرمسيوم ، ولكنهم فى اليوم الثالث وصلوا إلى المعيد نفسه وقضوا الليل فى فوضى عند بوابته ثم دخلوا المعبد نفسه
وعندئذ تطور الموقف فأخذ مظهرا خطيرا مهددا ، فقد كان العمال المضربون مصممين على موقفهم ، لكنهم لم يخرجوا على النظام ، وكان هجومهم على المكان المقدس ذا أثر فعال ، واضطرت السلطات المسئولة الى تهدئتهم ، فأرسلت اليهم ضابطين من الشرطة ، كما عمل كهنة الرميوم على تهدئة الأمور ، واجابهم المضربون القد أتينا إلى هنا بسبب الجوع والعطش ، حيث لا يوجد لدينا ملابس أو دهان أو سمك أو خضروات ، ألا فلترسلوا الى فرعون سيدنا الطيب بذلك ، واكتبوا إلى الوزير الذي يشرف علينا ، افعلوا ذلك لنعيش » ، ثم صرفت لهم مخصصات الشهر السابق في ذلك اليوم .
وهكذا نجح العمال في تحقيق أهدافهم ، وعلمتهم التجربة ألا تثنيهم الترضية الجزئية عن وصولهم الى حقهم كاملا ، وطالبوا بأن تدفع لهم مخصصاتهم عن الشهر الحالي ، الأمر الذى تم في اليوم الثامن من الاضراب ، وتهدأ الاحوال الى حين ، حتى اذا ما أتى الشهر التالي : ورأى المعمال أن أجورهم لم تصرف لهم ، أخربوا عن العمل واخترقوا الجدران وجلسوا في الجبانة ، وحاول الموظفون اعادتهم ، ولكن الصانع موسى بن عاعنخت ( أقسم بآمون وبالفرعون ألا يعود ، فاضطر الموظفون الى ضربه ، ذلك أنه تجرأ فحلف باسم المفرعون هنا ، وأدى ذلك الى ثورة العمال ، ودفع بهم غضبهم الى تهديدهم لرؤسائهم واتهامهم بعش الملك ، وتهدأ الاحوال قرابة الشهرين ، وعاد العمال الى الثورة من جديد ، واخترقوا الأسوار ، وبينما كانوا متجمهرين خلف معبد با آن رع مری آمون معبد مرنبتاح الجنزي) من عمدة طيبة العربية فشكوا اليه حالهم ، فأمر بأن تصرف لهم خصين غرارة من المحبوب ، حتى يصرف لهم فرعون مخصصاتهم ، غير أن كبير كهنة آمون سرعان ما اتهم العمدة بأنه أخذ قرابين معبد رعمسيس الثاني ليطعم المضربين ، ثم وصف عمله هذا بأنه الجريمة كبرى )) .
وأما طبقة الفلاحين التي أريد لها أن توضع في القاع من هرم المجتمع المصرى القديم ، هذه المطبقة كان المرجولها في بلد يعتمد ، أول ما يعتمد ، في موارده الاقتصادية فى الزراعة ، أن تحتل مكانة لا يتطاول اليها صاحب حرفة أخرى ، غير أن الفلاح هو الذي لم يتطاول إلى مكانة غيره من أصحاب الحرف الأخرى ، كان حظه في الحياة أقل من حظ غيره ، وكانت الفرص المتاحة له أقل بكثير من القرص المتاحة للصانع أو حتى خادم المنزل أو العبد الخاص بالنبيل ، ومع ذلك فقد كان هو العنصر الأساسي في اقتصاد البلاد
وكانت نظرة المجتمع اليه على أنه انسان بائس لا يستحق سوى الرئاء ، فهناك خطاب سجله أحد الكتاب الى تلميذ له متحدثا فيه عن نصيب الفلاح من الحياة ، جاء فيه القد سرق الدود نصف الحيوب . ثم أكل فرس النهر النصف الآخر ، هناك عدد لا يحصى من الفيران تسعى فوق المحقول ، كما هبطت جدائل الجراد ، أما الماشية فهي نأكل ، والعصافير تسرق ، ولكن واحسرتاه على الفلاح فمما بقى له من حبوب على أرض الجرن قد سرقها اللصوص ، كما نفقت ثيرانه من الدرس والحرث ، ثم وصل الكاتب بسفينته الى الشاطيء وهدفه أن يتسلم المحصول ، وقد حمل موظفوه عصيهم ، في حين أصك الزنوج بمقارعهم ، وكلهم يقولون له : اعطنا الحبوب ، فاذا لم تكن هنك حبوب ضربوه وقيدوه وقذفوا به في القناة فيعرق ، أما امرأته فهى تقيد أيضا أمامه ، أما أولاده فيربطون ويتركهم جيرانهم ويولون الادبار، ويسرعون لكي يحافظوا على حبوبهم ) (۳۷) .
وهكذا كان الفلاحون ، كما هم الآن ، يؤلفون الغالبية العظمى من الشعب ، وقد كانوا فريقين ، الواحد يمتلك أرضه وحقله ، والآخر أجير عند فرعون ، بادي ذي بدء ، ثم عند النبيل أو حاكم الاقليم ، حين شارك هؤلاء سيدهم في الغنيمة ، أما الفريق الأول فهم يملكون ارضهم ولم يكونوا خاضعين الا لاداء الضريبة المقررة عليها من قبل الدولة ، وأما الفريق المثاني، وهو الأكثر عددا فقد كانوا مرتبطين بالارض لا ينفكون عنها، بحيث اذا انتقلت ملكيتها انتقلت معها تبعيتهم من المالك القديم إلى الملك الجديد ، ولكنه انتقال للذمة ، وليس للملكية ، ذلك لان المقوم أنها كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وأنها كان ذلك من نصيب الأسرى دون سواهم .
وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، فان العامل الزراعي انما كان يعمل باجر ، وفى مرسوم آخر ، وهو المرسوم الثالث من مراسيم معبد الاله المين) نرى أن الفلاح انما كان يعمل ساعات معينة من النهار ، فالمزارع اذن انما يعمل باجر ، وفي ساعات معينة من المهار ، فهو ليس مملوك لصاحب الأرض ، وانما هو يعمل بعقد معه. ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا . وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الأرض جزءا من المحصول ، فهو اذن كان يستأجر الأرض من المالك ، وكان بينهما عقد مزارعة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتم الا اذا كان الفلاح حرا .
وبدهى أن هذا كله انما يشير إلى أن المعامل الزراعي لم يكن أبداوأما الفريق المثاني، وهو الأكثر عددا فقد كانوا مرتبطين بالارض لا ينفكون عنها، بحيث اذا انتقلت ملكيتها انتقلت معها تبعيتهم من المالك القديم إلى الملك الجديد ، ولكنه انتقال للذمة ، وليس للملكية ، ذلك لان المقوم أنها كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وأنها كان ذلك من نصيب الأسرى دون سواهم .
وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، فان العامل الزراعي انما كان يعمل باجر ، وفى مرسوم آخر ، وهو المرسوم الثالث من مراسيم معبد الاله المين) نرى أن الفلاح انما كان يعمل ساعات معينة من النهار ، فالمزارع اذن انما يعمل باجر ، وفي ساعات معينة من المهار ، فهو ليس مملوك لصاحب الأرض ، وانما هو يعمل بعقد معه. ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا . وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الأرض جزءا من المحصول ، فهو اذن كان يستأجر الأرض من المالك ، وكان بينهما عقد مزارعة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتم الا اذا كان الفلاح حرا .
وبدهى أن هذا كله انما يشير إلى أن المعامل الزراعي لم يكن أبدا مملوكا لصاحب الأرض التي كان يعمل بها ، وان كان هذا لا يمنع من المقول بان الفلاحين انما كانوا يعملون . الى جانب الزراعة ، في حفر المشرع والقنوات واقامة السدود ، وليس هناك على أي حال ، مجان لاتول ، بان هؤلاء الاتباع كانوا يستغلون استغلالا سينا خاليا من الرحمة ، كما أنه لا أساس لما يذهب اليه البعض من أن ذلك العهد الما كان يتسم بالظلم والاستبداد لمصلحة الملك أو الأمراء ، فليس هناك دلين يمكن الاطمئنان اليه التقرير ذلك ، هذا ويروى هيرودوت أن المنيل كان اذا ما أكل جزءا من أرض أحد الفلاحين ( نحر النهر ) فانه يتقدم الى فرعون بامره هذا ، حتى يرسال لجنة تقرر مقدار ذلك الجزء الضائع حتى يدفع الضرائب على ما تبقى عنده من الأراضي ، وهذا يشير الى أن ايراد الاراضي الزراعية انما كان من نصيب صاحبها ، بعد أن يدفع الضرائب عنها ، على أنه في الوقت نفسه أنها كان يخضع لرقابة الدولة فيما يقوم به من عمل ، وأنه لا يترك ونائه فيما يتولاه من شئون الزراء ، وقد تعوضه الدولة عن الخسارة ، إذا ما جاءت نتيجة الكوارث طبيعية ، وقد تزيد الدولة من نصيبه (ربما عن طريق تقليل الضرائب ) عند ازدياد حاجاته المعيشية ، ولعل ذلك كله انما يشير إلى أن الدولة انما كانت تنظر إلى المزارع على أنه يقوم بوظيفة اجتماعية ، ومن ثم فهى توجهه الوجهة التي تحقق المصلحة العامة .
وأما بقية أفراد الطبقة الدنيا الذين ورد ذكرهم في كتب المؤرخين الاغريق ، فهم رعاة الاغنام ورعاة الخنازير والصيادون والملاحون فلم يكن أحد منهم يمتلك أرضا زراعية ، وكانت أعمال الطوائف الثلاث الأولى مقصورة على التنقل في الأراضي القاحلة الخالية من السكان طلبا للكلا وبحثا عن صيد .
وهكذا كان أفراد الطبقة الدنيا يمثلون الكثرة الساحقة من سكان هذا الموطن ، يعيش معظمهم في القرى المتناثرة على طول الوادي وبين ذراعي النهر فيه من الوادي ، يمارسون حرفهم التقليدية من زراعة وصناعة ورعى وصيد وملاحة ، وكانوا من أرق الطبقات حالا . يسكنون مساكن بسيطة لا تعدو الحجرة أو الحجرتين ، وليس بها. من الاثاث والرياض ما يجاوز الحصير وبعض المقاعد الخشبية والصناديق وآنية الفخار، كما كان طعامهم لا يعدو الخبز والخضر. عاما لباسهم فكان نقية من نسيج الكتان يستتر بها الرجل فيغطى بها وسطه إلى أعلى الركبتين ، كما كان لباس المرأة بسيطا أيضا ، فهو عبارة عن ثوب ضيق وبخاصة أسفله ، غير مكنم ، مصنوع من الكتان الأبيض ، يصل من الكتب إلى المعقبين ، ويثبت فوق التقف بشريطين من النسيج نفسه
ولم يكن للفلاحين من الحرية ما لغيرهم من الطبقات الأخرى . والمما كانوا يعملون في مواسم الزرع، حتى اذا ما جاء الفيضان وهلات المياه الاحواض وتوقفت أعمال الزراعة : حشدت الحكومة جيوشا من هؤلاء الفلاحين للعمل في المحاجر والمناجم وأعمال البناء وجميع المشروعات الحيوية العمرانية العامة ، أو أعمال الري ، وبرغم ما يسود هذا النظام من عيوب ، فقد كان من مزاياه أنه جعل الشعب عاملا قويا دريا ، لا يعرف الملل ولا يركن إلى الراحة التي تدفع للناس عللا اجتماعية وبدنية ، كما أكسبه مهارة فنية كبيرة ونافعة .
تلك كانت طبقات المجتمع المصرى القديم ، وهي على الرغم مما نرى فيها من تباين وتفاوت ، لا تكاد تحملنا على أن تجعل ذلك المجتمع طبقيا ، كما تعنى هذه الكلمة تماما ، ففى مثل ذلك النظام يحدد المولد الطبقة الاجتماعية التي ينتسب اليها الفرد ، أما في مصر فبالرغم من أن الابن كان يزاول مهنة أبيه في أغلب الأحايين ، فقد كان من الممكن لاى شاب يمتلك مواهب مناسبة أن يحتل مكانا أرفع مما وصل اليه أبوه ، وقد يصعد الى أعلى الوظائف ، أو بمعنى آخر لم تكن هناك حدود فاصلة تماما بين الطبقات ، اذ كان من الممكن الانتقال من طبقة إلى أخرى ، اعتمادا على المواهب والمؤهلات ، كما أشرنا من قبل هذا فضلا عن أن الحياة في مصر الفرعونية أنها قد جمعت سائر أفراد الشعب ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الحيوية في وحدة متماسكة قوية ، لأن طبيعة الحياة الزراعية وظروف العيش قد أدت الى ذلك ودعت اليه في الحاج ملح وفى عنف شديد ، ولم يلجا المصريون الى ثورات ذات طابع اقتصادي او اجتماعي الا في العصر الوسيط الأول ( عصر الثورة الاجتماعية الأولى ) . والا بعض اضرابات للعمال في الأسرة العشرين نتيجة المسعبة ، ولكن ذلك لم يستممر طويلا ( الثورات أو الاضرابات ) ، ومن ثم فقد تميز المجتمع المصرى بذيوع ذلك الروح الصفو العذب ، الذي شمل الناس جميعا ، كما جرت أيام الحياة لدى المصريين سهلة بسيطة يسودها جو من المرح الصافي ، وعلى نعمة حلوة مرضية ، ويسود أهلها الرخاء المادي الذي تجرى لهم به الحياة بين يدى المنيل العظيم.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
الفصل المطلق في هذا النوع من الفصل تكون السلطة التشريعية مستقلة عن السلطة التنفيذية فلا يمكن لرئيس ا...
فالتزكية تخلية وتحلية نماذج من القيم الإنسانية: قيمة التزكية 186 تخلية للقلب من الحقد والحسد والكب...
النص يوضح الفرق بين المتغيرات المستمرة والمتغيرات المنفصلة باستخدام مثال طول الطلاب في مدرسة معينة. ...
أظهرت الدراسات النقدية أن الوظيفة الرمزية التي يتناولها الشاعر المعاصر تتجلى في الصراع بين وجوده وعا...
The translated answer in English: The text explains that children do not learn language through dir...
When scientists say the genetic code is “universal,” they mean that almost all living organisms use ...
لا شك أننا أصبحنا اليوم أسرع اتصالاً ببعضنا البعض،بفضل تقنيات الاتصال الرقمي بمختلف وسائله المتاحة م...
قياس استهلاك الطاقة ونُظم الرصد من العناصر الأساسية لتحقيق الكفاءة في العمليات الصناعية والحفاظ على ...
In this paper, we develop an algorithm to deploy an energy efficient sensor network such that it pro...
في عالم اليوم سريع الخطى والذي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية، لا يمكن المبالغة في أهمية التسويق الإل...
إن تحويل فكرة إلى فرصة إنشاء واقعية تحتاج إلى تحديد دقيق جدا للفكرة: ما الذي نريد تسويقه؟ ملن سنبيع؟...
دراســــــــــــــــــــة الجدوى مفهوم دراسة الجدوى: هي دراسة تحليلية وتقييمية، يتم القيام بها وتطبي...