Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

بعد انتظارٍ طويلٍ طويل، استقرتْ أمام باب الشقّة السفلية في العمارة. قَرَعَ الرجل الجرس مرةً ومرتين وثلاث وأصاخ السمع منتظراً، كلمة"مبارك" على سطح الكرتونة تثير التساؤل والشهية والفضول. سكان العمارة قلما يتزاورون، وإذا ما التقوا عند الباب الرئيس يتفاجؤون وكأنهم لا يسكنون عمارة واحدة. عمارةٌ لها بابٌ واحد ولكن مشاعرَ سكانها موزعة على سقوف منفصلة. عالمٌ ورقيّ غامض داهمهم. شوكةُ الأسئلة الحادة وخزتْ جسم العمارة. وتحولت العمارة إلى صندوقٍ خالٍ من الدهشة وارتعاشات الحياة. مرَّ أولُ ساكن من سكّان العمارة بالكرتونة المتربصة. مسح نظارته السميكة وحملق بالكرتونة، علِقتْ عيناه بكلمة "برد" على أحد جوانبها. بدت الحيرة على وجهه حول معنى هذه الحروف. ارتقتْ نظراتُه إلى كلمة "مبارك" تساءل: ماذا يعني هذا. راح يتأمل الكرتونة ويرحّل بصرَهُ بينها وبين جاره الذي لا يعرف اسمه. التقط كلمةً على الكرتونة وصار يقلّبها بين شفتيها "كستناء" . التفتا مرات عديدة إلى الخلف. الكرتونة ترسم أسئلتها على وجهيهما. لم يبتعدا كثيراً وإنما وقف كل منهما على طرف الشارع. عيونهما مُسلّطة على العمارة، اقتربتْ سيدةٌ وابنتها الصبية من الرجلين. طأطأتْ رأسها ومرتْ دون كلام. قلّبتْ كفيها متسائلة عمّا أصابهما؟ ما الذي أوقفهما هذه الساعة في هذا المكان؟ هل ينتظرانها؟ أحستْ بالقرف، دخلت العمارة وشيطان الاستغراب يلعب بها شرقاً وغرباً ويسوطها بأسئلة لا تنتهي. عيناها تصطدمان بالكرتونة إياها. عاينتها بدقة وحاولتْ لمسها. وقد علقت كلمة "مطر" بين شفتيها وأسنانها ولسانها. وابتعدت صاعدة وهي ترشقها بنظرات هلعة. في ذات الحين اقترب ساكن آخر من الكرتونة وحنى ظهره ليقف على سرّها. وشدّها الفضول للخروج ولكنه منعها. العمارة منذ سنين لم تشهدْ مثل هذه الحركة. كلمة "مبارك" مع بعض الأمور الأخرى تعني أشياء غير مفهومة. خافوا على جارتهم. أين تعمل؟ ما هو عنونها وهاتفها؟ صمتٌ مطبقٌ يلفُّ الجميع. انتظروها إزاء باب العمارة ساعات طويلة. أمام عينيها هدفٌ سامٍ هو ابنها. ترعاه بحنوٍ ليكون على منوالٍ تريده. لا تتحرك إلا بقدرٍ ولا تخطو خطوةُ واحدة إلا بعقل. اقتربت من باب العمارة، عيناها تقعان على سكان العمارة الذين بدأوا يلتفّون حولها. عيونهم مصوبةٌ إلى عينيها. العمارةُ هي ذات العمارة التي تسكنها، وقع نظرها على الكرتونة فابتسمت. وسحبت الكرتونة إلى الداخل، ما أجمل غلافه! طال الانتظار يا كرتونتي العزيزة ولكنكِ جئتِ أخيراً. هدأتْ حركتها. مساءً. نظراتُهم مختلفة. بشّتْ لهم فدخلوا. كانت دموعُها الساحّةُ تحملُ بشائرَ الفرح.


Original text

بعد انتظارٍ طويلٍ طويل، استقرتْ أمام باب الشقّة السفلية في العمارة..


قَرَعَ الرجل الجرس مرةً ومرتين وثلاث وأصاخ السمع منتظراً، وحين لم يرد أحدٌ عليه غادر منصرفاً.. كلمة"مبارك" على سطح الكرتونة تثير التساؤل والشهية والفضول.. سكان العمارة قلما يتزاورون، وإذا ما التقوا عند الباب الرئيس يتفاجؤون وكأنهم لا يسكنون عمارة واحدة.. يتسايلون على الدرج مثل سوائل فقدتْ وظائفها الحقيقية في الحياة.. بارحتهم حميمية الجيران المعهودة؛ الابتسامات العفوية، التحية البريئة، المجاملة السريعة.. عمارةٌ لها بابٌ واحد ولكن مشاعرَ سكانها موزعة على سقوف منفصلة..


الكرتونة.. عالمٌ ورقيّ غامض داهمهم.. شوكةُ الأسئلة الحادة وخزتْ جسم العمارة.. الكرتونة هَبّةُ ريحٍ متسللةٌ إلى فضاءات تخلو من الاستثناء.. هي صرخةٌ مباغتة في زاوية صامتة.. مضتْ سنوات رتيبة علا فيها صدأ "العادية" على النفوس، وتحولت العمارة إلى صندوقٍ خالٍ من الدهشة وارتعاشات الحياة..


مرَّ أولُ ساكن من سكّان العمارة بالكرتونة المتربصة.. عاينها.. لم يعتدْ على رؤية مثل هذا الشيء.. مسح نظارته السميكة وحملق بالكرتونة، علِقتْ عيناه بكلمة "برد" على أحد جوانبها.. بدت الحيرة على وجهه حول معنى هذه الحروف.. ارتقتْ نظراتُه إلى كلمة "مبارك" تساءل: ماذا يعني هذا.. باوص بعينيه وهو يميل برأسه يميناً وشمالاً ثم يقلِبُ شفته السفلى دلالة عدم الفهم، وفي الأثناء اقترب منه جارٌ آخر شدّهُ الفضول إلى وقفة جاره.. لم يسلم أو يتكلم.. راح يتأمل الكرتونة ويرحّل بصرَهُ بينها وبين جاره الذي لا يعرف اسمه.. التقط كلمةً على الكرتونة وصار يقلّبها بين شفتيها "كستناء" .. تبادل الرجلان نظرات باردة وخرجا متتابعين.. التفتا مرات عديدة إلى الخلف.. الكرتونة ترسم أسئلتها على وجهيهما.. لم يبتعدا كثيراً وإنما وقف كل منهما على طرف الشارع.. عيونهما مُسلّطة على العمارة، والكرتونة وسواسٌ في رأسيهما..


اقتربتْ سيدةٌ وابنتها الصبية من الرجلين.. عرفتْ أنهما من سكان العمارة.. طأطأتْ رأسها ومرتْ دون كلام.. قلّبتْ كفيها متسائلة عمّا أصابهما؟ ما الذي أوقفهما هذه الساعة في هذا المكان؟ هل ينتظرانها؟ أحستْ بالقرف، فأسرعت مبتعدة عنهما.. دخلت العمارة وشيطان الاستغراب يلعب بها شرقاً وغرباً ويسوطها بأسئلة لا تنتهي.. عيناها تصطدمان بالكرتونة إياها.. ألوانها لافتة، والكتابة عليها بخطوط ملونة.. عاينتها بدقة وحاولتْ لمسها.. لكنها خافتْ.. ساورها شعورٌ غريب فهرولتْ صاعدة الدرج، وقد علقت كلمة "مطر" بين شفتيها وأسنانها ولسانها.. صارتْ تُحسِّبُ وتُخّمن: هديةٌ لجارتنا، كلمة"مبارك" ماذا تعني، قد تكون شيئاً آخر، ربما قنبلة.. أعوذ بالله، أعوذ بالله.. خافتْ من هذه الخواطر، وابتعدت صاعدة وهي ترشقها بنظرات هلعة.. في ذات الحين اقترب ساكن آخر من الكرتونة وحنى ظهره ليقف على سرّها.. الجارة فتحتِ الباب ثم انطبق بقوة.. التزم الرجل الهدوء واللامبالاة، وراح يصعد الدرج، لكنه لم يدخل شقته وإنما دلّى رأسه من فتحات الدرابزين ليراقب الكرتونة..


جلبةٌ مفاجأةٌ قادمة من الطابق الأخير وانفتاح أبواب وانطباقها جعلت الرجل يتوارى خلف باب شقته الذي جعله موارباً وهرعت إليه زوجته مستفسرة فأخبرها بالقصة، وشدّها الفضول للخروج ولكنه منعها..


أصواتٌ وضجيجٌ في الطابق الأرضي.. العمارة منذ سنين لم تشهدْ مثل هذه الحركة.. حلقةُ الفضول حول الكرتونة تتسع.. همهمةٌ مشتركة: هذه الكرتونة غامضة، وما فيها خطير.. كلمة "مبارك" مع بعض الأمور الأخرى تعني أشياء غير مفهومة..


خافوا على جارتهم.. لا يعرفون أهي في الشقة أم خارجها؟ قرع أحدهم الجرس.. لا أحد هناك.. أين تعمل؟ ما هو عنونها وهاتفها؟ صمتٌ مطبقٌ يلفُّ الجميع.. انتظروها إزاء باب العمارة ساعات طويلة..


لا يعرفون منها إلا بسمتها، ونضارة وجهها البشوش.. هي وابنها يعيشان في هذه الشقة منذ زمن، هذا كلّ ما يعرفونه عنها.. هي لا تعرفهم ولا تحفظ أسمائهم أو ألقابهم.. أمام عينيها هدفٌ سامٍ هو ابنها..ترعاه بحنوٍ ليكون على منوالٍ تريده.. لا تتحرك إلا بقدرٍ ولا تخطو خطوةُ واحدة إلا بعقل..


أوقفتْ سيارتها حيث توقفها دائماً.. اقتربت من باب العمارة، والسرور يفرد أجنحته على وجهها.. عيناها تقعان على سكان العمارة الذين بدأوا يلتفّون حولها.. عيونهم مصوبةٌ إلى عينيها.. ماذا جرى؟ ما أصابهم؟ لم يكونوا هكذا؟ تنثال من داخلها أسئلةٌ مفاجئة.. العمارةُ هي ذات العمارة التي تسكنها، وهذه ساحتها، والشارع المؤدي إليها.. لا، لا، أنا لست تائهة.. أسرعتْ تجاه باب الشقة.. وقع نظرها على الكرتونة فابتسمت.. قرأتْ ما كُتبَ عليها فاتسعتْ بسمتها.. عيونُهم متسائلة، وشفاهُهم مُطبِقة على سؤالٍ غاطسٍ في الصمت.. ما الأمر؟ فتحتِ الباب، وسحبت الكرتونة إلى الداخل، وأغلقته..


ياه، ما أجمل غلافه! طال الانتظار يا كرتونتي العزيزة ولكنكِ جئتِ أخيراً.. ابنها يبعثر نسخَ الديوان فرحاً.. هدأتْ حركتها.. عيناه متعلقتان على متراس الباب.. سؤالٌ طافحٌ بالإلحاح: ما الذي أصاب الجيران؟ أيظنون أن الكرتونة!!!!...ضحكتْ.. كانت تسمع لجاجهم في الخارج.. كانوا ينتظرون.. تذكرتْ ما قرأتْهُ عن ليلة"الدخلة" قديماً.. أخذتْ رزمةً من الكتاب وراحتْ تكتبُ عليها إهداءاً ممهوراً بتوقيعها.. حمّلتِ ابنَها الرزمةَ، وفتحتِ الباب، وراح يوزعُ عليهم النسخ الموقعة..


مساءً.. تهادى الجيران إلى باب شقتها.. كلهم يبتسمون.. نظراتُهم مختلفة.. أيديهم تُلوّحُ بالسلام فيما بينهم.. قرع أحدهم الجرس..


لم يطلِ الانتظار.. ربما كانت تتوقع ذلك.. ربما كانوا لا يتوقعون أن تفتحَ لهم الباب، وفُتحَ الباب والبسمةُ ذاتها تنفرشُ على وجهها.. بشّتْ لهم فدخلوا.. كانت نسخ ديوانها بين أيديهم.. نطقوا بلسان واحد: مبارك..


ابتسمت.. كانت دموعُها الساحّةُ تحملُ بشائرَ الفرح.. قالت بصوت يضخُّ الحياة في الصمت: الآن أحسستُ أنّ في العمارة سكاناً..


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

2 إن اؤلهمية وا...

2 إن اؤلهمية والمختصين بهذا الشأن بأن يقدموا لدارسي اإلدارة العامة والعاملين في ميادينها اؤلصول واؤل...

الوحي هو الأساس...

الوحي هو الأساس الأول الذي يقوم على حقيقته معنى النبوة والرسالة ، ومن ثم فهو المنبع الأول لعامة الإخ...

كان آدم وحواء ف...

كان آدم وحواء في الفردوس عريانان ولم يخجلا لأن نعمة اللَّه كانت تسترهما، فعاشا في حالة من الطهارة وا...

‎باريس، 22 أغسط...

‎باريس، 22 أغسطس 1951 ‎كنت أفضّل أن تكون هذه الرحلة للاستجمام فقط. للأسف، سافرنا أنا وشخبوط، لتسوية...

Non-financial c...

Non-financial concerns has drawn its importance these days due to rapidly increasing competition, dy...

C ADS TO servan...

C ADS TO servant Dr Manette was worried about SIy son in- 2M decided to save Siy son in law. Darnay ...

يوجد الماء في م...

يوجد الماء في مواضع أخرى على سطح القمر، لاسيما على القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، وهو المكان الذي ت...

تغليب البعد الا...

تغليب البعد الايديولوجي (السياسي، الثقافي، والفكري) على الإعلامي، إلى الدرجة التي تؤدي إلى طمس الملا...

1-There is a b...

1-There is a balance between cooperation and competition. Cooperation include social insects like a...

We understood h...

We understood how Shell is complying with those frameworks by making enquiries of management, intern...

The functional ...

The functional attributes of the kidney are indeed diverse and essential for maintaining homeostasis...

عاش العرب كما ع...

عاش العرب كما عاش غيرهم متفاوتى الغنى والفقر ، لكن الفقر كان أكثر شمولا وأوسع دائرة ؛ لأن بينهم - و...