Lakhasly

ان دراسة تاريخ الفن ART HISTORY علم حديث كان قد بدا في الظهور منذ عام 1844 في المانيا تحت اسم KUNSTGESCHICHTE وكان اول عالم الماني قام بتدريسة هو ج . ف فاجن ( G.F.WAAGEN ) ثم انتقل الاهتمام بة الى بريطانيا ، ولكن متاخرا بعض الشيء اذ كان اول تدريس له في جامعة لندن عام 1932 هذا بالرغم من ان جامعة انجليزية اخرى هي جامعة ادنبرة EDINBURGH كانت قد سبقت الجامعات البريطانية جميعا الى ادخال تلك المادة بين العلوم التي تقوم بتدريسها الى الطلبة من قبل ذلك بكثير أي منذ عام 1879 وهكذا فانها لم تتاخر كثيرا في المانيا لا بحوالي خمسة وثلاثون عاما فقط . كما اهتمت امريكا بهذه المادة وادخلتها ضمن برامجها الجامعية من مطلع القرن العشرين .
وقد جرت العادة – داخل اورقة الكليات الجامعية والمعاهد المتخصصة لدراسة الفن ان تشتمل مقررات منهج هذا الموضوع أي تاريخ الفن على الموضوعات التالية :
1- العمارة : ARCHITECTURE

2- النحت : SCULPTURE .
3-الرسوم الجدارية : PAINTING .
4- الفنون التطبيقية : APPLIED ARTS .
وعادة مايكون هناك تركيز واضح على تطور الطرز الفنية STYLES للفن الاوربي فيما بعد العصور الكلاسيكية .
ولما كنا نحن العرب لسنا احفاد الاوربيون كان الزاما علينا معرفة جذور حضارتهم القديمة التي لاينفكون يتفاخرون بها ولما كنا نحن كذلك احصاب حضارات قديمة باهرة ليست اقل شأنا ومجدا من حضارة اليونا والرومان ، فاننا نكتفي وحقا فعلنا وبدراسة تاريخ الفن اليوناني والروماني لمعرفة نجاحاتهم وانجازاتهم واضعين في الاعتبار حجم الانجاز الحضاري الشرقي لحضارات العراق وسوريا ومصر القديمة ومدى تاثيرة على البدايات المبكرة لكل من الفنين الاوربيين .
واذا سمحنا لانفسنا لانفسنا اليوم ان نتسال كما فعل المئات من الباحثين من قبلنا عن ماهية الفن او ماهي الفنون ؟ فاننا لم نجد اجابة شافية واحدة .
والفن سلوك انساني هادف يحمل قيما استاطيقية ( جمالية ) ويخضع لاسس بنائية وله دوافعة الانسانية .
وهو لغة عالمية لتتخاطب والتفاهم ونقل الافكار والمعلومات والاحاسيس . وهو بذلك مراءة لثقافات الشعوب .
اما مفهوم التاريخ : هو وعاء للتجربة البشرية بكامل جوانبها عبر الزمان والمكان . وهو حلقات متصلة من التفاعلات البشرية على الارض زمنيا ومكانيا وبما ان الفن يمثل المراءة الحقيقية للثقافة فان المفهوم التاريخ يعتبر سلسلة متواصلة الحلقات للاحداث التي يظهرها الفن ويقودنا ذلك الى مفهوم تاريخ الفن .
هو التاريخ البصري الاستاطيقي لتجارب الانسانية ووسائلها في التعبير عن ذاتها او تسجيل انتصاراتها او تحقيق طموحاتها في الحياة . والتاريخ هو الرصيد المتراكم لتجارب الانسان والتي بكشفها وتذوقها وفهمها يتعرف الانسان على الكثير . الذي يسهم في دفعة للتقدم والرقي .
مثال : لاتوجد حظارة واحدة عرفها الانسان الا وكانت وسيلته في التعرف علية من خلال رموز فنية ابدعها الفنان .
وان فن الانسان البدائي اشارة اليه كهوف ( لاسكو ) وفيزان ) ( والتاميرا ) وغيرها .
من خلال ذلك امكن تصنيف الحياة القديمة الى العصر الحجري القديم ، العصر الحجري الوسيط ، العصر الحجري الحديث . فالتاريخ هو وعاء التجربة البشرية بكل معانيها ومن خلاله يمكن قراءة الماضي والافادة منه حاضرا ومستقبلا .
وتاريخ الفن تاريخ مرئي للجماليات التي من خلالها يمكن الحياة واحداث التقدم .
الفن هو افضل طريقة للتعبير التي توصل اليه الانسان عبر العصور المختلفة . ويمكننا ان نتعرف على حضارات السابقين منذ الاف من السنين ، ونتعرف على الشعوب وجماعات وافراد بعاداتهم وتقاليدهم وكيف كانو يعيشون او يبلبسون او ياكلون ، ماهي ممارسات حياتهم اليومية ، كيف كانت طقوسهم وشعائرهم ودياناتهم مما يحبونه وما يكرهونة ، كل ذلك نتعرف عليه حينما ندرس الفنون التي تركتها تلك الحضارات . فلم يعد أي نشاط انساني بالاستقرار كما عرفت به الفنون سواء كانت عمارة او فنون جميلة او تطبيقية .
والفنون تحكي لنا عن تاريخ الانسان من خلال مئات والاف السنين كما تمدنا بالمعارف والمعتقدات والاخلاق والقوانين والعادات الحالية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية السائدة في عصر من العصور .
ولن نتوصل الى فهم الجنس البشري وتاريخ الانسان على سطح الارض الا اذا سلمنا باهمية وتفوق المعرفة التي يجسدهاىالفن . والفن موجود في كل مكان في ارجاء المعمورة في شتى مظاهر مستمرا وخالدا يحكي قصة حياة الانسان على هذه الارض . فقد صنع الانسان اشياء تمس حاجته واهتمامة لاضفاء البهجة والراحة على عالمة وحياته اليومية وذلك في صور اشكال ورموز كلغة عالمية لها ابجديتها واسسها وعناصرها الخاصة لتبليغ معتى او رسالة او هدف ، ويحول الفن في جميع نشاطاته الاساسية ان يحدثنا عن شيء ما حول الكون او حلول المجتمع او البيئة او حول الانسان او الفنان نفسة .
وعالم الفن هو نهج للمعرفة ذو قيمة للانسان والفن الاصيل وراسخ لانه ينبع من النفس البشرية من الارض والمعتقدات والماضي والتاريخ وعندها نقر بان الفن طريقة متوازية للمعرفة بل وانه متميز على سائر الطرائق التي بواسطتها يتوصل الانسان الى فهم كونه وبيئته ومجتمعة ونفسة ، عندها فقط يتاح لنا تقدير اهمية الفن في تاريخ الانسان .
ومادة تاريخ الفنون تزود الطالب بما يحتاجون اليه من معلومات ومعارف عن الانسانية السابقة وانواع الفنون المختلفة التي يمارسها الانسان منذ زمن سحيق الا انها تنمي فهم ايضا التذوق الجمالي للفنون وتعلمهم بجانب ذلك عناصر التشكيل والقيم الجمالية التشكيلة كما تثري وتبعث ملكة الابداع الفني عندهم وحب الابتكار . ومثال على ذلك هو ظهور المدارس الفنية التي ظهرت في اوربا التي تعددت منذ اكتشاف التصوير الزيتي في منتصف القرن الخامس عشر الذي انتشر بسرعة كبيرة حتى اصبح من ابرز الفنون التي اعتمد عليها الفنانون في ذلك الحين .