Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

Navigation menu فلسطين شمال غزة المقاطعة تاريخ فلسطين 7 أكتوبر "فلسطين 2" "إف-35" أبعاد فلسطين القنابل الخمس التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة صورة قنبلة مارك 84 مجهزة بنظام ذخيرة الهجوم المباشر المشترك) نقلا عن ثلاثة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، فإن ما يقارب 1800 قنبلة من طراز "مارك 84″، كانت ترقد في مستودعات عسكرية أميركية، اقرأ أيضا list of 2 items list 1 of 2 هل يقع الإنسان في حب الروبوت؟ list 2 of 2 لم يبقَ الأمر سريا، "مارك 84" فبين عامي 2023 و2025، وفي ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، كان السلاح الأميركي حاضرا بوضوح في خلفية المشهد، وكانت قنابل "مارك 84" تتصدر هذا المشهد، حتى غدت الأكثر استخداما. لقد بلغ اتساع نطاق استخدامها حدًّا لم يعد يمكن تجاهله، وأضحى شاهدا دامغا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة للقانون الإنساني الدولي عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، كلٌّ منها تزن 2000 رطل (الرِّطْل يساوي 0. 453 كيلوغرام)، بل هي مشاهد متكررة لأبنية منهارة، إعلان وقد خلص الباحثون إلى أن إسرائيل تبنَّت نمطا ممنهجا في إسقاط هذه القنابل العملاقة قرب المستشفيات، بل يمتد أثره طويلا على كل مفصل من مفاصل الحياة في غزة. قنبلة "مارك 84" هي أحد أبناء سلسلة "مارك 80" الأميركية، تلك العائلة من القنابل العامة التي تتفاوت أوزانها بين 250 و2000 رطل. دون مبالغة، قادرة على الانطلاق من طائرات عسكرية مختلفة، وهياكل أرضية ضخمة. لكن وجهها الأكثر رعبا يظهر في لحظة انفجارها؛ فهي تُحدث انفجارا هائلا قادرا على تسوية أبنية بالأرض، وإحداث فجوات ضخمة في عمق الأرض يصل حتى 11 مترا، بينما تمتد موجات الضغط التي تولِّدها إلى محيط كبير، مهددةً كل ما يقع في نطاقها بالتحطم. ومع كل هذه القدرات التدميرية، بل تعتمد على السقوط الحر، خاصة عندما تُلقى من ارتفاعات شاهقة. حتى لو كان الثمن حياة المدنيين. والواقع أن أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية كشف أن نصف القنابل التي أسقطتها إسرائيل فوق غزة كانت من هذا النوع غير الموجَّه، رغم الكثافة السكانية الهائلة في القطاع، تتكون "مارك 84" من هيكل فولاذي انسيابي، يخبئ في داخله نحو 429 كيلوغراما من مادة "تريتونال" الشديدة الانفجار، وهي مزيج من ثلاثي نترو التولوين "تي إن تي" (TNT) ومسحوق الألمنيوم، قبل أن تُطلق جحيمها. لكن استخدامها في غزة، وهي منطقة مكتظة بالبشر، لا يتماشى مع ما صُنعت له، ضد أهداف عسكرية كبيرة، دعنا نقارن بين احتمالات سقوط قنبلة غير موجَّهة على منطقة ما، وأخرى موجَّهة. بما يساوي مساحة نحو 18 ملعب كرة قدم، بينما تنخفض تلك المساحة مع القنابل الذكية لتصل إلى 314 مترا مربعا. United Arab Emirates -Nov. 18. 2009: A Mk 84 bomb fitted with GBU-31 JDAM(Joint Direct Attack Munition) kit in Dubai International Airshow 2009 "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك" هي من إنتاج أميركي، بل عقل إلكتروني يُضاف إلى جسد قنبلة تقليدية ليحوِّلها إلى أداة قتل ذكية ومدمرة (شترستوك) ذخيرة الهجوم المباشر وإلى جانب القنابل "الغبية" التي ترميها المقاتلات الإسرائيلية على قطاع غزة، هناك نوع آخر لا يقل خطرا، يُعرف باسم "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك" [جي دي إيه إم] (JDAM)، لكنّها ليست قنبلة بحد ذاتها، بل هي عقل إلكتروني يُضاف إلى جسد قنبلة تقليدية ليحوِّلها إلى أداة قتل ذكية ومدمرة. هذه المنظومة التقنية لا تُميّز بين قنبلة صغيرة تزن 250 رطلا، أو أخرى ثقيلة مثل "مارك 84" بوزن ألفَيْ رطل، وتُضاف زعانف توجيهية في الذيل لتُصحح مسار القنبلة أثناء سقوطها. إعلان قبل أن تُقلع الطائرة الحربية، تقوم بتحميل إحداثيات الهدف في نظامها الإلكتروني. يمكن للطاقم تعديل هذه الإحداثيات يدويا، وبمجرد إطلاق القنبلة، تُصبح كالسهْم الهادف، تتّبع المسار المُحدد بدقة، حتى تهبط في قلب الهدف المقصود، بدأ التفكير الجاد في هذا النوع من الذخائر بعد دروس من حرب الخليج الثانية، فقد كشفت سُحب الدخان والعواصف الرملية عن عجز خطير في قدرة القنابل التقليدية على إصابة أهدافها بدقة، وفي عام 1992، بدأت الأبحاث، 6 أمتار، لكن كما هو حال كل ما يُصنَّع بدقة، يأتي هذا السلاح الذكي بتكلفة مرتفعة، إذ يبلغ سعر الواحدة منها قرابة 40 ألف دولار، متأرجحة في الهواء دون توجيه. وتلك الفجوة في السعر تُقابلها فجوة مماثلة في الدقة، فبينما تهبط "جي دي إيه إم" (JDAM) في نطاق 5-10 أمتار من الهدف، وهو ما يُترجَم في ميادين القتال إلى مزيد من الضحايا المدنيين، ومبانٍ تُدمَّر دون تمييز. فإن استخدامها في أماكن مأهولة يحولها إلى أداة قتل لا تقل فتكا عن القنابل العمياء. يبقى الفرق بين قنبلة "غبية" و"ذكية" مجرد وهم. وتستخدم إسرائيل مجموعة أخرى من أطقم القنابل الدقيقة التوجيه التي طورتها شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، تسمى "سبايس"، ومثل ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، فهي طقم توجيه إضافي يمكن ربطه بالقنابل "البسيطة" العادية مثل فئة "مارك" (84 و83 و82)، مما يحولها إلى قنابل ذكية عالية الدقة، تُثبَّت كاميرا كهروضوئية تُغذَّى سلفا بصور مفصلة للهدف، أشبه ما تكون بذاكرة قاتلة. وبفضل دمجها بين نظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" ونظام الملاحة بالقصور الذاتي "آي إن إس"، تستطيع هذه القنابل أن تُصيب أهدافها حتى في غياب إشارات الأقمار الصناعية، في صباح الثالث عشر من يوليو/تموز 2024، في منطقة مواصي خان يونس، حيث خُيّل للنازحين أنها "منطقة آمنة"، يزن طنين من الحُمم، فبحسب شهادات ثلاثة خبراء تحدثوا إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، واستنادا إلى نمط الشظايا وعمق الحفر، وبلغ عدد الشهداء ما لا يقل عن 90 فلسطينيا، بينما امتلأت المستشفيات بمئات المصابين، حسب وزارة الصحة في غزة. فإن محيطها يمتلئ بالبشر الآمنين، ولم يتردد جيش الاحتلال في استخدامها بكثافة، حتى في المناطق التي طلبت من سكانها مسبقا النزوح إليها بحجة أنها "مناطق إنسانية". صاروخ "سبايس 2000" الإسرائيلي (الجزيرة) القنبلة نفسها "سبايس 2000" شُوهدت مجددا في سماء بيروت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُبلغ عن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي الطيونة، أسفرت عن تسوية مبنى مكوّن من عشرة طوابق بالأرض. إعلان ورغم أن شركة "رافائيل" هي الجهة المنتجة لـ"سبايس"، فإن الحرب تتطلب نهما لا تُشبعه المخازن المحلية. وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل شحنات ضخمة من هذه القنابل، عُرفت بـ"مجموعات قنابل طائرة شراعية من طراز سبايس فاميلي"، بقيمة 320 مليون دولار، تبدأ تكلفة القنبلة الواحدة من 50 ألف دولار، حسب نوع الهدف والمهمة، لكنها تظل، في رأي البعض، كل ما سبق (وما يلي) من قنابل، تنطلق غالبا من نوعين أساسيين من الطائرات أميركية الصنع التي تستخدمها إسرائيل بكثافة في الحرب الحالية على غزة، تتميز الأولى بقدرتها على السيطرة على الأجواء بفضل محركاتها القوية وسرعتها التي تتجاوز ضِعْف سرعة الصوت، كما أنها تتمكن من تحمُّل كمية ضخمة من الأسلحة والتحليق لمسافات بعيدة، وتتميز الثانية برشاقتها وقدرتها العالية على المناورة، وتصميمها الذي يسمح بتنفيذ ضربات دقيقة بتكلفة تشغيل منخفضة نسبيا مقارنة بالطائرات الأثقل. خلال عملياتها في غزة، استخدم جيش الاحتلال قنابل خارقة للتحصينات (bunker-buster) بهدف تدمير الأنفاق التي ظلَّت عصية على الاختراق، وهو غاز عديم اللون والرائحة، بل بدأت بوادرها عام 2017، حين اكتشف جيش الاحتلال أن بعض قنابله تطلق غازات فتاكة عند الانفجار في الأماكن المغلقة، لتُجرَّب لأول مرة على أرض غزة عام 2021. ولأن الأنفاق شبكة خفية صعبة الكشف، لا تُرى ولا تُرسم على الخرائط، ابتكر الإسرائيليون سياسة "التبليط" (Tiling)، التي تقوم على إسقاط سيلٍ من القنابل الخارقة للتحصينات زنة 2000 رطل على منطقة واسعة يُعتقد أنها تحتوي على شبكة أنفاق، إعلان القصف إذن لا يُوجَّه إلى نقطة، يصل مداه إلى مئات الأمتار. يُغطى الحيّ كما يُفرش البلاط، قنبلة تلو الأخرى، وكانت هذه العمليات تُنفَّذ بموافقة إسرائيلية وتنسيق أميركي مباشر، رغم إدراك الجميع الكامل والواضح أن القنابل لن تميّز بين مقاتل ومدني، وأن مئات الفلسطينيين قد يكونون "أضرارا جانبية" لهذا الجنون الهندسي. بين عامي 2023 و2025، وخلال الصراع في غزة، مثل قنابل "بلو-109 ب"، بوزن 2000 رطل، وقنابل "جي بي يو 28" (GBU-28)، الموجَّهة بالليزر، مع وزن 5000 رطل. عادة ما تُعرف القنابل الخارقة للتحصينات بأنها تلك القنابل المُصمَّمة لاختراق الهياكل المحصنة والمخابئ تحت الأرض، مثل قنبلة "جي بي يو 28" التي يمكنها اختراق ما يصل إلى أكثر قليلا من 30 مترا من الأرض أو 6 أمتار من الخرسانة. ولذلك فإن أوزان بعض الأنواع من هذه القنابل تتخطى الطن للقنبلة الواحدة، وتؤدي الكتلة والسرعة العاليتان إلى كمية هائلة من الطاقة الحركية، مما يساعد القنبلة على اختراق الأرض أو الهياكل الخرسانية بعمق قبل أن تنفجر. وتستخدم بعض القنابل الخارقة للتحصينات، خاصة تلك المُصمَّمة للاختراق العميق، معززات صاروخية تُنشَّط أثناء مرحلة الهبوط النهائية إلى الهدف، لزيادة سرعتها إلى أقصى حد. تُصمَّم القنابل بغلاف خارجي طويل نسبيا ونحيف ومقوَّى، تمتلك هذه المواد من الكثافة والشدة ما يركز الطاقة الحركية في مساحة سطح صغيرة، وهو ما يرفع قدرتها على اختراق الخرسانة والأرض. إعلان وتتمثل إحدى السمات الرئيسية لقنابل اختراق التحصينات في الفتيل الذي يعمل متأخرا، فبدلا من الانفجار عند التلامس مثل القنابل التقليدية، تُبرمَج القنبلة للانفجار فقط بعد أن تخترق القنبلة الهدف بعمق، وهذا يضمن إطلاق الطاقة المتفجرة داخل الهيكل، يمنع التفجير المتأخر القنبلة من الانفجار قبل الأوان على السطح، مما قد يؤدي إلى تبديد الطاقة إلى الخارج بدلا من تركيزها على الجزء الداخلي من المخبأ. وبمجرد اختراق القنبلة الهدف، مصنوعا عادة من مركبات قوية مثل "إتش إم إكس" أو "آر دي إكس"، مما يخلق ضغطا زائدا قويا وحرارة داخل المساحة الضيقة المستهدفة. يحتوي صاروخ "هيلفاير" من نوع "آي جي إم-114 إن" على رأس حربي حراري (مواقع التواصل) هيلفاير سجّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مشهدا يفوق الوصف في قطاع غزة، إذ رُصدت أجسادٌ لم تُقتل فحسب، بل بدت وكأنها تبخّرت أو ذابت في مكانها، عقب قصف إسرائيلي استهدف منازل سكنية. هذه الملاحظات دفعت المرصد للإشارة إلى أنه "يجب إطلاق تحقيق دولي في استخدام إسرائيل المحتمل للأسلحة المحظورة دوليا، هي سلاح لا يكتفي بانفجار واحد، ثم يشعلها ليُولِّد انفجارا يفوق المتفجرات التقليدية بمراحل، ضغطا وحرارة ودمارا. تُعرف القنابل الفراغية أيضا باسم الأسلحة الحرارية الباريّة، وتعمل على مرحلتين: تفجير أولي يُطلِق سحابة دقيقة من الوقود، على شكل قطرات أو مسحوق، ثم تفجير ثانوي يُشعل هذه السحابة بعد أن تختلط بالأكسجين، تُطلِق موجة ضغط هائلة تلتهم كل ما في نطاقها، فقد التُقطت صورة لطائرة أباتشي إسرائيلية مُحمَّلة بذخيرة تتدلّى منها شرائط حمراء، وهي إشارة معتمدة في نظام الشفرة الأميركي للدلالة على نسخة حرارية أو فراغية من صواريخ "هيلفاير". وفقا للكاتب في "ذا وار زون"، يحتوي صاروخ "هيلفاير" من نوع "آي جي إم-114 إن" على رأس حربي حراري، مُصمَّم خصوصا لزيادة القوة القاتلة في الأماكن الضيقة، التي أعلنت أن "القدرات التدميرية الكبيرة لهذه الأسلحة تثير مخاوف من أنها تؤدي غالبا إلى القتل العشوائي". ولا يُنسى مشهد من عام 1982، أثناء حصار بيروت، بل 200 إنسان قُتلوا في لحظة واحدة. اشترك في الأخبار العاجلة ابق مطلعا على أهم العناوين من أنحاء العالم الرجاء التحقق من بريدك الإلكتروني لتأكيد الاشتراك عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة محمي بخدمة reCAPTCHA بينما يدور الجدل بين الحكومات والشركات التقنية حول أخلاقيات وسياسات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية


Original text

تخطي الروابط
انتقل الى المحتوى
Navigation menu


أخبار

أفريقيا
أبعاد
رياضة
مقالات
سفر
اقتصاد
ثقافة
فيديو


البث الحي
Navigation menu


فلسطين
شمال غزة
نتنياهو
المقاطعة
تاريخ فلسطين
7 أكتوبر
"فلسطين 2"
"إف-35"

سياسة
|
أبعاد
|
فلسطين
القنابل الخمس التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
(صورة قنبلة مارك 84 مجهزة بنظام ذخيرة الهجوم المباشر المشترك)
قنبلة "مارك 84" الأميركية (شترستوك)
شادي عبد الحافظ
28/3/2025|آخر تحديث: 29/3/202511:01 ص (توقيت مكة)


احفظ المقالات لقراءتها لاحقا وأنشئ قائمة قراءتك


مع نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2025، أفصح موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلا عن ثلاثة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، عن قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي برفع الحظر الذي كانت قد فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إمدادات القنابل الثقيلة التي تزن ألفَيْ رطل المخصصة لإسرائيل.


ووفق ما نُقل، فإن ما يقارب 1800 قنبلة من طراز "مارك 84″، كانت ترقد في مستودعات عسكرية أميركية، قد تقرّر تحميلها على متن سفينة نقل عسكرية، في رحلة موجَّهة إلى السواحل الإسرائيلية.
اقرأ أيضا
list of 2 items
list 1 of 2
"لن يقول لك وداعا".. هل يقع الإنسان في حب الروبوت؟
list 2 of 2
هل الحرب الأهلية في إسرائيل قدر حتمي؟
end of list


وبحلول منتصف فبراير/شباط الماضي، لم يبقَ الأمر سريا، إذ أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية استلام الشحنة بالفعل، في وقت خرج فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ليُعلن أن هذه القنابل تُمثِّل "إضافة إستراتيجية مهمة".
تنتج قنبلة "مارك 84" التي تُصنّعها أميركا انفجارا هائلا يمكنه تدمير الهياكل الكبيرة وإحداث فجوات كبيرة في الأرض (أسوشيتد برس)
"مارك 84"


ليست هذه الواقعة إلا حلقة من سلسلة طويلة تتكرر، فبين عامي 2023 و2025، وفي ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، كان السلاح الأميركي حاضرا بوضوح في خلفية المشهد، وكانت قنابل "مارك 84" تتصدر هذا المشهد، حتى غدت الأكثر استخداما.


لقد بلغ اتساع نطاق استخدامها حدًّا لم يعد يمكن تجاهله، وأضحى شاهدا دامغا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة للقانون الإنساني الدولي عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية.


وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُعلنت نتائج دراسة دقيقة غاصت في تفاصيل تلك الهجمات، لتكشف أنه ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أسقط طيران جيش الاحتلال ما لا يقل عن 600 قنبلة من طراز "مارك 84″، كلٌّ منها تزن 2000 رطل (الرِّطْل يساوي 0.453 كيلوغرام)، على مناطق مأهولة وشديدة الحساسية، بما في ذلك المستشفيات. ليست هذه مجرد أرقام، بل هي مشاهد متكررة لأبنية منهارة، وأرواح أُزهقت تحت الركام.
إعلان


وقد خلص الباحثون إلى أن إسرائيل تبنَّت نمطا ممنهجا في إسقاط هذه القنابل العملاقة قرب المستشفيات، في مسافات مدروسة تكفي لإلحاق أضرار جسيمة ووفيات مقصودة، وأوضحوا أن هذا النوع من التدمير لا يُخلِّف فقط آثارا فورية على النظام الصحي، بل يمتد أثره طويلا على كل مفصل من مفاصل الحياة في غزة.


قنبلة "مارك 84" هي أحد أبناء سلسلة "مارك 80" الأميركية، تلك العائلة من القنابل العامة التي تتفاوت أوزانها بين 250 و2000 رطل. لكنها، دون مبالغة، تُمثِّل الشقيق الأكبر والأشد تدميرا في هذه السلسلة. صُمِّمت لتكون متعددة المهام، قادرة على الانطلاق من طائرات عسكرية مختلفة، واستهداف بنى تحتية، وهياكل أرضية ضخمة.


لكن وجهها الأكثر رعبا يظهر في لحظة انفجارها؛ فهي تُحدث انفجارا هائلا قادرا على تسوية أبنية بالأرض، وإحداث فجوات ضخمة في عمق الأرض يصل حتى 11 مترا، وبعرض يصل إلى 20 مترا، بينما تمتد موجات الضغط التي تولِّدها إلى محيط كبير، مهددةً كل ما يقع في نطاقها بالتحطم.


ومع كل هذه القدرات التدميرية، تبقى "مارك 84" قنبلة "غبية"، أي إنها لا تحتوي على أنظمة توجيه ذكية، بل تعتمد على السقوط الحر، فبمجرد أن تُلقى من الطائرة، تتبع مسارا قوسيا بفعل الجاذبية، مما يجعلها أقل دقة، خاصة عندما تُلقى من ارتفاعات شاهقة.


من مفارقات هذه القنبلة أيضا أن بساطة تصميمها وقلة تكلفتها مقارنة بالذخائر الذكية الموجهة تجعلها خيارا مفضلا للدول التي تسعى لتقليل نفقات الحرب، حتى لو كان الثمن حياة المدنيين.


والواقع أن أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية كشف أن نصف القنابل التي أسقطتها إسرائيل فوق غزة كانت من هذا النوع غير الموجَّه، رغم الكثافة السكانية الهائلة في القطاع، في مؤشر على نية متعمَّدة للإضرار بالمدنيين.


تتكون "مارك 84" من هيكل فولاذي انسيابي، يخبئ في داخله نحو 429 كيلوغراما من مادة "تريتونال" الشديدة الانفجار، وهي مزيج من ثلاثي نترو التولوين "تي إن تي" (TNT) ومسحوق الألمنيوم، يضاعف قدرة القنبلة على توليد الحرارة والانفجار. تتفجر هذه القنبلة عند ارتطامها بالهدف، أو بعده بلحظات، لتخترق الخرسانة أو طبقات الأرض، قبل أن تُطلق جحيمها.
إعلان


لكن استخدامها في غزة، وهي منطقة مكتظة بالبشر، لا يتماشى مع ما صُنعت له، إذ صُمِّمت هذه القنابل بالأساس لتُستخدم في ساحات قتال مفتوحة، ضد أهداف عسكرية كبيرة، وليس فوق أحياء سكنية أو بالقرب من المستشفيات.


ولمزيد من فهم الآثار التدميرية لهذا النمط من استخدام القنابل، دعنا نقارن بين احتمالات سقوط قنبلة غير موجَّهة على منطقة ما، وأخرى موجَّهة. في الحالة الأولى يمكن أن تدمر القنبلة أي مكان تقع عليه ضمن منطقة مساحتها تصل إلى 125 ألف متر مربع، بما يساوي مساحة نحو 18 ملعب كرة قدم، بينما تنخفض تلك المساحة مع القنابل الذكية لتصل إلى 314 مترا مربعا.
Dubai, United Arab Emirates -Nov.18.2009: A Mk 84 bomb fitted with GBU-31 JDAM(Joint Direct Attack Munition) kit in Dubai International Airshow 2009
"ذخيرة الهجوم المباشر المشترك" هي من إنتاج أميركي، لكنّها ليست قنبلة بحد ذاتها، بل عقل إلكتروني يُضاف إلى جسد قنبلة تقليدية ليحوِّلها إلى أداة قتل ذكية ومدمرة (شترستوك)
ذخيرة الهجوم المباشر


وإلى جانب القنابل "الغبية" التي ترميها المقاتلات الإسرائيلية على قطاع غزة، هناك نوع آخر لا يقل خطرا، بل يتفوق عليها دقة وفعالية، يُعرف باسم "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك" [جي دي إيه إم] (JDAM)، وهي من إنتاج أميركي، لكنّها ليست قنبلة بحد ذاتها، بل هي عقل إلكتروني يُضاف إلى جسد قنبلة تقليدية ليحوِّلها إلى أداة قتل ذكية ومدمرة.


هذه المنظومة التقنية لا تُميّز بين قنبلة صغيرة تزن 250 رطلا، أو أخرى ثقيلة مثل "مارك 84" بوزن ألفَيْ رطل، فبمجرد أن تُزوَّد القنبلة بجهاز التوجيه هذا تتحول إلى قنبلة ذكية، فمثلا إن وضعت تلك الأجهزة على "مارك 84" تتحول إلى قنبلة سُميت "بي إل يو 109" (BLU-109/MK 84K) قادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية، حتى في الظلام أو في الطقس العاصف.


تقوم الفكرة على تزويد القنبلة بجهاز ملاحة متطور يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS) وملاحة بالقصور الذاتي "آي إن إس" (INS)، وتُضاف زعانف توجيهية في الذيل لتُصحح مسار القنبلة أثناء سقوطها.
إعلان


قبل أن تُقلع الطائرة الحربية، تقوم بتحميل إحداثيات الهدف في نظامها الإلكتروني. وفي أثناء الطيران، يمكن للطاقم تعديل هذه الإحداثيات يدويا، أو عبر أجهزة الاستشعار المتطورة على متن الطائرة، ما يمنحها قدرة على التعامل مع الأهداف المتغيرة أو المفاجئة. وبمجرد إطلاق القنبلة، تُصبح كالسهْم الهادف، تتّبع المسار المُحدد بدقة، حتى تهبط في قلب الهدف المقصود، بهامش خطأ لا يتجاوز في أفضل حالاته 5 إلى 10 أمتار فقط.


بدأ التفكير الجاد في هذا النوع من الذخائر بعد دروس من حرب الخليج الثانية، فقد كشفت سُحب الدخان والعواصف الرملية عن عجز خطير في قدرة القنابل التقليدية على إصابة أهدافها بدقة، خاصة حين تُطلَق من ارتفاعات عالية.


وفي عام 1992، بدأت الأبحاث، لتُتوَّج في أواخر التسعينيات باختبارات ناجحة حققت معدل دقة بلغ 9.6 أمتار، ومعدل موثوقية وصل إلى 95%، وهو رقم هائل في معايير سلاح الجو.


لكن كما هو حال كل ما يُصنَّع بدقة، يأتي هذا السلاح الذكي بتكلفة مرتفعة، إذ يبلغ سعر الواحدة منها قرابة 40 ألف دولار، مقابل تكلفة تتراوح بين 3 و16 ألف دولار لقنبلة "مارك 84" التقليدية، التي تُترك لمصيرها مع الجاذبية، متأرجحة في الهواء دون توجيه.


وتلك الفجوة في السعر تُقابلها فجوة مماثلة في الدقة، فبينما تهبط "جي دي إيه إم" (JDAM) في نطاق 5-10 أمتار من الهدف، قد تُخطئ "مارك 84" الهدف بمئات الأمتار، وهو ما يُترجَم في ميادين القتال إلى مزيد من الضحايا المدنيين، ومبانٍ تُدمَّر دون تمييز.


ورغم ما تحمله هذه الذخائر من "سمعة نظيفة" بوصفها قنبلة ذكية، فإن استخدامها في أماكن مأهولة يحولها إلى أداة قتل لا تقل فتكا عن القنابل العمياء. وفي غزة، حيث لا حدود تفصل بين المسكن والمستشفى وساحة المعركة، يبقى الفرق بين قنبلة "غبية" و"ذكية" مجرد وهم.
إعلان
سبايس


وتستخدم إسرائيل مجموعة أخرى من أطقم القنابل الدقيقة التوجيه التي طورتها شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، تسمى "سبايس"، ومثل ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، فهي طقم توجيه إضافي يمكن ربطه بالقنابل "البسيطة" العادية مثل فئة "مارك" (84 و83 و82)، مما يحولها إلى قنابل ذكية عالية الدقة، تبدأ أسعارها من 50 إلى 150 ألف دولار.


في مقدمة القنبلة، تُثبَّت كاميرا كهروضوئية تُغذَّى سلفا بصور مفصلة للهدف، أشبه ما تكون بذاكرة قاتلة. وبفضل دمجها بين نظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" ونظام الملاحة بالقصور الذاتي "آي إن إس"، تستطيع هذه القنابل أن تُصيب أهدافها حتى في غياب إشارات الأقمار الصناعية، أو في أجواء مشوشة.


ويُقاس نجاح القنابل الموجَّهة بما يُعرف بـ"احتمال الخطأ الدائري"، أي المسافة بين النقطة المقصودة ونقطة السقوط، وهنا، تتفاخر "سبايس" بدقة تُقاس بأقل من 3 أمتار.


في صباح الثالث عشر من يوليو/تموز 2024، في منطقة مواصي خان يونس، حيث خُيّل للنازحين أنها "منطقة آمنة"، انقضّ صاروخ من طراز "سبايس 2000″، يزن طنين من الحُمم، على خيام المدنيين.


فبحسب شهادات ثلاثة خبراء تحدثوا إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، واستنادا إلى نمط الشظايا وعمق الحفر، تأكد أن القنبلة التي استُخدمت في تلك المجزرة كانت من هذا الطراز، وبلغ عدد الشهداء ما لا يقل عن 90 فلسطينيا، بينما امتلأت المستشفيات بمئات المصابين، حسب وزارة الصحة في غزة.


ورغم أن القنبلة مُصمَّمة لتكون دقيقة، فإن استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان يفقدها أي قيمة أخلاقية أو قانونية، فحتى لو أصابت هدفها المحدد، فإن محيطها يمتلئ بالبشر الآمنين، ولم يتردد جيش الاحتلال في استخدامها بكثافة، حتى في المناطق التي طلبت من سكانها مسبقا النزوح إليها بحجة أنها "مناطق إنسانية".
سبايس-2000
صاروخ "سبايس 2000" الإسرائيلي (الجزيرة)


القنبلة نفسها "سبايس 2000" شُوهدت مجددا في سماء بيروت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُبلغ عن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي الطيونة، أسفرت عن تسوية مبنى مكوّن من عشرة طوابق بالأرض.
إعلان


ورغم أن شركة "رافائيل" هي الجهة المنتجة لـ"سبايس"، فإن الحرب تتطلب نهما لا تُشبعه المخازن المحلية. لذلك، في وقت مبكر من العدوان على غزة، وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل شحنات ضخمة من هذه القنابل، عُرفت بـ"مجموعات قنابل طائرة شراعية من طراز سبايس فاميلي"، بقيمة 320 مليون دولار، بحسب ما أفادت "نيويورك تايمز".


تبدأ تكلفة القنبلة الواحدة من 50 ألف دولار، وقد تصل إلى 150 ألفا، حسب نوع الهدف والمهمة، لكنها تظل، في رأي البعض، أرخص من إطالة أمد الحرب أو فشل المهمة العسكرية.


كل ما سبق (وما يلي) من قنابل، تنطلق غالبا من نوعين أساسيين من الطائرات أميركية الصنع التي تستخدمها إسرائيل بكثافة في الحرب الحالية على غزة، وهما "إف-15" و"إف-16″، تتميز الأولى بقدرتها على السيطرة على الأجواء بفضل محركاتها القوية وسرعتها التي تتجاوز ضِعْف سرعة الصوت، كما أنها تتمكن من تحمُّل كمية ضخمة من الأسلحة والتحليق لمسافات بعيدة، وتتميز الثانية برشاقتها وقدرتها العالية على المناورة، وتصميمها الذي يسمح بتنفيذ ضربات دقيقة بتكلفة تشغيل منخفضة نسبيا مقارنة بالطائرات الأثقل.
خارقات الحصون


خلال عملياتها في غزة، استخدم جيش الاحتلال قنابل خارقة للتحصينات (bunker-buster) بهدف تدمير الأنفاق التي ظلَّت عصية على الاختراق، هذه القنابل تطلق غاز أول أكسيد الكربون القاتل عند الانفجار، وهو غاز عديم اللون والرائحة، يسبب الاختناق داخل الأنفاق.


ولم تكن هذه الإستراتيجية وليدة اللحظة، بل بدأت بوادرها عام 2017، حين اكتشف جيش الاحتلال أن بعض قنابله تطلق غازات فتاكة عند الانفجار في الأماكن المغلقة، لتُجرَّب لأول مرة على أرض غزة عام 2021.


ولأن الأنفاق شبكة خفية صعبة الكشف، لا تُرى ولا تُرسم على الخرائط، ابتكر الإسرائيليون سياسة "التبليط" (Tiling)، التي تقوم على إسقاط سيلٍ من القنابل الخارقة للتحصينات زنة 2000 رطل على منطقة واسعة يُعتقد أنها تحتوي على شبكة أنفاق، حتى لو لم تكن هناك إحداثيات دقيقة.
إعلان


القصف إذن لا يُوجَّه إلى نقطة، بل إلى محيط كامل، يصل مداه إلى مئات الأمتار. يُغطى الحيّ كما يُفرش البلاط، قنبلة تلو الأخرى، وكانت هذه العمليات تُنفَّذ بموافقة إسرائيلية وتنسيق أميركي مباشر، رغم إدراك الجميع الكامل والواضح أن القنابل لن تميّز بين مقاتل ومدني، وأن مئات الفلسطينيين قد يكونون "أضرارا جانبية" لهذا الجنون الهندسي.


بين عامي 2023 و2025، وخلال الصراع في غزة، استخدم الاحتلال عدة أنواع من القنابل الخارقة للتحصينات لاستهداف المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل قنابل "بلو-109 ب"، بوزن 2000 رطل، وقنابل "جي بي يو 28" (GBU-28)، الموجَّهة بالليزر، مع وزن 5000 رطل.


عادة ما تُعرف القنابل الخارقة للتحصينات بأنها تلك القنابل المُصمَّمة لاختراق الهياكل المحصنة والمخابئ تحت الأرض، مثل قنبلة "جي بي يو 28" التي يمكنها اختراق ما يصل إلى أكثر قليلا من 30 مترا من الأرض أو 6 أمتار من الخرسانة.


صُمِّمت هذه القنابل لتكون ثقيلة نسبيا وتتحرك بسرعات عالية، ولذلك فإن أوزان بعض الأنواع من هذه القنابل تتخطى الطن للقنبلة الواحدة، وتؤدي الكتلة والسرعة العاليتان إلى كمية هائلة من الطاقة الحركية، مما يساعد القنبلة على اختراق الأرض أو الهياكل الخرسانية بعمق قبل أن تنفجر.


وتستخدم بعض القنابل الخارقة للتحصينات، خاصة تلك المُصمَّمة للاختراق العميق، معززات صاروخية تُنشَّط أثناء مرحلة الهبوط النهائية إلى الهدف، لزيادة سرعتها إلى أقصى حد.


إلى جانب ذلك، تُصمَّم القنابل بغلاف خارجي طويل نسبيا ونحيف ومقوَّى، وغالبا ما يكون مصنوعا من مواد مثل الفولاذ عالي القوة أو التنغستن أو في بعض الحالات يورانيوم منضب (وهو ناتج ثانوي لتخصب اليورانيوم)، تمتلك هذه المواد من الكثافة والشدة ما يركز الطاقة الحركية في مساحة سطح صغيرة، وهو ما يرفع قدرتها على اختراق الخرسانة والأرض.
إعلان


وتتمثل إحدى السمات الرئيسية لقنابل اختراق التحصينات في الفتيل الذي يعمل متأخرا، فبدلا من الانفجار عند التلامس مثل القنابل التقليدية، تُبرمَج القنبلة للانفجار فقط بعد أن تخترق القنبلة الهدف بعمق، وهذا يضمن إطلاق الطاقة المتفجرة داخل الهيكل، مما يزيد من الضرر.


يمنع التفجير المتأخر القنبلة من الانفجار قبل الأوان على السطح، مما قد يؤدي إلى تبديد الطاقة إلى الخارج بدلا من تركيزها على الجزء الداخلي من المخبأ. وبمجرد اختراق القنبلة الهدف، فإنها تستخدم رأسا حربيا شديد الانفجار، مصنوعا عادة من مركبات قوية مثل "إتش إم إكس" أو "آر دي إكس"، بحيث يولد الانفجار موجة صدمة شديدة، مما يخلق ضغطا زائدا قويا وحرارة داخل المساحة الضيقة المستهدفة.
صاروخ هيل فاير إي جي إم/114 hellfire AGM-114
يحتوي صاروخ "هيلفاير" من نوع "آي جي إم-114 إن" على رأس حربي حراري (مواقع التواصل)
هيلفاير


في ربيع عام 2024، سجّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مشهدا يفوق الوصف في قطاع غزة، إذ رُصدت أجسادٌ لم تُقتل فحسب، بل بدت وكأنها تبخّرت أو ذابت في مكانها، عقب قصف إسرائيلي استهدف منازل سكنية. هذه الملاحظات دفعت المرصد للإشارة إلى أنه "يجب إطلاق تحقيق دولي في استخدام إسرائيل المحتمل للأسلحة المحظورة دوليا، بما فيها القنابل الفراغية".


فما القنبلة الفراغية؟ إنها ليست مجرد قنبلة، بل جحيم تقني. هي سلاح لا يكتفي بانفجار واحد، بل يصنع عاصفة نارية تبدأ بسحابة من وقود معلق في الهواء، ثم يشعلها ليُولِّد انفجارا يفوق المتفجرات التقليدية بمراحل، ضغطا وحرارة ودمارا.


تُعرف القنابل الفراغية أيضا باسم الأسلحة الحرارية الباريّة، وتعمل على مرحلتين: تفجير أولي يُطلِق سحابة دقيقة من الوقود، على شكل قطرات أو مسحوق، تنتشر في الهواء، ثم تفجير ثانوي يُشعل هذه السحابة بعد أن تختلط بالأكسجين، فتتحول إلى كرة لهب حرارتها قد تتجاوز 3000 درجة مئوية، تُطلِق موجة ضغط هائلة تلتهم كل ما في نطاقها، خصوصا في الأماكن المغلقة مثل الأنفاق والملاجئ.
إعلان


منصات التواصل الاجتماعي لم تكن بعيدة عن ساحة الحرب، فقد التُقطت صورة لطائرة أباتشي إسرائيلية مُحمَّلة بذخيرة تتدلّى منها شرائط حمراء، وهي إشارة معتمدة في نظام الشفرة الأميركي للدلالة على نسخة حرارية أو فراغية من صواريخ "هيلفاير".


الصورة أثارت جدلا كبيرا، مما دفع جيش الاحتلال إلى إزالتها لاحقا، وفقا للكاتب في "ذا وار زون"، توماس نيوديك.


يحتوي صاروخ "هيلفاير" من نوع "آي جي إم-114 إن" على رأس حربي حراري، مُصمَّم خصوصا لزيادة القوة القاتلة في الأماكن الضيقة، مثل المخابئ والكهوف والبيئات الحضرية.


وعلى عكس الرؤوس الحربية التقليدية التي تعتمد فقط على الانفجار والتفتت، فإن صاروخ "هيلفاير" الحراري يخلق موجة ضغط شديدة ودرجات حرارة عالية لزيادة الضرر إلى أقصى حدٍّ داخل منطقة مغلقة. ويَستخدم هذا الصاروخ شحنة معدنية متفجرة معززة، تُشتِّت مزيج الوقود والهواء ثم تُشعله، وينتج عن هذا انفجار ثانوي أكبر يعزز بشكل كبير من الضغط والتأثيرات الحرارية.


ما جرى في غزة لم يكن الحادثة الأولى، بل حلقة جديدة في سلسلة من الاستخدامات المثيرة للريبة. ففي حرب عام 2006 ضد حزب الله في لبنان، اتُّهِمت إسرائيل باستخدام هذه القنابل، وهو ما أثار انتقاد منظمة العفو الدولية، التي أعلنت أن "القدرات التدميرية الكبيرة لهذه الأسلحة تثير مخاوف من أنها تؤدي غالبا إلى القتل العشوائي".


ولا يُنسى مشهد من عام 1982، أثناء حصار بيروت، إذ أسقطت طائرات إسرائيلية قنبلة فراغية على مبنى سكني اعتقدوا أن ياسر عرفات يختبئ داخله. لم يكن عرفات هناك، بل 200 إنسان قُتلوا في لحظة واحدة.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
اشترك في
الأخبار العاجلة
تلقّ تنبيهات الأخبار العاجلة من الجزيرة فورا. ابق مطلعا على أهم العناوين من أنحاء العالم
الرجاء التحقق من بريدك الإلكتروني لتأكيد الاشتراك
عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة
محمي بخدمة reCAPTCHA
حول هذه القصة


إسرائيل تُظهر للعالم أقبح وجوه الذكاء الاصطناعي

بينما يدور الجدل بين الحكومات والشركات التقنية حول أخلاقيات وسياسات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، تطرح إسرائيل نموذجًا عمليًا لكيفية عسكرة تلك التقنية الحديثة كأداة لتضخيم نطاق القتل والتجسس.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
لماذا استعصى أهل غزة على التهجير؟

كان مشهد الخروج من شمال غزة مؤلما، لكنه لم يكن غريبا. كان مشهدا ألفناه جميعا وإن لم نره، فقد كتبه غسان كنفاني، وإلياس خوري، ومحمود درويش، وإميل حبيبي، وكتبته رضوى عاشور.
كان مشهد خروج الغزيين من الشمال صعباً، لكن الأصعب كان مشهد رجوعهم، ولكن هذه المرة، كان الأصعب على إسرائيل (الفرنسية)
من "التهجير" إلى "التطهير".. في التغريبة الفلسطينية ترامب لن يكون الأخير

الفلسطينيون لم يُراهنوا على القانون الدولي الذي لم ينصفهم أبدا في مواجهة المذابح وخطط التطهير والتهجير، ولكنهم راهنوا فقط على صمودهم وصلابتهم في الدفاع عن قضيتهم وتمسكهم بأراضيهم.
لم يتوقف ترامب عن الحديث عن خطته لتهجير الغزيين من أراضيهم مُطلِقا خطوطا يُنافس بعضها بعضا في اللامعقولية (الجزيرة)
6 أسباب تشرح فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية باعتراض صاروخ الحوثي

فجر السبت 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري دوت صفارات الإنذار في مناطق عدة بإسرائيل، وأعلن الإسعاف إصابة 16 شخصا جراء سقوط صاروخ على تل أبيب أطلق من اليمن.
صاروخ طوفان الباليستي الذي تمتلكه جماعة الحوثي (رويترز)

المزيد من سياسة


ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيبان
(الجزيرة)
صحيفة أميركية: ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهم
آثار غارة جوية أميركية استهدفت مبنى في العاصمة اليمنية صنعاء (الأناضول)
وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟
جيه دي فانس (يمين) مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مقر إقامة السفير الأميركي في باريس (رويترز)
ماذا وراء تقارب إسرائيل مع أقصى يمين أوروبا؟
جانب من المشاركين في أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية الذي عقد في القدس بمبادرة وزارة الشتات، ودعوة من الحكومة الإسرائيلية. المصدر: مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي الذي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام

يتصدر الآن


أعمدة سرية أسفل الأهرامات.. "اكتشاف خيالي" يتحطم على صخرة العلم
الباحثون قالوا إنهم استخدموا تقنية رادار جديدة تعرف باسم "الرادار ذو الفتحة الصناعية" (غيتي)
كاميرا الجزيرة ترصد مشاهد مروعة لأسرى محررين من معتقلات الدعم السريع
(الجزيرة)
الحرب على غزة.. شهداء بالقطاع الاحتلال يمهد لتفكيك مخيمات بالضفة
Israel attacks eastern Gaza Strip
هل تتمكن دمشق من الوفاء بشروط الاعتراف الأميركي؟
في حال تلبية إدارة الشرع لجميع الشروط تتعهد واشنطن بتخفيف المزيد من العقوبات وإصدار إعفاء جديد (الأناضول)

من نحن
الأحكام والشروط
سياسة الخصوصية
سياسة ملفات تعريف الارتباط
تفضيلات ملفات تعريف الارتباط
خريطة الموقع

تواصل معنا
احصل على المساعدة
أعلن معنا
ابق على اتصال
النشرات البريدية
رابط بديل
ترددات البث
بيانات صحفية

مركز الجزيرة للدراسات
معهد الجزيرة للإعلام
تعلم العربية
مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان

الجزيرة الإخبارية
الجزيرة الإنجليزي
الجزيرة مباشر
الجزيرة الوثائقية
الجزيرة البلقان
عربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:


شعار شبكة الجزيرة الإعلامية
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية
يمكنك الاعتماد على الجزيرة في مسألتي الحقيقة والشفافية
نستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع الأخرى لتقديم وتخصيص محتوى الإعلانات، وإتاحة الميزات، وقياس أداء الموقع، وإتاحة مشاركة الوسائط الاجتماعية. يمكنك اختيار تخصيص تفضيلاتك.تعرّف على المزيد حول سياستنا الخاصّة بملفات تعريف الارتباط.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

اسمي كامل عمري ...

اسمي كامل عمري 13 سنه اعيش بالرامه انا ثصتي اني انولدت في الرامه وبره حياتي كثير اكره كوني من اسائيل...

ولد عبد الرحمن ...

ولد عبد الرحمن بن خلدون في تونس 1332 ميلادي توفي بالقاهره سنه 1406 ميلادي ينتمي الى عائله اندلسيه جا...

الصدقات، والهبا...

الصدقات، والهبات، والأوقاف والتبرعات . - العوائد الاستثمارية من أموال الجمعية . ه - ما يقرر لها من...

المقدمة تُعدّ ...

المقدمة تُعدّ أسطورة الكهف عند أفلاطون من أكثر الرموز الفلسفية عمقًا وتأثيرًا في الفكر الإنساني، إذ...

يقصد به التراجع...

يقصد به التراجع العالم الاسلامي لسبب تطور العالم الاوروبي وتاخر الامه الاسلاميه في مجله العلميه والس...

الفصل التاسع ا...

الفصل التاسع الرؤية الصهيونية / الإسرائيلية للصراع وللحكم الذاتي الإستيطانية الصهيونية تعبر عن نف...

الفصل المرن يعت...

الفصل المرن يعتبر هذا النوع سلطات الدولة مقسمة إلى ثلاثة هيئات، لكل واحدة وظيفة متميزة إلا أن هذا لا...

فالتزكية تخلية ...

فالتزكية تخلية وتحلية نماذج من القيم الإنسانية: قيمة التزكية 186 تخلية للقلب من الحقد والحسد والكب...

النص يوضح الفرق...

النص يوضح الفرق بين المتغيرات المستمرة والمتغيرات المنفصلة باستخدام مثال طول الطلاب في مدرسة معينة. ...

أظهرت الدراسات ...

أظهرت الدراسات النقدية أن الوظيفة الرمزية التي يتناولها الشاعر المعاصر تتجلى في الصراع بين وجوده وعا...

The translated ...

The translated answer in English: The text explains that children do not learn language through dir...

When scientists...

When scientists say the genetic code is “universal,” they mean that almost all living organisms use ...