Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

(Using the AI)

في بلدة المسفاة، أعلن حمدان بن عاشور، بناءً على خبر من بو عيون، عن غرق شخص في بئر طوي الخطم. أثار الخبر هلعًا، وتسابق الناس نحو البئر. حمدان، وهو طارش لأول مرة، أعلن الخبر بقوة، بينما تمكن بو عيون من رؤية الغريق لكنه لم يعرف هويته. فشل سيف بن حمود في إخراج الجثة من البئر بسبب الخوف. نجح سلام ود عامور (الوعري) أخيراً في إخراج الجثة، ليتبين أنها مريم بنت حمد ود غانم، زوجة عبدالله بن جميل (البيدار). اكتشفوا أن جنينها لا يزال حيًا، فشقت كاذية بنت غانم بطن مريم لإنقاذ الطفل، قائلةً: "(يخرج الحي من الميت)". مريم كانت خياطة ماهرة، وزوجها يعمل في "القعته" القريبة من مقبرة. كانت مريم تعاني من صداع شديد قبل وبعد حملها، الذي تأخر لسنوات، وقد زاد الصداع بعد استخدام دواء لزج من بائع غريب، ما أدى إلى سقوطها في البئر أثناء نوبة ألم. غسلت كاذية المولود بماء أمه، مما أثار غضب الشيخ حامد. أرضعت آسيا بنت محمد، التي فقدت ابنتها، الطفل سالم. هطل مطر غزير بعد دفن مريم. عاد عبد الله، ذاكرته ضبابية، ليتلقى الخبر من كاذية، وأطلقوا على الطفل اسم سالم. استمرت الأمطار أسبوعًا، ثم عادت الحياة لطبيعتها. نشأ سالم برعاية كاذية وآسيا، التي أرضعته حتى فطامه. سافرت آسيا لزيارة زوجها المريض إبراهيم، تاركةً سالم. لاحظت كاذية غرابة في سلوك سالم، الذي كان يميل بأذنه للأرض ويقول "ماي.. ماي"، وكانت آسيا تعاني من مشاكلها الخاصة، متذكّرةً حادثة الينبوع. بعد سنوات، اكتشفت كاذية سر سالم، وارتبطت غرابة سلوكه بقصة سلام ود عامور (الوعري)، الذي عانى من مرض غامض في طفولته، وتركته أمه بعد أن اعتقدت أنه ليس ابنها، ثم عاد الأب وقتلها. كبرت كاذية وتواصلت مع سلام سرًا. بعد خمسة عشر عاماً على غرق مريم، عانت القرية من جفاف شديد، فلم يبقَ إلا نبع ماء صغير في مزرعة الوعري. اكتشف سالم ينبوعًا آخر، وساعد في إصلاح الفلج القديم، مُستخدماً مهارته في اكتشاف المياه، مع مساعدة من والده وعيد بن خميس. واجه سالم صعوبات في إقناع الناس بقدرته، لكنه نجح في النهاية، وأصبح يُعرف بـ "القافر". سافر سالم مع والده والوعري لإصلاح الأفلاج في قرى أخرى، والتقى بفتاة في المسيلة شبيهة بحبيبته القديمة، ثم توفي والده. أصبح سالم يعاني من الصمت والحزن، وتوفيت كاذية حزناً عليه. انتشر خبر جنون سالم الذي كان يحفر في صخرة في نجد النوح، ليكتشف ماءً جديدًا، على الرغم من شكوك الناس. رفضت زوجته نصرا تصديق خبر غرقه، واستمرت في انتظاره، محافظةً على بيته وملابسه، ومُقيسةً الوقت بخيوط غزلها. يُختتم النص بوصف نضال سالم الشاق للنجاة من فلج، ثم عودته إلى القرية.


Original text

ارتفع صوتُ الطارش في بلدة المسفاة و أعلن حمدان بن عاشور بعد أن أبلغه الشايب حميد بو عيون بغرق شخص ما في طوي الخطم، ومضى يطرق الأبواب ويخبر الناس بالغرق في القرية بصوته الجهوري (غريقة .. غريقة) أثار الخبر هلعًا وهرجًا، وتسابق الشباب لنقل الخبر للبيوت البعيدة، وانطلق الناس مسرعين نحو البئر. كان حمدان الذي تولى مهمة الطارش لأول مرة مترددًا في البداية، لكنه أعلن الخبر بكل قوة أما بو عيون، فقد تميز ببصره الحاد الذي مكّنه من رؤية الغريق من بعيد ولكنه لم يستطع معرفة هوية الغريق بسبب عمق البئر و عتمتها عندما وصل الناس للبئر تجمّعوا حولها يتساءلون عن هوية الغريق لكن يتطلب ان يهبط فيها رجل ذو خبرة لذلك كانت مهمه الطارش الثانية ان يحضر متطوعا ليهبط إلى القعر لكن عندما نزل سيف بن حمود متدليا بالحبل و غاص تحت ماء البئر فشل في إخراج الجثة بعد أن خاف من عيني الغريق المفتوحتين ثمّ طلبوا من الوعري سلام ود عامور المعروف بشجاعته، أن ينزل بعد جهود كبيرة أخرج الوعري الجثة، ليكتشفوا أنها مريم بنت حمد ود غانم و كان عبد الله بن جميل زوج مريم حاضرًا، مصدومًا مما حدث فما الذي جعل زوجته التي تخاف الاقتراب من حدود الابار تقترب حتى تسقط و تغرق في هذه البئر العميقة أثناء تكفينها اكتشفوا أنه الجنين لازال على قيد الحياه فتضاربت الآراء حول ما يجب فعله قاطعت كاذية بنت غانم الجدل بسحب سكين وشقّ بطن مريم مُنقذةً بذلك حياة الطفل و ابتسمت وسط الفجيعة و رددت وقد ملأت الدموع عينيها ( يخرج الحي من الميت ) مريم الغريقة زوجة عبدالله بن جميل المعروف " البيدار" الذي يعمل في سقى النخيل و الاعتناء بالمزروعات في ضاحية " القعته " قرية تقع بالقرب من مقبرة، حيث تضفي أصوات المارين على المكان شعورًا بالألفة خلال النهار يستريح المارة تحت شجرة "السوقم" ويتناولون التمر والقهوة التي يقدمها بن جميل. مريم تقوم بجلب الماء من الفلج، رغم صعوبة الطريق، حيث تصعد وتنزل عدة مرات في اليوم لتلبية احتياجات أسرتها بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر مريم أفضل خياطة في القرية حيث تتميز بمهارتها في التطريز مما يجعل الأسر الميسورة تعتمد عليها في هذا المجال مما يوفر لها ولزوجها حياة كريمة دون الحاجة إلى المساعدة من الآخرين . مريم بنت حمد ود غانم التي تعيش بجوار القبور وتواجه تأخراً في الحمل لسنوات مما أثار تساؤلات حول تأثير المكان على حالتها تلقت اقتراحات من النساء لتقديم النذور أو تبخير المكان، لكنها اعتمدت فقط على تبخير المكان عند الحاجة بعد فترة تأكدت من حملها على يد القابلة شمسة بنت خليفة عانت مريم من صداع مزعج قبل الحمل لكنه تفاقم بعده حيث كانت تشعر بطرق داخل رأسها لاحظت أن الصداع يخف عندما تغمض عينيها أو تغوص تحت الماء جربت عديد من الادوية دون جدوى حتى جاء المداوي عبدالله بن جميل بن حمدان الذي شخص حالتها بالشقيقة الذي نصحها بكي راسها في عدة مواضع رغم الألم الشديد تحملت مريم الوجع سبب لها حمى فسقطت بسببها طريحة الفراش أسبوعا كاملا حيث كانت عمتها تعتني بها رغم شفاءها من الحروق عادت لتواجه صداعًا قويًا، مما دفعها لوضع رأسها في دلو ماء لتخفيف الألم بينما كانت تنزل من الدرج رأت رجلًا غريبًا يجلس تحت السوقمة ، تحدثت مريم مع رجل غريب يبيع الأدوية وتسأله عن دواء للصداع يقدم لها علاجًا لزجًا من علبة معدنية صفراء ويعلمها كيفية استخدامه عن طريق الاستنشاق بعد تجربتها للدواء شعرت بالاسترخاء في وجهها لكنه أثار أغشية أنفها وجعلها تعطس وفي الأشهر الأخيرة من حملها، عانت مريم من آلام شديدة وضياع، مما أثر على قدرتها على القيام بواجباتها المنزلية وكانت تعيش في حالة من الإعياء والتشتت وفي يوم هادئ خرجت مريم من بيتها متجهة إلى بئر الخطم وهي تعاني من التعب والألم تستجيب للنداء من الأعماق وتبدأ في النزول بالحبل لكنها تفقد قبضتها وتسقط في البئر العميقة و توفيت .
غسلت كاذية المولود بماء والدته المتوفاة، حيث تتبع طقوسا معينة وتتمتم ببعض الادعية وغسلته وقمطته بغطاء شعرها. مُهملةً تكفين الجثة مما أثار دهشة الحضور خاصةً الشيخ حامد الغاضب لكسر أوامره. أمرت كاذية بتسريع تكفين الميتة وقبلت جبينها وبكت وهي تضع الرضيع على صدر أمه. كانت كاذية بنت غانم تعبر عن مشاعر مختلطة من الفرح والحزن بعد أن أخذت رضيعًا وقررت البحث عن امرأة ترضعه بعد وصولها إلى منزلها تأتي جارتها آسيا بنت محمد التي فقدت مؤخرًا طفلتها وتقوم بإرضاع الرضيع . شعرت آسيا بعاطفة قوية تجاه الطفل وكأنها أصبحت أمه مما يثير في قلبها مشاعر جديدة تشبه زهرة تتفتح حيث تسعى آسيا لتلبية احتياجات الرضيع رغم حزنها على فقدان ابنتها بعد أن رضع الطفل وضعته آسيا في حجر كاذية وغادرت. بكت كاذية متذكّرةً فقيدتها أثناء تشييع الجنازة في ذلك الوقت هطل مطر غزير غمرت مياهه القبر تحدث بعض الرجال عن رضا الله عن الفقيدة وأنها ماتت شهيدة. استيقظت كاذية على صوت المطر، ووجدت ماء في أذن الطفل الذي تسرب من سقف المنزل وشعرت بالندم على غفوتها حيث قامت بإخراج الماء من أذنه حضرت نساء الحارة لتقديم التعازي ويأخذن الطفل بين أحضانهن كانت آسيا تعيش عزلةً منذ وفاة بناتها وسفر زواجها إبراهيم إلى مسقط، تاركاً آسيا تتساءل عن سبب سفره، هطل مطر غزير مجدداً امتلأ الوادي بالماء بعد ثلاثة أيام عادت الحياة لطبيعتها، استعادت القرية نشاطها ونُسي ما حدث للغريقة. جاء عبد الله بن جميل، حزيناً على زوجته مريم التي سقطت في بئر وكانت ذاكرته ضبابية فلم يتذكر ما حدث أخبرته كاذية بكل شيء عادت ذاكرة عبد الله تدريجياً، فحمل الطفل ورأى فيه ملامح زوجته ثم ان كاذية هي التي أطلق عليه اسم سالم ثم هطل مطر شديد غمر القرية مما أدى إلى هروب الناس الى الكهوف في الجبال استمرت الامطار لمدة أسبوع وعندما توقفت عادوا الى قريتهم وعمل الناس على ترميم منازلهم واستصلاح أراضيهم ثم عادت الحياة من جديد.
لم تخلف الجائحة شجرة قائمة لكن أهل البلدة فرحوا بالخصب وامتلاء الوديان وخرير الجداول وغزارة مياه الأفلاج. أعيد تقسيم الضواحي ورفعت جدران البساتين وجلبت أتربة خصبة وغرست فسائل نخل وليمون وسفرجل وأمبا فعاد للقرية رونقها. شب سالم بن عبد الله في رعاية كاذية وآسيا، التي أرضعته حتى فطامه وظلت تزوره وتقدم له الحب والحنان. عندما بلغ سالم السادسة وصل بائع أقمشة برسالة لآسيا تخبرها بمرض زوجها إبراهيم في قرية الغافتين ويطلب منها الذهاب إليه، فبكت يومين مصارعة بين الذهاب إليه وبين مفارقة سالم، شجعتها كاذية على الذهاب إلى زوجها ووجد لها عبد الله بن جميل سلمان المسافر الذي أخبرها بأن القرية تبعد ثلاثة أيام شرقاً. حضرت آسيا زادها، وعانقت سالم وودعت كاذية التي باركت مسيرها. سافرت آسيا ثلاثة أيام تحلم بيد صغيرة تخرج من الماء فاستيقظت مرتعبة. هبطت عند وادي وغسلت وجهها وتذكرت ماضيها أطفالها الموتى وحلمها ووحدتها وطفلها سالم الذي أرضعته وخطواته الأولى وحماه التي كادت تقتله وتأخره في النطق وميل أذنه الذي فسرته النساء "الذنايا"، لكنه لم يكن يشكو. كانت تأخذه إلى الماء فيميل بأذنه للأرض وكأنه يستمع لحديث من باطن الصخر حكت لها كاذية عن أطفالٍ يسمعون ما لا يسمعه الكبار كانت آسيا تكتم كل ما تلاحظه في سالم باستثناء كاذية التي فسرت لها الأحداث قالت كاذية: "الناس يأكلون بعضهم بعض" فذكرت آسيا أن الناس يأكلون بعضهم بالألسنة حيث أثر ذلك على حياتها وحياة زوجها. تذكرت آسيا حكايتها عند الينبوع، ونظرت لسلمان المسافر وأخذت ماء ونضحته على وجهها ثم صعدت الحمار وصلوا الغافتين وسألت عن إبراهيم فوجدته تحت سدرة هزيلاً بكت آسيا لكنها لم تظهر ألمها واعتنت به وبنظافته. تحسنت حالته فساعدته على المشي وغسلته عند الفلج ودللته كطفل. ذهب إبراهيم إلى مطرح وعمل أعمالاً متعددة ولم يستقر فكان يشتري ضاحية مهملة ويستصلحها ثم يبيعها، استقر في الغافتين سكن تحت سدرة، حاول إبراهيم شراء ضاحية لكنهم رفضوا فاستأجرها مقابل ثلث الغلة,عاش إبراهيم ثلاث سنوات ثم مرض مرضا شديدا، وفي أحد الأيام , مر به بائع و سالة عن وجهته مما ذكره بزوجته آسيا التي تركها في قريته القديمة وبعد سنوات من الانشغال بالزراعة أدرك انه لم يتذكرها فطلب من البائع إيصال رساله لها.
ماي.. ماي.. هكذا يكرر سالم طفل صغير ملصقا أذنه بالأرض مغمض عينيه وكأنه يستمع لشيء ما في الأعماق. أمه كاذية تشاهده بدموع صامتة متوجسة من نظرات أهل القرية الذين يعتقدون بأن سالم مختلف منذ ولادته عند البئر. حدث الأمر أمامها لأول مرة وكتمت السر خوفا من انتشاره رأت كيف ينظرون إليه كيف يتمتمون بالتعاويذ بدأت تقلل من زياراتها للقرية حتى يكبر سالم. أخبرت أباه عبد الله بالسر لكنه ضحك واعتبر الأمر بسيطًا لكن الوضع تكرر مع سالم عندما جاوز التاسعة خلال رحلة مع أبيه إلى الوديان حيث ألصق أذنه بالأرض ومتمتما "ماي.. ماي" ظن أبوه بأنه مصاب بأذنه. صار عبدالله صامتا ومنطويا بعد فقدان زوجته. وكيف انتشر الخبر عن حالة سالم سريعا، محولاً إياه إلى حكاية مخيفة. اتهموه بأشياء كثيرة من التعامل مع أهل العالم السفلي إلى السحر, اتهموا كاذية بأنها تخفي سر ابنها مما جعلها محط اتهامات و شكوك من المجتمع لكن الخوف تحول إلى قوة لها. اتهموا عبدالله بأنه يعمل عند ساحرة. وسالم الذي يسمع أصواتًا غريبة، والمجتمع الذي يخلق الحكايات والأحكام دون فهم. وأحلام سالم عن فتاة مشلولة تنتهي بسقوطها في بئر مظلمة. تظهر معاناة الأم وطفلها، في مجتمع يسيطر عليه الخرافة والخوف.


سالم بن عبد الله كان يصادف سلام ود عامور (الوعري) في القرية ملاحظا غرابة في ملامحه لكنه يتجنبه. حكى سالم لأمه كاذية بنت غانم عن رجل أشيب ذي عيون حمراء، فأخبرته كاذية أنه سلام الوعري، أشجع وأطيب أهل البلدة، وهو من أنقذ أمه من بئر. قصّت كاذية على سالم قصة حياة الوعري، يتيما نشأ في خوف وبغض، ربما تحدثت لنفسها أكثر منه. مرض سلام بشدة في سن السابعة، فجربت أمه (صبيحة) كل شيء، حتى وصلت إلى الشايب سويدان الذي نصحها بغسل الطفل بماء الفلج، لكن الحمى استمرت شهرا كاملا، فاستعانت بمنجميّن (خماس وبو دحبة) اللذان أشارا إلى أن الطفل مسجون في صخرة. شفي سلام فجأة، لكنه أصبح يأكل بلا توقف وينظر لأمه بنظرات مرعبة بعيون حمراء متوهجة مخيفًا إياها بنظراته وصمته. ظنت صبيحة أن ولداً آخر استبدل بسلام، أهملته وطردته، فقام الجيران بحمايته. انتظر الجميع عودة الأب لكن غيابه طال وزادت شكوك صبيحة. منيرة بنت سعدون حاولت طمأنتها، لكن صبيحة أصرت على أن ولدها مسروق. ذات يوم، رأت صبيحة رجلاً عجوزًا يغسل ولدها، فسألها عن اسمه، فقال اسمه "سلام" مفاجئًا إياها، ونصحها بأن تنجب له أخًا. عادت صبيحة لتؤكد أن هذا الرجل هو من تسبب بمرض ولدها. عاد الأب، فأخبرته صبيحة باختفاء سلام، فقام بقتل صبيحة بعدما اعتقدت أن الولد ليس ابنها، وأقرّ بفعلته أمام الوالي. كبر الوعري وحيدًا، وكانت كاذية بنت غانم تجلب له الطعام سرًا. سالم، الذي فقد أمه أيضًا، كان يفكر بقصة سلام، متعاطفًا مع مصيره، مذكراً بما قاله له صبي آخر عن امه الممسوسة.
مرت خمسة عشر سنة على غرق مريم بنت حمد، أعقبتها سيول وخصب استمر لسنوات، غمرت خلالها المياه الوفيرة القرية وانتشر الرخاء بين أهلها، خاصة أصحاب البساتين الذين انغمسوا في البذخ والترف. في هذه السنوات، تنبأ عريق بن خميس باقتراب قيامة، لكن لم يهتم أحد بكلامه. ثم جاء صيف قاسي جفف الينابيع والوديان فأصاب الناس عطش رهيب، وانتشر الموت والسرقة بينهم. صاروا يخرجون كل جمعة لصلاة الاستسقاء دون جدوى، لم يبقى في القرية إلا نبع ماء ضئيل في مزرعة سلام ود عامور الوعري، الذي قسم الماء بين العائلات بإنصاف حيث يسمح سلام لكل عائلة بأخذ دلو واحد يوميا. عاش الوعري عزلة طويلة في مزرعته حتى نسيه الناس، إلى أن أشار سالم بن عبدالله إلى وجود ماء في الصخر قرب مزرعته فحفر الوعري واكتشف ينبوعًا صغيراً أطلقوا عليه عين الوعري بعد ذلك قرر أهل القرية حفر الفلج القديم لكنهم فشلوا في البداية حتى دلهم الوعري على مكانه فوجدوا قناة الفلج جافة ثم أخبر سالم أبيه بمكان آخر للمياه فعادت امه كاذية إلى الوعري لتؤكد صحة كلام سالم .
وضع سالم بن عبدالله أذنه على جدار القناة سمع هدير الأرض حدد مسار الماء ثم فتح عينيه وسأل نفسه: لو حفرنا هنا من الأول؟ شكك في قدرته على إقناع الناس فهو طفل يتيم فقير أبوه ضعيف ورثهم نهب بعد وفاة جدهم بعد عشرين سنة ظهر عبدالله بن جميل ادعى ملكية أموال أبيه لكن أنكروا ذلك أصلح عبدالله بن جمال بيت أبيه المتهدم. استمر سالم في حفر قناة في اتجاه مغاير على الرغم واجه سخرية من قبل الناس لكن أبيه انضم إليه في الحفر ووجد عبدالله بن جميل ملاذاً في العمل مع ابنه رغم اليأس أحياناً بعد ذلك ظهر الثرى الرطب أخبر أحدهم بذلك لكنه سخر منه اتفقوا على التوقف عن الحفر إن لم يجدوا ماء بعد ثلاثين خطوة لكن عبدالله وجد الماء صرخ سالم "ماي.. ماي" فدهش الجميع , انبثق الماء لكن صخرة سدت الطريق حاولوا كسرها لكن دون جدوى تذكرت كاذية أعواد الثوم في حظيرة البقر أعطت منها لعبدالله دهن الوعري الصخرة بالثوم وقال إنها تحتاج ثلاثة أيام بدأ الماء يصفو لكن الصخرة بقيت صماء قالت امرأة: "البتك العود فبيت الشايب سليمان". ذهب الشيخ إلى سليمان بن خميس طلبوا مطرقته الضخمة وحاولوا كسر الصخرة لكنها لم تتأثر بعد أيام من الطرق المتواصلة على الصخرة بمطرقة سليمان تشققت الصخرة وانفجر الماء استخرجوا شظايا الصخرة أصلحوا الفلج وعادت الحياة إلى القرية عاد الوعري لخلوته وعبدالله بن جميل لعمله وسالم صار يدعى "القافر"، وبقيت القرية كما هي لا يتغير فيها شيء إلا الكلام.


يصف سالم مشاعرة اتجاه الفتاه مثل ينبوع ماء ينبع من الصخر ثم رحلت مع أمها إلى بلاد بعيدة. يظهر سالم موهبة خارقة في اكتشاف مصادر المياه فيسافر بين القرى يحفر أفلاج ويعيد الحياة إلى الأراضي القاحلة مما ينشر شهرته. يوصف سالم بأنه شاب صغير متردد في كلامه لكن آمال القرى العطشى معلقة به. يمضي خمس سنوات يتنقل بين القرى مع والده و الوعري يجدد الأفلاج القديمة أو يحفر أفلاج جديدة مدة عمله تتفاوت باختلاف طبيعة العمل. في أحد الأيام يذهب سالم مع والده إلى قرية المسيلة التي كان فلجها قد طمرته السيول ليعيد إحيائه. في المسيلة يلتقي سالم بالفتاة التي تشبه حبيبته القديمة تبث في قلبه اضطرابا عميقا. يواصل العمل في فلج المسيلة أقيم عرس كبير في القرية، حيث تزوج سالم بن عبدالله القافر من نصرا بنت رمضان، وهو حدث مميز في ظل القحط الذي عانت منه القرية لكن في اليوم التالي والده يسقط علية السقف أثناء العمل ويموت مختنقا. يعود سالم مع زوجته حزينًا إلى قريته يتوقف عن البحث عن الماء ويصاب بصمت يشبه الصمم. تموت كاذية حزناً عليه وعلى أبيه، ويمضي سالم حياته حزينًا على فقدان أبيه .
انتشر خبر جنون سالم بن عبدالله القافر بسرعة في القرية، قيل إنه يبحث عن ماء في صخرة صماء في قمة نجد النوح. كان سالم يثابر على ضرب صخرة بمطرقة ضخمة، يستمع إلى همس الماء في باطنها. قبل سنوات، تردد سالم بين مواصلة طريقه المعتاد أو اتباع شغفٍ جبليّ، فاختار الأخير واكتشف مكانًا رائعًا . عاد إلى بيته ولم يجد زوجته، التي خرجت للبحث عن قوتها. انتشر الخبر رغم صمته، فجاء الشيخ حامد بن علي ليتأكد بنفسه من جنون سالم الذي أصر على وجود ماء تحت الصخرة. هلال ود محجان شاهد سالم ونشر الخبر، فهرعت القرية ليشهدوا الحدث. وصل الخبر لزوجة سالم ( نصرا) عبر جميلة الملسونة، فهرعت إليه تبكي، وأكدت حميدة بنت خميس الخبر. سالم طمأنها قائلاً إنه سينشئ مزرعة هناك. واصل سالم عمله، متجاهلاً الناس، حتى ظهر سلام ود عامور الوعري ضاحكا من إصراره فأخبره سالم عن خطته. حاولت نصرا إثنائه عن عمله، خوفًا من كلام الناس، لكنه أصرّ على حلمه، مؤمناً أن كلام الناس سيتلاشى. في الليل، رأى سالم مزرعته في أحلامه. في الصباح، ذهب سالم مجددًا إلى نجد النوح، لاحظ تربة رطبة تحت شجرة قفص، وبدأ يحفر في صخور سوداء حتى وجد حفرة صغيرة. خبرته في اقتفاء الماء علّمته أن للماء مفاتيح، وأنّ هناك أنواعًا مختلفة من المياه. العين التي يبحث عنها تشبه كنزًا مدفونًا. استمر سالم في حفر الصخرة، حتى عانى من صداع شديد. دهن الصخرة بعجين ثوم، فانتشر الخبر في القرية. بعد أسبوعين، جاء محسن بن سيف، طلب من سالم أن يساعده في إصلاح فلج في قرية ميتة، مقابل حصة من البلد. استشار سالم الوعري الذي أقرّ بالاتفاق، وكتب محسن بن سيف صكًا يضمن حقوق نصرا. أخبر سالم زوجته بالخطة، فخافت من عودته لأعمال الأفلاج، لكنه طمأنها. سافرا سراً، بحثا عن عمال، وسارت شهرة سالم قبلهما. وصلوا للقرية الميتة، وجدوا كهفًا للسكن، وأنشأوا حوضًا لمياه نبع قريب. بدأوا بإصلاح الفلج، ووجدوا "خاتمًا" (مكان ضيق في القناة) لكنهم عثروا على سقف منهار سدّ القناة. أغمض سالم عينيه، مستمعًا للأصوات في باطن الأرض، ثم أبلغ رفاقه أن الماء قريب حفر وفي لحظة يأسه العظيم، تهشمت صخرة وانطلق الماء، فقذفه السيل إلى الأعماق.
انفجر نهر مختزن في صخر بغتةً، وجرف القافر بقوة هائلة إلى نفق ضيق، مُصيباً إياه بجروح وكدمات شديدة. تشقلب جسده في دوامات الماء، وكاد يغرق، حتى انتشلته امرأة من بئر، تاركة إياه تحت شجرة. استعاد وعيه ليجد نفسه محاصراً في الخاتم، سدّاً لمجرى الماء. بعد أن أزاح جسده، هدأت الأمور، لكنه ظلّ محبوساً في العتمة، يعاني من الجوع والألم، ويقاوم أسماك عمياء صغيرة تهاجمه. اكتشف سرداباً صغيراً، ولجأ إليه، حيث عاش معزولاً، يتغلب على جوعه بصيد الحشرات والعناكب، حتى ابتكر فخاً للأسماك. بعد أن شبع، حاول الهرب مجدداً، لكنه سقط من جديد في الفلج، ليجد نفسه محاصراً مرة أخرى، في معركة شاقة مع الجوع والعتمة، قبل أن يصل أخيراً إلى الضوء. إلا أنه قبل أن ينجو تماماً، انهار جزء من جدار الفلج، مُعيداً إياه إلى الماء.
نصرا بنت رمضان، زوجة سالم بن عبدالله القافر، ترفض تصديق خبر غرق زوجها في فلج بعيد. تستمر في سماع صوته ورؤية صورته في كل مكان، وتحافظ على بيته وملابسه، معلقة إزاره البني ودشداشته الرمادية، وكمته ذات النجوم الخضراء على حبل الغسيل. تنتظره كل يوم عند الباب، وتراه في خيالها بين الأشجار وسكك الحارات. تتصور كلام العتاب الذي ستقوله له عند عودته، لكنها تعلم أن حنانها سينتصر على غضبها. ترى فيه إنسانًا مختلفًا عما يراه الآخرون، وتحمد الله على حبها العميق له. رفضت عروضا للزواج، وأصرت على انتظار سالم، مُقيسةً الوقت بخطواته المتوقعة. حكايات القرية عن مكان سكن مسيعيد ود خلفون، الذي انتقل إليه بعد نزاع على خاتم ورثه عن أبيه، تُثير في أذهان الناس ربطًا بين المكان وغياب سالم. كانت نصرا تعيش في صمت، تُرعى أغنامها، وتُزين نفسها كل أسبوع، لكنها لم تُهمل عملها في غزل صوف أغنامها، مُسميةً الخيوط بأسماء الأفلاج التي عمل فيها زوجها. كل خيط يُمثل زمنًا طويلاً، وكُلّ حكاية تُعيد ذكرياته، حتى أصبحت تُقيس انتهاء غزلها بموعد عودته، مُصرّة على أن موته سيتجلى فقط ببرود قلبها. وعلى الرغم من محاولات أهلها لإقناعها بالزواج من رجل آخر، فإنها تُصرّ على انتظار سالم، مُعلقةً زواجها على انتهاء غزلها الطويل، كل خيط درب تبحث فيه عن زوجها المفقود.
يروي النصّ قصة سالم بن عبدالله القافر، وهو عامل أفلاج، علق في خاتم فلج. بعد نضالٍ شاق، تمكن من استعادة مسمارٍ ومطرقةٍ سقطا في القناة. عند محاولته الخروج من الخاتم الضيق، تذكّر سالم حكاياتٍ عن حفر الأفلاج، وعن عفاريت النبي سليمان، وعن مهارته في قياس الوقت بواسطة الظلّ والنجوم، وعن نظام تقسيم مياه الفلج في قريته، وعن حالتي سليمان ود منصور وعبيد بن حارث، اللذين يعانيان من اختلاف قياس أثر ظلالهما. بعد محاولاتٍ عديدةٍ لإخراج نفسه من الخاتم باستخدام المسمار والمطرقة، والتي واجهت خلالها صعوباتٍ في اختراق الصخر الصلب، استطاع سالم، بدافع الغضب الذي امتلكه بعد فشل عدة محاولات، أن يكسر الصخر بضرباتٍ متتاليةٍ قويةٍ، ليفتح لنفسه مخرجًا من الفلج.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

أكد موقع " cons...

أكد موقع " construction business news " في أحد تقاريره عزم الشركات اليابانية والصينية على استهداف ال...

This paragraph ...

This paragraph is a description about ... The relation).. I am ... (name of the person)....•• is thi...

عام. يمكن القول...

عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...

In this present...

In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...

في خسائر فادحة ...

في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...

أدى الإنترنت وا...

أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...

تم في هذا المشر...

تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...