Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (45%)

الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجاب، والأهم أن لا وحدة قياس خاصة بالجمال فكل إنسان يراه بشكل مختلف أنواع الجمال: الجمال المادي: هو الجمال الحسي المدرك بحواس الإنسان من جمال ‏في طبيعة البشر أو الأشياء التي يمكن رؤيتها والتحقق منها ماديا وفي تناسق الأشياء وتنظيمها كما يعده بعض الفلاسفة من أشكال الجمال المادي ‏كما يعتقد البعض أنه الجمال المادي نسبي فما يراه البعض جميلاً قد يراه البعض الاخر قبيحا، وهكذا، الجمال المعنوي:‏ يعدّ الجمال المعنوي ذا معنى أعمق وأشمل من الجمال المادي وتعدده اكبر فهو يحمل في معانيه معانٍ سامية مثل الأخلاق والقيم والصدق والكثير من الأشياء الأخرى ‏وديمومته اكبر من الجمال المادي البحت كما يعدّ الجمال المعنوي مطلقا حيث لا يمكن إنكاره بما يتوافق مع الفطرة الإنسانية الحميدة ولكن رؤيته من زوايا أخرى يجعله يدخل في نطاق النسبية والآراء طبقًا للأفكار. وينقسم إلى الجمال الفكري (نتاج أفكار الإنسان ومعاملته ومخططاتها) جمال الروح والنفس (الإيمان التقرب من الله والطبيعة وفاهم الحياة)، فمثلاً في الحضارة اليونانية كانت أفروديت واحدة من آلهة الاولمب الاثني عشر وهي ربة الحب والجمال والنشوة الجنسية. وربة الإخصاب بسائر أنواعه، إخصاب الخضر والحيوانات. مع القدرة على هدم وقتل الحب في قلوب البشر. حيث كانت الفتيات غير المتزوجات والأرامل يُصلينَ لها لكي يحصلن على أزواج. فهي کوثريا أو إروكينا أو کوبريس أو بافيا أو أورانيا أي (السماوية) أو بانديموس (الشعبية) أو بیلاجيا أو أنادومینی. وهن أيضًا تجسديات لها، ورموز للامتنان واللطف. والبهاء والتألق أثناء التعامل مع الآخرين، وكان معبدها يقع في مدينة الوركاء، وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهور. ويقابلها لدى السومريون إنانا ، وفينوس عند الرومان وقد تعددت تصويراتها ورموزها وظهرت في معظم الأساطير القديمة وتغنى بحبها الشعراء وتفنن بتصويرها الفنانون بالرسم والنحت. وحتى بعد وجود التاريخ الميلادي نجد أن الجمال أتخذ حيزاً كبيراً في شعر العرب القدماء وكتاباتهم وحتى في عباداتهم، فمثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميلٌ يحبُّ الجمال)، والتي تبعث في النفس البهجة والسرور، والحكم على شيء ما بصفة القبح أو الجمال يكون نابع من الإحساس الذاتي للفرد والعوامل الفكرية والنفسية؛ ولقد كان لكل الحضارات البشرية القديمة مقاييسها الخاصة في الجمال. حيث كان عند العرب مراتب للجمال وخاصة للمرأة، وللجمال حصّة كبيرة في الرياضيات بسبب النسبة الذهبية، ٦١٨٠٣٣٩٨٨٧ تقريبا. الذي تم بناؤه في القرن الخامس ق م وأيضا يوجد في أهرامات الجيزة بمصر. • التحف الفنية الحديثة والقديمة. • شكل قوقعة الحلزون الهندسي. • ويبدو أيضا أن خارج قسمة الطول الإجمالي لجسم الإنسان على ارتفاع السرة عن الأرض مساوٍ، هو الآخر، السينما والجمال ما هو الفيلم السينمائي وما علاقة الإنسان بالفيلم الفيلم السينمائي في حالة الكمال هو كائن جمالي، من لحم ودم، يستوجب امكانيات سردية وتكوينات مشهدية تثير الذائقة الجمالية لدي المتفرج، وصفة الجمال تعطي للانسان ما يحتاجه من مشاعر وقيم متعددة منها الرضا واللطف، وهو الاديب اوسكار وايلد، أن الجمال نوع من العبقرية، والانسان قادر علي تذوق الجمال، او تفاعلية، وخير ما يمثل ذلك هو الابداع السينمائي، احد انواع الفنون الجمالية التي باستمرار يبدعها الانسان. يضع حول نفسه حواجز للحماية، فهناك جدل حول جدوي التنظير الفلسفي للفن في العموم، والسعي لنقده، فالتفكير الفلسفي في الفن أمر لا يعترف به معظم الفنانين، لأن الفن هو مجال الابداع الفردي، وهو ميدان العبقرية التلقائية، لوضع اسس نظرية لهذه الجمال السينمائي، لذا هناك محاولات فلسفية فنية وفلسفية جمالية، وفلسفية هرمنيوطيقة، ولعلو حسيته التي تتطلع لمرحلة المجاز المفتوحة التأويل، الأثر الفني للجماليات والسينما يحتفظ العمل الفني، التجربة التي يثيرها هذا العمل الفني لا تشبه علي الإطلاق تلك التي يثيرها أخر. وهذا التفرد بعينه هو الذي نعتز به في العمل الفني، وكل فيلم سينمائي له جمالياته الخاصة، وخطابه السردي والبصري الخاص، وتفاعلات الزمان مع الفيلم، يظل العمل السينمائي له قواعده الخاصة للفن. التذوق الجمالي للسينما الطرح الجمالي للسينما يتضمن عدة مستويات لفكرة التذوق، من حيث فهم ذائقة المتفرج تجاه المشاهدة الفيلمية، الي مستوي التسلية وقضاء وقت الفراغ دون هدف جمالي ناضج يتضمن التأمل الفكري والجهد البصري، وتميل الطبقات الشعبية الي الخطاب المتعي العادي والسطحي، فمساحة التفكير والتأمل الجمالي هنا تتناقص تدريجيا بحثا عن أشياء فنية أخري جمالية ولكنها غير معقدة وراقية وناضجة. فهي تملك قدرات وامكانيات علي الانتاج الثقافي، بمعني الرأسمالي الثقافي، وذلك يمكنها من فهم الخطاب الجمالي المعقد والناضج، وتفكيكه، وتأويله، وتفسيره وفك شفراته، ولكن ذلك لا يعني ان كل الطبقات الراقية تمتلك ناصية فهم الخطاب الجمالي الناضج، وايضا هناك نسبة قليلة من الطبقات الشعبية تسمو بطبيعتها وليس ببيئتها وثقافتها الي الجمال الناضج والحقيقي، جماليات الواقعي والخيالي هناك جماليات مفارقة السينما بتجاوزها للواقع، فليست الصورة السينمائية نسخ للواقع، فهناك ثورة رقمية ومعلوماتية يتحدث عنها العالم منذ فترة ليست قصيرة، طغيان الصورة في العالم جعل الواقع طيعا في يد السينمائي، فالسينما الآن لها دور رئيسي في صنع الفكر الخيالي الجمالي للمجتمع، بل اصبح هامشيا للغاية، فمكنون جماليات المجتمع الآن لا تنبع من الواقع، فهناك من مصادرها السينما، ووسائل الاعلام المتعددة، فهناك حاجة للدراسات كثيرة ومحاولات نظرية وفلسفية لتفكيك الخطاب الجمالي للصورة السينمائية، هذه العلاقات المعقدة والمتشعبة تثير القلق لدي الباحث، فهناك مقولات ان كل شئ في العالم يمر عبر الصورة، فالوسيط المهين للوعي العالمي هو الصورة. او ظاهرة لاشياء جوهرية واساسية انما اساس وجوهري الوجود. دائما الوعي الجمالي يحتاج الي خيال تستعرضه الصورة، وهو ما يتحقق عبر الصورة السينمائية، وايضا ذلك يؤكده حقيقة العمل الفني، الذي يرتاح مناطق الخيال اكثر من مناطق الواقع، ويري الفيلسوف الفرنسي البير كامي، والفن في جوهره هو الحركة التمردية التي يقوم بها الإنسان حينما يرفض الواقع من أجل إيجاد العالم الجديد الذي يستطيع أن يجد فيه ما ينشده من وحدة وتماسك، ولهذا يصبح “التمرد” في حد ذاته مطلبًا جماليًا. فهناك دائما اتجاه وتحيز يريد ايصاله لدي المشاهد بشكل مستمر. إذن تعتبر الأيديولوجية أهم متطلبات التعبير الفيلمي، ما يزيد من القدرة على الفهم، فلكل سينما مرجعية فكرية محددة يستوجب الكشف عنها”. مثل الافلام السوفيتية أو التي تحاول غرسها الأفلام الأمريكية الحالية في شعبها وفي الشعوب الاخري. وكما ذكرنا ان الصورة لا تحاكي الواقع ولكنها تتجاوزه، وتؤوله وتفتح باب التفسيرات علي مصراعيه، حتي يصبح المشاهد في حيرة من الصورة السينمائية، ويري الفيلسوف اليساري لويس التوسير أن الإنسان نفسه كائن أيديولوجي، يستجيب لما يسمى “اللعب الحر” بين الدال والمدلول ويستجيب لدال مُراوغ يخفي مدلوله لدرجة لم تعد فيها للمعاني بؤرة مركزية، والتي قامت على التحليل الفلسفي لهذه الفنون الجديدة نسبيا مقارنة بغيرها من صنوف الإبداع الكلاسيكية، وهذا ما يؤسس له العالم الجمالي كانستنتين باندوبولو في في كتابه “الفوتوغرافيا والسينما في النظام الثقافي المعاصر” حاول البروفيسور كانستنتين باندوبولو أستاذ علم الجمال السينمائي والتلفزيوني استعراض أهم مراحل تكون النظرية الغربية الفوتوغرافية والسينمائية عن طريق تكثيف الضوء على أهم الممثلين للتيارات الجمالية المختلفة والتي تعطي في مجموعها قدرا من المعرفة عن الطابع التكويني التاريخي لعلم جمال الفوتوغرافيا والسينما. رأى باندوبولو في كتابه، الذي ترجمه المخرج وجدي كامل صالح وصدر أخيرا عن دار العين، أن “التحولات العميقة التي تجري في عالمنا الراهن تدفع إلى النظر بصفة جديدة في شبكة المفاهيم التي نحملها عن الحياة في كافة نواحيها. وأشار إلى أن تاريخ السينما يمثل لذلك الاتصال الوثيق مع التقاليد الفنية من ناحية ومع التقدم العلمي التقني من الناحية الأخرى، إنتاج دال على عمق الروابط الجدلية المتناقضة بين تاريخ الأفكار الفنية والتطورات العلمية والتقنية، وفي مضمون ذلك تكمن طرافتها وخصوصية دورها في تطور الحضارة والثقافة المعاصرتين. إن ذلك الفهم يحفر في مفاهيم ب. بالازس ـ المنظر الأول الذي منح النظرية الغربية للسينما الصفة النظامية ـ “السينما كرؤية فنية”. ب. بنيامين، يا. موكارجوفسكي، بازين، وأ. ويضيف أن المدخل الجمالي لتلك المرحلة الممتدة من الثلاثينات حتى الخمسينات لم يلغ التقاليد ـ البداية التي أسس حالة الوعي بها كراكاور من خلال مفهومه عن الفوتوغرافيا المتلازمة، والذي عمل عبره للتأكيد على حيوية التقاليد الفنية بالفنون الجديدة. غير أن السينما وفي هذه المرحلة كانت قد عرضت ملامحها كفن مستقل في تعبيرها عن مدخلها، وأسلوبها. أما المرحلة الثالثة من تطور النظرية الغربية والتي يتوقف عندها باندوبولو فترتبط مع حركة بحث السينما كظاهرة ثقافية تعمقت بفضل الدراسات الاجتماعية والسيكولوجية، السيميولوجية، والمعلوماتية الثقافية. ففي هذه المرحلة تعمقت وامتدت المنطلقات البحثية والتطويرية للنظرية من مناهج التحليل الجمالي السينمائي والذي اعتنى بمواضيع، مثل: الشكل واللغة والأيديولوجيا والثقافية الجماهيرية. وفي المعنى المحدد لهو مجرد حل إجرائي ربما عمل على تشويش عملية التطور الواقعي والتداخلات التي تقوم في ما بينها، لكنه إجراء ـ من الناحية المنهجية ـ يتماثل مع ضرورات البحوث التحليلية ويلبي الغاية من استعراض خارطة تطور علم الجمال السينمائي الغربي”. فلسفة الجمال الأول هو سؤال عن العلاقة بين علم الجمال والنظرية الجمالية؟ أما الثاني فهو سؤال أي معنى يمثله الرباط النظري والتاريخي في نطاق علم جمال الفوتوغرافيا والسينما للتجربة الإبداعية المعاصرة في السينما؟ ويقول إن “نظرية الفن منذ عصر النهضة قد ترافقت مع دراسة مفاهيم الرائع والتذوق، وأصبحت جزءا لا يتجزأ عن علم الجمال. ومنذ نهايات القرن الثامن عشر وحتى بدايات القرن التاسع عشر ونتيجة تكون النظرة التاريخية لتطور الأدب والفن تبدأ نظرية الفن عملية الانفصال في علاقتها بعلم الجمال في المجال المعرفي. فمن جهتها جسدت النظرة التاريخية لتطور الفن حقبة متفردة ومتميزة في تطور الثقافة الفنية التي أضحت متصلة بالشكل النهائي لنظام الأنواع والمصادر والاتجاهات التي عرفت بالفنون الجميلة، وكذلك غدت مرتبطة باكتمال البحوث عن الأشكال الفنية الكلاسيكية التي بدأت منذ عهود الإغريق والنهضة وبدايات القرن العشرين”. ويضيف باندوبولو إن خبرة الفن الكلاسيكي وعلم الجمال المختص بتلك الخبرة يعطيان فهما لماذا امتزجت نظريتي الفوتوغرافيا والسينما في التقييم الجمالي وفي تلك المراحل المبكرة،


Original text

تعريف الجمال:
الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجاب، وهو يعطي معنى للأشياء الحيوية، والأهم أن لا وحدة قياس خاصة بالجمال فكل إنسان يراه بشكل مختلف


أنواع الجمال:


على عكس ما يعتقد الكثيرون الا ان أنواع الجمال اثنان لا ثالث لهما:
الجمال المادي: هو الجمال الحسي المدرك بحواس الإنسان من جمال ‏في طبيعة البشر أو الأشياء التي يمكن رؤيتها والتحقق منها ماديا وفي تناسق الأشياء وتنظيمها كما يعده بعض الفلاسفة من أشكال الجمال المادي ‏كما يعتقد البعض أنه الجمال المادي نسبي فما يراه البعض جميلاً قد يراه البعض الاخر قبيحا، وهكذا، ‏لذلك لا يُعدّ الجمال المادي مطلقا كما يمكن أن يفنى مع تقادم الزمن ولكنه أحيانا قد يرتبط مع الجمال المعنوي اما هذا النوع من الجمال فهو ينقسم إلى عدة اشكال منها الجمال المالي (سيارات بيوت مال) جمال الشكل (وجه جسد غمازات) جمال النسب (الجاه والعائلة)


الجمال المعنوي:‏ يعدّ الجمال المعنوي ذا معنى أعمق وأشمل من الجمال المادي وتعدده اكبر فهو يحمل في معانيه معانٍ سامية مثل الأخلاق والقيم والصدق والكثير من الأشياء الأخرى ‏وديمومته اكبر من الجمال المادي البحت كما يعدّ الجمال المعنوي مطلقا حيث لا يمكن إنكاره بما يتوافق مع الفطرة الإنسانية الحميدة ولكن رؤيته من زوايا أخرى يجعله يدخل في نطاق النسبية والآراء طبقًا للأفكار. وينقسم إلى الجمال الفكري (نتاج أفكار الإنسان ومعاملته ومخططاتها) جمال الروح والنفس (الإيمان التقرب من الله والطبيعة وفاهم الحياة)، الجمال الفني.


تاريخ الجمال:


يعتبر الجمال أحد الركائز الأساسية في الميثولوجيا القديمة للعديد من الحضارات وهو أحد أهم الركائز الذي اعتمدت عليها هذه الحضارات، فمثلاً في الحضارة اليونانية كانت أفروديت واحدة من آلهة الاولمب الاثني عشر وهي ربة الحب والجمال والنشوة الجنسية.وربة الإخصاب بسائر أنواعه، إخصاب الخضر والحيوانات. وربة الحب ومسراته والزواج، مع القدرة على هدم وقتل الحب في قلوب البشر. حيث كانت الفتيات غير المتزوجات والأرامل يُصلينَ لها لكي يحصلن على أزواج. وربة الجمال التي تهب البشر جمال الجسد وفتنته، وسبي العقل. أفروديت لم تكن إلهة الحب الجنسي فقط


١
كرديفتها الإلهة فينوس بل هي أيضًا إلهة الحنان والشعور الذي يسود الحياة الإجتماعية. ولها بالإضافة إلى اسمها العديد من الأسماء الأخرى والألقاب، فهي کوثريا أو إروكينا أو کوبريس أو بافيا أو أورانيا أي (السماوية) أو بانديموس (الشعبية) أو بیلاجيا أو أنادومینی. أي (الخارجة من المياه).وأيضًا، تُدعى الإلهة الأم العُظمى. أمّا في
الميثولوجيا الاغريقية القديمة فنجد الكرايتات او الحسناوات الثلاثة أو الحسان الثلاثة وهن آلهات الجمال، البهاء، الطبيعة، الخصوبة، الرقص، والموسيقى، والإبداع، وهن أيضًا تجسديات لها، ورموز للامتنان واللطف. صاحبت إلهات الحـُسن كلًا من أفروديت وهيرا وبعضًا من الآلهة الأخرى كهيرميز وإيروس وكن يعرفن بالإلهات اللاتي يجلبن البهجة إلى الاحتفالات والمناسبات المعينة، والبهاء والتألق أثناء التعامل مع الآخرين، ويمنحن جمالهن وحسنهن لجميع الآلهة والبشر الذين يطمحون إلى السرور في حياتهم. أمّا بالنسبة لحضارة بلاد ما بين النهرين ف عشتار هي آلهة الحب والحرب والجمال والتضحية في الحروب، وقد أطلق عليها السومريون اسم ملكة الجنة، وكان معبدها يقع في مدينة الوركاء، وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهور.ويقابلها لدى السومريون إنانا ، وعشتار عند الفينيقيين وافروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان وقد تعددت تصويراتها ورموزها وظهرت في معظم الأساطير القديمة وتغنى بحبها الشعراء وتفنن بتصويرها الفنانون بالرسم والنحت.


وحتى بعد وجود التاريخ الميلادي نجد أن الجمال أتخذ حيزاً كبيراً في شعر العرب القدماء وكتاباتهم وحتى في عباداتهم، فمثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميلٌ يحبُّ الجمال)، الجمال هو صفة الحسن والزينة التي تلاحظ بالأشياء، والتي تبعث في النفس البهجة والسرور، والحكم على شيء ما بصفة القبح أو الجمال يكون نابع من الإحساس الذاتي للفرد والعوامل الفكرية والنفسية؛ لذلك يختلف مقياس الجمال من شخص إلى أخر، ولقد كان لكل الحضارات البشرية القديمة مقاييسها الخاصة في الجمال. ومن ضمن هذه الحضارات الحضارة العربية، حيث كان عند العرب مراتب للجمال وخاصة للمرأة، حيث خصصوا لكل ملمح من ملامح الجمال لديها لفظاً يدل عليه، وتتغير هذه المقاييس والمراتب مع تطور الأزمان ولا تبقى على ما هي عليه.


الجمال والنسبة الذهبية φ


وللجمال حصّة كبيرة في الرياضيات بسبب النسبة الذهبية، أي في الرياضيات، تحقق قيمتان عدديتان النسبة الذهبية إذا كانت النسبة بين هذين العددين ١،٦١٨٠٣٣٩٨٨٧ تقريبا. لو نُظر إلى مستطيلات مختلفة، لوُجد بعضها أجمل من الآخر. وفي معظم الأحيان تكون نسبة أبعاد هذه المستطيلات بعضها إلى بعض هي نفسها. وتسمى هذه المستطيلات "المستطيلات الذهبية" وخارج قسمة طولها على عرضها يسمى "الرقم الذهبي". الرقم الذهبي معروف على الأرجح منذ عصور ما قبل التاريخ. فقد استعمله مهندسون وفنانون كثر منذ العصور القديمة. فهرم "خوفو" ، المبني في سنة ٢٨٠٠ ق.م. تقريبا، يظهر أن مهندسه استعمل الرقم الذهبي وكذلك شأن "البارثينون" بأثينا، الذي تم بناؤه في القرن الخامس ق م وأيضا يوجد في أهرامات الجيزة بمصر. كما يظهر الرقم الذهبي كذلك في ميدان الموسيقى ذلك أن صانع الكمانات الإيطالي "أنتونيو ستراديفاري" (و اشتهر كـ"ستراديفاريوس") استخدم هو الآخر هذا الرقم في صنع كماناته الشهيرة مع نهاية القرن السابع عشر للميلاد. الرقم الذهبي يوجد في الصناعات الإنسانية والطبيعة لإضافة الجمالية فمثلا هو مستعمل بشكل تقريبي في:
• ملامح وجه الإنسان.
• التحف الفنية الحديثة والقديمة.
• ميدان الموسيقى.
• الشكل الهندسي لنجم القحر الذي يمتاز بشكل خماسي الأضلاع المتداخل.


٢
• شكل قوقعة الحلزون الهندسي.
• أو في زهرة دوار الشمس أو في حراشف الصنوبر("تفاح الصنوبر").
• ويبدو أيضا أن خارج قسمة الطول الإجمالي لجسم الإنسان على ارتفاع السرة عن الأرض مساوٍ، هو الآخر، للرقم الذهبي.


السينما والجمال


ما هو الفيلم السينمائي وما علاقة الإنسان بالفيلم


الفيلم السينمائي في حالة الكمال هو كائن جمالي، من لحم ودم، عبر صور سينمائية وكادرات بصرية شاهقة التأمل والجمال، يستوجب امكانيات سردية وتكوينات مشهدية تثير الذائقة الجمالية لدي المتفرج، فالصورة السينمائية هي لوحات متحركة تتلاعب بالزمان والمكان من اجل اثبات قدرتها علي اثارة حسية المشاهد، هذه الحسية اكثر جزء فيها هو الحسية الجمالية، لذا المهمة الرئيسية لهذه اللوحات السينمائية المتكاملة هو اثارة الجمال. وعلاقة الانسان بالسينما علاقة وطيدة، فالانسان كائن جمالي، يبحث عن الجماليات في كل شئ، وقيم الجمال هي سمة رئيسية في طبيعة تفكيره العقلي وتأملاته المتعددة، وفي طبيعة فلسفة تعامله مع الوجود ومع الكائياء والاشياء، وصفة الجمال تعطي للانسان ما يحتاجه من مشاعر وقيم متعددة منها الرضا واللطف، والخير والحق، وتشعره بالانتظام والتناغم والكمال، ويشير أحد ادباء الانكليز، وهو الاديب اوسكار وايلد، أن الجمال نوع من العبقرية، بل هو ارقي من العبقرية لا يحتاج الي تفسير، والانسان قادر علي تذوق الجمال، وصناعة وابداع اشكال جمالية حسية او وصفية، او تفاعلية، وخير ما يمثل ذلك هو الابداع السينمائي، احد انواع الفنون الجمالية التي باستمرار يبدعها الانسان.


فلسفة الفن والجماليات


يهرب الفن دائما من النقد والتنظير الفلسفي، يضع حول نفسه حواجز للحماية، فهناك جدل حول جدوي التنظير الفلسفي للفن في العموم، والسعي لنقده، فالتفكير الفلسفي في الفن أمر لا يعترف به معظم الفنانين، بل لا يعترف به كثير من النقاد الذين يمارسون هذا التفكير ذاته في عملهم دون وعي، لأن الفن هو مجال الابداع الفردي، وهو ميدان العبقرية التلقائية، التي تتجاوز القواعد ولا تعترف بالقيود، ولذلك يمكننا القول أن الحسية الجمالية الفيلمية معقدة الي ابعد حد. يشعر فيلسوف الفن بالمدخل الجمالي الفلسفي بصعوبة كبيرة في تفنيدها تفنيدا استقراريا وثبوتياً، لوضع اسس نظرية لهذه الجمال السينمائي، لذا هناك محاولات فلسفية فنية وفلسفية جمالية، وفلسفية هرمنيوطيقة، وفلسفية سيميولوجية وفلسفية ظاهراتية في تحديد تفسير هذه الظاهرة الجمالية السينمائية، وذلك لخصوصية الخطاب الجمالي في السينما، ولعلو حسيته التي تتطلع لمرحلة المجاز المفتوحة التأويل، حيث اللقطة الجمالية المجازية هي محاكاة للحظة زمانية في الواقع بشكل سردي حكائي وبصريات، هذه القدرة الاخراجية صعبة الحدوث والتكرار في بحر المخرجين في السينما. وذلك لا يعني فشل هذه المحاولات الفلسفية في تفسير الظاهرة الجمالية في السينما، ولكنها محاولات لا تتمتع بالدقة التطبيقية في الربط بين فلسفة الفن ونظريات الجمال وبين اللغز الجمالي السينمائي، الذي يستوجب فرادة في التفسير الجمالي، وذاتية داخل الخطاب والمحتوي السينمائي نفسه.


٣
الأثر الفني للجماليات والسينما


يحتفظ العمل الفني، دائما بلمسة خاصة به، قواعده الخاصة، خطابه الذاتي، الذي يعبر عن نفسه، دون عمل فني أخر، او رؤية الانسان له، التجربة التي يثيرها هذا العمل الفني لا تشبه علي الإطلاق تلك التي يثيرها أخر. وهذا التفرد بعينه هو الذي نعتز به في العمل الفني، فالعمل هو العمل نفسه، وهو يختلف عن كل ما عداه في العالم، وكل فيلم سينمائي له جمالياته الخاصة، وخطابه السردي والبصري الخاص، فالمخرج والمؤلف والممثلين، وتقنيات المونتاج والتوير، تصنع في الفيلم الواحد تحفة فنية جمالية خاصة لن تكرر مرة أخري، بجانب الرؤية النقدية والتحليل الفني، واراء المشاهدين، وتفاعلات الزمان مع الفيلم، يظل العمل السينمائي له قواعده الخاصة للفن.


التذوق الجمالي للسينما


الطرح الجمالي للسينما يتضمن عدة مستويات لفكرة التذوق، من حيث فهم ذائقة المتفرج تجاه المشاهدة الفيلمية، ما بين خطابات المتعة واللذة الراقية، الي مستوي التسلية وقضاء وقت الفراغ دون هدف جمالي ناضج يتضمن التأمل الفكري والجهد البصري، هذه الثنائية في ذائقة المتفرج توضح معايير الاتجاه الجمالي للمشاهدة.


وتميل الطبقات الشعبية الي الخطاب المتعي العادي والسطحي، حيث يتصور الجمهور ان الفن عامةَ والسينما خاصة، فن متعلق ومتواكب مع حياتهم، لذا يستمر تأثير الفن علي تفاصيل حياتهم، فهم يريدون فنا يجعلهم يرتاحون من متاعب الحياة اليومية، فمساحة التفكير والتأمل الجمالي هنا تتناقص تدريجيا بحثا عن أشياء فنية أخري جمالية ولكنها غير معقدة وراقية وناضجة.


أما الطبقات الراقية والمتوسطة، فهي تملك قدرات وامكانيات علي الانتاج الثقافي، بمعني الرأسمالي الثقافي، وذلك يمكنها من فهم الخطاب الجمالي المعقد والناضج، وتفكيكه، وتأويله، وتفسيره وفك شفراته، وهم بذلك يتمايزون عن الطبقات الشعبية، ولكن ذلك لا يعني ان كل الطبقات الراقية تمتلك ناصية فهم الخطاب الجمالي الناضج، ولكن هناك الكثير من هذه الطبقات تتابع أفلام التسلية، وافلام قضاء الوقت الفراغ التي تخلو من معايير الجمال الراقية، وايضا هناك نسبة قليلة من الطبقات الشعبية تسمو بطبيعتها وليس ببيئتها وثقافتها الي الجمال الناضج والحقيقي، ولكن معظم ما يملك نواصي هذا الخطاب الجمالي هم من الطبقات الراقية.


جماليات الواقعي والخيالي


هناك جماليات مفارقة السينما بتجاوزها للواقع، هذه الثنائية ستدهش المشاهد حيث تربط ذهنيته بين تفاصيل الواقع الممل وقدرة السينما علي محاكاته ثم القدرة علي تجازوه الي مراحل اعلي ليذوب الجمال السينمائي مع جمال الواقع في جماليات جديدة متكاملة من هذه الثنائية.فليست الصورة السينمائية نسخ للواقع، انما ما يحدث الأن عالميا هو تأثير الصورة بشكل هائل في العالم، فهناك ثورة رقمية ومعلوماتية يتحدث عنها العالم منذ فترة ليست قصيرة، وقدرة الخيال الانساني عن تجاوز الواقع، فالسينما في هذه البيئة هي الاولي والاحق بتجاوز الواقع، والسعي نحو جماليات خيالية جديدة.


طغيان الصورة في العالم جعل الواقع طيعا في يد السينمائي، فالسينما الآن لها دور رئيسي في صنع الفكر الخيالي الجمالي للمجتمع، فالواقع الآن ليس دوره كما سبق، بل اصبح هامشيا للغاية، فمكنون جماليات المجتمع الآن لا تنبع


٤
من الواقع، فهناك من مصادرها السينما، ووسائل الاعلام المتعددة، واصبحت بذلك الصورة السينمائية مفهوما معقدا، جماليات المشهد اصبحت كذلك لغزا مكثفا، فهناك حاجة للدراسات كثيرة ومحاولات نظرية وفلسفية لتفكيك الخطاب الجمالي للصورة السينمائية، ومعرفة دور السينما وعلاقتها بالواقع، هذه العلاقات المعقدة والمتشعبة تثير القلق لدي الباحث، فهناك قدرة عالية للصورة علي ادارة وخلق الوعي الجمالي للافراد وذلك يمثل خطورة، يمكن تفسيرها بايدلوجية الفيلم وها ما يتم ذكره لاحقا في محور اخر في الدراسة. فهناك سجن الصورة الذي يجلس بداخله المشاهد السينمائي، فهناك مقولات ان كل شئ في العالم يمر عبر الصورة، فالوسيط المهين للوعي العالمي هو الصورة. وبذلك ابحت صورة ليست رمزا او تابع، او ظاهرة لاشياء جوهرية واساسية انما اساس وجوهري الوجود.


دائما الوعي الجمالي يحتاج الي خيال تستعرضه الصورة، وهو ما يتحقق عبر الصورة السينمائية، فالموضوع الجمالي مركب ومستوعب عن طريق وعي تخيلي بصفته كشيء غير حقيقي، وايضا ذلك يؤكده حقيقة العمل الفني، الذي يرتاح مناطق الخيال اكثر من مناطق الواقع، ويري الفيلسوف الفرنسي البير كامي، أن الإنسان يفقد الوحدة في عالمه الواقعي فيجد نفسه مضطرًا إلى إبداع آخر يقيمه بديلاً لهذا العالم. والفن في جوهره هو الحركة التمردية التي يقوم بها الإنسان حينما يرفض الواقع من أجل إيجاد العالم الجديد الذي يستطيع أن يجد فيه ما ينشده من وحدة وتماسك، ولهذا يصبح “التمرد” في حد ذاته مطلبًا جماليًا.


ايديولوجية الخطاب الجمالي


هناك ايديولوجية تؤثر علي جماليات الصورة، وتصبح عملية التحرر الجمالي لدي المشاهد من سلطة الصورة امر صعباً، حتي لو كان مخرجا عظيما وفيلسوفاً لا يقصد اشكال دعائية او يتبني ايدلوجية معينة، فهناك دائما اتجاه وتحيز يريد ايصاله لدي المشاهد بشكل مستمر.


إذن تعتبر الأيديولوجية أهم متطلبات التعبير الفيلمي، حيث يشير الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر إلى “أنكل عمل فني لابد من انطوائه على موقف أو فكر اجتماعي معين، ما يزيد من القدرة على الفهم، فلكل سينما مرجعية فكرية محددة يستوجب الكشف عنها”. وهناك أفلام واضح تأثرها بالايديولوجية، مثل الافلام السوفيتية أو التي تحاول غرسها الأفلام الأمريكية الحالية في شعبها وفي الشعوب الاخري. وكما ذكرنا ان الصورة لا تحاكي الواقع ولكنها تتجاوزه، وتؤوله وتفتح باب التفسيرات علي مصراعيه، حتي يصبح المشاهد في حيرة من الصورة السينمائية، وفي اطار ذلك، تتسمم الجماليات في الصورة بتشكيلات ايديولوجية كثيرة، بل تصبح الرؤية البصرية كائنا ايديولوجيا، لبعدها عن الواقع تماما، ويرى الفيلسوف الفرنسي إدغار موران أن الصور هي “تصنيع ثانٍ” و”استعمار ثانٍ” لا ينتج الاستهلاك فحسب بل ينتج المستهلك أيضاً، ويري الفيلسوف اليساري لويس التوسير أن الإنسان نفسه كائن أيديولوجي، يستجيب لما يسمى “اللعب الحر” بين الدال والمدلول ويستجيب لدال مُراوغ يخفي مدلوله لدرجة لم تعد فيها للمعاني بؤرة مركزية، هناك فقط “لعب الدوال” والمعاني وانزياح تام للمعنى.


الفوتوغرافيا والسينما نموذجان للثقافة الجمالية المعاصرة


شكلت العلاقة بين الجماليات والتقنية في العمليات الإبداعية هاجسا بحثيا مستمرا في مركز اهتمام الغرب لتنتج أبرز مظاهرها المتمثلة في النظرية الجمالية الفوتوغرافية والسينمائية، والتي قامت على التحليل الفلسفي لهذه الفنون الجديدة نسبيا مقارنة بغيرها من صنوف الإبداع الكلاسيكية، وهذا ما يؤسس له العالم الجمالي كانستنتين باندوبولو في


٥
كتابه “الفوتوغرافيا والسينما في النظام الثقافي المعاصر”.
في كتابه “الفوتوغرافيا والسينما في النظام الثقافي المعاصر” حاول البروفيسور كانستنتين باندوبولو أستاذ علم الجمال السينمائي والتلفزيوني استعراض أهم مراحل تكون النظرية الغربية الفوتوغرافية والسينمائية عن طريق تكثيف الضوء على أهم الممثلين للتيارات الجمالية المختلفة والتي تعطي في مجموعها قدرا من المعرفة عن الطابع التكويني التاريخي لعلم جمال الفوتوغرافيا والسينما.
رأى باندوبولو في كتابه، الذي ترجمه المخرج وجدي كامل صالح وصدر أخيرا عن دار العين، أن “التحولات العميقة التي تجري في عالمنا الراهن تدفع إلى النظر بصفة جديدة في شبكة المفاهيم التي نحملها عن الحياة في كافة نواحيها. والفن باعتباره مستوى خاصا من معرفة الحياة مجال جدير بالقراءة ارتباطا بتلك المتغيرات في حقليه التطبيقي والنظري. فالنشاطان الجمالي والفني يتأثران أيما تأثر بظروف ومتغيرات الواقع بسبب اقترابهما الخاص منه، وارتباطهما معه من حيث الطبيعة، وفي هذا الاتجاه يستلزم النظر وبالدرجة الأولى للأدب والسينما”.


مراحل التطور


وأشار إلى أن تاريخ السينما يمثل لذلك الاتصال الوثيق مع التقاليد الفنية من ناحية ومع التقدم العلمي التقني من الناحية الأخرى، فالسينما في جوهرها نوع إبداعي جديد، إنتاج دال على عمق الروابط الجدلية المتناقضة بين تاريخ الأفكار الفنية والتطورات العلمية والتقنية، وفي مضمون ذلك تكمن طرافتها وخصوصية دورها في تطور الحضارة والثقافة المعاصرتين. والفن السينمائي اتصل وفي مختلف مراحل تطوره بالفوتوغرافيا على ذلك النحو الذي اتهم فيه باستعارة التقنية الفوتوغرافية. وللحقيقة فإن الفوتوغرافيا لم ينظر إليها في أغلب التجارب البحثية كفن مستقل، بحيث يتم منحها الصفة والمعنى الفنيين في حالتين، هما: عندما تدخل كعنصر مشارك في منظومة الفنون التشكيلية وتحتل مكانة الرسم أو الغرافيك، وعندما تقوم بوظيفة الأساس التقني في صياغة الصورة السينمائية.
توقف باندوبولو عند ثلاث مراحل أولاها تمتد في إطار العشرينات، حيث تبدأ السينما فيها بالتخلص المتدرج من أسر قبيلة الفنون المجاورة مثل: الرسم والمسرح والأدب، وتعمل على التأكيد على طبيعتها الخاصة ذات الارتباط بالفتوغرافيا. ويقول “يقترح مؤسسوا النظرية الغربية في تلك الفترة مصطلح الفوتوغرافيا التلازمية أو الارتباطية ذات العلاقات المتجذرة مع تاريخ الفوتوغرافيا. إن ذلك الفهم يحفر في مفاهيم ب. بالازس ـ المنظر الأول الذي منح النظرية الغربية للسينما الصفة النظامية ـ “السينما كرؤية فنية”.


المرحلة الثانية لتطور النظرية الغربية للسينما التي يتوقف عندها باندوبولو تبدأ مع استقرار المفهوم الإبداعي الفني لها وقفزه إلى المرتبة الأولى بتفكير الباحثين والنقاد والمنظرين حين مضت التجربة الإبداعية الوظيفية للسينما خطوات في سبيل التأكيد على استقلاليتها من الفوتوغرافيا، لكن دون نقض دور الخصائص الإبداعية الفوتوغرافية في عملها ـ الموقف التحليلي من وجهة النظر الجمالية والذي تعبر عنه مؤلفات طائفة من الجماليين الغربيين أمثال ب. أرنخيم، ب. بنيامين، ب. ياكبسون، يا. موكارجوفسكي، أ. بازين، وأ. كراكاور.
ويضيف أن المدخل الجمالي لتلك المرحلة الممتدة من الثلاثينات حتى الخمسينات لم يلغ التقاليد ـ البداية التي أسس حالة الوعي بها كراكاور من خلال مفهومه عن الفوتوغرافيا المتلازمة، والذي عمل عبره للتأكيد على حيوية التقاليد الفنية بالفنون الجديدة. غير أن السينما وفي هذه المرحلة كانت قد عرضت ملامحها كفن مستقل في تعبيرها عن مدخلها، ولغتها، وأسلوبها.
أما المرحلة الثالثة من تطور النظرية الغربية والتي يتوقف عندها باندوبولو فترتبط مع حركة بحث السينما كظاهرة ثقافية تعمقت بفضل الدراسات الاجتماعية والسيكولوجية، والأيديولوجية بغرض توظيف السينما في نظام الاتصال الجماهيري من وجهة نظر البنيوية اللغوية، السيميولوجية، والمعلوماتية الثقافية. ففي هذه المرحلة تعمقت وامتدت المنطلقات البحثية والتطويرية للنظرية من مناهج التحليل الجمالي السينمائي والذي اعتنى بمواضيع، مثل: الشكل واللغة والأيديولوجيا والثقافية الجماهيرية.


٦
وقد استهدف باندوبولو كل مرحلة من المراحل الثلاث السابقة باستخدام منهج جمالي فلسفي خاص يتصف بهذه أو تلك من تيارات التفكير النظري، ويلفت إلى أن “الفصل ما بين تلك المراحل، وفي المعنى المحدد لهو مجرد حل إجرائي ربما عمل على تشويش عملية التطور الواقعي والتداخلات التي تقوم في ما بينها، لكنه إجراء ـ من الناحية المنهجية ـ يتماثل مع ضرورات البحوث التحليلية ويلبي الغاية من استعراض خارطة تطور علم الجمال السينمائي الغربي”.


فلسفة الجمال


بعد أن يعطي باندوبولو صورة لتطور المفاهيم الجمالية عن الفوتوغرافيا والسينما يطرح تساؤلين مهمين؛ الأول هو سؤال عن العلاقة بين علم الجمال والنظرية الجمالية؟ أما الثاني فهو سؤال أي معنى يمثله الرباط النظري والتاريخي في نطاق علم جمال الفوتوغرافيا والسينما للتجربة الإبداعية المعاصرة في السينما؟
ويقول إن “نظرية الفن منذ عصر النهضة قد ترافقت مع دراسة مفاهيم الرائع والتذوق، وأصبحت جزءا لا يتجزأ عن علم الجمال. ومنذ نهايات القرن الثامن عشر وحتى بدايات القرن التاسع عشر ونتيجة تكون النظرة التاريخية لتطور الأدب والفن تبدأ نظرية الفن عملية الانفصال في علاقتها بعلم الجمال في المجال المعرفي. فمن جهتها جسدت النظرة التاريخية لتطور الفن حقبة متفردة ومتميزة في تطور الثقافة الفنية التي أضحت متصلة بالشكل النهائي لنظام الأنواع والمصادر والاتجاهات التي عرفت بالفنون الجميلة، وكذلك غدت مرتبطة باكتمال البحوث عن الأشكال الفنية الكلاسيكية التي بدأت منذ عهود الإغريق والنهضة وبدايات القرن العشرين”.


ويضيف باندوبولو إن خبرة الفن الكلاسيكي وعلم الجمال المختص بتلك الخبرة يعطيان فهما لماذا امتزجت نظريتي الفوتوغرافيا والسينما في التقييم الجمالي وفي تلك المراحل المبكرة، وحينما لم يمتلك بعد هذان الفنان تاريخا إبداعيا يماثلهما مع التاريخي الإبداعي الكلاسيكي. إن انصهار علم الجمال ونظرية الإبداع الفوتوغرافي والسينمائي قد تم في صميم تطور الأشكال الجديدة للنشاط الفني، في ذات الوقت الذي قويت فيه تأثيرات نظرية الفنون الجديدة بفعل علم الجمال الكلاسيكي. ويرى باندوبولو أن نظرية الفوتوغرافيا والسينما وقبل كل شيء تنزع إلى إنشاء الحدود الفنية لهما، تلك الحدود التي ميزتها علاقة الفوتوغرافيا منذ البداية بالتقنية، ما حدا بالتحليل الجمالي أن يضع هدفه الأساسي في تصنيفهما ضمن الثقافة الجمالية للمجتمع المعاصر.
ويوضح أن التمييز بين النظرية وعلم جمال الفنون الجميلة تحدده تلك المسائل التي يقومان بمعالجتها. وإذا ما اتحد التحليل النظري الجمالي في قوة امتزاج جماليات الفن الكلاسيكي والنشاط الفني فإن هذا الامتزاج لا يمكن أن يحدث في علم الجمال المعاصر بسبب أن الحدود الجمالية للثقافة الجمالية للمجتمع المعاصر هي نفس حدود النشاط الفني.
إن الفوتوغرافيا والسينما هما شكلان جديدان ـ غير كلاسيكيين للإبداع الفني. فالمعنى الجمالي لهما أشد اتساعا من معناهما الفني، وفي قوة نظرية هذين الفنين لا يمتزج علما جمالهما اللذان يمضيان إلى خارج حدود الفن. والمفهومان يدفعان إلى وضع هذين الفنين كنموذجين معاصرين للثقافة الجمالية للمجتمع المعاصر، ومن هنا يستوجب وضع استنتاج عملي هام للغاية.


إذاً بعد كل ما سبق ذكره فإن ترويكا الفن والجمال والتقنية هي القاعدة التي تستند عليها صناعة السينما والتي بدور كل منها تقدّم قوّة معينة للسينما وتاريخها الجمالي ومستقبلها،ومع التوسع في معايير تقييم الجمال تغيير وجه السينما إلي الأبد ففي السينما يحدد ‏مفهوم الجمال‏على أنها قيمة كونية متعالية عن بقية القيم الأخرى،‏فهو الذي يرتقي بها من مجموعة من المشاهد والصور إلى جملة من اللوحات ذات صبغة جمالية اكثر عمقا وهو الذي يرتقي بها أيضا إلى منزلة الفن الأكثر مشاهدة اليوم.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Zimbabwe, derim...

Zimbabwe, derimot, arvet en relativt utviklet økonomi ved uavhengighet i 1980, men landreformer på 2...

هدفت الدراسة ال...

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مهارات الضبط الإعرابي المناسبة لطلاب المرحلة المتوسطة في مقرر لغ...

إن أقدم دلائل أ...

إن أقدم دلائل أثرية تاريخية لآلة العود تعود إلى 5000 عام حيث وجد الباحثون أقدم أثر يدل على آلة العود...

As Logistics Of...

As Logistics Officer at World Link International's Al Hudaydah branch, I managed all aspects of logi...

يساعد التواصل ا...

يساعد التواصل الاجتماعي في البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة في أي وقت وأي مكان. كما يوفر وصولًا...

لا يوجد كتابة و...

لا يوجد كتابة واحدة أصليَّة (بخطِّ الكاتب نفسه) لأيِّ من كتب العهد الجديد، فإنَّنا نعتمد على نسخٍ من...

نظرية الصور سل ...

نظرية الصور سل بعملية أو أجناس سمة في هذه تها ستكون هذه الحالة شتركة أو نائية ، أو النسبة إلى الثنائ...

ظل ابو عبد الرح...

ظل ابو عبد الرحمن يحدق في هذا الخندق ويرن في عقله هذا السؤال ولما لا لما لا أسرق؟، وبدأت تزداد الأفك...

لمكافحة الإسراف...

لمكافحة الإسراف، يجب أن نبدأ بتغيير سلوكنا ووعيّنا حول قيمة النعم. أول خطوة هي التخطيط المالي، مما ي...

ا عوﺮﺸﳌا ﺪﻳﺪﲢ ...

ا عوﺮﺸﳌا ﺪﻳﺪﲢ ﻢﺘﻳ نأ ﺪﻌﺑ ﺎﻬﺋاﺮﺟا ﺐﺟﻮﺘﺴﻳ ﱵﻟا تﺎﺳارﺪﻟا لوأ ﻲﻫ ﺔﻴﻨﻔﻟا ﺔﺳارﺪﻟا وأ . ﺪﻌﺗ ﺔﻴﻣﻮﻤﻌﻟا ﻊﻳرﺎﺸ...

ثانيا : الأوديس...

ثانيا : الأوديسا ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من اثنى ع...

The poet looked...

The poet looked at ascottis girl reaping and singing alone in the field either stop here to listen o...