Lakhasly

تشهد التكنولوجيا الرقمية في الزمن المعاصر تطورا كبيرا بات من الصعب مسابرته ومجاراته لفرط ما يعرف هذا الحقل المعرفي الخاص من اختراعات وابتكارات وابداعات ما فتئت تنعكس على الحياة اليومية للافراد والمجتمعات ولعل من أكثر دلالات ومؤشرات انعكاس الثورة الاتصالية للرقمية المتصلة أساسا بعالم الانترنت كاحد أوجه انتشار التكنولوجيا الرقمية على الحياة الانسانية والاجتماعية ارتفاع نسب استعمال وسائل
تكنولوجيا الاتصال الرقمية وشيوع استخدام الابتكارات الحديثه في هذا المجال.
فقد قدمت التكنولوجيا الرقمية فرصا جديده للافراد للمشاركة في توليد المعرفة وانشائها واستبدالها والتواصل مع الخبراء ، وقد تمت اعادة تشكيل مكونات المعرفة وعملياتها لتتناغم مع طبيعة المعرفة الرقمية.
وفي العصر الحاضر وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي وتطبيقاتهما على مجال الاتصال والمعلومات حيث تضاعف النتاج الفكري لدرجه اطلق على عصر اليوم عصر انفجار المعلومات وان شعوب العالم تتجه نحو الوحدة والدمج فيما اسماه مارشال ماكلوهان بالقرية العالمية التي تجاوزت الحدود الزمكانية وكانت نتيجة ظهور وسائل جديدة في حفظ المعرفة فقد ادخل مفهوم خدمات المعلومات والمقصود منه الناتج النهائي الذي يحصل عليه المستفيد من المعلومات والذي يتاثر نتيجه التفاعل بما يتوافر لاجهزة المعلومات
من موارد ماديه وبشريه فضلا عن تنفيذ بعض العمليات والاجراءات الفنيه
ان تطور التقنيات الرقمية التكنولوجيه في مجال المعلومات والاتصالات لم يمنع ذلك من ضرورة استخدامه في البحث العلمي لدورها الفعال في التطور العلمي وتطور الابحاث والدراسات العلمية لسهوله جمع المعلومات والبيانات ومساعده الباحثين على إدراك مفاهيم جديده بطرق سهله تتناسب وقدراتهم ونشر
الدراسات وتوسعها بين المهتمين وزيادة اعدادها ورفع نسبة انجازها.
كما ان البحث العلمي استفاد من مزايا هذه التكنولوجيا الرقمية فينبغي ان يكون هناك تأصيل البحث العلمي على حسب التطورات الحاصلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الـر الأول: مفهمت لجا المعلمات والات الات:
أولا: تع ت لجا المعلمات والات الات:
تعددت التعاريف وتنوعت لمفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال وهذا باختلاف زوايا اهتمام كل باحث
وسيتم بسط مجموعه من هذه التعاريف كالتالي:
عرفت تكنولوجيا المعلومات والاتصال بأنها " مجموع الوسائل أو الادوات أو التقنيات أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي التي يتم من خلالها جمع البيانات المسموعه والمكتوبه أو المصورة أو المرسومة او المسموعة المرئية أو المطبوعة الرقمية ، ثم تخزينها بعد ذلك لاسترجاعها في الوقت المناسب ، يليها عملية نشر تلك المواد الاتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة أو مسموعة مرئيه او مطبوعة أو رقمية ونقلها من مكان لآخر ، ومبادلتها وقد تكون تلك التقنية يدوية أو آلية او الكترونية أو كهربائية حسب مرحلة
التطور التاريخي لتقنيات الاتصال والمجالات التي يشملها هذا التطور " 1
ويقصد بتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم كل ما يستخدم في مجال التعليم والتعلم من تقنيات المعلومات والاتصالات والتي تستخدم بهدف التخزين معالجة استرجاع ونقل المعلومات من مكان لاخر مما يعمل على تطوير وتفعيل العملية التعليمية بجميع الوسائل الحديثة كالحاسب الآلي وبرمجياته، تقنيات شبكه الانترنت كالكتب الإلكترونية، قواعد البيانات المواقع التعليمية، البريد الالكتروني، البريد الصوتي
التخاطب الكتابي، المؤتمرات المرئية والفصول الدراسية الافتراضية . 2
وتعرف تكنولوجيا المعلومات بأنها " خليط من أجهزه الكمبيوتر ووسائل الاتصال ابتداء من الألياف الضوئيه الى الأقمار الصناعية والتقنيات المصغرة والفيلمية والاستنساخ تمثل مجموعه كبيره من الاختراعات الذي
يستخدم المعلومات خارج العقل البشري
وتعرف ايضا تكنولوجيا المعلومات على انها مجموعه من الوسائل والاجهزه والبرامج التي تشمل نقل المعلومات وتبادلها داخل المؤسسه او بين مؤسسات مختلفه ويشمل ذلك جميع المعلومات وتحويلها ومقارنتها
وتحليلها والتخطيط السهوله استخدامها في الوقت المناسب.
وتعرف تكنولوجيا المعلومات على انها: "القاعدة الأساسية التي تبني في ضوءها المنظمات الادارية والمنشآت ميزتها التنافسية ".
ويقصد بالتكنولوجيا كل انواع المعرفة الفنية والعلمية والتطبيقية التي يمكن أن تسهم في توفير الوسائل، المعدات، الآلات، الأجهزة الميكانيكية والالكترونية ذات الكفاءة العالية والأداء الافضل التي تسهل للانسان
الجهد وتوفير الوقت وتحقق للمنظمة أهدافها النوعية والكمية بكفاءة وفاعلية.
ويمكن تعريف التكنولوجيا على انها تطبيق الاجراءات المستمدة من البحث العلمي والخبرات العلمية لحل المشكلات الواقعية ولا تعني التكنولوجيا هنا الأدوات والمكان فقط بل أنها الأسس النظرية والعلمية التي
ترمي الى تحسين الأداء البشري في الحركه التي تتناولها .
وتعرف تكنولوجيا الاتصالات بانها الوسائل الحديثه للاتصالات التي يمكن من خلالها نقل وبث واستخدام
انجازات الثورة المعلوماتيه من مكان لآخر وتنعكس اثارها على مجالات الحياة المختلفة الاجتماعية
والاقتصادية والهندسة والطبية وغيرها من مجالات الحياة.
تعرف كذلك تكنولوجيا الاتصالات بأنها كافة الجهود التي يقوم بها الانسان وطرق التفكير التي يعتمد عليها
من أجل القيام بنقل المعلومات والمعرفه ومختلف المهارات وذلك عن طريق الاعتماد على الاجهزه والرسائل
والادوات التكنولوجيه الحديثه من خلال القيام بنقل الرسائل من المرسل الى المستقبل من خلال وسيلة او
جهاز الكتروني وقد ساهمت كافة الوسائل الحديثة في توصيل الرسائل بوضوح و بطرق مختلفة وفتحت
الباب امام فهمها بطرق متعددة وذلك من أجل تحقيق اهداف محددة ومن أبرز المبتكرات التي ظهرت لنا
الأقمار الصناعية والألياف الضوئية والوسائط المتعددة وشبكة المعلومات خاصة شبكة الانترنت ؟.
ثانا خان ت لجا المعلمات والات ال: لتكنولوجيا المعلومات والاتصال عده خصائص تميزها
عن باقي التكنولوجيات الأخرى من بين تلك الخصائص نذكر :
الربح واختصار الوقت والجهد والمال واقتسام العمل مع الآلة.
الذكاء الاصطناعي وهو من أهم سماتها والذي يقصد به ترقيه وتطوير المعارف وزيادة فرص
المستخدمين بهدف التحكم في عمليه الانتاج وزيادتها.
التفاعلية: وهي تعطي ادوار متعددة فقد يكون المستقبل المرسل في آن واحد في المشاركين في
الاتصال يؤدون وظائف متعددة بخلق جو تفاعلي
اللاتزامنية: فهي غير محددة بوقت او زمن معين فقد يمكن استقبال المرسال للرسالة في أي وقت
يناسبهم. اللامركزيه فهذه الخاصية تسمح لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مزاولة عملها في مختلف دول
العالم دون التقيد بإطار جغرافي محدد.
قابلية التوصيل تسمح هذه الخاصية بالربط بين الاجهزة الاتصالية المختلفة وذلك من خلال شبكة
موحدة . قابلية التحرك والحركية الاستفادة من خدماتها في اي مكان وفي التنقلات باستخدام وسائل الاتصال المتعددة كالهاتف والانترنت
التحويل: تتمثل في نقل المعلومات وتحويل الرسالة المسموعة الى رسالة مطبوعة او مقروءة
والعكس.
اللاجماهرية تسمح هذه الخاصية بانتقال الرسالة بطريقة مباشرة للمستهلك وتحويلها من فرض الى
مجموعة أو من جهة الى عدة جهات .
تتيح للباحث ان يختار الزمان والمكان الذي يتعلم فيه والطريقة التي يفضلها وتتناسب مع قدراته.
تعالج الكثير من مشكلات البحث مثل زيادة عدد الباحثين وقله الباحثين المؤهلين وكذا معالجة
الفروق الفردية بين الباحثين.
تسمح تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في زيادة خبرات الباحثين وتنويعها من خلال اشراك
أكثر من حاسة خلال العملية التعليمية.
عندما يستخدم الباحث تكنولوجيا المعلومات والاتصال ويكتسب خبرات بجهده الذاتي فانه يشعر
بنمو ذاته، كما تؤدي الى استمرار التفكير والتفاعل لدى الباحث كما وتبسيط المعلومات وتوضيحها.
7
الـر الماني: أهـة تـ لجا المعلمات والات ال ودورها في ت
ال
العلي:
اولا: أهة ت ت لجا المعلمات والات ال في ت
ال
العلي:
وتظهر من خلال ما يلي:
تحقيق متطلبات التعليم الالكتروني وتنسيق الأبحاث على المستوى العالمي بين مختلف الباحثين.
تيسير طرق البحث والمتابعة من خلال اعتماد تقنيات الاتصال الحديثة وتبادل المعرفة والخبرات من قبل الباحثين وتسهيل عملية الحصول على المعلومات بطريقه منتظمة في مراحل مختلفة.
استخدام التقنيات الحديثة يساعد على اتمام البحث العلمي بأقل التكاليف وبكفاءة عالية.
توفير الوقت والجهد والمال وتقليص النفقات والأعباء المالية الزائدة. زيادة خبرة الموظفين الاداريين وتنميتهم علميا وثقافيا ومهنيا بغية مواكبة التطورات الراهنة بهدف مسايرة التقدم العلمي في كافة المجالات وتحقيق الادارة الالكترونيه وتسهيل خدمات الباحثين.
توظيف الانترنت في مجال البحث العلمي وما تقدمه هذه الشبكة من فرص ومجالات مفتوحة لكل الباحثين من خلال اقامه دورات تدريبية وذلك بالاعلان عنها بواسطة الشبكة لتصل لمختلف دول العالم فقد اتاحت العديد من الدول مثل هولندا دول جنوب شرق أسيا وفرنسا للباحثين الاستفادة من الدورات التدريبيه والتي تساعد الباحثين في الوصول الى الانتاج الفكري من خلال الشبكات مثل مواقع المجلات العلمية المحكمة التي تعتمد نظام مجانية الخدمة ونظام الاشتراك عن بعد كما تفتح المجال أمام الباحثين والمختصين لطرح عناوين الكترونيه يتم من خلالها ارسال الاسئله والاستمارات والاستفسارات وقياس ردود الافعال والافادة من المناقشات الجماعية واتاحه الفرصة للمشاركة ضمن فعاليات التظاهرات العلمية سواء كانت محلية او دولية اضافة الى تنمية مهارات الاتصال وتدريب الباحثين على بناء قدراتهم العلمية واللغوية كما تسمح بتبادل ونقل الخبرات والافادة من مختلف الثقافات والتفاعل مع المجتمعات البحثية الأخرى وتشكيل روح بحثيه قومية واحدة تمس
مختلف قضايا العالم ..
ثانا : ت ل جا المعلمات والات الات ودورها في ت جده العلي العالي :
-1- اهميه واهداف استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال التعليم العالي وتتمثل في:
تنميه الاداريين علميا وثقافيا ومهنيا لمسايره التطورات العصريه في ضوء التغيرات التكنولوجيه في
تسيير الجامعه وذلك بشكل مستمر وسريع بغيه مسايره التقدم العلمي وتحقيق جوده الادارة
الالكترونية التعليمية في ضوء المعايير الدولية.
ان يكون التوجه الاساسي للاداره هو التفوق والتميز باستثمار كل الطاقات والقوى البشرية عالية
المهارة.
ان ينظر الى الادارة التعليمية الالكترونية نظرة شاملة.
2- استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحسين مستوى التعليم الجامعي من خلال: الاتجاه نحو وسيله سريعة وممتعة انعكست زيادة الطلب على الحاسوب والخدمات المرتبطة به على التعليم العالي بازدياد عدد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالاهتمام بنشر المعلومة
حول البرامج الاكاديمية ومحتويات المواد العلمية. توفير بيئه تعليميه مرنة: اعتماد التعليم على التكنولوجيا يجعل الطالب متصلا مع البرامج التعليمية في الوقت الملائم مما يؤدي الى مرونة زمنية ومكانية وفتح مجال المساهمة للطلبة الذين يتصفون
بالخجل في المناقشة عبر حلقات المناقشة الالكترونية.
خلق مجالات جديده للتعلم ان طرح البرامج التعليميه عبر شبكه المعلومات ووجود العديد من
مصادر المعلومات التي تختلف في مصداقيتها وملائمتها مما يجعل من الضروري قيام مستخدمي
هذه التكنولوجيا بحصر ما هو مفيد من المعلومات وهذا ما يؤدي الى التفكير الخلاق لدى المستخدم
كالطالب مثلا كما يكسبه مهارة حل المشكلات.
توسيع شبكه الاتصالات ان استخدام التعليم عبر شبكة المعلومات يفتح المجال لعمل اتصال بين مجموعه قد ينتمي افرادها لعده اقطار او عده ثقافات وهو ما يوسع مداركهم ويفتح امامهم افاقا
جديده للتعلم والحوار ومعرفه الثقافات المختلفة عبر العالم.
ثالا : أهـ اف اس ام الـ لجا الية في الـ العلمي: يهدف استخدام التكنولوجيات الحديثه
في البحث العلمي بصفه عامه لتحقيق جملة من الغايات والاهداف منها :
تسهيل خدمات الباحثين من خلال توحيد قاعده البيانات باعتماد قوائم بحثيه وطنيه الكترونيا بهدف نشر الابحاث والترويج لها وعلى سبيل المثال تحتوي الجزائر على مركز البحث والتوثيق الكائن مقره بالعاصمة باعتماد قوائم بحثية وطنية الكترونيا ونشر الابحاث كما يتضمن هذا الموقع
الالكتروني على منصة وطنية للمقالات والأبحاث العلمية والتي تهدف الى نشر كل الأعمال العلمية
وتقديم أفضل خدمة للاساتذة والباحثين وطلبة الدكتوراه. تطوير المنظومة البحثيه باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتي تجعل الباحثين على المستوى الوطني لهم القدره في الاتصال ببعضهم البعض مما يؤدي لخلق بيئه بحثية مناسبه تسهل
ربط جسر التواصل بين الباحثين سواء داخل او خارج الوطن وتقبل الراي الآخر . خلق مجالات جديده للبحث وذلك من خلال طرح البرامج والمشاريع البحثية او الندوات العلمية
والمؤتمرات الدولية التي تقام داخل الوطن او خارجها مما يوفر للباحثين المشاركة ضمن فعاليتها. ربط مختلف الجامعات بشبكة وطنية واحده تخدم نظام التعليم العالي والبحث العلمي وفتح مواقع خاصة بالباحثين باستغلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وكمثال على ذلك انشاء صفحات بين طلبة الدكتوراه أو الأساتذة ونشر كل ما هو متعلق بالبحث العلمي في مختلف جامعات الوطن".
خاتمة:
من ابرز مظاهر القرن 21 التطور التكنولوجي حيث غزا كل نواحي الحياه بالذات على الصعيد المعلوماتي والاتصالات والمعرفي والعلمي و الاكاديمي حيث ساهمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير في تحقيق طموحات العلماء المختصين في شتى المجالات وبالخصوص في انشطه البحث العلمي ولمواجهة طوفان المعلومات وثورة الاتصال هذه والانفجار العلمي وتضاعفه والتطور التكنولوجي الراهن غير من نوعية مطالب واهتمامات الباحثين والدارسين التقليدية الى مصادر جديده اکثر كفاءة وسرعة وسهولة في التشغيل وقدرة على الحفظ والتخزين والمعالجة واسترجاع المعلومات مسموعة ومكتوبه ومرئية ، ولعل الباحثين يعدون اكبر المستفيدين من تكنولوجيا الانترنت حيث
توفرت خدمات لتسهيل وتيسير الأمور على الباحثين في الحصول على المعرفة ونشرها وتفعيل
حركه تبادل العلم والمعلومات ملغية للمسافات مختصره للزمن مقللة للجهد ومستثمرة للمال