خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
أما في اصطلاح الأدباء فيقول أحمد الشايب عن الغزل : " ولعل المعروف الشائع أن الغزل هو الحديث عن المرأة ، فيها الحرقة والجوي (1) . ويعرفه بعض الدارسين بقوله : " إن الغزل تعبير عن صبوة الجنس إلي نحو الجنس الآخر ، التحفظ ويصاربه إلى التعبير الشهوي فيكون مجوناً (٢) . فيتوسل إلى قلوب سامعيه بما يجب ويحبون من نسيب بمحبوته وتعداد لمفاتنها ، ولا يتأذي أحد بما يسمع ولا يجدون فيه مساءة أو خروجا على الأعراف (۳) . ولم يشجب الإسلام هذا الطراز من الغزل باعتباره تقليداً جاريا لا يتوجه بالإيذاء إلي أحد مقصود ، بالبردة وكان كعب استهلها بغزل عف بامرأة وهمية أسماها سعاد (4) يقول أنور الجندي : " أقر الإسلام حق النفس الإنسانية في المجال الحسى وفق نظام كريم وقد صور الدكتور شكري فيصل هذا المفهوم في براعة حين قال : "لم تكن الحركة ولم يكن من شانها أن تحمل هذه الحياة العاطفية وأن تجعل منها قوة دافعة نحو الخير والصلاح المشترك (٢) . من النجون والحديث الفاضح من الشهوات ، وكان الدكتور طه حسين - أول من أطلق عليه الغزل الهجائي عند حديثه عن الشاعر عبيد الله بن قيس الرقيات فيقول : " وكان يتغزل حينا آخر لا للهو ولا لوصف حب صادق ، فكان يحرص الحرص كله علي ألا يؤذيهن أو يذيع بينهن الفاحشة كذباً وزوراً ، ويقول أيضاً : " وقد وصل ابن قيس الرقيات من هذا الغزل إلي كل ما يريد فأحفظ بني نفسه وبلغ مبلغاً حسنا حتي شفعت له وكسبت له أمان عبد الملك (٢) ووافقه علي هذه التسمية الدكتور / مصطفي هدارة بقوله : " ويتميز الشعر السياسي الزبيري بوجود العاطفة المتحمسة سواء في الانتصار لقريش أم التهجم علي بني أمية . ويلتقي الدكتور / يوسف خليف مع الدكتور / شوقي ضيف في تسمية هذا الغزل بالغزل السياسي فيقول : " ولم يكتف ابن قيس الرقيات . انتصاراً لقضيته السياسية بهذا اللون من الشعر السياسي الخالص ، وهو اتجاه كان قد سبقه إليه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت حين لجت الخصومة بينه وبين يزيد بن معاوية ، ويسمية الدكتور / أحمد الحوفي بالغزل الكيدي فيقول : " كان في أخريات العصر الجاهلي ضرب من الغزل تقدم بعض قصائد الفخر والهجاء وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة أو شريفات خصومه ، (۳) وهناك من الباحثين من يتردد في تسميته فتارة يسمية بالغزل السياسي فيقول : " أما أن الغزل اتخذ طابعا سياسيا فقد حدث أول ما حدث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وكان غرض الشاعر أن يشيب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتضحهم وتلوك ألسنه المنشدين والمفنيين أغراضهم ، الأمر على معاقبة الشعراء الخصوم من العقاب ولاشك أن لم يكن للحب أو الجد أدني حظ في هذا الغزل ، وتارة أخري يسمية بالغزل المستعار فيقول : " وفي نعت بعض الغزل بالمستعار بعض الغرابة ، يفضحهم بها " (٥) . ومن المعلوم أن طبيعة الرجل العربي تكمن غيرته علي حريمه وعرضه ب ـ شدة وقع هذا اللون من الغزل علي الرجل لما فيه من التشهير وكشف الستر عن المحصنات د - إن هذه التسمية أعم وأشمل فلم يكن في الغالب الباعث علي الغزل الكيدي ثمه خصومات وعداوات سياسية سابقة يصدر عنها ، المسور زيادة بن زيد وغيرهم العربي وهي تتمثل في : ثانيا :- بوادر الغزل الكيدي وبواعثه : ولذا فقد تضافرت بواعث عدة وراء هذا اللون من الغزل منذ عرف طريقه إلى الشعر يقول الدكتور / أحمد شوقي - : " كان في أخريات العصر الجاهلي ضرب من الغزل وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة من شريفات خصومه وخصوم قومه ، بل عن تصنع وتكلف وادعاء يريد أن يغيظهم ويشهر بهم ، أما الدكتور / شوقي ضيف - فيقول : " فإن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يهاجي وكان ممن تعرض لهن رملة بنت معاوية ، والذي نميل إليه أن هذا الضرب من الغزل عرف طريقه إلي الشعر العربي منذ العصر الجاهلي وهناك العديد من الشعراء الجاهليين الذين بادروا إلي هذا الضرب من الغزل في شعرهم وسيأتي بيان ذلك عند الحديث عن الغزل الكيدي قبل العصر الأموي . بواعث الغزل الكيدي : وتكشف بوادر هذا الضرب من الغزل أن وراءه كانت دواعي أ- الحروب والأيام : " لعل أهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية ، فهم دائما قاتلون مقتولون (1) وأيام العرب وحروبهم كثيرة ، ومن القبائل العربية التي دارت بينها حروب كثيرة وتعرض فيها شعراؤها للتشهير بالنساء لتولك الألسن أعراضهم ، وما جاء من أحاديث الغزل في المقدمات الشعرية عند حسان بن ثابت لا تخرج في جملتها عن مجال الغزل التمهيدي ، فقد هاج نفسك أشجانها وعاودها اليــــوم أديانهـــــــا تذكرت ليلي وأني بها إذا قطعت منك أقرانها ومن ذلك الضرب من الغزل ما قاله قيس بن الخطيم في يوم بعاث ، بالغزل في أخته " عمرة بقصيدة جاء فيها "(۳) أتعرف رسما كاطراد المذاهب تعمرة قفرا غير موقف راكب فأجابه عبد الله بن رواحه بالرد عليه ومعاملته بالمثل – يتغزل في أخت قيس بن الخطيم – ليلي فيقول (٤) أشاقتك ليلي في الخليط المجانب نعم فرشاش الدمع في الصدر غالبي ومن ذلك قول بشر بن أبي خازم الأسدي في يوم النسار بين بني أسد وبني تميم (٥) عفت من سليمي راحة فكثيبها وشطت بها عنك النوي وشعوبها . وفيها يقول :- فلما رأونا بالنسار كأننا نشاص اليزيا ، ثم يقول : بني عامر إنا تركنا نســاءكم من الشل والإيجاف تدفي عجوبها عضار بطنا مستبطنو البيض كالدمي مضربة بالزعفران جيوبها تبيت النساء المرضعات برهوة تفزع من خوف الجنان قلوبها (1) " وكان هذا الغزل سببا في هلاك الشاعر أحيانا ، فأنه بكي قتلي بدر وشبب بنساء الرسول ﷺ ونساء المسلمين ، الأنصار بقتله فقتلوه (۲). 1- الخصومة السياسية والعصبية القبلية : عندما اتخذ الغزل طابعا سياسيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان استغله بعض الشعراء في معظم العصر الأموي ، والعصبية القبلية من وراء ذلك وكان غرض الشاعر أن يشبب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتضحهم وتلوك ألسنه المنشدين والمفنين أعراضهم . " فإن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يهاجي عبد الرحمن بن الحكم الأموي ، وبذلك فقد دعت الخصومة السياسية بين الأنصار الأمويين عندما آلت الخلافة إلي الأمويين إلى مثل هذا الموقف ، أخاها يزيد في عهد أبيه " ويروي أن يزيد بن معاوية قال معاوية : أما سمعت قول عبد الرحمن بن حسان في ابنتك قال : وما الذي قال : قال (٤) : وهي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون . قال معاوية : صدق : فقال يزيد : قال : وإذا نسبنها لم تجدها في سناء من المكارم دون. قال معاوية : صدق : فقال يزيد قال : ثم خاصرتها إلي القبة الخضراء تمشي في مرمر مسنون (٥) قال معاوية : كذب وكان معاوية واسع الحلم أغضي عن شاعر الأنصار لمكانتهم وحرمتهم ، من بعده من دخول الشام وصرف إلي أقاصي اليمن (۲) ولعل الشفاعة تذرعت بأنه ذكر في قصته الغزلية أنها رؤيا حالم : من هذه القصيدة قولة "(۳) ألا هزأت بنا قرشية يتهز موكبها . يقربها مقربها أتتني في المنام فقلت هذا حين أعتبها ويقول الدكتور / طه حسين :" أنه لم يكن يريد أن يسوء أم البنين ولا أن يؤذيها ولا أن يعرضها لمكروه تسمعه أو تلقاه ، بل كان يريد أن يتلطف لها ويتجبب إليها وأن ينزل شعره من نفسها منزلة الرضا والإعجاب . وخصومه ابن قيس الرقيات السياسية لبني امية ونضاله السياسي وفعالاته في نصرة الزبيريين سلبت عقله ، السياسيين إذ يذكر نساءهم بما يحسن مالا . ويؤكد علي هذا الدكتور / طه حسين – بقوله : " وقد وصل ابن قيس الرقيات من هذا الغزل الهجائي إلي كل ما يريد : فأحفظ بن أمية عليه أشد إحفاظ حتي هدروا دمه ، له أمان عبد الملك (0) وأيضا تغزل في عاتكة بنت يزيد بن معاوية أمرأة عبد الملك بن مروان في مقدمة قصائدة التي كان يمدح فيها مصعب بن الزبير كقوله في عاتكة "(1) أعاتك بنت العبشمية عاتكا أثيبي امراً أمسي بحبك عالكا بدت بي في أترابها فقتلنني كذلك يقتلن الرجال كذلك ومن هؤلاء الشعراء أيضا : أبي نمير الثقفي ، الأحوص (۲) يقول أبو الفرج عن الأحوص وغزله الكيدي : " أنه كا ييشيب بنساء ذوات أخطار من ويتغني في شعره معبد ومالك ويشيع ذلك في الناس ونهي عنه فلم ينته ويقول عنه الدكتور / طه حسين - فقد كان أمره كأمر العرجي سواء بسواء ، وفي ظل هذه اللواعج الذاتية لقي مصرعه ،
أما في اصطلاح الأدباء فيقول أحمد الشايب عن الغزل : " ولعل المعروف الشائع أن الغزل هو الحديث عن المرأة ، وما قد يكون لها من جمال وفتنة ، وما قد تؤثر في نفس الرجل ، وتبعث
فيها الحرقة والجوي (1) .
ويعرفه بعض الدارسين بقوله : " إن الغزل تعبير عن صبوة الجنس إلي نحو الجنس الآخر ، وهو شعور فطري غير مدافع ، قد تحف به العفة والاحتشام فتقبلة أكثر النفوس وقد يطرح
التحفظ ويصاربه إلى التعبير الشهوي فيكون مجوناً (٢) .
ومعروف أن عرب الجاهلية كانوا حريصين على إذاعة هذا الشعور ، فيتوسل إلى قلوب سامعيه بما يجب ويحبون من نسيب بمحبوته وتعداد لمفاتنها ، وسرد مغامراته أحيانا ، ولا يتأذي أحد بما يسمع ولا يجدون فيه مساءة أو خروجا على الأعراف (۳) .
ولم يشجب الإسلام هذا الطراز من الغزل باعتباره تقليداً جاريا لا يتوجه بالإيذاء إلي أحد مقصود ، حيث استمع الرسول إلي كعب بن زهير بن أبي سلمي ينشد القصيدة التي شهرت
بالبردة وكان كعب استهلها بغزل عف بامرأة وهمية أسماها سعاد (4) يقول أنور الجندي : " أقر الإسلام حق النفس الإنسانية في المجال الحسى وفق نظام كريم
رفيع ، ولم يرفض الإسلام الغرائز والميول الإنسانية ، ولكنه اعترف بها وأقرها وفتح لها أسلوبا من التنفيس والتحقيق دون أن يخرجها عن قيمها الأخلاقية وعن العفاف والشرف به (٥) .
وقد صور الدكتور شكري فيصل هذا المفهوم في براعة حين قال : "لم تكن الحركة
الإسلامية منكرة للحياة العاطفية ولا متهجمة لها ، ولم يكن من شانها أن تحمل هذه الحياة العاطفية وأن تجعل منها قوة دافعة نحو الخير والصلاح المشترك (٢) . وبذلك أجيز البوح العاطفي المجرد شعوراً إنسانيا ساميا جديراً بالتقدير ، علي أنه من
عبث القول وتعلاته ، وليس من الجد والتشهير وكشف الستر عن المحصنات الغافلات ، وربما كان مرة بعض النساء أن يذكرن في غزل كبار الشعراء ، وكان منهن من يتعرض لهم في المحافل ،
وبخاصة نساء عليه القوم والأسر الحاكمة عمداً بدوافع مختلفة كما حدث في العصر الأموي . ولكن عندما يتخلى الشاعر في شعره عن هذا الاعتبار ويحيد فيه عن جادة الصواب ، فيأخذ في التشهير وكشف الستر عن المحصنات الغافلات : وينحدر بشعره إلى ما وراء الحشمة
من النجون والحديث الفاضح من الشهوات ، فهذا اللون من الغزل لا يقربه الإسلام ويجرم قائله
ولذلك من شعرائه من قتل ومنهم من حبس علي الرغم مانوه به من تقبل الذوق العربي للغزل قبل الإسلام وبعده ، فتمة شعراء قتلهم غزلهم أو حبسهم وهذا اللون من الغزل تعددت آراء الباحثين والدارسين من الأدباء والنقاد في تسميته ، فتاره يطلقون عليه الغزل الهجائي أو الغزل السياسي أو الغزل الكيدي أو الغزل المستعاد أو الغزل الصناعي
وكان الدكتور طه حسين - أول من أطلق عليه الغزل الهجائي عند حديثه عن الشاعر عبيد الله بن قيس الرقيات فيقول : " وكان يتغزل حينا آخر لا للهو ولا لوصف حب صادق ، بل ليبعث بخصوصه السياسين ، إذ يذكر نساءهم بما يحن وبما لا يحن وكان يتخذ النساء وسيلة إلى حرب الرجال ، فكان يحرص الحرص كله علي ألا يؤذيهن أو يذيع بينهن الفاحشة كذباً وزوراً ، بل كان يمضي إلي أبعد من هذا ، كان يريد أن يتحلق هؤلاء النساء وأن يرضيهن عــــن نفسه ، وأن يحبب إليهن هذا الغزل الهجائي الذي كان يسوء أزواجهن وأبناءهن وعصبتهن بوجه عام (1)
ويقول أيضاً : " وقد وصل ابن قيس الرقيات من هذا الغزل إلي كل ما يريد فأحفظ بني
أمية عليه أشد إحفاظ حتي هدروا دمه ، وأبرءوا ذمتهم ممن أواه ... ولكنه أرضي أم البنين عــــن
نفسه وبلغ مبلغاً حسنا حتي شفعت له وكسبت له أمان عبد الملك (٢) ووافقه علي هذه التسمية
الدكتور / مصطفي هدارة بقوله : " ويتميز الشعر السياسي الزبيري بوجود العاطفة المتحمسة سواء في الانتصار لقريش أم التهجم علي بني أمية ... كما تميز بهذا اللون من الغزل الهجائي الذي اصطنعه عبيد الله بن قيس الرقيات الهجاء الأمويين عن طريق التغزل الفاضح بنسائهم (۳) أما الدكتور / شوقي ضيف فيطلق عليه الغزل السياسي فيقول : " فأن عبد الرحمن بن
حسان بن ثابت كان يهاجي عبد الرحمن بن الحكم الأموي ويتعرض لنساء بني أمية ، وكان ممن تعرض لهن رملة بنت معاوية إذ تغزل بها غزلا مفحشا ، وبذلك كان أول من اتخذ الغزل سلاحا للهجاء السياسي (4)
ويلتقي الدكتور / يوسف خليف مع الدكتور / شوقي ضيف في تسمية هذا الغزل بالغزل السياسي فيقول : " ولم يكتف ابن قيس الرقيات ... انتصاراً لقضيته السياسية بهذا اللون من الشعر السياسي الخالص ، وإنما اتجه إلي آخر ، وهو الغزل السياسي ، الذي يتخذ من الغزل وسيلة لخدمة هذه القضية ، وهو اتجاه كان قد سبقه إليه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت حين لجت الخصومة بينه وبين يزيد بن معاوية ، فاتخذ من الغزل بأخته رملة وسيلة يغيظه بھا
ويسمية الدكتور / أحمد الحوفي بالغزل الكيدي فيقول : " كان في أخريات العصر الجاهلي ضرب من الغزل تقدم بعض قصائد الفخر والهجاء وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة أو شريفات خصومه ، وخصوم قومه ، لا عن حب وعاطفه ، بل عن تصنع وتكلف وادعاء ، يريد أن يغيظهم ويشهر بهم ، وهذا الضرب من الغزل الهجائي هو الذي سميته الغزل الكيدي ، فلما جاء الإسلام تواري هذا الغزل ، لأنه يتنافي وتعاليم الإسلام ، ثم ابتعثه في العصر الأموي عبد الرحمن بن حسان ، إذ شبب برملة بنت معاوية (٢) ، ويسميه الأستاذ الشايب الغزل الصناعي ، لأنه لا ينطق
عن عاطفة ولا يصور ألما ...(۳) وهناك من الباحثين من يتردد في تسميته فتارة يسمية بالغزل السياسي فيقول : " أما أن الغزل اتخذ طابعا سياسيا فقد حدث أول ما حدث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، واستغله بعض الشعراء في معظم العصر الأموي ... وكان غرض الشاعر أن يشيب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتضحهم وتلوك ألسنه المنشدين والمفنيين أغراضهم ، وكان هذا التشبيب سبه مغيظة تحمل أولي
الأمر على معاقبة الشعراء الخصوم من العقاب
ولاشك أن لم يكن للحب أو الجد أدني حظ في هذا الغزل ، بل هو غزل سياسي محض ، وذلك تسمية صالحة له ، وهو أدخل في باب الهجاء منه في باب الصبابة والنسيب (4)
وتارة أخري يسمية بالغزل المستعار فيقول : " وفي نعت بعض الغزل بالمستعار بعض الغرابة ، وسبب ذلك أن صاحب الغزل لا يريد أن يتغزل بل يريد تشهيرا بأهل المرأة وذوبها وأن
يفضحهم بها " (٥) ... وفي نظري أن تسمية الدكتور / الحوفي بهذا اللون من الغزل بالغزل الكيدي أدق وأشمل
ولذا آثرتها عنوانا لهذا البحث عن غيرها من التسميات الأخري لاعتبارات عدة منها : : إن هذه التسمية تلائم موضوع الغزل ، وخاصة لأنه يتعلق بالمرأة زوجة أو أما أو أختاً أو بنتاً ،
ومن المعلوم أن طبيعة الرجل العربي تكمن غيرته علي حريمه وعرضه ب ـ شدة وقع هذا اللون من الغزل علي الرجل لما فيه من التشهير وكشف الستر عن المحصنات
الغافلات بقصد الإغاظة والنيل من الخصوم وبخاصة إذا كان الباعث عليه الخصومة السياسية . ج كان الشاعر يرمي من وراء هذا اللون من الغزل التشبيب بنساء السلطان أو الأمراء أو الأشراف ليفتحضهم وتلوك السنة المنشدين والمغنيين أعراضهم ، وكان هذا التشبيب سبه مغيظة
تحمل أولي الأمر على معاقبة الشعراء الخصوم من العقاب . د - إن هذه التسمية أعم وأشمل فلم يكن في الغالب الباعث علي الغزل الكيدي ثمه خصومات وعداوات سياسية سابقة يصدر عنها ، كما في شعر سحيم عبد بني الحماس وهدية بن الخشرم وأبي
المسور زيادة بن زيد وغيرهم
العربي وهي تتمثل في :
ثانيا :- بوادر الغزل الكيدي وبواعثه :
ولذا فقد تضافرت بواعث عدة وراء هذا اللون من الغزل منذ عرف طريقه إلى الشعر
بوادر ظهوره : هذا الضرب من الغزل الذي ذاع وبلغ ذروته في العصر الأموي لم يكن وليد هذه العصر كما يذهب بعض الباحثين ، وأنما ظهرت بوادره منذ أواخر العصر الجاهلي .
يقول الدكتور / أحمد شوقي - : " كان في أخريات العصر الجاهلي ضرب من الغزل
تقدم به قصائد الفخر والهجاء ، وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة من شريفات خصومه وخصوم قومه ، لا عن حب وعاطفة ، بل عن تصنع وتكلف وادعاء يريد أن يغيظهم ويشهر بهم ، وهذا الضرب من الغزل الهجائي هو الذي سميته بالغزل الكيدي".
فلما جاء الإسلام تواري هذا الغزل ، لأنه يتنافي وتعاليم الإسلام ، ثم ابتعثه في العصر الأموي عبد الرحمن بن حسان ، إذ شبب برملة بنت معاوية (1) FALS
ويقول الدكتور / طه حسين :" هذا الغزل الهجائي - الذي يكاد ابن قيس الرقيات يكون مبتدعه ، خليق بالعناية ، فهو لون من الألوان الفنية التي استحدثها الشعراء المسلمون (۲) :
أما الدكتور / شوقي ضيف - فيقول : " فإن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يهاجي
عبد الرحمن بن الحكم الأموي ، ويتعرض لنساء بن أمية ، وكان ممن تعرض لهن رملة بنت معاوية ، إذ تغزل فيها غزلا مفحشاً (۳)
والذي نميل إليه أن هذا الضرب من الغزل عرف طريقه إلي الشعر العربي منذ العصر الجاهلي وهناك العديد من الشعراء الجاهليين الذين بادروا إلي هذا الضرب من الغزل في شعرهم
وسيأتي بيان ذلك عند الحديث عن الغزل الكيدي قبل العصر الأموي .
بواعث الغزل الكيدي : وتكشف بوادر هذا الضرب من الغزل أن وراءه كانت دواعي
كثيرة منها :
أ- الحروب والأيام :
. " لعل أهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية ، أنها كانت حياة حربية تقوم على سفك الدماء
حتي لكأنه أصبح سنة من سننهم ، فهم دائما قاتلون مقتولون (1) وأيام العرب وحروبهم كثيرة ، ومن القبائل العربية التي دارت بينها حروب كثيرة وتعرض فيها شعراؤها للتشهير بالنساء لتولك الألسن أعراضهم ، ما كان بين قبيلتي الأوس والخزرج . وما جاء من أحاديث الغزل في المقدمات الشعرية عند حسان بن ثابت لا تخرج في جملتها عن مجال الغزل التمهيدي ، أو الغزل الكيدي ، ومادار بين عبد الله بن رواحة وقيس بن الخطيم ، ويرد الغزل الكيدي علي لسان حسان بن ثابت مراد به الهجاء والنيل من خصومه ، وهذا الغالب علي شعر حسان وأقرانه من شعراء الأوس والخزرج ومن ذلك قول حسان في معرض الفخر بانتصار قومه علي الأوس مشببا بليلي بنت الخطيم أخت الشاعر قيس بن الخطيم (۲) :
فقد هاج نفسك أشجانها وعاودها اليــــوم أديانهـــــــا تذكرت ليلي وأني بها إذا قطعت منك أقرانها
ومن ذلك الضرب من الغزل ما قاله قيس بن الخطيم في يوم بعاث ، إذ غاظ عبد الله بن رواحة
بالغزل في أخته " عمرة بقصيدة جاء فيها "(۳)
أتعرف رسما كاطراد المذاهب تعمرة قفرا غير موقف راكب
فأجابه عبد الله بن رواحه بالرد عليه ومعاملته بالمثل – يتغزل في أخت قيس بن الخطيم – ليلي فيقول (٤)
أشاقتك ليلي في الخليط المجانب نعم فرشاش الدمع في الصدر غالبي ومن ذلك قول بشر بن أبي خازم الأسدي في يوم النسار بين بني أسد وبني تميم (٥) عفت من سليمي راحة فكثيبها وشطت بها عنك النوي وشعوبها .
وفيها يقول :- فلما رأونا بالنسار كأننا نشاص اليزيا ، هيجتها جنوبها
ثم يقول : بني عامر إنا تركنا نســاءكم من الشل والإيجاف تدفي عجوبها عضار بطنا مستبطنو البيض كالدمي مضربة بالزعفران جيوبها
تبيت النساء المرضعات برهوة تفزع من خوف الجنان قلوبها (1) " وكان هذا الغزل سببا في هلاك الشاعر أحيانا ، كما حدث لكعب بن الأشرف ، فأنه بكي قتلي بدر وشبب بنساء الرسول ﷺ ونساء المسلمين ، فأمر رسول الله محمد بن مسلمة ورهطا معه من
الأنصار بقتله فقتلوه (۲).
1- الخصومة السياسية والعصبية القبلية : عندما اتخذ الغزل طابعا سياسيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان استغله بعض الشعراء في معظم العصر الأموي ، وكانت الخصومات السياسية
والعصبية القبلية من وراء ذلك
وكان غرض الشاعر أن يشبب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتضحهم وتلوك ألسنه المنشدين والمفنين أعراضهم . وكان هذا التشبيب سبة مغيظة تحمل أولي الأمر علي معاقبة الشعراء الخصوم أشد العقاب
" فإن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يهاجي عبد الرحمن بن الحكم الأموي ، ويتعرض لنساء بني أمية ، وكان ممن تعرض لهن رملة بنت معاوية إذ تغزل فيها غزلا مفحشـــــا ومعروف أن الأنصار كانوا مغاضبين لبني أمية منذ وقوفهم مع علي في صفين (۳)
وبذلك فقد دعت الخصومة السياسية بين الأنصار الأمويين عندما آلت الخلافة إلي الأمويين إلى مثل هذا الموقف ، فتغزل عبد الرحمن بن حسان بن ثابت " برملة " ابنة معاوية واحنق
أخاها يزيد في عهد أبيه
" ويروي أن يزيد بن معاوية قال معاوية : أما سمعت قول عبد الرحمن بن حسان في ابنتك
قال : وما الذي قال : قال (٤) : وهي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون .
قال معاوية : صدق : فقال يزيد : قال :
وإذا نسبنها لم تجدها في سناء من المكارم دون.
قال معاوية : صدق : فقال يزيد قال : ثم خاصرتها إلي القبة الخضراء تمشي في مرمر مسنون (٥)
قال معاوية : كذب وكان معاوية واسع الحلم أغضي عن شاعر الأنصار لمكانتهم وحرمتهم ، ولكنه لم يغض عن شاعر آخر تغزل بابنته هو : أبو دهبل الجمحي (۱) متناوله بسجن وعذاب ومنعه هو وخلفاؤة
من بعده من دخول الشام وصرف إلي أقاصي اليمن (۲)
وتناول الشعراء الأمراء أيضا للعداوة السياسية ، فتغزل شاعر الزبيريين ابن قيس الرقيات فاصطنع الغزل الكيدي بامرأة الوليد بن عبد الملك ، وبنت عبد العزيز بن مروان المعروفة بأم البنين ، فأغضب الوليد وأباه وأخاه ، وأحنق بني أمية ، فأهدر عبد الملك دمه ، وتوعد يؤوية ، ولم ينجه إلا شفاعة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ووساطة أم البنين نفسها فصفح عنه عبد الملك ، لكنه حرمه من بيت المال ، ولعل الشفاعة تذرعت بأنه ذكر في قصته الغزلية أنها رؤيا حالم : من هذه القصيدة قولة "(۳) ألا هزأت بنا قرشية يتهز موكبها . ثم يقول :
إلي أم البنين متي... يقربها مقربها أتتني في المنام فقلت هذا حين أعتبها ويقول الدكتور / طه حسين :" أنه لم يكن يريد أن يسوء أم البنين ولا أن يؤذيها ولا أن يعرضها لمكروه تسمعه أو تلقاه ، بل كان يريد أن يتلطف لها ويتجبب إليها وأن ينزل شعره من نفسها منزلة الرضا والإعجاب ...(4) ...
وخصومه ابن قيس الرقيات السياسية لبني امية ونضاله السياسي وفعالاته في نصرة الزبيريين سلبت عقله ، فاتخذ الغزل لا للهو ولا لوصف حب صادق ، وإنما لبعث خصومه
السياسيين إذ يذكر نساءهم بما يحسن مالا .
ويؤكد علي هذا الدكتور / طه حسين – بقوله : " وقد وصل ابن قيس الرقيات من هذا الغزل الهجائي إلي كل ما يريد : فأحفظ بن أمية عليه أشد إحفاظ حتي هدروا دمه ، وأبرءوا ذمتهم ممن آواه . ولكنه أرضي أم البنين عن نفسه وبلغ منها مبلغاً حسناً ، حتي شفعت له وكسبت
له أمان عبد الملك (0) وأيضا تغزل في عاتكة بنت يزيد بن معاوية أمرأة عبد الملك بن مروان في مقدمة قصائدة
التي كان يمدح فيها مصعب بن الزبير كقوله في عاتكة "(1) أعاتك بنت العبشمية عاتكا أثيبي امراً أمسي بحبك عالكا
بدت بي في أترابها فقتلنني كذلك يقتلن الرجال كذلك ومن هؤلاء الشعراء أيضا : أبي نمير الثقفي ، فقد تغزل بأخت الحجاج بن يوسف ، وهام علي وجهه في الأرض .... واستغل الشاعر العرجي هذا السلاح من الغزل أيما استغلال ، عندما ما سجنه عدوه أمير مكة محمد بن هشام المخزومي ، وكان غزله السوط اللازع الذي صبه الشاعر علي خصمه وهو في سجنه حتي مات (1) ومن الشعراء الذين جمعوا في عدواتهم للأمراء بين الخصومة السياسية والعصبية القبلية
الأحوص (۲) يقول أبو الفرج عن الأحوص وغزله الكيدي : " أنه كا ييشيب بنساء ذوات أخطار من
(۳) أهل المدينة ، ويتغني في شعره معبد ومالك ويشيع ذلك في الناس ونهي عنه فلم ينته ويقول عنه الدكتور / طه حسين - فقد كان أمره كأمر العرجي سواء بسواء ، كـــان
العرجي عنيفا فاجراً كارها للحكومة هجاء لعامل الخليفة علي مكة ، وكان الاحوص فاسقا ماجنا مخنثا كما سماه عبد الملك بن مروان ، وكان يهجو أشراف الأنصار وقريش ويتغزل بنسائهم ، وكان هذا هو السبب الحقيقي في أنه كان يكره ابن حزم عامل سليمان بن عبد الملك علي المدينة ويهجوه هجاء صريحا قبيحا "(٤)
٢- التعبير عن لواعج الذات : تقاليد المجتمع البدوي وطبيعة العاطفية في المجتمع القبلي ، وتعاليم الإسلام الدينية والخلقية كل هذا كان يفرض علي أفراد المجتمع التمسك بأهداب الفضيلة ومكارم الأخلاق والمحافظة علي شرف المرأة وعفتها وطهارة ذيلها . وإذا هدد الغزل أمن المجتمع وتقاليده وعرض بالنساء وجهر بالفحشاء تصدي له الحاكم
والمجتمع ... ومن هؤلاء الشعراء الذين عبروا عن لواعجهم الذاتية يلقانا منهم في العصر الجاهلي الشاعر المنخل اليشكري (٥) فكان يشيب بهند أخت عمرو بن هند ولها يقول : یا هند هل من نائل يا هند للعاني الأسير
وفي ظل هذه اللواعج الذاتية لقي مصرعه ، فقد اتهم بامرأة لعمرو بن هند فقتله عمرو بن هنـــــد وكان المنخل جميلا كما يقول ابن قتيبة
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...