لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

ذهبت إلى شلاّل, ولم أكن من قبل قد ذهبت إلى شلاّل. كنت أحب وكنت سعيدًا. بعد أن فقدت أحبّة رحلوا, رحت أنتظر النهاية دون خوف ولا دهشة. واستيقظ في قلب الشتاء ربيع, واجتزت جبالاً ومراعي وأنهارًا. رأيت جبالاً تكسوها الثلوج, وفي أعاليها ترتدي ثياب عرس بيضاء من الثلج. مواكب من تلك الأعراس لا تنتهي تمر أمام عيني. ورأيت الثلج في القمم البعيدة يبرق تحت شمس وانية بلون وردي ناعم, عندما نزلت من القطار في البلدة الصغيرة, كان هديره الهائل هناك يدعوني. طنينه يوجه خطوي, ونداؤه الآمر يحدوني. قادني الصوت عبر طرق متعرجة تخلو من الناس, وكانت هناك شمس ترقد كسلى في حضن سحب خفيفة بيضاء. لم أر نهرًا عنيفًا ولا سريعًا, بل مجرى من مياه خضراء ساكنة بلون الأشجار التي تحف بالشاطئين. لا تبدو لتلك المياه حركة إلاّ حين تصطدم بجنادل من صخور سوداء متتابعة. تترقرق أمواج هادئة فتصنع حول تلك الصخور فقاعات من زبد. لا شيء ينذر بانفجار أو بشلال سوى ذلك الصخب المدوي الذي يدعوني إلى أن أستمر مع المجرى في اتجاه صخرةٍ عاليةٍ تتوسط النهر كانت تشبه رأسًا بلا ملامح ينهض فوق صدر جبار, ولكن من وراء الصخرة لم يكن هناك غير جبل آخر بعيد مزروع بالأشجار. وكانت الجنادل تتتابع الآن على مسافات أقرب, والزبد الأبيض يتكاثر حولها ويالي في حبيبات فوارة: حين إبلغ تلك الصخرة يتجمد خطوي ويشهق الكون كله من حولي. يصبح النهر كله زبدًا موّارًا متدافعًا قبل أن تعلو قبة شاهقة من الماء يهوي النهر كله معها نحو الأسفل متلاطمًا وصارخًا ومدوّمًا وملوّنًا, وقوس قزح كامل يحف به واضحًا في تمامه ويرمي ألوان الطيف كلها على الشلال الذي يولد بغتة من ماء أخضر وزبد أبيض ليندفع إلى الأسفل في قباب صاخبة تتلون بهالات من اللون الأحمر واللون الأصفر, تتفتت في لحظة مولدها وتتعاقب جرّارة متدافعة لتصنع قوسًا ينأى عن حائط الصخور الرمادية الصلدة التي حطمها الشلال ليصنع في الأسفل تلك البحيرة الصغيرة التي يهوي الآن إليها, يتخللني الشلال بأصواته وألوانه. لم يكن سوانا ولم يكن غير الهدير الأبدي, وقد عدنا إلى لحظة الخلق قبل ملايين السنين عندما لم يكن هناك بشر ولا حيوان, عندما سحق النهر تلك الصخور التي تحبس مجراه ليتحرر شلالاً يبعث صرخة الصخر وصرخة الأرض لتلك النجوم والمجرات البعيدة التي انفصلت عنها, نداء الأرض لأن تعود إلى رحم الكون الذي فارقته. وكنت لحظتها والشلال واحدًا, لا نريد تلك العزلة والبعد, وكنت أهبط درجًا حجريًّا أمام الشلال, وحين وصلت هناك وعيني لا تفارق الماء المتدفق في مهرجان ألوانه وغنائه ربتت يدٌ على كتفي, كأني أريد أيضًا أن نصبح واحدًا أنا وهي والشلال والكون. كان رذاذ الماء الذي ينثره الشلال يضرب وجهها وشعرها, وكنت أشعر به أيضًا يغمر وجهي. ولما احتضنت ثوبها المبتل بيديّ المبللتين همست في صدري: نعم, ومن خلفها وهي بين ذراعيّ كانت دوامة الشلال تعصف بالبحيرة. كانت تنكسر وتتفتت حين تضرب السطح فتتصاعد منها مراوح متعاقبة من رذاذ فضي شفاف, كطواويس بيضاء تفرد ذيولها الناصعة وتطويها في لمح البصر. همست مرة أخرى في صدري: كنت أعرف أن هذا الشلال سيفتنك, هزت يدي وقالت: تكلم! وكنت أحتضنها بيدي وأحتضن الشلال بعينيّ وأنا أغمغم:


النص الأصلي

ذهبت إلى شلاّل, ولم أكن من قبل قد ذهبت إلى شلاّل. كنت أحب وكنت سعيدًا.
جاءني الحب بعد حزن, بعد أن فقدت أحبّة رحلوا, وبعد أن خسرت حبيبة.
صارت الحياة صمتًا, وذويت عودًا جافّا. رحت أنتظر النهاية دون خوف ولا دهشة. ثم جاءني الحب.
جاء فاخضرت الأشجار, واستيقظ في قلب الشتاء ربيع, ثم واعدتني حبيبتي أن تلقاني عند الماء.
ركبت قطارًا, واجتزت جبالاً ومراعي وأنهارًا. رأيت جبالاً تكسوها الثلوج, في سفوحها الأشجار خضر, وفي أعاليها ترتدي ثياب عرس بيضاء من الثلج. مواكب من تلك الأعراس لا تنتهي تمر أمام عيني. ورأيت الثلج في القمم البعيدة يبرق تحت شمس وانية بلون وردي ناعم, ورأيت في الكون نعمة.
عندما نزلت من القطار في البلدة الصغيرة, لم أسأل عن الشلال. كان هديره الهائل هناك يدعوني. طنينه يوجه خطوي, ونداؤه الآمر يحدوني. قادني الصوت عبر طرق متعرجة تخلو من الناس, وكانت هناك شمس ترقد كسلى في حضن سحب خفيفة بيضاء.
أخيرًا وجدت نفسي أمام النهر, فأوقفتني الدهشة. لم أر الشلال.. لم أر نهرًا عنيفًا ولا سريعًا, بل مجرى من مياه خضراء ساكنة بلون الأشجار التي تحف بالشاطئين. لا تبدو لتلك المياه حركة إلاّ حين تصطدم بجنادل من صخور سوداء متتابعة. تترقرق أمواج هادئة فتصنع حول تلك الصخور فقاعات من زبد. لا شيء ينذر بانفجار أو بشلال سوى ذلك الصخب المدوي الذي يدعوني إلى أن أستمر مع المجرى في اتجاه صخرةٍ عاليةٍ تتوسط النهر كانت تشبه رأسًا بلا ملامح ينهض فوق صدر جبار, ولكن من وراء الصخرة لم يكن هناك غير جبل آخر بعيد مزروع بالأشجار. توجهت نحوها, وكانت الجنادل تتتابع الآن على مسافات أقرب, والزبد الأبيض يتكاثر حولها ويالي في حبيبات فوارة:
ثم فجأة, حين إبلغ تلك الصخرة يتجمد خطوي ويشهق الكون كله من حولي.
فجأة, يصبح النهر كله زبدًا موّارًا متدافعًا قبل أن تعلو قبة شاهقة من الماء يهوي النهر كله معها نحو الأسفل متلاطمًا وصارخًا ومدوّمًا وملوّنًا, وقوس قزح كامل يحف به واضحًا في تمامه ويرمي ألوان الطيف كلها على الشلال الذي يولد بغتة من ماء أخضر وزبد أبيض ليندفع إلى الأسفل في قباب صاخبة تتلون بهالات من اللون الأحمر واللون الأصفر, تتفتت في لحظة مولدها وتتعاقب جرّارة متدافعة لتصنع قوسًا ينأى عن حائط الصخور الرمادية الصلدة التي حطمها الشلال ليصنع في الأسفل تلك البحيرة الصغيرة التي يهوي الآن إليها, ويطلق صرخته الأبدية.
وكنت وحيدًا أمام الصخرة, يتخللني الشلال بأصواته وألوانه. لم يكن سوانا ولم يكن غير الهدير الأبدي, وقد عدنا إلى لحظة الخلق قبل ملايين السنين عندما لم يكن هناك بشر ولا حيوان, عندما سحق النهر تلك الصخور التي تحبس مجراه ليتحرر شلالاً يبعث صرخة الصخر وصرخة الأرض لتلك النجوم والمجرات البعيدة التي انفصلت عنها, نداء الأرض لأن تعود إلى رحم الكون الذي فارقته. وكنت لحظتها والشلال واحدًا, يهدر قلبي معه, ننادي معًا, لا نريد تلك العزلة والبعد, نريد أن نعود, أن نعود...
وكنت أهبط درجًا حجريًّا أمام الشلال, أهبط معه نحو البحيرة, وحين وصلت هناك وعيني لا تفارق الماء المتدفق في مهرجان ألوانه وغنائه ربتت يدٌ على كتفي, وحين التفتّ وجدتها, وكانت تبتسم.
ضممتها إليّ كأني أريد أن أدخِلها في جلدي, كأني أريد أيضًا أن نصبح واحدًا أنا وهي والشلال والكون.
كان رذاذ الماء الذي ينثره الشلال يضرب وجهها وشعرها, وكنت أشعر به أيضًا يغمر وجهي. ولما احتضنت ثوبها المبتل بيديّ المبللتين همست في صدري: نعم, أحتاج إلى أن تدفئني.
ومن خلفها وهي بين ذراعيّ كانت دوامة الشلال تعصف بالبحيرة. كانت تنكسر وتتفتت حين تضرب السطح فتتصاعد منها مراوح متعاقبة من رذاذ فضي شفاف, كطواويس بيضاء تفرد ذيولها الناصعة وتطويها في لمح البصر.
همست مرة أخرى في صدري: كنت أعرف أن هذا الشلال سيفتنك, ولكن قل شيئًا.
كنا مبتلين تمامًا, لكنا لم نتحرك.
هزت يدي وقالت: تكلم!
وكنت أحتضنها بيدي وأحتضن الشلال بعينيّ وأنا أغمغم:



  • لماذا لا يكون الآن هو الأبد؟
    فرفعت نحوي وجهها الجميل, وقالت وكلها بسمة:

  • ولكنه هو


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

نكبة البرامكة :...

نكبة البرامكة : والبرامكة أيضا يمثلون مرحلة أخري من مراحل قضية المشاركة التي سار عليها خلفاء المنصو...

الصدفة أو الحظ ...

الصدفة أو الحظ فأنت حين تدرس فصلا أو موضوعا دراسيا دون غيره من أجزاء مادة الاختبار وصدف أن الفاحص قد...

המטרה: יותר טיפ...

המטרה: יותר טיפולי פוריות, יותר הריונות מוצלחים, יותר משפחות מאושרות Embie היא פלטפורמה חדשנית, מבוס...

مزايا اإلستقطاب...

مزايا اإلستقطاب الداخلي عيوب اإلستقطاب الداخلي ▪ إن قفل الباب عن التعيينات الخارجية قد يصيب المتقدمي...

توظيف الدرامي ل...

توظيف الدرامي للصوت مع الصورة في المنجز التلفزيوني مقدمة: تعتمد العلاقة بين الصوت و الصورة في المنجز...

إحداثُ تغييرٍ ج...

إحداثُ تغييرٍ جذريٍّ تعدُّديّـةُ النّظامِ، حيثُ يمكنُ لهذهِ الثّورةِ إحداثُ تغييرٍ جذريٍّ في العلاقا...

So today, I’m a...

So today, I’m asking you to invest in stylish, ethical, durable luggage. Choose quality. Choose comf...

This study reve...

This study revealed several limitations and challenges of AI for teachers’ use such as its limited r...

The words that ...

The words that are really difficult to translate are regularly the little, common words. For instanc...

أي مجلس المنافس...

أي مجلس المنافسة، الممارسات المقيدة للمنافسة، ومراقبة التجميعات الاقتصادية. لمبحث الأول: المبادئ الت...

What is time ma...

What is time management? Time management is the process of consciously planning and controlling time...

In recent years...

In recent years, working part-time job for student has considered one of the most debated and though...