لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

قصة: انتظار
الشاي بمفردها في الشرفة. الدار مقامة على أطراف مدينة «عمان» العريقة
خلف قضبان
يترنح كأنه يبكى
وينتحب وهو يودع الشمس إلى مثواها الأخير. رأت سيارة زوجها «مروان» تقترب يبدو أن هناك ضيفا برفقته. سمعت زوجها وهو يرحب بضيفه. بعد قليل رأته بجوارها في المطبخ و
الذهول ثم سألت بصوت متهدج:
- ماذا تقصد؟
انتفضت كل عروقها وهى تقول في عناد
حاول «مروان» أن يبدو متماسكا وهو يربت على كتف زوجته ويقول:
ألقت «فاطمة» الأطباق التي كانت على المنضدة وهي تصرخ في
- سنسافر الآن. - سنسافر الآن. في الطريق كان الظلام موحشًا والضباب مرعبًا. برأسها على نافذة السيارة ارتجفت رجفات خفيفة سريعة مع الطريق ثم
لقد عبرت هذا الطريق من قبل لكن فى الاتجاه المعاكس. منذ ست سنوات تقريبا حدث ذلك في عام ١٩٦٧ ، الإسرائيلي مدينة «القدس». في هذه الأيام راح « مروان يلملم كل ما خف
كانت الكتيبة في طريقها إلى
منطقة «السلط». وافق القائد على انضمامهم للكتيبة لحمايتهم من مخاطر
الصحراء والهجوم الإسرائيلى الكثيف عاون الأب الطفلين على الصعود إلى
أحد العربات بينما حمل أحد الضباط الطفلة الرضيعة «مريم» حتى
تتمكن «فاطمة» من الصعود إلى العربة المرتفعة في أثناء ذلك عاودت
كل منهم يختبئ في مكان مختلف. ذهبت المروحيات خرجوا من مخابئهم لم يكن هناك سوى «مروان» و
الطفلان و «فاطمة». راحوا يفتشون عن «مريم» بين العربات العسكرية
رائحة النابالم تزكم
اختفت «مريم» والضابط الذي كان يحملها. فراح
صوتها يجلجل في الصحراء دون مجيب. ذهبوا إلى مدينة «السلط». اتصل بهم جميعًا دون جدوى. - لو كنتم تقصدون الكتيبة ٧٦» مدرعات، للأسف لم يعد منها أحد. عندما سمعت «فاطمة» ذلك سقطت مغشيا عليها طالت فترة
الغيبوبة إلى أن استدعوا الطبيب الذي أمر بحجزها فى غرفة مظلمة بمفردها. حذر زوجها من أى صوت أو ضوء. لا بد من الالتزام بالهدوء
لولا الولدان الاستسلمت «فاطمة» للمرض حتى الموت لم تقاوم
وتجاهد إلا من أجلهما. استعادت عافيتها في خلال بضعة أسابيع ورحلوا
عندما استأجر «مروان» هذه الدار على أطراف المدينة، «فاطمة» حجرة خاصة لـ «مريم» وهى تقول لزوجها لا بد ستعود في يوم
يجب أن يكون لها حجرة منفصلة عن حجرة الغلامين. فراح
و بدأ يعاود نشاطه التجاري مرة أخرى. التقى مصادفة هذا التاجر، قص عليه قصة «مريم» لمجرد
فإذا بالتاجر يخبره بأن هناك طفلة فى السادسة من العمر
بحضانتها و رعايتها. من يدري؟!. ربما تكون الكتيبة التي التقوها تختلف عن الكتيبة
وصلوا إلى البلدة بعد منتصف الليل راحوا يجوسون في الظلام
تتعثر في الظلام، أسمعها أثناء الليل وهي
قلب الأم لا يكذب أبدا. اقتحموا الدار في غبش الظلام اعتصرت «فاطمة» الطفلة الهزيلة التي
أشارت إليها ربة المنزل. إختلطت دموع الابنة بدموع الأم. - هل جننت ؟. - ماذا تقصد؟
أجاب مروان» والعرق يتفصد منه بغزارة:
إنها مثل ابنتي ولیست ابنتي
ألقى مروان» بكل ثقله على المقعد في استسلام ثم قال:
في الطريق كنا نقضى الليل في الكهوف في أحد هذه الكهوف التهم
الفأر إصبع قدم «مريم» اليسرى. أذنيها طلقات نارية تخترق رأسها. منذ هذا اليوم، وافق
الزوج على مضض. «مريم» التحقت بالمدرسة. - رأيتها بالأمس تجلس في حجرتها تخط بيدها الصغيرة كلمات بسيطة
في خط متعرج. تهز رأسها من حين لآخر سعيدة بضفيرتها الطويلة. تحك
المستقبل. خرج «مروان» من الدار غاضبًا. علمت من
الجيران أنه تزوج بأخرى. يقضى معها
أوقاتًا سعيدة وحياة هانئة وادعة بعيدًا عن الأوهام والأحزان. أصبحت
تخدم طفليها طوال النهار بجد وإخلاص كأنها جارية تنفذ أوامر
أسيادها دون نقاش تخرج إلى السوق لشراء لوازم البيت دون أن تبدل
تتشاجر أحيانًا مع البائعين لأتفه الأسباب. تمر الأيام و هي تفقد أنوثتها و
كل إحساس بالحياة. في ذات يوم استيقظت من نومها فى قمة السعادة. راحت تغني وترقص
وهي ترتدى ملابس جديدة مشطت شعرها بدقة وضعت بعض مساحيق
- «مريم» التحقت اليوم بكلية الهندسة. مصمصت الجارات شفاههن فى شفقة فراحت تؤكد لهن
- «مريم» نفسها هي التي أخبرتني بذلك. هذا الاريتاح ناتجا عن ثقة المؤمن بربه. لا أحد
يعرف. برصانة. عندما ينقضى النهار تخلد إلى النوم في هدوء وهي تؤكد لنفسها أن
المروحيات الإسرائيلية لم ولن تقضى على حياة «مريم»
لكن دائما لكن. الابن الأكبر إلى دمشق» لتنمية تجارة والده بعد عدة أشهر رحل الابن
الأصغر إلى «القاهرة» بحثًا عن أسواق جديدة. الدار الكبيرة. راحت تتجول بين حجرات الدار بمفردها دقات حذائها تتردد عالية
فيرتجف القلب برهبة في أثناء الليل يسمعها الجيران وهى تصرخ وتنتحب
تنادي أولادها الثلاثة دون مجيب. شعرت بشبح الموت يحوم حولها فقررت الرحيل إلى دمشق» لقضاء
لا يوجد ما هو أبشع من أن يموت الانسان وحيدًا دون أن يشعر به أحد. لملمت بعض حاجياتها القليلة وانطلقت إلى الحافلة الذاهبة إلى دمشق». كان الناس يهرولون إلى
المسجد لأداء صلاة العشاء فانطلقت معهم. بعد الصلاة مددت جسدها المثقل
بحثًا عن بعض الراحة
هبت جالسة لترى أمامها شيخًا عجوزا
يرتدي جلبابًا أبيض له لحية بيضاء كثيفة، الإيمان. - يجب أن نغلق المسجد الآن. ماذا تفعل؟. ليس معها نقود أو أي أوراق تثبت شخصيتها. أموال الزكاة الموجودة في المسجد. بکت و هي تقول:
ليس لدى أي رغبة في الطعام. - أريد رؤية أولادي أريد الاطمئنان على «مريم» ورضيعها قبل أن
عنيفة. ثم أكملت
ـ أشعر بها قريبة مني أعلم أنها أصبحت مهندسـة وأنها تزوجت
وأنجبت. لا أعرف أين هي؟
تعيش هنا مع زوجها وابنها الرضيع. أنا
الذي ربيتها بعد مقتل الضابط الذي كانت معه ومازلت أحتفظ بالملابس
برقت عيناها في هلع، تشنجت كل عضلات وجهها. لله ثم التفتت إليه تقبل يده وهى ترجوه أن يقودها إلى «مريم» الآن. أخذت «فاطمة» ابنتها في أحضانها بعد فراق طال أكثر من ربع قرن. «فاطمة» رفضت بشدة وهي تقول


النص الأصلي

قصة: انتظار


ذهب أبناؤها يلهون بالكرة مع أصدقائهم، و جلست «فاطمة» تتناول
الشاي بمفردها في الشرفة. الدار مقامة على أطراف مدينة «عمان» العريقة
الصحراء مترامية الأطراف القطار يمر من بعيد لا يأبه لأحد. خلف قضبان
السكة الحديد تمتد مزارع الزيتون والنخيل النخيل يتمايل، يترنح كأنه يبكى
وينتحب وهو يودع الشمس إلى مثواها الأخير....
رأت سيارة زوجها «مروان» تقترب يبدو أن هناك ضيفا برفقته.
استنشقت نفسًا عميقًا في استسلام ثم اتجهت إلى المطبخ لإعداد العشاء.
سمعت زوجها وهو يرحب بضيفه. بعد قليل رأته بجوارها في المطبخ و
على شفتيه ابتسامة مضطربة، سألته عن السبب، فأجاب
-ضيفنا تاجر من منطقة «السلط».
تحجرت «فاطمة» في مكانها دون أية حركة، لمعت عيناها ببريق
الذهول ثم سألت بصوت متهدج:



  • ماذا تقصد؟

  • الرجل يقول أن لديه أخبار عن «مريم».
    انتفضت كل عروقها وهى تقول في عناد

  • سنسافر الآن.
    حاول «مروان» أن يبدو متماسكا وهو يربت على كتف زوجته ويقول:

  • سنسافر مع آذان الفجر.
    ألقت «فاطمة» الأطباق التي كانت على المنضدة وهي تصرخ في

  • سنسافر الآن.
    اقتحم الضيف المطبخ و هو يسأل عما حدث فراحت «فاطمة» تضرب
    المنضدة بكل ما أوتيت من قوة و هي تصرخ باكية

  • سنسافر الآن.. الآن...
    في الطريق كان الظلام موحشًا والضباب مرعبًا. استندت «فاطمة»
    برأسها على نافذة السيارة ارتجفت رجفات خفيفة سريعة مع الطريق ثم
    أغمضت عينيها في استسلام.
    لقد عبرت هذا الطريق من قبل لكن فى الاتجاه المعاكس. حدث ذلك
    منذ ست سنوات تقريبا حدث ذلك في عام ١٩٦٧ ، عندما هاجم الجيش
    الإسرائيلي مدينة «القدس». في هذه الأيام راح « مروان يلملم كل ما خف
    وزنه و غلا ثمنه ثم فروا هاربين في اتجاه الأردن في منطقة وادى الكرامة
    التقوا كتيبة عسكرية تابعة للجيش الأردنى. كانت الكتيبة في طريقها إلى
    منطقة «السلط». وافق القائد على انضمامهم للكتيبة لحمايتهم من مخاطر
    الصحراء والهجوم الإسرائيلى الكثيف عاون الأب الطفلين على الصعود إلى
    أحد العربات بينما حمل أحد الضباط الطفلة الرضيعة «مريم» حتى
    تتمكن «فاطمة» من الصعود إلى العربة المرتفعة في أثناء ذلك عاودت
    المروحيات الإسرائيلية هجومها. اشتعلت النيران فى كل مكان، زلزلت الأرض
    تحت الأقدام جرى الجميع، كل منهم يختبئ في مكان مختلف. عندما
    ذهبت المروحيات خرجوا من مخابئهم لم يكن هناك سوى «مروان» و
    الطفلان و «فاطمة». راحوا يفتشون عن «مريم» بين العربات العسكرية
    المشتعلة الجثث تتناثر في كل مكان الأرض تتشرب الدماء، رائحة النابالم تزكم
    الأنوف ... اختفت «مريم» والضابط الذي كان يحملها. فتشوا في كل الكهوف
    والجحور ثم صرخت «فاطمة» بكل قوتها تنادى «مريم»... «مريم»... فراح
    صوتها يجلجل في الصحراء دون مجيب...
    ذهبوا إلى مدينة «السلط». حاول الأب البحث في السجلات العسكرية
    عن أسماء الضباط الذين كانوا في الكتيبة. اتصل بهم جميعًا دون جدوى.....
    في النهاية قال أحد القادة

  • لو كنتم تقصدون الكتيبة ٧٦» مدرعات، للأسف لم يعد منها أحد.
    عندما سمعت «فاطمة» ذلك سقطت مغشيا عليها طالت فترة
    الغيبوبة إلى أن استدعوا الطبيب الذي أمر بحجزها فى غرفة مظلمة بمفردها.
    حذر زوجها من أى صوت أو ضوء. ارتفاع ضغط الدم الشديد المفاجيء
    الذي حدث قد يصيب خلايا المخ بالتلف. لا بد من الالتزام بالهدوء
    والحذر الشديد.
    لولا الولدان الاستسلمت «فاطمة» للمرض حتى الموت لم تقاوم
    وتجاهد إلا من أجلهما.. استعادت عافيتها في خلال بضعة أسابيع ورحلوا
    جميعًا إلى مدينة «عمان».
    عندما استأجر «مروان» هذه الدار على أطراف المدينة، أعدت
    «فاطمة» حجرة خاصة لـ «مريم» وهى تقول لزوجها لا بد ستعود في يوم
    من الأيام. يجب أن يكون لها حجرة منفصلة عن حجرة الغلامين... فراح
    يربت عليها برفق موافقا و إن كان في داخله قد استسلم تماما للأمر الواقع
    و بدأ يعاود نشاطه التجاري مرة أخرى...
    اليوم، التقى مصادفة هذا التاجر، قص عليه قصة «مريم» لمجرد
    الثرثرة فقط، فإذا بالتاجر يخبره بأن هناك طفلة فى السادسة من العمر
    الآن، أتى بها أحد الضباط من «السلط» و قد قامت إحدى نساء البلدة
    بحضانتها و رعايتها.
    انتفضت عروق «مروان» في عصبية، انفجر بركان الأمل من جديد.
    من يدري؟!... ربما تكون الكتيبة التي التقوها تختلف عن الكتيبة
    ٧٦ مدرعات ... وهـم الجميع بالرحيل في قلق...
    وصلوا إلى البلدة بعد منتصف الليل راحوا يجوسون في الظلام
    كأنهم أرواح هائمة شقية تبحث عن ضالتها بينما راحت «فاطمة» تقفز
    في نشوة، تتعثر في الظلام، تضم جلبابها وهى تضحك في جنون، ثم تقول في
    تهدج
    كنت أشعر بها دائما على قيد الحياة.. أسمعها أثناء الليل وهي
    تناديني.. قلب الأم لا يكذب أبدا... أبدا...
    اقتحموا الدار في غبش الظلام اعتصرت «فاطمة» الطفلة الهزيلة التي
    أشارت إليها ربة المنزل... إختلطت دموع الابنة بدموع الأم. بكى الجميع في
    فرح زغردت صاحبة الدار وإن كان قلبها يخفق بشدة لمرارة الفراق بينما
    راح «مروان» ينتزع الطفلة في عصبية من أحضان «فاطمة» الملتاعة فحص
    قدمها اليسرى ثم صرخ في جنون:

  • هل جننت ؟.. إعقلي.
    سألت صاحبة الدار في قلق

  • ماذا تقصد؟
    أجاب مروان» والعرق يتفصد منه بغزارة:
    إنها مثل ابنتي ولیست ابنتي
    سأل التاجر في ذهول

  • كيف عرفت ذلك بمثل هذه السرعة ؟
    ألقى مروان» بكل ثقله على المقعد في استسلام ثم قال:
    في الطريق كنا نقضى الليل في الكهوف في أحد هذه الكهوف التهم
    الفأر إصبع قدم «مريم» اليسرى. وقدم هذه الفتاة سليمة...
    عادت «فاطمة» إلى «عمان» وهى تمسك برأسها طنين غريب يصم
    أذنيها طلقات نارية تخترق رأسها. انفجار البارود مصحوبا بالموسيقى
    الصاخبة ثم ضحكات ماجنة ساخرة.
    منذ هذا اليوم، أصرت على المبيت بمفردها في حجرة «مريم». وافق
    الزوج على مضض. بعد يومين حاول مداعبتها فنهرته قائلة:
    «مريم» التحقت بالمدرسة.
    تحجر في مكانه و هو ينظر إليها متشككا فقالت مؤكدة:

  • رأيتها بالأمس تجلس في حجرتها تخط بيدها الصغيرة كلمات بسيطة
    في خط متعرج. تهز رأسها من حين لآخر سعيدة بضفيرتها الطويلة. تحك
    رأسها بيدها وهى ممسكة بالقلم محاولة التركيز فى دروسها فيخط القلم
    على وجهها دون أن تشعر بذلك، فأخذت بيدها لأعينها على الكتابة....
    احتقن وجه مروان» بدماء الغضب، ثم قال ثائرا

  • يجب أن تعلمي أن «مريم» ماتت. يجب الاهتمام بطفلينا لأنهما
    المستقبل.
    اتهمته «فاطمة» بالأنانية والجشع، يبحث عن المال في كل مكان
    ويهمل البحث عن ابنته...
    خرج «مروان» من الدار غاضبًا. أصبح لا يأتي إلا نادرا... علمت من
    الجيران أنه تزوج بأخرى. اشترى لها دارًا أخرى قريبة من هنا، يقضى معها
    أوقاتًا سعيدة وحياة هانئة وادعة بعيدًا عن الأوهام والأحزان....
    لم تحاول استعادة زوجها لم تعاتبه أو تناقشه... أصبحت
    تخدم طفليها طوال النهار بجد وإخلاص كأنها جارية تنفذ أوامر
    أسيادها دون نقاش تخرج إلى السوق لشراء لوازم البيت دون أن تبدل
    ثيابها تترك شعرها مهوشا.. تتشاجر أحيانًا مع البائعين لأتفه الأسباب.
    أحيانًا أخرى تصمت لمدة أسبوع كامل... تمر الأيام و هي تفقد أنوثتها و
    كل إحساس بالحياة...
    في ذات يوم استيقظت من نومها فى قمة السعادة. راحت تغني وترقص
    وهي ترتدى ملابس جديدة مشطت شعرها بدقة وضعت بعض مساحيق
    التجميل ثم انطلقت توزع أكواب الشربات على الجيران وهى تجيب كل من
    يسألها عن السبب بصوت متهدج مرح

  • «مريم» التحقت اليوم بكلية الهندسة.
    مصمصت الجارات شفاههن فى شفقة فراحت تؤكد لهن

  • «مريم» نفسها هي التي أخبرتني بذلك. كافحت المسكينة كثيرا لكى
    تكون مهندسة تبنى و تعمر كل مكان.
    منذ هذا اليوم بدأ الشعور بالارتياح يجتاح نفسها ربما يكون
    هذا الاريتاح ناتجا عن ثقة المؤمن بربه... أو الاستسلام لقضائه... لا أحد
    يعرف... أصبحت تخدم ولديها بنفس راضية تتعامل مع الجيران والبائعين
    :
    برصانة.. عندما ينقضى النهار تخلد إلى النوم في هدوء وهي تؤكد لنفسها أن
    المروحيات الإسرائيلية لم ولن تقضى على حياة «مريم»
    لكن دائما لكن... فترات السعادة لا تدوم كثيراً كبر الولدان رحل
    الابن الأكبر إلى دمشق» لتنمية تجارة والده بعد عدة أشهر رحل الابن
    الأصغر إلى «القاهرة» بحثًا عن أسواق جديدة... بقيت «فاطمة» وحدها في
    الدار الكبيرة.
    راحت تتجول بين حجرات الدار بمفردها دقات حذائها تتردد عالية
    فيرتجف القلب برهبة في أثناء الليل يسمعها الجيران وهى تصرخ وتنتحب
    تنادي أولادها الثلاثة دون مجيب..
    شعرت بشبح الموت يحوم حولها فقررت الرحيل إلى دمشق» لقضاء
    بضعة أيام مع ابنها ثم إلى «القاهرة» لقضاء أيام أخرى مع ابنها الأصغر....
    لا يوجد ما هو أبشع من أن يموت الانسان وحيدًا دون أن يشعر به أحد.
    لملمت بعض حاجياتها القليلة وانطلقت إلى الحافلة الذاهبة إلى دمشق».
    في الطريق وقفت الحافلة فى منطقة «الرمان» للاستراحة. كان الناس يهرولون إلى
    المسجد لأداء صلاة العشاء فانطلقت معهم. بعد الصلاة مددت جسدها المثقل
    بحثًا عن بعض الراحة
    شعرت بعصا تنغرس في جنبها. هبت جالسة لترى أمامها شيخًا عجوزا
    يرتدي جلبابًا أبيض له لحية بيضاء كثيفة، عيناه تلتمعان ببريق الثقة و
    الإيمان. قال الشيخ مبتسما في هدوء:

  • يجب أن نغلق المسجد الآن. المبيت هنا ممنوع
    خرجت من المسجد تتلفت حول نفسها في جزع رحلت الحافلة...
    ماذا تفعل؟... ليس معها نقود أو أي أوراق تثبت شخصيتها.. لا تعرف أحد
    هنا... لاحظ الشيخ ارتباكها علم بحكايتها فربت على كتفها برفق قائلا:

  • سأحضر لك العشاء الآن فى الصباح سأدفع لك مصاريف الرحلة من
    أموال الزكاة الموجودة في المسجد.
    بکت و هي تقول:
    ليس لدى أي رغبة في الطعام.

  • ماذا تريدين إذن؟
    إنفجرت في البكاء مثل طفل صغير ثم قالت في تهدج

  • أريد رؤية أولادي أريد الاطمئنان على «مريم» ورضيعها قبل أن
    أموت.
    ثم راحت تقص عليه قصة «مريم» وصدرها يعلو ويهبط في تشنجات
    عنيفة... ثم أكملت
    ـ أشعر بها قريبة مني أعلم أنها أصبحت مهندسـة وأنها تزوجت
    وأنجبت.. لا أعرف أين هي؟
    جحظت عينا الشيخ في ذهول ثم قال بصوت متحشرج

  • أصبحت مهندسة بالفعل، تعيش هنا مع زوجها وابنها الرضيع.
    ابنتك هي التي شيدت هذا المسجد بعد أن درست الهندسة المعمارية... أنا
    الذي ربيتها بعد مقتل الضابط الذي كانت معه ومازلت أحتفظ بالملابس
    التي كانت ترتديها حتى الآن.
    برقت عيناها في هلع، تشنجت كل عضلات وجهها. هبت تسجد شكرًا
    لله ثم التفتت إليه تقبل يده وهى ترجوه أن يقودها إلى «مريم» الآن...
    أخذت «فاطمة» ابنتها في أحضانها بعد فراق طال أكثر من ربع قرن....
    بكى الجميع في فرح و شجن وألم... بعد أن هدأت ضجة اللقاء حاولت
    «مريم» إطعام أمها بيدها لعل هذا يخفف عنها بعض الحرمان بيد أن
    «فاطمة» رفضت بشدة وهي تقول

  • لا أرغب إلا في النوم بهدوء وحفيدي في حضني.
    جرت «مریم» تعد فراشًا وثيرًا في عجالة. في الصباح ، أيقظوا «فاطمة»
    فلم تستيقظ .
    فاضت روحها إلى ربها الكريم بينما كان الحفيد يلهو بجوارها في
    الفراش...


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

‏I have regrett...

‏I have regretted about bought food from the street . ‏I have bought food from the street and I fell...

* The central m...

* The central message people are often presented with choices. When making a choice, one is required...

من الصعب أن نعر...

من الصعب أن نعرف بالضبط عدد الشعوب المنعزلة الموجودة اليوم، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن هناك حوالي 10...

-عدم لفت الانتب...

-عدم لفت الانتباه في مواقع التواصل الاجتماعي للسياحة في الأحساء -وسائل التواصل الاجتماعي هي مواقع ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر جودة الخدمات الداخلية بأبعادها (الجوانب الملموسة والإعتمادية وال...

Pollen and spor...

Pollen and spores can be obtained from an extremely wide range of items, including bodies. Pollen an...

إن التعلم بالاس...

إن التعلم بالاستبصار يعتمد على عمر الطفل وذكائه وألفته بالموقف، والقدرة على الإدراك الحسي والتنظيم ا...

تتطلب الوضعية م...

تتطلب الوضعية معارف وقدرات ومهارات، تساهم في تكوين الكفاية في شتى مستوياتها المعرفية والحركية والوجد...

Absolutely, lea...

Absolutely, leadership involves recognizing that each employee is unique and may require different t...

التجربة مع حميد...

التجربة مع حميد بن عمه كانت ممتعة ومليئة بالتعلم حول الصيد في الصحراء. كان حميد يعيش بعيدًا في الصحر...

أشعر بفخر شديد ...

أشعر بفخر شديد أن كنت يومًا طالبتك يا معلمتي الغالية، وحتى وإن تركت المدرسة، فإن مكانك في قلبي لا يم...

يتكون البابليك ...

يتكون البابليك من تنظيمات إقليمية إدارية أخرى أقل حجما من األولى وهي : البلدة )البلدية(، المنطقة ، ا...