لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (54%)

إذ تحدث عن أصوله ومفهومه وحدوده، ثم انتقل للحديث عن تفاعل الشاعر مع شخصية القناع وتفاعله معها، وتحدث عن القناع وبعض الأدوات الفنية الأخرى التي ترتبط به، كالأسطورة والاستعارة التي ربط بها جابر عصفور القناع بالاستعارة، وتحدث الرواشدة عن ربط القناع بالرمز، وتحدث عن ربط القناع بالمرآة إلا أن إحسان عباس لا يجد بينهما أي رابط فالمرآة تعكس الماضي والحاضر، وقد خلص في المدخل إلى أن القناع يمثل أداة فنية يعمد فيها الشاعر إلى الحلول -التماهي- بشخصية أخرى، يخفي الشاعر صوته المباشر بها، على نحو تمتزج فيه التجربتان – التجربة المرتبطة بالشخصية المستدعاة، والتجربة الخاصة بالشاعر- ويسيطر على النص ضمير المتكلم العائد إلى الشخصية المستدعاة، على نحو تتوازن فيه فاعلية طرفي القناع، أو تتعدد الأصوات على نحوٍ لا يخل بالحدود الفنية بالحدود الفنية المعروفة للنص القناعي. الباب الأول: مواقف بارزة في النصوص القناعية
أو قبول الهزيمة والتخلي عن المبدأ أو الأرض. وغيرها من الأقنعة، وغاليليو والبياتي. وتحدث عن أبرز الأقنعة التي وظفها الشعراء لتمرد على الظلم الاجتماعي والاقتصادي، أما الفصل الثاني فتحدث فيه عن أقنعة الإخفاق وخيبة الأمل، أو يدمر الأمل قبل أن ينتهي. وتحدث في الفصل الثالث عن أقنعة الاغتراب، وتعبر هذه الأقنعة عن صورتين اثنتين للاغتراب، وثانيهما: تعبير عن موقف قسري، يدفع الإنسان إلى التخلي عن موقعه أو وطنه على الرغم منه. ويرى الرواشدة أن خير ما يمثل النمط الأول عدم الانسجام مع المحيط أقنعة الصوفيين، خاصة قناع " مقاطع من عذابات فريد الدين العطار" للبياتي، إذ تحمل إحساسًا بعدم الانسجام مع معطيات الواقع المتحقق، وقناع جلال الدين الرومي للبياتي في قصيدة قراءة في ديوان شمس تبريز لجلال الدين الرومي. ومن الأقنعة التي عبرت عن إحساس قسري بالاغتراب، والأسر والمنفى، بتوظيف أسطورة تحكم فيها الآلهة على رجل بأن يعيش طائرًا، ولكنه لا يستطيع أن يهبط عليه إلا مرة واحدة كل سبع سنوات، وإلا عاد للطيران مرة أخرى. أما الفصل الرابع فتحدث عن أقنعة الإدانة، وانهزام روح التحدي والفعل فيها، ومن الأقنعة التي تمثل إدانة الذات، وقصيدة طرفة في مدار السرطان، لا يرتبط بعلي الجندي وحده، إذ أنه رأى فيهما جيلًا تامًا كان الجندي أحد عناصره. أما الأقنعة التي تعبر عن إدانة فئة أو جزء من الأمة فتبرز في توظيف عز الدين مناصرة لقناع امرئ القيس في نصين هما "أضاعوني" و "امرؤ القيس. متخذًا من خلالها موقفًا حادًا يتهم الأمة بأنها قد تخلت عن الفلسطيني وتركته يبحث عن ثأره وحده. والتسلط عليه، واستغلاله ويبدو هذا المنحى عند أمل دنقل أكثر من بقية الشعراء ومنها قناعه في قصيدة" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة". أو لتخليه عن مبدئه، وقد تمثل ذلك في بعض النصوص منها قناع "يهوذا" عند بلند الحيدري، ويبدو أيوب قانطًا متبرمًا، ونحس الوجه التوراتي أقرب لأيوب القاسم من الوجه الإسلامي، فأيوب عند القاسم قناع للفلسطيني الذي يتحمل مرارة الظلم والقهر، فاضحًا أمام العالم سوء ما ارتكبته أيدي الناس، واستلابهم حقوق الآخرين. الباب الثاني: أساليب الشخصية القناعية
فيستحضر الشعراء المعاصرون بعض الشخصيات التراثية، ويجعلون تلك الشخصيات ألسنة ناطقة تعبر عن مواقفهم الجديدة، وإذا ما أنعمنا النظر في المواقف التي عبرت عنها الأقنعة، تجدها أحيانًا موافقة في دلالتها وموقفها للشخصية المستدعاة في تجربتها المعروفة، وأحيانًا أخرى تنحرف عن دلالة لتعبر عن موقف يضاد تلك الدلالات، ومن النماذج التي حققت هذا المنحى قصيدة البياتي " روميات أبي فراس". وتحدث الفصل الثاني عن توجيه الحدث القناعي المستدعى من تجربة الشخصية، فيجعلونها جزءًا من تجربتهم المعاصرة، وتحتل هذه الأحداث جانبًا مهمًا من التجربة القناعية، يعين على تقديم الموقف الذي يعبر عنه القناع، وهذه الأحداث تتعرض لتصرف الشاعر وتوجيهه لدلالات الحدث كي ينسجم ودلالة النص كلّه. وإذا ما تجاوزوا تلك الحدود، وأضافوا إليها بعدًا جديدًا فإنه لا يتنافى مع دلالتها الأولى تمامًا، وطورًا ثانيًا ينحرفون بتلك الصور عن دلالة الصور عن دلالة الأولى فتكتسب وجهًا جديدًا أو مضادًا لما عرفت به. والفصل الثالث تحدث عن توجيه اللغة المستدعاة عن تجربة الشخصية القناعية، إذ يفيد الشعراء مما أثر عن الشخصية من أشعار وأقوال وحكم، فيوجهونها بما يخدم تجاربهم المعاصرة، ويحملونها معاني إضافية أو يتصرفون بها تصرفًا ينسجم ودلالة النص كله، فنراها أحيانًا تحتفظ بمعانيها ودلالاتها الأولى، وأحيانًا أخرى توظف بدلالات ضدية ومناقضة للصورة الأولى التي اتسمت بها في التجربة التراثية. وهي رموز ذات وظيفة سابقًا، وأدت دورًا فيها، وقد تفاوتت المواقف التي عبرت عنها، ومنها ما حمل دلالات جديدة أو مناقضة لما عرف عنه سابقًا، وطبيعة الإفادة ودور الرمز في النص. الباب الثالث: بنية النص القناعي
تحدث الفصل الأول عن تعدد الأصوات في النص القناعي، تعددت الأصوات في القصيدة الحديثة، وهذا النمط غالب أكثر من غيره على القصائد القناعية، إذ تنفرد بشخصية واحدة، لا يشاركه صوت آخر في النص كله ويظل النص ينطق بضمير المتكلم في كل أجزائه دون أن يتوقف إيقاع النص بدخول مؤثر خارجي، النص المتعدد الأصوات، وهو نمط من النصوص تتداخل فيه الشخصيات، ولكي لا يلتبس الأمر فإن الأصوات المتشاركة تتناوب الأدوار فيستثنى من هذا الجانب الرموز التي يستعين فيها القناع داخل النص. منها ما يكون الصوت المشارك فيه عارضًا يبرز في جانب من النص ويختفي، الذي يؤدي دوره الشاعر نفسه، وقد يستقل عن الشاعر، ومنها ما يكون الصوت الثاني فيه جزءًا من القناع نفسه، كأن يلجأ إلى أسلوب المونولوج فتنقسم شخصية القناع شخصيتين. وقلّما تتجاوز الأصوات هذا العدد. فمن الشعراء من يستدعي أحداثًا منتقاة من معروف الشخصية المستدعاة، وهذا الشكل يتكرر بصورة واسعة في الشعر العربي الحديث، وإنما يدور حول مركز واحد، مثال عليها قصيدة "لا تصالح". أما النوع الثاني هو النص العامودي، ويختلف النمط الثاني من النصوص القناعية في معماره -بنائه- اختلافًا حادًا عن هذا النمط، فيقود خيط النور الممتد داخل العمل بناء التجربة إلى نهاية ما، ولكنه يعود إلى الموقف الذي بدأ منه، و"نوح الجديد" لأدونيس. ومن الملاحظات الختامية التي أوردها الرواشدة: هشاشة القشرة القناعية، فالغنائية وذاتية الشاعر لا تغيبان عن أنظارنا على الرغم من أن الصوت الظاهر هو صوت القناع وليس صوت الشاعر، إذ تواجهنا مباشرة معاناة الشاعر وهمه الفردي، ويتمثل هذا الأمر في عدد من الأقنعة منها اقنعة بلن الحيدري، وتحدث عن طغيان الهم المعاصر على التجربة، إذ تحتل شخصية القناع في بعض النصوص جزءًا محدودًا ومتواضعًا من تلك النصوص، إذ لا يفيد الشاعر من التجربة المعروفة للشخصية في ركن محدود، وفي مثل هذا النمط من التوظيف تنحسر شخصية القناع في ركن محدود، ولولا سيطرة ضمير المتكلم العائد على الشخصية المتقنع بها خلال النص كله، لعددنا القناع رمزًا محدود الأثر. وتحدث عن عجز الشخصية عن حمل الهم المعاصر " تضخيم التجربة المستدعاة"، حيث يتقنع بعض الشعراء بشخصيات تراثية ذات تجربة متواضعة ومحدودة الدلالة، فيوظفونها لحمل هم أكبر مما عبرت عنه في تجربتها الأولى، فمن تلك الشخصيات ما تكون التجربة مغرقة في فرديتها، قليلة التأثير، هامشية فيحملها الشاعر همومًا أساسية وذات خطر وأهمية، ومن الأمثلة على ذلك اتخاذ شخصيو "وضاح اليمن" قناعًا، وقد تحولت على أيدي الشعراء إلى قناعًا لقضايا كبيرة. وهو أن يجد الشاعر إهاب القناع أضيق مما أراد أن يعبر عنه، أو ربما يعجز الشاعر نفسه عن أن يبقى بعيدًا عن السطح الخارجي للنص، فيمزق صوته المباشر القناع. وتحدث عن الانحراف بالتجربة المعاصرة عن دلالاتها السابقة، حيث يوجه بعض الشعراء شخصيات أقنعتهم إلى مواقف ودلالات تغاير ما قد وقر في أذهان الناس عنها من قبل، بحيث يتجاوز دلالاتها إلى دلالات مقاربة، لكنه يحمل الشخصية مواقف ودلالات تضاد، وثم تحدث عن غموض دلالات النص القناعي، بحيث يغالي الشعراء في الميل إلى الغرابة والغموض، إلى حد لا نجد وجوهًا من التلاقي بين تجربة الشخصية المقنع بها والتجربة المعاصرة، وتصبح الرؤيا في النص سرابية. ثم ختم الكتاب بأهم النتائج لهذه الدراسة ومنها: أنه تعود هذه الظاهرة إلى جذور تراثية قديمة،


النص الأصلي

تحدث في المقدمة تقسيمه للكتاب والدراسات التي أفاد منها، وتحدث في المدخل عن نبذة تاريخية للقناع، إذ تحدث عن أصوله ومفهومه وحدوده، وعن دور القناع ووظيفته، وفوائده، ثم انتقل للحديث عن صفات الشخصيات التي تؤهلها لتصبح قناعًا، ثم انتقل للحديث عن تفاعل الشاعر مع شخصية القناع وتفاعله معها، وتطرق أيضًا للحديث في المقدمة عما يعد عيبًا في القناع منها اختراق الشاعر للقناع (تمزيق القناع).
وتحدث عن القناع وبعض الأدوات الفنية الأخرى التي ترتبط به، كالأسطورة والاستعارة التي ربط بها جابر عصفور القناع بالاستعارة، وتحدث الرواشدة عن ربط القناع بالرمز، وتحدث عن ربط القناع بالمرآة إلا أن إحسان عباس لا يجد بينهما أي رابط فالمرآة تعكس الماضي والحاضر، أما القناع لا يصلح إلا للماضي.
وقد خلص في المدخل إلى أن القناع يمثل أداة فنية يعمد فيها الشاعر إلى الحلول -التماهي- بشخصية أخرى، تمتلك حظًا نسبيًا من الذاكرة التاريخية للمبدع والمتلقي، يخفي الشاعر صوته المباشر بها، على نحو تمتزج فيه التجربتان – التجربة المرتبطة بالشخصية المستدعاة، والتجربة الخاصة بالشاعر- ويسيطر على النص ضمير المتكلم العائد إلى الشخصية المستدعاة، على نحو تتوازن فيه فاعلية طرفي القناع، دون أن يطغى أحدهما على الآخر أو ينزاح أحدهما انزياحًا شبه نهائي للآخر، ويجوز أن ينفرد فيه صوت واحد لا يخالطه غيره، أو تتعدد الأصوات على نحوٍ لا يخل بالحدود الفنية بالحدود الفنية المعروفة للنص القناعي.
الباب الأول: مواقف بارزة في النصوص القناعية
تحدث في الفصل الأول عن أقنعة الثورة والتمرد والرفض، وتحدث فيه عن بعض الأقنعة التي عبرت عن لرفض الظلم السياسي، والتمرد على طاعة القادة المنحرفين، وإبعاد الناس عن المشاركة في القرار، ورفض لموالاة الأعداء والمصالحة معهم، أو قبول الهزيمة والتخلي عن المبدأ أو الأرض.
ويرى أن أبرز الأقنعة في هذا الجانب قناع كليب في قصيدة لا تصالح، لرفض الظلم السياسي، وغيرها من الأقنعة، ومثل على أقنعة التمرد في قصيدة "محنة أبي علاء" التي تنازعت فيها ثلاث شخصيات هي أبو العلاء، وغاليليو والبياتي.
وتحدث عن أبرز الأقنعة التي وظفها الشعراء لتمرد على الظلم الاجتماعي والاقتصادي، قناع عمر بن الخطاب ومن الشعراء الذين وظفوا قناع عمر بن الخطاب، محمد عفيفي الذي وظفه في قصيدتين طويلتين " تحريضات عمر" و "طموحات عمر".
أما الفصل الثاني فتحدث فيه عن أقنعة الإخفاق وخيبة الأمل، وهي أقنعة تعبر عن أمل الشاعر بالأخلاص. أو تفاؤله بالنجاح، لكن المحاولة تنتهي نهاية تضاد هذا المنحى المتفائل، إذ تخفق في تحقيق بالنجاح، أو يدمر الأمل قبل أن ينتهي.
لعل إخفاق الأمة في تحقيق وحدتها ونهضتها والإمساك بأسرار الحضارة المعاصرة يمثل جانب الأساس في هذا الموضوع ومن أبرز الأقنعة وأقدمها اعتناءً في هذا المنحى قصيدة خليل حاوي " لعازر" وهي شخصية عادة إلى الحياة بعد الموت على يد المسيح، لكنها عادة خائبة في هذه القصيدة، عادت ميته وعاجزة عن التفاعل مع الحياة تفاعلًا ايجابيًا.
وتحدث في الفصل الثالث عن أقنعة الاغتراب، وتعبر هذه الأقنعة عن صورتين اثنتين للاغتراب، إحداهما: تقوم على عدم الانسجام مع المحيط، وهي غربة مشوبة بحس وجودي في بعض جوانبها، وثانيهما: تعبير عن موقف قسري، يدفع الإنسان إلى التخلي عن موقعه أو وطنه على الرغم منه.
ويرى الرواشدة أن خير ما يمثل النمط الأول عدم الانسجام مع المحيط أقنعة الصوفيين، خاصة قناع " مقاطع من عذابات فريد الدين العطار" للبياتي، إذ تحمل إحساسًا بعدم الانسجام مع معطيات الواقع المتحقق، وقناع جلال الدين الرومي للبياتي في قصيدة قراءة في ديوان شمس تبريز لجلال الدين الرومي.
ومن الأقنعة التي عبرت عن إحساس قسري بالاغتراب، كالاحتلال وسيرة الأعداء على الوطن، والأسر والمنفى، ما جاء في قصيدة البياتي "روميات أبي فراس" حيث أمضى في الأسر عددًا من السنوات، فأحس بمضاضة الغربة والعزلة عند آسريه، وظل ينتظر الخلاص من حلب.
ومن الأقنعة التي تعبر عن غربة قسرية ما جاء في قصيدة " الأرض المحرمة" لعبد الرحيم عمر، فيكشف معاناة أبناء الوطن المحرومين من دخول وطنهم إذا ما سمح لهم بالعودة فإن صاحب الأمر يضع شروطًا تعجز المنفي، بتوظيف أسطورة تحكم فيها الآلهة على رجل بأن يعيش طائرًا، يجوب الجو حول جبل في البحر، ولكنه لا يستطيع أن يهبط عليه إلا مرة واحدة كل سبع سنوات، فإن وجد امرأة تحبه خلال زيارته خلص من عذابه، وإلا عاد للطيران مرة أخرى.
أما الفصل الرابع فتحدث عن أقنعة الإدانة، وهي أقنعة تعبر عن نقد الشاعر للظواهر السلبية التي تحيط به، من مثل الانحراف السياسي أو الاجتماعي، وتقاعس الأمة عن نصرة بعضها، وانهزام روح التحدي والفعل فيها، ويكمن تصنيفها في عدة قضايا: إدانة الذات، وإدانة الأمة، وإدانة السلطة السياسية، وإدانة الرفيق، وإدانة الانسان.
ومن الأقنعة التي تمثل إدانة الذات، ما جاء في قصيدة سقوط قطري بن الفجاءة، وقصيدة طرفة في مدار السرطان، وهذان قناعان يكشفان بعدًا فرديًا تامًا، لا يرتبط بعلي الجندي وحده، إنما يعبران عن بعد جماعي، إذ أنه رأى فيهما جيلًا تامًا كان الجندي أحد عناصره.
أما الأقنعة التي تعبر عن إدانة فئة أو جزء من الأمة فتبرز في توظيف عز الدين مناصرة لقناع امرئ القيس في نصين هما "أضاعوني" و "امرؤ القيس. يصل فجأة إلى قانا-الجليل"، متخذًا من خلالها موقفًا حادًا يتهم الأمة بأنها قد تخلت عن الفلسطيني وتركته يبحث عن ثأره وحده.
ومن الأقنعة التي عبرت عن انتقاد حاد لسلوك السلطة السياسية، وعرّت الانحراف السياسي القائم على اضطهاد الإنسان، والتسلط عليه، واستغلاله ويبدو هذا المنحى عند أمل دنقل أكثر من بقية الشعراء ومنها قناعه في قصيدة" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة".


وعبرت بعض الأقنعة عن موقف يدين الرفيق، لعدم وفائه وخيانته، أو لتخليه عن مبدئه، وقد تمثل ذلك في بعض النصوص منها قناع "يهوذا" عند بلند الحيدري، وعبر قناع أيوب عند سميح القاسم عن إدانة للإنسان بصورة عامة، ويبدو أيوب قانطًا متبرمًا، ونحس الوجه التوراتي أقرب لأيوب القاسم من الوجه الإسلامي، فأيوب عند القاسم قناع للفلسطيني الذي يتحمل مرارة الظلم والقهر، ويبدو النص في معظمه بعيدًا عن التجربة الأيوبية، إذ يغرق في عرض حال المواطن الفلسطيني، فاضحًا أمام العالم سوء ما ارتكبته أيدي الناس، فالنص يدين الإنسان على صمته عن تجاوز الظالمين، واستلابهم حقوق الآخرين.
الباب الثاني: أساليب الشخصية القناعية
تحدث في الفصل الأول عن توجيه الموقف الكلّي للشخصية القناعيّة، فيستحضر الشعراء المعاصرون بعض الشخصيات التراثية، ويتخذونها أقنعة حين يجدون فيها ملامح مقاربة لتجارتهم، ويجعلون تلك الشخصيات ألسنة ناطقة تعبر عن مواقفهم الجديدة، وإذا ما أنعمنا النظر في المواقف التي عبرت عنها الأقنعة، تجدها أحيانًا موافقة في دلالتها وموقفها للشخصية المستدعاة في تجربتها المعروفة، وأحيانًا أخرى تنحرف عن دلالة لتعبر عن موقف يضاد تلك الدلالات، ومن النماذج التي حققت هذا المنحى قصيدة البياتي " روميات أبي فراس".
وتحدث الفصل الثاني عن توجيه الحدث القناعي المستدعى من تجربة الشخصية، فيستحضر الشاعر أحداثًا مرتبطة بتجربة الشخصية المتقنع بها، فيجعلونها جزءًا من تجربتهم المعاصرة، وتحتل هذه الأحداث جانبًا مهمًا من التجربة القناعية، يعين على تقديم الموقف الذي يعبر عنه القناع، وهذه الأحداث تتعرض لتصرف الشاعر وتوجيهه لدلالات الحدث كي ينسجم ودلالة النص كلّه. وقد تعددت وجوه التصرفات بالحدث القناعي، فطورًا نجده يبقى في حدود الفهم الموروث، فيظل منسجمًا مع ما كان يحمل دلالات، وإذا ما تجاوزوا تلك الحدود، وأضافوا إليها بعدًا جديدًا فإنه لا يتنافى مع دلالتها الأولى تمامًا، وطورًا ثانيًا ينحرفون بتلك الصور عن دلالة الصور عن دلالة الأولى فتكتسب وجهًا جديدًا أو مضادًا لما عرفت به.
والفصل الثالث تحدث عن توجيه اللغة المستدعاة عن تجربة الشخصية القناعية، ومن المتعلقات التي تستدعى من الشخصية المتخذة قناعًا الجانب اللغوي، إذ يفيد الشعراء مما أثر عن الشخصية من أشعار وأقوال وحكم، فيوجهونها بما يخدم تجاربهم المعاصرة، ويحملونها معاني إضافية أو يتصرفون بها تصرفًا ينسجم ودلالة النص كله، فنراها أحيانًا تحتفظ بمعانيها ودلالاتها الأولى، وأحيانًا تتخطى تلك الدلالات إلى معانٍ جديدة، لكنها لا تلغي ما عبرت عنه سابقًا إلغاء تامًا، وأحيانًا أخرى توظف بدلالات ضدية ومناقضة للصورة الأولى التي اتسمت بها في التجربة التراثية.
وتناول الفصل الرابع الحديث عن توجيه الرمز المستدعى مع تجربة الشخصية القناعية، حيث يستدعي الشعراء رموزاً مرتبطة بالتجربة المعروفة للقناع، وهي رموز ذات وظيفة سابقًا، إذ أسهمت في تشكيل التجربة الماضية، وأدت دورًا فيها، ويوجهونها لتؤدي وظيفة في التجربة القناعية المعاصرة، ويستغلون ما تحمل من مواقف تعين على إضاءة التجربة، وتوسيع فضائها، وقد تفاوتت المواقف التي عبرت عنها، فمنها ما ظل موافقًا لدلالته السابقة، ومنها ما حمل دلالات جديدة أو مناقضة لما عرف عنه سابقًا، وقد رصد في هذا الفصل اتجاهات الرمز في القناع من حيث موافقتها للدلالة الأولى، وانحرافها عنها، وطبيعة الإفادة ودور الرمز في النص.
الباب الثالث: بنية النص القناعي
تحدث الفصل الأول عن تعدد الأصوات في النص القناعي، تعددت الأصوات في القصيدة الحديثة، فين الرواشدة أنماط النصوص من حيث تعدد الأصوات منها: النص وحيد الصوت، وهذا النمط غالب أكثر من غيره على القصائد القناعية، إذ تنفرد بشخصية واحدة، يبدأ النص بصوتها وينتهي به، لا يشاركه صوت آخر في النص كله ويظل النص ينطق بضمير المتكلم في كل أجزائه دون أن يتوقف إيقاع النص بدخول مؤثر خارجي، ومن الأمثلة على هذا المنحى قصيدة عبد الرحيم عمر " من ليالي بنلوب".
النص المتعدد الأصوات، وهو نمط من النصوص تتداخل فيه الشخصيات، تتحاور فيما بينها أو تدخل على القصيدة فتعبر عن آراء أخرى غير الشخصية الأولى في النص وفي هذا النمط لا تعتمد القصيدة على شخصية واحدة، ولكي لا يلتبس الأمر فإن الأصوات المتشاركة تتناوب الأدوار فيستثنى من هذا الجانب الرموز التي يستعين فيها القناع داخل النص.
ولهذا الجانب أشكال متعددة، منها ما يكون الصوت المشارك فيه عارضًا يبرز في جانب من النص ويختفي، ومنها ما يكون الصوت مشارك ذا حضور أوسع، فيحتل جانبًا أكبر من جسد النص وأحيانًا يكون الصوت الثاني هو صوت الراوي، الذي يؤدي دوره الشاعر نفسه، وقد يستقل عن الشاعر، ومنها ما يكون الصوت الثاني فيه جزءًا من القناع نفسه، كأن يلجأ إلى أسلوب المونولوج فتنقسم شخصية القناع شخصيتين. وقلّما تتجاوز الأصوات هذا العدد.
أما الفصل الثاني فتحدث عن الأشكال البنائية للنص القناعي، يرى الرواشدة أن من ينعم النظر في النصوص القناعية يكتشف صورًا متعددة من الأبنية، فمن الشعراء من يستدعي أحداثًا منتقاة من معروف الشخصية المستدعاة، دون أن تكون مرتبطة ترابطًا عضويًا فيشكل النص بتأثر تداعيها، وهذا النمط من النصوص يمكننا تسميته بالأفقي، وهذا الشكل يتكرر بصورة واسعة في الشعر العربي الحديث، وهو قسمان: الأول الأفقي المجمع، وهذا النمط لا يتنامى نحو قمة ما، وإنما يدور حول مركز واحد، لكنه يوسع فضاء النص ويعمق الرؤية حوله، وتظل شرائح النص مجمعة بأسباب ووشائح قوية نسبيًا، مثال عليها قصيدة "لا تصالح".
أما النوع الثاني هو النص العامودي، ويختلف النمط الثاني من النصوص القناعية في معماره -بنائه- اختلافًا حادًا عن هذا النمط، إذ يتنامى النص معتمدًا على بعضه، فيقود خيط النور الممتد داخل العمل بناء التجربة إلى نهاية ما، كما يقود البرعم الأول في الغصن الشجرة إلى أعلى، عندها يصبح النص ذا بنية عضوية متماسكة لا غنى لجزء منها عن الثاني، ولا يكتمل الأول إلا بعد حصول الأجزاء التي تليه، ومن الأمثلة عليه قصيدة " تداعيات الحارث بن عباد" و "مذكرات الصوفي بشر الحافي".
أما النمط الثالث والأخير هو النص الدائري، وهذا النوع من النصوص يبدأ بموقف ما، ثم يتحرك باتجاه أو غير اتجاه، ولكنه يعود إلى الموقف الذي بدأ منه، ويحط في محطة الانطلاق نفسها، ومن الأمثلة على هذا المنحى قصيدة "الوليد بن طريف الشاري" لراشد توفيق، و"نوح الجديد" لأدونيس.
ومن الملاحظات الختامية التي أوردها الرواشدة: هشاشة القشرة القناعية، وهي أن العديد من النصوص الشعرية قشرتها القناعية هشة ورقيقة، فالغنائية وذاتية الشاعر لا تغيبان عن أنظارنا على الرغم من أن الصوت الظاهر هو صوت القناع وليس صوت الشاعر، إذ تواجهنا مباشرة معاناة الشاعر وهمه الفردي، فينتفي الهدف الذي من أجله احتمى الشاعر بشخصية أخرى، ويتمثل هذا الأمر في عدد من الأقنعة منها اقنعة بلن الحيدري، ومنها قناع بروميثيوس.
وتحدث عن طغيان الهم المعاصر على التجربة، إذ تحتل شخصية القناع في بعض النصوص جزءًا محدودًا ومتواضعًا من تلك النصوص، إذ لا يفيد الشاعر من التجربة المعروفة للشخصية في ركن محدود، وفي مثل هذا النمط من التوظيف تنحسر شخصية القناع في ركن محدود، ولولا سيطرة ضمير المتكلم العائد على الشخصية المتقنع بها خلال النص كله، لعددنا القناع رمزًا محدود الأثر.
وتحدث عن عجز الشخصية عن حمل الهم المعاصر " تضخيم التجربة المستدعاة"، حيث يتقنع بعض الشعراء بشخصيات تراثية ذات تجربة متواضعة ومحدودة الدلالة، فيوظفونها لحمل هم أكبر مما عبرت عنه في تجربتها الأولى، فمن تلك الشخصيات ما تكون التجربة مغرقة في فرديتها، فيوظفها الشاعر لتعبر عن هم جماعي أو قضية قومية، ومنها ما تكون التجربة محدودة البعد، قليلة التأثير، هامشية فيحملها الشاعر همومًا أساسية وذات خطر وأهمية، ومن الأمثلة على ذلك اتخاذ شخصيو "وضاح اليمن" قناعًا، فهذه التجربة ذات بعد فردي، وقد تحولت على أيدي الشعراء إلى قناعًا لقضايا كبيرة.
وكما تحدث في هذا الملحق عن تمزيق القناع، وهو أن يجد الشاعر إهاب القناع أضيق مما أراد أن يعبر عنه، أو ربما يعجز الشاعر نفسه عن أن يبقى بعيدًا عن السطح الخارجي للنص، أو لعجزه عن تطويع التجربة المستعان بها لتؤدي التجربة دون أن يضطر لاستخدام صوته الخاص، فيمزق صوته المباشر القناع.
وتحدث عن الانحراف بالتجربة المعاصرة عن دلالاتها السابقة، حيث يوجه بعض الشعراء شخصيات أقنعتهم إلى مواقف ودلالات تغاير ما قد وقر في أذهان الناس عنها من قبل، فلا يكتفي الشاعر بالتصرف المحدود الذي يفيد من التجربة، بحيث يتجاوز دلالاتها إلى دلالات مقاربة، وفي الاتجاه نفسه، لكنه يحمل الشخصية مواقف ودلالات تضاد، وهذا ما يسمى بالانحراف،
وثم تحدث عن غموض دلالات النص القناعي، بحيث يغالي الشعراء في الميل إلى الغرابة والغموض، إلى حد لا نجد وجوهًا من التلاقي بين تجربة الشخصية المقنع بها والتجربة المعاصرة، مما يجعل الاحداث والصور المستدعاة من تجربة الشخصية لا تفضي إلى دلالات محددة، وتصبح الرؤيا في النص سرابية.
ثم ختم الكتاب بأهم النتائج لهذه الدراسة ومنها: أنه تعود هذه الظاهرة إلى جذور تراثية قديمة، والتباس القناع بعدد من المصطلحات الأخرى، وأن الشعراء قد أفادوا من تجارب الشخصيات على انحاء مختلفة.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ألنصار المذهب ا...

ألنصار المذهب المادي أو الموضوعي، نكون بصدد البدء في تنفيذ الجريمة، بالشروع في ارتكاب الركن المادي ...

تعد اضطرابات ال...

تعد اضطرابات التغذيه خطر كبير من الناحيه الطبية والنفسية وتسبب كثير من حالات انقطاع الطمث عند الرياض...

تعتبر المملكة ا...

تعتبر المملكة العربية السعودية من كبرى الدول المساهمة على مستوى العالم في برامج مكافحة الجوع. حيث تع...

عند تزاحم المرض...

عند تزاحم المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد و قبل البدء بالمفاضلة بينهم في أولوية العلاج يجب الت...

فوق الأصدقاء -...

فوق الأصدقاء - كل هذا خطأك! لن أسامحك أبدًا، أبدًا! صاحت بيس مارفن لابن عمها جورج. كان لدى بيس دمو...

Bareminerals Ge...

Bareminerals Gen Nude Pa lipstick, an indispensable addition to your makeup collection. This lip lac...

اولاً : المغرب ...

اولاً : المغرب المراد بلفظ المغرب هو كل ما يقابل المشرق من بلاد . وقد اختلف. الجغرافيون والمؤرخون ال...

یأتي یوم یستفید...

یأتي یوم یستفید منھا الآخرون إن لم یكن في جیلنا فقد تستفید منھا الأجیال القادمة. التفكیر الناقد و...

Body image appr...

Body image appreciation was high among our sample of females attending gyms in Tulkarm and Jenin. ...

أساسیات التعلم ...

أساسیات التعلم یمتد التعلم على امتداد حیاة الإنسان من المھد إلى اللحد، وھو في كل مرحلة من مراحلھ الن...

إن السيدة (زهرا...

إن السيدة (زهراء حسن عبود) مدرسة اللغة الإنكليزية في ث. الرباب للبنات هي من طلاب الدراسات العليا (ال...

this most impor...

this most important thing to achieve this goal is to manage your time effectvely i have divid my day...