خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
الرسائل الإخوانية و الرسائل الإخوانية هي تلك الرسائل التي تدور بين الإخوان والأصدقاء والخلصاء ، أو يلتمس منه أمراً من الأمور . وهذا النوع من الرسائل ميدان فسيح للإبداع يتبارى فيه الكتاب والأدباء ، ويتيح لأقلامهم وقرائحهم أن تنطلق على سجيتها ، وأن يعبر أصحابها عن عواطفهم الشخصية في لغة مصقولة منتقاة ، وأساليب قوية موشاة . لاشتراك الكافة في الحاجة اليها . وإذا كان الكاتب ماهراً متمرساً بالكتابة ، والاستعطاف ، والسؤال عن حال المريض ، والأخبار ، والاستعطاف ، والشفاعة ، والمداعبة ، وفيما يلي بعض نماذج من رسائلهم الإخوانية للاستدلال بها على طبيعتها وأساليبها وطرق معالجتهم لها وتناولهم لموضوعاتها : . رسالة في عتاب صديق يقول فيها : أظلم لي جو صفائك ، فليت شعري ما الذي أقسى منهجة ذلك الود ، وأذوى زهرة ذلك العهد ؟ و الخليع بالكأس . وهذه ثغرة" إن لم تحرسها المراجعة ، توجهت منها الحبل على هدم ما بنينا ، ونقض ما التنينا ، وتلك نـاعـيـة الصفاء ، لا أنتبذ (1) ـ أعزك الله – من الكتاب (۲) اليك ، وأخرس فم الفكر ، ولا بشاشة" عند محاولة مخاطبتك ، لقوارص - عيتابك . وقوارع متلامك ، التي قد أكلت أقلامك ، و أضجرت رسلك وكثير ما يكون عتاب المتصافـيـيـن حيلة تسبر المودة بها ، وتستثار دفائن كما يعرض الذهب على اللهب ، وتصفق (۱) المدام بالفـدام(٢) . فأما إذا أعيد وأبدي ، وردد ورولي ، فإنه يفسد غرس الإخاء ، . دافعاً للتطاول والاعتداء ، لم ينظم الله تعالى بلبنك (4) الملك عقدا ، وجعل لك حلا" للأمور وعقدا ، وأصار من الناس لعـونك منتظرا ومرتقبا ، إلا أن تكون للبرية حائطاً ، حتى لا يكون فيهم من يضام ، ولا ينال أحد هم اهتضام ، ولتقصر يد كل معتد في الظلام . وأوضحت له إلى الاستطالة لما علم أنك لا تنكر عليه نكراً ، ولا تغير له متى مكر في عباد الله مكثراً ، جرى في ميدان الأذية ملء عينانه ، ولتسكن بك الفلاة والغـور . فكيف أرسلت زمامه حتى جرى من الباطل في كل طريق ، وأخفق به كل فريق ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وستقف بين يدي عدل حاكم ، يأخذ بيد كل مظلوم من ظالم ، قد علم كل قضية قضاها ، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . قيم تحتج معي لديه ، إذا وقفت أنا وأنت بين يديه ؟ أترى ابن زهر ينجيك في ذلك المقام ، لتقوم عليك الحجة (3) ، لا رب غيره ، رسالة طويلة استوعبت نحو ست صفحات ، وقد بعث بها إلى صديقة ابن خلدون في الشوق اليه ، ومنها بعد استهلالها بقصيدة من اثني عشر بيتا : بعد أن تجاوز اللوى والمنعرج ، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج . وأنتي بالصبر على إبر الدبر (4) ، أو تذهل ذهول الزاهد ، فكيف حاله إن رحلت عنه ونزحت ؟ وإذا كان الفراق هو الحمام الأول ، فعلام المعول ؟ أعيت مراوضة الفراق ، على الراق ، وكادت من لوعة الاشتياق ، أن تفضي إلى السياق والرسالة المظفرية ، والرسالة العامرية ، والهزلية ، وفيها يعتب ابن زيدون ويستعطف ، وفيها يسخر ابن زيدون منه سخرية بلغت في بعض أجزاء الرسالة حد الهجاء . ومن رسالة ابن زيدون الجدية في عتاب أبي الحزم بن جهور واستعطافه قوله : وامتدادي منه ، ومن أبقاه الله تعالى ماضي حد العزم ، ثابت عهد النعمة . وعطلتني من حلي إيناسك وأظمأتني إلى برود (1) إسعافك ، ونفضت في كف حياطتك ، وغضضت طرف حمايتك – بعد أن نظر الأعمى إلى تأميلي لك ، وسمع الأصم ثنائي عليك ، ويؤتي الحذر من مأمنه ، ونالني ما حسبي به وكفى ! وما أراني إلا لو أني أمرت بالسجود لآدم" فأبيت واستكبرت 7) وقال لي نوح : « اركب معنا » فقلت : « سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، وأمرت ببناء الصرح لعلي أطلع إلى إله موسى ، ا فكيف ؟ ولا ذنب لي إلا نميمة" أهداها كاشح (۸) ، ونبأ" جاء به 6 (۲) ، والواشون الذين لا يلبثون أن فاسق الممتازون المشتاءون بنميم ، وهم يصدعوا العصا (3) ، والغواة الذين لا يتر لا يتركون أديما (4) صحيحاً ، والسعاة الذين ذكرهم الأحنف بن قيس فقال : «ما ظنك بقوم الصدق' محمود" إلا منهم ) . حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهـب والله ما غششتك بعد النصيحة ، ولا انحرفت عنك بعد الصاغية (5) ، ولا نصبت لك بعد التشيع فيك ففيم عبث الحفاء بأذمتي (6) وعات العموق' في مودتي ؟ وتمكن الضياع" من وسائلي ؟ ولم مذاهبي ، وأنتي غلبني المغلب ؟ وفخر علي العاجز 6 ضاقت وتدركني ولما أمزق ؟ (۸) . الخ ، . . الفاحش غلطه ، العاثر في ذيل اغتراره ، الساقط سقوط الذباب على الشراب ، المتهافت تهافت الفراش إلى الشهاب ، فإن العجب أكذب ، ومعرفة المرء نفسه أصوب مرسلاً خليلتك مرتادة ، كاذباً نفسك أنك ستنزل عنها إلي ، وتخلف بعدها علي" : ولا شك أنها قلتك إذ لم تضين بك ، والإنسانية اسم أنت جسمه وهيولاه (۳) ! قاطعة أنك انفردت بالجمال ، وأن امرأة العزيز رأتك فسلت عنه ! وأن قارون أصاب بعض ما كنزت . .. وأن إياس 7) ابن معاوية إنما استضاء بمصباح ذكائك ، وسحبان" إنما تكلم بلسانك . وأن الحجاج تقلد ولاية العراق بجدك ، وقتيبة (8) فتح ما وراء النهر بسعدك ، والمهلب (9) أوهن شوكة الأزارقة بأيدك ، وفرق" ذات بينهم بكـيـدك . وأن أفلاطون أورد" على أرسطـطاليس " ما نقل عنك » . الخ وكانت إنما حلتك بحلاك ، ووسمتك" ب ، وحسن ولم تكن كاذبة" فيما أثنت به عليك ، طويل العنق والعلاوة (3) مفرط الحمق والغباوة ، بغيض الهيئة ، سخيف الذهاب والجيثة ، منتين الأنفاس ، وحديثك غمغمة ، وبيانك فهفتهة ، وغناك(5) مسألة ودينك زندقة ، وعلمك مخرقة : (6) معان ، ما أمهرن" إلا بالطلاق ۷) . الخ رأينا تأثر أصحابها بأساليب كتاب المشرق . فابن برد وابن خاقان كلاهما متأثر بأسلوب ابن العميد وتلاميذ مدرسته الكتابية ، من أمثال الصاحب بن عباد ، وأبي بكر الخوارزمي ، وابن زيدون يقفو غالباً أثر الجاحظ في أسلوبه ، ولسان الدين بن الخطيب ينحو منحى القاضي الفاضل في أسلوبه ومن الممكن إدراك أهم الخصائص الأسلوبية لهؤلاء الكتاب الأندلسيين من واقع النموذج الذي اخترناه لكل واحد منهم . فأسلوب أبي حفص بن برد الأصغر في رسالته يتميز بسهولة الألفاظ وحسن وإن كان السجع هو الغالب . وقصر الحمل ، وتجسيم المعاني عن طريق الاستعارة ، والمراوحة بين السجع والازدواج، مع التنويع فيها بين الخبرية والإنشائية ، واستخدام صبغ الدعاء ، والتزام السجع ، والاستعانة ببعض أنواع البديع الأخرى كالجناس والطباق . الدعاء وصيغ الحمل بين الخيرية والإنشائية ، والتزام السجع ، واستخدام التشبيه والجناس ، وأسلوب لسان الدين بن الخطيب يلتقي مع أسلوب ابن خاقان في تنوع الإكثار منها ، ثم يفترق عنه في طول الرسائل إلى حد الإملال ، والإكثار من الاستعارات والكنايات ، والجمع بين شعره ونثره في رسالة واحدة ، وتعدد النعوت للشيء الواحد ، واستخدام حروف الجر متتابعة متغايرة، واستقصاء أجزاء المعنى ، كذلك يلتقي الأسلوبان في دمائة الألفاظ وعذوبتها ، وفي غزارة المعاني ، وبين الخبر والإنشاء ، ثم ينفرد أسلوب ابن زيدون بعد ذلك بالاكثار من الإشارات التاريخية ، و تضمين الأمثال والأشعار . نم يزيد عليها في التشبيهات والاستعارات ، السخرية التي تستخرج أشد الضحك ، المقذع لابن عبدوس . والواقع أن هذه الرسالة تذكرنا برسالة « التربيع والتدوير ، وهو احمد بن عبد الوهاب . فهو فيها يهزأ بجسمه ، وهي تدل على علم واسع بأحداث التاريخ ، وقد يكون من هنا أن نورد بعض فقرات من رسالة « التربيع والتدوير ، 1) (1) ' عتيق الوجه 6 و كان أحمد بن عبد الوهاب مفرط القصر ، وهو في ذلك يدعي السباطة" (3) والرشاقة ، و وأنه . ، أخمص (5) البطن ، معتدل القامة ، نام العظم ! . عادي القامة ، والسعة في العلم ! وكان كبير السن ، وهو يدعي أنه معتدل الشباب ، حديث الميلاد وكان ادعاؤه لأصناف العلم على قدر جهليها بها ، للإبانة عنها ، كلفاً بالمجاذبة ! . وأبدي صفحته للحاضر والبادي ، وتألف جهله ، وليسأله عنها كل من كان في مكة ليكفوا عنا من غـربه ، وكرامته لك و بسم الله الرحمن الرحيم » . أطال الله بقاءك ، . قد علمت ـ حفظك الله ـ أنك لا تحسد على شيء حسدك على حسن القامة ، وعلى طبيب الأحدوثة ، وإنما يحسد أبقاك الله المرء شقيقه في النسب ، ونظيره في الحوار على طارف خصائصال التي بها تكلف قدره ، أو تالد حظه وأنت تزعم أن هذه المعاني خالصة لك ، مقصورة عليك ، ولا تحسن إلا ً فيك ، وأن لك الكل وللناس البعض ، وأن لك الصافي ولهم المشوب ، هذا سوى الغريب الذي لا نعرفه ، والبديع الذي لا نبلغه (۲) » . وقد كان أبو حفص بن برد الأصغر أسبق من ابن زيدون في تأثره بأسلوب الجاحظ التهكمي الساخر ، ويظهر هذا التأثر عنده في رسالتين من رسائله الإخوانية هما : « رسالة في النخلة » ورسالته التي سماها « بالبديعه » وفيما يلي فقرات منها توضح تأثره بالجاحظ في تهكمه وسخريته . قال عنه ابن برد : وقد سألناك من - ن لكم ب « أما بعد : جعلك الله من المؤثرين على أنفسهم والموقين شحتها و المنجزين لمواعيدهم والمعطين صدقتها . فقد علمت ما سلف لنا في العام الفارط من عتابك ، ولبسنا شكته من ملامك ، لما كتمتنا صرام (1) النخلة التي هي بأرضنا إحدى الغرائب ، وفريدة العجائب ، هرباً من أن نلزمك الإسهام في رطبها ، وحرصاً على تمام لذة الاستبداد بها ، وقلت ، ولكنها إن شاء الله في العام الآنف غلتكم ، عتاد نفيس لكم ، وذخر حبيس عليكم » وأسلمتها إلى يد البيلى حتى إذا أخذت النخلة زخرفتها ، وازينت زينتها ، وبلغت غايتها ، وأشبع القمر صبغتها ، ومشيت نحوها الجهر بحرابك ، وغفلت الحارة والجار ، وتحكمت فيها تحكمه في عنيزته ! والجني من بكثر النخيل الخيبة ، فركضنا الهماليج (٢) إلى حرمتك ، وجعلنا نشتد طمعاً في لقائك. هزت جوانحنا ذكر العدة (1) ، وقلقل أحشاء نا حذر D والخطاب وعلى هذا النحو يمضي ابن برد في تصويره الساخر ، حتى يأتي على ذكر حديث الرسول القائل : « نعمت العمة لكم النخلة ، فيعلق عليه بقوله : لجميع المسلمين . وأنت قد استوليت على عمة من عماتهم تستبد بخيرها دونهم ، وتمسك معروفتها عنهم . ونحن رجال" من بني أخيها ، فإن أنت سويتنا مع نفسك فيما تدر به عليك ، وتملأ منه يديك ، وإلا ً نافرناك (4) إلى السلطان ، وألبنا (5) عليك أبناء الزمان . • أما «البديعة » رسالة ابن برد الثانية، فهي في تفضيل أهب (۸) الشتاء على ما يفترش من الوطاء ، نابن برد في رسالته « البديعة » يرد على من عابه باستعمال جلود الشتاء (9) بأسلوب أشبه بأسلوب الجاحظ في الرد على من عاب سهل بن هارون بشدة (۱) الحرص والتدقيق في التدبير وإنفاق المال
الرسائل الإخوانية
و الرسائل الإخوانية هي تلك الرسائل التي تدور بين الإخوان والأصدقاء والخلصاء ، ومنها أيضاً الرسائل التي يرسلها الكاتب إلى من يريد أن يخطب مودته ، أو يلتمس منه أمراً من الأمور . وهذا النوع من الرسائل ميدان فسيح للإبداع يتبارى فيه الكتاب والأدباء ، ويتيح لأقلامهم وقرائحهم أن تنطلق على سجيتها ، وأن يعبر أصحابها عن عواطفهم الشخصية في لغة مصقولة منتقاة ، وأساليب قوية موشاة .
وقد اعترف النقاد بقيمة الرسائل الإخوانية ، لاشتراك الكافة في الحاجة
اليها . وإذا كان الكاتب ماهراً متمرساً بالكتابة ، أن يتسهل في الكتب التي لها رسوم وصيغ لا تتغير .
تسهل له فيها ما لا يكاد و الرسائل الإخوانية أنواع شتى أوصلتها صاحب كتاب « صبح الأعشى »
إلى سبعة عشر نوعاً هي : التهاني ، والتعازي ، والتهادي ، والشفاعات ، والتشوق ، والاستزارة ، واختطاب المودة ، وخطبة النساء ، والاستعطاف ، والاعتذار ، والشكوى ، واستماحة الحوائج ، والشكر ، والعتاب ، والسؤال عن حال المريض ، والأخبار ، والمداعبة . وبعض هذه الأنواع يندرج تحتها أضرب كثيرة .
ولأدباء الأندلس وكتابه في الإخوانيات رسائل كثيرة أجادوا فيها واحتفلوا بأساليبها ، ومنها القصير والطويل الذي يستوعب صفحات . وقد
طرقوا في رسائلهم هذه موضوعات شتى ، كالعتاب ، والشكوى ، والمدح ، والرثاء ، والهجاء ، والتعازي ، والتهاني ، والشـوق ، والاستزارة ، والاستعطاف ، والشفاعة ، والمداعبة ، والإشادة ببلاغة بعضهم .
وفيما يلي بعض نماذج من رسائلهم الإخوانية للاستدلال بها على طبيعتها وأساليبها وطرق معالجتهم لها وتناولهم لموضوعاتها : . ومن رسائل أبي حفص ابن برد الأصغر المتوفي سنة ٤٢٨ ه ، رسالة
في عتاب صديق يقول فيها :
أظلم لي جو صفائك ، وتوعترت علي أرض إخائك ، وأراك جلد الضمير على العتاب ، غير ناقـع الغـلة (1) من الجفاء . فليت شعري ما الذي أقسى منهجة ذلك الود ، وأذوى زهرة ذلك العهد ؟
عتهندي بك وصلتنا تفرق من اسم القطيعة ، ومودتنا تـجـل عن صفة العتاب ونسبة الجفاء ، واليوم هي أنس بذلك من الرضيع بالثدي ، و الخليع بالكأس . وهذه ثغرة" إن لم تحرسها المراجعة ، وتذك فيها عيون الاستبصار ، توجهت منها الحبل على هدم ما بنينا ، ونقض ما التنينا ، وتلك نـاعـيـة الصفاء ، والصارخة بموت الإخاء .
لا أنتبذ (1) ـ أعزك الله – من الكتاب (۲) اليك ، وإن رغم أنف القلم ، وانزوت أحشاء القرطاس ، وأخرس فم الفكر ، فلم يبق في أحد ها إستعاد لي على مكاتبتك ، ولا بشاشة" عند محاولة مخاطبتك ، لقوارص - عيتابك . وقوارع متلامك ، التي قد أكلت أقلامك ، وأغصت كتبك ،
و أضجرت رسلك وكثير ما يكون عتاب المتصافـيـيـن حيلة تسبر المودة بها ، وتستثار دفائن
الأخوة عنها، كما يعرض الذهب على اللهب ، وتصفق (۱) المدام بالفـدام(٢) . وقد يخلص الود على العتب خلاص الذهب على السبك . فأما إذا أعيد وأبدي ، وردد ورولي ، فإنه يفسد غرس الإخاء ، كما يفسد الزرع - توالي الماء (3) . .
. ومن رسائل الفتح بن خاقان الذي كان يعيش في عصر المرابطين رسالة بعث بها إلى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين ، وفيها يشكو اليه وزيره أبا العلاء زهر بن عبد الملك بما صورته :
و أطال الله تعالى بقاء الأمير الأجل سامعاً للنداء ، دافعاً للتطاول والاعتداء ، لم ينظم الله تعالى بلبنك (4) الملك عقدا ، وجعل لك حلا" للأمور وعقدا ، وأوطأ لك عـقـبا ، وأصار من الناس لعـونك منتظرا ومرتقبا ، إلا أن تكون للبرية حائطاً ، وللعدل فيهم باسطاً ، حتى لا يكون فيهم من يضام ، ولا ينال أحد هم اهتضام ، ولتقصر يد كل معتد في الظلام .
وهذا ابن زهر الذي أجررته رسنا (5) ، وأوضحت له إلى الاستطالة لما علم أنك لا تنكر عليه نكراً ، ولا تغير له متى مكر في عباد الله مكثراً ، جرى في ميدان الأذية ملء عينانه ، وسرى إلى ما شاء بعد وانه ، ولم يراقب الذي خلقه ، وأمد في الحظوة عندك طلقه (6) وأنت بذلك مرتهن " (7) عند الله تعالى لأنه مكنك لئلا يتمكن الحور سننا
ولتسكن بك الفلاة والغـور .
فكيف أرسلت زمامه حتى جرى من الباطل في كل طريق ، وأخفق به
كل فريق ، وقد علمت أن خالقك الباطش الغيور ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وما تخفى عليه نجواك ، ولا يستتر عنه تقلبك ومشواك ؟
وستقف بين يدي عدل حاكم ، يأخذ بيد كل مظلوم من ظالم ، قد علم كل قضية قضاها ، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . قيم تحتج معي لديه ، إذا وقفت أنا وأنت بين يديه ؟ أترى ابن زهر ينجيك في ذلك المقام ، أو يحميك من الانتقام ؟ وقـد أوضحت لك المحجة (1) ، لتقوم عليك الحجة (3) ، والله سبحانه النصير ، وهو بكل خلق صير ، لا رب غيره ، والسلام (۳) - ..
. ومن رسائل الوزير لسان الدين بن الخطيب المتوفي سنة 776 هـ ، رسالة طويلة استوعبت نحو ست صفحات ، وقد بعث بها إلى صديقة ابن خلدون في الشوق اليه ، ومنها بعد استهلالها بقصيدة من اثني عشر بيتا :
ه أما الشوق' فحدث عن البحر ولا حرج ، وأما الصبر فسل به أية درج ، بعد أن تجاوز اللوى والمنعرج ، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج . وأنتي بالصبر على إبر الدبر (4) ، لا بل الضرب المبر (5) ، ومطاولة اليوم والشهر ، حتى حكم القهر ؟ وهل للعين أن تسلو سلو المقصر ، عن إنسانها المبصر ، أو تذهل ذهول الزاهد ، عن سرها الرائي و المشاهد ؟ وفي الجسد مضغة" يصلح إذا صلحت ، فكيف حاله إن رحلت عنه ونزحت ؟ وإذا كان الفراق هو الحمام الأول ، فعلام المعول ؟ أعيت مراوضة الفراق ، على الراق ، وكادت من لوعة الاشتياق ، أن تفضي إلى السياق
بالماء شار
وينظر إليه على أنه شاعر الغزل الأول في الأندلس ، فإنه قد عرف كلكك بنثره الفائق الذي يقع معظمه في باب الرسائل الإخوانية . ومن رسائه هذه : الرسالة الجدية ، والرسالة الهزلية ، والرسالة البكرية ،
والرسالة المظفرية ، والرسالة العامرية ، والرسالة العبادية (٢) وأهم هذه الرسائل رسالتاه الشهيرتان : الجدية ، والهزلية ، كتب الأولى وهو في السجن لأبي الحزم بن جهور امير قرطبة أيام الفتنة ، وفيها يعتب ابن زيدون ويستعطف ، ويتبرأ مما اتهم به
أما الرسالة الهزلية فقد كتبها على لسان ولادة بنت المستكفي لمنافسه في حبها الوزير أبي عامر بن عبدوس ، وفيها يسخر ابن زيدون منه سخرية بلغت في بعض أجزاء الرسالة حد الهجاء .
. ومن رسالة ابن زيدون الجدية في عتاب أبي الحزم بن جهور واستعطافه
قوله :
ه يا مولاي وسيدي الذي ودادي له ، واعتمادي عليه ، واعتدادي به ، وامتدادي منه ، ومن أبقاه الله تعالى ماضي حد العزم ، واري زند الأمل ،
ثابت عهد النعمة . إن سلبتني – أعزك الله – لباس " إنعامك ، وعطلتني من حلي إيناسك
وأظمأتني إلى برود (1) إسعافك ، ونفضت في كف حياطتك ، وغضضت طرف حمايتك – بعد أن نظر الأعمى إلى تأميلي لك ، وسمع الأصم ثنائي عليك ، وأحس الحماد باستنادي اليك – فلا غرو (٢) : قد بغض ويقتل الدواء المستشفي به ، ويؤتي الحذر من مأمنه ، وتكون منية المتمني في أمنيته ، والحين قد يسبق جهد الحريص : كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شمائة الحـــاد
ومنها : « وأعود فأقول : ما هذا الذنب الذي لم يسعه عفوك ؟ والجهل الذي لم يأت من ورائه حلمك ؟ والتطاول الذي لم يستغرقه تطولك (4) ؟ والتحامل الذي لم يف به احتمالك ؟ ولا أخلو من أن أكون بريئا فأين العدل ؟ أو مسيئاً فأين الفضل ؟
إلا يكن ذنب فعدلك واسـع أو كان لي ذنب ففضلك أوسع حنانيك (5) ! قد بلغ السيل الزبى (6) ، ونالني ما حسبي به وكفى ! وما أراني إلا لو أني أمرت بالسجود لآدم" فأبيت واستكبرت 7) وقال لي نوح : « اركب معنا » فقلت : « سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، وأمرت ببناء الصرح لعلي أطلع إلى إله موسى ، وعكفت على العجل، واعتديت في السبت ، و تعاطيت فعقرت .... »
ا فكيف ؟ ولا ذنب لي إلا نميمة" أهداها كاشح (۸) ، ونبأ" جاء به
. 6 (۲) ، والواشون الذين لا يلبثون أن فاسق الممتازون المشتاءون بنميم ، وهم يصدعوا العصا (3) ، والغواة الذين لا يتر لا يتركون أديما (4) صحيحاً ، والسعاة الذين ذكرهم الأحنف بن قيس فقال : «ما ظنك بقوم الصدق' محمود" إلا منهم ) .
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهـب
والله ما غششتك بعد النصيحة ، ولا انحرفت عنك بعد الصاغية (5) ، ولا نصبت لك بعد التشيع فيك ففيم عبث الحفاء بأذمتي (6) وعات العموق' في مودتي ؟ وتمكن الضياع" من وسائلي ؟ ولم مذاهبي ، وأكدت مطالبي ؟ ... وأنتي غلبني المغلب ؟ وفخر علي العاجز 6 ضاقت
الضعيف ؟ ولطمتني غير ذات سوار (7) ؟ وما لك لا تمنع مني قبل أن أفترس ، وتدركني ولما أمزق ؟ (۸) ... الخ ، . .
..
ومن رسالة ابن زويدون الهزلية التي كتبها على لسان ولادة يسخر فيها من ابن عبدوس منافسه في حبها قوله :
، أما بعد أيتها المصاب بعقله ، المورط بجهله ، البين سقطه ، الفاحش غلطه ، العاثر في ذيل اغتراره ، الأعمى عن شمس نهاره ، الساقط سقوط الذباب على الشراب ، المتهافت تهافت الفراش إلى الشهاب ، فإن العجب أكذب ، ومعرفة المرء نفسه أصوب
وإنك راسلتني مستهديا من صلتي ما صغرت منه أيدي أمثاليك متصديا من خلتي (1) لما قرعت دونه أنوف أشكالك ، مرسلاً خليلتك مرتادة ، مستعملا ً عشيقتك قوادة ، كاذباً نفسك أنك ستنزل
عنها إلي ، وتخلف بعدها علي" :
ولست بأول ذي همة دعته لما ليس بالنتائـل
ولا شك أنها قلتك إذ لم تضين بك ، وملتك إذ لم تغر عليك فإنها أعذرت في السفارة لك (٢) ، وما قصرت في النيابة عنك ، زاعمة" أن المروءة" لفظ أنت معناه، والإنسانية اسم أنت جسمه وهيولاه (۳) ! قاطعة أنك انفردت بالجمال ، واستأثرت بالكمال ، واستغليت في مراتب الجلال واستوليت على محاسن الخلال ، حتى خيلت أن يوسف عليه السلام حاسنك فغضضت منه (4) ، وأن امرأة العزيز رأتك فسلت عنه ! وأن قارون أصاب بعض ما كنزت .... ، وكسرى حمل غاشيتك (5) ، وقيصر رعى ماشيتك ، والاسكندر قتل دارا (6) في طاعتك ، .... وأن إياس 7) ابن معاوية إنما استضاء بمصباح ذكائك ، وسحبان" إنما تكلم بلسانك .... وأن الحجاج تقلد ولاية العراق بجدك ، وقتيبة (8) فتح ما وراء النهر بسعدك ، والمهلب (9) أوهن شوكة الأزارقة بأيدك ، وفرق" ذات بينهم بكـيـدك ... وأن أفلاطون أورد" على أرسطـطاليس " ما نقل عنك » ... الخ
من تود" ، وكانت إنما حلتك بحلاك ، ووسمتك" ب ، وحسن ولم تكن كاذبة" فيما أثنت به عليك ، فالمعيدي تسمع به خير من أن تراه .
(۲) هجين القذال (1) ، أرعن السبال ، طويل العنق والعلاوة (3) مفرط الحمق والغباوة ، جاني الطبع ، سيىء الحابة (4) والسمع ، بغيض الهيئة ، سخيف الذهاب والجيثة ، ظاهر الوسواس ، منتين الأنفاس ، كثير المعايب ، مشهور المثالب ، كلامك" تمتمة ، وحديثك غمغمة ، وبيانك فهفتهة ، وضحكك قهقهة ومتشيك هرولة، وغناك(5) مسألة ودينك زندقة ، وعلمك مخرقة : (6)
معان ، لو قسمن على الغواني
ما أمهرن" إلا بالطلاق ۷) ...الخ
وإذا أمعنا النظر في أساليب الرسائل الإخوانية التي أوردناها حتى الآن ، رأينا تأثر أصحابها بأساليب كتاب المشرق . فابن برد وابن خاقان كلاهما متأثر بأسلوب ابن العميد وتلاميذ مدرسته الكتابية ، من أمثال الصاحب بن عباد ، وأبي بكر الخوارزمي ، وبديع الزمان الهمذاني، وابن زيدون يقفو غالباً أثر الجاحظ في أسلوبه ، ولسان الدين بن الخطيب ينحو منحى القاضي الفاضل في أسلوبه
ومن الممكن إدراك أهم الخصائص الأسلوبية لهؤلاء الكتاب الأندلسيين من واقع النموذج الذي اخترناه لكل واحد منهم .
فأسلوب أبي حفص بن برد الأصغر في رسالته يتميز بسهولة الألفاظ وحسن وإن كان السجع هو الغالب . اختيارها ، وقصر الحمل ، واستخدام التشبيه ، وتجسيم المعاني عن طريق الاستعارة ، ولطف الخيال ، وقوة العاطفة ، والمراوحة بين السجع والازدواج،
وأسلوب الفتح بن خاقان يتميز كذلك بسهولة ألفاظه ، وقصر الجمل. مع التنويع فيها بين الخبرية والإنشائية ، واستخدام صبغ الدعاء ، والتشبيه ، والتزام السجع ، والاستعانة ببعض أنواع البديع الأخرى كالجناس والطباق .
الدعاء وصيغ الحمل بين الخيرية والإنشائية ، والتزام السجع ، واستخدام التشبيه والجناس ، وأسلوب لسان الدين بن الخطيب يلتقي مع أسلوب ابن خاقان في تنوع الإكثار منها ، ثم يفترق عنه في طول الرسائل إلى حد الإملال ، والإكثار من الاستعارات والكنايات ، والجمع بين شعره ونثره في رسالة واحدة ، ومع الاستشهاد في ثناياها ببعض أشعار الآخرين . وعلى ، مع الإجمال فأسلوبه شديد الشبه بأسلوب القاضي الفاضل .
أما أبو الوليد بن زيدون فأسلوبه يذكر بأسلوب الجاحظ . فأسلوبه في الرسالة الجدية يجتمع مع أسلوب الجاحظ في صيغ الدعاء وتنوعها ، وتعدد النعوت للشيء الواحد ، واستخدام حروف الجر متتابعة متغايرة، واستقصاء أجزاء المعنى ، وتأديته بعدة جمل قصار متتابعة تبدو في الظاهر ترادفاً وتكراراً ، وهي في الواقع استيفاء لكل ظلال المعنى .
كذلك يلتقي الأسلوبان في دمائة الألفاظ وعذوبتها ، وفي غزارة المعاني ،
والمراوحة بين السجع والازدواج ، وبين الخبر والإنشاء ، ثم ينفرد أسلوب ابن زيدون بعد ذلك بالاكثار من الإشارات التاريخية ، والاقتباس من القرآن . و تضمين الأمثال والأشعار .
أما أسلوب الرسالة الهزلية فيشترك مع أسلوب الرسالة الجديئة في كثير من سماته ، نم يزيد عليها في التشبيهات والاستعارات ، وفي استخدام سمة جاحظية هي
السخرية التي تستخرج أشد الضحك ، والتي يخرج بها أحياناً إلى حد الهجاء
المقذع لابن عبدوس .
والواقع أن هذه الرسالة تذكرنا برسالة « التربيع والتدوير ، التي كتبها الجاحظ في السخرية والتهكم باحد كتاب عصره ، وهو احمد بن عبد الوهاب . فهو فيها يهزأ بجسمه ، وينسب اليه سخرية علم كل شيء ، إلا أن رسالة ابن زيدون أدق وأوجع ، وهي تدل على علم واسع بأحداث التاريخ ، وقدرة في التهكم بها على ابن عبدوس منافسه في الحب والسياسة . وقد يكون من هنا أن نورد بعض فقرات من رسالة « التربيع والتدوير ، لتوضيح المشابهة التي بين الأسلوبين الملائم
(1) (1) ' عتيق الوجه 6 و كان أحمد بن عبد الوهاب مفرط القصر ، ويدعي أنه مفرط الطول وكان مربعاً ونحسبه لسعة جفرته و استفاضة خاصرته مد ورا ! وكان جعد (٢) الأطراف قصير الأصابع . وهو في ذلك يدعي السباطة" (3) والرشاقة ، و وأنه . ، أخمص (5) البطن ، معتدل القامة ، نام العظم ! .
. قال عمرو بن بحر الحاحظ :
وكان طويل" الظهر قصير عظم الفخذ ، وهو مع قصر عظم ساقه يدعي أنه طويل الباد" ، (6) رفيع العماد ، عادي القامة ، عظيم الهامة ، قد أعطي البسطة في الجسم ، والسعة في العلم !
وكان كبير السن ، متقادم الميلاد ، وهو يدعي أنه معتدل الشباب ، حديث الميلاد وكان ادعاؤه لأصناف العلم على قدر جهليها بها ، وتكلفه
للإبانة عنها ، على قدر غباوته فيها ! وكان كثير الاعتراض لهجا بالمراء . الخلاف ، كلفاً بالمجاذبة ! ....
سبيله ، رأيت أن أكشف قناعه ، وأبدي صفحته للحاضر والبادي ، وسكان فلما طال اصطبارنا حتى بلغ المجهود منا ، وكدنا نعتاد مذهبه ، وتألف جهله ، وليسأله عنها كل من كان في مكة ليكفوا عنا من غـربه ، وليردوه بذلك إلى ما هو أولى به
وكرامته لك و بسم الله الرحمن الرحيم » . أطال الله بقاءك ، وأتم نعمته عليك ، . قد علمت ـ حفظك الله ـ أنك لا تحسد على شيء حسدك على حسن القامة ، وضخم (1) الهامة ، وعلى حور العين ، وجودة النقد ، وعلى طبيب الأحدوثة ، والصنيعة المشكورة، وأن هذه الأمور ومعانيك التي بها تلهج . وإنما يحسد أبقاك الله المرء شقيقه في النسب ، وشفيعه في الصناعة ، ونظيره في الحوار على طارف خصائصال التي بها تكلف قدره ، أو تالد حظه
وأنت تزعم أن هذه المعاني خالصة لك ، مقصورة عليك ، وأنها لا تليق إلا بك ، ولا تحسن إلا ً فيك ، وأن لك الكل وللناس البعض ، وأن لك الصافي ولهم المشوب ، هذا سوى الغريب الذي لا نعرفه ، والبديع الذي لا
نبلغه (۲) » ... الخ
وقد كان أبو حفص بن برد الأصغر أسبق من ابن زيدون في تأثره بأسلوب الجاحظ التهكمي الساخر ، ويظهر هذا التأثر عنده في رسالتين من رسائله الإخوانية هما : « رسالة في النخلة » ورسالته التي سماها « بالبديعه »
أما رسالته في النخلة فيذكرنا أسلوبها الهزلي الساخر بأسلوب رسالة « الت والتدرير » الحاحظية في هذه الرسالة يعاتب ابن برد بخيلا كنی بأبي عبدالله كان قد وعده بأن يهدي اليه قليلا من جنى نخلته ثم أخل بوعده . وفيما يلي فقرات منها توضح تأثره بالجاحظ في تهكمه وسخريته . قال عنه ابن برد :
وقد سألناك من - ن لكم ب « أما بعد : جعلك الله من المؤثرين على أنفسهم والموقين شحتها و المنجزين لمواعيدهم والمعطين صدقتها . فقد علمت ما سلف لنا في العام الفارط من عتابك ، ولبسنا شكته من ملامك ، لما كتمتنا صرام (1) النخلة التي هي بأرضنا إحدى الغرائب ، وفريدة العجائب ، هرباً من أن نلزمك الإسهام في رطبها ، وحرصاً على تمام لذة الاستبداد بها ، وقلت ، جناها قليلا ، ورجونا أن تنيلنا منها ولو فتيلا : « لو علمت به هذا الكلف ، واليه هذا النزاع ، لأمسكته عليكم ، وجعلت حكم جذاذه (٢) اليكم ، ولكنها إن شاء الله في العام الآنف غلتكم ، عتاد نفيس لكم ، وذخر حبيس عليكم »
فأما نحن فرسمنا تلك العدة في سويداوات قلوبنا ، ووكلنا بها حفظة خواطرنا ، وأما أنت فهلت عليها التراب ، وأسلمتها إلى يد البيلى حتى إذا أخذت النخلة زخرفتها ، وازينت زينتها ، وبلغت غايتها ، وأشبع القمر صبغتها ، وأحكمت الشمس نضجها ، دببت اليها الضراء (3) بصراميك ، ومشيت نحوها الجهر بحرابك ، على حين نام السمار ، وغفلت الحارة والجار ، وأبنت (3) بها إيابة الأسد بفريسته ، وتحكمت فيها تحكمه في عنيزته !
رأينا على ذلك طلائع الرطب في الأسواق، والجني من بكثر النخيل الخيبة ، فركضنا الهماليج (٢) إلى حرمتك ، وجعلنا نشتد طمعاً في لقائك... » على الأطباق ، هزت جوانحنا ذكر العدة (1) ، وقلقل أحشاء نا حذر
D والخطاب وعلى هذا النحو يمضي ابن برد في تصويره الساخر ، حتى يأتي على ذكر حديث الرسول القائل : « نعمت العمة لكم النخلة ، فيعلق عليه بقوله : لجميع المسلمين . وأنت قد استوليت على عمة من عماتهم تستبد بخيرها دونهم ، وتمسك معروفتها عنهم . ونحن رجال" من بني أخيها ، فإن أنت سويتنا مع نفسك فيما تدر به عليك ، وتملأ منه يديك ، وإلا ً نافرناك (4) إلى السلطان ، وألبنا (5) عليك أبناء الزمان . ونستغفر 6 أتينا نعتفيها (۳) الله ونسأله أن يبد لنا من بخلك نوالا ، وبمطلك (6) إعجالا (7)
• أما «البديعة » رسالة ابن برد الثانية، فهي في تفضيل أهب (۸) الشتاء على ما يفترش من الوطاء ، وهي بموضوعها وأسلوبها تذكرنا برسالة سهل بن هارون ، أو بمعنى أصح بالرسالة التي كتبها الجاحظ على لسان سهل بـن هارون ، في الرد على من دمـوا مذهبه في البخل.
نابن برد في رسالته « البديعة » يرد على من عابه باستعمال جلود الشتاء (9) بأسلوب أشبه بأسلوب الجاحظ في الرد على من عاب سهل بن هارون بشدة (۱) الحرص والتدقيق في التدبير وإنفاق المال
ولعل في الفقرتين التاليتين ما يوضح مدى التماثل بين أسلوب الكاتبين وطريقة تناولهما للموضوع . فابن برد يقول في رسالته « البديعة » : « جل ماله عيبت ، وفيه قلت ورددت ، وبه أبدأت وأعدت ، من
إيثاري في الصيف والشتاء ، أهب الشاء ، ومراوحتي منها في البرد والحر . بين البطن والظهر . وأي بساط منها أدل على التواضع وأعرب عن القناعة ، وأدفأ في السيرة (1) ، وألين في المس ، وأخف في الحمل ، وأمكن للنقلة ، وأوفق لمقدار الحاجة ، وأجدر بطول المتعة ، وأبقى على حدث الدهر ، وأغنى عن تكلف التبطين، ومراعاة أوقات الترقيع ، والمحافظة على
والحاحظ في رسالته على لسان سهل بن هارون يقول : «وعبتموني بخصف (3) الشعال القميص ، وحين زعمت أن المخصوفة أبقى وأوطا وأوقى ، وأنفى للكبر وأشبه بالنسك ، وأن الترقيع من الحزم ، وأن الاجتماع مع الحفظ . والتفرق مع التضييع ... فترقيع الثوب يجمع مع الإصلاح التواضع ، وخلاف ذلك يجمع مع الإسراف التكبير . وقد زعموا أن الإصلاح أحد الكسبين كما زعموا أن قلة العيال أحد اليسارين (*) .... الخ (1) ، وبتصدير
ومن قبيل الرسائل الإخوانية رسائل الاستغاثة التي كان يوجهها الأندلسيون إلى إخوانهم ملوك المغرب وغير المغرب في العهود الأخيرة ، لعل فيهم من يصغي إلى صريخهم فيمد لهم يد العون ، ضد عدم عقد العزم على استئصالهم جميعاً من الأندلس .
ومن أمثلة ذلك الرسالة التي كتبها لسان الدين بن الخطيب على لسان سلطانه الغني بالله بن الأحمر إلى سلطان مصر المنصور أحمد بن قلاوون
يعلمه فيها بأحوال الأندلس ويطلب منه العون على استحياء .
م ومكان ذكر فيها نعوت وأدعية تصل في كثرتها إلى حد السأم والإملال ، والرسالة طويلة مسجوعة ، وهي مشحونة بالنعوت والأدعية ، فلكل أخيراً أخيراً إلى الغرض منها ، فتعبر عنه في كلمات يغلب عليها تنتهي التلميح لا التصريح ، وذلك إذ تقول :
ه ... فإن ذمام الإسلام موصول ، وفروعه تجمعها في الله أصول والملة ـ والمنة الله – واحدة ، والنفوس لا منكرة للحق ولا جاحدة ، والأقدار معروفة ، والآمال إلى ما يوصل الله مصروفة . فإذا لم يكن الاستدعاء ، أمكن الدعاء ، والخواطر فعالة ، والكل على الله عالة ، والدين غريب والغريب يحن إلى أهله ، والمرء بكثير" بأخيه على بعد محله
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله السيد القاضي المقرر / .. القاضي بالمحكمة والمرافعة، ...
الدرس الأول في الأدب : العصر المملوكي ) س 1: ضع علامة ( ) أو علامة ( x ) أمام ما يناسبهما : ازدهرت...
Nowadays, magnetic resonance imaging (MRI) is a useful diagnostic tool for evaluating mediastinal ma...
المقدمة أما بعد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه. من شرح الله صدر...
يشكل مبدأ عدم الإفلات من العقاب أحد أبرز المفاهيم القانونية التي اكتسبت أهمية متزايدة في مجال القانو...
يتعين على أساتذة الهندسة في كافة المستويات، من التعليم الجامعي إلى الدراسات العليا، أن يقوموا بخطوات...
سادساً: التخطيط في الخدمة الاجتماعية: يعتبر التخطيط ذو أهمية كبيرة في جميع المجتمعات في الوقت الحالي...
المجتمع عبر العصور في ألمانيا الشرقية والغربية الهجرة وتغير المجتمع 1955: تم توقيع أول اتفاقية توظ...
عرفها القاموس الفرنسيla rousse بأنها المؤسسات الشابة المبتكرة لا سيما في قطاع التكنولوجيات الحديثة ...
بالتأكيد، سأقدم لك بحثًا شاملاً ودقيقًا حول خاصية "احتضان المعرفة وتمثيلها (Knowledge Acquisition an...
Let us enjoy reading this story of The Farmer and The Sparrows. Maniappa was a farmer. He worked fr...
تُعد القدرة على اتخاذ القرار من المهارات الإدارية الأساسية التي لا غنى عنها في قيادة المؤسسات. فمدير...