لخّصلي

نشأ علم االجتماع احلديث يف أحضان أقسام الفلسفة، وكانت بدايته يف فرنسا من خالل أقسام
الفلسفة، وعندما رجع الرواد األوائل من فرنسا إىل مصر وأتسس قسم االجتماع كان يف حضن الفلسفة وأطلق عليه قسم الفلسفة وعلم االجتماع، والفلسفة ارتبط يف اترخينا وتراثنا بعلم الكالم وما اعرتاه من بعد عن املنهج الصحيح والتفكري السليم، فكان موقف عدد من العلماء واملفكرين املسلمني يف العصر احلديث من علم االجتماع الذي نشأ يف أحضان الفلسفة موقفاً مرتدداً متشككاً، ومل يقبل بصفته علماً أسسه العالمة عبد الرمحن بن خلدون قبل ظهوره يف فرنسا أبربعة قرون عندما أطلق عليه علم العمران البشري وهو االسم الذي ينطلق من الرؤية اإلسالمية للعلم وغايته يف العمران البشري؛ وعندما نشأ علم االجتماع يف اململكة العربية السعودية مل يكن
املوقف بعيد عن املوقف الذي اختذه بعض العلماء يف اقطار العامل اإلسالمي بل أشد حذراً وتوجساً، وعندما جاء عدد من األساتذة األكفاء وانطلقت أقسام االجتماع يف جامعات اململكة وكان من بينهم من أسهم بشكل مناسب يف التفهم ملهمة وأمهية العلم أمثال األستاذ الدكتور عبد الواحد وايف رمحه هللا وغريه من العلماء ولكن
ظلت جهودهم حمدودة نظراً حملدودية الصالحيات والثقة. ولكن عندما عاد بعض املبتعثني السعوديني الذين ختصصوا يف هذا العلم وكانت خلفيتهم العلمية متمكنة
من الناحية الفكرية والشرعية واللغوية يف مقدمتهم عاملنا الذي نتحدث عنه يف هذا الكتاب األستاذ الدكتور
إبراهيم بن مبارك آل جوير، وبدأ ابلتدريس لطالب اجلامعة بفكر جديد ومنهجية جديد، فاستفاد من خلفيته الشرعية وأتهليه يف املعاهد العلمية وكلية اللغة العربية مث دراسته لعلم االجتماع يف أمريكا، وبدأ ابلكتابة يف الصحف واللقاءات يف املذايع والتليفزيون ووسائل اإلعالم، فأصبح له مقال أسبوعي كل يوم ثالاثء يف صحيفة

اجلزيرة الواسعة االنتشار، وابب يف جملة الدعوة حتت عنوان (أنت تسأل ومستشارك االجتماعي جييب)، وكان عبارة عن إاتحة الفرصة للناس ابالتصال ابملستشار الذي هو الدكتور إبراهيم عرب اهلاتف املباشر أو الرسائل وتلقي اإلجاابت يوم يف األسبوع مث ينشر بعض تلك االستشارات يف اجمللة يف صحيفة كل أسبوع، ويف صحيفة املسلمون ينشر ابابً بعنوان (أريد حالً) وهو مياثل اببه يف الدعوة حيث تتلقى اجلريدة أسئلة القراء ومشكالهتم مث تعرض على الدكتور ليجيب عليها، وكان له أيضاً برانمج يف القناة السعودية األوىل بعنوان (دين ودنيا) يعرض
عدداً من القضااي االجتماعية إضافة إىل قيامه بعدد من احملاضرات العامة يف املنتدايت والنوادي واملشاركة يف

الندوات واملؤمترات، ويعرض فكره االجتماعي الذي ينطلق من التأصيل القوي املنهجية العلمية واحلداثة فتقبل

الناس ما يعرضه؛ ألنه حيكي ثقافتهم وفكرهم وينبع من أصالتهم حىت وصفه أحد العلماء بعد ما سئل عنه (إنه

ابن خلدون العصر احلديث) وأشاد به علماء مثل فضيلة الشيخ حممد بن عثيمني -رمحة هللا عليه- الذي حرص

على حضور حماضرة له يف مركز امللك خالد يف بريدة وأثىن على حماضرته وفكره وما يقدمه، وهكذا شرعن علم
االجتماع وجعله علماً شعبياً مقبوالً ومت ذلك جبهد وتضحية ووعي وإدراك وحرص.

وأهم ركائز رؤية اجلوير يف علم االجتماع:

• 
  

  أن تكون تلك الرؤية منطلقة من املنطلقات اإلسالمية الصحيحة.

  
  


• 
  

  أن تقدم النظرايت واألفكار االجتماعية املوجودة يف تراث علم االجتماع ورواد علم االجتماع أبسلوب
  مباشر ونقدي.

  
  


• 
  

  أن تقدم كل ذلك وفق منهجية علمية صحيحة.

  
  


• 
  

  أن تقدم بلغة عربية فصيحة.

  
  


• 
  

  أن يقدم أفكاراً حللول مشكالت اجملتمع وتكون حلوالً واقعية قابلة للتطبيق.

  
  

ويهتم كثرياً آبراء زمالئه وطالبه واملتلقني ويناقشهم وحيرتم أفكارهم، ويتعامل مع طالبه تعامالً أبوايً يشعر الطالب حبرصه عليهم وثقته فيهم وأنه يعتربهم أهم استثمار، وأنه يعتربهم وقفاً ميتد أثره فيهم ومن مث أثرهم يف غريهم، وأن
هذا االحتساب هو الذي يدفعه للعمل اجلاد املخلص يف كل وقت، فهو يرحب بطالبه يف أي وقت وأي مكان، حىت يف املمشى الرايضي جتده ميشي مع طالبه ويناقشهم ويتحاور معهم ويسطر معهم منوذج األستاذ املتفاعل
مع طالبه.

أوال- رؤية اجلوير للتنمية والتغيري االجتماعي:

يرى املفكر االجتماعي اجلوير أن قبول التنمية يف اجملتمع سواء كان مباشرا أو غري مباشر، خاصة يف

ويفرتض اجلوير عدة

االجتماعي)،

مع التغيري

املتواكب

(أبسلوب

يف تعريف ما يعرف

واألفكار يكمن

القيم

افرتاضات عن التنمية والتغيري االجتماعي، قائال:

"إن فكرة تواكب األساليب مع التنمية ليست أبمر جترييب يف الواقع، وذلك أننا إذا ما طلبنا من فرد أن
يعطينا فكرة عن أسلوبه يف املتواكب مع التنمية فإنه قد حيسب ذلك مزاحا ، وهذا جنده خمتمرا يف عقول احملليني ، فقد نصادف االفراد الذين نشأ معظمهم يف مراكز حضرية ونسبة عالية من آابئهم مل يكملوا املرحلة االبتدائية وإن ممتلكاهتم تتزايد يف متوالية هندسية، ومن جيل إىل آخر ويف هذا السياق البد أن نؤكد أن نسبة عالية من
هؤالء قد اختلطت ابلعامل اخلارجي وذلك خالل سفرهم، كما الحظنا ميوهلم للزواج من امرأة واحدة وبعض

التوجهات حنو احلب والرومانسية ، وقد تكون مثل هذه الصفات قد أخذت يف التبلور منذ زمن بعيد قبل أن نعرفها. ويف هذا السياق فقد أظهر الطالب أصالة واضحة متثلت يف متسكهم ابلدين وحب الوطن وتقارب وجهات نظرهم مع آابئهم يف بعض القيم املهمة مثل: عدم تطرقهم للعالقات الشخصية وخطط احلياة وما شابه
ذلك، لذلك ينبغي علينا أال نندهش للمدى الذي قادت إليه األرقام اليت متكنا من احلصول عليها."

وميكن ألي زائر للمملكة العربية السعودية أن يلحظ أثر الدين يف النشاطات احلياتية، ومنيل اىل اختيار
فكرة العامل (ماهنيم) حول الدين أساسا للمفاهيم ألننا توقعنا أن يديل الطالب بكثري من املثالية الفكرية، إال أن

بعض االفراد يظهرون انتماءهم الفكري دون احمليط اخلارجي، ويظهر واضحا أن األصالة وااللتزام يف اجملتمع قد

حتكما يف اختيار وسيلة املتواكب مع التغيري التنموي السريع. ومبا أننا نتبع إحدى هذه الطبقات فليس مبقدوران معرفة أي وسيلة نسلك حىت نواكب ما جيري حولنا وسوف نركز على االثقافة يف البحوث املستقبلية حىت نتحصل
على ما هو مفيد وقيم؛ فاألمهية الثقافية والتجريبية ليست ابألمر السهل خاصة يف جمتمع عريب."

تصورا عن التنمية ،

اجلوير يف كتابه األسرة واملتغريات التنموية يف اململكة العربية السعودية

وافرتض

قائال: " وهنا أريد أقول أن التنمية هي حتديث ومشاركة، وهذا يدعم احلكومة اليت تقوم على التماسك الوطين؛ وهذا ما جعل حكومة اململكة حتتفظ برتكيب نوعي كاجملالس، وكما توضح املعلومات اليت مت مجعها فإن الدعم االجتماعي مازال حيتفظ بقوته، وقد أرجعنا هذا الدعم االجتماعي إىل إحدى صور الدعم العضوي عندما قاران
ذلك أبنواع الدعم الديين للذات املسلمة، أن الرسالة اإلسالمية تنبع من العهد واإلميان أكثر من االرتباط العرقي،

ملا عرف

تقوية

إىل

ابلصفات الكرمية والواردة يف القرآن

-صلى هللا عليه وسلم -

وقد أدى متسك الرسول

ابجملموعة الواحدة أو األمة مع أن قيام األمة على الصدق واإلميان ينايف تقليداي قيامها على العالقة العرقية. ومتيز الرسول الكرمي – صلى هللا عليه وسلم - ابلصفات الكرمية هذه يوجب على كل أفراد األمة املسلمة االلتزام هبا
فمنهج األمة هو منهج اإلسالم، فالرابط بني أفراد هذه األمة هو الدين أكثر من العرق والعنصر."

ويتحفظ اجلوير على تصورات النظرايت الغربية ومسلماهتا قائال: "حيتاج املهتمون يف جمال العلوم

االجتماعية الذين يعملون يف الدول النامية إىل الدراية والعلم ابلتحفظ النظري، فمن انحية نريد أن نؤقلم ما هو وارد يف العلوم االجتماعية الغربية كي يتالءم مع متطلبات حبوثنا، ومن انحية أخرى جيب أن نتعامل مع األفكار الغربية حبذر شديد، وجيب أال نرفض اجلديد نسبة ألنه دخيل فقط دون دراسته وفهمه"، وأوضح مثال هلذه

التحفظات ما ينطبق على النتائج اليت توصل إليها يف دراسته عن األسرة واملتغريات التنموية يف اململكة العربية السعودية واخلاصة ابلدين وأنواع االنتماء، فقد وجد أن كل أوجه احلياة تتوجه بواسطة الدين، ويشمل ذلك اهلوية والعالقة الشخصية واألهداف الشخصية وخطط العمل، والتعليم والعالئق األسرية، وقد فسر االنتماء الديين كنوع من التضامن اآليل يف املناطق الداخلية، أما أنواع الدعم اآليل ابلنسبة للقبيلة فنجدها مل حتظ ابألمهية اليت
اكتسبتها اهلوية اإلسالمية."

وصوب هذا االجتاه ذكر العامل اجلوير(: ميكن األخذ بنظرة العامل دورکامي ابلنسبة للدعم اآليل فقط يف
اجلانب البدائي وعند تطبيقها على األشكال الفعلية للمجتمع -الذي حنن بصدد دراسته- جند أن الدعم املتعلق ابإلسالم دعم آيل؛ ألنه يف األساس يقوم على ممارسات اعتقادية متشاهبة ومنهاج واحد للحياة، فاالنتماء القبلي انتماء متميز، وجبانب العالقات املرجعية فالفرد يف القبيلة يولد يف ظروف معقدة من القوانني املتداخلة والتميز
الطبقي.)

وإن التحضر ال ميسح الذاتية القبلية بقدر ما يعيد وضعها يف قالب آخر، فمثال عندما يفكر شخص
يف االستقرار املستقبلي يضع القرب من األهل نصب عينيه. وهذا يف مثل حالته شيء غري طبيعي ألنه يبحث عن السكن ابلقرب من مكان عمله فهذا يضعه بني قوتني متضاربتني ميكن وضعها ابلدعم األسري والدعم املساعد فهذا التضارب الصغري يف مثل هذه احلالة جنده أيخذ طابعا عريضا يف اجملتمع ، فكم من الزمن جيب أن أتخذ عملية أسر اهلوية الريفية ؟ ما دور الذاتية األسرية يف اجملتمع املتحضر؟ وما السمات االجتماعية والعادات
اليت جيب أن تصاحب الذاتية األسرية ا؟.)

والدوافع اليت يسعى اجلوير لتخطيطها هي أن أغلب االفراد أبعد ما تكون نظرهتم يف حتقيق دوافع معينة
مبا جيري حوهلم من تنمية، وجيب علينا أال أنخذ ذلك على وجه التعميم بقدر ما هندف إىل أثر ذلك على التغيري االجتماعي، وتطابق نظرتنا جتاه حتقيق األهداف، فهذا يعين ما يطمع إليه اخللق يف احلياة، ومن دون شك فما

ثقافتهم األصيلة وهذه دوافع ال ميكن جتاهلها لزايدة سرعة عجلة التقدم

إىل

يف اإلمناء مرده

األفراد

أظهره

االقتصادي.

اثنيا - رؤية اجلوير لعلم االجتماع العائلي:

يرى العامل اجلوير أن ميدان علم االجتماع العائلي أهم فروع علم االجتماع وأكثرها تطورا وأسرعها منوا
واتساعا، فاألسرة كانت وما تزال هي امليدان الذي يستأثر بعناية علم االجتماع واهتمامه، وهي املوضوع الذي

ال ينازع علم االجتماع فيه أي علم آخر، ومع أن هناك كثري من املشكالت اليت أحاطت ابلدراسة العلمية

لألسرة، وأبطأت من مسريهتا يف ابدئ األمر، إال أن لواء هذا اللون من الدراسة قد انعقد بعد ذلك بال منازع
لعلماء االجتماع.

وقال اجلوير: "إذا نظران إىل املفهوم اإلسالمي الشامل جند أن هناك ارتباطا بني النظام األسري ألي

جمتمع والنظام العقائدي الذي يسود بداخله، وهذا االرتباط مستمر بني نظام األسرة داخل أي جمتمع وبني الداينة والعقائد والقيم السائدة، فالنظام اإلسالمي لألسرة هو جزء من النظام اإلسالمي الشامل الذي تتكامل
فيه كافة النواحي االقتصادية واالجتماعية يف نسق متكامل تبعا ملنهج اخلالق سبحانه وهو القادر على ذلك

كلَّ شيء) [النمل: ۸۸."]

(ص نْ َع هللا الذي أَتْـَق َن

وأضاف اجلوير أن إلسالم العظيم جاء أبحكم األحكام وأبقى احلسن من بقااي آاثر النبوات وسالمة

الفطرة وألغى السيئ من احنرافات البشر، ووضع لألسرة من التشريعات والضوابط ما جيعلها أحد أهم مسات

اجملتمع اإلسالمي، غري أنه ال ميكن أن نفصل فصال اتما بني األسرة يف القدمي واألسرة اإلسالمية واألسرة املعاصرة، فقد أتثر كل منها ابآلخر ويبقى أن األسرة خاضعة ملا يفرضه عليها اجملتمع من قواعد وقوانني وهي تستجيب لكل ذلك مستسلمة اترة ومقاومة اترة أخرى حبسب ما لديها من مفاهيم وأفكار تتفق أو ختتلف مع ما أيتيه

اجملتمع من تشريعات، وكثرية هي املعوقات اليت حتول بني األسرة وقيامها بوظائفها ويبقى أخطر هذه املعوقات: انتشار الفساد وإابحية الزان والشذوذ واالختالط، ونشر ثقافة غربية غريبة حتت ستار العوملة عرب مؤمترات ومؤامرات دولية مشبوهة يقوم على إدارهتا أانس هلم أهدافهم املشبوهة، وعلى الرغم منكل هذه املعوقات فإن القناعة الثابتة لدينا هي بقاء األسرة واستمرارها، فهي ستبقى على الرغم من كل اهلجمات اليت وجهت وتوجه إليها حىت اآلن يساعدها يف ذلك أيضا الدايانت السماوية، وأهم هذه الدايانت هي اإلسالم الذي أعطى النموذج املثايل الواقعي حكما وعمليا يف احلفاظ على األسرة وبقاء کينونتها ويف حني أن بقاء األسرة أحد أسرار بقاء األمة اإلسالمية فإن إمهال األسرة يف الغرب هو القنبلة املوقوتة اليت هتدد بزوال حضارة الغرب كلها، فإن من يعادي الفطرة ويعادي
األداين ويعادي حضارة اإلنسان اليت شادها وشيدها على مر السنني، فقمن أنه يكون مآله إىل اخلسران املبني.

وافرتض اجلوير أن املشكالت اليت تواجه احلياة الزوجية من أهم األخطار اليت هتدد بناء األسرة، فخراب
كثري من البيوت يبدأ من الفراش..، وكما يقال طريق الطالق يبدأ خبجل وينتهي مبصيبة هل فعالً تعترب هذه مشكلة؟ إدراك وجود املشكلة هو نصف احلل، بينما جتاهلها ميكن أن يؤدي إىل تفاقمها، وقد ال جيدي فيها

وال نناقش األمور املتعلقة ابلصلة

احلمى،

أي حل عند اكتشافها يف توقيت متأخر فما ابلنا حنن حنوم حول

الزوجية، وال يسمح حىت ابالقرتاب ملعرفة ما إذا كان هناك مشكلة أم ال؟ ألن ذلك يدخل يف نطاق العيب وقلة األدب، وهناك العديد من احلاالت ملراهقني أوقعهم جهلهم يف اخلطأ وأحياانً اخلطيئة، وأزواج يشكون من توتر العالقة أو العجز أو عدم قدرهتم على إسعاد زوجاهتم، أو زوجات ال ميلكون شجاعة البوح مبعاانهتن من عدم

ومع األسف يشارك اجملتمع يف تفاقم األزمة

يبايل..،

اإلشباع ألن الزوج ال يعريهن االهتمام الكايف وغالباً ال

ابلصمت الرهيب، وكل ما يقدمه اجملتمع عرب فضائيات إعالمية تقدم الثقافة اخلليعة، ويزداد األمر سوءاً حينما يظل أمر هذه املعاانة سراً بني الزوجني فتتالقى أعينهما حائرة متسائلة ولكن الزوجة ال جترؤ وال يصح من امرأة حمرتمة أن تسال، والرجل ال جيرؤ على طلب املساعدة من زوجته.. أليس الرجل جيب أن يعرف كل شيء ويبادر

لكل شيء..، وهكذا ندخل دوامة؛ وتظهر الوصفات العجيبة واالقرتاحات الغريبة والنصائح املشينة حىت يصل
األمر لالستعانة ابلعفاريت واجلان والشعوذة.

وقد تستمر املشكلة شهوراً أو أعواماً دون أن جيرؤ أحد أن يتحدث عنها، بل قد يصل األمر للطالق من أجل مشكلة رمبا ال يستغرق حلها نصف دقيقة، ورغم هذه الصورة املأساوية فإهنا أهون كثرياً من االحتمال الثاين، وهو أن تبدو األمور وكأهنا تسري بينما تظل النار مشتعلة حتت السطح فال الرجل وال املرأة حيصلون على ما يريدون ويتمنون وتسري احلياة، ورمبا أييت من يقول إن األمور مستتبة وهذا هو الدليل القاطع، وإال كيف جاء
األطفال؟

وفجأة تشتعل النريان ويتهدم البيت الذي كان راسخاً مستقراً، ونفاجأ بدعاوى الطالق واالنفصال أو

اخللع إثر مشادة غاضبة أو عوامل صورية يسوقها الطرفان إلقناع الناس أبسباب الطالق ولكنها غري السبب

الذي يعلم الزوجان، إنه العامل احلقيقي، ولكن كل منهما يكتمه يف نفسه وال حيدث به أحداً حىت نفسه فإذا ابدرته ابلسؤال عن تفاصيل العالقة اجلنسية كنهها وأثرها يف حدوث الطالق نظر إليك نظرة مريبة مفتشاً يف نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه، مث يسرع ابإلجابة أبن هذا ال ميثل أي مساحة من األمهية، أو أن تستمر احلياة حزينة كئيبة، ال طعم هلا، مليئة ابلتوترات واملشاحنات وامللل، هل يف األمر مبالغة أم أهنا مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من اخلجل واجلهل؟ ولكنها تطل علينا كل حني بوجه قبيح من الكوارث
األسرية وإذا أردان العالج البد أن نبدأ.

إننا حباجة إىل رؤية عالجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا؛ حىت ال يقاومها اجملتمع، وأن نبدأ يف بناء
جتربتنا اخلاصة اليت ال تتبع أي ثقافة أخرى، ثقافة تستمد من قرآننا الكرمي وسنة املصطفى -صلى هللا عليه وسلم-

القولية والفعلية والتقريرية وسرية صحابته رضي هللا عنهم، إننا حباجة إىل أن نعرف الفرق بني احلياء واخلجل،

حباجة إىل أن نقرء اآلايت الكرميات املعجزة برؤية إميانية نتخيل فيها الصور االجتماعية احلية.

تعالوا نتأمل تعبريات القرآن املعجزة اخلالدة يف وصف العالقة بني الرجل واملرأة (الزوجني) واليت كم هي
تعبريات مهذبة، ولكنها حمملة ابملعاين اليت تعجز عنها كتب كبرية تستفيض يف وصف هذه العالقة أبلفاظ صرحية
مباشرة، تلك العالقة اخلاصة جداً بني الرجل وزوجته، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا
اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِنيَ) [البقرة ٣٢٢]، وقال سبحانه وتعاىل: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ
هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) [البقرة87:١]، (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) [البقرة: 87١]، وتكرر يف
القرآن الكرمي يف أكثر من موضع تعبري عن العالقة اجلنسية بني الزوجني (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ
بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء : ١٢.]

النساء حرث لكم النساء لباس لكم وأنتم لباس هلن العالقة الزوجية مباشرة العالقة الزوجية إفضاء بعضكم
إىل بعض، الزوجة حرث زوجها، والزوج حيرث امرأته، ماذا يعين حرث األرض الذي استمدت منه هذه الصورة؟ إنه يعين تقليب األرض من أجل تنشيطها وبعث احلياة فيها، إنه يعين ختليصها من كل شيء ضار، إنه يعين تعهدها ابلرعاية بكافة صورها حىت تنبت، حرث الرجل زوجته فماذا يفعل؟ خاصة إن األمر أييت بصدد العالقة
اجلنسية واللقاء بني الزوجني، وحىت تكتمل الصورة يقول احلق تبارك وتعاىل: (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ) إنك حر
متاماً، إنك مفوض تفويضاًكامالً أن حترث امرأتك أبي صورة يف مكان احلرث ال يوجد موانع، ال توجد معوقات، ال يوجد عيب، إن عملية احلرث تسوي األرض ومتهدها، وتزيل العوائق لتكون األرض مستعدة الستقبال البذرة
وتعهدها حىت تنمو وتزدهر لكن األرض جيب أن حترث أوالً حىت يتم ذلك.

إهنا حرثك أيها الزوج فيجب أن تفعل كل شيء من أجل تنشيطها، من أجل بعث احلياة فيها، من
أجل إمتاعها حىت تتخلص من ما يف نفسها من مهوم وأحزان، إهنا املتعة اليت متنحها أيها احلارث ملن حترثها،
ومعىن ذلك ببساطة إن العالقة اجلنسية ليست العالقة بني جسدين ابردين لينتهي إبيالج عضو داخل عضو،

إهنا التفاعل الذي يتم بني األرض وحارثها، ألن هذا هو غرض احلرث أن مير بكل نقطة من جسد زوجته يداعبها

وحيارثها ويلمسها ويقبلها وبتحسسها، وهو بصدد اللقاء هبا، هذا هو احلرث حوار بلغة اجلسد، حتسس ملا

يستحق التحسس، بني كل جزء ونظريه، ومع كل جزء من اجلسد، هو حوار بني الطرفني، فالزوجة مطالبة برد التحية أبفضل منها، واحلرث أبشد حراثً فمقابل كل مهسة مهسات ومقابل كل ملسة ملسات وهبذا يكون احلرث قد مت، وتكون ظالل الكلمة القرآنية قد مرران جبزء يسري منها، وما زال اجلزء الكبري حيتاج إىل خيال األزواج
والزوجات حىت يصلوا على أبعاد احلرث وصوره اليت عربت عنها اآلية الكرمية.

دفء االحتواء: واآلن إىل الصورة الثانية: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) ويف هذا وصف العالقة اجلنسية
حيث السياق يف اآلية الكرمية، واللباس ماذا يعين لإلنسان وما إحساسه به؟ إنه الدفء.. إنه االحتواء.. إنه األمان.. إنه السرت.. إنه الزينة، ختيل نفسك بال لباس، الزوج لباس الزوجة والزوجة لباس لزوجها يف هذه اللحظة عند اللقاء، إنه حيتويها بذراً أبنفاسه، إنه يسرتها جبسده، إنه يشعرها ابألمان.. إنه يتزين هلا.. إهنا تتزين له أن تدفئه جبسدها، إهنا حتتويه بعينها إهنا حتضنه حىت ال يقع يف احلرام، إهنا تسرته جبدائل شعرها، اللباس يتداخل فينا
ونتداخل فيه حىت يصبح جزءاً من جلدان، لقد أصبح جزءاً من شخصيتنا من كياننا، هكذا الزوجان يتلقيان يف اللحظة، ال ميكن الفصل بينهما إهنما جسدان متداخالن إهنما يريدان أن يذواب يف بعضهما،كل خلية تذوب
يف األخرى،كل جزء من اجلسد يذوب،كل نفس تذوب، كل نظرة تذوب يف وصفنا اللباس.

إىل املعىن الثالث أو الوصف ابإلفضاء (وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ)، قد

إفضاء احلب واملشاعر:

يبدو اإلفضاء معىن عاماً وهو يف احلقيقة كذلك، إن اإلفضاء اجلسدي هو أحد معانيه، إمنا هو جزء من إفضاء أوسع وأرحب هو إفضاء الروح.. النفس.. إفضاء املشاعر.. والذي يتوجب إفضاء اجلسد إىل اجلسد، هل وصل املعىن؟ هل فهمناه؟ ال عالقة جنسية.. ال شعور ابملتعة احلقيقية لألرواح واألنفس واإلفضاء الروحاين والنفسي إال
ابحلب إال ابملشاعر وإال لتحول األمر إىل عذاب.. وأي عذاب أشد من أن تكون العالقة متصادمة متنافرة وهي

تبدو متقاربة متالصقة، وأيضاً حيمل اإلفضاء ابجلسد ظالالً عديدة أفضى أحدمها لآلخر أي أهنما جسد واحد
أي تصور يسرح فيه اخليال للقاء بني جسدين قد أصبحا جسداً واحداً.

ملاذا هذا اللفظ

املباشرة (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)

الرابع..

املعىن

املالمسة احلانية:

ابلذات، ابلرغم من أنه يبدو ليس معرباً عن اللقاء اجلنسي.. مرحلة الدخول اإليالج فيه ابلتحديد فلماذا جاءت
املباشرة اليت هي من لقاء البشرة ابلبشرة؟

إنه حديث املالمسة الناعمة اليت أتيت اللفظة اليت تعرب عن هذا املوقف بتلك الرومانسية والرقة، إهنا

املباشرة.. إهنا

العضوين.. إهنا

الناس.. أيها األزواج والزوجات ليست جمرد لقاء هذين

الرابنية.. أيها

اإلشارة

اللمسة..، أتمل واسرح خبيالك والبشرة تلتقي ابلبشرة، كل جزء من البشرة تتحرك حىت حتدث املباشرة فتكون
النتيجة الطبيعية أن يباشر الذكر األنثى فيحدث اإليالج كجزء من فعل عام وشامل مت بني اجلسدين والروحني.

وقدموا ألنفسكم: مث أتيت املعجزة اخلامسة: وكل آايت القرآن معجزة لتوضح املوقف وأن ما أسلفناه
من معان وظالل ليس تعسفاً وال حتميالً للفظ أكثر مما حتتمل.. أييت األمر الرابين املباشر الواضح الذي ال لبس

أمر صريح ابملالطفة واملداعبة واملالعبة لك كل ما تراه يصلح ليقربك إىل زوجتك كل ما

فيه (وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ)

يصلح أن يقرب الزوجة إىل زوجها، فاألمر ليس للرجل دون املرأة، فكل منهما يقدم لنفسه، فليجتهد كل إنسان أن يقدم نفسه يف أهبى صورة، إننا نسعى أن نرتك انطباعاً قوايً يف نفوس اآلخرين، إنه أحد العالمات املهمة يف العالقة بني البشر، أال تريد أن ترتك انطباعاً قوايً يف نفس زوجتك، أال تريدين أن أتسري قلب زوجك إن هذه املنظومة القرآنية الرائعة ترسم صورة تليق ابإلنسان وهو ميارس عالقته اجلنسية مع إنسان مثله، إنه حيرث.. إنه حيتوي ابللباس، إنه يفضي إليه.. إنه يباشره ابللمسة واهلمسة والقبلة، وكل زوجة وزوج له خصوصية يف حدوث
ذلك واملالطفة اليت تليق ابلبشر، فلماذا خنجل من نسأل؟ ملاذا ال نبحث عن احللول ملشكالتنا اجلنسية وهي

مهمة وخطرية؟ ملاذا نرتكها ترتاكم أو نتجاهلها؟ لقد وجدت مساعدات طبية مأمونة ليستعيد الرجال حويتهم

وميتعوا نساءهم وفق معطيات صحية واجتماعية حتيط ابحلياة الزوجية وتغدق عليها من عوامل املودة والرمحة ما حيقق السكينة اليت تنشدها كل أسرة، إهنا إعادة للحياة وبعث جديد يضفي عليها رونقا من احلسن حىت كاد أن يتكلما، أحدثكم عن امرأة منذ سنوات شكت من أن زوجها رجل أعمال ودائم السفر ال يكاد يستقر به النوى حىت يسافر مرة أخرى، يقيم عندهم أايما ويسافر شهورا فقلت هلا أان ال أدري عن ظروف زوجك، ولكين أقدم
نصيحة لك، أنت مركز األمر وعليك املسؤولية يف هروب زوجك أو بقائه أنت جنته وانره، إذا قدم من سفره

استقبليه أحسن استقبال، واظهري له أبحسن مظهر، وادعيه أبحب األمساء إليه وقويل له كلمات غزلية جاذبة،

قالت بعد هذا العمر؟ قلت ومل ال؟ مل تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال مجيعهم أطفال، يهوى الثناء مربز

ومقصر حب الثناء غريزة االنسان، قالت هني بس وأغلقت السماعة، وبعد أسبوع كلمت مرة أخرى وأتسفت عما حصل منها مث قالت هل ميكن أن متلي على بعض العبارات اليت ميكن أن أقوهلا له؟ وقلت هلا بعض العبارات ومىت تقوهلا وأسلوب االستقبال واملعاملة، وبعد أشهر اتصلت لتشكر وتقول إن التجربة جنحت وأصبح مكوثه
يف البيت أكثر من سفره.

كما أشار اجلوير إىل أن التعدد ليس مشكلة يف حد ذاته فال ميكن أن يكون شيء مما شرعه هللا

تعاىل مشكلة إمنا املشكلة يف تصرف االنسان وخباصة الرجل فإذا مل يقم ابلعدل وانشغل عن االهتمام

ابألسرة حتدث املشكالت ليس من التعدد بل املشكلة يف االنشغال

اثلثا – رؤية اجلوير لعلم االجتماع الثقايف – الشائعات والشباب- امنوذجا:

ذكر اجلوير يف كتابه (الشائعات ووظيفة املؤسسات االجتماعية يف مواجهتها)، أن األعالم يضطلع

بوظيفة مهمة وابرزة يف تشكيل ونقل وبث املعلومات واالجتاهات إزاء العديد من القضااي واملوضوعات وخاصة
موضوع اإلشاعات، فهو ووسائله ميلكان أسلحة ووسائل متعددة قد تستخدم يف نشر الشائعات والرتويج هلا

بوجهه السليب، وابإلمكان دحض هذه الشائعات والعمل للقضاء عليها واحلد من أتثريها وانتشارها وهو وجهه اإلجيايب املرجو واملنشود ،وتربز أمهية وسائل اإلعالم يف رصد اإلشاعات واأللوان املختلفة للحرب النفسية، فنحن أحوج ما نكون ملؤسساتنا اإلعالمية اليوم اليت تكشف لنا الغطاء عن حرب الدعاية متعددة األمساء كحرب األعصاب، واحلرب الباردة، واحلرب املعنوية، وحرب األفكار، وحرب األيديولوجيات، واحلرب النفسية وهذه األخرية أكثر خطورة من احلرب العسكرية ابستخدامها وسائل ظاهرة وابطنة خمتلفة هبدف التأثري على أعصاب
الناس ومعنوايهتم مما حيول دون احتياطهم هلا.

وحدد اجلوير يف دراسته األثر التارخيي املنشود لإلعالم يف مكافحة الشائعات واحلرب النفسية فيما يلي:

النعدام

١) أن تقوم وسائل اإلعالم املقروءة واملسموعة واملرئية بتقدمي أخبار صحيحة ومستمرة للناس،
الشائعات مع وجود اخلرب الصادق والصحيح.

٢) تقدمي اخلرب الصادق والصحيح يسهم يف تكوين الرأي الصائب يف الواقعة حمل اخلرب (حيث إن الغاية الوحيدة من اإلعالم هي توسيع مدارك اجلماهري عن طريق تزويدهم ابملعارف، وإقناعهم أبن يسلكوا
مسلكا صحيحا) ٣) التنسيق مع جلان النشاط يف املدرسة واجلامعة واملعاهد متعددة األغراض فضال عن املؤسسات التعليمية
والرتبوية والثقافية واالجتماعية األخرى وذلك لغرض إجياد سياسة إعالمية موحدة تكون مهمتها:

أ- رسم حدود مسؤولية كل فرد من أفراد اجملتمع يف مقاومة الشائعات، مع الرتكيز على مهمة
الشباب. ب- عدم إذاعة األخبار واملعلومات املتعلقة ابلظروف العسكرية واالقتصادية واالجتماعية للوطن
لتفويت الفرصة على العدو من حماولة تسقطها والتقاطها.

ت- التغطية الشاملة للندوات واحملاضرات اليت تقام لغرض مكافحة الشائعات وإماطة اللثام عن خمططات العدو النفسية القائمة واملتوقعة، وكشف عينات من اإلشاعات السلبية اليت يفرتض
أن يكون العدد قد جرهبا يف تلك الفرتة.
ث- غرس القيم الدينية واخللقية واملبادئ واملثل العليا يف نفوس الشعب وتنمية الشعوب ابلقوة والثقة ابلنفس، عن طريق االعتزاز ابالنتماء للعقيدة الصحيحة والوالء اإلسالمي، والعمل دون تسرب
املبادئ االهنزامية إىل عقوهلم وعواطفهم.
ج- تعميق اإلميان ابلقضااي اإلسالمية العادلة وضرورة استمرار الكفاح والنضال الستعادة اجملد
والرايدة.

اخلالدة وجعلها ماثلة ابستمرار يف األذهان وأمام

ح- إبراز قصص األبطال واالنتصارات الوطنية
األعني.

خ- تشجيع الشباب على االهتمام ابلنشاط الكشفي والتدريب على أساليب الدفاع املدين ومحاية
املواطنني وأمالكهم، مما يؤدي ذلك إىل تنمية الشعور ابلثقة والقدرة على مواجهة األخطار. د- إذكاء شعلة الوحدة ابعتبارها اهلدف السامي الذي يسعى إليه أي جمتمع كمقدمة للتفوق احلضاري وإثبات الذات، واحليلولة دون نشر كل ما من شأنه التنغيص على هذه الوحدة
وإيقاظ الفنت والصراعات الداخلية بني أبناء اجملتمع واألمة الواحدة.
ذ- دعم أية مبادرة صادقة هتدف إلجياد سياسة إعالمية موحدة على مستوى العاملني العريب

واإلسالمي إليصال صوتنا للعامل هدارا قواي، ولفرض القضااي العربية اإلسالمية وحقوقنا أمام

الرأي العاملي بصوت عال وصورة متحدية مشرقة.

ر- السهر على وقاية الناس من حرب العدو النفسية برصد إذاعاته، وصحافته، ووسائل إعالمه املختلفة وتنبيه الناس أوال أبول ما تتضمنه دعاية العدو من نوااي خبيثة مبيته وأهداف بعيدة
املدى، وحث الناس ابستمرار على السرية والكتمان، وتعويدهم على أنه واجب يلتزم به كل فرد من األفراد، (فإن الكتمان) يف اإلسالم منهج يلتزم به كل مسلم صحيح اإلميان من جهة أخرى توعية الناس بصدق البالغات الرمسية الصادرة عن اجلهات املعنية املسئولة وتثبيت إمياهنم
مبحتوايهتا والعمل مبقتضاها.
ز- مكافحة كل أشكال اجلهل واألمية والبطالة والتخلف والفساد االجتماعي، وإجياد أثر ألكرب عدد من الناس للعمل من أجل القضاء على هذه اآلفات اخلطرية اليت تعد من املواطن اخلصبة
جلرثومة اإلشاعة.

مشكلة أتخر

هبم، وهي

مشكلة تتعلق

اختار اجلوير

ونظرا ألمهية الشباب يف بناء اجملتمعات فقد

الشباب اجلامعي عن الزواج، وقد أورد يف دراسته أتخر الشباب اجلامعي يف الزواج عددا من االجتاهات اليت حتاول أن تفسر هذه الظاهرة وهي (االجتاه الثقايف - واالجتاه اإلسالمي - واالجتاه االقتصادي - واالجتاه العائلي وعدد من النظرايت االجتماعية)، کما قد مت االستعانة ببعض الدراسات النظرية وامليدانية اليت تطرقت ملوضوع البحث
سواء بطريق مباشر أو غري مباشر، واستنادا إىل ذلك فقد وضع عددا من التساؤالت ترى أهنا من املمكن أن

تفسر الظاهرة والرد على هذه التساؤالت من خالل الدراسة امليدانية.

وقد حدد اجلوير عوامل ومتغريات مرتبطة ارتباطا دقيقاً بظاهرة أتخر الشباب عن الزواج املبكر
وهي كما يلي:

١) مواصلة التعليم للشباب اجلامعي.
٢) تكاليف الزواج.

٣) املسئوليات املرتتبة على الزواج. ٤) غالء املهور.وتكاليف الزواج
٥) طريقة االختيار لشريكة احلياة.
)6 أثر قلة الدخل األسري الشهري على أتخري الزواج.

وحدد اجلوير بعض العوامل اليت هلا ارتباط بدرجة أقل هبذه املشكلة، وهي كاآليت:

١) أتثر الشباب اجلامعي ابالختالط ابلوافدين.
٢) احلاح األهل واألقارب على الشباب ابلزواج من القريبات.
٣) توافر السكن املالئم.
٤) وسائل اإلعالم.

يف هناية تلك الدراسة امليدانية الرائدة قدم اجلوير عدد من االقرتاحات والتوصيات اليت يرى أن

األخذ هبا سوف يساهم يف حل هذه املشكلة وهي كما يلي:

١) جيب توعية أولياء األمور بشىت األساليب والطرق بضرورة إاتحة الفرصة ملقابلة اخلاطب للفتاة الراغب الزواج منها متشيا مع ما حددته الشريعة اإلسالمية، على سبيل املثال عن طريق أئمة املساجد يف خطب
اجلمعة، وكذلك تسخري وسائل اإلعالم املختلفة للمسامهة يف حل هذه املشكلة. ٢) نقرتح تكثيف برامج التوعية حملو األمية للفتيات األميات لكي تكون فرص الزواج هلن أكثر وإحساسهن أبمهية التعليم، ابإلضافة إىل توعية وحث الشباب لإلقبال على الزواج من الفتيات اجلامعيات واملتعلمات
تعليما عاليا.

٣) نظرا لكون غالء املهور عقبة رئيسة من ضمن العقبات الرئيسة املؤدية إىل عزوف الشباب عن الزواج
املبكر، فاقرتح اجلوير ، اآليت:

أ- توعية أفراد اجملتمع بعدم املغاالة يف املهور ملا له من آاثر سلبية على مستقبل أبنائهم وبناهتم. ب- تقدم اجلمعيات مساعدات مالية للراغبني يف الزواج ، مبا يتمشى مع تكاليف الزواج يف الوقت
نفسه.
ت- حيث إن حل هذه املشكلة يتطلب أن يكون انبعا من األفراد أنفسهم، کما حدث يف بعض القبائل يف اجلنوب وذلك حملاولة حتديد املهر، لذا نقرتح على أفراد اجملتمع يف خمتلف مناطق
اململكة أن حيذوا حذو هذه القبائل. ث- نقرتح على جامعات اململكة واألندية الرايضية، والقطاعات األخرى أن تتبىن تقدمي مساعدات
وقروض مالية ألبنائها الطلبة الراغبني يف الزواج.

ج- نقرتح على رجال األعمال واملال يف اجملتمع أن ال يقفوا مكتويف األيدي جتاه ما ينتشر يف

جمتمعنا من مشكالت غالء املهور، وذلك بتقدمي مساعدات مالية سواء بطريق مباشر أو غري
مباشر.
٤) حث أفراد اجملتمع على عدم املغاالة يف تكاليف الزواج إقامة أفراح الزواج يف فنادق أو صاالت أفراح،
وعدم البذخ يف إعداد الوالئم. ٥) نقرتح على اجلهات املختصة واليت هلا عالقة ابملشكلة، أن تتبين أفكارا جديدة تساعد يف حل هذه
العقبات اليت تقف أمام الشباب عن إمتام الزواج كالتقسيط املريح لتأثيث املنازل وإجيارها. )6 إقامة احملاضرات والندوات اليت تناقش مشكلة العزوف حملاولة الوصول إىل حلول سليمة ومناسبة هلذه
املشكلة، وحث الشباب على الزواج املبكر، جتنبا ملا يرتتب على العزوف من أضرار خمتلفة يف اجملتمع.

)7 غرس حب حتمل املسؤوليات يف األجيال منذ الصغر لكي يكونوا قادرين ومؤهلني على مواجهة أعباء
احلياة.
)8 اتضح لنا أن لوسائل اإلعالم وخباصة وسائل التواصل أثرا كبريا يف ظهور ما يسمى بظاهرة العنوسة أو
العزوف عن الزواج مع أن وجودها يف اجملتمع ليس ابلصورة اليت تضخمها تلك الوسائل.
٩) إن استقطاب مراحل التعليم اجلامعية ألعداد كبرية من الذكور واإلانث ستؤدي إىل تزاوج يتميز بكثري
من مواصفات التجانس ولن يؤدي إىل ظهور مشكالت مثل العنوسة والطالق.

0١) إن التقارب الفكري واملستوى التعليمي بني الرجل واملرأة بـات من الضروري جـدا االهتمام به؛ ألن

هذا من شأنـه أن يـوجـد التقـارب النفسي والـروحي والعاطفي بينهما.

١١) إن التعليم اجلامعي من شأنه أن جيعل الفتاة تنظر إىل احلياة الزوجية بنظرة موضوعية مرنة، ويوسع

مداركها بشكل يضمن قيامها أبعبائها الزوجية واألسرية بطريقة واعية وسليمة.

٢١) هناك عالقة بني اجتاه الشاب حنو عمل املرأة وزواجه بفتاة جامعية فكلما كان اجتاه الشاب اجتاهـا

سلبيا لعمل املرأة كـان أكثر عزوفـا عن الزواج ابجلامعية، وكلما كـان اجتاه الشـاب حنـو عمل املرأة إجيابيـا
كـان أقل عـزوفـا عـن الـزواج ابجلامعية.

٣١) يؤكد الدكتور اجلوير أن املرأة منتجة مؤثرة وفاعلة وعاملة وليست عاطلة ، وأهنا بكل هذه املواصفات

سواء عملت داخل املنزل أو خارجه وكتب كتااب مهما أمساه " عمل املرأة يف املنزل وخارجه"