لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (51%)

وقامت الثورة في جزيرة قبرص ، وكانت وجهتها مصر والأراضي المقدمة ، ولكن اطماع البنادقة حولتها إلى
فتاريخها في الحقبة الوسيطة من التاريخ هو في الواقع تاريخ تطور التجارة في حوض البحر المتوسط . حتى غدت الشريك الأوروبي البارز في نشاط اوروبا التجاري في العصر الوسيط . التي اجتمعت في أسواقها متاجر الشرق وانت مختلف أنواع السلع والبضائع من أوروبا ، ووقد اليها التجار من فرنسيين واسبان وايطاليين ، ارستقراطية » . ذلك بحكم موقعها الجغرافي الذي يكشف عن عظمتها . ثمهي في موقع متوسط بين الشرق والغرب ، فضلا عن كونها أحد موانى البحر المتوسط . وقد كسبها كل هذا ميزات حسدتها عليها كثير من بلدان أوروبا . فنيها كان يرمو التجار الوافدون من الثغور المصرية والشامية ، ومن بلاد الشرق الأقصى ومعهم الانسجة الحريرية والتوابل والكافور والعاج واللؤلؤ والعطور وغيرها . ومن البندقية كانت هذه البضائع تنقل إلى المانيا وفرنسا وانجلترا والأراضي الواطئة وغيرها من بلدان الغرب . وكانت البندقية تجنى من وراء ذلك ارباحا طائلة مينات
والمهم أن عملية الاستيراد والتصدير هذه جعلت من البندقية جزءا هاما في تاريخ دولة المماليك ، كما جعلت من دولة المماليك في مصر والشام هي الأخرى جزءا هاما في تاريخ البندقية والتجارة الدولية في العصور الوسطى
واذا عدنا قليلا الى الوراء ، نجد أن تاريخ البندقية جمهورية مستقلة بشئونها ، يرجع في الأصل الى تمركز بعض الجاليات الرومانية منذ القدم ، وهي التي كانت قد لجات اليها هربا من الجرمان وغزواتهم المديرة الكاسحة التي أحدثت بأوروبا ما احدثته من فوضى ونهار في أوائل العصور الوسطى . بالقضاء على الدول والممالك الجرمانية التي قامت على انقاضي الدولة الرومانية القديمة ، والقضاء على مقاومتها - انتقلت تبعية البنادقة الى الدولة الرومانية الشرقية أي الدولة البيزنطية . ثم وقعت بعد جستنيان اغارات اللومبارديين في النصف الثاني من القرن السادس ، بيزنطه على ايطاليا ، ولكن البندقية لم يصبها ما أصاب بنيه ايطاليا ، وبذك اصبحت في مأمن من تيار الفتح اللومباردي. وكان عدد البنادقة في زيادة مستمرة في جهات الأضحال والمستنقعات حتى منتصف القرن السابع ، تلك الجهات التي ثم يبسط اللومبارديون مسلطانهم عليها ، ذلك
وتحت تأثير التنظيم الكنسي الذي عمل الأساقفة اللاجئون على فرضه في أقليم البنادقة ، صارت البندقية بحكم وضعها الجغرافي ، وبحكم العناصر التي كونتها ، وفي ظل المؤثرات التي أثرت فيها ، والظروف والتطورات التي مرت بها - وحدة سياسية مخالفة لما نشأ في باقي أجزاء ايطاليا من الوحدات
أنها عقدت في سنة ٧١٦ م معاهدة مع ملك اللومبارديين تحددت بمقتضاها حدود البندقية ، Paulatis
ثم ظهر بعد ذلك على مسرح السياسة الايطالية عامل جديد لايتل أثرا عن الحوادث الكبرى السالف الاشارة اليها ، وذلك حينما قرر البابا (٧٥٢ Stephen II الروماني ستيفن الثاني. م الاستعانة بشخص بين . القصير في أواسط القرن الثامن ضد خصومه ، مما أدى الى تدخل الفرنجة في شئون ايطاليا حتى زالت مملكة اللومبارديين في أواخر ايام شارلمان (۷۶۸
ولقد استنادت البندقية من تلك العلاقة التي نشأت بين البابوية والدولة الفرنجية ، لأنها أصبحت حلقة الوصل بين البلدين ، اذ فتحت ميدانا واسعا للنشاط التجاري في بلاد الفرنجة . والذي بنت عليه شهرتها في العصور الوسطى
ولما كانت سلطة الفرنجة ايام شارلمان قد امتدت الى ايطاليا وغيرها من البلاد " فقد اعترفت البندقية بنوع من السيادة الامبراطورية شارلمان غير أن تلك السيادة لم تدم طويلا ، بل كانت سببا الصراع وحروب طويلة عادت البندقية بعدها لتبعتيها القديمة للدولة البيزنطية ، وهي تبعية قد زال مع الزمن معناها ومغزاها . وفى أثناء حروب البنادقة ضد سلطان الدولة الفرنجية كان مركز المقاومة في جزيرة ريالتو Rialto وهي احدى المدن الجزرية التي تكونت منها جهات البندقية . واستمرت تبعية البندقية لبيزنطة حتى أواخر القرن العاشر الميلادي ، ومع أن هذه التبعية كانت تبعية اسمية ضئيلة ، حتى أصبحت تعتبر نفسها ندا للدولة البيزنطية. واخذت تطالب بامتيازات الجالياتها التجارية في القسطنطينية
فقد دابت البندئية على مواجهتها معتبرة نفسها دولة مستقلة قائمة بذاتها. وعقدت معاهدات تجارية كثيرة . فقد استمرت البندقية تنمو كقوة تجارية كبرى . فمنذ سنة ۸۲۹ م كانت علاقتها بمصر قوية متينة ، حتى أنها استطاعت أن تحصل من الرالي على اذن بنقل رفات القديس مرقس من الاسكندرية على مراكب
بندقية العليا
ومن دلائل عظمة البندقية أن اسطولها التجاري كان قد بلغ ستين سفينة ، فضلا عن اعتماد بعض الدول المجاورة لها ، ومن بينها بيزنطة ، هذا ولما كان القرن الحادي عشر في أوروبا مملوءا بحوادث ظهور النورمان ، وتكوين الدولة النورمانية ، وكان هدفهم أن يجعلوا من البحر الأدرياتي بحرا لجيوشهم واسطولهم ، ولهم في جنوبي ايطاليا والبلتان ، وحاضر روبرت دویستار النور اندى في أواخر القرن الحادى عشر مدينة دورازو لتحقيق ذلك المشروع. وكان واضحا أنه اذا استولى النورمان على دورازو الفتح الطريق أمات الى عاصمة الدولة البيزنطية . ورأى الكسيس الاستنجاد بالامبراطور الألماني هنرى الرابع ضد النورمان واطماعهم في بلاده. ولكن حال دون تلبية الاغاثة ذلك الصراع الذي نشب بین هنرى الرابع والبابا الروماني جريجورى السابع حول المسائل العلمانية. ا م ا ك
ومن هنا بدأ التطور في تاريخ البندقية، ومن هنا أيضا يظهر أثر الفورمان في القرن الحادي عشر في تاريخ البندقية وشعبها نتيجة لتضارب المصالح . ونشابتها ، وان اختلفت الأسباب . وكانت البندقية تعلم جيدا أن اطماع النورمان التي لم تكن تقف عند حد ، بمعنى أن يكون لهم جالية في احياء معينة من المدن البيزنطية ، وليس لبيزنطة عليهم من سلطان ، تماما مثلما فعلوا عندما ساعدوا الصليبيين الغربيين في الاستيلاء على المدن والموانى المصرية والثانية أثناء الحركة الصليبية محال
وقد دايت البندقية على مساعدة الامبراطورية البيزنطية ضد النورمان تحقيقا لمصالحها الخاصة . والنتيجة أنها أفادت من وراء ذلك فائدة حربية . ومادية . تلك هي حالة البندقية وما وصلت اليه في الفترة التي أخذت فيها أوروبا تفكر في الحروب الصليبية. وتاريخ البندقية في أثنائها وموقفها منها تاريخ معروف ، فكانوا يشتركون . مع الصليبيين اذا وجدوا في ذلك مصلحة لهم . ولكنهم سرعان ما يتحولون . عنهم ويسارعون الى التفاهم مع المسلمين وفقا لما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة، ولم يكن يعنيهم الباعث الديني الا بالقدر الذي يحقق مصالحهم . فقد غلبت الصفة التجارية البحتة على مسلكهم وتصرفاتهم ، بل واذا عدنا الى الصراع الدائر بين البندقية والنورمان خلال تلك الفترة من الزمن ، الذي أعاد الى الذكرى موضوع الاستيلاء على الشامي الأدرياتي . موقنا تطلب من زعمائها كثيرا من الحذر . ذلك انه اذا مالت البندقية الى الصليبيين من بني جنسها بحكم أنها دولة مسيحية مثلهم ، كان معنى ذلك أنها تفقد تجارتها النامية مع البلاد الإسلامية في مصر والشرق الأدنى ، كما أنها تجلب على نفسها عداوة بيزنطة وأباطرتها . ثم أن تكونيها السياسي وقوتها البحرية لم تكن قد بلغت درجة الكمال بعد . اذ كان النورمان من ناحية الشاطيء الأدرياتي ، والمجربون من ناحية والماشيا والشواطئ البلقانية أصحاب الموانى المتحكمة في الشاطيء الأدرياتي . رات البندقية أن تقف موقف المحايد من الجانبين المسيحى والاسلامي اثناء الصراع الحليبي بان تتاجر مع كل منهما ، وأن تساعد الصليبيين بمتاجرها بشرط الا يطلب
وواضح أن هذه السياسة كانت ذات شقين متناقضين ، غير أن الدريلات الأخرى بايطاليا مثل جنوه وبيزا كانت قد شاركت الصليبيين فعلا منذ البداية في عدائهم نحو المسلمين . منشيت البندقية أن يؤدى ذلك الى شل الحركة التجارية في كل تلك البلاد ، وأن تحرم البقية مما قد يفتحه الصليبيون من بلاد المسلمين. لذا تركت البندقية سياسة الحياد بعد أن وضح لها أن الفرنج سيفتحون بلادا وأسواتا ، خاصة وأن الحملة الصليبية الأولى قد حققت أغراضها بالاستيلاء على بيت المقدس ، تذهب بعض البنادقة على مراكب بندقية بقصد الاشتراك في هذه الحروب. وكان هدنهم من وقولهم بجانب الصليبيين تجاريا بحنا . وقد أبحرت الحملة سنة ۱۰۹٦ م ، وكشفت النقاب عن موقفها بمحارية جالية الجنوبية هناك . بمعنى ان البندقية دخلت الحروب الصليبية بهدف احتلال المكان التجاري الأول شرقي البحر المتوسط ، وصات حملة البندقية الى شواطىء الشام سنة ١٠٠ أم وشاركت فعلا في حصار حينا . علما سقطت هذه المدينة في ايدى الفرنج في نفس العام ، وهكذا بدأت الحلقة الأولى من المحطات التجارية التي أسستها البندقية لنفسها في شواطيء البحر المتوسط . مع الاعتماد على صداقة الصليبيين ومردتهم كلما دفت الظروف الى ذلك . فأخذ الامبراطور حنا كومنين ( ١١١٨ - ١١٤٣ م )
بضيق على مصالح البنادقة في القسطنطينية سنة ١١٢٢م ، ومع أن البندقية قد ردت على هذا الموقف ان أغارت على الجزر البيزنطية الهامة مثل جزيرة رودس ، فان حنا كومنين اضطر الى مصالحة البندقية ليضمن وقوفها إلى جانبه ضد النورمان الذين كانوا عدوا مشتركا لكليهما . وجعلت الدولة البيزنطية تعتمد على البندقية في احتياجاتها العسكرية ، ولقد انتهى الخطر النورمايي بصنه مؤقته بصلح عقد في سنة ١١٥٤ م . وكان هذا أمرا طبيعيا
متوقعا ، فيها كانت الأحوال ، ذلك أن الامبراطور البيزنطي كان يريد أن يمتد نفوذه الى ايطاليا في الشمال والجنوب كخطوة أساسية للتمهيد لفكرة الامبراطورية الواحدة . ولم تنته الاخطار بانتهاء حكم مانويل كومنين ، لأن الامبراطورية الغربية والامبراطور فريدريك بارباروسا كان صاحب السلطة الكبرى في ايطاليا . كما انضمت الى العصبة
اللومباردية سنة ١١٦٧ م
وقع أحداث التي أدت. يد الامبراطور اندرونيق الأول كومنين ( ۱۱۸۳ - ١١٨٥ م ) . وتلا ذلك سلسلة مصادرات لأملاك اللاتين الغربيين بالقسطنطينية حتى أن من تبقى منهم استفانوا بالبندقية والملك وليم الأول ملك صقلية . وقد أعاد اسحق للبنادقة امتيازاتهم بالعاصمة البيزنطية وغيرها من المدن البيزنطية ، كما وعد بتعويض اللاتين جميعا الذين أضروا تعويضاً ماليا كافيا
وطردهم من بيت المقدس في أكتوبر من ينس العام . وذلك من حيث تأجير مراكبها لنقل الجند المليبيين الى الشام . فقد هدم صلاح الدين دولة الصليبيين بعد موقعة حطين واستعادة البيت المقدس حتى لم يبق منها سوى بضعة ثفور ضعينة متهالكة ، ممتدة على الساحل الشامي . ومع ذلك ، مما لم تصل اليه يد صلاح الدين .


النص الأصلي

ملخص للمقال التالي:
اللاتين في القسطنطينية


ن كان حكم أسرة انجيلوس ( ۱۱۸۵ - ۱۲۰۲ ) الذي كانت بيزنطة في ظله مرتعا خصيبا للنوضي والفقر والاضطرابات ، فضلا عن الامتيازات التي منحت للايطاليين ، قصة مثيرة للحزن . اذ ظفرت بلغاريا باستقلالها ، وقامت الثورة في جزيرة قبرص ، وأخيرا في عام ۱۲۰۳ قامت في الغرب الأوروبي حملة صليبية جديدة هي المعروفة بالحملة الرابعة في عداد الحركة الصليبية. وكانت وجهتها مصر والأراضي المقدمة ، ولكن اطماع البنادقة حولتها إلى


القسطنطينية


وحتى تكتمل الصورة ، يحسن القاء الضوء على الدور الهام الذي قامت به البندقية في العصور الوسطى . فتاريخها في الحقبة الوسيطة من التاريخ هو في الواقع تاريخ تطور التجارة في حوض البحر المتوسط . وقد أصبح لها في هذا البحر مع الزمن شأن عظيم ، حتى غدت الشريك الأوروبي البارز في نشاط اوروبا التجاري في العصر الوسيط . وكان الشريك الشرقي وتنها هو دولة المماليك فى مصر والشام ، التي اجتمعت في أسواقها متاجر الشرق وانت مختلف أنواع السلع والبضائع من أوروبا ، ووقد اليها التجار من فرنسيين واسبان وايطاليين ، لا سيما البنادقة الذين كانت لهم امتيازات تجارية عديدة في موانى مصر والشام أفاض في الكتابة عنها المؤرخ الفرنسي وليم هايد في كتابه الكبير عن ( تاريخ تجارة حوض الليفانت في العصور الوسطى » ، وكذلك المؤرخ شارل ديل في كتابه المعنون « البندقية جمهورية


ارستقراطية » .


ين الملقد كان للبندقية تاريخ بحری مجید انفردت به عن غيرها من دول الغرب الأوروبي ، ذلك بحكم موقعها الجغرافي الذي يكشف عن عظمتها . البحرية والتجارية . نهى تقع على رأس البحر الأدرياتي الذي كان يعتبر على حد قول الكاتبة ايلين بور أعظم طريق بحرية لتجارة العصر الوسيط . ثمهي في موقع متوسط بين الشرق والغرب ، فضلا عن كونها أحد موانى البحر المتوسط . وقد كسبها كل هذا ميزات حسدتها عليها كثير من بلدان أوروبا . فنيها كان يرمو التجار الوافدون من الثغور المصرية والشامية ، ومن بلاد الشرق الأقصى ومعهم الانسجة الحريرية والتوابل والكافور والعاج واللؤلؤ والعطور وغيرها . ومن البندقية كانت هذه البضائع تنقل إلى المانيا وفرنسا وانجلترا والأراضي الواطئة وغيرها من بلدان الغرب . وكانت البندقية تجنى من وراء ذلك ارباحا طائلة مينات


كذلك كان التجار البنادقة يأتون إلى أسواق مصر والشام سنويا يأخذون منها حاجتهم التي يحملونها معهم على مراكبهم الى الأسواق الاوروبي . والمهم أن عملية الاستيراد والتصدير هذه جعلت من البندقية جزءا هاما في تاريخ دولة المماليك ، كما جعلت من دولة المماليك في مصر والشام هي الأخرى جزءا هاما في تاريخ البندقية والتجارة الدولية في العصور الوسطى


واذا عدنا قليلا الى الوراء ، نجد أن تاريخ البندقية جمهورية مستقلة بشئونها ، يرجع في الأصل الى تمركز بعض الجاليات الرومانية منذ القدم ، وهي التي كانت قد لجات اليها هربا من الجرمان وغزواتهم المديرة الكاسحة التي أحدثت بأوروبا ما احدثته من فوضى ونهار في أوائل العصور الوسطى . وظلت تلك الجاليات الرومانية في تلك الجهات الضحلة النائية أيام غزوات الجرمان الى أن امتدت اليهم سلطة القوط . وكانت النتيجة أن اعترفوا بالتبعية لدولة القوط الشرقيين. وفى عهد الامبراطور البيزنطي جستنيان الذي كان يسعى الى اعادة الدولة الرومانية الى ما كانت عليه ايام القياصره القدماء ، بالقضاء على الدول والممالك الجرمانية التي قامت على انقاضي الدولة الرومانية القديمة ، وما تبع ذلك من هدم دولة القوط الشرقيين في ايطاليا ، والقضاء على مقاومتها - انتقلت تبعية البنادقة الى الدولة الرومانية الشرقية أي الدولة البيزنطية . ثم وقعت بعد جستنيان اغارات اللومبارديين في النصف الثاني من القرن السادس ، والتي ترتب عليها زوال معظم سلطان
بيزنطه على ايطاليا ، ولكن البندقية لم يصبها ما أصاب بنيه ايطاليا ، وبذك اصبحت في مأمن من تيار الفتح اللومباردي. وكان عدد البنادقة في زيادة مستمرة في جهات الأضحال والمستنقعات حتى منتصف القرن السابع ، تلك الجهات التي ثم يبسط اللومبارديون مسلطانهم عليها ، بل تركوها وشأنها . وقد حينهم طبيعة بلادهم من الوقوع تحت سيطرة المغامرين من لومبارديين وغيرهم ، وظلوا تابعين تبعية رسمية للدولة البيزنطية والطيال ومع ذلك فقد أثرت الاغارات اللومباردية على البنادقة وأنظمتهم .. ذلك


ان الاربوسية اللومباردية التي أصبحت المذهب السائد في ايطاليا بعد أن كون اللومبارديين مملكنهم ، حملت كثيرا من الأساقفة المسيحيين إلى البندقية أنتي أصبحت ملجأ لتثيرين من الكواراث والتقلبات التي حلت بالغرب ، وتحت تأثير التنظيم الكنسي الذي عمل الأساقفة اللاجئون على فرضه في أقليم البنادقة ، صارت البندقية بحكم وضعها الجغرافي ، وبحكم العناصر التي كونتها ، وفي ظل المؤثرات التي أثرت فيها ، والظروف والتطورات التي مرت بها - وحدة سياسية مخالفة لما نشأ في باقي أجزاء ايطاليا من الوحدات


في تلك الأزمنة ، وذلك برغم تبعيتها الرسمية لبيزنطة . ومنذ أواخر القرن السابع ، وعلى وجه التحديد منذ سنة ٩٦٧م غدت البندقية دونية مستقلة بشئونها . وأول من شغل تلك الوظيفة فيها نبيل اسمه ومن الدلائل على هذا الكيان الجديد للبندقية ، أنها عقدت في سنة ٧١٦ م معاهدة مع ملك اللومبارديين تحددت بمقتضاها حدود البندقية ، كما منحت تسهيلات خاصة للتجار البنادقة في بلاد اللومبارديين مقابل جزية يدفعونها. Paulatis


ثم ظهر بعد ذلك على مسرح السياسة الايطالية عامل جديد لايتل أثرا عن الحوادث الكبرى السالف الاشارة اليها ، وذلك حينما قرر البابا (٧٥٢ Stephen II الروماني ستيفن الثاني. م الاستعانة بشخص بين . القصير في أواسط القرن الثامن ضد خصومه ، مما أدى الى تدخل الفرنجة في شئون ايطاليا حتى زالت مملكة اللومبارديين في أواخر ايام شارلمان (۷۶۸
٨١٤) . ولقد استنادت البندقية من تلك العلاقة التي نشأت بين البابوية والدولة الفرنجية ، أو بعبارة أكثر وضوحا بين ايطاليا والفرنجية ، لأنها أصبحت حلقة الوصل بين البلدين ، اذ فتحت ميدانا واسعا للنشاط التجاري في بلاد الفرنجة . واخذت البندقية من ثم تقوم بدور الوسيط في النجارة بين شرقي اوروبا وغربها . وهذا هو الدور الذي بدأت به البندقية عظمتها ، والذي بنت عليه شهرتها في العصور الوسطى


ولما كانت سلطة الفرنجة ايام شارلمان قد امتدت الى ايطاليا وغيرها من البلاد " فقد اعترفت البندقية بنوع من السيادة الامبراطورية شارلمان غير أن تلك السيادة لم تدم طويلا ، بل كانت سببا الصراع وحروب طويلة عادت البندقية بعدها لتبعتيها القديمة للدولة البيزنطية ، وهي تبعية قد زال مع الزمن معناها ومغزاها . وفى أثناء حروب البنادقة ضد سلطان الدولة الفرنجية كان مركز المقاومة في جزيرة ريالتو Rialto وهي احدى المدن الجزرية التي تكونت منها جهات البندقية . وأثرت تلك الحروب في مركز هذه المدينة الجزرية حتى البحت عاصمة الجزر المكونة لجمهورية البيئتية كلها . واستمرت تبعية البندقية لبيزنطة حتى أواخر القرن العاشر الميلادي ، وكانت تتربع على عرش بيزنطة وقتذاك أسرة من أقوى الأسرات التي حكمت في التاريخ البيزنطي هي الأسرة المقدونية . ومع أن هذه التبعية كانت تبعية اسمية ضئيلة ، فانها كانت في طريقها إلى الانكماش والتقلص التدريجي بسبب النمو المطرد للبندقية كقوة بحرية ، حتى أصبحت تعتبر نفسها ندا للدولة البيزنطية. واخذت تطالب بامتيازات الجالياتها التجارية في القسطنطينية


هذا من طبيعة العلاقات بين البندقية والدولة البيزنطية منذ القدم حتى أواخر القرن العاشر . أما من ناحية الامبراطورية الغربية التي تكونت بعد انحلال الدولة الكارولنجية ، فقد دابت البندئية على مواجهتها معتبرة نفسها دولة مستقلة قائمة بذاتها. وعقدت معاهدات تجارية كثيرة . أما من ناحية النمو الداخلي ، فقد استمرت البندقية تنمو كقوة تجارية كبرى . وقد
بدت البندقية دولة ذات مدينة زاهرة منذ أوائل القرن التاسع . فمنذ سنة ۸۲۹ م كانت علاقتها بمصر قوية متينة ، حتى أنها استطاعت أن تحصل من الرالي على اذن بنقل رفات القديس مرقس من الاسكندرية على مراكب


بندقية العليا


ومن دلائل عظمة البندقية أن اسطولها التجاري كان قد بلغ ستين سفينة ، فضلا عن اعتماد بعض الدول المجاورة لها ، ومن بينها بيزنطة ، على مراكبها في كثير من ضروراتها الحربية . هذا ولما كان القرن الحادي عشر في أوروبا مملوءا بحوادث ظهور النورمان ، وتكوين الدولة النورمانية ، لا سيما في صقلية وجنوب ايطاليا ، فقد تأثرت البندقية بظهور النورسان الدين اخذوا يتوسعون على حساب جيرانهم من مسيحيين ومسلمين على السواء. وكان هدفهم أن يجعلوا من البحر الأدرياتي بحرا لجيوشهم واسطولهم ، ولهم في جنوبي ايطاليا والبلتان ، مما يتنافى وسياسة البندقية ومصالحها التجارية. وأخذ النورمان يمدون سلطانهم نحو الشاطيء الشرقي البحر الأدرياتي تمهيدا للاستيلاء على القسطنطينية ، وحاضر روبرت دویستار النور اندى في أواخر القرن الحادى عشر مدينة دورازو لتحقيق ذلك المشروع. وكان واضحا أنه اذا استولى النورمان على دورازو الفتح الطريق أمات الى عاصمة الدولة البيزنطية . وكانت تلك المحاولة النورمانية من بين الأسباب التي جاءت بالكسيس كومنين الى العرش الامبراطوري في بيزنطة سنة ١٠٨١ م : لانقاذ الدولة من ذلك الخطر الذي كان يهددها تهديدا مباشرا. ورأى الكسيس الاستنجاد بالامبراطور الألماني هنرى الرابع ضد النورمان واطماعهم في بلاده. ولكن حال دون تلبية الاغاثة ذلك الصراع الذي نشب بین هنرى الرابع والبابا الروماني جريجورى السابع حول المسائل العلمانية.


لم يجد الكسيس أمامه سوى البابوية يستنجد بها. ا م ا ك


ومن هنا بدأ التطور في تاريخ البندقية، ومن هنا أيضا يظهر أثر الفورمان في القرن الحادي عشر في تاريخ البندقية وشعبها نتيجة لتضارب المصالح .
ونشابتها ، وكان طبيعيا في مثل هذه الظروف أن تسرع البندقية الى مساعدة الكسيس ضد النورمان وأطماعهم . فقد كان يجمع بينهما في تلك الفترة هدف واحد هو القضاء على عدو مشترك لكليهما ، وان اختلفت الأسباب . فقد كان الكسيس بريد حفظ عاصمته من خطر النورمان ، بينما كان البنادقة يخشون على مصالحهم التجارية التي كان الخطر النورماني يهددها في الصميم . وكانت البندقية تعلم جيدا أن اطماع النورمان التي لم تكن تقف عند حد ، وتوسعهم في البحر ، سوف يضيق الخناق حولها ويجعلها تحت رحمة اسطولهم البحرى . لذلك أسرعت البندقية الى اجلاء النورمان عن شفر دورازو سنة ۱۰۸۱ م . ويجب أن نعرف أن هذه المساعدة ليس لها اي قيمة في تاريخ البندقية . انما القيمة الحقيقة تنحصر في أن البندقية وافقت على مساعدة الامبراطور البيزنطي بشرط أن يكون للبنادقة حق الاتجار في المدن البيزنطية ، بما في ذلك القسطنطينية نفسها ، وأن يتمتع البنادقة دون غيرهم من التجار بحصانة قوية ، بمعنى أن يكون لهم جالية في احياء معينة من المدن البيزنطية ، ويكون لهم فيها محاكم خاصة ، وليس لبيزنطة عليهم من سلطان ، تماما مثلما فعلوا عندما ساعدوا الصليبيين الغربيين في الاستيلاء على المدن والموانى المصرية والثانية أثناء الحركة الصليبية محال


وقد دايت البندقية على مساعدة الامبراطورية البيزنطية ضد النورمان تحقيقا لمصالحها الخاصة . والنتيجة أنها أفادت من وراء ذلك فائدة حربية . ومادية . والخلاصة أن البندقية أصبحت في أواخر القرن الحادي عشر دولة بحرية قوية تهتم بالتجارة وتعمل على أن تكون المتاجرها أسواق خاصة في مختلف البلاد شرقى حوض البحر المتوسط المعروف باسم حوض الليفانت.


تلك هي حالة البندقية وما وصلت اليه في الفترة التي أخذت فيها أوروبا تفكر في الحروب الصليبية. وتاريخ البندقية في أثنائها وموقفها منها تاريخ معروف ، فقد كانوا يجرون وراء مصالحهم حيثما وجدت . فكانوا يشتركون . مع الصليبيين اذا وجدوا في ذلك مصلحة لهم . ولكنهم سرعان ما يتحولون .
عنهم ويسارعون الى التفاهم مع المسلمين وفقا لما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة، بمعنى أن الحروب الصليبية كانت مجرد ورقة يلعبون بها . لند كان هدف البنادئة منذ بداية الحركة الصليبية حتى نهايتها هو الربح والكسب المادى ، ولم يكن يعنيهم الباعث الديني الا بالقدر الذي يحقق مصالحهم . فقد غلبت الصفة التجارية البحتة على مسلكهم وتصرفاتهم ، ويكفى أن نعرف ان شعارهم الذي عرفوا به وتنذاك هو و لنكن أولا بنادقة ، ثم لنكن بعد ذلك مسيحيين ، وسلبقى هذا الموقف الكثير من الأضواء على طبيعة العلاقات بين البندقية والدولة البيزنطية وتتذاك


بل واذا عدنا الى الصراع الدائر بين البندقية والنورمان خلال تلك الفترة من الزمن ، نجد أن تاريخ البندئية وقتذاك عبارة عن شرح لموقفها من القوى النورمانية الصقلية ، الذي أعاد الى الذكرى موضوع الاستيلاء على الشامي الأدرياتي . وقد رأينا أن موقف البندقية من الحروب الصليبية وحملاتها المتتابعة على مصر والشام ، موقنا تطلب من زعمائها كثيرا من الحذر . ذلك انه اذا مالت البندقية الى الصليبيين من بني جنسها بحكم أنها دولة مسيحية مثلهم ، كان معنى ذلك أنها تفقد تجارتها النامية مع البلاد الإسلامية في مصر والشرق الأدنى ، كما أنها تجلب على نفسها عداوة بيزنطة وأباطرتها . ثم أن تكونيها السياسي وقوتها البحرية لم تكن قد بلغت درجة الكمال بعد . اذ كان النورمان من ناحية الشاطيء الأدرياتي ، والمجربون من ناحية والماشيا والشواطئ البلقانية أصحاب الموانى المتحكمة في الشاطيء الأدرياتي . وكان لا بد للبندقية أن تصبح صاحبة السيادة في تلك الثغور لتكون السيطرة على الطريق الذي تتوقف عليه تجارتها . واذا كان على البندقية أن توجه اهتمامها انى النورمان والمجربين قبل أن تفكر في الصليبيين وغيرهم .


ر وعملا بنك السياسة التي كانت تمليها مصالحها الخاصة ، رات البندقية أن تقف موقف المحايد من الجانبين المسيحى والاسلامي اثناء الصراع الحليبي بان تتاجر مع كل منهما ، وأن تساعد الصليبيين بمتاجرها بشرط الا يطلب
اليها الدخول في حرب ضد المسلمين تقضى على امتيازاتها التجارية النامية في بلادهم . وواضح أن هذه السياسة كانت ذات شقين متناقضين ، ولكنها على أية حال تتفق مع مصالحها الخاصة التي كانت بالنسبه لها فوق أي اعتبار . غير أن الدريلات الأخرى بايطاليا مثل جنوه وبيزا كانت قد شاركت الصليبيين فعلا منذ البداية في عدائهم نحو المسلمين . منشيت البندقية أن يؤدى ذلك الى شل الحركة التجارية في كل تلك البلاد ، وأن تحرم البقية مما قد يفتحه الصليبيون من بلاد المسلمين.


لذا تركت البندقية سياسة الحياد بعد أن وضح لها أن الفرنج سيفتحون بلادا وأسواتا ، خاصة وأن الحملة الصليبية الأولى قد حققت أغراضها بالاستيلاء على بيت المقدس ، وتكوين الامارات الصليبية في الشام . تذهب بعض البنادقة على مراكب بندقية بقصد الاشتراك في هذه الحروب. وكان هدنهم من وقولهم بجانب الصليبيين تجاريا بحنا . وقد أبحرت الحملة سنة ۱۰۹٦ م ، وانزلت بعض قواتها في رودس ، وكشفت النقاب عن موقفها بمحارية جالية الجنوبية هناك . بمعنى ان البندقية دخلت الحروب الصليبية بهدف احتلال المكان التجاري الأول شرقي البحر المتوسط ، والقضاء على ماند يكون هناك من المنافسات التجارية من جانب الدويلات الإيطالية التي كانت أهدافها متشابهة .


على أية حال ، وصات حملة البندقية الى شواطىء الشام سنة ١٠٠ أم وشاركت فعلا في حصار حينا . علما سقطت هذه المدينة في ايدى الفرنج في نفس العام ، وسارع قواد البنادقة بالمطالبة بحى لهم في حيفا ليكون خاصا بمتاجرهم . وبالفعل اخذت البندقية حيا خاصا بها بالمدينة .


وهكذا بدأت الحلقة الأولى من المحطات التجارية التي أسستها البندقية لنفسها في شواطيء البحر المتوسط . غير أن الدولة البيزنطية لم يكن باستطاعتها ترك لبندقية تكبر وتنمو وتعمل على اساس تلك السياسة التجارية البحتة ، مع الاعتماد على صداقة الصليبيين ومردتهم كلما دفت الظروف الى ذلك . فأخذ الامبراطور حنا كومنين ( ١١١٨ - ١١٤٣ م )


بضيق على مصالح البنادقة في القسطنطينية سنة ١١٢٢م ، والفي امتيازاتهم التجارية التي كانوا يتمتعون بها . ومع أن البندقية قد ردت على هذا الموقف ان أغارت على الجزر البيزنطية الهامة مثل جزيرة رودس ، فان حنا كومنين اضطر الى مصالحة البندقية ليضمن وقوفها إلى جانبه ضد النورمان الذين كانوا عدوا مشتركا لكليهما . وهنا أيضا أثرت حركة النورمان في تاريخ البندقية تأثيرا عميقا . ذلك أن الحوادث التي جمعت بين البندقية وبيزنطة ضد النورمان ، وجعلت الدولة البيزنطية تعتمد على البندقية في احتياجاتها العسكرية ، قد أبرزت البندقية كدولة بحرية كبرى في البحر المتوسط . ولقد انتهى الخطر النورمايي بصنه مؤقته بصلح عقد في سنة ١١٥٤ م .


غير انه كما جعلت حركات النورمان وسياستهم البندقية وبيزنطة في جانب واحد بعد النورمان واطماعهم ، فان انتهاء الخطر التورماني جعل البندقية تواجه موقف الدولة البيزنطية منها دائما . وكان هذا أمرا طبيعيا


متوقعا ، فيها كانت الأحوال ، كانت البندقية هي الدولة التجارية الكبرى وتجارها هم المنافسين الاقوياء المصالح الدولة البيزنطية وغيرها في شرقي البحر المتوسط. ولكن طرا وقتذاك عنصر جديد وخطير على الموقف حينها اتضحت احلام الامبراطور الأول كومنين ( ۱۱٤٣ - ۱۱۸۰ م ) ومطامعه في الامبراطورية الواحدة . وكان ذلك منادا المصالح البندقية ، ذلك أن الامبراطور البيزنطي كان يريد أن يمتد نفوذه الى ايطاليا في الشمال والجنوب كخطوة أساسية للتمهيد لفكرة الامبراطورية الواحدة . ولم تنته الاخطار بانتهاء حكم مانويل كومنين ، لأن الامبراطورية الغربية والامبراطور فريدريك بارباروسا كان صاحب السلطة الكبرى في ايطاليا . ومن المعروف ان الصراع بين الامبراطورية الغربية والبابوية في روما قد تخلله النضال بين الامبراطورية الغربية والمدن الإيطالية ومنها البندقية . ولذلك كان طبيعيا أن تنضم البندقية إلى البابوية في نضالها ضد الامبراطورية ، كما انضمت الى العصبة


اللومباردية سنة ١١٦٧ م


ثم وقع ما . وقع أحداث التي أدت. إلى مذبحة اللاتين بالقسطنطينية على
يد الامبراطور اندرونيق الأول كومنين ( ۱۱۸۳ - ١١٨٥ م ) . وتلا ذلك سلسلة مصادرات لأملاك اللاتين الغربيين بالقسطنطينية حتى أن من تبقى منهم استفانوا بالبندقية والملك وليم الأول ملك صقلية . وقامت البندقية للانتقام ، وكانت حركتها سببا في انتهاء عهد اندرونيق كومنين وقيام اسحق الثاني ايجيلوس ( ١١٨٥ - ۱۱۹٥ م ) مؤسس أسرة انجيلوس ، بفضل ما كان عنه من الميل الى البندقية ، وقد أعاد اسحق للبنادقة امتيازاتهم بالعاصمة البيزنطية وغيرها من المدن البيزنطية ، كما وعد بتعويض اللاتين جميعا الذين أضروا تعويضاً ماليا كافيا


ثم جاءت الحملة الصليبية الثالثة التي قامت بهدف انقاذ كيان الوجود الصليبي المتداعي في الأراضي المقدسة بعد الضربات القوية المتلاحقة التي وجهها صلاح الدين الأيوبي اليها ، والتي يتوجها انتصاره الساحق في حطين سنة ۱۱۸۷ م ، وطردهم من بيت المقدس في أكتوبر من ينس العام . وقد شاركت البندقية في تلك الحملة مثلما شاركت في الحملتين السابقتين طالما في ذلك مصلحة محققة لها ، وذلك من حيث تأجير مراكبها لنقل الجند المليبيين الى الشام .


وقد حصلت البندقية في مقابل ما قامت به من مساعدات على امتيازات تجارية في البلاد الصليبية المتبقية للاتين في فلسطين ، على حين أن تلك الحملة الصليبية الثالثة لم تؤد إلى تحسين مركز اللاتين في الأراضي المقدسة ، بل على العكس من ذلك فشلت في تحقيق اهدائها ، وأوضحت أن مصير الملاتين ومقامهم الى زوال . فقد هدم صلاح الدين دولة الصليبيين بعد موقعة حطين واستعادة البيت المقدس حتى لم يبق منها سوى بضعة ثفور ضعينة متهالكة ، ممتدة على الساحل الشامي . ومع ذلك ، فقد كانت فائدة البندقية من الحروب الصليبية مستمرة ومتزايدة بتزايد الأسواق التي فتحتها، والمكاسب التي حتتتها ، والامتيازات التي حصلت عليها بمختلف البلاد


الصليبية ، مما لم تصل اليه يد صلاح الدين ..


وفي ظل هذه الظروف تولى دونية البندقية سنة ۱۱۹۳ الدوق دندواو
وكانت أوروبا وقتها تستعد لحملة جديدة هي المعروفة بالحملة الصليبية الرابعة . واحذت تتجمع في البندنية في انتظار التسهيلات العبور مناطق معينة . وكان الكسيس الثالث انجيلوس ۱۱۹۵۱ - ۱۲۰۳ م ) قد خلع اخاه اسحق وسجنه كما مجن ابنه الكسيس الرابع. وقد تمكن ذلك الابن من الهرب . وطلب النجدة من أوروبا ضد عمه المغتصب ، فاختلطت الحملة الصليبية الرابعة التي كان هدفها الأصلى مصر والأراضي المقدسة ، كما تشابكت اغراضها بعد . الاستجابة لاستغاثة ابن اسحق انجيلوس . يضاف الى ذلك ثراء الدولة البيزنطية الذي كان الغرب على علم به ، والذي تحدث عنه أحد مؤرخي الحملة الصليبية الأولى من اللاتين، وهو فوشيه دى شارتر . هذا فضلا عن عدائها التقليدي للبندقية ..


كل هذه الحوادث والظروف اجتمعت ، وتبخص عن ذلك تحويل فكرة الحملة الصليبية الرابعة التي كان هدنها مصر منقل التوى الإسلامية ومركز امدادها بالمال والرجال والمؤن والملاح ، الى حملة على الدولة البيزنطية. واذا كان الصدام بين الكسيس كومنين والصليبيين في الحملة الصليبية الأولى في أواخر القرن الحادي عشر ، قد كشفت بما لا يدع مجالا للشك عن الطماع اللاتين في بيزنطة ، وحقدهم عليها ، وكراهيتهم لها ، وأطماعهم في نفائسها وكنوزها ، فقد أكدت الحملة الصليبية الرابعة بعد ذلك التاريخ بحوالي ترن من الزمان تلك الأطماع وذلك الحقد والكراهية . وأثبتت أن أنا كومنينا ابنة الكسيس كومنين كانت على حق عندما أكدت في كتابها الالكسياد » أن أولئك القوم كانوا يهدفون إلى خلع أبيها عن العرش والاستيلاء على القسطنطينية


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

شرعت إلى جانب و...

شرعت إلى جانب والدي، ممسكا بيده اليمنى، وركضت لمواكبة الخطوات الطويلة التي كان يخطوها. كانت جميع ملا...

يعتبر الاستعداد...

يعتبر الاستعداد الوظيفي هو أحد العوامل التي ترفع قدرة الأفراد على اتخاذ الخيارات المهنية، وصنع القر...

الضوابط القانون...

الضوابط القانونية لتنفيذ حكم التحكيم الرياضي وفقاً للقانون الإماراتي. مقترح خطة بحث لاستكمال متطلب...

حيث أسندت النيا...

حيث أسندت النيابة العامة إلي المتهم وآخر لأنهما بتاريخ 7 / 6/ 2024 بدائرة إختصاص مركز شرطة الرفاعة أ...

Dr Alexander Fo...

Dr Alexander Forse says capturing carbon dioxide is a "last resort" for tackling global warming ...

كتاب: «صبح الأع...

كتاب: «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» للقلقشندي (756- 821)، هو أهمّ كتاب في الصناعة الإنشائية، وأجمع ال...

تابلوه خاص بالط...

تابلوه خاص بالطاقة الشمسية يحتوي على كامل الحمايات AC DC مع الخيار الموسع بمصدرين كهرباء عمومي و ...

Christie Sides ...

Christie Sides Hinted At Significant Indiana Fever Roster Change.On Tuesday, July 2, at 9:30 p.m. ET...

تعاني الصحافة ا...

تعاني الصحافة الرياضيّة العربيّة، التي تنشط في سوق عملٍ تنافسي كبير، من ضعف مهنيّة واحترافية مَن يما...

الريف في المجام...

الريف في المجامع العربية هو الخصب والسعة والمأكل وهو أرض فيها زرع وماء وقد وردت كلمة "الريف" في القر...

ألنصار المذهب ا...

ألنصار المذهب المادي أو الموضوعي، نكون بصدد البدء في تنفيذ الجريمة، بالشروع في ارتكاب الركن المادي ...

تعد اضطرابات ال...

تعد اضطرابات التغذيه خطر كبير من الناحيه الطبية والنفسية وتسبب كثير من حالات انقطاع الطمث عند الرياض...