لخّصلي

مفهوم إدارة المخاطر:
تعريف المخاطر:
في سياق إدارة المخاطر، تشير "المخاطر" إلى احتمال أن يكون لحدث أو موقف آثار سلبية على أهداف المنظمة. وهو يشمل حالة عدم اليقين التي تحيط بالأحداث المستقبلية، وينطوي على إمكانية حدوث نتائج إيجابية وسلبية على السواء. تهدف إدارة المخاطر إلى تحديد المخاطر وتقييمها وتحديد أولوياتها وتخفيفها لتقليل التأثير السلبي المحتمل على المنظمة وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها.
غالبًا ما يتم التعبير عن المخاطر في هذا السياق من حيث احتمال وقوع حدث والعواقب أو التأثير المحتمل في حالة وقوعه. تتضمن عملية إدارة المخاطر تحليل هذه العوامل لاتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية معالجة المخاطر أو الاستجابة لها أو التخفيف منها. إنه جزء لا يتجزأ من التخطيط التنظيمي وصنع القرار لضمان المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة حالات عدم اليقين.
تعريف إدارة المخاطر:

تُعرف إدارة المخاطر Risk Management حسب معهد إدارة المشروعات Project Management Institution على أنه التعامل الصحيح مع أي حدث أو ظرف غير مؤكد، وفي حال وقوعه فإنه يحدث تأثير إيجابي أو سلبي على أهداف المشروع، حيث تشتمل تلك الأحداث على الظروف والمواقف والتهديدات غير المتوقعة والتي يؤدي وقوعها إلى التأثير على سير المشروع بالطريقة المطلوبة.
إذا ما رجعت مرة أخرى إلى التعريف السابق ستجد أننا ذكرنا أن المخاطر لا تقتصر على التأثير السلبي على أهداف المشروع فحسب بل في بعض الأحيان يحدث تأثير إيجابي، وهو ما يغيب عن البعض فأغلب الأشخاص يقومون بربط كلمة "مخاطر" بالنتائج السلبية فقط على خلاف الواقع، فالمخاطر ليست فقط مخاطر سلبية.
ومن الأمثلة على المخاطر الإيجابية انتهاء تنفيذ المشروع قبل التاريخ المحدد، الحصول على نتائج أفضل من تلك المخطط لها، عدم استخدام كافة الموارد المخصصة للمشروع.
أما عن أبرز الأمثلة على المخاطر السلبية فتشمل تخطي التكاليف الميزانية المقررة لها، انتهاء المشروع في وقت متأخر خارج جدوله الزمني.
وعادة ما يُنظر إلى إدارة المخاطر على أنها تقلل من الضرر للقيمة التي تخلقها المنظمة لنفسها، والموظفين، والمساهمين، والعملاء، والمجتمع. وتقرر كل مؤسسة ما تعتبره خطراً على المنظمة وتجري شكلاً من أشكال تقييم المخاطر. إطار إدارة مخاطر المؤسسة هو مجموعة من المبادئ والإجراءات التي تساعد المنظمة على إدارة المخاطر المتوقعة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بنجاح.
وبهذا المعنى، فإن حلول إدارة المخاطر تقوم بأمرين: حماية المؤسسة من الأذى وخلق الفرص لتحسين أداء الأعمال.
في حين أن الخطر يمثل حدث عرضي أو حدث غير متوقع يظهر من مصادر داخلية أو خارجية لها تأثير على تنفيذ الاستراتيجية أو تحقيق الأهداف بالمؤسسة. تعرف لجنة COSO إدارة المخاطر على أنه مسار يتم تنفيذه (œuvre en mise (من طرف مجلس الإدارة، الإدارة العامة، مسيري المؤسسة، بالإضافة إلى مختلف مستخدميها. أين يتم الأخذ بعين الاعتبار في إطار إعداد استراتيجية المؤسسة ومختلف نشاطاتها. فتصميم إدارة المخاطر يسمح بتحديد واكتشاف مختلف الحداث التي لها تأثير محتمل على المؤسسة بالإضافة إلى تسيير المخاطر في حدود مستوى المخاطر المقبولة أو المحتملة من طرف هذه الأخيرة كما تسمح بتقديم ضمانات معقولة فيما يتعلق بتحقيق أهداف المؤسسة

تساعد إدارة المخاطر بشكل صحيح على تمكين استمرارية الأعمال. ترتبط إدارة استمرارية الأعمال (BCM) بإدارة علاقات المؤسسة. BCM هي عملية إدارية تستخدمها الشركات لتحديد التهديدات المحتملة والتخطيط للمستقبل في حالة تحقيق هذه التهديدات، والتأكد من أن الشركة يمكنها الوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء والموردين والموظفين.
تتمثل وجهة النظر الحديثة لإدارة المخاطر المؤسسية في أنه يجب أن يساعدك على زيادة احتمالية تحقيق أهدافك التنظيمية بدلاً من مجرد تجميع قائمة بالمشكلات المحتملة.
نحن نأخذ النهج الذي أن برامج إدارة المخاطر هو أكثر من مجرد حماية الأصول الخاصة بك. يتعلق الأمر ببناء ثقافة واعية بالمخاطر بحيث يمكن لموظفيك اتخاذ الإجراءات الأكثر استنارة واتخاذ أفضل القرارات. وتتمثل مهمتنا في تمكين حلول إدارة المخاطر التي تعمل دائمًا وتوحيدها وتنسيقها ومواءمتها مع أعمالك.

المطلب الثاني: موقع قسم إدارة المخاطر .
أفضل قائمة إدارة المخاطر وفلسفة ملائمة لن تكون فعالة حالة عدم تطبيقها، فإذا قام قسم إدارة المخاطر وكان ضمن المستويات العليا في المنظمة من قبل مدير القسم إبعاد تقريره مستوى عالي
فان الوظيفة كاملة ستعتبر قوة حقيقية وهذا يساعد في تطبيق السياسة، ويتطلب ذلك السلطة اليت تساعد مدير المخاطر من وقت أخر، ويف إحدى الدراسات اليت أعدت في بريطانيا عام 1989 قامت بها
( AIRMIC ) بخصوص الجهة اليت يرفعون إليها تقاريرهم تبني أن بعضهم يتخطى حدوده ولكن إجابتهم كالتالي:
✓ %52 يرفعون تقاريرهم إلى مستويات مجلس الإدارة
% 29 % ✓ يرفعون تقاريرهم من خلال السكرتارية
%51 ✓ يرفعون تقاريرهم من خلال المدير المالي / المدير المباشر
%11 ✓ يرفعون تقاريرهم إلى المشرفين.
وهذه الإجابة تميل لتؤيد حالة قيام معظم الأقسام بالتبليغ عند المستويات العليا في المنظمة ويف نسبة كبرية منها فان التقارير تقدم عنها عن طريق المنفذ المالي بدال من المشرفين على الإنتاج. وكل من يعمل في المنظمات يقدر أهمية ودور الوظيفة المالية والأشخاص الذين يديرونها في النهاية فإن إدارة المخاطر تمثل أداة وحدة فقط لمساعدة المنظمة في تحقيق هدفها الرحبي وبالتالي فان المنفعة والتكاليف في شكل مالي مهمة.
نستنتج من أعاله أن مدير المخاطر كسائر الأقسام الأخرى وهو عرضة لكافة المعايير حيث يقيم على أساسها المدراء. لن نظام إدارة المخاطر له مظاهر تقنية، بمعنى أخر مثل بقية نظم الإدارة الأخرى له تقنيته وأساليبه المختلفة ولكن الأمر املهم أن يقوم مدير المخاطر بالدارة

المطلب الثالث: اهداف وأهمية إدارة المخاطر
1-أهداف إدارة المخاطر

لا يكفي الحديث عن هدف واحد إدارة المخاطر مثل مال يكفي أيضا الحديث عن هدف واحد ألي مؤسسة، قد يكون معظم المؤسسات بالطبع أهدافا متعددة ويكون معظم مخاطر التمويل في البنوك، الوظائف داخل المؤسسة أهداف متعددة أيضا وقد يكون للمؤسسة أو قسم هبا رسالة واحد مسطرة إلا أن الأهداف الأخرى سوف تتطلب التعرف عليها ووظيفة إدارة المخاطر ال تختلف عن ذلك أهنا اهداف متعددة. والهدفان الرئيسيان لوظيفة إدارة المخاطر يكونان عادة:
التخفيف من أتثري المخاطر.
تقليل التكلفة إيل الحد اللدين.
. - ومن بني بالاهداف المتعددة لإدارة المخاطر ما يلي:
الفهم الكامل للمخاطر المحيطة بالمؤسسة، والاطمئنان أهنا ضمن الحدود المقبولة والموافقة عليها.
التوصل إلى انسب وسيلة للسيطرة على الخطر، وتقليل تكلفة التعامل معه بناءا على أسس عملية وعملية منهجية.
العمل على تفادي الخسائر والأحداث قبل وقوعها.
تقليل تكلفة التعامل مع المخاطر البحتة إلى الحد الأدنى
. حماية الموظفين من الإصابة الطرية والوفاة.
القضاء على القلق عندما تكون للمؤسسة أهداف معينة أحيانا تتناقص وتتعارض الأهداف مع بعضها، ويف ظل هذه الظروف جيب اتخاذ قرار لتحديد من تكون له الأولوية والأسبقية ولذلك ليكفي التعرف على أهداف إدارة المخاطر بل غلب أيضا التعرف على الهدف الذي يسمو على الأهداف الأخرى
2-أهمية إدارة المخاطر

لإدارة المخاطر أهمية كبيرة داخل المؤسسة حيث تمثل أحسن الفرص التي يمكن للمؤسسة أن تنتفع من مزاياها، وقد بين معهد المدققين الداخليين IIA هذه الأهمية في النقاط التالية
: • مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها
. • فهم أفضل للمخاطر الأساسية والعواقب المترتبة عنها.
• التعرف على المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة
. • توجيه وتركيز العمل على الجوانب التي تأخذ الأهمية الأكبر
. • التقليل من الأزمات والمفاجآت.
• تساعد المؤسسة بأن تكون أكثر استعداد للقيام بكل ما هو الزم وكما يجب.

• تحسين الفرص من أجل التغيير.
• القدرة على قبول المخاطر ذات الدرجة الكبيرة والتي تكون لها عوائد أكبر.
• الإحاطة بالمخاطر وأخذ قرارات أكثر وضوحا.
• تساعد في تشكيل رؤية مستقبلية واضحة يتم في ضوئها تحديد خطة وسياسة العمل
• الحاجة إلى تنمية وتطوير ميزة تنافسية Compétitive avantage للمؤسسة عن طريق التحكم في التكاليف الحالية والمستقبلية التي تؤثر في الربحية
• تقدير المخاطر والتحوط ضدها بما ال يؤثر في ربحية المؤسسة من خلال استخدام أدوات إدارة المخاطر. وبالتالي فإن إدارة المخاطر تمثل إحدى أهم الوظائف التي تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها والتحوط من المخاطر التي قد تولد أزمات تؤثر على قراراتها، وبالتالي ربحتها لتبقى وظيفة تساهم بشكل فعال في تحسين فرص المؤسسة والتعرف على المخاطر وتخفيضها إلى مستويات مقبولة

المبحث الثاني: خطوات إجراءات عملية إدارة المخاطر
من خلال هذا المبحث سيتم عرض ألهم الخطوات عملية إدارة المخاطر في المطلب الأول، أما المطلب الثاني سنتطرق إلى إجراءات تقويم المخاطر.
المطلب الأول: خطوات عملية إدارة المخاطر

إدارة المخاطر لم تعد خاصة أو اختيارية وهو الاهتمام اللازم في كم مرة تتخذ قرارا سوآءا القامة عالقة أو بدء مشروع أو عقد حدث والمطلوب منها تحقيق نتائج ذات نوعية جيدة. يجب علينا محاذاة بناء أنشطتنا وصنع القرار مع الأهداف والنتائج التي تساعدنا على الوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية أو بنجاح تنفيذ الخطط التشغيلية لدينا، وفيما يلي لدينا خطوات عملية إدارة المخاطر:
وضع إطار للمخاطر:
يبدأ من التعرف على المخاطر من مصدر المشاكل أو المشكلة بحد ذاتها كما يتم تعيين نطاق لتقييم المخاطر من خلال تحديد الأهداف العامة وأسباب تقييم المخاطر والإطار القانوني لذلك، كما يجب تحديد أصحاب المصلحة ومن ثم جمع المعلومات الأساسية وتوفيرها.
تحديد المخاطر:
ويكون ذلك من خلال تحديد مصادر الخطر ومجالات التأثير والأحداث بما في ذلك التغيرات في الظروف وأسبابها والعواقب المحتملة حيث يتم الإجابة عن أسئلة متعلقة بكيفية حدوث الخطر ومكان وقوعه وسبب وقوعه آثاره ومن يمكنه التأثير فيه.
تحليل المخاطر:
ويتم ذلك عن طريق تقييم احتمال حدوث الخطر وتقييم مستواه وتحديد الضوابط الحالية والتي تمكن من التخفيف من أثره، والتي تكون قابلة للقياس وقابلة للتكرار ويمكن أن تشمل التشريعات والسياسات والإجراءات وتدريب الموظفين وتقسيم الأعمال وتصنيفها إلى منخفضة ومتوسطة وعالية.
تقييم المخاطر:
ويكون ذلك من خلال تقرير ما إذا كان الخطر مقبول أو غير مقبول، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات المستقبلية اللازمة و كيف يتم التعامل، حيث هناك عادة الكثير من الآثار المحتملة التي تم تحديدها يمكن معالجتها , و من الضروري إجراء مقارنة بين تقدير الأخطار ومقاييس المخاطر التي تم إعدادها بالإضافة الى :
إعداد تقارير المخاطر والاتصالات
اعتماد الأساليب الرقابية، خاصة المسؤوليات الإدارية في ادارة المخاطر.
تطبيق نظم الرقابة الأولية بغرض إدارة الأخطار الهامة.
تطبيق نظم المتابعة والمراجعة.
معالجة المخاطر:
بعد تقييم المخاطر وتحديد فيما إذا يمكن معالجتها حيث يتم تحديد نوع المعالجة سوآءا بتخفيف الآثار أو القضاء عليها أو نقلها إلى جهة أخرى مثل شركاء
تعتبر معالجة المخاطر بمثابة عملية اختيار وتطبيق إجراءات بغرض التغيير في المخاطر.
ترتبط تكلفة إجراءات التحكم في المخاطر بالمقارنة بالمزايا المتوقعة من تخفيض المخاطر
تتضمن معالجة المخاطر، التحكم في المخاطر كأحد أهم عناصرها، وتمتد أكثر إلى تجنب المخاطر
المطلب الثاني: إجراءات تقييم المخاطر

عملية تقييم المخاطر هي طريقة منهجية لتقييم المخاطر لهيئة صنع القرار وهي خطوة حاسمة في عملية صنع القرار. تقييم المخاطر هو عملية ديناميكية ومتكررة تساعد صانع القرار على فهم وإدارة المخاطر المحتملة لقرارهم.

البيئة الداخلية:
وتشمل ثقافة المنظمة وتضع الأسس لكيفية النظر للمخاطر ومعالجتها من قبل أفراد المؤسسة بما في ذلك فلسفة إدارة المخاطر والرغبة في المخاطرة والنزاهة والقيم الأخلاقية والبيئة التي تعمل فيها.
إعداد الأهداف:
يجب الأخذ بعين الاعتبار عند إعداد الأهداف من قبل الإدارة الأحداث المحتملة التي تؤثر على تحقيقها وتضمن إدارة المخاطر في المؤسسة أن عملية تحديد الأهداف والأهداف المختارة تتلاءم مع مهمة المؤسسة وتتفق مع الرغبة في المخاطرة بها.
تحديد الحدث :
يجب تحديد الأحداث الداخلية والأحداث الخارجية التي تؤثر على تحقيق أهداف الكيان والتمييز بين المخاطر والفرص
تقييم المخاطر:
يتم تحليل المخاطر بالأخذ بعين الاعتبار احتمالية التأثير كأساس لتحديد الكيفية التي ينبغي أن تدار بها ويتم تقييم المخاطر الكامنة والمتبقية.
الاستجابة للمخاطر:
تختار إدارة المخاطر ردة فعل بتجنب المخاطر أو قبولها أو التقليل من أثرها، وضع مجموعة من الإجراءات للتنسيق بين المخاطر التي يمكن تحملها من طرف المؤسسة والرغبة في المخاطرة
التحكم في الأنشطة :
يتم وضع السياسات والإجراءات وتنفيذها للمساعدة على ضمان ردود فعالة للمخاطر التي تواجه المؤسسة
لمعلومات والاتصالات:
يتم تحديد المعلومات ذات الصلة وترسل في شكل وإطار زمني يمكن الأفراد داخل المؤسسة من تحمل مسؤولياتهم وبمعنى آخر أحداث التواصل الفعال داخلها.
المراقبة:
يتم مراقبة مجمل أنشطة إدارة المخاطر في المؤسسة وإدخال تعديلات عليها حسب الضرورة ويتم إنجاز المراقبة من خلال الأنشطة العادية للإدارة والتقييمات المنفصلة.