لخّصلي

الأخلاق
الأخلاق هي الأساس في تكوين أفراد يتمتعون بالرقي والفضائل ولا يقبلون بالصفات السيئة؛ لأنّ الأخلاق هي التي تقوّم الإنسان وتجعل تصرفاته راقية ليس فيها أي سوء، وهي التي تجعل الخير يعم بين الناس وتمنع من انتشار الرذائل والأخلاق السيئة.
غياب الأخلاق يؤدي الي سقوط المجتمع
الأخلاق هي التي تجعل من المجتمع مجتمعًا فاضلًا يهاجم الشر ويدعو للخير او يجعل من أفراده مجرد وحوش تحاول الهجوم على الآخرين، ويجعل الحقوق ضائعة.
كما يُسبب غياب الأخلاق غيابًا لصوت الضمير الحي، وتراجعًا في إنجازات المجتمع في مختلف المجالات؛ لأنّ أفراده يتفرغون لفعل المشكلات فقط والتفكك الحاصل فيه، ويضيعون طاقاتهم وإبداعاتهم بأشياء لا تجلب لهم أيّة فائدة.
لا يمكن لأحد أن ينكر دور الأخلاق في تكوين شخصية الإنسان السوية والرقي بالمجتمع إنسانيا، وإيمانا بأهمية هذا الدور سوف نتحدث عن الأخلاق في إطارها الزماني الحالي، وهذا ما يحتم علينا طرح مجموعة من الأسئلة التي تحتاج لنظرة فاحصة ممزوجة بالنقد، لكي تتم الإجابة عليها بشكل مدقق وفق اخلاقك التي تربيت عليها ,أن يكون هذا الزمن متطورا ماديا في التقنية والتكنولوجيا والصناعة لا يعني أنه كذلك في الأخلاق والقيم والانسانية، وهذا التباين الحاصل مؤشر واضح على وجود خلل في تركيبة الإنسان المعاصر، بل هو دليل قاطع على حالة الانحدار السريع نحو تلاشي القيم الأخلاقية وضمور الحس الإنساني، لأن أصل الصلاح البشري ليس بلوغ التطور المادي وإنما التوفر على فكر سليم وروح نقية وقيم نبيلة، وفي حال غياب ذلك أمام الاستفحال المادي الواقع في عصرنا فإن الانحدار الأخلاقي حتمي وسيكون مصير البشرية الذي لا مفر منه.
الأخلاق اختبارات
بدورنا نعتقد بأن الأخلاق بمثابة اختبار حقيقي للنبل والارتقاء الإنساني، وفي حالة السقوط وعدم القدرة على النجاح فيه لا يتهشم الفرد تهشما معنويا فقط بل وواقعيا أيضا، فالتبجح بالأخلاق كما هو الحال في هذا الزمان أمر مقرف جدا إذا كانت حقيقة المرء على نقيض ذلك، ويبقى الفعل دائما في مواقف الحياة أبلغ من القول، فحين يكتشف عدم صدق ما يتم ادعاؤه في الواقع المعيش، ينهار كل ما تم بناؤه سواء بالتمثيل أو التصنع أو النفاق، ولا يعود لذلك أي أثر إيجابي بل يصير ذلك سببا قويا للنفور ممن يتصرف بمثل تلك الأفعال، لا سيما التي تتعارض مع القيم الإنسانية النبيلة.

التكبر الأخلاقي
أغلب الناس اليوم يعتبرون أنفسهم متفوقين أخلاقيا؛ فيقومون باستعراض الأخلاق والتباهي بها ولا يكفون عن الإعلان عن كونهم من الأخيار وغيرهم من يحمل السوء والشر، كما أن التبجح بالأخلاق شائع بكثرة في العالم الافتراضي باعتباره مساحة مفتوحة ونشطة تسهل لهم تلك العملية بشكل كبير؛ سواء عبر التعبير عن صفات أخلاقية مصطنعة أو من خلال اتهامهم للآخرين بقلة الأخلاق أو انعدامها, إن انفصال الناس عن الأخلاق الإنسانية النبيلة له صور متعددة في هذا الزمن الذي شاع فيه الزيف في كل شيء، ويمكن جمع تلك الصور في الانجراف نحو الماديات والانغماس في حب المظاهر وتحقيق المنافع الشخصية بدون أي حس إنساني ولكن كما نحن الان اشتهرنا في زماننا الحالي بالتفاخر و التعالي بالملابس او حتي الأكسسوارات كما نري الان.
الأنضباط
و عندما نأتي الي الأنضباط نري ان الأخلاق السيئه تظهر بكثرة في المدارس حيث ينتشر اغلب الأشياء السئية التي ممكن تراها بعينك من الفاظ بذيئة او مضارابات بواسطة أدوات حادة والذي يمكن أن يقتل أي شخص او يجرح لدرجة عميقة.
وهذة الأشياء تأتي بسبب بعض الأسباب مثل:
1-حب الطلبة للعب وقضاء الوقت في اللعب والمزاح.
2-عدم الالتزام والتمرد من الطلبة على القواعد المدرسية والأنظمة الموجودة حيث يعمل بعض الطلبة على فرض سيطرتهم.
3-تعرض بعض الطلبة للاستهزاء والمضايقات سواء من الأستاذ أو الأصدقاء.
4-المعاملة السيئة للمعلم مع الطلبة وتعنيفهم والاستهزاء منهم.
5-مشاكل الأسرة في حياة الطلبة تؤثر على عدم انضباطهم في المدرسة.
6-التدخل في خصوصية الطلبة من قبل الإدارة المدرسية، وعدم وضع مساحة شخصية لهم.
7-الشعور بالخوف والفشل وعدم النجاح، والخوف من العقاب، ومن عدم أداء الواجبات الضعف في عملية التدريس.
8-عدم وجود الرقابة المدرسية على الصف.
9-أسلوب المعلم في التدريس، فعندما يرون المعلم متساهلاً بعض الشيء يرى بعض الطلبة أنه الوقت المناسب لأكل، والضحك، والنوم، وما إلى ذلك خلال الحصة.

10-الصحبة السيئة حيث سيحدد نوع الطلبة الذين يمشي معهم الطالب وسلوكاتهم على مدى الانضباط المدرسي، حيث يتعلم بعض الطلبة التدخين والغش في الامتحان والسلوكات السيئة عن طريق أصدقائهم.
11-عدم وجود علاقة جيدة بين الأبوين وأولادهم أو عدم توافر العلاقة الجيدة بين المعلم والطالب,وهذة النقطة اراها من وجهة نظري علي ان هي اهم نقطة لان الوالدين يقدون معظم الوقت الان في العمل او علي الجوال ولا يتعاملان ابدا مع أبنائهم.

الحل
ولكن لدينا بعض الحلول لتلك المشاكل ومنها:
1-التنظيم: من المهم جداً ترتيب وإدارة كل عناصرعملية التعليم، وتحديد أنظمة ممنهجة تساعد على ذلك لتحقيق الانضباط المدرسي، ففي غياب التنظيم سيبدأ الطلاب في التصرفات غير الصحيحة.
2-التصرف مع المشكلات منذ البداية؛ يعتبر التعامل مع المشكلة من البداية أفضل؛ حتى لا تكبر ويُصبح من الصعب حلّها فيما بعد.
3-الرقابة الجيدة: تحسين بعض الإجراءات الرقابية تجنبًا لحدوث المشكلات.
4-التعليم التطبيقي للإجراءات المراد اتباعها؛ قد لا يكون وضع الإجراءات المانعة لحدوث المشكلات كافياً، لكن يجب التفسير للطلبة كيفية التعامل معها بشكل واضح، ووضع الأمثلة التطبيقية لإيصال الفكرة والهدف منها بشكل جيد.
5-التفاعل بين الطلبة: يجب تقديم نشاطات تفاعلية للطلبة، إذ إنّه كلمّا زادت نسبة الطلبة المُشاركين في هذه النشاطات، قلَّ عدد المشكلات المتوقعة,هذه هي افضل نقطه يمكن ان تحددث في الفصل لأن تلك التفاعلات تمكن الطالب ان يكون طوال وقت الحصة يكون في أعلي تركيز له.
6-تحسين العلاقات مع الطلبة: يجب التعاطف مع الطلبة، وإظهار جانب العطف لهم، ليتمكّنوا من الاعتراف بأخطائهم وتصحيحها، وذلك من أجل إنتاج انضباط مدرسي على مستوى عالٍ في الصف.وتلك النقطة تأتي من اهم النقاط مع النقطة الماضية اذا اتيا معا تجعل الفصل الدراسي من اجمل الأوقات لدي الطالب في المدرسة.

الختام
في الختام، يظهر بوضوح أن الأخلاق تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الفرد والمجتمع. غياب الأخلاق يمكن أن يؤدي إلى انحدار المجتمع وظهور التكبر الأخلاقي وفقدان الانضباط في المدارس. لحل هذه المشاكل، يجب تعزيز التنظيم وتفعيل الرقابة الجيدة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الإيجابية بين الطلاب والمعلمين. التفاعل والتعاون يلعبان دورًا هامًا في بناء بيئة دراسية إيجابية وتعزيز الانضباط المدرسي.
لذلك، يجب أن يكون التركيز على تنمية القيم والأخلاق النبيلة جزءًا لا يتجزأ من التربية والتعليم. ينبغي تحفيز الأفراد على التفاعل الإيجابي وتعزيز قيم المسؤولية والاحترام. بالعمل المشترك والتوجيه السليم، يمكن تجنب الكثير من المشاكل وتحقيق بيئة تعليمية صحية وفاعلة.