لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (12%)

وبلغت مدينة إبلا أوج عظمتها في الألفية الثالثة ق. وتعد مدينة إبلا ذات أهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ السوري. كما أن لها أهمية خاصة بالنسبة للدارسات الكتابية. ونحن لم نري سوي القليل من الأدلة حتى الآن. 1(هـ) المدن الكتابية
هناك عدد غير قليل من المدن الكتابية الهامة التي تظهر في الألواح الأثرية لمدينة إبلا التي تحوي نصوصها (في معظم الحالات) أقدم ما ذكر عن هذه المدن. والعديد من هذه الأماكن معروفة لدى علماء الآثار بأنها كانت مدن سكنية في الألفية الثالثة ق. 50)
3(هـ) هدايا الشرق الأدني قديماً
(2) أن ما وصف من أنشطة في كتابات العهد القديم ليست مستحيلة أو حتى بعيدة الاحتمال بالنظر إلى الشواهد والمعايير الخارجية ذات الصلة. 4(هـ) الممارسات الدينية
وليس هناك مبرر معقول للفكرة الغريبة التي مفادها أن الطقوس البسيطة التي كانت تمارس في خيمة الاجتماع التي صنعها موسى (طالع سفر اللاويين) أو هيكل سليمان، ويرجع كل منهما إلى زمن متأخر عن الزمن الذي كانت تمارس فيه الطقوس في العديد من المعابد في إبلا بأكثر من ألف عام، 75, 75, لم تكن هذه الرؤية العميقة متوفرة، فقد نسبت الكثير من الكلمات العبرية إلى عصر متأخر حوالي 600 ق. م. وما بعدها. فإذا استخدمت كلمة معينة في مدينة إبلا عام 2300 ق. م.) أو أنها مصطلح آرامي في الوقت الذي لم تكن فيه اللغة الآرامية القياسية قد تطورت بعد، بل أنها تصبح حينئذ كلمة من عصر مبكر، ويقول كيتشن مشيراً إلي بعض الكلمات:
فإن التعبير المستخدم للإشارة إليهم هو nase وهي مشابهة لكلمة nasi التي استخدمت في الكتاب المقدس للإشارة إلى رؤساء أسباط إسرائيل (كما في العدد 1: 16 و 44) كما استخدمت للإشارة إلى الحكَّام مثل سليمان (1 ملوك 11: 34). م.، وأخيراً فإن الفعل hadash أو hiddesh الذي يُعْتَقد أنه ظهر في عصر متأخر والذي يعني (يجدد أو يتجدد) ينحدر من الكلمة الإبلية h edash (u) مروراً بالكلمة الأوجارية hadath. ونفس الكلام يقال عن الكثير من الكلمات الأخرى. 51)
51)
فإن قصة الطوفان في سفر التكوين تتسم بالواقعية والخلو من الأسطورة بالمقارنة بروايات هذه القصة لدى الشعوب القديمة الأخرى، فقصة الطوفان يذكرها الإغريق والهندوس والصينيون وسكان المكسيك والهنود الحمر وسكان هاواي. فبعد ذكر أسماء ثمانية ملوك عاشوا لفترات طويلة (عشرات الآلوف من السنين)، هناك أسباب قوية للاعتقاد بأن سفر التكوين يقدم القصة الأصلية. ويشير الأدب السومري إلى هذه الحقيقة في مرات عديدة. كما يعتقد، وطبقاً لما ورد بالكتاب المقدس: وكانت الأرض كلها لساناً واحداً ولغة واحدة (تكوين 11: 1)، بلبل الله ألسنة الأرض كلها (تكوين 11: 9). ويقول ألفريدو ترومبيتي أنه يستطيع أن يتتبع ويثبت الأصل المشترك لجميع اللغات. وتدل كل هذه الشواهد على أن المادة المدوَّنة في سفر التكوين كانت روايات مباشرة لشخص عاش في زمن إبراهيم. من عام 2400 ق. م. حتى عام 400 ق. وهناك أدلة متزايدة على أن المحتوى الأساسي المتوارث للكتاب المقدس صحيح - بدءاً من الآباء الأولين ومروراً بالخروج ودخول إسرائيل إلى كنعان والمملكة الموحدة ثم تقسيم المملكة إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا ثم السبي والعودة منه. 1(د) سلسلة نسب إبراهيم
ولكن اسمه يظهر في بابل كاسم لشخص في نفس الفترة التي كان يعيش فيها. 9)
3(د) إسحق والبركة الشفهية (تكوين 27)
BCNT, ABH, التي دوِّنت حوالي عام 1500 ق. الضوء على الخلفية التاريخية للآباء الأولين في الكتاب المقدس: إبراهيم وإسحق ويعقوب. AB, 1(هـ) بيعه كعبد
ويمكن مشاهدة إحدى الصور لزيارة الساميين على جدار المعبد القائم في بني حسن والذي يرجع إلى عصر يقترب من عصر إبراهيم. هناك الكثير من الإشارات إلى أن الهكسوس بدأوا يتسللون إلى وادي النيل حوالي عام 1900 ق. فلعل الهكسوس كانوا يحكمون مصر آنذاك ولعلهم استضافوا شعوباً أجنبية أخرى. 5(هـ) ارتقاء يوسف للمناصب العليا
كما عين كنعاني آخر هو بن-مات-أنا في منصب المفسر وهو منصب رفيع، إذن فقد كان يانهامو يحتل منصباً رفيعاً بين رجال السياسة في مصر. وفي بداية عهد ريب-عدا يبدو أن يانهامو كان مسئولاً عن شئون تموين الغلال من منطقة ياريموتا في مصر، وكان ليانهامو اسماً سامياً. إن يانهامو يقدم دليلاً قوياً على الخلفية التاريخية المصرية الأصيلة لقصة يوسف، وكان للأحلام دور هام في جميع العصور. وأن الرجل كان عليه أن يدفع مهراً لحميه أو أن يعمل لديه إذا لم يستطع توفير المهر كما فعل يعقوب، وأن الوصية الشفهية للأب لا يمكن أن تنقض بعد النطق بها، 8(ج) رسائل لخيش
كما ألقت قوائم مقررات الطعام لنبوخذ نصر المزيد من الضوء على فترة السبي، فايدر عام 1939 .


النص الأصلي

إن أحد أعظم الاكتشافات الأثرية لهذا القرن هو اكتشاف مدينة إبلا. في عام 1964 بدأ باولو ماثيا الأستاذ وعالم الأثار في جامعة روما، كشفاً أثرياً منظماً لمدينة لم تكن معروفة آنذاك. وبفضل تصميمه ونفاذ بصيرته، أسفرت عمليات التنقيب في عامي 1974 و1975 عن اكتشاف قصر ملكي عظيم، وما يزيد على خمسة عشر ألفاً من الألواح والمخطوطات. وقد عمل جيوفاني باتيناتو المتخصص في النقوش الأثرية مع ماثيا من أجل تحديد الأهمية الأثرية للنقوش والكتابات في هذا الكشف. وحتى الآن لم يتم ترجمة إلا بعضاً من هذه الألواح. ومن المعروف والثابت الآن أنه من هذا الموقع القديم كانت مدينة إبلا ذات الأهمية الكبيرة مركزاً لإمبراطورية عظمى تحكم الشرق الأدني. وتقع هذه المدينة بالقرب من مدينة حلب الحالية شمال سوريا.


وبلغت مدينة إبلا أوج عظمتها في الألفية الثالثة ق.م. (في عصر الآباء الأولين). ورغم أن نصوص مخطوطات مدينة إبلا الحالية لا تذكر أسماء أشخاص أو أحداث كتابية معينة (رغم وجود جدل واسع النطاق حول هذا الأمر) فإنها تقدم الكثير من المعلومات التاريخية وأسماء المدن التي تستخدم في تقييم النصوص الكتابية. وتعد مدينة إبلا ذات أهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ السوري. كما أن لها أهمية خاصة بالنسبة للدارسات الكتابية. ونحن لم نري سوي القليل من الأدلة حتى الآن. وقد استغرقت هذه الأدلة وقتاً كبيراً حتى ظهرت. وفيما يلي بعض من هذه الأدلة التي تؤيد النصوص الكتابية:


1(هـ) المدن الكتابية
ويقول كيتشن مشيراً إلى تحقيق المدن الكتابية في مخطوطات إبلا:


هناك عدد غير قليل من المدن الكتابية الهامة التي تظهر في الألواح الأثرية لمدينة إبلا التي تحوي نصوصها (في معظم الحالات) أقدم ما ذكر عن هذه المدن.


ولعلَّ الأهم من ذلك ذكْر بعض المخطوطات للأماكن الفلسطينية المعروفة مثل حاصور ومجدو وأورشليم ولخيش ودور وغزة وعشتاروث (قرانايم) وغيرها. والعديد من هذه الأماكن معروفة لدى علماء الآثار بأنها كانت مدن سكنية في الألفية الثالثة ق.م. (بداية العصر البرونزي الثالث والرابع). وتؤكد الألواح الأثرية على أهمية هذه المدن كمدن رئيسية كانت تتمتع بالاستقلالية. وتظهر كنعان في هذه المخطوطات ككيان جغرافي منذ أواخر الألفية الثالثة ق.م.، أي في وقت سابق على أي تاريخ آخر ذكر لهذه المدينة - ومن الأهمية بمكان أن نعلم إلى أي مدى كانت كنعان تحظي بالاهتمام في نصوص مدينة إبلا. (Kitchen, BIW, 53, 54).


2(هـ) الأسماء الكتابية
وأهم اسهامات نصوص مدينة إبلا في هذا المجال هي (1) التأكيد مرة أخرى على أن هذه الأسماء كانت لأشخاص حقيقيين من البشر (وليس لآلهة أو شخصيات أسطورية أو قبائل معينة)، (2) للدلالة على قدم هذه الأسماء بوجه خاص. (Kitchen, BIW, 53)


ويقدم الدكتور جيوفاني باتيناتو قراءات متنوعة في نصوص مدينة إبلا للأسماء العبرية مثل إسرائيل وإسماعيل وميخا. (Pettinato, RATME, 50)


3(هـ) هدايا الشرق الأدني قديماً
يعتبر البعض أن الهدايا التي قبلها سليمان عندما بلغت إمبراطوريته مداها لم تكن إلا قصة خيالية مغالى فيها. ولكن كشْف مدينة إبلا يقدم لنا تفسيراً مختلفاً للأحداث:


كان لمدينة إبلا الملكية في أوج مجدها مصادر عظيمة للدخل. فقد فرضت على ملك مدينة ماري Mari المهزوم وحده جزية قدرها 11000 رطلاً من الفضة و880 رطلاً من الذهب في إحدي المرات. وهذه الكمية التي تقدَّر بعشرة أطنان من الفضة وما يزيد على ثلث طن ذهب لم تكن شيئاً قليلاً. ولكنها كانت فائضاً بالنسبة لما كانت تحتوي عليه خزائن مدينة إبلا. وفي ظل هذا الرخاء الاقتصادي، فإن الدخل الأساسي لسليمان من إمبراطوريته كلها بعد حوالي 15 قرناً، والذي بلغ 666 وزنة (حوالي 20 طناً) من الذهب (1 ملوك 10: 14 ، 2 أخبار الأيام 9: 13) لا يعد مبالغاً فيه بل ويبدو واقعياً كجزء من الصورة العريضة للثروات الضخمة (وإن لم تستمر طويلاً) للممالك العظمى للعالم القديم كما يظهر في الكتاب المقدس.


إن هذه المقارنات لا تثبت أن سليمان تلقي فعلاً 666 وزنة ذهب أو أن مملكته كانت تماماً مثلما وصفها سفر الملوك. ولكنها تشير بوضوح إلى ما يلي: (1) إن ما ورد بالعهد القديم من معلومات يجب دراسته في ضوء السياق الذي وردت به وليس بمعزل عنه. (2) أن ما وصف من أنشطة في كتابات العهد القديم ليست مستحيلة أو حتى بعيدة الاحتمال بالنظر إلى الشواهد والمعايير الخارجية ذات الصلة. (Kitchen, BIW, 51, 52)


4(هـ) الممارسات الدينية
تعلن نصوص مدينة إبلا أن الكثير من الممارسات الدينية للعهد القديم لم تظهر في مرحلة متأخرة كما يعتقد بعض نقَّاد الكتاب المقدس.


فيما يتعلق بأمور الدين والكهنة والقرابين تؤكد سجلات نصوص إبلا المكتشفة حتى الآن بالنسبة لسوريا وفلسطين ما كنا نعرفه قبلاً عن مصر وما بين النهرين وأناتوليا في الألفية الثالثة والثانية والأولى ق.م. أي أن أموراً مثل الجماعات الدينية والذبائح والطقوس كانت سمة أساسية للحياة الدينية في الشرق الأدنى قديماً في جميع عصورها منذ عصر ما قبل التاريخ حتى العصور اليونانية الرومانية. ولا علاقة لذلك بنظريات القرن التاسع عشر التي ليس لها أساس من الصحة والتي تعتبر هذه السمات المميزة للحياة الدينية ليست إلا تطوراً ظهر في عصور متأخرة، ولم يظهر لدى العبرانيين - وحدهم من بين شعوب الشرق القديمة - حتى ما بعد السبي البابلي. وليس هناك مبرر معقول للفكرة الغريبة التي مفادها أن الطقوس البسيطة التي كانت تمارس في خيمة الاجتماع التي صنعها موسى (طالع سفر اللاويين) أو هيكل سليمان، ويرجع كل منهما إلى زمن متأخر عن الزمن الذي كانت تمارس فيه الطقوس في العديد من المعابد في إبلا بأكثر من ألف عام، كانت من اختراع الكتَّاب المثاليين في القرن الخامس ق.م. (Kitchen, BIW, 54).


ويعلق جيوفاني باتيناتو على ذلك قائلاً:


وبالنظر إلى الطوائف الدينية نلاحظ وجود هياكل داجون وعشتار وكاموس وراساب، وهذه كلها تشهد بها نصوص إبلا. ومن بين القرابين التي تقدم هناك الخبز والخمر والحيوانات أيضاً. وفي هذا الشأن هناك لوحان لهما أهمية خاصة (TM, 75, G, 1974, TM, 75, G, 2238) لأنهما يسجلان القرابين الحيوانية المختلفة التي كانت تُقَدم للآلهة المختلفة من قبل أفراد الأسرة الملكية خلال شهر واحد. فمثلاً: 11 خروفاً للإله أداد كتقدمة و12 خروفاً للإله داجون كتقدمة و 10 خراف للإله راساب لمدينة إداني كتقدمة.


ومن السمات الهامة الأخرى للديانة في إبلا وجود طوائف مختلفة للكهنة والكاهنات ووجود طبقتين من الأنبياء الـ ماهو والـ نبيوتوم، وهذا الأخير له ما يماثله في العهد القديم. لتفسير الظواهر الكتابية لجأ العلماء، حتى هذا اليوم، إلى فحص الشواهد التاريخية لمدينة ماريMari ولكن في المستقبل فإن مدينة إبلا سوف تسترعي هي الأخرى انتباههم. (Pettinato, RATME, 49)


5(هـ) الكلمات العبرية
يتحدث ك.أ. كيتشن عن النظرة النقدية للكتاب المقدس التي يتبناها الكثير من العلماء الليبراليين: منذ ما يقرب من سبعين أو مائة عام مضت، لم تكن هذه الرؤية العميقة متوفرة، وحتى يتم التوفيق بين التصورات النظرية المستنبطة من أسفار العهد القديم وبين التاريخ الذي وضعه العلماء الألمان للعهد القديم على نحو خاص، فقد نسبت الكثير من الكلمات العبرية إلى عصر متأخر حوالي 600 ق.م. وما بعدها. وبهذه الطريقة السهلة، أصبحت الآراء الفلسفية غير المنصفة تظهر في صورة رؤى «علمية» حتى هذا اليوم. (Kitchen, BIW, 50)


ورداً على هذا يمضي كيتشن قائلاً:


إلا أن الزيادة الكبيرة في معرفتنا بالتاريخ القديم للكلمات العبرية للعهد القديم أدى إلى تغيير هذا الموقف. فإذا استخدمت كلمة معينة في مدينة إبلا عام 2300 ق.م. وفي مدينة أوجاريت عام 1300 ق.م.، فلا يمكن تصور أنها كلمة من عصر متأخر (300 ق.م.) أو أنها مصطلح آرامي في الوقت الذي لم تكن فيه اللغة الآرامية القياسية قد تطورت بعد، بل أنها تصبح حينئذ كلمة من عصر مبكر، وجزءاً من التراث الآبائي للعبرية الكتابية. وعلى نحو أكثر إيجابية، فإن ازدياد أعداد النصوص التي نحصل عليها والتي تشتمل على الكلمات الأكثر ندرة يمكن أن تؤيد - أو تعدِّل - فهمنا لمعاني هذه الكلمات. (Kitchen, BIW, 50)


ويقول كيتشن مشيراً إلي بعض الكلمات:


ومن ثم، فإذا نظرنا إلى رؤساء المدن في إبلا، فإن التعبير المستخدم للإشارة إليهم هو nase وهي مشابهة لكلمة nasi التي استخدمت في الكتاب المقدس للإشارة إلى رؤساء أسباط إسرائيل (كما في العدد 1: 16 و 44) كما استخدمت للإشارة إلى الحكَّام مثل سليمان (1 ملوك 11: 34). وقد افترضت نظريات النقد الكتابي السابقة أن الكلمة من عصر متأخر وأنها إحدى علامات التقليد الكهنوتي المفترض.


وكلمة «hetem» «ذهبْ» هي مرادف شعري نادر الاستعمال في اللغة العبرية لكلمة «zahab» ويعتبرها الكثيرون من عصر متأخر. إلا أن ما ينفي هذا الرأي هو أن الكلمة قد انتقلت إلى اللغة المصرية من اللغة الكنعانية في القرن الثاني عشر ق.م.، وهي تظهر على الشكل التالي «kutim» في النقوش الكنعانية لمدينة إبلا2300 ق.م، أي قبل أكثر من 1000 عام من التاريخ السابق.


ويواصل قائلاً:


إن الكلمة العبرية tehom «عميق» لم تؤخذ عن البابليين، ليس فقط لأنها تظهر في اللغة الأوجارية «thmt » القرن الثالث عشر ق.م. ولكن لأنها تظهر أيضاً في مدينة إبلا قبل ذلك بنحو ألف عام «ti'amatum». وهي كلمة شائعة في اللغات السامية.


ومن أمثلة الكلمات نادرة الاستعمال والتي تأكد وجودها ومعناها نذكر الكلمة العبريةereshet (شهوة) وهي ترد مرة واحدة في الكتاب المقدس في مزمور 21: 2، كما أننا نجدها في النصوص الأوجارية في القرن الثالث عشر ق.م.، وهي تظهر في نصوص مدينة إبلا قبل ذلك بألف عام «irisatum» في (اللغة الإبلية أو الأكادية القديمة) في الألواح الأثرية السومارية والإبلية.


وأخيراً فإن الفعل hadash أو hiddesh الذي يُعْتَقد أنه ظهر في عصر متأخر والذي يعني (يجدد أو يتجدد) ينحدر من الكلمة الإبلية h edash (u) مروراً بالكلمة الأوجارية hadath. ونفس الكلام يقال عن الكثير من الكلمات الأخرى. (Kitchen, BIW, 50, 51)


وينتهي كيتشن إلى ما يلي:


وما يجب أن نتعلمه هنا هو أنه في ظل ألفي عام من التطور التاريخي للهجات السامية الغربية، هناك حاجة إلى إعادة دراسة التواريخ الموضوعة للمفردات العبرية في الكتاب المقدس. والحقيقة هي أن اللغات السامية الغربية في الألفية الثالثة والثانية ق.م. كانت تشترك في كمِّ كبير من المفردات اللغوية، وهذه المفردات توارثتها اللهجات اللاحقة مثل الكنعانية والعبرية والفينيقية والآرامية وغيرها من اللهجات - ولكن على نحو غير متكافئ. فالكلمات التي نجدها في لغة الحياة اليومية في إحدى هذه اللغات نجدها مستخدمة في اللغة الشعرية الرفيعة أو في التعبيرات الكلاسيكية للغة أخرى. ومن ثم فإن الكثير من الكلمات التي يعتقد أنها ظهرت في عصر متأخر أو أنها تعبيرات آرامية في اللغة العبرية (وخاصة في الشعر) ليست إلا كلمات تنحدر عن السامية الغربية القديمة وهذه الكلمات لم تستخدم على نحو شائع في اللغة العبرية ولكنها بقيت حية في اللغة الآرامية. (Kitchen, BIW, 51)


3(ج) طوفان نوح
وكما هو الحال بالنسبة لقصة الخلْق، فإن قصة الطوفان في سفر التكوين تتسم بالواقعية والخلو من الأسطورة بالمقارنة بروايات هذه القصة لدى الشعوب القديمة الأخرى، مما يدل على صدقها. وتدل أوجه التشابه بين هذه الروايات على وجود أساس تاريخي لها وليس على انتحال موسى لها. وتختلف الأسماء بين هذه الروايات. فنوح يدعي (زيوسودرا) عند السومريين ويدعي (أوتنابيشتيم) عند البابليين. أما القصة الأساسية فلا تختلف. فهناك رجل يأمره الله أن يبني فلكاً بمواصفات معينة لأن الله سوف يهلك العالم بالطوفان. وبالفعل يقوم هذا الرجل بذلك فينجو من الطوفان ويقدم الذبائح عند خروجه من الفلك. وعندئذ يستجيب الإله (أو الآلهة) نادماً على إهلاك الحياة ويقطع عهداً مع الإنسان. وهذه الأحداث الأساسية تشير إلى الأصل التاريخي للقصة.


ونجد قصة مشابهة لتلك في أنحاء العالم المختلفة. فقصة الطوفان يذكرها الإغريق والهندوس والصينيون وسكان المكسيك والهنود الحمر وسكان هاواي. وتشير إحدى قوائم الملوك السومريين إلى الطوفان كعلامة تاريخية فاصلة. فبعد ذكر أسماء ثمانية ملوك عاشوا لفترات طويلة (عشرات الآلوف من السنين)، نجد هذه العبارة التي تقطع التسلسل السردي للملوك: ثم (أغرق الطوفان الأرض )، (وعندما هبطت الملكية مرة أخرى من السماء، كانت أولاً في كيش).


هناك أسباب قوية للاعتقاد بأن سفر التكوين يقدم القصة الأصلية. أما الصور الأخرى للقصة فتشتمل على الكثير من الزيادات والتفصيلات التي تدل على تشويه القصة. وفي سفر التكوين وحده نجد سنة الطوفان، بالإضافة إلى التواريخ الخاصة بحياة نوح. وفي الواقع فإن سفر التكوين يبدو وكأنه يوميات أو سجـلاً للأحـداث التي مر بها الفلك. فالسفينة البابلية المكعبة لم تكن لتنقذ أحداً، إذ أن الأمـواج المتلاطمة كانت ستضـربها من كل جانب. ولكن فلك الكتاب الـمقدس كان على شكل مستطيل واسع وطويل ومنخفض حتى يمكنه أن يقاوم عنف الأمواج جيداً. أما فترة سقوط الأمطار في القصص الوثنية (سبعة أيام) فلا تعد فترة كافية لما تشير إليه هذه القصص من دمار. فقد ارتفعت المياه فوق قمم الجبال لـمساـفة سبـعة عشـرة ألـف قـدم، ومن المنطقي أن تكـون فترة هطول الأمطار أطول من ذلك. أما الفكرة البابليـة التي مفادها أن مياه الطوفان انحسرت في يوم واحد فهي أيضاً غير منطقيـة.


وأحد الاختلافات الهامة بين سفر التكوين والصور الأخرى لهذه القصة هو أن البطل في هذه القصص يمنح الخلود والمجد. أما الكتاب المقدس فينتقل إلى ذكر خطية نوح. والقصة التي تسعى إلى تقديم الحق هي فقط التي يمكن أن تشتمل على الإقرار بهذه الواقعة.


4(ج) برج بابل
هناك أدلة كثيرة على أن العالم كان له حقاً لغة واحدة في وقت من الأوقات. ويشير الأدب السومري إلى هذه الحقيقة في مرات عديدة. كما يعتبر اللغويون هذه النظرية مفيدة في تصنيف اللغات. ولكن ماذا عن برج بابل وبلبلة الألسنة آنذاك (تكوين 11)؟ لقد دلت الكشوف الأثرية على أن أور-نامو، ملك أور من عام 2044 حتى عام 2007 ق.م.، قد تلقى أوامر، كما يعتقد، ببناء برج عظيم (زيجورات) كنوع من العبادة لإله القمر نانات. ويسجل لنا أحد الأعمدة الحجرية الأثرية الذي يصل عرضه إلى خمسة أقدام وطوله إلى عشرة أقدام الأعمال التي قام بها أور-نامو، ففي إحدى اللوحات يظهر ومعه وعاء للطمي حتى يبدأ في تشييد البرج العظيم، وهكذا يعرب عن ولائه للآلهة إذ يتخذ مركز العامل المتواضع. كما تبين لوحة طينية أخرى أن تشييد البرج أثار استياء الآلهة، فهدموا ما قام البشر ببنائه وشتتوهم وجعلوا لغتهم غريبة. ومن الواضح أن هذا مماثل لما سجله لنا الكتاب المقدس.


وطبقاً لما ورد بالكتاب المقدس: وكانت الأرض كلها لساناً واحداً ولغة واحدة (تكوين 11: 1)، قبل بناء برج بابل. وبعد بناء البرج وتدميره، بلبل الله ألسنة الأرض كلها (تكوين 11: 9). ويشهد الكثير من اللغويين المعاصرين لرجحان هذه القصة كأصل للغات العالم. ويقول ألفريدو ترومبيتي أنه يستطيع أن يتتبع ويثبت الأصل المشترك لجميع اللغات. ويشهد ماكس مولر أيضاً للأصل المشترك للغات. أما أوتو جاسبرسن فيذهب إلى القول بأن اللغة أعطيت للإنسان الأول من قِبَل الله مباشرة. (Free, ABH, 47).


5(ج) الآباء الأولون
إن الروايات الخاصة بحياة إبراهيم وإسحق ويعقوب ليس لها الصعوبات التي نواجهها في الأصحاحات الأولى من سفر التكوين، ومع ذلك فطالما ساد الاعتقاد بأنها روايات أسطورية لأنها لم تكن تتناسب فيما يبدو مع ما كان يعرف من شواهد على هذا العصر. وكلما ظهرت المزيد من الشواهد،كلما ثبت صدق هذه الروايات. وتبين الشرائع القضائية في زمن إبراهيم لماذا كان يتردد في طرد هاجر من محل إقامته، إذ أنه كان ملتزماً من الناحية القانونية بإعالتها. فلم يرغب إبراهيم في طردها حتى أمره الله بذلك.


وتذكر رسائل مدينة ماري أسماء مثل أبامرام (إبراهيم) ويعقوب-إيل والبنيامينيين. ورغم أن هذه لا تشير إلى أشخاص كتابيين، إلا أنها تبين على الأقل أن هذه الأسماء كانت مستعملة. وتؤيد هذه الرسائل ما ورد في تكوين 14 عن الحرب التي قامت وواجه فيها خمسة من الملوك أربعة آخرين. وتبدو أسماء هؤلاء الملوك متفقة مع الأمم البارزة في ذلك الوقت. فمثلاً يذكر سفر التكوين 14: 1 الملك الأموري أريوك، بينما تذكر وثائق ماري أن اسم الملك هو أريووك. وتدل كل هذه الشواهد على أن المادة المدوَّنة في سفر التكوين كانت روايات مباشرة لشخص عاش في زمن إبراهيم. (Geisler, BECA, 50)


وفي دراسة أخرى أجراها كيتشن (Kitchen, TPAMH, 48-95) يقدم لنا أمثلة لشواهد أثرية لتحديد زمن الآباء الأولين في العصر البرونزي الأوسط:


إن المعلومات الكتابية تطابق الشواهد المادية للعالم القديم بشكل عجيب مبرهنة بذلك على موثوقية ما ورد بالكتاب المقدس من فترات وعصور.


وأحد أهم هذه الشواهد ما ذكر عن أسعار الرقيق التي كانت تقدَّر بشواقل الفضة. فإننا نعرف من مصادر الشرق الأدنى القديم بعض التفاصيل عن أسعار الرقيق لفترة تمتد إلى 2000 عام، من عام 2400 ق.م. حتى عام 400 ق.م. .. وهذه المعلومات تقدم لنا شاهداً مادياً قوياً يمكننا أن نقارنه مع ما ورد من أرقام في الكتاب المقدس في مواضع عدة بخصوص سعر الرقيق (تكوين 37: 28؛ خروج 20؛ خروج 21: 32؛ 2 ملوك 15: 20) ... وفي كل هذه المواضع يلائم ثمن العبد في النص الكتابي الفترة العامة التي يرتبط بها.


وهناك أدلة متزايدة على أن المحتوى الأساسي المتوارث للكتاب المقدس صحيح - بدءاً من الآباء الأولين ومروراً بالخروج ودخول إسرائيل إلى كنعان والمملكة الموحدة ثم تقسيم المملكة إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا ثم السبي والعودة منه.


1(د) سلسلة نسب إبراهيم
إننا نجد أن سلسلة نسب إبراهيم هي سلسلة تاريخية. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تمثل هذه الأسماء أسماء أشخاص أم مدن قديمة، على أن المدن القديمة كانت غالباً تسمى بأسماء مؤسسيها. ومن الثابت أن إبراهيم كان شخصاً حقيقياً عاش فعلاً. وعلى حد قول باروز: تشير الأدلة كلها إلى أنه كان شخصاً حقيقياً. وكما أشرنا سلفاً، ليس هناك ذكْر له في أي مصدر أثري معروف، ولكن اسمه يظهر في بابل كاسم لشخص في نفس الفترة التي كان يعيش فيها. (Burrows, WMTS, 258, 259).


كانت هناك محاولات سابقة لتحديد زمن إبراهيم على أنه القرن الخامس عشر أو القرن الرابع عشر ق.م. وهو عصر متأخر جداً بالنسبة له. إلا أن ألبرايت يشير إلى أنه بفضل المعلومات المذكورة سلفاً وغيرها من الشواهد، لدينا كمَّاً كبيراً من الأدلة والشواهد لأسماء أشخاص وأماكن تتعارض جميعها مع التجاهل غير المبرر للمعلومات التقليدية. (Garstang, FBHJJ, 9)


(2) سلسلة نسب عيسو
يرد ذكر الحوريين في سلسلة نسب عيسو (تكوين 36: 20). وكان يعتقد قبلاً أن هؤلاء هم سكان الكهوف بسبب التشابه بين كلمة حوري وبين الكلمة العبرية التي تعني كهف، ومن هنا جاءت الفكرة بأنهم كانوا يسكنون الكهوف. إلا أن الاكتشافات الحديثة دلَّت على أنهم كانوا جماعة بارزة من المحاربين الذين عاشوا في الشرق الأدنى زمن الآباء الأولين. (Free, ABH, 72)


3(د) إسحق والبركة الشفهية (تكوين 27)
يشير جوزيف فري إلى أنه قد يبدو أمراً غريباً ألا يتراجع إسحق عن بركته الشفهية ليعقوب عندما اكتشف خداعه. إلا أن ألواح نوزي تخبرنا أن مثل هذا التصريح الشفهي كان ملزماً تماماً. ومن ثم لم يستطع إسحق التراجع عن بركته الشفهية. ويسجل لنا أحد ألواح نوزي قصة لقضية إمراة كانت ستتزوج من أحد الأشخاص، ولكن الغيرة دفعت إخوته إلى مقاومة الأمر. إلا أن الرجل ربح القضية لأن أباه كان قد قدَّم وعداً شفهياً له بأن يزوجه هذه المرأة. كانت التصريحات الشفهية آنذاك تحمل أهمية خاصة وليس كما هو الحال اليوم. لقد أتت نصوص نوزي من ثقافة مماثلة لتلك المذكورة في سفر التكوين (Free, AL, 322, 323).


ويصف ج. إرنست رايت هذا الأمر قائلاً: كانت تصريحات البركة الشفهية أو وصايا ما قبل الموت معروفة ومقبولة في نوزي وفي مجتمع الآباء الأولين. وكانت هذه التصريحات ذات أهمية كبيرة حتى أنه لا يمكن الرجعة فيها. ونحن نذكر كيف أن إسحق قد صدَّق على كلمته حتى بعد أن اغتصب يعقوب هذه البركة بأساليب الخداع: «فارتعد إسحق ارتعاداً عظيماً جداً. وقال فمن هو الذي اصطاد صيداً وأتي به إلىَّ فأكلت ... نعم ويكون مباركاً». (تكوين 27: 33) (Wright, PSBA, as cited in Willoughby, SBTT, 43).


وتعليقاً على سجلات نوزي يشير سيرس جوردون إلى ثلاثة أمور: يتفق هذا النص مع البركات الكتابية الخاصة بالآباء في أنها (1) وصية شفهية، (2) لها صلاحيات قانونية، (3) كانت موجهة للابن من قِبل أباه وهو مشرف على الموت. (Gordon, BCNT, 8)


ومن ثم كان ذلك ضوءاً مشرقاً على ثقافة لا نعرف عنها الكثير.


4(د) يعقوب


1(هـ) شراء بكورية عيسو
يعلق جوردون على القصة المذكورة في تكوين 25 قائلاً: تعد قصة بيع عيسو بكوريته لأخيه التوأم يعقوب إحدى أغرب الأحداث في الحياة الأسرية. لقد أشرنا إلى أن أحد الألواح لمدينة نوزي.. تصور حدثاً مشابهاً. (Gordon, BCNT, 3, 5).


وهذا اللوح الأثري الذي يشير إليه جوردون يقول عنه رايت: هناك حادث مماثل لبيع عيسو بكوريته ليعقوب في ألواح نوزي التي تذكر أن أحد الأشخاص باع لأخيه بستاناً كان قد ورثه مقابل ثلاثة من الأغنام. وقد تبدو هذه صفقة غير عادلة كما في حادثة عيسو: «قال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر ... فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت (جوعاً) فلماذا لي بكورية. فقال يعقوب احلف لي اليوم. فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. فأعطي يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدس. فأكل وشرب» (تكوين 25: 30-43). (Wright, PSBA, as cited in Willoughby, SBTT, 34).


ويوضح فري قائلاً: في أحد ألواح نوزي، هناك قصة عن رجل يدعي توبكيتيلا نقل حقوق ميراثه في بستان إلى أخيه كوربازا في مقابل ثلاثة من الأغنام. وقد فعل عيسو الشئ نفسه عندما قايض حقوق ميراثه بوجبة طعام. (Free, ABH, 68, 69).


وفي بحث بعنوان «أضواء جديدة على العهد القديم» (نشر بمجلة المسيحية اليوم) يرسم س. هـ. هورن صورة معبرة قائلاً: باع عيسو حقوقه في مقابل وجبة طعام جاهزة، بينما باع توبكيتيلا حقوقه في مقابل وجبة طعام لم تجهز بعد. (Horn, RIOT, 14, 15)


2(هـ) قصة يعقوب ولابان (تكوين 29)
ويقول سيرس جوردون إننا نستطيع فهم ما ورد في تكوين 29 من خلال القصص التي وردت في ألواح نوزي: يوافق لابان أن يعطي ابنته ليعقوب زوجة عندما يقبله كأحد أفراد بيته: 'أن أعطيك إياها أحسن من أن أعطيها لرجل آخر. أقم عندي (تكوين 29: 19). إن انضمام يعقوب لبيت لابان يماثل ما فعله 'ولَّو' وهو شخصية ذُكرت في هذه الألواح الأثرية، كما أنه يماثل حالات أخرى مشابهة وردت في وثائق نوزي. (Gordon, BCNT, 6)


3(هـ) قصة الأصنام المسروقة (تكوين 31)
وهذه الحادثة تفسرها مكتشفات نوزي الأخرى. ويقدم ج. ب. فري في مجلة «علم الآثار والكتاب المقدس» توصيفاً ملائماً ليس فقط لهذه القصة ولكن أيضاً للخلفية التاريخية لألواح نوزي نفسها:


في عام 1925 تمَّ اكتشاف ما يزيد على 1000 لوح طيني أثناء التنقيب في أحد المواقع بمنطقة ما بين النهرين وهو يعرف اليوم باسم يورجان تيب. كما أسفرت أعمال التنقيب اللاحقة عن اكتشاف 3000 لوح آخر، وأعلنت عن الموقع الأثري تحت اسم نوزي وتلقي هذه الألواح، التي دوِّنت حوالي عام 1500 ق.م.، الضوء على الخلفية التاريخية للآباء الأولين في الكتاب المقدس: إبراهيم وإسحق ويعقوب. ومن أمثلة ذلك حادثة سرقة راحيل أصنام عائلة أبيها لابان أو الترافيم، عندما غادرت مع يعقوب بيت أبيها. وعندما اكتشف لابان ذلك سعى في إثر ابنته وزوجها وبعد رحلة طويلة أدركهما (تكوين 31: 19-23). ولطالما تساءل المفسرون لماذا يتكبد مثل هذا العناء لاستعادة أصنام يمكن أن يحصل على غيرها بسهولة. وتسجل ألواح نوزي قصة لأحد الأشخاص استحوذ على أصنام العائلة فكان له الحق في المطالبة القانونية بممتلكات حميه، وهذا يفسر موقف لابان. وهذه القصة وغيرها مما نجده في ألواح نوزي توضح موافقة الخلفية التاريخية لقصص الآباء الأولين للعصر المبكر الذي عاشوا فيه وتناقض رأي النقاد بأن هذه الروايات دونت بعد 1000 عام من ذلك الوقت. (Free, AB, 20)


وبفضل علْم الآثار، فقد بدأنا نتفهم الخلفية التاريخية لمعظم أجزاء الكتاب المقدس.


5(د) يوسف


1(هـ) بيعه كعبد
يشير ك. أ. كيتشن في كتابه «الشرق القديم والعهد القديم» إلى أن (تكوين 37: 28) يورد ثمناً واقعياً للعبد في القرن الثامن عشر ق.م.: إن الثمن الذي بيع به يوسف في (تكوين 37: 28) والذي بلغ عشرون شاقلاً من الفضة هو ثمن معقول بالنسبة لعبد في القرن الثامن عشر ق.م. وقبل ذلك كان ثمن العبد أقل (من عشرة إلى خمسة عشر شاقلاً في المتوسط)، ثم أخذ ثمن العبد يرتفع فيما بعد. وهذه الحادثة توافق العصر الذي تنتمي إليه في التاريخ الحضاري. (Kitchen, AOOT, 52-53)


2(هـ) زيارته إلى مصر
لقد شكك البعض في إمكانية زيارة يوسف لمصر. يقول ميللر باروز: إن القصص التي تروي الارتحال إلى مصر في وقت المجاعات (تكوين 12: 10؛ 42: 1-2) تستحضر إلى الذهن الشواهد المصرية التي تشير إلى ارتحال الآسيويين إلى مصر لهذا السبب. ويمكن مشاهدة إحدى الصور لزيارة الساميين على جدار المعبد القائم في بني حسن والذي يرجع إلى عصر يقترب من عصر إبراهيم. (Burrows, WMTS, 266, 267).


ويشير هوارد فوس في كتاب «سفر التكوين وعلم الآثار» إلى وجود الهكسوس في مصر:


ولكن لدينا شواهد أخرى كثيرة تفوق الصور المرسومة على قبر اخناتون ، وتلك تؤيد الدخول المبكر للأجانب إلى أرض مصر. هناك الكثير من الإشارات إلى أن الهكسوس بدأوا يتسللون إلى وادي النيل حوالي عام 1900 ق.م. وفي عام 1730 ق.م. جاءت مجموعات أخرى منهم وقهرت الحكام المصريين الوطنيين. ولذلك فإذا افترضنا دخول العبرانيين إلى أرض مصر في وقت مبكر، فقد يكون ذلك أثناء غزو الهكسوس -عندما كان الكثيرون من الأجانب يدخلون مصر على ما يبدو. وإذا ما سلَّمنا بأن العبرانيين دخلوا حوالي 1700-1650 ق.م.، فلعل الهكسوس كانوا يحكمون مصر آنذاك ولعلهم استضافوا شعوباً أجنبية أخرى. (Vos, GA, 102)


ويري فوس أن هناك ارتباطاً بين عشائر الهكسوس والكتاب المقدس من أربعة أوجه. أولاً: أن المصريين اعتبروا الهكسوس والعبرانيين شعبين مختلفين. ثانياً: هناك احتمال أن الملك المصري الذي كان يعادي شعب يوسف (خروج 1: 8) كان ملكاً مصرياً وطنياً. ومن الطبيعي ألا تكون هذه النزعة الوطنية في صالح أي أجنبي. ثالثاً: يأتي ذكر الخيول لأول مرة في الكتاب المقدس في تكوين 47: 17 والهكسوس هم الذين أدخلوا الخيول إلى مصر. رابعاً: بعد طرد الهكسوس، تركزت معظم الأراضي في أيدي الملوك، وهذا يوافق أحداث المجاعة التي تنبأ عنها يوسف ثم دعم خلالها مركز الملك. (Vos, GA, 104)


5(هـ) ارتقاء يوسف للمناصب العليا
فيما يلي ملخص لما أورده هوارد فوس بشأن مسألة ترقي يوسف، الفريد من نوعه في كتابه «التكوين وعلم الآثار»:


إن ارتقاء يوسف من العبودية إلى منصب رئيس الوزراء في مصر قد آثار نقد بعض الأقلام، ولكن هناك بعض القصص الأثرية لأحداث مشابهة حدثت في وادي النيل.


أصبح الكنعاني ميري-رع حامل سلاح فرعون،كما عين كنعاني آخر هو بن-مات-أنا في منصب المفسر وهو منصب رفيع، وأصبح أيضاً يانهامو أو جوهامو السامي الأصل نائباً لأمنحوتب الثالث، وكان مسئولاً عن مخازن القمح في الدلتا، وهذا يماثل ما كان عليه يوسف قبل وأثناء المجاعة.


وعندما قام فرعون بتعيين يوسف رئيساً للوزراء، أعطاه خاتماً وقلادة أو سلسلة ذهبية، وهذا إجراء عادي لدى المصريين عند ترقيهم في المناصب. (Vos, GA, 106)


وفي تعليقه على عصر العمارنة، يلقي إ. كامبل المزيد من الضوء على هذه الحادثة المماثلة لحادثة يوسف وارتقائه لهذا المنصب الرفيع:


أحد الشخصيات التي تظهر في مكاتبات الملك ريب- عدا يمثل حلقة وصل هامة مع كل من أمراء مدن جنوب فلسطين والكتاب المقدس. وهي شخصية يانهامو الذي يصفه ريب-عدا بـ مصلل الملك وهو مصطلح يعني على الأرجح حامل مروحة الملك، وهي رتبة شرفية تشير إلى قربه من الملك، ومشاركته بإسداء النصح والمشورة في شئون البلاد. إذن فقد كان يانهامو يحتل منصباً رفيعاً بين رجال السياسة في مصر. ويظهر اسمه في المكاتبات التي كانت تصل من أمراء فلسطين وسوريا شمالاً وجنوباً. وفي بداية عهد ريب-عدا يبدو أن يانهامو كان مسئولاً عن شئون تموين الغلال من منطقة ياريموتا في مصر، ولقد رأينا بالفعل أن ريب-عدا كان بالفعل بحاجة إليه.


وكان ليانهامو اسماً سامياً. وهذا يعد أمراً مماثلاً لما كان عليه يوسف كما ورد في سفر التكوين، هذا فضلاً عن أن كل منهما كان له علاقة بتوفير المواد الغذائية للأجانب. إن يانهامو يقدم دليلاً قوياً على الخلفية التاريخية المصرية الأصيلة لقصة يوسف، ولكن هذا لا يعني أن هذين الرجلين كانا متطابقين أو أنهما وجدا في عصر واحد. ولعلَّ يوسف كان في عصر سابق لأسباب عدة، رغم أن الأدلة المتوفرة حتى الآن لا تؤكد ذلك تماماً. إنه لمن الواضح أن الساميين كان يمكن لهم أن يرتقوا إلى المناصب العليا في مصر، ولعلَّهم كانوا يُفَضلون على غيرهم عندما كان يزداد نفوذ الرؤساء الوطنيين جداً. (Campbell, as cited in Burrows, WMTS, 16, 17).


ويقول كيتشن فيما يتعلق بتولي الساميين للمناصب العليا في الحكومة المصرية، مشيراً إلى المخطوطات البردية القديمة:


عرفت الدولة الوسطى في مصر (حوالي 1850- 1700 ق.م.) في أواخر عهدها العبيد الآسيويين الذين كانوا يخدمون في بيوت رجال الدولة، وكان يمكن للساميين أن يرتقوا إلى المناصب العليا (وحتى إلى العرش قبل عصر الهكسوس)، كما حدث مع المستشار حور. ولعلَّ يوسف قد عاصر أواخر الأسرة الثالثة عشرة وأوائل الأسرة الرابعة عشرة. وكان للأحلام دور هام في جميع العصور.


ولدينا نسخة من كتاب لقراءة الأحلام في مصر ترجع إلى حوالي 1300 ق.م.، بينما ترجع النسخة الأصلية له إلى ما قبل ذلك بعدة قرون، وعرفت هذه الأعمال كذلك في أشور في الألفية الأولي. (Kitchen, BW, 74)


4(هـ) قبر يوسف
يقول جون إلدر في كتابه «الأنبياء والأوثان والحفريات»:


في الآيات الأخيرة من سفر التكوين نقرأ أن يوسف استحلف أقاربه أن يأخذوا عظامه إلى كنعان متي أعادهم الله إلى وطنهم الأصلي، وفي يشوع 24: 32 نقرأ كيف نقل جثمانه إلى فلسطين ودفن في شكيم. ولقرون عديدة كان هناك قبر في شكيم عرف على أنه قبر يوسف. وقد تم فتح هذا القبر منذ عدة سنوات، فوجد به جثمان محنط على الطريقة المصرية. وضمن ما وجد في القبر كان هناك سيف من النوع الذي كان مع رجال الدولة في مصر. (Elder, PID, 54)


6(د) الآباء الأولين والأدلة الأثرية
لعبت الكشوف الأثرية في نوزي دوراً محورياً في إلقاء الضوء على أجزاء كثيرة من العهد القديم. وفي هذا يذكر س. هـ. هورن ستة أشياء كشفت عنها هذه النصوص:


دلت نصوص نوزي الأخرى على أن العروس كان يتمّ اختيارها من قِبَل الأب لابنه كما فعل الآباء، وأن الرجل كان عليه أن يدفع مهراً لحميه أو أن يعمل لديه إذا لم يستطع توفير المهر كما فعل يعقوب، وأن الوصية الشفهية للأب لا يمكن أن تنقض بعد النطق بها، كما حدث مع إسحق إذ رفض أن يغيِّر بركته ليعقوب رغم أنه استخدم وسائل الخداع للحصول عليها، وأن الأب كان يهدي لابنته العروس إحدى الإماء كخادمة شخصية لها كما حدث مع ليئة وراحيل عندما زوجت كل منهما ليعقوب، وأن سرقة المتعلقات الدينية أو الآلهة كان يعاقب بالموت، وهذا هو السبب في أن يعقوب قد أقرَّ بموت من يوجد لديه الآلهة المسروقة لحميه. كما تتضح أيضاً العلاقة الغريبة بين يهوذا وكنته ثامار من خلال شرائع الأشوريين والحثيين القدماء. (Horn, RIOT, 14)


لقد كان لعلم الآثار أثره في إطلاعنا على الخلفية التاريخية للكتاب المقدس.


6(ج) الغزو الأشوري
لقد تكشفت الكثير من الحقائق عن الأشوريين بعد اكتشاف ستة وعشرين ألفاً من الألواح الأثرية في قصر أشور بانيبال، ابن أسرحدون، الذي سبى الممالك الشمالية عام 722 ق.م. وتخبرنا هذه الألواح عن الكثير من غزوات الأمبراطورية الأشورية كما تسجل ألوان العقاب الفظيعة التي كانوا ينزلونها بمن يقاوموهم.


وتؤيد العديد من هذه السجلات صحة الكتاب المقدس. لقد ثبت صحة كل إشارات العهد القديم لملوك أشور. ورغم أن سرجون لم يكن معروفاً لفترة من الزمن، إلا أنه بعد اكتشاف قصره وفحص محتوياته، وجد رسماً جدارياً لمعركة ذكرت في إشعياء 20 . كما تخبرنا المسلة السوداء لشلمنأسر بالمزيد من المعلومات عن الشخصيات الكتابية، فيظهر ياهو (أو مبعوثه) وهو ينحني أمام ملك أشور.


ومن أهم الاكتشافات ما يختص بحصار سنحاريب لأورشليم. إذ مات الآلاف من جنوده وتشتت الباقون عندما حاول الاستيلاء على المدينة، وكما تنبأ إشعياء لم يكن قادراً على غزوها. وإذ لم يستطع المفاخرة بانتصاره العظيم آنذاك، وجد سنحاريب ما يحفظ به ماء وجهه دون الاعتراف بالهزيمة:(Geisler, BECA, 52)


أما حزقيا، اليهودي، فإنه لم يخضع لقوتي. فقد حاصرت 46 من مدنه القوية وحصونه ذات الأسوار وعدداً لا يحصى من القرى الصغيرة المجاورة. وأخذت إلى السبي منهم 150 ، 200 من البشر صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، ومن الخيول والبغال والحمير والجمال والماشية الكبيرة والصغيرة ما لا يعد واعتبرتها غنيمة. أما هو فقد جعلته أسيراً في أورشليم، المقر الملكي له، مثل عصفور في قفص. (Pritchard, ANET, as cited in Geisler, BECA, 52).


7 (ج) السبي البابلي
لقد تأكدت العديد من حقائق العهد القديم التاريخية والتي تتعلق بالسبي البابلي. وقد أثبتت السجلات التي وُجدت في الحدائق المعلقة أن يهـوياكين وأبنـاءه الخمسـة قد أُعطوا مؤناً ومكاناً ليعيشوا فيه، وكـانوا يُعاملـون معاملة طيبة (2ملوك 25: 27- 30). وقد تسبَّب اسم بيلشاصر في مشاكل عديدة ليس فقط بسبب عدم وجود أي ذكر له، بل أيضاً لأنه لم يكن مدرجاً في سجل ملوك بابل. على كل حال إن نبونيدس (آخر ملوك الكلدانيين)ترك سجلاً أنه عين ابنه، بيلشاصر (دانيال 5)، ليحكم لعدة سنوات أثناء غيابه، ومعنى ذلك فإن نبونيدس كان لايزال ملكاً، أثناء حكم بلشاصر للعاصمة. وأيضاً فإن مرسوم (سيرس) كما هو مسجل على يد عزرا يبدو متناسباً مع نبوات إشعياء إلى درجة كبيرة تقترب من التطابق، وبذلك تكون الدائرة قد اكتملت وأكدت المذكور في الكتاب المقدس في كل التفاصيل الهامة. (Geisler, BECA, 52)


8(ج) رسائل لخيش


1(د) خلفية الاكتشاف
هذا الاكتشاف يقدمه لنا وليم ف. ألبرايت في بحث بعنوان: «الكتاب المقدس بعد عشرين عاماً من الاكتشافات الأثرية»:


ونأتي لذكر الوثائق الجديدة التي ترجع إلى القرنين السادس والخامس ق.م. والتي ظهرت منذ عام 1935 . في عام 1935 اكتشف الراحل ج. ل. ستاركي فخاريات لخيش، التي تشتمل بشكل رئيسي على رسائل كتبت بالحبر على قطع من الخزف. وتشكل هذه مع العديد من الفخاريات الأخرى التي اكتشفت عام 1938، مجموعة فريدة من النثر العبري ترجع إلى عصر إرميا. كما ألقت قوائم مقررات الطعام لنبوخذ نصر المزيد من الضوء على فترة السبي، وهذه القوائم اكتشفها الألمان في بابل ونشر بعضها إ. ف. فايدر عام 1939 ... أما الاكتشافات المتواصلة التي ظهرت في وقت لاحق للفخاريات والبرديات الآرامية في مصر فتعدّ ذات أهمية محورية بالنسبة لفهمنا لتاريخ وأدب اليهود في زمن عزرا ونحميا. وينشر حالياً أربع مجموعات كبيرة من هذه المكتشفات، وبنشرها جميعاً سوف يتضاعف عدد الوثائق عما كان عليه منذ عشرين عاماً مضت. (Albright, BATYA, 539).


كتب ر. س. هوبرت بحثاً عن هذه المكتشفات بعنوان «لخيش - الحصن الحدودي ليهوذا» وهو يتحدث عن مناسبة هذه الرسائل وكاتبها:


وأكثر المكتشفات التي ظلت كما هي رسائل كتبها شخص يدعي هوشعيا (وهو اسم كتابي: نحميا 12: 32، إرميا 42: 1 ، 12: 1، 43: 2) وهو على ما يبدو ضابط عسكري يعمل في منطقة حدودية أو نقطة مراقبة لا تبعد كثيراً عن لخيش، وكان يعمل تحت رئاسة ياعوش قائد لخيش. وهذه الرسائل كتبت جميعها في غضون بضعة أيام أو أسابيع كما تدل على ذلك القطع الخزفية التي دونت عليها إذ أنها متماثلة في الشكل والتاريخ كما أن خمسة منها تتواءم معاً كأجزاء من إناء واحد. وقد وجدت جميع هذه الرسائل فيما عدا اثنين منها على أرضية غرفة الحرَّاس مما يدل على أن ياعوش قد أودعها بنفسه هناك بعد أن تسلمها من هوشعيا. (Haupert, LFFJ, 30, 31).


2(د) زمن الكتابة والسياق التاريخي لها
كتب ألبرايت بحثاً خاصاً عن هذا الاكتشاف تحت عنوان: «أقدم الرسائل العبرية: فخاريات لخيش» في نشرة المدارس الأمريكية للبحوث الشرقية وفي هذا البحث يتعرض للسياق الذي دُونت فيه هذه الرسائل:


وفي هذا السياق يتضح للقارئ الواعي أن لغة وثائق لخيش هي العبرية الكلاسيكية. وما نجده فيها من استخدامات لغوية مختلفة عن التعبيرات الكتابية هو أقل حجماً وأهمية عما يعتقد توركزنر. وفي هذه الرسائل نجد أنفسنا في عصر إرميا مع ظروف اجتماعية وثقافية تتفق تماماً مع الصورة التي يرسمها لنا السفر الذي يحمل اسمه. تحتل رسائل لخيش مكانتها بين الفخاريات السامرية برديات معبد الفيلة Elephantine Papyri كنقوش أثرية في التاريخ العبري للكتاب المقدس. (Albright, OHL, 17)


ويحدد ج. إ. رايت في كتاب «الوضع الحالي لعلم الآثار الكتابي» تاريخ هذه الرسائل من خلال دراسة الأدلة الداخلية:


نجد في الرسالة العشرين، الكلمات التالية: «السنة التاسعة» أي السنة التاسعة للملك صدقيا. وهي نفس السنة التي جاء فيها نبوخذ نصر وبدأ في إخضاع اليهودية: «في السنة التاسعة ... في الشهر العاشر» (2 ملوك 25: 1 ، وكان ذلك في حوالي شهر يناير من عام 588 ق.م.، واستمر حصار أورشليم حتى يوليو 587 ق.م. - 2 ملوك 25: 2 ، 3). (Wright, PSBA, as cited in Willoughby, SBTT, 179).


ويتفق ميللر باروز في كتابه «ماذا تعني هذه الأحجار!» مع رايت: عُثِرَ في لخيش على شواهد لفترتين من الدمار لا يفصل بينها وقت كبير، ومما لا شك فيه أنهما ترجعان إلى غزوتي نبوخذ نصر في عامي 598 و587 ق.م. وقد عُثِرَ على رسائل لخيش الشهيرة الآن بين حطام ما أحدثه الغزو الثاني من دمار. (Burrows, WMTS, 107)


ويلخص ألبرايت مسألة تأريخ هذه المكتشفات قائلاً: قدم ستاركي وصفاً مفيداً لهذا الاكتشاف حيث أوضح ظروف اكتشاف هذه الفخاريات وحدد تاريخها في وقت يسبق مباشرة الدمار الأخير الذي حلَّ بلخيش في نهاية حكم صدقيا. وهذه الحقائق واضحة للغاية حتى أن توركزنر قد تخلَّى عن اعتراضاته بشأن هذا التاريخ الذي يقبله الآن جميع الدارسين. (Albright, OHL, 11, 12)


3(د) الخلفية التاريخية لرسائل لخيش بالعهد القديم
نقرأ في إرميا 34:6،7 ما يلي: فكلَّم إرميا النبي صدقيا ملك يهوذا بكل هذا الكلام في أورشليم. إذ كان جيش ملك بابل يحارب أورشليم وكل مدن يهوذا الباقية لخيش وعزيقة. لأن هاتين بقيتا في مدن يهوذا مدينتين حصينتين.


قامت مملكة إسرائيل بتمرد لم يأت بثمر ضد نبوخذ نصر، ولم تشترك يهوذا في هذا العصيان. وقد دعا إرميا إلى الاستسلام والخضوع بينما كان القادة اليهود يتحدثون عن المقاومة - وبالفعل قاوموا ولكنهم هُزموا هزيمة منكرة على أيدي قوات نبوخذ نصر. وفي الأيام الأخيرة من هذه التمرد، كانت آخر مظاهر استقلال العبرانيين تتمثل في اثنين من القواعد هما لخيش وعزيقة، على مسافة تبعد خمسة وثلاثون ميلاً جنوب غربي أورشليم. ومن لخيش أرسلت سلسلة من الرسائل التي تقدم صورة حية للوضع هناك. وهذه تضيف الكثير إلى الخلفية التاريخية التي نعرفها من خلال الكتاب المقدس. وعرف هذا الاكتشاف باسم رسائل (أو فخاريات) لخيش.


4(د) محتوى رسائل لخيش وختم جدليا
لتيسير الرجوع إليها تم ترقيم هذه الرسائل. ويلقي هوبرت نظرة عامة على الرسائل من 2-5 قائلاً: في هذه المجموعة من الرسائل من 2-5 يقوم هوشعيا على نحو مستمر بالدفاع عن نفسه لدى رئيسه رغم أن التهم الموجهة إليه ليست واضحة تماماً. ويمكن القول بأنه كان متعاطفاً مع المؤيدين لرأي إرميا الذين كانوا يرغبون في الاستسلام للبابليين بدلاً من التمرد ولكننا بالطبع لا يمكننا الجزم بذلك. (Haupert, LFFJ, 31)


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

فهرس الفصل العا...

فهرس الفصل العاشر قياس الاتجاهات مقدمة (1) الاستبيان ا - الجوانب الواجب مراعاتها في إعداد الاستب...

برزت العالقات ا...

برزت العالقات العامة كعلم وفن اتصال بعد الحرب العالمٌة الثانٌة، وإن كانت قدٌمة حٌث واكب نموها مراحل ...

1. Executive Su...

1. Executive Summary Product / Service Carnival Week Company offers movable entertainment services t...

Nestled on the ...

Nestled on the pristine shores of Al Marjan Island in Ras Al Khaimah, the Ajbal Aldana Hotel stands ...

-تنمية الاتجاه ...

-تنمية الاتجاه البنيوي في دراسة الصوتيات كما ذكرنا سابقاً ، إذ أكد علـى ملازمـة أن يقوم عل ى منهج م...

الإمام النسائي ...

الإمام النسائي صاحب السُّنن الكبرى والصغرى - مولده ولد أحمد بن شُعيب بن علي بن سنان بن دينار الن...

توفير مساحات مك...

توفير مساحات مكتبية: يتضمن ذلك تأجير مكاتب مفروشة بالكامل، مجهزة بالأثاث والتجهيزات اللازمة للعمل ال...

الإنسان هو أساس...

الإنسان هو أساس الإنتاج : يقول آدم سميث أن مصدر ثروة الأمم يكمن في عمل الإنسان. ويؤكد سميث خاصة على ...

تهتم شركة صافول...

تهتم شركة صافولا بتوفير مدخلاتها (المواد الأولية)لتصنيع سكر الأسرة بأعلى جودة من خلال اتباع أساليب د...

الأشكال والمصطل...

الأشكال والمصطلحات الفنية هي أول ما يتبادر إلى الذين عند الحديث أو الكتابة عن موضوع فني حيث نجد أنفس...

2. تاريخ استخدا...

2. تاريخ استخدام الخشب لقد لعبت الشجرة وخشبها دورًا بارزًا في حياة الإنسان عبر التاريخ. لقد كان الخ...

التحليل الإحصائ...

التحليل الإحصائي للبيانات من أهم فروع علم الاقتصاد وذلك لما له من ارتباط كبير في مجالات مختلفة، فقد ...