Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

والتكنولوجى
يشهد العالم المعاصر تغيراً سريعاً ومتلاحقاً فـى شـتى ميـادين
الخ . هذا
إنسانيته ، والتكنولوجى المعاصر. هذا التقدم الذى وفر للإنسان شروط حيـاة أفضـل
بمعنى من المعانى –
أكثر سعادة، فإمتلاك" ما هو أكثر " لا بعنى بالضرورة أن يمتلك الإنسـان "
وإذا لم يتعلم الإنسان كيف يسير على هذا الإيقـاع السـريع فـى
واليـأس
والدعوة إلـى
وطالما أن الإنسان هو غاية ووسيلة هذا التقدم ، بصفة خاصة بقع العبء الأكبر فى إعادة التوازن بين إيجابيات وسـلبيات
هذه الحضارة المعاصرة ، بين العلماء والتكنولوجيين والتربويين لإعداد إنسان يعرف كيف يواجه هذا
التغير ويتحكم فى وجهته ، ولنبدأ معاً فى تحديد مضمون الكلمات الرئيسية فى هذه الدراسـة
والتكنولوجيا ، والتربية . هناك عدة تعريفات أطلقت على العلم بيد أنها لـم تسـتقر علـى
وإن كنا نأمن إلى تعريفه على أنـه مجموعـة المعـارف
والحقائق والخبرات الإنسانية وتشمل العلوم كلهـا الطبيعيـة والإنسـانية
العلوم الطبيعية :
هى العلوم التى تعنى أساساً بالمادة ويتناول العالم الطبيعى المحيط
بنا بشكل عام . وتنقسم على إلى قسمين علوم أساسية وعلوم تطبيقيـة ، فالعلوم الأساسية هى جميع العلوم الطبيعية ما عـدا الهندسـة ، والعلـوم
Nature of ( ويعنى بها العلوم التى تختص بدراسة الطبيعة التى تحـيط
السماوية ، وهذه تشمل ما يسمى العلوم الأساسية من رياضيات وفيزيـاء
الدقيقـة منهـا والظـاهرة
وتشمل أيضاً الجيولوجيا وعلوم الفلك والأرصاد الحيوية ، وذلك
ما تعنى به الكليات العلمية اليـوم ، والزراعة ، وما يتفرغ عتها ويرتبط بها من تكنولوجيا صناعية وزراعية ، هذا المصطلح بالمفهوم الغربى Science لا يطابق تمام المطابقة
يعرفه ، ويشمل فيما يشـمل ( العلـوم
الإنسانية ) والشرعية . الإنسانيات ) ، وهو فى الغالب ، والفلسفة والحقوق ، مفهوم العلم قديماً وحديثاً :
وهـى
وتطويرها . نظرة تتفاوت بتفاوت الحضارات
وبدون أن نخوض فى تفاصيل هذا التطور تعرض بإيجـاز لأهـم
مكونات النظرة العلمية القديمة والحديثة تباعاً لنرى مـدى التحـول فـى
وهى
وأن الأشياء جميعاً قابلة للتفسير بلغة المادة
امـت
فحسب ، وهكذا يتحتم أن تكون حرية الاختيار وهما من الأوهام ما د
تخطط أو تهدف إلى أى شئ ، فلا سنبيل إلى العثـور علـى حكمـة وراء
الأشياء الطبيعية ، هذا الرأى كان مقبولاً بعض القبول فى آخر القرن الماضى ، " وجود " العقل أو الروح . أما النظرة الحديثة للعلم فقد ترتبت علـى النمـو والتطـور فـى
بفعل نظرية " الإنفجار العظيم " و " المبدأ الإنسانى " . بحيـث تأكـد دور
العقل فى العالم ، فالمادة فى
ومن ثم فالعقل هـو إ حـدى
حقائق الوجود المطلقة . وأصبحت حقائق العلم الجديدة التى كشفتها نظرية
أى إلى عقل . ولقد كانت النظرة القديمة لا تتضمن إلا المـادة والقـوانين
عليها أن تتضمن المـادة
والقوانين الطبيعية والعقل . فهما مرتبطان إرتباطاً عضوياً ، فإذا كان الإعتقاد السـائد لـدى أصـحاب
العلوم الإنسانية والإجتماعية أو بعضهم بأن العلوم الطبيعية تتعامـل مـع
المادة وليس مع الإنسان ، بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم
وتظهـر
هذه العلاقة بوضوح وتتأكد من خلال التطبيقات العلميـة التـى تسـتهدف
وهى ما نطلق عليه التكنولوجيا :
حيث تعنى هذه الأخيرة الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلميـة
التى يحقق بها المجتمع على مر العصور إحتياجاته وهى أقدم من العلم. ثم إن العلوم الطبيعية هى فى ذات الوقت علوم إنسانية أكثر مـن
من حيث كونها تعنى ما هو من صـنع الإنسـان وحـده أو
إهتمامه –
هى الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلمية التى يحقق
مفهوم التربيـــة :
موهبة وإكتساباً ، ومحور هذه التربية الإسلامية إخراج الإنسان الفاضل ، الإنسـان
النموذج المؤهل ليأخذ مكانة الملائم ، فى مسـيرة الحيـاة
والتنافس الشريف نحو الأفضل فى ضوء علاقاته العامـة
وعبادة واستقامة على مـنهج
االله ورسالته . وألفة ، وعمالة وإحسان . مع الكون والحياة ، علاقة تسخير واستثمار كما يحب االله ويرضى . إيمانـاً بعدالـة االله
:التطور العلمى والتكنولوجى فى العالم المعاصر
وأبعاده وإيجابيـات
نشأت أول موجة حضارية كبرى عندما تعلم الإنسـان أن يـزرع
المجتمع كانت له ركائزه ومبادئه والقيم التى تحكمه وهى تتمثل فى الأسرة
للأسرة والمجتمع ، ارتباط الإنسان بالطبقة التى ولد لكى يجد نفسه فـرداً
علاقة الإنسان بالأرض التى ولد فيها ومدى إمكانية تزوحه عنهـا ، طبيعة الممارسة السياسية ، وعلاقة الحاكم بالمحكوم . ومع اختراع الآلـة
عليها المجتمعات الزراعية ، العمل الصناعى يمكن حصرها فيما يلى :
لنمطية والتوحيد القياسى لكل شئ . وتحقيق التزامن الذى اقتضته العمليات الصناعية ثـم
ساد حياة البشر . مات المختلفة . التركيز فى كل شئ ، والسعى إلى بلوغ النهايات العظمـى ، والتباهى بالأرقام القياسية تحت شعار : إن المؤسسة تحقق ربحـاً
المركزية الشديدة فى كل شئ . حيـث
أدرك بعض المهتمين بالمستقبليات ملامح مرحلـة جديـدة تمهـد
نـوحى بإنقضـاء الموجـة
قاد التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصال والانتقال إلى حصول البشـر
على قدر من المعلومات لم يكن تيسير لهم من قبل . تعرف البشر على معلومات متباينة ومعارف مختلفة ، مكنهم مـن الإختيـار مـن بـين مختلـف
المعلومات والمعارف ما يكون أكثر انسـجاماً مـع خصوصـياتهم
وهكذا تباينت
أساليب حياتهم ، خلق بذور المزيـد مـن
المعلومات والمعارف . ومع المزيد من التطور التكنولوجى فى مجال المعلومات (كمبيـوتر
إتصالات) تم إستيعاب المعلومات المتزايدة ، وتوليـد معلومـات
ومعارف جديدة منها هذه المعلومات والمعارف الجديدة فـأ دت إلـى
المزيد من تباين البشـر ، ومـن ثـم إلـى توليـد المزيـد مـن
المعلومات. وهكذا بلا نهاية. وهكذا تحول المجتمع الصـناعى إلـى مجتمـع المعلومـات ، أو مجتمـع
والذى يتميز عن المـرحلتين السـابقتين ( الزراعيـة
والصناعية ) بمظاهر تغير ما زالت تواصل فعلها فى عالم اليـوم ، هذه المظاهر :
من المصنع إلى مرافق المعلومات . من الدولة إلى العالمية . من التزامن للحكم إلى الزمن للتكيف . متجددة لا تنصب فإن الثورة التكنولوجية الثالثة لن تكون حكراً على تلـك
المجتمعات الكبيرة المساحة أو المتضخمة ا
الأولية ، أو القوية
أو عصر ما بعد الصناعة، وإرتفـاع مسـتوى
المعيشة ، هذا التقدم العلمى التقنى قد وفر للإنسان شـروط حيـاة أفضـل
والشعار ، النووية، والنفايات الصناعية، وعـن
المشكلات الإجتماعية التى ترتبت على الدخول فى عصر ما بعد الصناعة، مثل البطالة ، وتفكك الأسرة ، والحاح مشكلات شغل وقـت الفـراغ ، وتربية الأطفال وغير ذلك . خاصية ثالثة صاحبت عصر ثورة المعلومـات ، الإعلامى الثقافى الحضارى العالمى عن طريق الصوت ، وتجعلـه
مستسلماً أو تابعاً لهذا التقدم . وقد أدت نظم ووسائل الإتصال بما لها من
قدرة هائلة على التأثير إلى تغيير أنمـاط سـلوك الأفـراد والقـيم التـى
يتمسكون بها ، بما تملكه من أساليب الإعلان والدعاية المتجددة والمبهرة
والمؤثرة ، هى فـى الغالـب
الدعائية . يؤدى بهم إلى الفساد والانحلال وفقد الآدمية . هكذا نقل التقدم التكنولوجى الإنسان نقلاً مفاجئاً وغير متوقع مـن
الشعور بالفرح ، بفقدان الثقة ، فكلمـا تكـاثرت معـارف
درجة إحساسه بعدم الرضا واشتد شعوره بأنه أداه توجههـا مـن بعيـد
مراكز قوة تفرض سيطرتها عليه . المختلفة بغير ضغط ولا توجيه ، وأن يتمكن من التفكير بنفسـه وحـول
ويبعث فيه شعوراً بالـدوار والفـراغ ، وهكذا يصبح السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسـنا دائمـاً : هـل
طريق العلم بات يحتاج إلى قواعد تضبط مساره وتحدد وجهته ، هى مسئولية العلماء والباحثين تجاه مجتمعاتهم بصورة خاصـة وتجـاه
البشرية ومستقل الحياة بصورة عامة ؟
العصر الحاضر ، وهى المخاطر الإجتماعية والقرارات الأخلاقية التى يجب
أن تؤخذ فى الاعتبار عند تطبيق العلم والتكنولوجيا ، بعبارة أخرى يجـب
أصعب الفرارات وأكثرها إثارة للجدل والمناقشة . إعادة النظر فى العمل التربوى بحيث توجـد
الحالى –
نظاماً جديداً للقيم يسمح بمواجهة مستقبل البشرية المشترك بـروح مـن
هذا العمل التربوى يجب أى يكون قاصراً على أهداف
يحقق للنشاط العلمى والتكنواوجى قيماً مطلقة لها نفس الطـابع العـالمى
تضمن لنا مستقبل جنسنا البشرى . أولاϙ : أهــداف التربيــة :
ويتطلب ذلك تعميم التعليم فى مرحلـة الحضـانة وريـاض الأطفـال ، توجيه اهتمام خاص إلى الريف والمناطق النائية ، التعويضى ، وإتاحة الفرص أمام الطلاب لمزيد من الدراسات العليا وفـق
لإستعداداتهم وقدراتهم الحقيقية. إعداد الطالب لدخول ميدان الحياة العامة والتعليم المستمر :
بالتوجيه المدرسى والمهنى ، متوازن ملائم ، وتعليم الكبار ، دراسات تكميلية للخريجين من الجامعات والمعاهد العليا . تحسين آداء النظام التعليمى ونوعيته :
ويتطلب ذلك إعداد المدرسين والعمل على رفـع مسـتواهم ، والاهتمـ ام
بتخصصات أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات ، والأبحاث العلميـة فـى
وإعادة النظر فى السياسة التعليمية مـن حيـث البنيـات
وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بتدارك الفاقـد
ومعالجة الوان الفشل فى الدراسة . والعطلات. الخ ) وإدخال ما قد يحتاج إليه من إصلاح . والمشـاركة
ويتطلب ذلك الإهتمام الخاص بالتربية الخلقية ، وتأصيل وعـى المـتعلم
إطار التعايش السليم ، وتعويد الطالب على احترام الذات وتعرف الثقافات
والإهتمـام
ومشـاركة ممثلـى
ويتطلب ذلك دراسة روافد الثقافة على تعددها وتنوعهـا ، فـى الزمـان
من فرعونية وقبطية وإسلامية ، ومراجعـة إنجـازات العـالم
وإستفهام الـروح التقدميـة التـى
واكيت هذه الإنجازات ، ومراجعة الفكر الإسلامى المعاصر فـى علاقتـه
وتحقيق قدر أكبر مـن
الإستفادة من العلم الحديث فى الشرق والغرب ، بمعنى الاستيعاب الواعى للعصر ، والتفاعل مع الثقافات الحديثة المحلية والأجنبية مع الانتقاء الجيد لما هو
ثانيــاً : تغــيير المفــاهيم القديمــة فى التربيــة
أ -
إنما هو اليوم عملية تمتد من المهد إلى
اللحد ، فى الماضى قال فيلسوف : أنا أفكـر إذن أنـا موجـو ، ولا فـرق بـين القـولين
والتفكير بقضى إلى التعليم . ب -
اليوم بعلم المرء كيف يتعلم وكيف يبقى على صلو مسـتمرة بمـا
يجد من ابتكارات ، كى يبقى مواكباً لتيار الحياة المتسـار ع فـى
النمو والتغير . ح -
كالمتعلم ما تزال معلوماته تتزايد يوماً بعد يوم ، وما تزال خبراته
تتسع ، ولأنه صاحب مهنة فينبغى أن يعد إعداداً صليماً متكاملاً ، وأحدث ما يستجد فى علم النفس ، التعليمية . يمكـن
أن تحصر هذه الصفات فى :
ويكون قادراً على التعامل مع التكنولوجيات المعلومانيـة التـى
للتفاعل مع المعارف التى يستخلصها . يمارس التفكير الناقد ، وما كان مناسباً للجميع لم
والتفكير الناقد يعنى إعادة النظـر ، والنظـر إلـى
يؤمن بأن الحيـاة
عبارة عن سلسلة متعاقبة من التعليم والتدريب والعمل ثم إعـادة
وهكذا ، وفـرص الحصـول
يعنى الشمول فى المعرفة ، يمعنى أن يكون مستعداً للتحول مـن
ولا يقصر معارفه وخبراته على تخصص ضيق . لم يعد مطلوبـاً منـه أن يستسـلم و يطبـ ع
وأهدافاً جديدة لعمله ، وعلى قـدر
الفوضى والمزايا المتاحة له . داخـل مؤسسـته
وخارجها ، قادراً على المبادرة وعلى التفكير بشكل خـلاق عنـد
غيـر مقيـد بـأوامر ذلـك
التنظيمالقومى المركزى الذى ساد فى المجتمع الصناعى ، إنتظتر . وأن يـرى فـى
الاختلاف والتفاوت مصدر ثراء معلوماتى له وللآخرين . المحتوى الدراسى :
ب -
تعليم العلوم : من أجل أن يجرى التفاعل المنشود بـين العلـوم
الطبيعية والعلوم الإنسانية ، لابد من تعليم العلوم للجميع ، وفـى
كل مراحل الدراسة ، والأزهار والتمييـز بينهـا ، وتجميـ ع
ويمكن أن تكون الجـوائز
كمـا يمكـن أن
تجمع صور الحيوانات المخابفة ودراسة الفروق المميـزة لهـا ، الخ . كذلك يمكـن تتبـع الأحـوال
والتمييز بين الأصوات والألوان ، وما يمكن أن
يحدث من مزج الألوان بعضها ببعض ، وما يستجد من مبتكـرات
كل ذلك يتم بالتعاون بين المعلم والمتعلم
من خلال الدراسة الممزوجة باللعب واللهو فهذا الأسلوب آدعـى
له من قيمة فى الكشف عن الميول والاهتمامات . وفى المرحلة الثانوية : يتطور المنهاج بحيث يشمل مبـدأ
والأقمار الصناعية وما يجد ويستجد من مبتكرات . وطرق عرض البحث ، وخواص
الموضوعية والأمانة العلمية . كل ما سبق فى المرحلة الأولية الثانوية لا يتم فى معـزل
عن ما تنشره وتبثه وتعرضه وسائل الإعلام ، وفى المرحلة الجامعية ، ضوء التخصصات المختلفة ، ينبغى أن تجرى دراسة الأساسـيات
غيـر
وأن تشمل موضوعات الدراسة الإجبارية فى جميع الكليات دراسة
المنهجية العلمية وأساليب البحـث وطـرق توثيـق المعلومـات
الذى يدرسه لتمكين الطالب من إستعمال المراجع الأجنبية بمعرفة
وثقه بالنفس . العمل المهنى ، ويحسنون إستخدام وقت فراغهم فى مزيـد مـن
اكتساب المعارف ، الإنسانى بالآلة فى كثير من الأعمال . تعليم اللغة العربية وآدابها : ونشير هنا إلى مؤشرات هامة يجب
تطوير معانى بعض مفردات اللغة الحاضرة بإكسابها دلالات جديدة
شرقية أو غريبة بلا خجل أو حرج أو عقد نفسية ، وأن تطـور
قواعد اللغة العربية لتصبح وسيلة للفهم الصحيح . وفى المرحلة الإبتدائية لا يستهدف تدريس العربية سـو ى
ولا ينبغى أن يعطى من قواعد اللغة إلا ما يساعد
وفى المرحلة الثانوية : ينبغى أن تستهدف دروس اللغـة
العربية : القراءة الصامتة ، والتفكير ، وأن تعطى الطلاب مزيداً مـن الآيـات القرآنيـة
والآمثال والحكم العربية للحفظ والاستشهاد ، ومزيداً من الكتـب
العلمية المبسطة والكتب الفنية الأدبية للمطالعة ، ويراعى اختيار
وثام وانسجام ، فلا شك فى آن موضـوعات الكليـات الإنسـانية
سيلحق بها التطور فى المراحل الجامعية ما دام الأسـاس صـلباً
متيناً . - التربية الدينية والخلقية :
الإسلامية والديانة المسيحية ما يوجد ولا يفـرق بـين معتنقـى
وإذا كـان الـدين
وآخر الرسالات السـماوية ، فيجب أن تقيم الدليل على ذلك بمزيد من الإجتهاد فى تطوير فهمنا
بها العلم والتكنولوجيا . ومع الآخرين لإنقاذ البشرية من المشاكل الكبـرى والاحتمـالا ت
الأكبر أيضاً فى العصر التكنولوجى . أن االله أكبر . تعاون لا تعارض ، وهذا يستدعى تضافر جهد الجميع من علماء ومتدينين
وأولئك المهتمين بالنضال من أجل التغيير الإجتماعى . ومثل هذه الدروس الدينية يجب أن تؤصل فى ضمير الإنسان معنى
وجوده واستخلافه فى الأرض ، ومسئولية وتبعه خلفية لنفسه والآخرين . والجسدية للكائنات الإنسـانية فـى سـ عيها المتواصـل لتحقيـق مهـام
الاستخلاف فى الأرض . وأن وعد االله للإنسان بأن " يمكنه فـى الأرض "
مشروط بأن يكون هذا الانسان قادراً على أن يتحكم فيما يصنعه بيديـه لا
الخوف ، إلا من خوف االله وحده ، والمعطى والمانع ، وهو وحده الكفيل بحاجات البشر والتحرر هنـا يمتـد
ليشمل التحرر من كل صور العبودية والقهر والتقليد والقوة سـواء فـى
المسلم أن لا إله إلا االله وأن محمداً رسول االله . وتحرير الإنسان لا يتأتى إلا بالعلم ، ومن ثم كانت مهمة التربية تدريب قوى العقل على آداء وظيفتها فى طلب
العلم الدينوى آداة الإنسان لتعمير الكـون ، العلم الدينى ( بما فيه من هداية
النور الذى يضئ طريق الإنسان فى بحثه وإكتشافه للعالم حتى
وتضل ، والعلم يغير إيمان
وإزداد تقوى وخشية وحباً الله ، وتوثقـت
نتيجة لذلك الصلة بين العلم والدين . كما يجب أن تؤدى دروس التربية الدينية إلى غـرس قـيم العمـل
والإيجابية والمبادرة لدى المتعلم ، فالعمل يساوى الجهاد كما يقول الإمام
الغزالى حيث سوى بين السعى للكسب والسعى للجهاد استناداً إلى الآية :
" وآخرون يضربون فى الأرض يبتغون فى فضل االله ، وآخرون يقـاتلون
ويرتبط بقيمة العمل قيمة الإتقان عندما يعى المتعلم أن هناك رقابـة
يكرم فيه من اتقـى
وعتـدما سـعى
لتحقيق الكمال –
صحيحاً للمجتمع الإسلامى القائم على فكرة الأخوة والمودة والتـراحم ، وأن تقر بأن التفاوت بـين النـاس فـى العلـم
ولكن هذا التفاوت
مدعاة للتعارف ، والإستحقاق ، " وإن أكرمكم عند االله أتقاكم " . وأما عن التربية الخلقية فهى غير منفصلة عن التربية الدينيـة وإن
الأخلاق وقيمها ، والتكنولوجيا من زاوية إنسانية ، وأن يتحول العلم إلى " حكمة " والحكمة
هذه التربية الخلقية يجب ان تكون عملية إيجابيـة لا تقـوم علـى
الوعظ والتلقين ، بل تستهدف تنمية السـلوك الخلقـى ، وتنميـة أفـراد
وتنمية الوعى بالوسائل العلمية التى يصلون بها إلـى
أحكامهم الخلقية . المدرسة . وقد قدم فيليب بأى تصوراً قيناً لما يمكن أن يكون عليه هـذا
المحتوى العملى . حيث يقدم فى كتابه عن " التربية الخلقية فى المدرسة "
أمثلة للموضوعات التى يمكن أن تناقش فى دروس التربية الخلفية ، بالعمل، أو بالمجتمع المدرسى. الجزاء الحسن او المكافأة . لمفاهيم الأخلاقية ولغة الأخلاق والمصطلحات والطـرق المختلفـة التـى
ويمكن أيضاً للأبر سناً من التلاميذ المشاركة
فى فحص المبادئ الأخلاقية إلى جانب الأسئلة المتعلقة بالسلطة والحريـة
المحددة . الحالات الفردية ومناقشة الأسئلة المتعلقة بالصداقة والزواج ، والعلاقـة
والأنشطة الخاصـة بوقـ ت
الفراغ ، كما يمكن أن تتناول دروس الخلقية دراسـة الأخـلاق المهنيـة أى
دراسة قواعد السلوك التى تحـدد لكـل مهنـة حقوقفهـا وواجباتهـا أو
التزاماتها ليس على صورة عامة أو غامضة غير محددة ، المعيارية للعلاقات التى تنشأ بينهم أو مع المسـتفيدين مـن خـدماتهم . كمثال لهذا المحتوى يمكن لمن يدرسون فى مجال الطب أن يناقشـوا مـا
أصبح يطلق عليه " الأخلاق البيولوجية " أو " أخلاق الحيـاة " . مـن
والتحكم فى السلوك بوسائل تكنولوجية ، على الإنسان فى الطب ، وأبحاث الوراثة ، ونقل الأعضاء ، وفى مجال الأعمال التجارية تناقش أمور من قبيل العدالـة عنـدما
ترتبط بمجال العمل. وحقوق أصحاب العمل ، والمستخدمين والمستهلكين، أمور معينه مثل مطابقة الإعلان للشئ المعلن عنه ، المبالغة ، ويمكن أن يمتد تدريس الأخلاق المهنية إلى نقد المؤسسات والبنيـة
الداخلية للمهنة ، وتدعيم المستويات المعنية ونظم التعليم المهنى . الفضائل الأساسية المرتبطة بالعمل والممارسة فى المهن المختلفة بصـفة
والتكافل ، ترتبط بما سبق الإشارة إليه من دور الإنسان ورسالته فى هذا العالم كمـا
حيث يعنـى الإسـتخلاف فـى الأرض الإعمـار
والإنسان إختار أن يحمل الأمانة التى رفضـت السـموات والأرض
والجبال التى يحملنها ، وهى إسم للحق الذى أودع عند الإنسان
وطلب حفظه ليوصله إلى صاحبه الذى يملكه ، فيشمل
المال وأداؤه تسليمه كاملاً غير منقوص والعلم
الصحيح ، وآداء الأمانات يتضمن تيسير الطرق اليها ، أخرى . يمعنى المسئولية المدنية ، والأصل الشـرعى لهـذه المسـئولية ، وآراء
حقوق الإنسان ، وتنمية الفضائل الإسلامية والوعى بمضموناتها ومنهـا
والإنفاق ، والصدق ، والجود ، بالعهد . وهى كلها صفات للأعمال الصالحة التى تـرد فـى القـرآن
والتى لا يقصد بها إلا لاجه الـه ، وقمـة هـذه
الفضائل التقوى ومخافة االله . طرق التدريس :
التعليم الحديث ينبغى أن يقوم على مبدأ التعلم الذاتى ، المعلم بالتوجيه ويشاركه فى ذلك البيت ، وأن يواكب ذلك حسـن
والفيديو ) فهى تعطى نتائج أفضصـل ممـا يعطيـه كثيـر مـن
المعلمين. بشرط أن يتوافر فى مقدمى هذه البرامج التربوية حسن
الصوت ووضوح العبارة وحسن الآداء . ينبغـى أن يعمـل
كان يعمـل الطـلاب كفريـق
العمل والإستفادة من الإمكالنات المحلية فـى إكتشـاف حقـائق
ومثل هذا النوع من التدريس يجـب أن يصـاحبه تحـول
على شبكات المعرفة الإلكترونية التى تعطى أهمية أكثر للقـدرات
هذه البيئة الجديدة ستعمل بطبيعتها على إزالة الفجوة
بين المدينة والأقاليم الريفية وستساعد على التقريب بين الـدول
الصناعية وغير الصناعية ، كما تنهى هذه البيئة التعليمية الجديدة
وتفتح الباب أمـام ممارسـة
التعليم فى البيوت وفى المؤسسات الإقتصادية التى ستتكفل بتعليم
العمل الإقتصادى . د - التقويـــم :
وفى الرياضـة ، أيضاً أن يوضعوا فى نوع التعليم أو التخصـص المناسـب أو أن
ينصحوا بالتحول إلى مجالات حرف أو مهارات يدوية . هكذا يصبح الكشف عن الميول والمواهب عملية ضرورية
وقدراتهم على المستوى الفردى ، يتوقف على إجتيازها وفق مستويات مقننة عامة تحديد مسـتقبل
بل يمكن كما يرى البعض أن تجعل الإمتحانـات
فى ما رس فى المدرسة وفى ذات الوقت تشمل المعلومات العامة
التى تبثها وسائل الإعلام المختلفة بقنواتها التعليمية مـن كتـب
ونشرات وإذاعة وتليفزيون ومسجلات . الخ . وإذا كنا قد درينا الطلاب كما سـبق القـول علـى العمـل
الجماعى ، العمل من خلال فريق ، كبر أو صغر عـدده ،


Original text

الفصــل الثالـــث
قضية التقدم العلمى
والتكنولوجى


مقدمــــة :
يشهد العالم المعاصر تغيراً سريعاً ومتلاحقاً فـى شـتى ميـادين
الحياة ، الاقتصاد والإجتماع والسياسة ، والعمل ، والأسرة ..... الخ . هذا
التغير وضع الإنسان المعاصر فى أزمة حقيقية وعميقة تكاد تقضى علـى
إنسانيته ، وتفقده الإستمتاع بمظاهر التقدم التى حققهـا ال تقـدم العلمـى
والتكنولوجى المعاصر. هذا التقدم الذى وفر للإنسان شروط حيـاة أفضـل
ومعيشة أغنى وأيسر. ولكن زضع الإنسان فى ذات الوقت وضع التابع لما
يحدث من تقدم علمى وتقنى بقوده إلى حيث لا يـدرى . هـذه الحضـارة
أكثر تقدماً دون أن تجعلـه
بمعنى من المعانى –
الحديثه جعلت الإنسان –
أكثر سعادة، فإمتلاك" ما هو أكثر " لا بعنى بالضرورة أن يمتلك الإنسـان "
حالاً أفضل وأحسن .
وإذا لم يتعلم الإنسان كيف يسير على هذا الإيقـاع السـريع فـى
التغير فسيكون مصيره الفشل فى التكيف مع الظروف الجديدة ، واليـأس


من الكفاح . وهذا ما دعا إلى الإهتمام بدراسات المستقبل . والدعوة إلـى
إتخاذ إجراءات عاجلة للإنقاذ من الآن .
وطالما أن الإنسان هو غاية ووسيلة هذا التقدم ، من ثم تقع على
عاتقه وحده مسئولية توجيه هذا التقدم وجهة إنسانية ، وعلـى التربيـة
بصفة خاصة بقع العبء الأكبر فى إعادة التوازن بين إيجابيات وسـلبيات
هذه الحضارة المعاصرة ، وإعادة بناء مجتمع منظم ، تتحقق فيه التعـاون
بين العلماء والتكنولوجيين والتربويين لإعداد إنسان يعرف كيف يواجه هذا
التغير ويتحكم فى وجهته ، ويستشرف احتمالاته .... وكيف يكـون هـو
المسيطر برؤيته الأخلاقية على مسار هذا التقدم .
ولنبدأ معاً فى تحديد مضمون الكلمات الرئيسية فى هذه الدراسـة
وهى العلم ، والتكنولوجيا ، والتربية .
مفهوم العلم :
هناك عدة تعريفات أطلقت على العلم بيد أنها لـم تسـتقر علـى
تعريف واحد ، وإن كنا نأمن إلى تعريفه على أنـه مجموعـة المعـارف
والحقائق والخبرات الإنسانية وتشمل العلوم كلهـا الطبيعيـة والإنسـانية
والإجتماعية .
العلوم الطبيعية :
هى العلوم التى تعنى أساساً بالمادة ويتناول العالم الطبيعى المحيط
بنا بشكل عام . وتنقسم على إلى قسمين علوم أساسية وعلوم تطبيقيـة ،
فالعلوم الأساسية هى جميع العلوم الطبيعية ما عـدا الهندسـة ، والعلـوم
التطبيقية هى الهندسة بتطبيقاتها المختلفة وعبارة " العلوم الطبيعية " إنما
هى ترجمة العبارة الإنجليزبة ( Sciences Natural ( أو ( Sciences
Nature of ( ويعنى بها العلوم التى تختص بدراسة الطبيعة التى تحـيط
بالإنسان من أحياء وجمادات وكل ما يتعلق بـالأرض والجـو والأجـرام


السماوية ، وهذه تشمل ما يسمى العلوم الأساسية من رياضيات وفيزيـاء
وكيمياء وعلوم واحياء ( حيوانات ونباتـات ، الدقيقـة منهـا والظـاهرة
للعيان ) ، وتشمل أيضاً الجيولوجيا وعلوم الفلك والأرصاد الحيوية ، وذلك
ما تعنى به الكليات العلمية اليـوم ، كليـات العلـوم والهندسـة والطـب
والزراعة ، وما يتفرغ عتها ويرتبط بها من تكنولوجيا صناعية وزراعية ،
وأدوات سلم وحرب .
هذا المصطلح بالمفهوم الغربى Science لا يطابق تمام المطابقة
لفظة ( علم ) العربية ، فهذه كلمة عامة تعنى كل ما يعلمـه الإنسـان أو
يعرفه ، فالعلم فى العربية يرادف المعرفة ، ويشمل فيما يشـمل ( العلـوم
الإنسانية ) والشرعية .
العلوم الإنسانية والإجتماعية :
فهى معنية بالإنسان والتأشيرات البيئيـة والإجتماعيـة المـؤثرة
عليه، وتستعين بالفكر والحقائق ، ولها مناهجها الخاصة بها .
وعبارة العلوم الإنسانية هى ترجمة لكلمة ( Humanities ( أى
( الإنسانيات ) ، وهى ما تركز على دراسـته كليـات الآداب والفنـون ،
ويشمل عا اللغات وآدابها : التاريخ ، وهو فى الغالب ، التاريخ السياسى ،
والإقتصاد ، والفلسفة والحقوق ، وينضم إليها كليات التجـارة والشـريعة
واللاهوت .
مفهوم العلم قديماً وحديثاً :
يرتبط تطور مفهوم العلم بتطوير النظرة الكونية للعـال م ، وهـى
، وتطويرها .
نظرة تتفاوت بتفاوت الحضارات


وبدون أن نخوض فى تفاصيل هذا التطور تعرض بإيجـاز لأهـم
مكونات النظرة العلمية القديمة والحديثة تباعاً لنرى مـدى التحـول فـى
مفهوم العلم .
النظرة العلمية القديمة : يطلق عليها أيضاً المادية العلمية ، وهى
تؤكد أن لا وجود إلا للسادة ، وأن الأشياء جميعاً قابلة للتفسير بلغة المادة
امـت
فحسب ، وهكذا يتحتم أن تكون حرية الاختيار وهما من الأوهام ما د
المادة غير قادرة على التصرف الحر . ولما كانت المادة عـاجزة عـن أن
تخطط أو تهدف إلى أى شئ ، فلا سنبيل إلى العثـور علـى حكمـة وراء
ماغ .
الأشياء الطبيعية ، بل إن العقل ذاته يعتبر نتاجاً ثانوياً لنشأة الد
هذا الرأى كان مقبولاً بعض القبول فى آخر القرن الماضى ، غير
أن أموراً كثيرة حدثت فى هذه الأثناء تكذب هذا الرأى الذى ينكـر بشـدة
" وجود " العقل أو الروح .
أما النظرة الحديثة للعلم فقد ترتبت علـى النمـو والتطـور فـى
مجالات الفيزياء ومبحث الأعصاب ، وفى علم النفس ، وفى علم الكونيات
بفعل نظرية " الإنفجار العظيم " و " المبدأ الإنسانى " . بحيـث تأكـد دور
العقل فى العالم ، وعاد مفهوم الوعى مرة أخرى إلى المقدمة ، فالمادة فى
أدنى مستوياتها لا تفهم إلا باستخدام العقل ، ومن ثم فالعقل هـو إ حـدى
حقائق الوجود المطلقة . وأصبحت حقائق العلم الجديدة التى كشفتها نظرية
النسبية وميكانيكا الكم لا يمكن أن يوصفا دون الرجوع إلى مراقب مشارك
أى إلى عقل . ولقد كانت النظرة القديمة لا تتضمن إلا المـادة والقـوانين
عليها أن تتضمن المـادة
الطبيعية أما النظرة العلمية الجديدة فمن المحتمل
والقوانين الطبيعية والعقل .
على كل الإنسان لا تقيم حياته بدون كلا القسمين مـن العلـوم ،
فهما مرتبطان إرتباطاً عضوياً ، فإذا كان الإعتقاد السـائد لـدى أصـحاب


العلوم الإنسانية والإجتماعية أو بعضهم بأن العلوم الطبيعية تتعامـل مـع
المادة وليس مع الإنسان ، وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم الطبيعيـة أو
بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم
الطبيعية أو بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية تقع فى نطـاق الأدب
وهى ثقافة عامة وليست علوماً . إلا أن الواقع بل والحقيقة التى لا تعرفها
هى وجود أرضية مشتركة بين العلمين وبين المجتمع العلمـى الإنسـانى
والإجتماعى محورها مواجهة احتياجات الإنسان وحل مشكلاته . وتظهـر
هذه العلاقة بوضوح وتتأكد من خلال التطبيقات العلميـة التـى تسـتهدف
رفاهية الإنسان وتحسين أحوال معيشته. وهى ما نطلق عليه التكنولوجيا :
حيث تعنى هذه الأخيرة الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلميـة
التى يحقق بها المجتمع على مر العصور إحتياجاته وهى أقدم من العلم.
ثم إن العلوم الطبيعية هى فى ذات الوقت علوم إنسانية أكثر مـن
الإنسانيات . من حيث كونها تعنى ما هو من صـنع الإنسـان وحـده أو
فالحيوان ليس له دين ولا آداب ولا لغة
بمعزل عن الحيوان –
إهتمامه –
متقدمة ، وليس له أيضاً علم . ولذا يفضل البعض استبدال كلمة إنسانيات
بعبارة " الآداب والفنون " فـى اللغـة العربيـة أو كلمـة AITS فـى
الانكليزية، أو الآداب والفنون فقط .
مفهوم التكنولوجيـــا :
هى الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلمية التى يحقق
بها المجتمع على مر العصور احتياجاته وهى أقدم من العلم .
مفهوم التربيـــة :
هى إبلاغ الذات الإنسانية على كمالها الذى خلقت له ، او إبـلاغ
الفرد إلى أقصى ما تسمح به قدراته واستعداداته ، موهبة وإكتساباً ، وكما
قال االله سيحانه وتعالى : " قل كل يعمل على شاكلته " أى حسب اسـتعداده


الفطرى والمكتسب وقال صلى االله عليه وسلم " أعملوا فكل ميسر لما خلق
له " .
ومحور هذه التربية الإسلامية إخراج الإنسان الفاضل ، الإنسـان
النموذج المؤهل ليأخذ مكانة الملائم ، قيادة وانقياداً ، فى مسـيرة الحيـاة
بالعمل الصالح ، والتنافس الشريف نحو الأفضل فى ضوء علاقاته العامـة
والخاصة . مع الخالق : معرفة ، وطاعة ، وعبادة واستقامة على مـنهج
االله ورسالته .
مع الآخرين : علاقة أخوة ، وألفة ، ومحبة ، وعمالة وإحسان .
مع الكون والحياة ، علاقة تسخير واستثمار كما يحب االله ويرضى .
مع الأخوة : علاقة مسئولية وجزاء من جنس العمل ، إيمانـاً بعدالـة االله
يوم الحساب .
:التطور العلمى والتكنولوجى فى العالم المعاصر
قبل أن تتطرق إلى رصد ملامح هذا التطور ، وأبعاده وإيجابيـات
وسلبياته يجب أن تتريث قليلاً لنتأمل الموجات الحضارية العظمـى التـى
عرفتها البشرية : عصر الزراعة . وعصر الصناعة ، وعصر المعلومات ،
لنقف على طبيعة التحول والتغير والتحدى الذى يواجه الإنسان المعاصر .
نشأت أول موجة حضارية كبرى عندما تعلم الإنسـان أن يـزرع
وينتظر حتى يجنى ثمار ما زرع ، أى عندما قام المجتمع الزراعى ، هـذا
المجتمع كانت له ركائزه ومبادئه والقيم التى تحكمه وهى تتمثل فى الأسرة
الكبيرة التى تعمل كوحدة إنتاجية إستهلاكية متكاملـة ، السـ يادة الأبويـة
للأسرة والمجتمع ، ارتباط الإنسان بالطبقة التى ولد لكى يجد نفسه فـرداً
فيها ، علاقة الإنسان بالأرض التى ولد فيها ومدى إمكانية تزوحه عنهـا ،


طبيعة الممارسة السياسية ، وعلاقة الحاكم بالمحكوم . ومع اختراع الآلـة
البخارية وزحف عصر الصناعة ، تغيرت الأسس والمبـادئ التـى قامـت
عليها المجتمعات الزراعية ، ونشأت أسس ومبادئ جديدة تابعة من طبيعة
العمل الصناعى يمكن حصرها فيما يلى :
لنمطية والتوحيد القياسى لكل شئ .
ا


التخصص الضيق .


ضبط الزمن ، وتحقيق التزامن الذى اقتضته العمليات الصناعية ثـم


ساد حياة البشر .
مات المختلفة .
التركيز فى كل شئ ، فى الإنتاج الصناعى والخا


عشق الضخامة فى كل شئ ، والسعى إلى بلوغ النهايات العظمـى ،


والتباهى بالأرقام القياسية تحت شعار : إن المؤسسة تحقق ربحـاً
أكثر وتكتسب قدرة تنافسية أكبر كلما كانت أكبر حجماً .
المركزية الشديدة فى كل شئ .


استمر هذا الوضع لما يزيد عن قرنين من الزمـان ، إلـى أن
بدأت مظاهر التحول والتغير بعد منتصف القرن العشـرين ، حيـث
أدرك بعض المهتمين بالمستقبليات ملامح مرحلـة جديـدة تمهـد
الانتقال إلى موجه حضارية جديـدة ، نـوحى بإنقضـاء الموجـة
الحضارية الصناعية .
كيف تم هذا التحول ؟ أخذ هذا التحول خطوات تجملها فيما يلى :
قاد التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصال والانتقال إلى حصول البشـر
على قدر من المعلومات لم يكن تيسير لهم من قبل .


تعرف البشر على معلومات متباينة ومعارف مختلفة ، غيـر التـى


كانت مفروضة عليهم ، مكنهم مـن الإختيـار مـن بـين مختلـف
المعلومات والمعارف ما يكون أكثر انسـجاماً مـع خصوصـياتهم
مواقفهم وآراؤهم . ومـن ثـم تباينـت
وأمزجتهم ، وهكذا تباينت
أساليب حياتهم ، هذا التباين بين البشر ، خلق بذور المزيـد مـن
المعلومات والمعارف .
ومع المزيد من التطور التكنولوجى فى مجال المعلومات (كمبيـوتر


إتصالات) تم إستيعاب المعلومات المتزايدة ، وتوليـد معلومـات

ومعارف جديدة منها هذه المعلومات والمعارف الجديدة فـأ دت إلـى
المزيد من تباين البشـر ، ومـن ثـم إلـى توليـد المزيـد مـن
المعلومات..............وهكذا بلا نهاية.
وهكذا تحول المجتمع الصـناعى إلـى مجتمـع المعلومـات ،
ودخلت البشرية فى عصر جديد هو هصر المعلومات ، أو مجتمـع
المعلومات ، والذى يتميز عن المـرحلتين السـابقتين ( الزراعيـة
والصناعية ) بمظاهر تغير ما زالت تواصل فعلها فى عالم اليـوم ،
وتفرض على البشر استشراف أثر هذا التغير على مستقبلهم : مـن
هذه المظاهر :
التحول من العمل الجسدى إلى العقلى .


من المصنع إلى مرافق المعلومات .


من التعليم النمطى إلى التعليم الذاتى المستمر.


من تعظيم الأرباح الى المنفعة الاجتماعية .


من ديمقراطية التمثيل النيابى إلى ديمقراطية المشاركة .


من الدولة إلى العالمية .


من التخطيط قصير المدى إلى الرؤية المستقبلية .


من النطاق بين الإنتاج والإستهلاك على الإقتصاد التعاونى .


من المركزية إلى اللامركزية .


من التزامن للحكم إلى الزمن للتكيف .


هذه الثورة التكنولوجية الثالثة تعتمد أساساً على العقل البشـرى
والالكترونيات الدقيقة والكمبيوتر ، وتوليد المعلومات وتنظيمها وإختزانها
واستردادها وتوصيلها بسرعة متناهية،وعلى الشركات المعتمدة الجنسية،
ولأن العقل البشرى هو العماد الأول فى هذه الثورة ، ولأنه يمثـل طاقـة
متجددة لا تنصب فإن الثورة التكنولوجية الثالثة لن تكون حكراً على تلـك
لسكان أو الغنيـة بمواردهـا
المجتمعات الكبيرة المساحة أو المتضخمة ا
التقليدية .
الأولية ، أو القوية
وترتب على هذه الخاصية الأولى للثورة التكنولوجيـة الثالثـة أو
ثورة المعلومات، أو عصر ما بعد الصناعة، خاصية ثانية وهـى التغيـر
الإجتماعى المشابه ، وقد كان لهذا التغير جوانبه الإجابية. منها التناقض
الكبير فى وفيات الأطفال ، أو متوسط حياة الأنسان ، وإرتفـاع مسـتوى
وشيوع طـرق المواصـلات
المعيشة ، وإنتشار وسائل الثقافة والترفيه ،
والاتصالات السريعة ، وشيوع منتجات التقدم العلمى والتقنى فـى شـتى
ميادين الحياة .
هذا التقدم العلمى التقنى قد وفر للإنسان شـروط حيـاة أفضـل
ومعيشة أغنى وأيسر ، ولكن وضعه أمام تحديات جديدة عقبـه أن بعـد
نفسه لمواجهتها ، فالعالم والتكنولوجيا قد أسهما فى خلق وسائل الحـرب
والشعار ، وأشاعا الخوف من الكوارث النفسية الكبرى كعطل المفـاعلات
النووية، وانهيار السدود، والنفايات الصناعية، وإنتشار أوبئة جديدة ....)


فضلاً عن الحديث عن " إفناء " البيئـة الطبيعيـة وتسـ عيرها ، وعـن
المشكلات الإجتماعية التى ترتبت على الدخول فى عصر ما بعد الصناعة،
أو الأتوماتيكية ، مثل البطالة ، وجرائم الأحداث والعنف ، وتفكك الأسرة ،
والعزوف عن الزواج ، والحاح مشكلات شغل وقـت الفـراغ ، ورعايـة
المسنين ، وتربية الأطفال وغير ذلك .
خاصية ثالثة صاحبت عصر ثورة المعلومـات ، وهـى الإنفتـاح
الإعلامى الثقافى الحضارى العالمى عن طريق الصوت ، بحيـث أصـبح
الإنسان المعاصر وحيداً أمام تيارات تجاذبه مـن كـل جانـب ، وتجعلـه
مستسلماً أو تابعاً لهذا التقدم . وقد أدت نظم ووسائل الإتصال بما لها من
قدرة هائلة على التأثير إلى تغيير أنمـاط سـلوك الأفـراد والقـيم التـى
يتمسكون بها ، بما تملكه من أساليب الإعلان والدعاية المتجددة والمبهرة
والمؤثرة ، والتى تخضع الإنسان لصالح فئات معينة . هى فـى الغالـب
مصالح مشبوهه مستترة وراء قناع بـراق مـن الشـعارات والعبـارات
الدعائية . مما يسهل معه إستغلال جهد الكثيرين ولا سيما الشـباب وقـد
يؤدى بهم إلى الفساد والانحلال وفقد الآدمية .
هكذا نقل التقدم التكنولوجى الإنسان نقلاً مفاجئاً وغير متوقع مـن
الشعور بالفرح ، والثقة فيما أدركه تقدم التكنولوجيا إلى الإحسـاس أولاً
بفقدان الثقة ، ثم بعد ذلك بخية الأمل واليأس ، فكلمـا تكـاثرت معـارف
الإنسان والقدرات التكنيكية المنبثقة عنها ارتفعت معها فى نفس الوقـت
درجة إحساسه بعدم الرضا واشتد شعوره بأنه أداه توجههـا مـن بعيـد
مراكز قوة تفرض سيطرتها عليه .
مطلوب من الإنسان أن يكون قادراً على الاختيـار بـين البـدائل
المختلفة بغير ضغط ولا توجيه ، وأن يتمكن من التفكير بنفسـه وحـول
نفسه ، وأن يجد لحظات يتأمل فيها ويقلق هذا التقدم العلمى والتكنولوجى


الذى يحاصره ( عالم صناعى ) ، ويبعث فيه شعوراً بالـدوار والفـراغ ،
وأن يستعيد توازنه مع العالم الطبيعى كما خلقه االله سبحانه وتعالى مواتياً
لطموحات الإنسان .
وهكذا يصبح السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسـنا دائمـاً : هـل
تترك الحرية التامة للعظماء لإجراء تجاربهم وأبحاثهم دوغـاً قيـد أم أن
طريق العلم بات يحتاج إلى قواعد تضبط مساره وتحدد وجهته ، ثـم مـا
هى مسئولية العلماء والباحثين تجاه مجتمعاتهم بصورة خاصـة وتجـاه
البشرية ومستقل الحياة بصورة عامة ؟
مثل هذا السؤال يضعنا أمام أهم التحديات التى تواجه البشرية فى
العصر الحاضر ، وهى المخاطر الإجتماعية والقرارات الأخلاقية التى يجب
أن تؤخذ فى الاعتبار عند تطبيق العلم والتكنولوجيا ، بعبارة أخرى يجـب
أن يحظى ميدان الأخلاق باهتمام أكبر ، وهو الذى يجـب أن تتخـذ فيـه
أصعب الفرارات وأكثرها إثارة للجدل والمناقشة .
وهنا يبرز دور التربية ، حبث يصبح من أهم أهدافها فى العصـر
إعادة النظر فى العمل التربوى بحيث توجـد
إعداداً للمستقبل –
الحالى –
نظاماً جديداً للقيم يسمح بمواجهة مستقبل البشرية المشترك بـروح مـن
التضامن الحقيقى ، هذا العمل التربوى يجب أى يكون قاصراً على أهداف
قصيرة المدى ، بل أن يأخذ على عاتقة بناء هذا المفهوم الخلقى الجديد ..
وهو الاستكمال الضرورى للعلم والتكنواوجيا بأبعادها العالمية ، مفهومـاً
يحقق للنشاط العلمى والتكنواوجى قيماً مطلقة لها نفس الطـابع العـالمى
تضمن لنا مستقبل جنسنا البشرى .
أولاϙ : أهــداف التربيــة :
العمل على تحقيق مويد من الديمقراطية فى التعليم وتكافؤ الفرص :


ويتطلب ذلك تعميم التعليم فى مرحلـة الحضـانة وريـاض الأطفـال ،
وتعميم التعليم المدرسى حتى سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة ، مع
توجيه اهتمام خاص إلى الريف والمناطق النائية ، وإعداد برامج التعلـيم
التعويضى ، وإتاحة الفرص أمام الطلاب لمزيد من الدراسات العليا وفـق
لإستعداداتهم وقدراتهم الحقيقية.
إعداد الطالب لدخول ميدان الحياة العامة والتعليم المستمر :


ويتطلب ذلك تكثيف ألوان التعليم المهنى والاهتمـام بالخـدمات الخاصـة
بالتوجيه المدرسى والمهنى ، والربط بين التعليم والقوى العاملـة بشـكل
متوازن ملائم ، وتعليم الكبار ، وإعادة التكيف المهنى من جديد ، وتنظيم
دراسات تكميلية للخريجين من الجامعات والمعاهد العليا .
تحسين آداء النظام التعليمى ونوعيته :


ويتطلب ذلك إعداد المدرسين والعمل على رفـع مسـتواهم ، والاهتمـ ام
بتخصصات أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات ، والأبحاث العلميـة فـى
ميدان التربية ، وإعادة النظر فى السياسة التعليمية مـن حيـث البنيـات
الأساسية والمناهج والمضامين ، وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بتدارك الفاقـد
ومعالجة الوان الفشل فى الدراسة . والتوفيـق بـين التعلـيم المد رسـى
والتعليم الخارجى واستخدام الأساليب التكنولوجية الجديدة فـى التعلـيم ،
والتعليم عن بعد. وإعادة النظر فى التقويم المدرسة(بدء الدراسة ونهايتها
والعطلات... الخ ) وإدخال ما قد يحتاج إليه من إصلاح .
التعليم من أجل الحرية القدرة لمسئولياتها والتعايش السليم ، والمشـاركة


فى العملية التعليمية :
ويتطلب ذلك الإهتمام الخاص بالتربية الخلقية ، وتأصيل وعـى المـتعلم
بالإنتماء السليم والمواطنة الصالحة ، وتدريس دستور الدولـة بإعتبـاره


إطار التعايش السليم ، وتعويد الطالب على احترام الذات وتعرف الثقافات
المختلفة التى كان لها تأثير أو صـلات بثقافتـه القوميـة ، والإهتمـام
بالأنشطة التى يشترك فيها المدرسـون والتلاميـذ ، ومشـاركة ممثلـى



  • تعميق الوعى بالهوية : القطاعات الإقتصادية والإجتماعية فى الأنشطة المدرسية .
    ويتطلب ذلك دراسة روافد الثقافة على تعددها وتنوعهـا ، فـى الزمـان
    والمكان ، من فرعونية وقبطية وإسلامية ، ومراجعـة إنجـازات العـالم
    العربى فى ميادين المعرفة المختلفة ، وإستفهام الـروح التقدميـة التـى
    واكيت هذه الإنجازات ، ومراجعة الفكر الإسلامى المعاصر فـى علاقتـه
    بتحديات العصر ، والتحديات التى تواجه الوطن ، وتحقيق قدر أكبر مـن
    الإستفادة من العلم الحديث فى الشرق والغرب ، وتدعيم التنمية الثقافيـة
    بمعنى الاستيعاب الواعى للعصر ، والجمع بـين الأصـالة والمعاصـرة ،
    والتفاعل مع الثقافات الحديثة المحلية والأجنبية مع الانتقاء الجيد لما هو
    ضار ونافع بمعيار الخصوصية والهوية .
    ثانيــاً : تغــيير المفــاهيم القديمــة فى التربيــة
    وإستبدالها بمفاهيم جديدة :
    مفهوم التعليم : حيث لم يعد التعليم وسيلة للحصـول علـى عمـل
    أ -
    ينتهى عندما يبدأ العمل ، إنما هو اليوم عملية تمتد من المهد إلى
    اللحد ، فى الماضى قال فيلسوف : أنا أفكـر إذن أنـا موجـو ،
    واليوم تقول : أنا أتعلم إذا أنا موجود ، ولا فـرق بـين القـولين
    فالتعليم يقضى إلى تطوير التفكير ، والتفكير بقضى إلى التعليم .
    مفهوم التعليم : لم بعد بعنى إنهاء منهاج تعليمى مقرر ، إنما هـو
    ب -
    اليوم بعلم المرء كيف يتعلم وكيف يبقى على صلو مسـتمرة بمـا


يجد من ابتكارات ، كى يبقى مواكباً لتيار الحياة المتسـار ع فـى
النمو والتغير .
مفهوم المعلم : لم يعد الموظف الذى تخرج بشـهادة تثبـت أنـه
ح -
حصب قدراً من المعرفة يمكن أن ينقله إلى المتعلمين ، إنما هـو
كالمتعلم ما تزال معلوماته تتزايد يوماً بعد يوم ، وما تزال خبراته
تتسع ، وهو صاحب مهنة نبيلة يستحق مـن المجتمـع عليهـا
التكريم، ولأنه صاحب مهنة فينبغى أن يعد إعداداً صليماً متكاملاً ،
وجزء عام من هذا الإعداد هو الإطلاع على أحدث وسائل التربيـة
وأحدث ما يستجد فى علم النفس ، وإعاده السـريع بالمعلومـات
وهذا يعنى توفر مصادر المعرفـة الحديثـة داخـل المؤسسـات
التعليمية .
ثالثاً : برامج المستقبل التعليمية :
من حيث صفات الإنسان الذى تعده التربية لهذا المستقبل ، يمكـن
أ -
أن تحصر هذه الصفات فى :
إنسان غير نمطى ، لا يرضى أن يكون صورة مكررة من الآخرين


، ويكون قادراً على التعامل مع التكنولوجيات المعلومانيـة التـى
تساعد على الإستفادة من هذه المعلومـات والمعـارف مسـتعداً
للتفاعل مع المعارف التى يستخلصها .
يمارس التفكير الناقد ، فحقائق الحياة تتغير وما كان مألوفاً لفترة


طويلة أصبح موضعاً للشك والتساؤل ، وما كان مناسباً للجميع لم
يعد كذلك على مدى الزمن ، والتفكير الناقد يعنى إعادة النظـر ،
وإعادة التأمل وإلقاء نظرة جديدة على الماضـى ، والنظـر إلـى
المستقبل بإعتباره مفتوحاً قابلاً للتشكيل .


إنسان قادر على التعلم الذاتى الدائم والشغل ، يؤمن بأن الحيـاة


عبارة عن سلسلة متعاقبة من التعليم والتدريب والعمل ثم إعـادة
التدريب ... وهكذا ، وستكون فرص العمل ، وفـرص الحصـول
على الموايا الأكبر، وهنا بمدى تطبيق هذه القاعدة . والشمول هنا
يعنى الشمول فى المعرفة ، يمعنى أن يكون مستعداً للتحول مـن
تخصص لآخر ، ولا يقصر معارفه وخبراته على تخصص ضيق .
إنسان مبدع مبتكر ، لم يعد مطلوبـاً منـه أن يستسـلم و يطبـ ع


وينخرط بشكل آلى فى النظام المعد له . بل اصـبح المطلـوب أن
يفكر ويتصور أشكالاً جديدة ، وأهدافاً جديدة لعمله ، وعلى قـدر
إمكانباته فى الخلق والإبداع والإبتكار سـتتحدد مكانتـه وتتحـدد
الفوضى والمزايا المتاحة له .
إنسان يؤمن بقيمة العمل الجماعى التعـاونى ، داخـل مؤسسـته


وخارجها ، قادراً على المبادرة وعلى التفكير بشكل خـلاق عنـد
إتخاذ القرارات التى يتصل بعملـه ، غيـر مقيـد بـأوامر ذلـك
التنظيمالقومى المركزى الذى ساد فى المجتمع الصناعى ، والذى
يعتمد على مركزية التخطيط والتنفيذ وإتخـاذ القـرار ، وحتميـة
إنتظتر . التعليمات من المستوى الأعلى .
إنسان المستقبل مطلوب منه أن يـؤمن بـالحرار حـول الأفكـار


والمبادئ والمعتقدات التى يؤمن بها الآخرون ، وأن يـرى فـى
الاختلاف والتفاوت مصدر ثراء معلوماتى له وللآخرين .
المحتوى الدراسى :
ب -
تعليم العلوم : من أجل أن يجرى التفاعل المنشود بـين العلـوم


الطبيعية والعلوم الإنسانية ، لابد من تعليم العلوم للجميع ، وفـى


كل مراحل الدراسة ، وتعلـيم العلـوم لا يكـون تلقينيـاً وإنمـا
استكشافاً وإكتشافاً :
فى المراحل الأولية : يشجع الطلاب على المشاهدة والاسـتقراء ،
كتجميع أوراق الأشجار ، والأزهار والتمييـز بينهـا ، وتجميـ ع
الحشرات ومشاهدة أجزائها بالمجهز . ويمكن أن تكون الجـوائز
التشجيعية مجاهر مصنعة محلياً بأثمان زهيدة ، كمـا يمكـن أن
تجمع صور الحيوانات المخابفة ودراسة الفروق المميـزة لهـا ،
وأنواع الحجارة المحلية .... الخ . كذلك يمكـن تتبـع الأحـوال
الجوية وتغليانها ، والتمييز بين الأصوات والألوان ، وما يمكن أن
يحدث من مزج الألوان بعضها ببعض ، وما يستجد من مبتكـرات
التكنولوجيا وتطويرها . كل ذلك يتم بالتعاون بين المعلم والمتعلم
من خلال الدراسة الممزوجة باللعب واللهو فهذا الأسلوب آدعـى
لبقاء المعلومات فى الذاكرة وإجدى من التعليم المباشر فضلاً عما
له من قيمة فى الكشف عن الميول والاهتمامات .
وفى المرحلة الثانوية : يتطور المنهاج بحيث يشمل مبـدأ
سير السيارة والطائرة وسفن الفضاء ومبادئ علـم الكمبيـوتر ،
والأقمار الصناعية وما يجد ويستجد من مبتكرات .
وفى أواخر المرحلة الثانوية يعلم الطلاب المكنهج العلمى .
وطريقتى الاستنتاج والإستقراء ، وطرق عرض البحث ، وخواص
الموضوعية والأمانة العلمية .
كل ما سبق فى المرحلة الأولية الثانوية لا يتم فى معـزل
عن ما تنشره وتبثه وتعرضه وسائل الإعلام ، وقصص الأطفال ،
وقصص الخيال العلمى التى يجب أن تترجم وتباع بأثمان زهيدة .
وأن يصاحب ذلك تحرى الصدق فيما يقال أو ينشر .


وفى المرحلة الجامعية ، وهى مرحلة صناعة البشـر فـى
ضوء التخصصات المختلفة ، ينبغى أن تجرى دراسة الأساسـيات
(العلوم الأساسية ) بمحاضرات تلقى بلغة عربية سـليمة ، غيـر
متكلفة يعود بعدها الطلبة إلى عدة مراجع عربية أو غير عربية ،
وأن تشمل موضوعات الدراسة الإجبارية فى جميع الكليات دراسة
المنهجية العلمية وأساليب البحـث وطـرق توثيـق المعلومـات
والتمييز بين المراجع الموثوقية والمراجع غير الموثوقة ، ومـن
موضوعات الدراسة الإجبارية فى الكليات العلمية دراسة لغة العلم
الذى يدرسه لتمكين الطالب من إستعمال المراجع الأجنبية بمعرفة
وثقه بالنفس .
يضاً يجب أن يسهم التعليم الجامعى فـى تخـريج رجـال
أ
ونساء يعرفون أن النشاط الإنسانى أوسع وأعمق بكثير من مجرد
العمل المهنى ، ويحسنون إستخدام وقت فراغهم فى مزيـد مـن
اكتساب المعارف ، أمام ظاهرة تزايد الاستعاضـة عـن الجهـد
الإنسانى بالآلة فى كثير من الأعمال .
تعليم اللغة العربية وآدابها : ونشير هنا إلى مؤشرات هامة يجب


آخذها فى الاعتبار بشأن اللغة العربية تدريسـاً وفهمـاً : منهـا
تطوير معانى بعض مفردات اللغة الحاضرة بإكسابها دلالات جديدة
ليست فى معجمات اللغة القديمة ، واشـتاق صـيغ جديـدة ذات
دلالات جديدة من ألفاظ قاموسية ، واقتباس ألفاظ جديدة من لغات
شرقية أو غريبة بلا خجل أو حرج أو عقد نفسية ، وأن تطـور
قواعد اللغة العربية لتصبح وسيلة للفهم الصحيح .
وفى المرحلة الإبتدائية لا يستهدف تدريس العربية سـو ى
القراءة والفهم ، ولا ينبغى أن يعطى من قواعد اللغة إلا ما يساعد


على الفهم ويضاف إلى القراءة والفهم فى هـذه المرحلـة حفـظ
بعض من الآيات القرآنية وبعض من الأشعار والأناشيد .
وفى المرحلة الثانوية : ينبغى أن تستهدف دروس اللغـة
العربية : القراءة الصامتة ، والتفكير ، والتعبير عن الأفكار بلغـة
سبيمة ودقيقة . وأن تعطى الطلاب مزيداً مـن الآيـات القرآنيـة
والآمثال والحكم العربية للحفظ والاستشهاد ، ومزيداً من الكتـب
العلمية المبسطة والكتب الفنية الأدبية للمطالعة ، ويراعى اختيار
ما يناسب أذواقهم فى مرحلة المراهقة ويحييهم بلغتهم .
وإذا نجحنا فى تطوير تعليم اللغة العربية فـى المـرحلتين
الابتدائية والثانوية بحيث تمضى مع العلوم والتكنولوجيـا علـى
وثام وانسجام ، فلا شك فى آن موضـوعات الكليـات الإنسـانية
سيلحق بها التطور فى المراحل الجامعية ما دام الأسـاس صـلباً
متيناً .



  • التربية الدينية والخلقية :
    أما عن التربية الدينية فيجب أن تتضـمن دروس الديانـة
    الإسلامية والديانة المسيحية ما يوجد ولا يفـرق بـين معتنقـى
    الديانتين ، وإذا كانت سنة الحياة هى التطور . وإذا كـان الـدين
    الإسلامى صالحاً لكل زمان ومكان . وآخر الرسالات السـماوية ،
    فيجب أن تقيم الدليل على ذلك بمزيد من الإجتهاد فى تطوير فهمنا
    للدين فى ضوء تطور الحياة الإنسانية التى يحكمها اليوم ويتحكم
    بها العلم والتكنولوجيا .
    ويمكن لهذه الدروس أن تنمى لدى المتعلمين الإحساس بالتعـاون
    مع االله ، ومع الآخرين لإنقاذ البشرية من المشاكل الكبـرى والاحتمـالا ت
    الأكبر أيضاً فى العصر التكنولوجى . وأن نشهد معاً مسلمين ومسـيحيين


أن االله أكبر . وأن نجعلهم يدركون أن العلاقة بين العلم والإيمـان علاقـة
تعاون لا تعارض ، وهذا يستدعى تضافر جهد الجميع من علماء ومتدينين
وأولئك المهتمين بالنضال من أجل التغيير الإجتماعى .
ومثل هذه الدروس الدينية يجب أن تؤصل فى ضمير الإنسان معنى
وجوده واستخلافه فى الأرض ، وما يفرضه هذا الاسـتخلاف مـن عمـل
ومسئولية وتبعه خلفية لنفسه والآخرين . العلم فريضه ، والعلـم النـافع
ضرورة بشريى ، والتكنولوجيا هى التجسيد العملـى للجهـود التآمليـة
والجسدية للكائنات الإنسـانية فـى سـ عيها المتواصـل لتحقيـق مهـام
الاستخلاف فى الأرض . وأن وعد االله للإنسان بأن " يمكنه فـى الأرض "
مشروط بأن يكون هذا الانسان قادراً على أن يتحكم فيما يصنعه بيديـه لا
أن تنعكس الآية قيصبح عبداً لصنيعته .
وأهم ما يجب أن تهتم به التربية الدينية هو تحرير الإنسـان عـن
الخوف ، إلا من خوف االله وحده ، فاالله وحده هو الضـار وهـو النـافع
والمعطى والمانع ، وهو وحده الكفيل بحاجات البشر والتحرر هنـا يمتـد
ليشمل التحرر من كل صور العبودية والقهر والتقليد والقوة سـواء فـى
الطبيعة أو فى البشر ، وهذا هو المعنى الحقيقى للتوحيـد فـى شـهادة
المسلم أن لا إله إلا االله وأن محمداً رسول االله .
وتحرير الإنسان لا يتأتى إلا بالعلم ، العلم الدينى والعلم الـدينوى ،
ومن ثم كانت مهمة التربية تدريب قوى العقل على آداء وظيفتها فى طلب
المعرفة والعلم ، ليس فى مجال العلم الدنيوى فقط ، بل والعلـم الـدينى،
كلاهما وثيق الصلة بالآخر ، العلم الدينوى آداة الإنسان لتعمير الكـون ،
و
العلم الدينى ( بما فيه من هداية
لتحقيق رسالته فى التعمير والخلافة ، و
النور الذى يضئ طريق الإنسان فى بحثه وإكتشافه للعالم حتى
وقيم ) هو
لا يصل أو يطغى أو يصيبه الغرور فيهدم بعلمه كيانه ووجوده فـى هـذا


والبداية الصحيحة لرحلـة
وتضل ،
فتنة تعمى
لم ، والعلم يغير إيمان
العا
العلم والمعرفة إنما تبدأ بالإيمان باالله والإستعانة عليه عملاً بقوله تعـالى
لرسوله " إقرأ بإسم ربك الذى خلق " .
وكلما إزداد الإنسان علماً ( تقوده وتوجهه قيم الدين ) إزداد إيمانـاً
باالله وبقدرته سبحانه وتعالى ، وإزداد تقوى وخشية وحباً الله ، وتوثقـت
نتيجة لذلك الصلة بين العلم والدين .
كما يجب أن تؤدى دروس التربية الدينية إلى غـرس قـيم العمـل
والإيجابية والمبادرة لدى المتعلم ، فالعمل يساوى الجهاد كما يقول الإمام
الغزالى حيث سوى بين السعى للكسب والسعى للجهاد استناداً إلى الآية :
" وآخرون يضربون فى الأرض يبتغون فى فضل االله ، وآخرون يقـاتلون
فى سبيل االله " .
ويرتبط بقيمة العمل قيمة الإتقان عندما يعى المتعلم أن هناك رقابـة
إلهية على عمله وأن هناك حساباً عادلا فى الآخرة ، يكرم فيه من اتقـى
االله وسعى لرضائه عندما كان عمله لوجه االله تعـالى ، وعتـدما سـعى
فى عمله وروحه معاً .
قدر إستطاعته –
لتحقيق الكمال –
ومن خلال هذه الدروس أيضاً يمكن أن تنمى لدى المتعلمين تصوراً
صحيحاً للمجتمع الإسلامى القائم على فكرة الأخوة والمودة والتـراحم ، "
إنما المؤمنون إخوة " ، وأن تقر بأن التفاوت بـين النـاس فـى العلـم
والفضيلة والرزق حكمة إلهية وسنة من سنن الخلق ، ولكن هذا التفاوت
مدعاة للتعارف ، ومدعاة للعمل والطمـوح والسـعى
فى ذات الوقت –

الدائب فى الحياة وعدم التكامـل ، وهـى أى التفـاوت لا يعنـى الظلـم
والإجحاف حيث يقرر الإسلام أن التفـاوت مرهـون بالفضـل والجـدارة
والإستحقاق ، ومن ثم بالعمل والتقوى ، والإلتزام بالحقوق والواجبـات ،


وتظل شريعة القرآن الكريم واضحة " ورفع بعضكم فوق بعض درجـات "
" وإن أكرمكم عند االله أتقاكم " .
وأما عن التربية الخلقية فهى غير منفصلة عن التربية الدينيـة وإن
كان محتواها يجب أن يركز أكثر على ضرورة ان يلتـزم العلـم بقواعـد
الأخلاق وقيمها ، وأن تناقش القضايا الخلقية التى ترتبت على نقدم العلم
والتكنولوجيا من زاوية إنسانية ، وأن يتحول العلم إلى " حكمة " والحكمة
هى التى عرفت بأنها " المفهوم الصحيح للهدف من الحياة " وهو تعريـف
ينسب إلى برتراند راسل الذى يرى أنه " لابد للأخلاق أن تكون عامة مثل
العلم ، ولا بد لها أن تتحرر فى الحدود الإنسانية الممكنة من قيود الزمان
والمكان .
هذه التربية الخلقية يجب ان تكون عملية إيجابيـة لا تقـوم علـى
الوعظ والتلقين ، بل تستهدف تنمية السـلوك الخلقـى ، وتنميـة أفـراد
مسئولين أخلاقياً ، وتنمية الوعى بالوسائل العلمية التى يصلون بها إلـى
أحكامهم الخلقية .
مثل هذا النوع من التربية الخلقية العملية يمكن أن يبدأ من مناقشة
اهتمامات المتعلمين المباشرة والوثيقة الصلة بنشـاطهم داخـل وخـارج
المدرسة . وقد قدم فيليب بأى تصوراً قيناً لما يمكن أن يكون عليه هـذا
المحتوى العملى . حيث يقدم فى كتابه عن " التربية الخلقية فى المدرسة "
أمثلة للموضوعات التى يمكن أن تناقش فى دروس التربية الخلفية ، وهى
القواعد الخاصة بحجرة الدراسة، بالعمل، باللعب، أو بالمجتمع المدرسى..
ويمكن أن تتكون المناقشة حول طبيعة العقارب ، والغرض منه ، وقيمـة
الجزاء الحسن او المكافأة ... كما يجب أن نعرف أو تقدم للتلاميذ تدريجياً
لمفاهيم الأخلاقية ولغة الأخلاق والمصطلحات والطـرق المختلفـة التـى
يستخدمها فيها الآخرون ... ويمكن أيضاً للأبر سناً من التلاميذ المشاركة


فى فحص المبادئ الأخلاقية إلى جانب الأسئلة المتعلقة بالسلطة والحريـة
المحددة . كما يمكن أن تكون هناك جوانب عملية فى الدراسـة كدراسـة
الحالات الفردية ومناقشة الأسئلة المتعلقة بالصداقة والزواج ، والعلاقـة
بين الأطفال والكبار ، والتلاميذ والمدرسين ، والأنشطة الخاصـة بوقـ ت
الفراغ ، ونقد رسالة وسائل الإعلام .
كما يمكن أن تتناول دروس الخلقية دراسـة الأخـلاق المهنيـة أى
دراسة قواعد السلوك التى تحـدد لكـل مهنـة حقوقفهـا وواجباتهـا أو
التزاماتها ليس على صورة عامة أو غامضة غير محددة ، بل بالتفصـيل
أخذةً فى الإعتبار حوادث الحياة اليومية المتكررة . كما يمكن أن تتضـمن
هذه الدروس أيضاً الإهتمام بتحليل ونمو المسئولية المهنية ، والمسئولية
الإجتماعية للعاملين ، والوعى بالصراعات التى يدخلون فيهـا والنمـاذج
المعيارية للعلاقات التى تنشأ بينهم أو مع المسـتفيدين مـن خـدماتهم .
كمثال لهذا المحتوى يمكن لمن يدرسون فى مجال الطب أن يناقشـوا مـا
أصبح يطلق عليه " الأخلاق البيولوجية " أو " أخلاق الحيـاة " .... مـن
قبيل الموت للرحمة ، والتحكم فى السلوك بوسائل تكنولوجية ، والتجريب
على الإنسان فى الطب ، وأبحاث الوراثة ، ونقل الأعضاء ، والإخصاب .
وفى مجال الأعمال التجارية تناقش أمور من قبيل العدالـة عنـدما
ترتبط بمجال العمل. وحقوق أصحاب العمل ، والمستخدمين والمستهلكين،
والضمان الإجتماعى .
وفى مجال الصناعة والإعلان عن المنتجات يهـتم المقـرر بـإبراز
أمور معينه مثل مطابقة الإعلان للشئ المعلن عنه ، وعدم الإعـلان عـن
منتجات أو خدمات غير حقيقية ، والضمانات التى تعطى للسـلع ، وعـدم
المبالغة ، وعدم الإعلان عن منتجات غير مأمونة للفرد أو البيئة .


ويمكن أن يمتد تدريس الأخلاق المهنية إلى نقد المؤسسات والبنيـة
الداخلية للمهنة ، وتدعيم المستويات المعنية ونظم التعليم المهنى .
والواقع أن غاية ما تهدف إليه من هذه الدروس هو تنمية عدد من
الفضائل الأساسية المرتبطة بالعمل والممارسة فى المهن المختلفة بصـفة
عامة ومنها : المثابرة " وروح الخدمة العامة ، والتكافل ، والإسـتقامة ،
والصدق والدقة ، والإخلاص ، والعطاء ، والتواضع .
ويمكن أن تدعم الحاجة إلى هذا النوع من الأخلاق المهنية عنـدما
ترتبط بما سبق الإشارة إليه من دور الإنسان ورسالته فى هذا العالم كمـا
تحددت فى الاستخلاف . حيث يعنـى الإسـتخلاف فـى الأرض الإعمـار
والتعمير ، والإعمار والتعمير يتطلب العمل الصـالح ، والعمـل الصـالح
يتطلب معاييراً وقيماً تضبطه وتوجههه .
والإنسان إختار أن يحمل الأمانة التى رفضـت السـموات والأرض
هذه الأمانة هى طاعـة االله ةالعمـل بدسـتوره ،
والجبال التى يحملنها ،
والقيام بأعباء التكاليف الإلهية ، وهى إسم للحق الذى أودع عند الإنسان
وطلب حفظه ليوصله إلى صاحبه الذى يملكه ، أو الذى ينتفع به ، فيشمل
وآداؤه تعليمه على وجهه
المال وأداؤه تسليمه كاملاً غير منقوص والعلم
والرأى وآداؤه إيداؤه لمن يحتاج إليه أو بمن بيـده التنفيـذ ،
الصحيح ،
وآداء الأمانات يتضمن تيسير الطرق اليها ، ومن ثـم يصـبح تـدريس
الأخلاق المهنية فى ذاته أمانه لأنه ييسر بدوره أداء آمانـات أو تكـاليف
أخرى .
ويمكن أن يتضمن المحتوى من هذا المنظور الدينى تعريف الطـلاب
يمعنى المسئولية المدنية ، والأصل الشـرعى لهـذه المسـئولية ، وآراء
الفقهاء الإسلاميين فى هذه الأمور ونماذج من الأحكام الفقهية التى تحـدد
حقوق الإنسان ، وتنمية الفضائل الإسلامية والوعى بمضموناتها ومنهـا


الإحسان ، والإنفاق ، والصبر ، والصدق ، والجود ، والرحمـة والوفـاء
بالعهد ...... وهى كلها صفات للأعمال الصالحة التى تـرد فـى القـرآن
الكريم مقترنة بالإيمان ، والتى لا يقصد بها إلا لاجه الـه ، وقمـة هـذه
الفضائل التقوى ومخافة االله .
طرق التدريس :
جـ -
التعليم الحديث ينبغى أن يقوم على مبدأ التعلم الذاتى ، حيث يقوم
المعلم بالتوجيه ويشاركه فى ذلك البيت ، وأن يواكب ذلك حسـن
إستاخدام التكنولوجيا فى التربية ( التليفزيون وشـريط التسـجيل
والفيديو ) فهى تعطى نتائج أفضصـل ممـا يعطيـه كثيـر مـن
المعلمين. بشرط أن يتوافر فى مقدمى هذه البرامج التربوية حسن
الصوت ووضوح العبارة وحسن الآداء .
وبالإضافة إلى التعليم الذاتى الفـردى ، ينبغـى أن يعمـل
المعلم إلى تشجيع العمل الجماعى ، كان يعمـل الطـلاب كفريـق
متكامل لتحقيق غرض ما ، وأن يمارسوا ويتعـودوا العمـل فـى
العمل والإستفادة من الإمكالنات المحلية فـى إكتشـاف حقـائق
جديدة.
ومثل هذا النوع من التدريس يجـب أن يصـاحبه تحـول
البيئة التعليمية من بيئة مغلقة إلى بيئة تعليمية مفتوحـة تعتمـد
على شبكات المعرفة الإلكترونية التى تعطى أهمية أكثر للقـدرات
الشخصية ، هذه البيئة الجديدة ستعمل بطبيعتها على إزالة الفجوة
بين المدينة والأقاليم الريفية وستساعد على التقريب بين الـدول
الصناعية وغير الصناعية ، كما تنهى هذه البيئة التعليمية الجديدة
إحتكار المدرسة للعملية التعليمية ، وتفتح الباب أمـام ممارسـة
التعليم فى البيوت وفى المؤسسات الإقتصادية التى ستتكفل بتعليم


الأفراد كل الخبرات والمهارات المستخدمة الضـرورية لتطـوير
العمل الإقتصادى .
د - التقويـــم :
أن تكون غاية التقويم الكشف عن الطلاب الموهـوبين لا
فى العلوم والآداب فحسب بل أيضاً فى الفنون ، وفى الرياضـة ،
وحتى هؤلاء الذين يقعون فى مستوى متوسط من الكفاءة يمكـن
أيضاً أن يوضعوا فى نوع التعليم أو التخصـص المناسـب أو أن
ينصحوا بالتحول إلى مجالات حرف أو مهارات يدوية .
هكذا يصبح الكشف عن الميول والمواهب عملية ضرورية
للحد من الهدر التعليمى ، ولحسن الإستفادة من إمكانات الأفـراد


وقدراتهم على المستوى الفردى ، والجماعى .
والتقويم بهذا الهدف سيخفف من عب الإمتحانـات التـى
يتوقف على إجتيازها وفق مستويات مقننة عامة تحديد مسـتقبل
التعلم الدراسى ، بل يمكن كما يرى البعض أن تجعل الإمتحانـات
فى ما رس فى المدرسة وفى ذات الوقت تشمل المعلومات العامة
التى تبثها وسائل الإعلام المختلفة بقنواتها التعليمية مـن كتـب
ونشرات وإذاعة وتليفزيون ومسجلات ....... الخ .
وإذا كنا قد درينا الطلاب كما سـبق القـول علـى العمـل
الجماعى ، العمل من خلال فريق ، كبر أو صغر عـدده ، لإنجـاز
أمر ما " فإن التقويم أيضاً يجب أن يتم بحسب ما أمكن إنجـازه
"
أو إبداعه أو ابتكاره ، فالعمل الجماعى مهارة تفتقدها فى سلوكنا
الإجتماعى ، وليس المهم فى هذا العمل القدرة على الإنجاز فقط ،
بل الأهم من ذلك هو القدرة علـى التعـاون الإيجـابى المثمـر ،
والقدرة على التطوير والإبداع فى العمل المكلف به الفريق .


هـ - التدريب على شغل وقت الفراغ :
وهو جهد يجب أن يؤخذ فى الإعتبار من جانب التربويين،
ففى ظل التقدم العلمى والتكنولوجى ، ومـا يتطلبـه مـن خلـق
تخصصات جديدة ، وخاصة بعد أن حرر الإنسان الآلـى ووسـائل
الانتاج الجديدة الإنسان المعاصر من أعباء كثير مـن الأعمـال ،
مما ترتب عليه زيادة العاطلين ، لزم النظر فى التوجهات الجديدة
لآوجه النشاط التى ظهرت مؤخراً وكذلك لطبيعة وسـائل الانتـاج
الجديدة ، وإتاحة فرص التعلم المستمر لكى يتحول الفـراغ إلـى
وسيلة رائعة لإثراء الأجيال الجديدة من الشـباب مـن النـواحى
الثقافية والمهنية والخلفية .
أيضاً نجد وجهة نظر أخرى ترى أن التكنولوجيا الحديثـة قـد لا
يترتب عليها بالضرورة نقص فرص العمل لو أننا تأملناها فى مجموعها ،
فهذه التكنولوجيا سيواكبها زيادة فى عدد السكان ، وزيادة فـى متوسـط
عمر الإنسان ، وهذا بدوره سوف يؤدى إلى إقبال أكبـر علـى التعلـيم
والتثقيف ، وإهتمام مضاعف بشغل أوقات الفراغ . فى عمل نافع ، وهـذا
يعنى إزدياد الحاجة إلى من يشتغلون بالتعليم " أو يساهمون فى الأنشـطة
المهنية والصناعية المتصلة بتدبير قضاء العطلات وشغل وقاها بألوان من
الترفيه لا تخلو من مواد تعليمية وثقافية ، كما أن تلك الزيادة السـكانية
بخصائصها الجديدة سوف تقتضى أيضاً زيادة الطلب على من يباشـرون
العمل فى مهن الرعاية الصحية والإجتماعية .
وبعد هذه إطلالة على المتطلبات التربوية التـى تواكـب التطـور
والتغير فى عصر العلم والتكنولوجيا والتى يجدر بـالتربويين أن يأخـذوا
ببعضها وأن يطوروها سعياً إلى إعداد مواطن يحقـق لذاتـ ه ولمجتمعـه
مزيداً من التقدم والرفاهية .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

عندما كنت صغيرا...

عندما كنت صغيرا شاهدت احد الافلام القديمه وفي بدايه الفيلم تظهر لقطه على الشارع والكثير من الناس يسي...

إن تناول الخطاب...

إن تناول الخطاب القرآني للقضية على هذا النحو المتكرر يعنى أنها كانت حاضرة حضورًا حادًا فى هذا الواقع...

المقال التالي ل...

المقال التالي للكاتب المميز خالص جلبي. اقرأ المقال بتمعن ثم لخصه وانشر الملخص في منتدى المقرر (هذا ا...

المقدمة تعد در...

المقدمة تعد دراسة البرامج التلفزيونية الاستقصائية من المواضيع المهمة، لما لهذا الفن من ارتباط وثيق ...

في ذكرى وفاته.....

في ذكرى وفاته.. أشهر 20 مقولة للكاتب أنيس منصور أنيس منصور صاحب اللقب الشهير عدو المرأة الأول، وأول...

وقد فرضت الدراس...

وقد فرضت الدراسات النفسية نفسها خصوصاً بعد ظهور علم النفس الفيزيولوجي الذي يعتمد على التجربة في المخ...

وضحي لهم أنك ست...

وضحي لهم أنك ستقومين بمقابلة كل من الأم والطفل الصغير وباقي أفراد الأسرة 15 مرة على مدار العام القاد...

المصالحة مع الم...

المصالحة مع المستقبل تتطلب مصالحة المغاربة مع الثروة والمقاولة والربح تأثر العقل الجمعي المغربي بشكل...

Introduction Pr...

Introduction Proper handling of tissue specimens is critical to ensure that an accurate diagnosis is...

العنوان وبيان ا...

العنوان وبيان المسؤولية–بيان تسليم محتوى Communication skills Course Title Course code BLSA102 Bus...

4) إجراءات التج...

4) إجراءات التجربة: قام الباحث بإعداد ۳ نماذج لاعلانات صحفية في أحد موضوعات التسويق الإجتماعي (التوع...

أحداث غزوة مؤتة...

أحداث غزوة مؤتة وصول جيش المسلمين إلى مؤتة بعد وصول المسلمين من المدينة إلى معان من أرض الشام، لملاق...