Lakhasly

‫أهمية التربية الإسلامية‬
‫إذا أرادت أمة من الأمم أن تســود وتع ُلو مكانتها فعليها أن‬
‫تقوم بتربية جيل عــى ما هي تريد حتى تصــل إلى ما تريد؛ لأن‬
‫عصب الأمة هم الشباب‪ ،‬فالذي نصر الرسول ‪ H‬هم‬
‫الشــباب‪ ،‬والذي عاداه ‪ H‬هم الشــيوخ؛ لأن الشباب‬
‫أقرب للفطرة‪ ،‬وهي الإســام الذي ُخلقــوا عليه‪ ،‬ولم تهلكهم‬
‫العقائد الباطلة‪ ،‬ولا العبادات الفاسدة‪ ،‬قال الله تعالى‪[ :‬ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫اللهﯨ ‪ «:H‬ﯩَما ِم ْن َم ْو ﯪلُو ٍدﯫإِ َّل يو َ ُل ﯬ َ َ]ع[االلْر ِفو ْمط‪َ :‬ر ِة‪30‬فَ]أَ‪،‬بَ َواو ُهقاُي َهل ِّو َدرانِس ِهوأَ ْول‬

                       ‫ُينَ ِّ َصانِه أو يُم ِّجسان ِه» [صحيح الجامع]‪.‬‬

‫فكل طفل ولد على الفطرة التي هي الإســام‪ ،‬فالوالد يشكل‬
‫الولد كما تشــكل العجينة في يدك‪ ،‬وقــد قيل‪« :‬التعليم في الصغر‬
‫كالنقش على الحجر»؛ لأن الطفل قلبه أبيض ليس فيه شيء‪ ،‬فكل‬

       ‫شيء يدخله يح َف ُر فيه؛ إن خي ًرا فخي ٌر‪ ،‬وإن ش ًّرا فش ٌّر‪.‬‬

‫وتأمل عندما أراد الله أن يهلــك فرعون وهامان وجنودهما‪،‬‬
‫وأن يمكــن للمســتضعفين من بني إسرائيل‪ ،‬صنع لهم موســى‬
‫‪ ‬عــى عينــه‪ ،‬فقــال تعــالى‪[ :‬ﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫تربية الأولاد فى الإسلام‬ ‫‪4‬‬

‫ﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬

‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚ‬

‫ﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‬

‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬

‫ﭴﭵ] [القصــص‪ ،]7-5 :‬وقال تعالى‪[ :‬ﰌﰍﰎ‬

‫ﰏﰐﰑﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ‬

‫ﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ‬

‫ﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ] [طه‪.]41-37:‬‬

‫أيها الأحباب الكرام لما علم أعداؤنا أن الشــباب هم عصب‬
‫الأمم صاروا أهم شيء عندهم‪ ،‬فخططوا كيف يفسدونهم‪ ،‬فقال‬
‫أحدهم‪« :‬كأس وغانية يفعلان بالمسلمين ما لا يفعله ألف مدفع»‪،‬‬
‫فأوقعوا شباب المسلمين في الشــهوات‪ ،‬وغزوا شباب المسلمين‬
‫بالغزو الفكري بأن يقللوا من كل ما هو إســامي‪ ،‬ويرفعوا من‬
‫كل ما هو غربي‪ ،‬وســاعدهم على ذلك المنافقون‪ ،‬حتى فسد كثير‬

          ‫من شباب المسلمين‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‪.‬‬

 ‫‪5‬‬ ‫تربية الأولاد فى الإسلام‬

                           ‫فضائل التربية الإسلامية‪:‬‬

‫إن أ َّول فضيلــة للتربية الإســامية هي نهضــة الأمة وعلو‬
‫مكانتها بين الأمم‪ ،‬فإن الأولاد إذا تر َّبوا على الكتاب والســنة كما‬
‫تربى الصحابة ‪ ‬سادت الأمم‪ ،‬لا نريد الأمة كلها علماء‪،‬‬
‫ولا أئمة منابر‪ ،‬ولكن يكون كلها كما قال الشيخ محمد حسان‪ :‬أن‬
‫يكون على منبر الإســام الطبيب في عيادته‪ ،‬والمهندس في مهنته‪،‬‬
‫والعامل في عمله‪ ،‬والفلاح في حقله‪ ،‬والأستاذ في مدرسته‪ ،‬فكل‬

        ‫واحد يعمل في الدعوة من خلال مكانه في عمله‪.‬‬

‫فيا أيها الآبــاء والأمهات‪ ،‬اعلمــوا أنكم إذا أنشــأتموه على‬

‫هذه التربية الإســامية صار طبي ًبا ملتز ًما بهدي الإسلام‪ ،‬رحي ًم‬
‫بالمســلمين‪ ،‬وكذلــك إذا كان مدر ًســا ســي َع ِّلم التلاميذ هدي‬

‫الإســام‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وتجنون ثمرته في الدنيــا ببرهم لكم في الدنيا‬

‫وبعد مماتكم‪ ،‬وينشــأ وقد عرف فضلكم‪ ،‬وأنكم أخذتم بيده إلى‬

                                                         ‫مرضات الله‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َع َملُ ُه‬ ‫آ َد َم ا ْن َق َط َع‬ ‫ثَقال َال ٍرث‪:‬س َوص َلدقَالٍةله َجا ِر َيــ ٍة‪ ،‬أَ ْو ‪ِH‬ع‪:‬لْ ٍ«مإِيَُذانْتَ َمَفا ُع َبِت ِها‪ْ ،‬بأَ ُنْو‬ ‫ِم ْن‬
‫إَِ ُللا»‬ ‫يَ ْد ُع ْو‬ ‫َو َ ٍل َصا ِل ٍح‬

‫إجابة دعاء الولد أن يكون‬ ‫النبي ‪ H‬شرط‬ ‫[مسلم]‪ ،‬فذكر‬
‫«إن الله ‪ ‬لَ َ ْي َف ُع ال َّد َر َج َة‬ ‫رسول الله ‪:H‬‬ ‫صالحًا‪ ،‬وقال‬
‫تربية الأولاد فى الإسلام‬ ‫‪6‬‬

‫بِا ْس ِت ْغ َفا ِر‬ ‫َفيَ ُقو ُل‪:‬‬ ‫َه ِذهِ؟‬ ‫ِ ل‬ ‫َ َّ‬ ‫َر ِّب‪،‬‬ ‫لَال َ َّكص»ا ِل[ِحح ِسـفـان ْلرَ َّنواِةه‪،‬ال َفإيَما ُقموأ ُحلم‪:‬د]يَا‪،‬‬ ‫لِلْ َعبْ ِد‬
‫أن‬ ‫َو َ ِل َك‬

‫وقال رســول الله ‪:H‬‬

‫«إن أفضل ما أكل العبد من كســبه وإن ولده من كســبه»‪ ،‬فكل‬

‫عمل يعمله الولد من الصالحات فهو في ميزان حســنات الوالد؛‬

‫لأن الوالد هو ســبب وجوده‪ ،‬وهو الــذي علمه ذلك‪ ،‬وقد قال‬
‫تَر ِب َعس ُهـ‪،‬ـ َولل ُيانْل ِقل ‪H‬هُ‪:‬ص« ََمذلِ ْن َك َد ِمَع ْنإِ َأُ ‪H‬ل ُ‪:‬ج ُوه«اِردل َِّهد ًاْىم ِّل ََشك َيْ ََنئًعا َ»ا ُل[ ْلَِم ْصـ ِيـحي ََكنح َفااالْج َِلاعمِلْجعِهِر]»‪ِ،.‬مثْو ُقلاأُل ُجرو ِرس َوم ْنل‬

                      ‫خطورة عدم التربية الإسلامية‪:‬‬

‫إن عدم التربية على المنهج الإسلامي يكون سب ًبا لهزيمة الأمة‬
‫وذلها للأمم‪ ،‬وتجني ثمرة هذه التربية في الدنيا بأن يكون الولد لك‬

‫عا ًّقا في حياتك‪ ،‬ويصطنع كل يوم مشــكلة مع زملائه وجيرانه‪،‬‬

‫ولا يعرف لك أي فضل ولا معروف‪ ،‬حتى يصبح ســب ًبا لضياع‬
‫أقَرام ِعهل َّي ِتور ِإه‪،‬سخاـلـو َّرتو ُهج‪،‬لُلاول َيرلاهكٍعوفني أَس ْهب ًبِال بَفيْي ِت ‪ِH‬ه‪،:‬شق«وائُهكُّوك َُمكف ْْميسـاَرلـائُ ٍدعون‪ٌ،‬يلا َو‪َ ُ ،‬عكُّو ْانلنُك َار ْمرِع ََّيمف ِتيْ ِسهائُ»لو[آٌلصخ َحرعية ْن‪،‬ح‬

                                                                 ‫الجامع]‪.‬‬