Lakhasly

البقاع (لبنان) - تمكن لاعب نادي برشلونة العالمي ليونيل ميسي والعديد من اللاعبين الآخرين في الذراع الخيرية للنادي الإسباني الشهير من أن يلعبوا دورا إنسانيا يجمع بين لاجئين سوريين ولبنانيين على ملاعب النزوح اللبنانية. المبادرة تتولى تدريب معلمين ومدربين محليين على إدارة منهج يعتمد على ممارسة أنشطة رياضية وألعاب مشتركة وتقوم المبادرة على جمع الأطفال السوريين واللبنانيين للعب معا مباريات كرة القدم تأكيدا لفكرة قبول الآخر. وكثيرا ما تختار الفتيات بأنفسهن الفريق الذي سينضمون إليه في اللعبة وغالبا ما نلاحظ أن الفتيات اللبنانيات يخترن سوريات معهن في نفس الفريق أو العكس حيث تختار السوريات لاعبات لبنانيات معهن”، وهو أمر مدهش. كيف نتعامل مع بعضنا في صلب نفس الفريق،

تهتم العديد من المبادرات الدولية والخيرية بتحسين أوضاع الأطفال اللاجئين بغرض التخفيف من وطأة النزاعات والحروب عليهم وما تخلفه لديهم من تأثيرات نفسية قد تعيق نموهم وتطورهم وتحد من قدراتهم في التواصل والاندماج مع مجتمعات دول الإقامة، وضمن هذا السياق بادر نادي برشلونة الإسباني بإقامة مباريات وتدريبات تشرف عليها مجموعته الخيرية لفائدة أطفال من اللاجئين السوريين في لبنان ما ترك أثرا طيبا لديهم وأشاع روح التعاون والتواصل بينهم وبين نظرائهم اللبنانيين.

البقاع (لبنان) - تمكن لاعب نادي برشلونة العالمي ليونيل ميسي والعديد من اللاعبين الآخرين في الذراع الخيرية للنادي الإسباني الشهير من أن يلعبوا دورا إنسانيا يجمع بين لاجئين سوريين ولبنانيين على ملاعب النزوح اللبنانية.

ووصلت مجموعة من نادي برشلونة إلى لبنان حيث يقوم النادي بمبادرة إنسانية تحمل عنوان (فوتبول نت) تهدف إلى تغيير حياة اللاجئين السوريين.

وتساعد هذه المجموعة العشرات من المدربين والمئات من الأطفال على الاندماج في مجتمعاتهم الفقيرة في منطقة سهل البقاع بلبنان.

وذكرت لوسي ميلز مديرة مشروع مبادرة مؤسسة برشلونة للاجئين أن المؤسسة أطلقت مبادرة عام 2016 في استجابة لأزمة اللاجئين العالمية التي أثرت على العديد من الدول في المنطقة العربية وبينها لبنان.

المبادرة تتولى تدريب معلمين ومدربين محليين على إدارة منهج يعتمد على ممارسة أنشطة رياضية وألعاب مشتركة

وتقوم المبادرة على جمع الأطفال السوريين واللبنانيين للعب معا مباريات كرة القدم تأكيدا لفكرة قبول الآخر.

ويسعي البرنامج إلى زيادة التفاعل بين الأطفال السوريين واللبنانيين في 6 ملاعب تابعة للبلديات اللبنانية.

وتتولى مبادرة (فوتبول نت) تدريب معلمين ومدربين محليين على إدارة منهج يعتمد على ممارسة أنشطة رياضية وألعاب مشتركة وكرة قدم وحوار ومناقشة.

وقالت ميلز “نحن نُخرج الأطفال من البيئة التي يعيشون فيها ونأتي بهم هنا إلى مكان آمن وبيئة مريحة، وهو مكان يمكنهم الذهاب إليه ويمكنهم الشعور فيه بأنهم جزء من فريق بحيث يغرس فيهم ذلك عادات جديدة”.

مبادرة لترسيخ فكرة قبول الآخر

وأشارت المدربة رقية، وهي نفسها لاجئة، إلى أن الأطفال من اللبنانيين والسوريين كانوا يرفضون حتى أن يتصافحوا قبل ذلك.

وأوضحت رقية “هؤلاء الأطفال اللبنانيون والسوريون أيضا، كانوا لا يقبلون حتى أن تتلامس أو تتشابك أيديهم، لكن حاليا يحدث العكس، وكثيرا ما تختار الفتيات بأنفسهن الفريق الذي سينضمون إليه في اللعبة وغالبا ما نلاحظ أن الفتيات اللبنانيات يخترن سوريات معهن في نفس الفريق أو العكس حيث تختار السوريات لاعبات لبنانيات معهن”، وتضيف المدربة “تشعر الفتيات بأنهن عندما يلعبن ضمن نفس الفريق يمكن أن يسجلن نقاطا أكثر ويحققن الانتصار مع بعضهن ودون تمييز حسب الجنسية أو البلد أو غيرها”.

ويرى لاعب كرة القدم الإسباني ديداك رودريغيز أن المدربين والمؤسسة يقومون بعمل رائع ويقول “إنهم يجمعون كل اللاعبين من اللاجئين سواء كانوا من الفتيات أو من الفتيان، فهم لا يهتمون بالجنس، وهو أمر مدهش. نحن في برشلونة لا نأبه بذلك، بالنسبة لنا هي تجربة مدهشة وأتصور أنهم يتقاربون من بعضهم خطوة بعد خطوة”.

وبالنسبة إلى المشاركين فالمبادرة لاقت ثناء لافتا وقد أشادت إحدى المشاركات وتدعى رؤى عدنان رحّال (16 عاما) بالبرنامج المعد وقالت “برنامج رائع جدا وممتع، تعلمنا منه الكثير من الأشياء، من ذلك نقطتان أساسيتان، وهما كرة القدم من ناحية والأخلاق من ناحية ثانية”.

تجربة رائعة للتقارب

وتشير رؤى إلى أن “لعبة كرة القدم علمتنا، كيف نتعامل مع بعضنا في صلب نفس الفريق، وكيف نصبح يدا واحدة ونتعاون، وأيضا كيف نوحد قدراتنا وإمكانياتنا لكي نكون فريقا متحدا ومتماسكا

فنصل إلى تحقيق أهدافنا. أما على مستوى الأخلاق فتعلمنا قيم الاحترام والعمل الجماعي المشترك”.

ويجري تطبيق مبادرة مؤسسة برشلونة الخيرية للاجئين في 4 دول وهي لبنان واليونان وإيطاليا وإسبانيا.

وذكر الموقع الرسمي الإلكتروني لمؤسسة برشلونة أنه من المتوقع أن يستفيد ما يقرب من ثلاثة آلاف طفل من المبادرة في الدول الأربع. ولا تميز مثل هذه المبادرات الخيرية بين الأطفال من ناحية الجنس أو البلد بل تعمل إلى الترويح عليهم وإفادتهم ولو نسبيا باعتبار أن الطفل يحتاج إلى اللعب والتعلم وممارسة هواياته وهي من بين أبسط حقوق الطفل الكونية.

ويتعلم الأطفال عن طريق الألعاب الجماعية، كيف يتعاملون مع الآخر المختلف عنهم بروح التسامح والمشاركة بتلقائية وهو ما أكدته العديد من الدراسات النفسية.

وتفيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن نحو 8 ملايين طفل سوري بحاجة إلى مساعدات داخل بلدهم وضمن الدول التي تستضيفهم، ويعيش أكثر من 500 ألف منهم في لبنان